المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌86 - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري * - سير أعلام النبلاء - ط الرسالة - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الأساتذة الذين قاموا بتحقيق كتاب سير أَعْلَام النُّبَلَاء

- ‌1 - أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ *

- ‌2 - طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ *

- ‌3 - الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى *

- ‌4 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌5 - سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌6 - سَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ السَّابِقُوْنَ الأَوَّلُوْنَ

- ‌7 - مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرِ * بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ البَدْرِيُّ

- ‌ وَمِنْ شُهَدَاءِ يَوْمِ أُحُدٍ:

- ‌8 - أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالِ *

- ‌9 - عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنِ بنِ حَبِيْبِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيُّ *

- ‌10 - قُدَامَةُ بنُ مَظْعُوْنٍ أَبُو عَمْرٍو الجُمَحِيُّ *

- ‌11 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ *

- ‌12 - السَّائِبُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ **

- ‌13 - أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ *

- ‌14 - سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ *

- ‌15 - حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ *

- ‌16 - عَاقِلُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌17 - خَالِدُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌18 - إِيَاسُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ اللَّيْثِيُّ **

- ‌19 - عَامِرُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ *

- ‌20 - مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ المُطَّلِبِيُّ **

- ‌21 - أَبُو عَبْسٍ بنُ جَبْرِ بنِ عَمْرٍو الأَوْسِيُّ *

- ‌22 - ابْنُ التَّيِّهَانِ أَبُو الهَيْثَمِ مَالِكُ بنُ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌23 - أَبُو جَنْدَلٍ العَاصُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌24 - عَبْدُ اللهِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌25 - سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو:

- ‌26 - البَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌27 - نَوْفَلُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌28 - الحَارِثُ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌29 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌30 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌31 - سَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ *

- ‌32 - أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ، المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌34 - جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌35 - عَقِيْلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌36 - زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ الكَلْبِيُّ *

- ‌37 - عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌ فَصْلٌ: شُهَدَاءُ يَوْمِ الرَّجِيْعِ

- ‌ شُهَدَاءُ بِئْرِ مَعُوْنَةَ

- ‌38 - كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌39 - أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذَانَ *

- ‌40 - خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌41 - مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌42 - مُعَوَّذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ *

- ‌43 - خَلَاّدُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌44 - عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامٍ السَّلَمِيُّ ***

- ‌45 - عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ *

- ‌ أَعْيَانُ البَدْرِيِّيْنَ

- ‌46 - رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌47 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌48 - خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ **

- ‌49 - أَبَانُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ *

- ‌50 - عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ **

- ‌51 - العَلَاءُ بنُ الحَضْرَمِيِّ *

- ‌52 - سَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ *

- ‌53 - البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانَ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌54 - بِشْرُ بنُ البَرَاءِ بنُ مَعْرُوْرٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌55 - سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌56 - سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌57 - زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ مِنْ شُهَدَاءِ اليَمَامَةِ

- ‌58 - أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ عُدَسَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌59 - عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ * بنِ جَابِرِ بنِ وُهَيْبٍ أَبُو غَزْوَانَ المَازنِيُّ

- ‌60 - عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ أَبُو مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌61 - ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌62 - طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ نَوْفَلٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌63 - سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي زُهَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌64 - مَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌65 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌66 - عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرِو بنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌67 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌68 - يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ *

- ‌69 - أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ *

- ‌71 - أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي العَاصِ*

- ‌72 - أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ **

- ‌73 - عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بنِ زَعُوْرَاءَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌74 - أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ بنِ سِمَاكِ بنِ عَتِيْكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌75 - الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِيْفٍ الدَّوْسِيُّ *

- ‌76 - بِلَالُ بنُ رَبَاحٍ *

- ‌77 - ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ *

- ‌78 - خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌79 - صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَبُو عَمْرٍو القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ *

- ‌80 - سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ الفِهْرِيُّ أَبُو مُوْسَى**

- ‌81 - المِقْدَادُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مَالِكٍ الكِنْدِيُّ *

- ‌82 - أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌83 - النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ *

- ‌84 - عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ *

- ‌86 - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌87 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْبٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌88 - عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌90 - عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَائِشِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌91 - قِصَّةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ *

الفصل: ‌86 - معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري *

لِلِّهِ المَلِكِ القُدُّوْسِ السَّلَامِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَأَنَّهُ الَّذِي بَشَّرَ بِهِ عِيْسَى صلى الله عليه وسلم.

ثُمَّ خَطَبَ خَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَزَوَّجَهَا، وَقَبَضَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، ثُمَّ دَعَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلُوا.

قَالَتْ: فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيَّ المَالُ، عَزَلْتُ خَمْسِيْنَ دِيْنَاراً الْبُرْهَة، فَأَبَتْ، وَأَخْرَجَتْ حُقّاً فِيْهِ كُلُّ مَا أَعْطَيْتُهَا، فَرَدَّتْهُ، وَقَالَتْ:

عَزَمَ عَلَيَّ المَلِكُ أَنْ لَا أَرْزَأَكِ شَيْئاً، وَقَدْ أَسْلَمْتُ لِلِّهِ، وَحَاجَتِي إِلَيْكِ أَنْ تُقْرِئِي رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنِّي السَّلَامَ.

ثُمَّ جَاءتْنِي مِنْ عِنْدِ نِسَاءِ المَلِكِ بِعُوْدٍ، وَعَنْبَرٍ، وزبادي كَثِيْرٍ (1) .

فَقِيْلَ: بَنَى بِهَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ سِتٍّ.

وَقَالَ خَلِيْفَةُ: دَخَلَ بِهَا سَنَةَ سَبْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.

وَأَصْحَمَةُ بِالعَرَبِيِّ: عَطِيَّة.

وَلَمَّا تُوُفِّيَ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِلنَّاسِ:(إِنَّ أَخاً لَكُم قَدْ مَاتَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ) .

فَخَرَجَ بِهِم إِلَى الصَّحْرَاءِ، وَصَفَّهُم صُفُوْفاً، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ (2) .

فَنَقَلَ بَعْضُ العُلَمَاءِ: أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَهْرِ رَجَبٍ، سَنَةَ تِسْعٍ مِنَ الهِجْرَةِ.

‌86 - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

(ع)

ابْنِ عَائِذِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ أُدَيِّ بنِ سَعْدِ بنِ

(1) أخرجه ابن سعد 8 / 68 - 69 بأطول مما هنا.

والواقدي متروك لا يحتج به.

(2)

سبق تخريجه في أول الترجمة.

(*) مسند أحمد: 5 / 227 - 248، طبقات ابن سعد: 3 / 2 / 120، طبقات خليفة: 103، 303، تاريخ خليفة: 97، 138، 155، التاريخ الكبير: 7 / 359 - 360، التاريخ الصغير: 1 / 41، 47، 49، 52، 53، المعارف: 254، الجرح والتعديل: 8 / 244 - 245، مشاهير علماء الأمصار: ت: 321، الاستبصار: 136 - 141، حلية الأولياء: 1 / 228 - 244، الاستيعاب: 10 / 104، طبقات الشيرازي: 45، ابن عساكر: 16 / 304 / 2، أسد الغابة: 5 / 194، تهذيب =

ص: 443

عَلِيِّ بنِ أَسَدِ بنِ سَارِدَةَ بنِ يَزِيْدَ بنِ جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ.

السَّيِّدُ، الإِمَامُ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيُّ، الخَزْرَجِيُّ، المَدَنِيُّ، البَدْرِيُّ، شَهِدَ العَقَبَةَ شَابّاً أَمْرَدَ.

وَلَهُ عِدَّةُ أَحَادِيْثَ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَجَابِرٌ، وَأَنَسٌ، وَأَبُو أُمَامَةَ، وَأَبُو ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيُّ، وَمَالِكُ بنُ يَخَامِرَ، وَأَبُو مُسلمٍ الخَوْلَانِيُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ غَنْمٍ، وَجُنَادَةُ بنُ أَبِي أُمَيَّةَ، وَأَبُو بَحْرِيَّةَ عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ، وَيَزِيْدُ بنُ عُمَيْرَةَ، وَأَبُو الأَسْوَدِ الدِّيْلِيُّ، وَكَثِيْرُ بنُ مُرَّةَ، وَأَبُو وَائِلٍ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَعَمْرُو بنُ مَيْمُوْنٍ الأَوْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ بنُ هِلَالٍ، وَمَسْرُوْقٌ، وَأَبُو ظَبْيَةَ الكَلَاعِيُّ، وَآخَرُوْنَ.

رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيْعِيُّ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ:

كُنْتُ رَدِيْفَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ (1) .

قَالَ شَبَابٌ:

أُمُّهُ: هِيَ هِنْدُ بِنْتُ سَهْلٍ، مِنْ بَنِي رِفَاعَةَ، ثُمَّ مِنْ جُهَيْنَةَ، وَلأُمِّهِ وَلَدٌ مِنَ الجدِّ بنِ قَيْسٍ.

وَرَوَى: الوَاقِدِيُّ، عَنْ رِجَالِهِ:

أَنَّ مُعَاذاً شَهِدَ بَدْراً وَلَهُ عِشْرُوْنَ سَنَةً، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرُوْنَ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: شَهِدَ العَقَبَةَ فِي رِوَايَتِهِمْ جَمِيْعاً مَعَ السَّبْعِيْنَ (2) .

= الأسماء واللغات: 2 / 98 - 100، تهذيب الكمال: 1337، دول الإسلام: 1 / 15، تاريخ الإسلام: 2 / 319، العبر: 1 / 22، تذكرة الحفاظ: 1 / 19، مجمع الزوائد: 9 / 311، طبقات القراء: 2 / 301، تهذيب التهذيب: 10 / 186، الإصابة: 9 / 219، طبقات الحفاظ: 6، خلاصة تذهيب الكمال: 379، كنز العمال: 13 / 583، شذرات الذهب: 1 / 29.

(1)

أخرجه البخاري 6 / 44 في الجهاد: باب اسم الفرس والحمار وتمامه: " فقال: يا معاذ! وهل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم.

قال: فإن حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا.

فقلت: يا رسول الله! ألا أبشر به الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا ".

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " السبيعي ".

ص: 444

وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ بنُ سَعِيْدٍ: نَزَلَ حِمْصَ، وَكَانَ طَوِيْلاً، حَسَناً، جَمِيْلاً.

وَقَالَ الجَمَاعَةُ: كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِلَاّ أَبَا أَحْمَدَ الحَاكِمَ، فَقَالَ:

كُنْيَتُهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ.

قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ المَدَائِنِيُّ: مُعَاذٌ لَمْ يُوْلَدْ لَهُ قَطُّ، طُوَالٌ، حَسَنُ الثَّغْرِ، عَظِيْمُ العَيْنَيْنِ، أَبْيَضُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ.

وَأَمَّا ابْنُ سَعْدٍ، فَقَالَ:

لَهُ ابْنَانِ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَآخَرُ.

قَالَ عَطَاءٌ: أَسْلَمَ مُعَاذٌ وَلَهُ ثَمَانِ عَشْرَةَ سَنَةً.

وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَمِنَ السَّبْعِيْنَ (1) مِنْ بَنِي جُشَمَ بنِ الخَزْرَجِ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.

وَرَوَى: قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

جَمَعَ القُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَرْبَعَةٌ، كُلُّهُمْ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَزَيْدٌ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، وَأَبُو زَيْدٍ أَحَدُ عُمُوْمَتِي (2) .

قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ شَقِيْقٍ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَةٍ: مِنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَأُبِيٍّ، وَمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، وَسَالِمٍ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ)(3) .

(1) أي الذين شهدوا العقبة من الانصار.

(2)

سبق تخريجه في الصفحة (391) التعليق (2) .

(3)

أخرجه البخاري (4999) في فضائل القرآن: باب القراء من أصحاب النبي، صلى الله عليه وسلم، و (3758) في الفضائل: باب مناقب سالم، و (3760) : باب مناقب عبد الله، و (3806) : باب مناقب معاذ، و (3808) : باب مناقب أبي بن كعب، ومسلم (2464) في الفضائل: باب من فضائل عبد الله، والترمذي (3812) في المناقب: باب مناقب عبد الله، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 229.

ص: 445

تَابَعَهُ: إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ.

الثَّوْرِيُّ: عَنْ خَالِدٍ، وَعَاصِمٍ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ:

عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي: أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهَا فِي دِيْنِ اللهِ: عُمَرُ، وَأَصْدَقُهَا حَيَاءً: عُثْمَانُ، وَأَعْلَمُهُم بِالحَلَالِ وَالحَرَامِ: مُعَاذٌ، وَأَفْرَضُهُم: زَيْدٌ، وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِيْنٌ، وَأَمِيْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ: أَبُو عُبَيْدَةَ (1)) .

وَرَوَاهُ: وُهَيْبٌ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ.

وَفِي (فَوَائِدِ سَمَّوَيْه) : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ يُوْنُسَ، حَدَّثَنَا سَلَاّمُ بنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا زَيْدٌ العَمِّيُّ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيْقِ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ، قَالَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَرَامِ اللهِ وَحَلَالِهِ (2)) .

إِسْنَادُهُ وَاهٍ.

رَوَى ضَمْرَةُ، عَنْ يَحْيَى السَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي العَجْفَاءِ، قَالَ:

قَالَ عُمَرُ: لَوْ أَدْرَكْتُ مُعَاذاً، ثُمَّ وَلَّيْتُهُ، ثُمَّ لَقِيْتُ رَبِّي، فَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفْتَ عَلَى أُمَّةِ مُحَمَّدٍ؟

لَقُلْتُ: سَمِعْتُ نَبِيَّكَ وَعَبْدَكَ يَقُوْلُ: (يَأْتِي مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ بِرَتْوَةٍ)(3) .

(1) إسناده صحيح.

وأخرجه أحمد 3 / 184، 281، والترمذي (3793) في المناقب: باب مناقب أهل البيت، و (3794)، وابن ماجه (154) في المقدمة: باب فضائل خباب، وابن سعد 3 / 2 / 122 وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 228، وانظر الصفحة (9) والصفحة (11) .

(2)

إسناده ضعيف لضعف زيد العمي، وهو زيد بن الحواري البصري قاضي هراة.

وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 228.

(3)

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 229، وليس فيه " برتوة " وأخرجه أبو نعيم 1 / 228، وابن سعد 3 / 2 / 126 من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن شهر بن حوشب، عن عمر.

وأخرجه أبو نعيم 1 / 229 من طريق قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن كعب قال، قال رسول الله

وانظر " المجمع " 9 / 311، وأخرجه أحمد 1 / 18 من طريق صفوان عن شريح بن عبيدة وراشد بن سعد وغيرهما قالوا: لما بلغ عمر

والنص أطول.

والرتوة: رمية سهم.

وقيل: مد البصر.

ص: 446

وَرَوَى: ابْنُ أَبِي عَرُوْبَةَ، عَنْ شَهْرِ (1) بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ:

قَالَ عُمَرُ: فَذَكَرَ نَحْوَهُ، وَذَكَرَ مَعَهُ: أَبَا عُبَيْدَةَ، وَسَالِماً مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ.

وَرَوَى: أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَجِيْءُ مُعَاذٌ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمَامَ العُلَمَاءِ، بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ) .

وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ ضَعِيْفٌ.

هِشَامٌ: عَنِ الحَسَنِ مَرْفُوْعاً: (مُعَاذٌ لَهُ نَبْذَةٌ بَيْنَ يَدَي العُلَمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ) .

تَابَعَهُ: ثَابِتٌ، عَنِ الحَسَنِ.

ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ:

لَمَّا فَتَحَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ، اسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا عَتَّابَ بنَ أَسِيْدٍ يُصَلِّي بِهِم، وَخَلَّفَ مُعَاذاً يُقْرِئُهُم وَيُفَقِّهُهُم (2) .

أَبُو أُسَامَةَ: عَنْ دَاوُدَ بنِ يَزِيْدَ، عَنِ المُغِيْرَةِ بنِ شُبَيْلٍ، عَنْ قَيْسِ بنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ مُعَاذٍ:

بَعَثَنِي رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى اليَمَنِ، فَلَمَّا سِرْتُ أَرْسَلَ فِي إِثْرِي، فَرُدِدْتُ.

فَقَالَ: (أَتَدْرِي لِمَ بَعَثْتُ إِلَيْكَ؟ لَا تُصِيْبَنَّ شَيْئاً بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ غُلُوْلٌ: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ} [آلُ عِمْرَانَ: 161] لَقَدْ أُذْعِرْتَ، فَامْضِ لِعَمَلِكَ (3)) .

رَوَاهُ: الرُّوْيَانِيُّ فِي (مُسْنَدِهِ) .

(1) في الأصل " بشر " وهو خطأ.

(2)

الواقدي متروك.

وهو مرسل أيضا.

وأخرجه ابن سعد 5 / 330 وليس فيه الخبر تاما، وإنما الذي فيه هو الجزء الأول.

والخبر هذا هو عند ابن هشام 2 / 500 بلاغا عن زيد بن أسلم.

وأخرج الحاكم 3 / 270 خبر معاذ بأطول مما هنا.

من طريق: أبي جعفر البغدادي عن أبي علاثة، عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، قال: وهو ضعيف ومنقطع.

وانظر الصفحة (459) تعليق (2) .

(3)

إسناده ضعيف لضعف داود بن يزيد وهو الاودي، وأخرجه الترمذي (1335) في الاحكام: باب ما جاء في هدايا الامراء، من طريق أبي أسامة، عن داود، به وقال: حديث حسن غريب.

وفي الباب أحاديث أوردها ابن كثير في " تفسيره " 1 / 421 - 424، فراجعها.

وأذعرت: أي: أخفت.

وفي الترمذي " لهذا دعوتك ".

ص: 447

شُعْبَةُ: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عَمْرٍو الثَّقَفِيِّ، قَالَ:

أَخْبَرَنَا أَصْحَابُنَا، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:

لَمَّا بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لِي:(كَيْفَ تَقْضِي إِنْ عَرَضَ قَضَاءٌ؟) .

قَالَ: قُلْتُ: أَقْضِي (1) بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، فَبِمَا قَضَى بِهِ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيْمَا قَضَى بِهِ الرَّسُوْلُ؟) .

قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُوْ.

فَضَرَبَ صَدْرِي، وَقَالَ:(الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُوْلَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِمَا يُرْضِي رَسُوْلَ اللهِ (2)) .

أَبُو اليَمَانِ: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو، عَنْ رَاشِدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بنِ حُمَيْدٍ السَّكُوْنِيِّ:

أَنَّ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ لَمَّا بَعَثَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى اليَمَنِ، خَرَجَ يُوْصِيْهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ، وَرَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ.

فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ:(يَا مُعَاذُ! إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا، وَلَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي وَقَبْرِي (3)) .

فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعاً لِفِرَاقِ رَسُوْلِ اللهِ.

قَالَ: (لَا تَبْكِ يَا مُعَاذُ، أَوْ إِنَّ البُكَاءَ مِنَ الشَّيْطَانِ (4)) .

قَالَ سَيْفُ بنُ عُمَرَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بنُ يُوْسُفَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ عُبَيْدِ بنِ صَخْرٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِيْنَ وَدَّعَهُ مُعَاذٌ قَالَ: (حَفِظَكَ اللهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْكَ وَمِنْ خَلْفِكَ، وَدَرَأَ

(1) سقطت من المطبوع.

(2)

أخرجه أحمد 5 / 236، 242، وأبو داود (3592) و (3593) في الاقضية: باب اجتهاد الرأي في القضاء، والترمذي (1327) و (1328) في الاحكام: باب ما جاء في القاضي كيف يقضي، وابن سعد 3 / 2 / 121، وانظر شرح السنة للبغوي بتحقيقنا 10 / 116 و" إعلام الموقعين " 1 / 202 وما بعدها.

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " مقامي ".

(4)

رجاله ثقات وهو في " المسند " 5 / 235 من طريق أبي اليمان، به، وانظر " سيرة ابن كثير " 4 / 193.

والجشع: الجزع لفراق الالف.

وفي حديث جابر رضي الله عنه: ثم أقبل علينا، فقال: أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟ قال: فجشعنا.

ص: 448

عَنْكَ شَرَّ الإِنْسِ وَالجِنِّ) .

فَسَارَ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(يُبْعَثُ لَهُ رَتْوَةٌ فَوْقَ العُلَمَاءِ (1)) .

وَقَالَ سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بنُ يَزِيْدَ الجُعْفِيُّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:

بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم خَامِسَ خَمْسَةٍ عَلَى أَصْنَافِ اليَمَنِ: أَنَا، وَمُعَاذٌ، وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدٍ، وَطَاهِرُ بنُ أَبِي هَالَةَ، وَعُكَّاشَةُ بنُ ثَوْرٍ، وَأَمَرَنَا أَنْ نُيَسِّرَ وَلَا نُعَسِّرَ (2) .

شُعْبَةُ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي مُوْسَى:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَهُ وَمُعَاذاً إِلَى اليَمَنِ، قَالَ لَهُمَا:(يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تُنَفِّرَا) .

فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوْسَى: إِنَّ لَنَا بِأَرْضِنَا شَرَاباً يُصْنَعُ مِنَ العَسَلِ يُقَالُ لَهُ: البِتْعُ، وَمِنَ الشَّعِيْر يُقَالُ لَهُ: المِزْرُ.

قَالَ: (كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) .

فَقَالَ لِي مُعَاذٌ: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟

قُلْتُ: أَقْرَؤُهُ فِي صَلَاتِي، وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَقَائِماً، وَقَاعِداً، أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقاً -يَعْنِي: شَيْئاً بَعْدَ شَيْءٍ-.

قَالَ: فَقَالَ مُعَاذٌ: لَكِنِّي أَنَامُ ثُمَّ أَقُوْمُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي.

قَالَ: وَكَأَنَّ مُعَاذاً فُضِّلَ عَلَيْهِ (3) .

سَيْفٌ: حَدَّثَنَا جَابِرٌ الجُعْفِيُّ، عَنْ أُمِّ جُهَيْشٍ خَالَتِهِ، قَالَتْ:

بَيْنَا نَحْنُ بِدَثِيْنَةَ بَيْنَ الجَنَدِ وَعَدَنَ، إِذْ قِيْلَ: هَذَا رَسُوْلُ رَسُوْلِ (4) اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَوَافَيْنَا القَرْيَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى رُمْحِهِ، مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، مُتَعَلِّقٌ حَجَفَةً، مُتَنَكِّبٌ قَوْساً

(1) سيف بن عمر ضعيف.

وانظر " الإصابة " 9 / 219) .

(2)

إسناده ضعيف لضعف سيف.

وفي الأصل " النخعي " بدل " الجعفي " وهو تحريف.

(3)

أخرجه أحمد 4 / 410، 416، 417، والبخاري (4344) و (4345) في المغازي: باب

بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، و (6124) في الأدب: باب يسروا ولا تعسروا، و (7172) في الاحكام، ومسلم (1733) في الاشربة، وابن ماجه (3391) في الاشربة، والدارمي (2 / 113 في الاشربة: باب ما قيل في المسكر.

والبتع: نبيذ العسل.

والمزر: نبيذ الشعير.

(4)

سقطت لفظة " رسول " من المطبوع.

ص: 449

وَجُعْبَةً، فَتَكَلَّمَ، وَقَالَ:

إِنِّي رَسُوْلُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْكُم، اتَّقُوا اللهَ، وَاعْمَلُوا، فَإِنَّمَا هِيَ الجَنَّةُ وَالنَّارُ، خُلُوْدٌ فَلَا مَوْتَ، وَإِقَامَةٌ فَلَا ظَعْنَ، كُلُّ امْرِئٍ عَمِلَ بِهِ عَامِلٌ فَعَلَيْهِ وَلَا لَهُ، إِلَاّ مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُ اللهِ، وَكُلُّ صَاحِبٍ اسْتَصْحَبَهُ أَحَدٌ خَاذِلُهُ وَخَائِنُهُ، إِلَاّ العَمَلَ الصَّالِحَ، انْظُرُوا لأَنْفُسِكُم، وَاصْبِرُوا لَهَا بِكُلِّ شَيْءٍ.

فَإِذَا رَجُلٌ مُوْفَرُ الرَّأْسِ، أَدْعَجُ، أَبْيَضُ، بَرَّاقٌ، وَضَّاحٌ (1) .

قَالَ الوَاقِدِيُّ: تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَامِلُهُ عَلَى الجَنَدِ مُعَاذٌ.

وَرَوَى: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ الرَّجُلُ أَبُو بَكْرٍ، نِعْمَ الرَّجُلُ عُمَرُ، نِعْمَ الرَّجُلُ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ (2)) .

وَرَوَى نَحْوَهُ: ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ مُرْسَلاً.

حَيْوَةُ بنُ شُرَيْحٍ: عَنْ عُقْبَةَ (3) بنِ مُسلمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحُبُلِيِّ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:

لَقِيَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَا مُعَاذُ! إِنِّي لأُحِبُّكَ فِي اللهِ) .

قُلْتُ: وَأَنَا -وَاللهِ- يَا رَسُوْلَ اللهِ! أُحِبُّكَ فِي اللهِ.

قَالَ: (أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَقُوْلُهُنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ رَبِّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ (4)) .

مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ:

أَنَّ مُعَاذاً دَخَلَ

(1) ضعيف لضعف زيد وجابر.

وأم جهيش لم نقف لها على ترجمة.

(2)

أخرجه الترمذي (3797) في المناقب: باب مناقب معاذ، وقال: هذا حديث حسن، إنما

نعرفه من حديث سهيل.

وقد تحرفت في المطبوع إلى " سهل " وإسناده حسن، وصححه ابن حبان (2217) .

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " عيينة ".

(4)

أخرجه أبو داود (1522) في الصلاة: باب الاستغفار، والنسائي 3 / 53 في السهو: باب نوع آخر من الدعاء، وإسناده صحيح، وصححه الحاكم 3 / 273، ووافقه الذهبي.

ص: 450

المَسْجِدَ، وَرَسُوْلُ اللهِ سَاجِدٌ، فَسَجَدَ مَعَهُ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَضَى مُعَاذٌ مَا سَبَقَهُ.

فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: كَيْفَ صَنَعْتَ! سَجَدْتَ وَلَمْ تَعْتَدَّ (1) بِالرَّكْعَةِ؟

قَالَ: لَمْ أَكُنْ لأَرَى رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَالٍ إِلَاّ أَحْبَبْتُ أَنْ أَكُوْنَ مَعَهُ فِيْهَا.

فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَرَّهُ، وَقَالَ:(هَذِهِ سُنَّةُ لَكُم (2)) .

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:

قَرَأَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً.

فَقَالَ لَهُ فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ: إِنَّ إِبْرَاهِيْمَ - فَأَعَادَهَا - ثُمَّ قَالَ:

إِنَّ الأُمَّةَ: مُعَلِّمُ الخَيْرِ، وَالقَانِتَ: المُطِيْعُ، وَإِنَّ مُعَاذاً رضي الله عنه كَانَ كَذَلِكَ (3) .

وَرَوَى: حَيَّانُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ نَحْوَهَا.

فَقِيْلَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! نَسِيْتَهَا.

قَالَ: لَا، وَلَكِنَّا كُنَّا نُشَبِّهُهُ بِإِبْرَاهِيْمَ.

وَرَوَاهُ: ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مَنْصُوْرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بنُ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيُّ بِنَحْوِهِ.

وَرَوَاهُ: فِرَاسٌ، وَمُجَالِدٌ، وَغَيْرُهُمَا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوْقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ.

وَرَوَاهُ: عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، قَالَ:

بَيْنَمَا عَبْدُ اللهِ يُحَدِّثُهُم، إِذْ قَالَ:

إِنَّ مُعَاذاً كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلِّهِ حَنِيْفاً، وَلَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِيْنَ (4) .

وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ سَهْلِ بنِ أَبِي حَثْمَةَ (5) ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ: كَانَ الَّذِيْنَ يُفْتُوْنَ عَلَى

(1) تحرفت في المطبوع إلى " تقتد ".

(2)

إسناده ضعيف جدا، بل موضوع.

عطاء هو ابن العجلان الحنفي.

قال الحافظ في

" التقريب ": متروك.

بل أطلق عليه ابن معين، والفلاس وغيرهما: الكذاب.

(3)

انظر الخبر التالي.

(4)

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 230، والحاكم 3 / 271 - 272 من معظم هذه الطرق، وصححه ووافقه الذهبي.

وعلق بعضه البخاري في تفسير سورة النمل 8 / 384 وانظر شرح الحافظ وتعليقه على هذا الاثر.

(5)

" ابن أبي حثمة " تحرفت في المطبوع إلى " عن أبي خيثمة ".

ومحمد بن سهل هذا روى عنه غير واحد.

وذكره البخاري ولم يذكر فيه جرحا.

وذكره ابن حبان في " الثقات ".

وأبوه سهل صحابي صغير أخرج حديثه الجماعة.

ص: 451

عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَةٌ مِنَ المُهَاجِرِيْنَ: عُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ.

وَثَلَاثَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وَمُعَاذٌ، وَزَيْدٌ.

وَعَنْ نِيَارٍ الأَسْلَمِيِّ: أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَسْتَشِيْرُ هَؤُلَاءِ، فَذَكَرَ مِنْهُم مُعَاذاً.

وَرَوَى: مُوْسَى بنُ عُلَيِّ بنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

خَطَبَ عُمَرُ النَّاسَ بِالجَابِيَةِ، فَقَالَ: مَنْ أَرَادَ الفِقْهَ، فَلْيَأْتِ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ (1) .

وَرَوَى: الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ:

حَدَّثَنِي أَشْيَاخٌ مِنَّا أَنَّ رَجُلاً غَابَ عَنِ امْرَأَتِهِ سَنَتَيْنِ، فَجَاءَ وَهِيَ حُبْلَى، فَأَتَى عُمَرَ، فَهَمَّ بِرَجْمِهَا.

فَقَالَ لَهُ مُعَاذٌ: إِنْ يَكُ لَكَ عَلَيْهَا سَبِيْلٌ، فَلَيْسَ لَكَ عَلَى مَا فِي بَطْنِهَا سَبِيْلٌ.

فَتَرَكَهَا، فَوَضَعَتْ غُلَاماً بَانَ أَنَّهُ يُشْبِهُ أَبَاهُ، قَدْ خَرَجَتْ ثَنِيَّتَاهُ.

فَقَالَ الرَّجُلُ: هَذَا ابْنِي.

فَقَالَ عُمَرُ: عَجِزَتِ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَ مُعَاذٍ، لَوْلَا مُعَاذٌ لَهَلَكَ عُمَرُ (2) .

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

كَانَ عُمَرُ يَقُوْلُ حِيْنَ خَرَجَ مُعَاذٌ إِلَى الشَّامِ: لَقَدْ أَخَلَّ خُرُوْجُهُ بِالمَدِيْنَةِ وَأَهْلِهَا فِي الفِقْهِ، وَفِيْمَا كَانَ يُفْتِيْهِم بِهِ، وَلَقَدْ كُنْتُ كَلَّمْتُ أَبَا بَكْرٍ أَنْ يَحْبِسَهُ لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَأَبَى عَلَيَّ، وَقَالَ:

رَجُلٌ أَرَادَ وَجْهاً - يَعْنِي الشَّهَادَةَ - فَلَا أَحْبِسُهُ (3) .

قُلْتُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْزَقُ الشَّهَادَةَ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِهِ.

الأَعْمَشُ: عَنْ شِمْرِ بنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ

(1) أخرجه الحاكم 3 / 271 - 272، وصححه ووافقه الذهبي.

وقال الحافظ في " الفتح " 7 / 126 لقد صح عن عمر قوله:

وذكره.

(2)

نسبه صاحب الكنز (37499) إلى عبد الرزاق، وابن أبي شيبة والبيهقي في " الدلائل ".

(3)

سنده تالف، الواقدي متروك.

ص: 452

مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَحَدَّثُوا وَفِيْهِم مُعَاذٌ، نَظَرُوا إِلَيْهِ هَيْبَةً لَهُ (1) .

جَعْفَرُ بنُ بُرْقَانَ: حَدَّثَنَا حَبِيْبُ بنُ أَبِي مَرْزُوْقٍ، عَنْ عَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الخَوْلَانِيِّ، قَالَ:

دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا فِيْهِ نَحْوٌ مِنْ ثَلَاثِيْنَ كَهْلاً مِنَ الصَّحَابَةِ، فَإِذَا فِيْهِم شَابٌّ أَكْحَلُ العَيْنَيْنِ، بَرَّاقُ الثَّنَايَا، سَاكِتٌ، فَإِذَا امْتَرَى القَوْمُ، أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، فَسَألُوْهُ.

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟

قِيْلَ: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ.

فَوَقَعَتْ مَحَبَّتُهُ فِي قَلْبِي (2) .

مَعْمَرٌ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ، قَالَ:

كَانَ مُعَاذٌ شَابّاً، جَمِيْلاً، سَمْحاً، مِنْ خَيْرِ شَبَابِ قَوْمِهِ، لَا يُسْأَلُ شَيْئاً إِلَاّ أَعْطَاهُ، حَتَّى كَانَ عَلَيْهِ دَيْنٌ أَغْلَقَ مَالَهُ كُلَّهُ، فَسَأَلَ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُكَلِّمَ لَهُ غُرَمَاءهُ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَضَعُوا لَهُ شَيْئاً، فَلَوْ تَرَكَ أَحَدٌ (3) لِكَلَامِ أَحَدٍ، لَتُرِكَ لِمُعَاذٍ لِكَلَامِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَدَعَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَبْرَحْ حَتَّى بَاعَ مَالَهُ، وَقَسَمَهُ بَيْنَهُم.

فَقَامَ مُعَاذٌ وَلَا مَالَ لَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ عَلَى اليَمَنِ لِيَجْبُرَهُ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَجَرَ فِي هَذَا المَالِ.

فَقَدِمَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:

هَلْ لَكَ يَا مُعَاذُ أَنْ تُطِيْعَنِي؟ تَدْفَعُ هَذَا المَالَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ أَعْطَاكَهُ فَاقْبَلْهُ.

فَقَالَ: لَا أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا بَعَثَنِي نَبِيُّ اللهِ لِيَجْبُرَنِي.

فَانْطَلَقَ عُمَرُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: خُذْ مِنْهُ، وَدَعْ لَهُ.

قَالَ: مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ، وَإِنَّمَا بَعَثَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَجْبُرَهُ.

فَلَمَّا أَصْبَحَ مُعَاذٌ، انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالَ:

مَا أَرَانِي إِلَاّ فَاعِلَ الَّذِي قُلْتَ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي البَارِحَةَ - أَظُنُّهُ قَالَ - أُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي.

فَانْطَلَقَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ، حَتَّى جَاءهُ بِسَوْطِهِ.

(1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 231.

(2)

أخرجه الحاكم 3 / 269، وابن سعد 3 / 2 / 125، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 230.

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " شيء ".

ص: 453

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُوَ لَكَ، لَا آخُذُ مِنْهُ شَيْئاً.

وَفِي لَفْظٍ: قَدْ وَهَبْتُهُ لَكَ.

فَقَالَ عُمَرُ: هَذَا حِيْنَ حَلَّ وَطَابَ.

وَخَرَجَ مُعَاذٌ عِنْدَ ذَلِكَ إِلَى الشَّامِ (1) .

وَرَوَاهُ: الذُّهْلِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، فَقَالَ بَدَلَ أُجَرُّ إِلَى النَّارِ: كَأَنِّي فِي مَاءٍ قَدْ خَشِيْتُ الغَرَقَ، فَخَلَّصْتَنِي.

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا عِيْسَى بنُ النُّعْمَانِ، عَنْ مُعَاذِ (2) بنِ رِفَاعَةَ، عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:

كَانَ مُعَاذٌ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهاً، وَأَحْسَنِهِ خُلُقاً، وَأَسْمَحِهِ كَفّاً، فَادَّانَ، فَلَزِمَهُ غُرَمَاؤُهُ، حَتَّى تَغَيَّبَ أَيَّاماً

وَذَكَرَ الحَدِيْثَ.

وَقَالَ فِيْهِ: فَقَدِمَ بِغِلْمَانَ (3) .

الأَعْمَشُ: عَنْ شَقِيْقٍ:

قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ اليَمَنِ بِرَقِيْقٍ، فَلَقِيَ عُمَرَ بِمَكَّةَ، فَقَالَ: مَا هَؤُلَاءِ؟

قَالَ: أُهْدُوا لِي.

قَالَ: ادْفَعْهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ.

فَأَبَى، فَبَاتَ، فَرَأَى كَأَنَّهُ يُجَرُّ إِلَى النَّارِ، وَأَنَّ عُمَرَ يَجْذُبُهُ.

فَلَمَّا أَصْبَحَ، قَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ! مَا أَرَانِي إِلَاّ مُطِيْعُكَ، إِلَى أَنْ قَالَ:

فَدَفَعَهُمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَصْبَحَ، فَرَآهُمْ يُصَلُّوْنَ.

قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّوْنَ؟

قَالُوا: لِلِّهِ.

قَالَ: فَأَنْتُم لِلِّهِ (4) .

ابْنُ جُرَيْجٍ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي الأَبْيَضِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:

أَنَّ عُمَرَ بَعَثَ مُعَاذاً سَاعِياً عَلَى بَنِي كِلَابٍ أَوْ غَيْرِهِم، فَقَسَمَ فِيْهِم فَيْئَهُم حَتَّى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً، حَتَّى جَاءَ بِحِلْسِهِ الَّذِي خَرَجَ بِهِ عَلَى رَقَبَتِهِ.

(1) أخرجه بطوله أبو نعيم في " الحلية " 1 / 231، وأخرجه الحاكم مختصرا في " المستدرك " 3 / 273.

(2)

في الأصل " معان " وهو خطأ.

والتصحيح من تهذيب الكمال، والمستدرك.

(3)

أخرجه الحاكم 3 / 274، وابن سعد 3 / 2 / 121، 124، من طريق الواقدي وهو متروك.

(4)

أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 122، وأبو نعيم 1 / 232 في " الحلية "، مرسلا ووصله الحاكم 3 / 2 / 272 من طريق: الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله وصححه ووافقه الذهبي.

ص: 454

وَعَنْ نَافِعٍ، قَالَ:

كَتَبَ عُمَرُ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ وَمُعَاذٍ: انْظُرُوا رِجَالاً صَالِحِيْنَ، فَاسْتَعْمِلُوْهُم عَلَى القَضَاءِ، وَارْزُقُوْهُم.

رَوَى أَيُّوْبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَغَيْرِهِ:

أَنَّ فُلَاناً مَرَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَوْصُوْنِي.

فَجَعَلُوا يُوْصُوْنَهُ، وَكَانَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ فِي آخِرِ القَوْمِ، فَقَالَ: أَوْصِنِي يَرْحَمْكَ اللهُ.

قَالَ: قَدْ أَوْصَوْكَ فَلَمْ يَأْلُوا، وَإِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ أَمْرَكَ: اعْلَمْ أَنَّهُ لَا غِنَى بِكَ عَنْ نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَنْتَ إِلَى نَصِيْبِكَ إِلَى الآخِرَةِ أَفْقَرُ، فَابْدَأْ بِنَصِيْبِكَ مِنَ الآخِرَةِ، فَإِنَّهُ سَيَمُرُّ بِكَ عَلَى نَصِيْبِكَ مِنَ الدُّنْيَا، فَيَنْتَظِمَهُ، ثُمَّ يَزُوْلُ مَعَكَ أَيْنَمَا زِلْتَ (1) .

رَوَى حُمَيْدُ بنُ (2) هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ الصَّامِتِ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:

مَا بَزَقْتُ عَلَى يَمِيْنِي مُنْذُ أَسْلَمْتُ (3) .

قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ: عَنْ يَعْقُوْبَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، قَالَ:

دَخَلْتُ مَسْجِدَ حِمْصَ، فَإِذَا بِفَتَىً حَوْلُهُ النَّاسُ، جَعْدٌ، قَطَطٌ، إِذَا تَكَلَّم كَأَنَّمَا يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ نُوْرٌ وَلُؤْلُؤٌ.

فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟

قَالُوا: مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ (4) .

حَرِيْزُ بنُ عُثْمَانَ: عَنِ المَشْيَخَةِ، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ:

مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ.

قَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ! وَلَا الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ؟

قَالَ: وَلَا، إِلَاّ أَنْ يَضْرِبَ بِسَيْفِهِ حَتَّى يَنْقَطِعَ، لأَنَّ اللهَ -

(1) وأخرجه احمد في الزهد: (182) من طريق: الحسن بن عبد العزيز الجروي عن أيوب بن سويد، عن ابن جابر (عبد الرحمن بن يزيد بن جابر) قال: قال أبو سعيد بن العمان: مربي الركب وأوصوني

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " عن ".

(3)

أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 122، والحاكم 3 / 271، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 311، ونسبه إلى الطبراني، وقال: رجاله رجال الصحيح.

(4)

أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 231، وأيوب بن سيار لا يحتج به.

ص: 455

تَعَالَى - يَقُوْلُ فِي كِتَابِهِ: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العَنْكَبُوْتُ (1) : 45] .

نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُطَرِّفٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ سَعِيْدِ بنِ يَرْبُوْعٍ، عَنْ مَالِكِ الدَّارِ:

أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَخَذَ أَرْبَعَ مَائَةِ دِيْنَارٍ، فَقَالَ لِغُلَامٍ:

اذْهَبْ بِهَا إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ، ثُمَّ تَلَهَّ سَاعَةً فِي البَيْتِ حَتَّى تَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ.

قَالَ: فَذَهَبَ بِهَا الغُلَامُ، فَقَالَ: يَقُوْلُ لَكَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ: خُذْ هَذِهِ.

فَقَالَ: وَصَلَهُ اللهُ وَرَحِمَهُ.

ثُمَّ قَالَ: تَعَالَيْ يَا جَارِيَةُ، اذْهَبِي بِهَذِهِ السَّبْعَةِ إِلَى فُلَانٍ، وَبِهَذِهِ الخَمْسَةِ إِلَى فُلَانٍ، حَتَّى أَنْفَذَهَا.

فَرَجَعَ الغُلَامُ إِلَى عُمَرَ، وَأَخْبَرَهُ، فَوَجَدَهُ قَدْ أَعَدَّ مِثْلَهَا لِمُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَأَرْسَلَهُ بِهَا إِلَيْهِ.

فَقَالَ مُعَاذٌ: وَصَلَهُ اللهُ، يَا جَارِيَةُ! اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا، وَلِبَيْتِ فُلَانٍ بِكَذَا.

فَاطَّلَعَتْ امْرَأَةُ مُعَاذٍ، فَقَالَتْ: وَنَحْنُ - وَالله - مَسَاكِيْنُ، فَأَعْطِنَا.

وَلَمْ يَبْقَ فِي الخِرْقَةِ إِلَاّ دِيْنَارَانِ، فَدَحَا بِهِمَا (2) إِلَيْهَا.

وَرَجَعَ الغُلَامُ، فَأَخْبَرَ عُمَرَ، فَسُرَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ: إِنَّهُم إِخْوَةٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ (3) .

قَرَأْتُ عَلَى إِسْحَاقَ بنِ أَبِي بَكْرٍ، أَخْبَرَكَ يُوْسُفُ الحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا ابْنُ قُتَيْبَةَ (ح) .

وَأَنْبَأَنَا أَبُو المَعَالِي الغَرَّافِيُّ، أَنْبَأَنَا الفَتْحُ بنُ عَبْدِ اللهِ، أَنْبَأَنَا الأُرْمَوِيُّ، وَابْنُ الدَّايَةِ، وَالطَّرَائِفِيُّ، قَالُوا:

أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَا:

حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بنُ مَوْهَبٍ،

(1) أخرجه أحمد في الزهد 184 من طريق: حجاج، حدثنا حريز بن عثمان، عن المشيخة، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، وأبو نعيم 1 / 235، وأخرجه أحمد في " الزهد "(180) ، وأبو نعيم 1 / 234 - 235 من طريق عبد الله بن جندل، عن فضيل بن عياض، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، قال: أخبرني من سمع معاذا وهو يقول

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " دينارين قد جاء بهما ".

(3)

أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 300 - 301، وقد مر هذا الخبر في ترجمة أبي عبيدة بن الجراح.

وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 237.

ص: 456

حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عَقِيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ:

أَنَّ أَبَا إِدْرِيْسَ الخَوْلَانِيَّ أَخْبَرَهُ:

أَنَّ يَزِيْدَ بنَ عُمَيْرَةَ - وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ - قَالَ:

كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِساً إِلَاّ قَالَ: اللهُ حَكَمٌ قِسْطٌ، تَبَارَكَ اسْمُهُ، هَلَكَ المُرْتَابُوْنَ

، فَذَكَرَ الحَدِيْثَ.

وَفِيْهِ: فَقُلْتُ لِمُعَاذٍ: مَا يُدْرِيْنِي أَنَّ الحَكِيْمَ يَقُوْلُ كَلِمَةَ الضَّلَالَةِ؟

قَالَ: بَلَى، اجْتَنِبْ مِنْ كَلَامِ الحَكِيْمِ المُشْتَهَرَاتِ الَّتِي يُقَالُ: مَا هَذِهِ؟ وَلَا يَثْنِيْكَ ذَلِكَ عَنْهُ، فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ يَرْجِعُ وَيَتَّبِعُ الحَقَّ إِذَا سَمِعَهُ، فَإِنَّ عَلَى الحَقِّ نُوْراً (1) .

اللَّفْظُ لابْنِ قُتَيْبَةَ.

سُلَيْمَانُ بنُ بِلَالٍ: عَنْ مُوْسَى بنِ عُبَيْدَةَ (2) ، عَنْ أَيُّوْبَ بنِ خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ (3)، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ:

أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ لَمَّا أُصِيْبَ، اسْتَخْلَفَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ، يَعْنِي فِي طَاعُوْنِ عَمَوَاس، اشْتَدَّ الوَجَعُ، فَصَرَخَ النَّاسُ إِلَى مُعَاذٍ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَرْفَعَ عَنَّا هَذَا الرِّجْزَ.

قَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ بِرِجْزٍ، وَلَكِنْ دَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَمَوْتُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم، وَشَهَادَةٌ يَخُصُّ اللهُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْكُم.

أَيُّهَا النَّاسُ! أَرْبَعُ خِلَالٍ، مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا تُدْرِكَهُ.

قَالُوا: مَا هِيَ؟

قَالَ: يَأْتِي زَمَانٌ يَظْهَرُ فِيْهِ البَاطِلُ، وَيَأْتِي زَمَانٌ يَقُوْلُ الرَّجُلُ: وَاللهِ مَا أَدْرِي مَا أَنَا، لَا يَعِيْشُ عَلَى بَصِيْرَةٍ، وَلَا يَمُوْتُ عَلَى بَصِيْرَةٍ (4) .

أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا مَسَرَّةُ (5) بنُ

(1) أخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 233، و" الفسوي " 2 / 321 في " المعرفة والتاريخ ".

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " عبدة ".

وموسى بن عبيدة هذا هو الربذي وهو ضعيف.

وشيخه أيوب بن خالد فيه لين.

(3)

في الأصل " نافع " وهو تحريف.

وعبد الله بن رافع هذا، هو مولى أم سلمة، ثقة.

(4)

أخرجه ابن سعد في " طبقاته " 3 / 2 / 124.

(5)

تحرفت " مسرة " في المطبوع إلى " ميسرة ".

ص: 457

مَعْبَدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ:

قَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ:

سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (سَتُهَاجِرُوْنَ إِلَى الشَّامِ، فَيُفْتَحُ لَكُم، وَيَكُوْنُ فِيْهِ دَاءٌ كَالدُّمَّلِ، أَوْ كَالوَخْزَةِ، يَأْخُذُ بِمَرَاقِّ الرَّجُلِ، فَيَشْهَدُ - أَوْ فَيَسْتَشْهِدُ - اللهُ بِكُمْ أَنْفُسَكُم، وَيُزَكِّي بِهَا أَعْمَالَكُم) .

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مُعَاذاً سَمِعَهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطِهِ هُوَ وَأَهْلَ بَيْتِهِ الحَظَّ الأَوْفَرَ مِنْهُ.

فَأَصَابَهُمُ الطَّاعُوْنُ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ، فَطُعِنَ فِي أُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ، فَكَانَ يَقُوْلُ:

مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا حُمُرَ النَّعَمِ (1) .

هَمَّامٌ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، وَمَطَرٌ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ (2) عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَنْمٍ، قَالَ:

وَقَعَ الطَّاعُوْنُ بِالشَّامِ، فَخَطَبَ النَّاسَ عَمْرُو بنُ العَاصِ، فَقَالَ:

هَذَا الطَّاعُوْنُ رِجْزٌ، فَفِرُّوا مِنْهُ فِي الأَوْدِيَةِ وَالشِّعَابِ.

فَبَلَغَ ذَلِكَ شُرَحْبِيْلَ بنَ حَسَنَةَ، فَغَضِبَ، وَجَاءَ يَجُرُّ ثَوْبَهُ، وَنَعْلَاهُ فِي يَدِهِ، فَقَالَ:

صَحِبْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَكِنَّهُ رَحْمَةُ رَبِّكُم، وَدَعْوَةُ نَبِيِّكُم، وَوَفَاةُ الصَّالِحِيْنَ قَبْلَكُم.

فَبَلَغَ ذَلِكَ مُعَاذاً، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَصِيْبَ آلِ مُعَاذٍ الأَوْفَرَ.

فَمَاتَتْ ابْنَتَاهُ، فَدَفَنَهُمَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَطُعِنَ ابْنُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ - يَعْنِي لاِبْنِهِ لَمَّا سَأَلَهُ كَيْفَ تَجِدُكَ؟ - قَالَ:{الحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ المُمْتَرِيْنَ} [آلُ عِمْرَانَ: 60] .

قَالَ: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِيْنَ} [الصَّافَّاتُ: 102] .

قَالَ: وَطُعِنَ مُعَاذٌ فِي كَفِّهِ، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا، وَيَقُوْلُ:

هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ.

فَإِذَا سُرِّيَ عَنْهُ، قَالَ: رَبِّ! غُمَّ غَمَّكَ، فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكَ.

وَرَأَى رَجُلاً يَبْكِي، قَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟

قَالَ: مَا أَبْكِي عَلَى دُنْيَا كُنْتُ أَصَبْتُهَا مِنْكَ، وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى العِلْمِ الَّذِي كُنْتُ أُصِيْبُهُ مِنْكَ.

قَالَ: وَلَا تَبْكِهِ، فَإِنَّ

(1) أخرجه أحمد 5 / 241، وذكره الهيثمي في " المجمع " 2 / 311، ونسبه إلى أحمد وقال: وإسماعيل بن عبيد الله لم يدرك معاذا.

(2)

تحرفت في المطبوع إلى " بن ".

ص: 458

إِبْرَاهِيْمَ - صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ - كَانَ فِي الأَرْضِ، وَلَيْسَ بِهَا عِلْمٌ، فَآتَاهُ اللهُ عِلْماً، فَإِنْ أَنَا مِتُّ، فَاطْلُبِ العِلْمَ عِنْدَ أَرْبَعَةٍ: عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ، وَسَلْمَانَ الفَارِسِيِّ، وَعَبْدِ اللهِ بنِ سَلَامٍ، وَعُوَيْمِرٍ أَبِي الدَّرْدَاءِ (1) .

ابْنُ لَهِيْعَةَ: عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ:

كَانَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَخْلَفَ مُعَاذاً عَلَى مَكَّةَ حِيْنَ خَرَجَ إِلَى حُنَيْنٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُمُ القُرْآنَ وَالدِّيْنَ (2) .

أَبُو قَحْذَمٍ النَّضْرُ بنُ مَعْبَدٍ: عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:

مَرَّ عُمَرُ بِمُعَاذٍ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكَ؟

قَالَ: حَدِيْثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ أَدْنَى الرِّيَاءِ (3) شِرْكٌ، وَأَحَبُّ العَبِيْدِ إِلَى اللهِ الأَتْقِيَاءُ الأَخْفِيَاءُ، الَّذِيْنَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا، وَإِذَا شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا، أُوْلَئِكَ مَصَابِيْحُ العِلْمِ، وَأَئِمَّةُ الهُدَى (4)) .

أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ، وَخُوْلِفَ، فَإِنَّ النَّسَائِيَّ قَالَ: أَبُو قَحْذَمٍ لَيْسَ بِثِقَةٍ.

يُوْسُفُ بن مُسلمٍ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بنُ تَمِيْمٍ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ

(1) أخرجه البخاري في " التاريخ الصغير " 1 / 73 - 74، وذكره عبد الرزاق في " المصنف "(20164) بنحوه عن قتادة، وانظر " مجمع الزوائد " 2 / 311، وشهر بن حوشب ضعيف، وانظر الصفحة (22) .

(2)

هو على انقطاعة ضعيف لضعف ابن لهيعة.

وأخرجه الحاكم 3 / 270، وانظر الصفحة (477) .

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " الزنى ".

(4)

أخرجه الحاكم 3 / 270 وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: أبو قحذم: قال أبو حاتم: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة.

وأورده المؤلف في ترجمة أبي قحذم في ميزانه، في جملة منكراته، وذكره العقيلي في " الضعفاء " وقال: لا يتابع عليه.

وقال ابن عدي: ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه.

ص: 459

نُسَيٍّ، عَنِ ابْنِ غَنْمٍ، قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، وَعُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ يَقُوْلَانِ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ أَعْلَمُ الأَوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ بَعْد النَّبِيِّيْنَ وَالمُرْسَلِيْنَ، وَإِنَّ اللهَ يُبَاهِي بِهِ المَلَائِكَةَ) .

قَدْ أَخْرَجَهُ: الحَاكِمُ (فِي صَحِيْحِهِ (1)) ، فَأَخْطَأَ، وَعُبَيْدٌ لَا يُعْرَفُ، فَلَعَلَّهُ افْتَعَلَهُ.

الأَعْمَشُ: عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الحَارِثِ بنِ عُمَيْرَةَ، قَالَ:

إِنِّي لَجَالِسٌ عِنْدَ مُعَاذٍ وَهُوَ يَمُوْتُ، وَهُوَ يُغْمَى عَلَيْهِ وَيُفِيْقُ، فَقَالَ:

اخْنُقْ خَنْقَكَ، فَوَعِزَّتِكَ إِنِّي لأُحِبُّكَ (2) .

قَالَ يَحْيَى بنُ بُكَيْرٍ: سَمِعْتُ مَالِكاً يَقُوْلُ:

هُوَ أَمَامَ العُلَمَاءِ رَتْوَةٌ (3) .

هَلَكَ ابْنُ ثَمَانٍ وَعِشْرِيْنَ.

وَقِيْلَ: ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ.

هُشَيْمٌ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:

قُبِضَ مُعَاذٌ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ، أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً.

المَدَائِنِيُّ: عَنْ أَبِي سُفْيَانَ الغُدَانِيِّ (4) ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بنِ مَعْدَانَ:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ قُرْطٍ قَالَ: حَضَرْتُ وَفَاةَ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، فَقَالَ:

رَوِّحُوْنِي أَلْقَى اللهَ مِثْلَ سِنِّ عِيْسَى ابْنِ مَرْيَمَ، ابْنِ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِيْنَ سَنَةً.

(1) 3 / 271 وصححه، وتعقبه الذهبي بقوله: أحسبه موضوعا، ولا أعرف عبيدا هذا.

وإطلاق الصحة على " المستدرك " تساهل من المؤلف.

(2)

أخرجه ابن سعد 3 / 2 / 125.

(3)

أخرجه الحاكم 3 / 268 - 269، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 311 وقال: رواه الطبراني، ورواه أيضا منقطع الإسناد.

(4)

الغداني: بالغين المعجمة، واسمه عبيد الله بن سفيان قال المؤلف في " ميزانه ": كذبه ابن معين، ووهى ابن حبان حديثه.

ص: 460