المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌55 - سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري * - سير أعلام النبلاء - ط الرسالة - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الأساتذة الذين قاموا بتحقيق كتاب سير أَعْلَام النُّبَلَاء

- ‌1 - أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ *

- ‌2 - طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ *

- ‌3 - الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى *

- ‌4 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌5 - سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌6 - سَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ السَّابِقُوْنَ الأَوَّلُوْنَ

- ‌7 - مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرِ * بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ البَدْرِيُّ

- ‌ وَمِنْ شُهَدَاءِ يَوْمِ أُحُدٍ:

- ‌8 - أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالِ *

- ‌9 - عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنِ بنِ حَبِيْبِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيُّ *

- ‌10 - قُدَامَةُ بنُ مَظْعُوْنٍ أَبُو عَمْرٍو الجُمَحِيُّ *

- ‌11 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ *

- ‌12 - السَّائِبُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ **

- ‌13 - أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ *

- ‌14 - سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ *

- ‌15 - حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ *

- ‌16 - عَاقِلُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌17 - خَالِدُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌18 - إِيَاسُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ اللَّيْثِيُّ **

- ‌19 - عَامِرُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ *

- ‌20 - مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ المُطَّلِبِيُّ **

- ‌21 - أَبُو عَبْسٍ بنُ جَبْرِ بنِ عَمْرٍو الأَوْسِيُّ *

- ‌22 - ابْنُ التَّيِّهَانِ أَبُو الهَيْثَمِ مَالِكُ بنُ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌23 - أَبُو جَنْدَلٍ العَاصُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌24 - عَبْدُ اللهِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌25 - سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو:

- ‌26 - البَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌27 - نَوْفَلُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌28 - الحَارِثُ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌29 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌30 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌31 - سَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ *

- ‌32 - أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ، المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌34 - جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌35 - عَقِيْلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌36 - زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ الكَلْبِيُّ *

- ‌37 - عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌ فَصْلٌ: شُهَدَاءُ يَوْمِ الرَّجِيْعِ

- ‌ شُهَدَاءُ بِئْرِ مَعُوْنَةَ

- ‌38 - كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌39 - أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذَانَ *

- ‌40 - خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌41 - مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌42 - مُعَوَّذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ *

- ‌43 - خَلَاّدُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌44 - عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامٍ السَّلَمِيُّ ***

- ‌45 - عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ *

- ‌ أَعْيَانُ البَدْرِيِّيْنَ

- ‌46 - رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌47 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌48 - خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ **

- ‌49 - أَبَانُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ *

- ‌50 - عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ **

- ‌51 - العَلَاءُ بنُ الحَضْرَمِيِّ *

- ‌52 - سَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ *

- ‌53 - البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانَ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌54 - بِشْرُ بنُ البَرَاءِ بنُ مَعْرُوْرٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌55 - سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌56 - سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌57 - زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ مِنْ شُهَدَاءِ اليَمَامَةِ

- ‌58 - أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ عُدَسَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌59 - عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ * بنِ جَابِرِ بنِ وُهَيْبٍ أَبُو غَزْوَانَ المَازنِيُّ

- ‌60 - عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ أَبُو مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌61 - ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌62 - طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ نَوْفَلٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌63 - سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي زُهَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌64 - مَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌65 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌66 - عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرِو بنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌67 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌68 - يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ *

- ‌69 - أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ *

- ‌71 - أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي العَاصِ*

- ‌72 - أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ **

- ‌73 - عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بنِ زَعُوْرَاءَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌74 - أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ بنِ سِمَاكِ بنِ عَتِيْكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌75 - الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِيْفٍ الدَّوْسِيُّ *

- ‌76 - بِلَالُ بنُ رَبَاحٍ *

- ‌77 - ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ *

- ‌78 - خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌79 - صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَبُو عَمْرٍو القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ *

- ‌80 - سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ الفِهْرِيُّ أَبُو مُوْسَى**

- ‌81 - المِقْدَادُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مَالِكٍ الكِنْدِيُّ *

- ‌82 - أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌83 - النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ *

- ‌84 - عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ *

- ‌86 - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌87 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْبٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌88 - عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌90 - عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَائِشِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌91 - قِصَّةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ *

الفصل: ‌55 - سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة الأنصاري *

‌55 - سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ *

ابْنِ أَبِي حَزِيْمَةَ (1) بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ طَرِيْفِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ سَاعِدَةَ بنِ كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ.

السَّيِّدُ الكَبِيْرُ، الشَّرِيْفُ، أَبُو قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، السَّاعِدِيُّ، المَدَنِيُّ، النَّقِيْبُ، سَيِّدُ الخَزْرَجِ.

لَهُ أَحَادِيْثُ يَسِيْرَةٌ، وَهِيَ عِشْرُوْنَ بِالمُكَرَّرِ.

مَاتَ قَبْلَ أَوَانِ الرِّوَايَةِ.

رَوَى عَنْهُ: سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَالحَسَنُ البَصْرِيُّ، مُرْسَلٌ.

لَهُ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيِّ حَدِيْثَانِ (2) .

قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: عَنْ عُرْوَةَ: إِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً.

وَقَالَ جَمَاعَةٌ: مَا شَهِدَهَا.

= لهم: هل أنتم صادقوني عن شيء إن سألتكم عنه؟ قالوا: نعم، فقال: هل جعلتم في هذه الشاة سما؟ فقالوا: نعم.

فقال: ما حملكم على ذلك؟ فقالوا: أردنا - إن كنت كاذبا - نستريح منك، وإن كنت نبيا لم يضرك " وأبو داود (4509) في الديات: باب فيمن سقى رجلا سما وأطعمه فمات أيقاد به؟ والدارمي 1 / 33، 34.

وانظر روايات هذا الخبر في " سيرة ابن كثير " 3 / 394 - 401 ففيها فائدة.

(*) مسند أحمد: 5 / 284، و6 / 7، طبقات ابن سعد: 3 / 2 / 142، طبقات خليفة: 97، تاريخ خليفة: 117، 135، التاريخ الكبير: 4 / 44، التاريخ الصغير: 1 / 39، المعارف: 259، الجرح والتعديل: 4 / 88، مشاهير علماء الأمصار: ت: 20، الاستبصار: 93 - 97، الاستيعاب: 4 / 152، ابن عساكر: 7 / 56 / 1، أسد الغابة: 2 / 356، تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 212 - 213، تهذيب الكمال: 474، دول الإسلام: 1 / 15، تاريخ الإسلام: 1 / 379، العبر: 1 / 19، تهذيب التهذيب: 3 / 475، الإصابة: 4 / 152، خلاصة تذهيب الكمال: 134، كنز العمال: 13 / 404، شذرات الذهب: 1 / 28، تهذيب تاريخ ابن عساكر: 6 / 86 - 93.

(1)

في الأصل " حرام " والتصحيح من ابن هشام، و" أسد الغابة "، وابن سعد، و" القاموس ".

وأخرجه الحاكم 3 / 252 وهو عند ابن سعد 3 / 2 / 143.

(2)

انظر " سنن أبي داود "(1474) و (1679) و (1681) وله في " السنن الكبرى " في الوصايا.

ص: 270

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ يَتَهَيَّأُ لِلْخُرُوْجِ إِلَى بَدْرٍ، وَيَأْتِي دُوْرَ الأَنْصَارِ يَحُضُّهُم عَلَى الخُرُوْجِ، فَنُهِشَ، فَأَقَامَ.

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَئِنْ كَانَ سَعْدٌ مَا شَهِدَ بَدْراً، لَقَدْ كَانَ حَرِيْصاً عَلَيْهَا (1)) .

قَالَ: وَكَانَ عَقَبِيّاً، نَقِيْباً، سَيِّداً، جَوَاداً.

وَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِيْنَةَ كَانَ يَبْعَثُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ جَفْنَةً مِنْ ثَرِيْدِ اللَّحْمِ، أَوْ ثَرِيْدٍ بِلَبَنٍ، أَوْ غَيْرِهِ، فَكَانَتْ جَفْنَةُ سَعْدٍ تَدُوْرُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بُيُوْتِ أَزْوَاجِهِ.

وَقَالَ البُخَارِيُّ فِي (تَارِيْخِهِ) : إِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً.

وَتَبِعَهُ ابْنُ مَنْدَةَ.

وَمِمَّنْ رَوَى عَنْهُ: أَوْلَادُهُ؛ قَيْسٌ، وَسَعِيْدٌ، وَإِسْحَاقُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ.

وَسَكَنَ دِمَشْقَ فِيْمَا نَقَلَ ابْنُ عَسَاكِرَ (2) .

قَالَ: وَمَاتَ بِحَوْرَانَ.

وَقِيْلَ: قَبْرُهُ بِالمَنِيْحَةِ (3) .

رَوَى ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ:

أَنَّ أُمَّهُ مَاتَتْ وَعَلَيْهَا نَذْرٌ، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَنِي أَنْ أَقْضِيَهُ عَنْهَا (4) .

(1) الخبر عند ابن سعد 3 / 2 / 143، و" المستدرك " للحاكم 3 / 252 كلاهما من طريق الواقدي.

وهو متروك.

(2)

7 / 156 / آوهو في المجلدة الأولى ص: (198) .

(3)

ورد هكذا بغير سند في " الإصابة " 4 / 153، و" أسد الغابة " 2 / 358.

وقد نقل خبر موته بحوران ابن سعد، وابن عبد البر وابن هشام، وابن حجر، وأخرجه الحاكم 3 / 252 من طريق: عبد الله بن محمد الحموي، حدثنا محمد بن إبراهيم العبدي، سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول: توفي سعد بن عبادة بحوران سنة ست عشرة، ومن طريق: أبي بكر بن إسحاق، عن إسماعيل بن قتيبة، عن محمد بن عبد الله بن نمير أيضا.

(4)

أخرجه أحمد 6 / 7 من طريق: عفان، عن سليمان بن كثير أبي داود، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن سعد بن عبادة أنه أتى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إن أمي ماتت وعليها =

ص: 271

وَالأَكْثَرُ جَعَلُوْهُ مِنْ (مُسْنَدِ ابْنِ عَبَّاسٍ) .

أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا يُوْنُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي شُمَيْلَةَ، عَنْ رَجُلٍ رَدَّهُ إِلَى سَعِيْدٍ الصَّرَّافِ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، عَنْ أَبِيْهِ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الحَيَّ مِنَ الأَنْصَارِ مَجَنَّةٌ، حُبُّهُم إِيْمَانٌ، وَبُغْضُهُم نِفَاقٌ (1)) .

قَالَ مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، وَالجَمَاعَةُ: إِنَّهُ أَحَدُ النُّقَبَاءِ، لَيْلَةَ العَقَبَةِ.

وَعَنْ مَعْرُوْفِ بنِ خَرَّبُوْذَ (2) ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، قَالَ:

جَاءَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَالمُنْذِرُ بنُ عَمْرٍو، يَمْتَارَانِ لأَهْلِ العَقَبَةِ، وَقَدْ خَرَجَ القَوْمُ، فَنَذِرَ بِهِمَا (3) أَهْلُ مَكَّةَ، فَأُخِذَ سَعْدٌ، وَأُفْلِتَ المُنْذِرُ.

قَالَ سَعْدٌ: فَضَرَبُوْنِي حَتَّى تَرَكُوْنِي كَأَنِّي

= نذر أفيجزئ عنها أن أعتق عنها؟ قال: أعتق عن أمك.

وأخرجه البخاري (2761) في الوصايا: باب ما يستحب لمن توفي فجاءة أن يتصدقوا عنه، وقضاء النذور عن الميت، و (6698) في الايمان والنذور: باب من مات وعليه نذر، و (6959) في الحيل: باب في الزكاة وألا يفرق بين مجتمع ولا يجمع بين متفرق خشية الصدقة، ومسلم (1638) في النذر: باب الامر بقضاء النذر، وأبو داود (3307) في الايمان والنذور: باب في قضاء النذر عن الميت، والترمذي (1546) في النذور والايمان: باب ما جاء في قضاء النذر عن الميت.

والنسائي 7 / 20 - 21 في الايمان والنذور: باب من مات وعليه نذر، وابن ماجه (2132) في الكفارات: باب من مات وعليه نذر.

ومالك ص 292 في النذور والايمان: باب ما يجب من النذور في المشي ومع هذا فقد أخرجه الحاكم 3 / 254.

(1)

أخرجه أحمد 5 / 285 وسنده ضعيف.

وعبد الرحمن بن أبي شميلة، وسعيد الصراف، وإسحاق بن سعد بن عبادة ثلاثتهم لم يوثقهم غير ابن حبان.

ولكن في الباب، عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول في الانصار:" لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق " أخرجه البخاري 7 / 78، ومسلم (75)، وعن أنس بن مالك مرفوعا: " آية الايمان حب الانصار،

وآية النفاق بغض الانصار " أخرجه البخاري 7 / 78، ومسلم (74) .

وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند مسلم (77) ، وعن أبي هريرة عنده أيضا (76) .

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " جرموذ ".

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " فتدر بهما ".

ص: 272

نُصُبٌ أَحْمَرُ - يَحْمَرُّ النُّصُبُ مِنْ دَمِ الذَّبَائِحِ عَلَيْهِ -.

قَالَ: فَخَلَا (1) رَجُلٌ كَأَنَّهُ رَحِمَنِي، فَقَالَ:

وَيْحَكَ! أَمَا لَكَ بِمَكَّةَ مَنْ تَسْتَجِيْرُ بِهِ؟

قُلْتُ: لَا، إِلَاّ أَنَّ العَاصَ بنَ وَائِلٍ قَدْ كَانَ يَقْدَمُ عَلَيْنَا المَدِيْنَةَ، فَنُكْرِمُهُ.

فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: ذَكَرَ ابْنَ عَمِّي، وَاللهِ لَا يَصِلُ إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنْكُم.

فَكَفُّوا عَنِّي، وَإِذَا هُوَ عَدِيُّ بنُ قَيْسٍ السَّهْمِيُّ (2) .

حَجَّاجُ بنُ أَرْطَاةَ: عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

كَانَ لِواءُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ عَلِيٍّ، وَلِواءُ الأَنصَارِ مَعَ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ (3) .

رَوَاهُ: أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْهُ.

مَعْمَرٌ: عَنْ عُثْمَانَ الجَزَرِيِّ، عَنْ مِقْسَمٍ - لَا أَعْلَمه إِلَاّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -:

إِنَّ رَايَةَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَكُوْنُ مَعَ عَلِيٍّ، وَرَايَةَ الأَنْصَارِ مَعَ سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ (4) .

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

لَمَّا بَلَغَ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِقْفَالُ (5) أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:(أَشِيْرُوا عَلَيَّ) .

فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ.

فَقَالَ: (اجْلِسْ) .

فَقَامَ سَعْدُ بنُ

(1) تحرفت في المطبوع إلى " فجاء ".

(2)

الخبر عند ابن هشام 1 / 449 - 450 عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بأطول مما هنا.

(3)

ذكره الحافظ في " الإصابة " 4 / 152 عن مقسم، وانظر كتاب " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "، لأبي

الشيخ ص (145) .

(4)

أخرجه عبد الرزاق (9640) مرسلا، وأخرجه أحمد 1 / 368 من طريقه موصولا بذكر ابن عباس، وقوى سنده الحافظ في الفتح 6 / 89 مع أن عثمان الجزري لم يرو عنه إلا معمر والنعمان بن راشد ولم يوثقه أحد.

بل نقل الأثرم عن الامام أحمد قوله: روى أحاديث مناكير.

زعموا أنه ذهب كتابه.

" الجرح والتعديل " 6 / 174.

(5)

كذا الأصل.

وفي أحمد، ومسلم، والمستدرك " إقبال ".

ص: 273

عُبَادَةَ، فَقَالَ: لَوْ أَمَرْتَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ أَنْ نُخِيْضَهَا البَحْرَ لأَخَضْنَاهَا، وَلَوْ أَمَرْتَنَا أَنْ نَضْرِبَ أَكْبَادَهَا إِلَى بَرْكِ الغِمَادِ لَفَعَلْنَا (1) .

أَبُو حُذَيْفَةَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ: (مَنْ جَاءَ بِأَسِيْرٍ فَلَهُ سَلَبُهُ) .

فَجَاءَ أَبُو اليَسَرِ بِأَسِيْرِيْنَ.

فَقَالَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! حَرَسْنَاكَ مَخَافَةً عَلَيْكَ.

فَنَزَلَتْ: {يَسْأَلُوْنَكَ عَنِ الأَنْفَالِ (2) } .

وَرَوَاهُ: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ سُفْيَانَ.

عَلِيُّ بنُ بَحْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المُهَيْمِنِ بنُ عَبَّاسِ بنِ سَهْلٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ المَرْأَةَ وَيُصْدِقُهَا، وَيَشْرُطُ لَهَا صُحْفَةَ سَعْد تَدُوْرُ مَعِي إِذَا دُرْتُ إِلَيْكِ.

فَكَانَ يُرْسِلُ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصُحْفَةٍ كُلَّ لَيْلَةٍ (3) .

مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ يَسَارٍ: عَنْ أَبِيْهِ مُرْسَلاً نَحْوُهُ.

(1) أخرجه أحمد 3 / 220 ومسلم (1779) في الجهاد: باب غزوة بدر، وصححه الحاكم 3 / 253 وسكت عنه الذهبي.

وقوله " أن نضرب أكبادها ": كناية عن ركضها، فإن الفارس إذا أراد ركض مركوبه يحرك رجليه ضاربا بهما على موضع كبد المركوب.

وبرك: بفتح الباء وإسكان

الراء.

والغماد: بالغين المعجمة مكسورة ومضمومة: هو موضع من وراء مكة بخمس ليال، بناحية الساحل.

وقيل: بلدتان.

وقال القاضي وغيره: هو موضع بأقاصي هجر.

(2)

إسناده ضعيف: الكلبي: هو محمد بن السائب أبو النضر الكوفي، المفسر الاخباري.

تركه يحيى، وابن مهدي، وقال علي: حدثنا يحيى، عن سفيان قال لي الكلبي: كل ما حدثتك عن أبي صالح فهو كذب.

وقال ابن معين: ليس بثقة.

وقال الدارقطني وجماعة: متروك.

وأخرجه عبد الرزاق (9483) من طريق الثوري، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: لما كان يوم بدر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: من قتل قتيلا فله كذا وكذا.

فقتلوا سبعين وأسروا سبعين ".

وزاد السيوطي نسبه في " الدر المنثور " 3 / 160 إلى: عبد بن حميد، وابن مردويه، وانظر ابن كثير في أسباب نزول هذه الآية.

(3)

إسناده ضعيف لضعف عبد المهيمن بن عباس.

وهو في كتب التراجم بغير سند، وسند ابن إسحاق مرسل، كما قال المصنف.

ص: 274

الأَوْزَاعِيُّ: عَنْ يَحْيَى بنِ أَبِي كَثِيْرٍ:

كَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْ سَعْدٍ كُلَّ يَوْمٍ جَفْنَةٌ تَدُوْرُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ.

وَكَانَ سَعْدٌ يَقُوْلُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مَالاً، فَلَا تَصْلُحُ الفِعَالُ إِلَاّ بِالمَالِ (1) .

أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا يَزِيْدُ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بنُ مَنْصُوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:

لَمَّا نَزَلَتْ: {وَالَّذِينَ يَرْمُوْنَ المُحْصَنَاتِ} [النُّوْرُ: 14] قَالَ سَعْدٌ سَيِّدُ الأَنْصَارِ:

هَكَذَا أُنْزِلَتْ يَا رَسُوْلَ اللهِ؟

فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! أَلَا تَسْمَعُوْنَ إِلَى مَا يَقُوْلُ سَيِّدُكُم؟) .

قَالُوا: لَا تَلُمْهُ، فَإِنَّهُ غَيُوْرٌ، وَاللهِ مَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً قَطُّ إِلَاّ بِكْراً، وَلَا طَلَّقَ امْرَأَةً قَطُّ فَاجْتَرَأَ أَحَدٌ يَتَزَوَّجُهَا.

فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! وَاللهِ لأَعْلَمُ أَنَّهَا حَقٌّ، وَأَنَّهَا مِنَ اللهِ، وَلَكِنِّي قَدْ تَعَجَّبْتُ أَنْ لَوْ وَجَدْتُ لَكَاعٍ قَدْ تَفَخَّذَهَا رَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لِي أَنْ أُهَيِّجَهُ وَلَا أُحَرِّكَهُ حَتَّى آتِي بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ، فَلَا آتِي بِهِمْ، حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ

الحَدِيْثُ (2) .

وَفِي حَدِيْثِ الإِفْكِ: قَالَتْ عَائِشَةُ:

فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحاً، وَلَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ (3)، فَقَالَ:

كَلَاّ وَاللهِ، لَا تَقْتُلُهُ، وَلَا تَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ (4) .

(1) ضعيف لارساله.

يحيى بن أبي كثير، على ثقته يدلس، ويرسل.

وسيأتي في الصفحة التالية عن عروة فانظره هناك.

(2)

أخرجه أحمد 1 / 238، والطيالسي 1 / 319 - 320، والطبري 18 / 82، وعباد بن منصور ضعيف.

وأخرجه بنحوه، من طريق آخر، دون سبب النزول، مسلم (1498)(16) في اللعان، من طريق سليمان بن بلال، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال سعد بن عبادة: يا رسول الله لو وجدت مع أهلي رجلا لم أمسه حتى آتي بأربعة شهداء؟ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: نعم.

قال: كلا، والذي بعثك بالحق: إن كنت لاعاجله بالسيف قبل ذلك.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: " اسمعوا إلى ما يقول صاحبكم.

إنه لغيور، وأنا غير منه، والله أغير مني ".

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " الحملة " و" تقتله " إلى " نقبله ".

(4)

جزء من حديث أخرجه البخاري (4141) في المغازي: باب حديث الافك، و (4750) في التفسير: باب لولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا.

ص: 275

يَعْنِي: يَرُدُّ عَلَى سَعْدِ بنِ مُعَاذٍ سَيِّدِ الأَوْسِ.

وَهَذَا مُشْكِلٌ، فَإِنَّ ابْنَ مُعَاذٍ كَانَ قَدْ مَاتَ (1) .

جَرِيْرُ بنُ حَازِمٍ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:

كَانَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ يَرْجِعُ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى أَهْلِهِ بِثَمَانِيْنَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ يُعَشِّيْهِم.

قَالَ عُرْوَةُ: كَانَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ يَقُوْلُ:

اللَّهُمَّ هَبْ لِي حَمْداً وَمَجْداً، اللَّهُمَّ لَا يُصْلِحُنِي القَلِيْلُ، وَلَا أَصْلُحُ عَلَيْهِ (2) .

قُلْتُ: كَانَ مَلِكاً شَرِيْفاً، مُطَاعاً، وَقَدِ الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الأَنْصَارُ (3) يَوْمَ وَفَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُبَايِعُوْهُ، وَكَانَ مَوْعُوْكاً، حَتَّى أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَالجَمَاعَةُ، فَرَدُّوْهُم عَنْ رَأْيِهِم، فَمَا طَابَ لِسَعْدٍ.

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ صَالِحٍ (4)، عَنِ الزُّبَيْرِ بنِ المُنْذِرِ بنِ أَبِي أُسَيْدٍ السَّاعدِيِّ:

أَنَّ الصِّدِّيْقَ بَعَثَ إِلَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ: أَقْبِلْ فَبَايِعْ، فَقَدْ بَايَعَ النَّاسُ.

فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أُبَايِعُكُمْ حَتَّى أُقَاتِلُكُم بِمَنْ مَعِي.

فَقَالَ بَشِيْرُ بنُ سَعْدٍ: يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنَّهُ قَدْ أَبَى وَلَجَّ، فَلَيْسَ يُبَايِعُكُمْ حَتَّى يُقْتَلَ، وَلَنْ

(1) هذا الاشكال مبني على ان الخندق كانت قبل المريسيع، لان سعد بن معاذ مات من الرمية التي رميها بالخندق، فدعا الله فأبقاء حتى حكم في بني قريظة ثم انفجر جرحه فمات منها.

وأما على قول من يقول - وهو الصحيح - أن المريسيع كانت قبل الخندق في شعبان سنة خمس، وأن الخندق كانت في شوال من السنة ذاتها، فلا يمتنع أن يشهدها سعد بن معاذ.

فلا يبقى إشكال.

انظر تفصيل ذلك في " الفتح " 8 / 471 - 472.

(2)

أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 143، والحاكم 3 / 253 من طريق: أبي أسامة عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن سعد بن عبادة كان يدعو: اللهم هب لي حمدا، وهب لي مجدا.

لا مجد إلا بفعال، ولا فعال إلا بمال.

اللهم لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه.

(3)

مكان كلمة " الانصار " فارغ في المطبوع.

(4)

ترك مكانها فارغا في المطبوع وقال في الحاشية: كلمة مخرومة.

ص: 276

يُقْتَلَ حَتَّى يُقْتَلَ مَعَهُ وَلَدُهُ وَعَشِيْرَتُهُ، فَلَا تُحَرِّكُوْهُ مَا اسْتَقَامَ لَكُمُ الأَمْرُ، وَإِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَحْدَهُ مَا تُرِكَ.

فَتَرَكَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمَّا وَلِيَ عُمَرُ لَقِيَهُ، فَقَالَ: إِيْهٍ يَا سَعْدُ!

فَقَالَ: إِيْهٍ يَا عُمَرُ!

فَقَالَ عُمَرُ: أَنْتَ صَاحِبُ مَا أَنْتَ صَاحِبُهُ؟

قَالَ: نَعَمْ، وَقَدْ أَفْضَى إِلَيْكَ هَذَا الأَمْرُ، وَكَانَ صَاحِبُكَ -وَاللهِ- أَحَبَّ إِلَيْنَا مِنْكَ، وَقَدْ أَصْبَحْتُ كَارِهاً لِجِوَارِكَ.

قَالَ: مَنْ كَرِهَ ذَلِكَ تَحَوَّلَ عَنْهُ.

فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَاّ قَلِيْلاً حَتَّى انْتَقَلَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ بِحَوْرَانَ (1) .

إِسْنَادُهَا كَمَا تَرَى (2) .

ابْنُ عَوْنٍ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ: أَنَّ سَعْداً بَالَ قَائِماً، فَمَاتَ، فَسُمِعَ قَسٌّ يَقُوْلُ:

قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الخَزْ

رَجِ سَعْدَ بنَ عُبَادَهْ

وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْ* ـ

ـنِ فَلَمْ نَخْطِ فُؤَادَهْ (3)

وَقَالَ سَعْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: أَوَّلُ مَا فُتِحَتْ بُصْرَى، وَفِيْهَا مَاتَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ.

وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بِحَوْرَانَ (4) .

وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:

أَنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِماً فَمَاتَ، وَقَالَ: إِنِّي أَجِدُ دَبِيْباً.

(1) أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 144 - 145.

وحوران: كورة واسعة جنوب دمشق.

وهي ذات قرى كثيرة ومزارع وحرار.

(2)

أي: في غاية الضعف.

لان الواقدي متروك.

ومحمد بن صالح بن دينار التمار صدوق بخطئ.

والزبير بن المنذر مستور.

(3)

هما عند ابن سعد 3 / 2 / 145، وفي " أسد الغابة " 2 / 358، و" الاستيعاب " 4 / 159.

(4)

الخبر - كما هو هنا - في " الإصابة " 4 / 153 وفيه " سعيد بن عبد العزيز " بدل " سعد ".

ص: 277

الأَصْمَعِيُّ: حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ بِلَالٍ (1) ، عَنْ أَبِي رَجَاءَ، قَالَ:

قُتِلَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بِالشَّامِ، رَمَتْهُ الجِنُّ بِحَوْرَانَ.

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ مِنْ وَلَدِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

تُوُفِّيَ سَعْدٌ بِحَوْرَانَ، لِسَنَتَيْنِ وَنِصْفٍ مِنْ خِلَافَةِ عُمَرَ، فَمَا عُلِمَ بِمَوتِهِ بِالمَدِيْنَةِ حَتَّى سَمِعَ غِلْمَانٌ قَائِلاً مِنْ بِئْرٍ يَقُوْلُ:

قَدْ قَتَلْنَا سَيِّدَ الخَزْ

رَجِ سَعْدَ بنَ عُبَادَهْ

وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْـ

ـنِ فَلَمْ نُخْطِ فُؤَادَهْ

فَذُعِرَ الغِلْمَانُ، فَحُفِظَ ذَلِكَ اليَوْمُ، فَوَجَدُوْهُ اليَوْمَ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ (2) .

وَإِنَّمَا جَلَسَ يَبُوْلُ فِي نَفَقٍ، فَمَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ، وَوَجَدُوْهُ قَدِ اخْضَرَّ جِلْدُهُ.

وَقَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ، وَابْنُ عَائِشَةَ، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ بِحَوْرَانَ، سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ.

وَرَوَى: المَدَائِنِيُّ، عَنْ يَحْيَى بنِ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَاتَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: كَانَ سَعْدٌ يَكْتُبُ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَيُحْسِنُ العَوْمَ وَالرَّمْيَ،

(1) ترك مكانها فارغا في المطبوع.

(2)

ابن سعد 3 / 2 / 145.

ص: 278