الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدام- أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما خلف عبد على أهله أفضل من ركعتين يركعهما حين يريد سفرا»
ثم أخرج من طريق الوليد أيضا يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ما أصيب أهل دين بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني.
ومن الرواية عنه ما رواه يحيى بن حمزة الدمشقيّ عنه، وهو من طبقة الوليد بن مسلم عنه، عن الحسن- أنّ معاوية سأل سهل بن الحنظلية، فقال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «الخيل معقود في نواصيها الخير
…
»
الحديث.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هذا عندي وهم، فقد رواه أبو إسحاق الفزاريّ، عن المطعم، عن الحسن بن الحر، عن يعلى بن شداد، عن سهل، قال أبو حاتم، والمطعم عن الحسن البصري لا يصلح، والحسن بن سهل بن الحنظلية لا يجيء.
8633- المقعد
«1»
: أورده المستغفري في الأسماء، فأخرج الحديث الّذي أورده أبو داود، من طريق يزيد بن نمران، قال: رأيت بتبوك رجلا مقعدا، فقال: مررت بين يدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وأنا على حمار
…
الحديث.
قلت: وهو وهم، وإنما هي صفة، ومحلّه أن يذكر في المبهمات.
8634- المقنع:
في المنقع.
8635- المقوقس
«2»
: بفتح القاف وسكون الواو وكسر القاف الثانية بعدها مهملة «3» هو لقب، واسمه جريح بن مينا بن قرقب، ومنهم من لم يذكر مينا كما جزم به أبو عمر الكنديّ في أمراء مصر، فقال: المقوقس بن قرقوب أمير القبط بمصر من قبل ملك الرّوم.
وذكره ابن مندة في الصّحابة، فقال: مقوقس صاحب الإسكندريّة، روى عنه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، ثم ساق من طريق حسين بن حسن الأسواريّ، حدّثنا مندل بن علي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهريّ، عن عبيد اللَّه، حدّثني المقوقس، قال: أهديت إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قدح قوارير، وكان يشرب فيه.
قال: ورواه إسماعيل بن عمرو عن مندل بإسناده، فقال، عن ابن عبّاس، قال: إن المقوقس أهدى إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. انتهى.
(1) أسد الغابة ت (5079) ، تجريد أسماء الصحابة 2/ 92، بقي بن مخلد 818.
(2)
أسد الغابة ت (5080) ، الاستيعاب ت (2594) .
(3)
سقط في ط.
وأخرجه أبو نعيم كذلك، وأخرجه ابن قانع قبلهما، لكنه لم يقل صاحب الإسكندريّة، وساق الحديث من طريق الحسين بن الحسن.
وقد أنكر ابن الأثير ذكره، فقال: لا مدخل له في الصّحابة، فإنه لم يسلم وما زال نصرانيّا، ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر، فلا وجه لذكره، ولهما أمثال هذا.
قلت: لولا قول ابن مندة صاحب الإسكندرية لاحتمل أن يكون ظنّه غيره كما هو ظاهر صنيع ابن قانع، وإن كان لم يصب بذكره في الصّحابة، وإهداء المقوقس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقبوله هديته مشهور عند أهل السّير والفتوح،
قال أبو القاسم ابن عبد الحكم في «فتوح مصر» : حدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قالوا: لما كانت سنة ستّ من مهاجر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ورجع من الحديبيّة بعث إلى الملوك، فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس. فلما انتهى إلى الإسكندريّة وجده في مجلس مشرف على البحر، فركب البحر، فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه، فلما رآه أمر به، فأوصل إليه، فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيّا أن يدعو عليّ فيسلّط علي، فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسّوء؟ قال: فوجم لها. ثم قال له: أعد، فأعاد، ثم قال له حاطب: إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرّبّ الأعلى، فانتقم اللَّه منه، فاعتبر به، وإن لك دينا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه وهو الإسلام، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد، ولسنا ننهاك عن دين عيسى، بل نأمرك به، فقرأ الكتاب فإذا فيه: «من محمّد رسول اللَّه إلى المقوقس عظيم القبط: سلام على من اتّبع الهدى
…
فذكر مثل الكتاب إلى هرقل. فلما فرغ أخذه فجعله في حقّ من عاج، وختم عليه.
ثم ساق من طريق أبان بن صالح، قال: أرسل المقوقس إلى حاطب، فقال: أسألك عن ثلاث. فقال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد اللَّه وحده، ويأمر بالصّلاة خمس صلوات في اليوم والليلة، ويأمر بصيام رمضان، وحجّ البيت، والوفاء بالعهد، وينهي عن أكل الميتة والدّم
…
إلى أن قال: صفه لي. قال:
فوصفته، فأوجزت. قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلّما تفارقه، وبين كتفيه خاتم النبوّة، يركب الحمار، ويلبس الشّملة، ويجتزئ بالتمرات والكسر، ولا يبالي من لاقي من عم ولا ابن عمّ؟ قال: هذه صفته، وقد كنت أظن أن مخرجه بالشّام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا، ولا أحبّ أن يعلم بمحادثتي إيّاك أحد.
قال أبو القاسم: وحدّثنا هشام بن إسحاق وغيره، قال: ثم دعا كاتبا يكتب بالعربيّة، فكتب: لمحمد بن عبد اللَّه من المقوقس. سلام. أما بعد فقد قرأت كتابك
…
وذكر نحو ما ذكر لحاطب، وزاد: وقد أكرمت رسولك، وأهديت إليك بغلة لتركبها، وبجاريتين لهما مكان في القبط، وبكسوة. والسّلام.
وقال أبو القاسم أيضا: حدّثنا هانئ بن المتوكل، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني يزيد بن أبي حبيب- أن المقوقس لما أتاه الكتاب ضمّه إلى صدره، وقال: هذا زمان يخرج فيه النبيّ الّذي نجد نعته في كتاب اللَّه، وإنا نجد من نعته أنه لا يجمع بين أختين، وأنه يقبل الهديّة، ولا يقبل الصّدقة، وأن جلساءه المساكين، ثم دعا رجلا عاقلا ثم لم يدع بمصر أحسن ولا أجمل من مارية وأختها، فبعث بهما إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وبعث بغلة شهباء، وحمارا أشهب، وثيابا من قباطي مصر، وعسلا من عسل بنها، وبعث إليه بمال وصدقة، وأمر رسوله أن ينظر من جلساؤه؟ وينظر إلى ظهره، هل يرى شامة كبيرة ذات شعرات؟
ففعل ذلك، فقدّم الأختين والدّابتين والعسل والثّياب، وأعلمه أن ذلك كله هديّة، فقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الهديّة، ولما نظر إلى مارية وأختها أعجبتاه، وكره أن يجمع بينهما، فذكر القصّة، وسيأتي في ترجمة مارية إن شاء اللَّه تعالى.
قال: وكانت البغلة والحمار أحبّ دوابه إليه، وسمّى البغلة دلدل، وسمى الحمار يعفور، وأعجبه العسل، فدعا في عسل بنها بالبركة، وبقيت تلك الثياب حتى كفّن في بعضها، وكذا قال.
والصّحيح ما في الصّحيح في حديث عائشة أنه صلى الله عليه وآله وسلم كفّن في ثياب يمانية.
وذكر الواقديّ: حدّثنا محمد بن يعقوب الثقفي، عن أبيه، قال: حدّثنا عبد الملك بن عيسى، وعبد اللَّه بن عبد الرّحمن بن يعلي بن كعب الثقفيان، وغيرهم، كلّ حدّثني بطائفة من الحديث، عن المغيرة بن شعبة، في قصّة خروجهم من الطّائف إلى المقوقس بأنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خلصتم إليّ، ومحمّد وأصحابه بيني وبينكم؟ قالوا:
لصقنا بالبحر. قال: فكيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟ قالوا: ما تبعه منا رجل واحد. قال:
فكيف صنع قومه؟ قالوا: تبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه في مواطن كثيرة. قال: فإلى ماذا يدعو؟ قالوا: إلى أن نعبد اللَّه وحده، ونخلع ما كان يعبد آباؤنا، ويدعو إلى الصّلاة والزّكاة، ويأمر بصلة الرّحمن، ووفاء العهد، وتحريم الزّنا والرّبا والخمر. فقال المقوقس: