الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هَذَا يَا رَسُوْلَ اللهِ؟
قَالَ: (شَوْقُ الحَبِيْبِ إِلَى الحَبِيْبِ (1)) .
رَوَاهُ: مُسَدَّدٌ، وَسُلَيْمَانُ بن حَرْبٍ عَنْهُ.
حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَاسْتَقْبَلَتْنِي جَارِيَةٌ شَابَّةٌ.
فَقُلْتُ: لِمَنْ أَنْتِ؟
قَالَتْ: أَنَا لِزَيْدِ بنِ حَارِثَةَ (2)) .
إِسْنَادُهُ حَسَنٌ (3) .
37 - عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *
ابْنِ ثَعْلَبَةَ.
الأَمِيْرُ، السَّعِيْدُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، البَدْرِيُّ، النَّقِيْبُ، الشَّاعِرُ.
لَهُ: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَنْ بِلَالٍ.
حَدَّثَ عَنْهُ: أَنَسُ بنُ مَالِكٍ، وَالنُّعْمَانُ بنُ بَشِيْرٍ، وَأَرْسَلَ عَنْهُ: قَيْسُ بنُ أَبِي
(1) رجاله ثقات.
لكنه منقطع.
خالد بن سملة هو ابن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي من الطبقة الخامسة.
قتل سنة (132) بواسط لما زالت دولة بني أمية.
وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 32 وقد تحرفت فيه " خالد بن سلمة " إلى " خالد بن شمير ".
(2)
إسناده حسن.
وقد ذكره صاحب الكنز (33299) و (33302) ونسبه إلى الروياني، والضياء في المختارة، وابن عساكر.
(3)
سقط من المطبوع عبارة " إسناده حسن ".
(*) مسند أحمد: 3 / 451، طبقات ابن سعد: 6 / 2 / 79، طبقات خليفة: 93، تاريخ خليفة: 86 - 87، التاريخ الصغير: 1 / 23، الجرح والتعديل: 5 / 50، الاستبصار: 108 - 112، حلية الأولياء: 1 / 118 - 121، الاستيعاب: 6 / 171، ابن عساكر: 9 / 99 / 2، أسد الغابة: 3 / 234، تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 265، تهذيب الكمال: 681، العبر: 1 / 9، مجمع الزوائد: 9 / 316، تهذيب التهذيب: 5 / 212، الإصابة: 6 / 77، خلاصة تذهيب الكمال: 197، كنز العمال: 13 / 449 - 425، شذرات الذهب: 1 / 12، تهذيب تاريخ ابن عساكر: 7 / - 390 397.
حَازِمٍ، وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعطَاءُ بنُ يَسَارٍ، وَعِكْرِمَةُ، وَغَيْرُهُم.
شَهِدَ بَدْراً، وَالعَقَبَةَ.
وَيُكْنَى: أَبَا مُحَمَّدٍ، وَأَبَا رَوَاحَةَ، وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ.
وَهُوَ خَالُ النُّعْمَانِ بنِ بَشِيْرٍ.
وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ الأَنْصَارِ.
اسْتَخْلَفَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى المَدِيْنَةِ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ المَوْعِدِ (1) ، وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام سَرِيَّةً فِي ثَلَاثِيْنَ رَاكِباً، إِلَى أُسَيْرِ (2) بنِ رِزَامٍ اليَهُوْدِيِّ بِخَيْبَرَ، فَقَتَلَهُ.
قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَارِصاً عَلَى خَيْبَرَ (3) .
قُلْتُ: جَرَى ذَلِكَ مَرَّةً وَاحِدَةً، وَيُحْتَمَلُ - عَلَى بُعْدٍ - مَرَّتَيْنِ.
قَالَ قُتَيْبَةُ: ابْنُ رَوَاحَةَ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَخَوَانِ لأُمٍّ.
أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، عَنْ زِيَادٍ النَّمِيْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
كَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ إِذَا لَقِيَ الرَّجُلَ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُوْلُ: تَعَالَ نُؤْمِنْ سَاعَةً.
فَقَالَهُ يَوْماً لِرَجُلٍ، فَغَضِبَ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
يَا رَسُوْلَ اللهِ! أَلَا تَرَى ابْنَ رَوَاحَةَ يَرْغَبُ عَنْ إِيْمَانِكَ إِلَى إِيْمَانِ سَاعَةٍ.
فَقَالَ: (رَحِمَ اللهُ ابْنَ رَوَاحَةَ، إِنَّهُ يُحِبُّ المَجَالِسَ الَّتِي تَتَبَاهَى بِهَا المَلَائِكَةُ)(4) .
(1) بدر الموعد: هي التي تواعدوا عليها من أحد.
وذلك أن أبا سفيان لما انصرف منها نادى: إن موعدكم بدر، العام المقبل.
ولما رجع النبي، صلى الله عليه وسلم، من غزوة ذات الرقاع أقام في المدينة إلى شعبان حيث خرج لميعاد أبي سفيان.
وخرج أبو سفيان حتى نزل مجنة من ناحية الظهران ثم رجع ورجع الناس، فسماهم أهل مكة: جيش السويق، إذ يقولون: خرجتم تشربون السويق.
(2)
في " سيرة ابن هشام " 2 / 618، وفي الطبري 3 / 155، وفي " سيرة ابن كثير " 3 / 418، " يسير " وأما في " الطبقات " 3 / 2 / 79 فهو " أسير ".
(3)
ابن سعد 3 / 1 / 79.
(4)
أخرجه أحمد 3 / 265 وإسناده ضعيف لسوء حفظ عمارة وهو ابن زاذان، ولضعف زياد بن عبد الله النميري.
حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: حَدَّثَنَا ثَابِتٌ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، فَسَمِعَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ:(اجْلِسُوا) .
فَجَلَسَ مَكَانَهُ خَارِجَ المَسْجِدِ حَتَّى فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:(زَادَكَ اللهُ حِرْصاً عَلَى طَوَاعِيَةِ اللهِ وَرَسُوْلِهِ (1)) .
وَرُوِيَ بَعْضُهُ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ (2) .
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عِمْرَانَ الجَوْنِيُّ:
أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ.
فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ، وَإِلَاّ فَاشْفِهِ) .
فَوَجَدَ خِفَّةً، فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُمِّي قَالَتْ: وَاجَبَلَاهُ، وَاظَهْرَاهُ! وَمَلَكٌ رَفَعَ مِرْزَبَةً مِنْ حَدِيْدٍ، يَقُوْلُ: أَنْتَ كَذَا، فَلَوْ قُلْتُ: نَعَمْ، لَقَمَعَنِي بِهَا (3) .
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنْ كُنَّا لَنَكُوْنُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ فِي اليَوْمِ
(1) إسناده صحيح، لكنه مرسل.
وذكره الحافظ في " الإصابة " 6 / 78، قال: أخرجه البيهقي بسند صحيح من طريق: ثابت، عن ابن أبي ليلى
…
وأخرجه من وجه آخر إلى هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، والمرسل أصح سندا.
ونسبه صاحب " الكنز "(37173) إلى ابن عساكر.
(2)
ذكره الحافظ ابن حجر في " الإصابة " 6 / 78 وقال الهيثمي في " المجمع " 9 / 316: رواه الطبراني في الأوسط وفيه إبراهيم بن إسماعيل، بن مجمع.
وهو ضعيف.
(3)
أخرجه بتمامه ابن سعد 3 / 2 / 82 من مرسل أبي عمران الجوني.
وقوله " أمي " خطأ.
والصواب - ما ثبت في صحيح البخاري (4267) في المغازي: باب غزوة مؤتة من أرض الشام، من طريق عمران بن ميسرة، عن محمد بن فضيل، عن حصين، عن عامر، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال: أغمي على عبد الله بن رواحة، فجعلت أخته عمرة تبكي: واجبلاه، واكذا، واكذا تعدد عليه.
فقال حين أفاق: ما قلت شيئا إلا قيل لي: أنت كذلك؟ " - أن الباكية أخته عمرة وليست أمه.
وهي والدة النعمان بن بشير راوي الحديث.
وانظر " سنن البيهقي " 4 / 64.
الحَارِّ مَا فِي القَوْمِ أَحَدٌ صَائِمٌ إِلَاّ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ (1) .
رَوَاهُ: غَيْرُ وَاحِدٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْهُ.
مَعْمَرٌ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:
تَزَوَّجَ رَجُلٌ امْرَأَةَ ابْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَ لَهَا: تَدْرِيْنَ لِمَ تَزَوَّجْتُكِ؟ لِتُخْبِرِيْنِي عَنْ صَنِيْعِ عَبْدِ اللهِ فِي بَيْتِهِ.
فَذَكَرَتْ لَهُ شَيْئاً لَا أَحْفَظُهُ، غَيْرَ أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَإِذَا دَخَلَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، لَا يَدَعُ ذَلِكَ أَبَداً (2) .
قَالَ عُرْوَةُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُوْنَ} ، قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ: أَنَا مِنْهُم.
فَأَنْزَلَ اللهُ: {إِلَاّ الَّذِيْنَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ (3) } .
قَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ شُعَرَاءُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ، وَحَسَّانَ بنَ ثَابِتٍ، وَكَعْبَ بنَ مَالِكٍ.
قِيْلَ: لَمَّا جَهَّزَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى مُؤْتَةَ الأُمَرَاءَ الثَّلَاثَةَ، فَقَالَ: (الأَمِيْرُ زَيْدٌ،
(1) أخرجه البخاري (1945) في الصوم، رقم الباب: 35 ولفظه: عن أبي الدرداء قال: " خرجنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، في بعض أسفاره، في يوم حار.
حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي، صلى الله عليه وسلم، وابن رواحة ".
ومسلم (1122) في الصيام: باب التخيير في الصوم والفطر في السفر، وما بعده.
وأبو داود (2409) في الصوم: باب من اختار الصيام.
وابن ماجه (1663) في الصيام: باب ما جاء في الصوم في السفر.
(2)
رجاله ثقات.
ونسبه الحافظ في " الإصابة " 6 / 78 - 79 إلى ابن المبارك في الزهد وصحح سنده.
(3)
أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 81 من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، ونقله الحافظ في " الإصابة " 6 / 79. وزاد السيوطي نسبته في " الدر المنثور " 5 / 99 إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن عساكر وانظر ابن هشام 2 / 373.
فَإِنْ أُصِيْبَ فَجَعْفَرٌ، فَإِنْ أُصِيْبَ فَابْنُ رَوَاحَةَ) .
فَلَمَّا قُتِلَا، كَرِهَ ابْنُ رَوَاحَةَ الإِقْدَامَ، فَقَالَ:
أَقْسَمْتُ يَا نَفْسُ لَتَنْزِلَنَّهْ
…
طَائِعَةً أَوْ لَا لَتُكْرَهِنَّهْ
فَطَالَمَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ
…
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِيْنَ الجَنَّهْ (1)
فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
قَالَ مُدْرِكُ بنُ عُمَارَةَ: قَالَ ابْنُ رَوَاحَةَ:
مَرَرْتُ بِمَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:(كَيْفَ تَقُوْلُ الشِّعْرَ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَقُوْلَ؟) .
قُلْتُ: أَنْظُرُ فِي ذَاكَ، ثُمَّ أَقُوْلُ.
قَالَ: (فَعَلَيْكَ بِالمُشْرِكِيْنَ) .
ولَمْ أَكُنْ هَيَّأْتُ شَيْئاً، ثُمَّ قُلْتُ:
فَخَبِّرُوْنِي أَثْمَانَ العَبَاءِ مَتَى
…
كُنْتُمْ بَطَارِقَ أَوْ دَانَتْ لَكُم مُضَرُ؟
فَرَأَيْتُهُ قَدْ كَرِهَ هَذَا أَنْ جَعَلْتُ قَوْمَهُ أَثْمَانَ العَبَاءِ، فَقُلْتُ:
يَا هَاشِمَ الخَيْرِ، إِنَّ اللهَ فَضَّلَكُمْ
…
عَلَى البَرِيِّةِ فَضْلاً مَا لَهُ غِيْرُ
إِنِّي تَفَرَّسْتُ فِيْكَ الخَيْرَ أَعْرِفُهُ
…
فِرَاسَةً خَالَفَتْهُم فِي الَّذِي نَظَرُوا
وَلَوْ سَأَلْتَ إِنْ اسْتَنْصَرْتَ بَعْضَهُمُ
…
فِي حِلِّ أَمْرِكَ مَا آوَوْا وَلَا نَصَرُوا
فَثَبَّتَ اللهُ مَا آتَاكَ مِنْ حَسَنٍ
…
تَثْبِيْتَ مُوْسَى وَنَصْراً كَالَّذِي نُصِرُوا
فَأَقْبَلَ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ مُسْتَبْشِراً، وَقَالَ:(وَإِيَّاكَ فَثَبَّتَ اللهُ)(2) .
(1) الخبر عند ابن هشام 2 / 379، والابيات هناك ثلاثة، والنص مختلف.
وكذلك في " الاستيعاب " 6 / 174.
(2)
أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 80 - 81، وابن هشام 2 / 374، والابيات هناك ثلاثة وبغير هذا الترتيب.
وفي " أسد الغابة " 3 / 235 وفي " الإصابة " 6 / 79 - 80 وفيها بيت واحد.
وانظر " تهذيب ابن عساكر " 7 / 393.
وَقَالَ ابْنُ سِيْرِيْنَ: كَانَ حَسَّان، وَكَعْبٌ يُعَارِضَانِ المُشْرِكِيْنَ بِمِثْلِ قَوْلِهِم بِالوَقَائِعِ، وَالأَيَّامِ، وَالمَآثِرِ، وَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يُعَيِّرُهُم بِالكُفْرِ، وَيَنْسِبُهُم إِلَيْهِ، فَلَمَّا أَسْلَمُوا وَفَقِهُوا كَانَ أَشدَّ عَلَيْهِم.
ثَابِتٌ: عَنْ أَنَس، قَالَ:
دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ، وَابْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَقُوْلُ:
خَلُّوا بَنِي الكُفَّارِ عَنْ سَبِيْلِهِ
…
اليَوْمَ نَضْرِبْكُم عَلَى تَنْزِيْلِهِ
ضَرْباً يُزِيْلُ الهَامَ عَنْ مَقِيْلِهِ
…
وَيُذْهِلُ الخَلِيْلَ عَنْ خَلِيْلِهِ
فَقَالَ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ! فِي حَرَمِ اللهِ، وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللهِ تَقُوْلُ الشِّعْرَ؟
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (خَلِّ يَا عُمَرُ، فَهُوَ أَسْرَعُ فِيْهِم مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ) .
وَفِي لَفْظٍ: (فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَكَلَامُهُ عَلَيْهِم أَشَدُّ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ)(1) .
وَرَوَاهُ: مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ (2) : وَجَاءَ فِي غَيْرِ هَذَا الحَدِيْثِ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ القَضَاءِ، وَكَعْبٌ يَقُوْلُ ذَلِكَ.
قَالَ: وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ العِلْمِ، لأَنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ قُتِلَ يَوْمَ مُؤْتَةَ،
(1) إسناده قوي.
وأخرجه الترمذي (2851) في الأدب: باب ما جاء في إنشاد الشعر.
وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
والنسائي 5 / 202 في الحج: باب إنشاد الشعر في الحرم والمشي بين يدي الامام، وصححه ابن حبان (2020) و (2021)، وقال الحافظ في " الإصابة " 6 / 80: وأخرجه أبو يعلى بسند حسن، وانظر " سيرة ابن كثير " 3 / 428 - 433.
(2)
سقطت لفظة " الترمذي " من المطبوع.
وَإِنَّمَا كَانَتْ عُمْرَةُ القَضَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ (1) .
قُلْتُ: كَلَاّ، بَلْ مُؤْتَةُ بَعْدَهَا بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ جَزْماً.
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: قُلْتُ لأَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ:
فَحَدِيْثُ أَنَسٍ: دَخَلَ النَّبِيُّ عليه الصلاة والسلام مَكَّةَ وَابْنُ رَوَاحَةَ آخِذٌ بِغِرْزِهِ (2) ؟
فَقَالَ: لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ.
وَعَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ:
أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لابْنِ رَوَاحَةَ: (انْزِلْ، فَحَرِّكِ الرِّكَابَ) .
قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَقَدْ تَرَكْتُ قَوْلِي.
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: اسْمَعْ وَأَطِعْ.
فَنَزَلَ، وَقَالَ:
تَاللهِ لَوْلَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا
…
وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
وَسَاقَ بَاقِيْهَا (3) .
إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:
بَكَى ابْنُ رَوَاحَةَ، وَبَكَتِ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا لَكِ؟
قَالَتْ: بَكَيْتُ لِبُكَائِكَ.
فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنِّي وَارِدٌ النَّارَ،
(1) قال الترمذي هذا الكلام، بعد الحديث (3851) مباشرة.
وتعقبه الحافظ في " الفتح " 7 / 384 في المغازي: باب عمرة القضاء، بعد أن نقل كلام الترمذي - قائلا: وهو ذهول شديد وغلط مردود.
وما أدري كيف وقع الترمذي في ذلك مع وفور معرفته، ومع أن في قصة عمرة القضاء اختصام جعفر وأخيه علي وزيد بن حارثة في بنت حمزة.
وجعفر قتل وزيد وابن رواحة في موطن واحد.
فكيف يخفى على الترمذي مثل هذا؟ !
(2)
الغرز هو الركاب، وقد تحرفت في المطبوع إلى:" ببعيره ".
(3)
رجاله ثقات، لكنه مرسل.
وأخرجه ابن سعد 3 / 2 / 80 من طريق: إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم.
والنص أطول.
وفيه: " يا رب لولا أنت ما اهتدينا ".
وَمَا أَدْرِي أَنَاجٍ مِنْهَا أَمْ لَا (1) .
الزُّهْرِيُّ: عَنْ سُلَيْمَانَ بنِ يَسَارٍ:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَبْعَثُ ابْنَ رَوَاحَةَ إِلَى خَيْبَرَ، فَيَخْرُصُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَهُوْدَ.
فَجَمَعُوا حُلِيّاً مِنْ نِسَائِهِم، فَقَالُوا: هَذَا لَكَ، وَخَفِّفْ عَنَّا.
قَالَ: يَا مَعْشَرَ يَهُوْدَ! وَاللهِ إِنَّكُم لَمِنْ أَبْغَضِ خَلْقِ اللهِ إِلَيَّ، وَمَا ذَاكَ بِحَامِلِي عَلَى أَنْ أَحِيْفَ عَلَيْكُم، وَالرِّشْوَةُ سُحْتٌ.
فَقَالُوا: بِهَذَا قَامَتِ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ (2) .
وَحَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَبْدِ اللهِ - فِيْمَا نَحْسِبُ - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نَحْوَهُ.
أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُسْندِ بِالمِزَّةِ، أَنْبَأَنَا
(1) رجاله ثقات لكنه مرسل.
قال السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 282: أخرج ابن المبارك، وأحمد في الزهد، وابن عساكر، عن بكر بن عبد الله المزني قال: لما نزلت هذه الآية [وإن منكم إلا واردها] ذهب عبد الله بن رواحة إلى بيته فبكى، فجاءت المرأة فبكت، وجاءت الخادم فبكت.
وجاء أهل البيت فجعلوا يبكون.
فلما انقطعت عبرتهم قال: يا أهلاه ما الذي أبكاكم؟ قالوا: لا ندري.
ولكن رأيناك بكيت فبكينا.
قال: إنه أنزلت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، آية ينبئني فيها ربي تبارك وتعالى أني وارد النار، ولم ينبئني أني صادر عنها، فذاك الذي أبكاني.
وأخرج أبو نعيم في " الحلية " 1 / 118 من طريق: فاروق بن عبد الكبير، حدثنا زياد بن الخليل، حدثنا إبراهيم بن محمد بن فليح، حدثنا موسى بن عقبة، عن ابن شهاب الزهري قال: زعموا أن ابن رواحة بكى حين أراد الخروج إلى مؤتة.
فبكى أهله حين رأوه يبكي فقال: والله ما بكيت جزعا من الموت، ولا صبابة لكم.
ولكني بكيت من قول الله عزوجل (وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا) فأيقنت أني واردها.
ولم أدر أنجو منها أم لا.
وانظر تهذيب ابن عساكر 7 / 395.
(2)
قال ابن هشام في " السيرة " 2 / 345: فكان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما حدثني عبد الله بن أبي بكر، يبعث عبد الله بن رواحة خارصا بين المسلمين ويهود.
فإذا قالوا: تعديت علينا، قال: إن شئتم فلكم، وإن شئتم فلنا.
فتقول يهود: بهذا قامت السماوات والارض.
عَبْدَانُ بنُ رَزِيْنٍ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ الفَقِيْهُ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ بنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ الزَّيْدِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عِيَاذٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيْزِ ابْنُ أَخِي المَاجِشُوْنِ:
بَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَتْ لِعَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ جَارِيَةٌ يَسْتَسِرُّهَا عَنْ أَهْلِهِ، فَبَصُرَتْ بِهِ امْرَأَتُهُ يَوْماً قَدْ خَلَا بِهَا، فَقَالَتْ: لَقَدِ اخْتَرْتَ أَمَتَكَ عَلَى حُرَّتِكَ؟
فَجَاحَدَهَا ذَلِكَ.
قَالَتْ: فَإِنْ كُنْتَ صَادِقاً، فَاقْرَأْ آيَةً مِنَ القُرْآنِ.
قَالَ:
شَهِدْتُ بِأَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ
…
وَأَنَّ النَّارَ مَثْوَى الكَافِرِيْنَا
قَالَتْ: فَزِدْنِي آيَةً.
فَقَالَ:
وَأَنَّ العَرْشَ فَوْقَ المَاءِ طَافٍ
…
وَفَوْقَ العَرْشِ رَبُّ العَالَمِيْنَا
وَتَحْمِلُهُ مَلَائِكَةٌ كِرَامٌ
…
مَلَائِكَةُ الإِلَهِ مُقَرَّبِيْنَا
فَقَالَتْ: آمَنْتُ بِاللهِ، وَكَذَّبْتُ البَصَرَ.
فَأَتَى رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثَهُ، فَضَحِكَ، وَلَمْ يُغَيِّرْ (1) عَلَيْهِ (2) .
ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، أَنَّ نَافِعاً حَدَّثَهُ، قَالَ:
كَانَت لابْنِ رَوَاحَةَ امْرَأَةٌ، وَكَانَ يَتَّقِيْهَا، وَكَانَتْ لَهُ جَارِيَةٌ، فَوَقَعَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ، فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ!
قَالَتْ: اقْرَأْ عَلَيَّ إِذاً، فَإِنَّكَ جُنُبٌ.
فَقَالَ:
شَهِدْتُ بِإِذْنِ اللهِ أَنَّ مُحَمَّداً
…
رَسُوْلُ الَّذِي فَوْقَ السَّمَوَاتِ مِنْ عَلُ
(1) تحرفت في المطبوع إلى " ينكر ".
(2)
هو عند ابن عساكر.
وانظر " تهذيب ابن عساكر " 7 / 395.
وَأَنَّ أَبَا يَحْيَى وَيَحْيَى كِلَاهُمَا
…
لَهُ عَمَلٌ مِنْ رَبِّهِ مُتَقَبَّلُ (1)
وَقَدْ رُوِيَا لِحَسَّانٍ.
شَرِيْكٌ: عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عَائِشَةَ:
كَانَ يَتَمَثَّلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِشِعْرِ عَبْدِ اللهِ بنِ رَوَاحَةَ، وَربَّمَا قَالَ:
وَيَأَتِيْكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (2)
…
ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:
ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ - يَعْنِي بَعْدَ قَتْلِ صَاحِبِهِ -.
قَالَ: فَالْتَوَى بَعْضَ الَالْتِوَاءِ، ثُمَّ تَقَدَّمَ بِهَا عَلَى فَرَسِهِ، فَجَعَلَ يَسْتَنْزِلُ نَفْسَهُ، وَيَتَرَدَّدُ بِهَا بَعْضَ التَّردُّدِ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ:
أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ ذَلِكَ:
أَقْسَمْتُ بِاللهِ لَتَنْزِلِنَّهْ
…
طَائِعَةً أَوْ لَا لَتُكْرَهِنَّهْ
إِنْ أَجْلَبَ النَّاسُ وَشَدُّوا الرَّنَّهْ
…
مَا لِي أَرَاكِ تَكْرَهِيْنَ الجَنَّهْ
قَدْ طَالَ مَا قَدْ كُنْتِ مُطْمَئِنَّهْ
…
هَلْ أَنْتِ إِلَاّ نُطْفَةٌ فِي شَنَّهْ
ثُمَّ نَزَلَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ.
(1) رجاله ثقات، لكنه مرسل.
وانظر " الاستيعاب " 6 / 187 - 179، وكتاب " العلو " للمؤلف رحمه الله.
(2)
أخرجه أحمد 6 / 222 والترمذي (2852) في الأدب: باب ما جاء في إنشاد الشعر.
والبخاري في الأدب المفرد (867) .
وأخرج ابن أبي شيبة نحوه من حديث ابن عباس فيما قاله ابن حجر في " الفتح " 10 / 447.
وصدر البيت: " ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا " وهو من معلقة طرفة بن العبد البكري.