الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وقد تقدم ذكره في حديث سويد بن قيس، قال: جلبت أنا ومخرمة أو مخرفة العبديّ، فذكر الحديث، أخرجه البغويّ، وأخرجه ابن قانع من طريقه، فقال: عن مخرمة بالميم، قال الدّار الدّارقطنيّ: وهم أيوب في ذلك، وقال ابن السّكن: لم يصنع شيئا.
وأخرجه ابن قانع أيضا من رواية سفيان، عن سماك، فزاد فيه بينه وبين مخرمة مليحا العنزيّ، وفي سنده المسيب بن واضح فيه مقال.
7855- مخرمة بن شريح الحضرميّ
«1»
: تقدم في شريح الحضرميّ.
7856- مخرمة بن القاسم
«2»
: بن مخرمة بن المطلب القرشيّ المطلبيّ.
ذكره ابن إسحاق في المغازي، فقال فيمن أعطاهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من تمر خيبر، فقال: وأعطي ابن القاسم بن مخرمة ثلاثين وسقا، ولم يسمّه، وسماه الزبير بن بكّار، قال: وكانت الأوساق أربعين [وسقا]
«3» .
7857- مخرمة بن نوفل
«4»
: بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أبو صفوان، وأبو المسور، الزهريّ.
أمه رقيقة بنت أبي ضيفي بن هاشم بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وهو والد المسور بن مخرمة الصّحابي المشهور.
قال الزّبير بن بكّار: كان من مسلمة الفتح، وكانت له سنّ عالية وعلم بالنسب، فكان يؤخذ عنه النسب.
وزاد ابن سعد: وكان عالما بأنصاب الحرم، فبعثه عمر هو، وسعيد بن يربوع، وأزهر بن عبد عوف، وحويطب بن عبد العزّى، فجدّدوها، وذكر أن عثمان بعثهم أيضا.
وأخرج الزبير بن بكار من حديث ابن عباس أنّ جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه
(1) أسد الغابة ت 4796، الاستيعاب ت 2377.
(2)
أسد الغابة ت 4797.
(3)
سقط في أ.
(4)
أسد الغابة ت 4798، الاستيعاب ت 2378، تاريخ ابن معين 209، طبقات خليفة 21، 278، تاريخ خليفة 223، المعارف 313، معجم الطبراني الكبير 6/ 79، الجرح والتعديل 4/ 72، المستدرك 3/ 490، ابن عساكر 7/ 182/ 2، تهذيب الكمال 511، تاريخ الإسلام 2/ 289، العبر 1/ 59، تهذيب التهذيب 4/ 60، 61، خلاصة تذهيب الكمال 144، شذرات الذهب 1/ 60.
السلام أنصاب الحرم، فنصبها ثم جدّدها إسماعيل، ثم جددها قصيّ بن كلاب، ثم جدّدها النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ثم بعث عمر الأربعة المذكورين فجدّدوها.
وفي سنده عبد العزيز بن عمران، وفيه ضعف.
وأخرج أبو سعيد بن الأعرابيّ في معجمه، من طريق عبد العزيز بن عمران عن أبي حويصة، قال: يحدث مخرمة بن نوفل عن أمه رقيقة بنت أبي صيفي، وكانت والدة عبد المطلب بن هاشم، قال: تتابعت على قريش سنون، فذكر قصة استسقاء عبد المطلب، وفيه شعر رقيقة الّذي أوله:
لشيبة الحمد أسقى اللَّه بلدتنا
الأبيات.
وقد وقعت لنا هذه القصّة في نسخة زكريا بن يحيى الطّائي، من روايته، عن عمّ أبيه زخر بن حصن، عن جده حميد بن منهب، حدّثنا عمي عروة بن مضرّس، قال: تحدث مخرمة بن نوفل
…
فذكرها بطولها.
ورويناها بعلو في أمالي أبي القاسم عيسى بن علي بن الجراح.
وأخرج عباس الدّوريّ في «تاريخ يحيى بن معين» والطّبرانيّ، من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، عن أبيه، قال: لما أظهر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام أسلّم أهل مكّة كلّهم، حتى إن كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ليقرأ السجدة فيسجدون، ما يستطيع بعضهم أن يسجد من الزّحام، حتى قدم رؤساء قريش: أبو جهل بن هشام، وعمه الوليد بن المغيرة، وغيرهما، وكانوا بالطّائف، فقالوا: تدّعون دين آبائكم؟ فكفروا.
وقال ابن إسحاق في «المغازي» حدّثني عبد اللَّه بن أبي بكر بن حزم، وغيره، قالوا:
وأعطى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم يعني من غنائم حنين دون المائة رجلا من قريش من المؤلّفة، فذكر فيهم مخرمة بن نوفل.
وذكر الواقديّ أنه أعطاه خمسين بعيرا.
وذكر البخاريّ في «الصّحيح» من طريق الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة- أن أباه قال له: يا بني، بلغني أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قدمت عليه أقبية وهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، فذهبنا فوجدنا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في منزله،
فقال: يا بني، ادع لي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فأعظمت ذلك، وقلت: أدعو لك رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا بنيّ، إنه ليس بجبار، فدعوته فخرج وعليه قباء من ديباج مزوّر «1» بالذّهب، فقال: يا مخرمة، هذا خبأناه لك، فأعطاه إياه.
وللحديث طرق عن ابن أبي مليكة، وفي بعضها أنه قال للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت أرى أن تقسم في قريش قسما فتخطئني.
وعند البغويّ وأبي يعلى من طريق صالح بن حاتم بن وردان، عن أبيه، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية نحو الأول، وزاد: قلت لحاتم: ولم فعل ذلك؟ قال: كان يتّقي لسانه.
قال الزّبير بن بكّار: حدّثني مصعب بن عثمان وغيره أنّ المسور بن مخرمة مرّ بأبيه وهو يخاصم رجلا، فقال له: يا أبا صفوان، أنصف الناس، فقال: من هذا، قال: من ينصحك ولا يغشك، قال: مسور؟ قال: نعم، فضرب بيده في ثوبه، وقالت: اذهب بنا إلى مكّة أريك بيت أمي، وتريني بيت أمّك، فقال: يغفر اللَّه لك، يا أبت، شرفي شرفك، وكانت أم المسور عاتكة بنت عوف أخت عبد الرحمن.
وبه قال: لما حضرت مخرمة الوفاة بكته بنته، فقالت: وا أبتاه! كان هينا لينا، فأفاق فقال: من النّادبة؟ قالوا: ابنتك. قال: تعالى، ما هكذا يندب مثلي، قولي: وا أبتاه، كان شهما شيظميّا، كان أبيّا عصيّا.
قال الزّبير: وحدثني عبد الرحمن بن عبد أن الزهريّ قال: قال معاوية: من لي بمخرمة بن نوفل ما يضعني من لسانه تنقّصا، فقال له عبد الرّحمن بن الأزهر: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين. فبلغ لذلك مخرمة. فقال: جعلني عبد الرحمن يتيما في حجره، يزعم لمعاوية أنه يكفيه إياي! فقال له ابن برصاء الليثي: إنه عبد الرحمن بن الأزهر، فرفع عصا في يده فشجّه، وقال: أعداؤنا في الجاهليّة وحسّادنا في الإسلام!
وأخرج البغويّ من طريق حماد بن زيد، عن أيّوب، عن ابن أبي مليكة، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمخرمة بن نوفل: «يا أبا المسور» .
قال ابن سعد وخليفة وابن البرقي، وآخرون: مات سنة أربع وخمسين، وقال الواقديّ: مات سنة خمس وخمسين، قالوا: وعاش مائة وخمس عشرة سنة، وكان أعمى، وله قصة تذكر في ترجمة النعيمان.
(1) التزوير: التزويق والتحسين، وزورت الشيء: حسنته وقومته. اللسان 3/ 1889.