الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8491- المنهال التميميّ:
من رهط مالك بن نويرة.
له إدراك، ذكره الزّبير بن بكّار في «الموفقيّات» ، عن حبيب بن زيد الطائي أو غيره.
قال: مرّ المنهال على أشلاء مالك بن نويرة هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد، فأخرج من خريطة له ثوبا فكفّنه فيه ودفنه، وفي ذلك يقول متمم:
لقد غيّب المنهال تحت ردائه
…
فتى غير مبطان العشيّات أروعا
[الطويل] وقال المفضّل الضّبيّ: لم يكفّنه المنهال، ولكنه مرّ على جسده وهو ملقى بعد أن قتل فألقى عليه رداءه، وكذلك كانوا يفعلون بالقتيل يسترونه.
قلت: والأول أولى، لقوله فيه، ثم دفنه.
الميم بعدها الهاء
8492- مهلهل بن زيد:
الخيل الطائيّ.
لم يذكروه في الوفد. وذكر سيف في «الفتوح» أنه أرسل إلى ضرار بن الأزور في حال محاربة طليحة بن خويلد الّذي ادّعى النبوة: إن طليحة دهمكم فأعلمني، فإن معي حد «1» العرب ونحن بالإكثار بجبال فيد.
وهذا يدلّ على أنه كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فإن قصة طليحة كانت في خلافة أبي بكر وأبوه زيد الخيل صحابيّ معروف.
الميم بعدها الياء
8493- ميثم التمار الأسديّ:
نزل الكوفة وله بها ذرية،
ذكره المؤيد بن النعمان الرافضيّ في مناقب عليّ رضي الله عنه، وقال: كان ميثم التمار عبدا لامرأة من بني أسد، فاشتراه عليّ منها، وأعتقه، وقال له:
ما اسمك؟ قال: سالم. قال: أخبرني رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم أن اسمك الّذي سماك به أبواك في العجم ميثم. قال: صدق اللَّه ورسوله وأمير المؤمنين، واللَّه إنه لاسمي.
قال: فارجع إلى اسمك الّذي سماك به رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم ودع سالما، فرجع ميثم، واكتنى بأبي سالم، فقال عليّ ذات يوم: إنك تؤخذ بعدي فتصلب وتطعن بحربة، فإذا جاء اليوم الثالث ابتدر منخراك وفرك دما فتخضب لحيتك وتصلب على باب
(1) في أ: جد.
عمرو بن حريث عاشر عشرة، وأنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، وامض حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها، فأراه إياها.
وكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها، ويقول: بوركت من نخلة لك خلقت، ولي غذيت، فلم يزل يتعاهدها حتى قطعت، ثم كان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إني مجاورك فأحسن جواري، فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد.
ثم حجّ في السنة التي قتل فيها، فدخل غلام أمّ سلمة أم المؤمنين، فقالت له: من أنت؟ قال: أنا ميثم. فقال: واللَّه لربما سمعت من رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يذكرك ويوصي بك عليا، فسألها عن الحسين، فقالت: هو في حائط له، فقال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه فلم أجده، ونحن ملتقون عند ربى العرش إن شاء اللَّه تعالى، فدعت أمّ سلمة بطيب فطيبت به لحيته، فقالت له: أما إنها ستخضب بدم.
فقدم الكوفة، فأخذه عبيد اللَّه بن زياد، فأدخل عليه، فقال له: هذا كان آثر الناس عند علي. قال: ويحكم! هذا الأعجمي! فقيل له: نعم. فقال له: أين ربك؟ قال: بالمرصاد للظّلمة، وأنت منهم. قال: إنك على أعجميتك لتبلغ الّذي تريد، أخبرني ما الّذي أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك. قال: أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة، وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة. قال: لنخالفنه. قال: كيف تخالفه؟ واللَّه ما أخبرني إلا عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، عن جبرائيل، عن اللَّه، ولقد عرفت الموضع الّذي أصلب فيه، وأني أول خلق اللَّه ألجم في الإسلام، فحسبه وحبس معه المختار بن عبيد، فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت، وتخرج ثائرا بدم الحسين، فتقتل هذا الّذي يريد أن يقتلك.
فلما أراد عبيد اللَّه أن يقتل المختار وصل بريد من يزيد يأمره بتخلية سبيله، فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فلما رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان واللَّه يقول لي: إني مجاورك، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من ألجم في الإسلام، فلما كان اليوم الثالث من صلبه طعن بالحربة فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دما، وكان ذلك قبل مقدم الحسين العراق بعشرة أيام.
قلت: ويأتي له حديث عن علي في ترجمة أبي طالب بن عبد المطلب في الكنى.
وتقدم لميثم هذا ذكر في ترجمة ميثم آخر في القسم الأول منه فليراجع منه
.