المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري * - سير أعلام النبلاء - ط الرسالة - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الأساتذة الذين قاموا بتحقيق كتاب سير أَعْلَام النُّبَلَاء

- ‌1 - أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ *

- ‌2 - طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ *

- ‌3 - الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى *

- ‌4 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌5 - سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌6 - سَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ السَّابِقُوْنَ الأَوَّلُوْنَ

- ‌7 - مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرِ * بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ البَدْرِيُّ

- ‌ وَمِنْ شُهَدَاءِ يَوْمِ أُحُدٍ:

- ‌8 - أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالِ *

- ‌9 - عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنِ بنِ حَبِيْبِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيُّ *

- ‌10 - قُدَامَةُ بنُ مَظْعُوْنٍ أَبُو عَمْرٍو الجُمَحِيُّ *

- ‌11 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ *

- ‌12 - السَّائِبُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ **

- ‌13 - أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ *

- ‌14 - سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ *

- ‌15 - حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ *

- ‌16 - عَاقِلُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌17 - خَالِدُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌18 - إِيَاسُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ اللَّيْثِيُّ **

- ‌19 - عَامِرُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ *

- ‌20 - مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ المُطَّلِبِيُّ **

- ‌21 - أَبُو عَبْسٍ بنُ جَبْرِ بنِ عَمْرٍو الأَوْسِيُّ *

- ‌22 - ابْنُ التَّيِّهَانِ أَبُو الهَيْثَمِ مَالِكُ بنُ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌23 - أَبُو جَنْدَلٍ العَاصُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌24 - عَبْدُ اللهِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌25 - سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو:

- ‌26 - البَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌27 - نَوْفَلُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌28 - الحَارِثُ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌29 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌30 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌31 - سَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ *

- ‌32 - أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ، المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌34 - جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌35 - عَقِيْلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌36 - زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ الكَلْبِيُّ *

- ‌37 - عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌ فَصْلٌ: شُهَدَاءُ يَوْمِ الرَّجِيْعِ

- ‌ شُهَدَاءُ بِئْرِ مَعُوْنَةَ

- ‌38 - كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌39 - أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذَانَ *

- ‌40 - خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌41 - مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌42 - مُعَوَّذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ *

- ‌43 - خَلَاّدُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌44 - عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامٍ السَّلَمِيُّ ***

- ‌45 - عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ *

- ‌ أَعْيَانُ البَدْرِيِّيْنَ

- ‌46 - رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌47 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌48 - خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ **

- ‌49 - أَبَانُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ *

- ‌50 - عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ **

- ‌51 - العَلَاءُ بنُ الحَضْرَمِيِّ *

- ‌52 - سَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ *

- ‌53 - البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانَ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌54 - بِشْرُ بنُ البَرَاءِ بنُ مَعْرُوْرٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌55 - سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌56 - سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌57 - زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ مِنْ شُهَدَاءِ اليَمَامَةِ

- ‌58 - أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ عُدَسَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌59 - عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ * بنِ جَابِرِ بنِ وُهَيْبٍ أَبُو غَزْوَانَ المَازنِيُّ

- ‌60 - عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ أَبُو مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌61 - ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌62 - طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ نَوْفَلٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌63 - سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي زُهَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌64 - مَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌65 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌66 - عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرِو بنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌67 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌68 - يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ *

- ‌69 - أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ *

- ‌71 - أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي العَاصِ*

- ‌72 - أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ **

- ‌73 - عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بنِ زَعُوْرَاءَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌74 - أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ بنِ سِمَاكِ بنِ عَتِيْكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌75 - الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِيْفٍ الدَّوْسِيُّ *

- ‌76 - بِلَالُ بنُ رَبَاحٍ *

- ‌77 - ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ *

- ‌78 - خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌79 - صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَبُو عَمْرٍو القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ *

- ‌80 - سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ الفِهْرِيُّ أَبُو مُوْسَى**

- ‌81 - المِقْدَادُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مَالِكٍ الكِنْدِيُّ *

- ‌82 - أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌83 - النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ *

- ‌84 - عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ *

- ‌86 - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌87 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْبٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌88 - عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌90 - عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَائِشِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌91 - قِصَّةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ *

الفصل: ‌5 - سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب الزهري *

أَرَّخَ المَدَائِنِيُّ، وَالهَيْثَمُ بنُ عَدِيٍّ (1) ، وَجَمَاعَةٌ وَفَاتَهَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِيْنَ.

وَقَالَ المَدَائِنِيُّ: وَدُفِنَ بِالبَقِيْعِ.

وَقَالَ يَعْقُوْبُ بنُ المُغِيْرَةِ: عَاشَ خَمْساً وَسَبْعِيْنَ سَنَةً (2) .

قَالَ أَبُو عُمَرَ بنُ عَبْدِ البَرِّ: كَانَ مَجْدُوْداً فِي التِّجَارَةِ، خَلَّفَ: أَلْفَ بَعِيْرٍ، وَثَلَاثَةَ آلَافِ شَاةٍ، وَمَائَةَ فَرَسٍ، وَكَانَ يَزْرَعُ بِالجُرْفِ (3) عَلَى عِشْرِيْنَ نَاضِحاً.

قُلْتُ: هَذَا هُوَ الغَنِيُّ الشَاكِرُ، وَآوِي فَقِيْرٌ صَابِرٌ، وَأَبُو ذَرٍّ، أَوْ أَبُو عُبَيْدَةَ، زَاهِدٌ عَفِيْفٌ.

حُسَيْنٌ الْجَافِي: عَنْ جَعْفَرِ بنِ أترقان، قَالَ:

بَلَغَنِي أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ عَوْفٍ أَعْتَقَ ثَلَاثِيْنَ أَلْفَ بَيْتٍ (4) .

‌5 - سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ *

(ع)

وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ: مَالِكُ بنُ أُهَيْبِ بن عَبْدِ مَنَافٍ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلَابِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لأي.

(1) في الأصل " علي " وهو خطأ.

والهيثم بن عدي هذا أخباري، راوية، له تآليف كثيرة.

ترجمه ياقوت في " معجم الأدباء " 19 / 304 - 310.

(2)

الحاكم 3 / 308.

(3)

موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام.

(4)

هو في " حلية الأولياء " 1 / 99 وفيه " نبت " بدل " بيت " وهو تحريف.

(*) مسند أحمد: 1 / 168 - 187، فتوح البلدان: 315، طبقات ابن سعد: 3 / 1 / 97 - 105، نسب قريش: 94، 251، 263، 269، 393، 421، طبقات خليفة: 15، 126، تاريخ خليفة: 223، التاريخ الكبير: 4 / 43، التاريخ الصغير: 1 / 99 - 101، المعارف: 241 - 244، مشاهير علماء الأمصار: ت: 10، حلية الأولياء: 1 / 92 - 95، الاستيعاب: 4 / 170 - 177، تاريخ بغداد: 1 / 144 - 146، تاريخ ابن عساكر: 7 / 66 / 2، جامع الأصول: 9 / 10 - 18، أسد الغابة: =

ص: 92

الأَمِيْر، أَبُو إِسْحَاقَ القُرَشِيُّ، الزُّهْرِيُّ، المَكِّيُّ.

أَحَدُ العَشَرَةِ، وَأَحَدُ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ، وَأَحَدُ مَنْ شَهِدَ بَدْراً، وَالحُدَيْبِيَةَ، وَأَحَدُ السِّتَّةِ أَهْلِ الشُّوْرَى.

رَوَى جُمْلَةً صَالِحَةً مِنَ الحَدِيْثِ، وَلَهُ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) خَمْسَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً، وَانْفَرَدَ لَهُ البُخَارِيُّ بِخَمْسَةِ أَحَادِيْثَ، وَمُسْلِمٌ بِثَمَانِيَةَ عَشَرَ حَدِيْثاً.

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَعَائِشَةُ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَالسَّائِبُ بنُ يَزِيْدَ، وَبَنُوْهُ؛ عَامِرٌ، وَعُمَرُ، وَمُحَمَّدٌ (1) ، وَمُصْعَبٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ، وَعَائِشَةُ، وَقَيْسُ بنُ أَبِي حَازِمٍ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَعُمَرُ بنُ مَيْمُوْن، وَالأَحْنَفُ بنُ قَيْسٍ، وَعَلْقَمَةُ بنُ قَيْسٍ، وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَشُرَيْحُ بنُ عُبَيْدٍ الحِمْصِيُّ، وَأَيْمَن المَكِّيُّ، وَبِشْرُ بنُ سَعِيْدٍ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَأَبُو صَالِحٍ ذَكْوَانُ، وَعُرْوَةُ بنُ الزُّبَيْرِ، وَخَلْقٌ سِوَاهُم.

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ السَّلَامِ بنِ المُطَهَّرِ التَّمِيْمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ المُعِزِّ (2) بنُ مُحَمَّدٍ فِي كِتَابِهِ، أَنْبَأَنَا تَمِيْمُ بنُ أَبِي سَعِيْدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو بنُ حَمْدَانَ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَعْلَى المَوْصِلِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ، أَنْبَأَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عَوْنٍ:

سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: قَدْ

= 2 / 366 - 370، تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 213 - 214، تهذيب الكمال: 478، دول الإسلام: 1 / 40، تاريخ الإسلام: 2 / 281، العبر: 1 / 60، نكت الهميان: 155، مجمع الزوائد: 9 / 153 - 160، العقد الثمين: 4 / 537 - 547، طبقات القراء: 1 / 304، تهذيب التهذيب: 3 / 483، الإصابة: 4 / 160 - 164، النجوم الزاهرة: 1 / 147، تاريخ الخلفاء: 250، خلاصة تذهيب الكمال: 135، كنز العمال: 13 / 212 - 213، شذرات الذهب: 1 / 61، تهذيب تاريخ ابن

عساكر: 6 / 95 - 110.

(1)

سقط من المطبوع " ومحمد ".

(2)

تصحفت في المطبوع إلى " العزيز ".

ص: 93

شَكَوْكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الصَّلَاةِ.

قَالَ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أَمُدُّ (1) فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ، وَمَا آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلَاةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ كَذَاكَ الظَّنُّ بِكَ (2) .

أَبُو عَوْنَ الثَّقَفِيُّ: هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ، مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَبِهِ إِلَى أَبِي يَعْلَى: حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي وَالِدِي، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ فِي المَسْجِدِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَمَلأَ عَيْنَيْهِ مِنِّي (3) ، ثُمَّ لَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ.

فَقُلْتُ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ! هَلْ حَدَثَ فِي الإِسْلَامِ شَيْءٌ؟

قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟

قُلْتُ: إِنِّي مَرَرْتُ بِعُثْمَانَ آنِفاً، فَسَلَّمْتُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ.

فَأَرْسَلَ عُمَرُ إِلَى عُثْمَانَ.

فَأَتَاهُ، فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَكُوْنَ رَدَدْتَ عَلَى أَخِيْكَ السَّلَامَ؟

قَالَ: مَا فَعَلْتُ.

قُلْتُ: بَلَى، حَتَّى حَلَفَ وَحَلَفْتُ.

ثُمَّ إِنَّهُ ذَكَرَ، فَقَالَ: بَلَى، فَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوْبُ إِلَيْهِ، إِنَّكَ مَرَرْتَ بِي آنِفاً، وَأَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِي بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا وَاللهِ مَا ذَكَرْتُهَا قَطُّ إِلَاّ يَغْشَى بَصَرِي وَقَلْبِي غِشَاوَةً.

فَقَالَ سَعْدٌ: فَأَنَا أُنْبِئُكَ بِهَا، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ ذَكَرَ لَنَا أَوَّلَ (4) دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءهُ أَعْرَابِيٌّ فَشَغَلَهُ، ثُمَّ قَامَ رَسُوْلُ اللهِ، فَاتَّبَعْتُهُ، فَلَمَّا

(1) في الأصل " أمر " وهو خطأ.

(2)

أخرجه أحمد 1 / 175، والبخاري (770) في الاذان: باب يطول في الاوليين، ويحذف في الاخريين، ومسلم (453) في الصلاة، باب: تخفيف الاخريين.

والنسائي 2 / 174 في الافتتاح:

باب الركود في الركعتين الاوليين.

كلهم من طريق: شعبة، عن أبي عون، عن جابر.

وأخرجه البخاري (758) ، ومسلم (453)(159) ، وأحمد 1 / 176، 179، 180، والطبراني برقم (290) من طرق عن جابر.

(3)

سقطت من الأصل.

واستدركت من " المسند ".

(4)

في الأصل " لها أهل " والتصويب من " المسند ".

ص: 94

أَشْفَقْتُ أَنْ يَسْبِقَنِي إِلَى مَنْزِلِهِ، ضَرَبْتُ بِقَدَمِي الأَرْضَ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَالْتَفَتُّ.

فَقَالَ: (أَبُو إِسْحَاقَ؟) .

قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُوْلَ اللهِ!

قَالَ: (فَمَهْ؟) .

قُلْتُ: لَا وَاللهِ، إِلَاّ أَنَّكَ ذَكَرْتَ لَنَا أَوَّلَ دَعْوَةٍ، ثُمَّ جَاءَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ.

فَقَالَ: (نَعَم، دَعْوَةُ ذِي النُّونِ: {لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيْنَ} [الأَنْبِيَاءُ: 87] فَإِنَّهَا لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ رَبَّهُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَاّ اسْتَجَابَ لَهُ (1)) .

أَخْرَجَهُ: التِّرْمِذِيُّ مِنْ طَرِيْقِ الفِرْيَابِيِّ، عَنْ يُوْنُسَ.

ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ:

أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ المِسْوَرِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي، وَسَعْدٍ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ يَغُوْثَ عَامَ أَذْرح، فَوَقَعَ الوَجَعُ بِالشَّامِ، فَأَقَمْنَا بِسَرْغٍ خَمْسِيْنَ لَيْلَةً، وَدَخَلَ عَلَيْنَا رَمَضَانَ، فَصَامَ المِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَأَفْطَرَ سَعْدٌ وَأَبَى أَنْ يَصُوْمَ.

فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا إِسْحَاقَ! أَنْتَ صَاحِبُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَشَهِدْتَ بَدْراً، وَأَنْتَ تُفْطِرُ وَهُمَا صَائِمَانِ؟

قَالَ: أَنَا أَفْقَهُ مِنْهُمَا (2) .

ابْنُ جُرَيْحٍ: حَدَّثَنِي زَكَرِيَّا بنُ عَمْرَو (3) :

أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ وَفَدَ عَلَى

(1) أخرجه أحمد 1 / 170، والترمذي (3500) في الدعوات: باب دعوة ذي النون في بطن الحوت.

وذكره الهيثمي في " المجمع " 7 / 68، ونسبه إلى أحمد، وقال: ورجاله رجال الصحيح، غير إبراهيم بن محمد بن سعد بن أبي وقاص وهو ثقة.

وصححه الحاكم 2 / 382 ووافقه الذهبي.

وهو كما قالا، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 4 / 334 وزاد نسبته للنسائي والحكيم الترمذي في " نوادر الأصول "، وابن جرير، وابن أبي حاتم، والبزار، وابن مردويه، والبيهقي في " الشعب ".

وانظر ابن كثير 4 / 580 - 589.

(2)

إسناده حسن، وأخرجه الفسوي في " المعرفة والتاريخ " 1 / 369 - 370.

وذكره ابن حزم في " المحلى " 6 / 248.

(3)

كذا الأصل " عمرو " بواو.

وفي " التاريخ الكبير " 3 / 450 و" الجرح والتعديل " 3 / 598، و" مصنف عبد الرزاق ":" عمر " بدونها.

ص: 95

مُعَاوِيَةَ، فَأَقَامَ عِنْدَهُ شَهْراً يَقْصُرُ الصَّلَاةَ، وَجَاءَ شَهْرَ رَمَضَان فَأَفْطَرَهُ (1) .

مُنْقَطِعٌ.

شُعْبَةُ، وَغَيْرُهُ: عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ:

سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ المِسْوَرِ قَالَ: كُنَّا فِي قَرْيَةٍ مِنْ قُرَى الشَّامِ يُقَالُ لَهَا: عَمَّانُ، وَيُصَلِّي سَعْدٌ رَكْعَتَيْنِ.

فَسَأَلْنَاهُ.

فَقَالَ: إِنَّا نَحْنُ أَعْلَمُ (2) .

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو قَالَ: شَهِدَ سَعْدٌ وَابْنُ عُمَرَ الحَكَمَيْنِ.

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدٍ، قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! مَنْ أَنَا؟

قَالَ: (سَعْدُ بنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافِ بنِ زُهْرَةَ، مَنْ قَالَ غَيْرَ هَذَا فَعَلَيْهِ لَعنَةُ اللهِ (3)) .

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ: وَأُمُّهُ: حَمْنَةُ بِنْتُ سُفْيَانَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بن عَبْدِ مَنَافٍ (4) .

قَالَ ابْنُ مَنْدَةَ: أَسْلَمَ سَعْدُ ابْنُ سَبْعَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَكَانَ قَصِيْراً، دَحْدَاحاً،

(1) أخرجه عبد الرزاق (4351) وزكريا بن عمر له يوثقه غير ابن حبان، وهو لم يدرك سعدا.

فالخبر منقطع كما قال المؤلف.

(2)

أخرجه عبد الرزاق (4350) عن الثوري عن حبيب

، والطحاوي في " شرح معاني الآثار " 1 / 244 من طريق: شعبة، عن حبيب، ورجاله ثقات.

(3)

إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد وهو ابن جدعان.

وأخرجه الطبراني في " الكبير "(289) ، والحاكم 3 / 495.

والفسوي 3 / 166، وابن سعد 3 / 1 / 97 من طريق علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب.

وقد ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 153 وقال: رواه الطبراني، والبزار مسندا ومرسلا.

ورجال المسند وثقوا.

(4)

" الطبقات لابن سعد " 3 / 1 / 97، والحاكم 3 / 495، وفي " الإصابة " 4 / 160 وفيه " أمه حمزة " وهو خطأ.

ص: 96

شَثْنَ الأَصَابِعِ، غَلِيْظاً، ذَا هَامَةٍ.

تُوُفِّيَ بِالعَقِيْقِ فِي قَصْرِهِ، عَلَى سَبْعَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِيْنَةِ، وَحُمِلَ إِلَيْهَا سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.

الوَاقِدِيُّ: عَنْ بُكَيْرِ بنِ مِسْمَارٍ (1) ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ:

كَانَ أَبِي رَجُلاً قَصِيْراً، دَحْدَاحاً، غَلِيْظاً، ذَا هَامَةٍ، شَثْنَ الأَصَابِعِ، أَشْعَرَ، يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ (2) .

وَعَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:

كَانَ سَعْدٌ جَعْدَ الشَّعْرِ، أَشْعَرَ الجَسَدِ، آدَمَ، أَفْطَسَ، طَوِيْلاً (3) .

يَعْقُوْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ: أَنْبَأَنَا إِسْحَاقُ بنُ جَعْفَرٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ المِسْوَرِ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

رَدَّ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَيْرَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ بَدْرٍ، اسْتَصْغَرَهُ.

فَبَكَى عُمَيْرٌ، فَأَجَازَهُ، فَعَقَدْتُ عَلَيْهِ حِمَالَةَ سَيْفِهِ، وَلَقَدْ شَهِدْتُ بَدْراً وَمَا فِي وَجْهِي شَعْرَةٌ وَاحِدَةٌ أَمْسَحُهَا بِيَدِي (4) .

جَمَاعَةٌ: عَنْ هَاشِمِ بنِ هَاشِمِ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ: سَمِعْتُ سَعْداً

(1) سقط من المطبوع " عن بكير بن مسمار ".

(2)

ابن سعد 3 / 1 / 101 والحاكم 3 / 496، والطبراني في " الكبير " برقم (294) .

(3)

أخرجه الطبراني في " الكبير "(293) وقد ذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 153 وقال: وفيه: عبد العزيز بن عمران وهو متروك.

(4)

إسناده محتمل للتحسين.

يعقوب بن محمد الزهري صدوق، وما رواه عن الثقات مقبول كما قال ابن معين.

وهذا رواه عن ثقة وعن ضعيف.

فإسحاق بن جعفر صدوق، وعبد العزيز بن، عمران متروك كما تقدم، وباقي رجال السند ثقات.

ص: 97

يَقُوْلُ:

مَا أَسْلَمَ أَحَداً فِي اليَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَ لَيَالٍ، وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلَامِ (1) .

وَقَالَ يُوْسُفُ بنُ المَاجِشُوْنِ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ تَقُوْلُ:

مَكَثَ أَبِي يَوْماً إِلَى اللَّيْلِ وَإِنَّهُ لَثُلُثُ الإِسْلَامِ.

إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي (2) خَالِدٍ: عَنْ قَيْسٍ قَالَ:

قَالَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ: مَا جَمَعَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ لَيَقُوْلُ لِي:(يَا سَعْدُ! ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) .

وَإِنِّي لأَوَّلُ المُسْلِمِيْنَ رَمَى المُشْرِكِيْنَ بِسَهْمٍ، وَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ سَبْعَةٍ، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلَاّ وَرَقَ السَّمُرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلَامِ، لَقَدْ خِبْتُ إِذَنْ وَضَلَّ سَعْيِي (3) .

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

رَوَاهُ: جَمَاعَةٌ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ.

وَرَوَى: المَسْعُوْدِيُّ، عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَوَّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي

(1) أخرجه البخاري (3726) و (3727) في الفضائل: باب مناقب سعد، و (3858) في مناقب الانصار: باب إسلام سعد، وابن ماجه (132) في المقدمة: باب فضل سعد.

واستدركه

الحاكم 3 / 498 فأخطأ، وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1 / 92 والطبراني في " الكبير "(298) و (313) وابن سعد في " الطبقات " 3 / 1 / 98.

(2)

سقطت من المطبوع لفظة " أبي ".

(3)

أخرجه أحمد 1 / 174، 181، 186، والبخاري (3728) في الفضائل: باب مناقب سعد.

و (5412) في الاطعمة مختصرا: باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يأكلون.

و (6453) في الرقاق: باب كيف كان عيش النبي وأصحابه.

ومسلم (2966) في الزهد، في صدره، والترمذي (2367) في الزهد: باب ما جاء في معيشة النبي، و (2366) فيهما من طريق اخرى، وابن سعد 3 / 1 / 39، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 92.

ص: 98

سَبِيْلِ اللهِ: سَعْدٌ، وَإِنَّهُ مِنْ أَخْوَالِ النَّبِيِّ (1) صلى الله عليه وسلم.

حَاتَمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ لَهُ أَبَوَيْهِ.

قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ المُشْرِكِيْنَ قَدْ أَحْرَقَ المُسْلِمِيْنَ،

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) .

فَنَزَعْتُ بِسَهْمٍ لَيْسَ فِيْهِ نَصْلٌ، فَأَصَبْتُ جَبْهَتَهُ، فَوَقَعَ، وَانْكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ، فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُه (2) .

عَبْدُ اللهِ بنُ مُصْعَبٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ عُقْبَةَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ

قَالَ: قَتَلَ سَعْدٌ يَوْمَ أُحدٍ بِسَهْمٍ رُمِيَّ بِهِ، فَقَتَلَ، فَرُدَّ عَلَيْهِم، فَرَمَوا بِهِ، فَأَخَذَهُ سَعْدٌ فَرَمَى بِهِ الثَّانِيَةَ، فَقَتَلَ، فَرُدَّ عَلَيْهِم، فَرَمَى بِهِ الثَّالِثَةَ، فَقَتَلَ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِمَّا فَعَلَ.

إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعٌ.

ابْنُ إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي صَالِحُ بنُ كَيْسَانَ، عَنْ بَعْضِ آلِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ: أَنَّهُ رَمَى يَوْمَ أُحُدٍ.

قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنَاوِلُنِي النَّبْلَ وَيَقُوْلُ: (ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي) .

حَتَّى إِنَّهُ لَيُنَاوِلُنِي السَّهْمَ مَا لَهُ مِنْ نَصْلٍ، فَأَرْمِي بِهِ (3) .

(1) المسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الكوفي، اختلط قبل موته.

والقاسم هو ابن عبد الرحمن بن مسعود ثقة.

ومعنى الشطر الأول ثابت في الحديث المتقدم.

وأما قوله: إنه خال النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد أخرج الحاكم في " المستدرك " 3 / 498 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جابر قال: كنا جلوسا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فأقبل سعد بن أبي وقاص، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم،:" هذا خالي فليرني امرؤ خاله " وصححه، ووافقه الذهبي.

وأخرجه الترمذي في جامعه (3753) وحسنه، وقال: كان سعد من بني زهرة، وكانت أم النبي، صلى الله عليه وسلم، من بني زهرة، فلذلك قال النبي، صلى الله عليه وسلم،:" هذا خالي ".

(2)

أخرجه مسلم (2412) في الفضائل: باب مناقب سعد، وانظر ما بعده أيضا، والطبراني (315) في " الكبير ".

(3)

بعض آل سعد مجهول، وباقي رجاله ثقات.

وانظر ابن هشام 2 / 82.

ص: 99

قَالَ ابْنُ المُسَيِّبِ: كَانَ جَيِّدَ الرَّمْي، سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: جَمَعَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ (1) .

أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، وَقَدْ سَاقَهُ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ (2) بِضْعَةَ عَشَرَ وَجْهاً.

وَسَاقَ حَدِيْثَ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ مِنْ سَبْعَةَ عَشَرَ طَرِيْقاً بِأَلْفَاظِهَا، وَبِمِثْلِ هَذَا كَبِرَ تَارِيْخُهُ.

وَسَاقَ حَدِيْثَ عَبْدِ اللهِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ عَلِيٍّ: مَا سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ، مِنْ سِتَّةِ عَشَرَ وَجْهاً.

رَوَاهُ: مِسْعَرٌ، وَشُعْبَةُ، وَسُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ عَنْهُ.

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ قَالَ:

قَالَ عَلِيٌّ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَجْمَعُ أَبَوَيْهِ لأَحَدٍ غَيْرَ سَعْدٍ (3) .

تَفَرَّدَ بِهِ: ابْنُ عُيَيْنَةَ.

وَقَدْ رَوَاهُ: شُعْبَةُ، وَزَائِدَةُ، وَغَيْرُهُمَا، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، وَهُوَ أَصَحُّ.

(1) أخرجه أحمد 1 / 174، 180.

والبخاري (3725) في الفضائل، و (4055) و (4056) و (4057) في المغازي: باب إذ همت طائفتان منكم ان تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

وابن ماجه (130) في المقدمة: باب: فضل سعد.

(2)

تصحفت في المطبوع إلى " عن ".

(3)

أخرجه الترمذي (3753) من طريق: الحسن بن الصباح، عن ابن عيينة عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي.

وقال: هذا حديث حسن.

وأخرجه أحمد 1 / 180 والبخاري (4056) و (4057) في المغازي: باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا، ومسلم (2412) في الفضائل، والترمذي (3754) ، وابن ماجه (130) في المقدمة، كلهم من طريق: يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص.

وأخرجه أحمد 1 / 92، 124، 136، 137، والبخاري (2905) و (4058) و (4059) و (6184) ، ومسلم (2411) في الفضائل، والترمذي (3755)، وابن ماجه (129) من طريق: ابن شداد، عن علي، رضي الله عنه.

ص: 100

ابْنُ زَنْجَوَيْه: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ (1) ، عَنْ أَيُّوْبَ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ: سَمِعْتُهَا (2) تَقُوْل: أَنَا ابْنَةُ المُهَاجِرِ الَّذِي فَدَاهُ رَسُوْلُ اللهِ يَوْمَ أُحُدٍ بِالأَبَوَيْنِ.

الأَعْمَشُ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدٍ: لَقَدْ رَأَيْتُ سَعْداً يُقَاتِلُ يَوْمَ بَدْرٍ قِتَالَ الفَارِسِ فِي الرِّجَالِ (3) .

رَوَاهُ: بَعْضُهُمْ، عَنِ الأَعْمَشِ، فَقَالَ: عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ.

يُوْنُسُ بنُ بُكَيْرٍ: عَنْ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الوَقَّاصِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ:

بَعَثَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً فِيْهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَى جَانِبٍ مِنَ الحِجَازِ، يُدْعَى: رَابِغٍ، وَهُوَ مِنْ جَانِبِ الجُحْفَةِ، فَانْكَفَأَ المُشْرِكُوْنَ عَلَى المُسْلِمِيْنَ، فَحَمَاهُمْ سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ بِسِهَامِهِ، فَكَانَ هَذَا أَوَّلُ قِتَالٍ فِي الإِسْلَامِ.

فَقَالَ سَعْدٌ:

أَلَا هَلْ أَتَى رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي

حَمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي

فَمَا يَعتَدُّ رَامٍ فِي عَدُوٍّ

بِسَهْمٍ يَا رَسُوْلَ اللهِ قَبْلِي (4)

وَفِي البُخَارِيِّ لِمَرْوَانَ بنِ مُعَاوِيَةَ: أَخْبَرَنِي هَاشِمُ بنُ هَاشِمٍ: سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ المُسَيِّبِ: سَمِعْتُ سَعْداً يَقُوْلُ:

نَثَلَ لِي رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم كِنَانَتَهُ يَوْمَ أُحُدٍ، وَقَالَ:(ارْمِ! فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي)(5) .

(1) تحرفت في المطبوع إلى " عمر ".

(2)

تصحفت في المطبوع إلى " سمعت ".

ورجال السند ثقات.

(3)

الخبر في " طبقات ابن سعد " 3 / 1 / 100.

(4)

عند ابن هشام 1 / 594 - 595 والابيات عنده ستة.

وأخرج الحاكم الابيات 3 / 498 عن عائشة بنت سعد.

وفي " الإصابة " 4 / 164 وابن سعد في " الطبقات " 3 / 1 / 100.

(5)

أخرجه البخاري (4055) في المغازي، باب: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا.

وابن سعد 3 / 1 / 100 ونثل الكنانة: نفضها واستخرج ما فيها من النبل.

والكنانة: جعبة السهام.

ص: 101

أَنْبَأَنَا بِهِ أَحْمَدُ بنُ سَلَامَةَ، عَنِ ابْنِ كُلَيْبٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ بَيَانٍ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَخْلَدٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، فَذَكَرَهُ.

القَعْنَبِيُّ، وَخَالِدُ بنُ مَخْلَدٍ، قَالَا:

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَامِرِ بنِ رَبِيْعَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:

أَرِقَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ

فَقَالَ: (لَيْتَ رَجُلاً صَالِحاً مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ) .

قَالَتْ: فَسَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ.

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (مَنْ هَذَا؟) .

قَالَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنَا يَا رَسُوْلَ اللهِ! جِئْتُ أَحْرُسُكَ.

فَنَامَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيْطَهُ (1) .

أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ عَبْدُ الكَبِيْرِ: حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ:

أَنَّ أَبَاهُ سَعْداً كَانَ فِي غَنَمٍ لَهُ، فَجَاءَ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ قَالَ: أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ.

فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ، قَالَ: يَا أَبَةِ أَرَضِيْتَ أَنْ تَكُوْنَ أَعْرَابِياً فِي غَنَمِكَ، وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُوْنَ فِي الملْكِ بِالمَدِيْنَةِ.

فَضَرَبَ صَدْرَ عُمَرَ وَقَالَ: اسْكُتْ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ (2) :(إِنَّ اللهَ عز وجل يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِيَّ، الغَّنِيَّ، الخَفِيَّ (3)) .

روحٌ، وَالأَنْصَارِيُّ، وَاللَّفْظُ لَهُ: أَنْبَأَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:

قَالَ سَعْدٌ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه البخاري (2885) في الجهاد، باب: الحراسة في الغزو، (7231) في التمني: باب: قوله صلى الله عليه وسلم: ليت كذا وكذا.

ومسلم (2410) في الفضائل: باب فضائل سعد.

والترمذي (3757) في المناقب: باب مناقب سعد، والحاكم 3 / 501.

(2)

سقطت لفظة " يقول " من المطبوع.

(3)

أخرجه أحمد 1 / 168، ومسلم (2965) في الزهد، في أوله، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 / 94.

ص: 102

ضَحِكَ يوْمَ الخَنْدَقِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ.

كَانَ رَجُلٌ مَعَهُ تُرْسٌ، وَكَانَ سَعْدٌ رَامِياً، فَجَعَلَ يَقُوْلُ كَذَا، يُحَوِّي بِالتُّرْسِ، وَيُغَطِّي جَبْهَتَهُ.

فَنَزَعَ لَهُ سَعْدٌ بِسَهْمٍ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَمَاهُ، فَلَمْ يُخْطِ هَذَهِ مِنْهُ -يَعْنِي: جَبْهَتَهُ- فانْقَلَبَ، وَأَشَالَ بِرِجْلِهِ، فَضَحِكَ رَسُوْلُ اللهِ مِنْ فِعْلِهِ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (1) .

يَحْيَى القَطَّانُ، وَجَمَاعَةٌ: عَنْ صَدَقَةَ بنِ المُثَنَّى، حَدَّثَنِي جَدِّي رِيَاحِ بنِ الحَارِثِ:

أَنَّ المُغِيْرَةَ كَانَ فِي المَسْجِدِ الأَكْبَرِ، وَعِنْدَهُ أَهْلُ الكُوْفَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَةِ، فَاسْتَقْبَلَ المُغِيْرَةَ، فَسَبَّ وَسَبَّ.

فَقَالَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ: مَنْ يَسُبُّ هَذَا يَا مُغِيْرَةُ؟

قَالَ: يَسُبُّ عَلِيَّ بنَ أَبِي طَالِبٍ.

قَالَ: يَا مُغير بن شُعَيِّب، يَا مُغير بن شُعَيِّب! أَلَا تَسْمَعُ أَصْحَابَ رَسُوْلِ اللهِ-صلى الله عليه وسلم يُسَبُّوْنَ عِنْدَكَ وَلَا تُنْكِرُ وَلَا تُغَيِّرُ؟ فَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَمِعْتْ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ أَرْوِي عَنْهُ كَذِباً، إِنَّهُ قَالَ:(أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بنُ مَالِكٍ فِي الجَنَّةِ) ، وَتَاسِعُ المُؤْمِنِيْنَ فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ.

فَضَجَّ أَهْلُ المَسْجِدِ يُنَاشِدُوْنَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُوْلِ اللهِ! مَنِ التَّاسِعُ؟

قَالَ: نَاشَدْتُمُوْنِي بِاللهِ وَاللهُ عَظِيْمٌ، أَنَا هُوَ، وَالعَاشِرُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاللهِ لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ رَجُلٌ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُم، وَلَوْ عُمِّرَ مَا عُمِّرَ نُوْحٌ (2) .

(1) أخرجه أحمد 1 / 186 وسنده حسن وفي الشواهد.

وانظر الصفحة (99) تعليق رقم (2) .

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه أحمد 1 / 187، وأبو داود (4650) في السنة: باب في الخلفاء، وابن ماجه (133) في المقدمة مختصرا.

وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 95 - 96.

وفي المسند " يا مغير ابن شعب " وفي " الحلية " يا مغيرة بن شعبة.

ص: 103

أَخْرَجَهُ: أَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائَيُّ، وَابْنُ مَاجَه، مِنْ طَرِيْقِ صَدَقَةَ.

شُعْبَةُ: عَنِ الحُرِّ: سَمِعْتُ رَجُلاً يُقَالُ لَهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ الأَخْنَسِ، قَالَ:

خَطَبَ المُغِيْرَةُ بنُ شُعْبَةَ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَقَامَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ، فَقَالَ:

مَا تُرِيْدُ إِلَى هَذَا؟ أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَالَ: (عَشْرَةٌ فِي الجَنَّةِ: رَسُوْلُ اللهِ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ

) الحَدِيْثُ (1) .

الحُرُّ: هُوَ ابْنُ الصَّيَّاحِ.

عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ زِيَادٍ: عَنِ الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا الحُرُّ بِنَحْوِهِ.

ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ يَعْقُوْبَ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعِيْدِ بنِ سُرَيْجٍ (2) : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ حُمَيْد حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيْهِ حُمَيْدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ فِي نَفَرٍ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (عَشْرَةٌ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ

) ، وَسَمَّى فِيْهِم أَبَا عُبَيْدَةَ (3) .

(1) رجاله ثقات، إلا عبد الرحمن بن الاخنس لم يوثقه غير ابن حبان.

وهو في " المسند " 1 / 188.

وأخرجه أبو داود (4649) في السنة: باب في الخلفاء.

وانظر الحديث (4) في الصفحة التالية.

وانظر ما قبله أيضا.

(2)

ترجمه المؤلف في " الميزان " 3 / 200 ولينه.

وسريج بالسين والجيم كما ضبطه ابن ماكولا، وابن حجر، وقد تحرف في الأصل إلى " جريج " وعند الحاكم 3 / 440 وابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " إلى " شريح " وعند ابن حبان في الضعفاء 1 / 109 - 110 إلى " سريح ".

(3)

أخرجه الحاكم 3 / 440 من طريق: ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب عن عمر بن سعيد بن سريج وكلاهما ضعيف، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه حميد، عن سعيد بن زيد.

وأخرجه الترمذي (3748) من طريق: موسى بن يعقوب، عن عمر بن سعيد، ولم ينسبه إلى جده.

وهو عمر بن سعيد بن أبي حسين الكوفي، النوفلي وهو ثقة، من رجال الشيخين والترمذي والنسائي، وابن ماجه.

وأخرجه أحمد 1 / 193، والترمذي (3747) من طريق: قتيبة بن سعيد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف.

وهذا سند رجاله ثقات.

ص: 104

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ سُعَيْرِ بنِ الخِمْسِ (1) ، عَنْ حَبِيْبِ بنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ: (عَشْرَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي الجَنَّةِ: أَبُو بَكْرٍ

) ثُمَّ سَمَّى العَشْرَةَ (2) .

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، وَجَمَاعَةٌ، إِذْناً، قَالُوا:

أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ (3) بنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بنِ يِسَافٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ ظَالِمٍ، قَالَ:

خَطَبَ المُغِيْرَةُ، فَنَالَ مِنْ عَلِيٍّ، فَخَرَجَ سَعِيْدُ بنُ زَيْدٍ، فَقَالَ:

أَلَا تَعْجَبُ مِنْ هَذَا يَسُبُّ عَلِيّاً! أَشْهَدُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّا كُنَّا عَلَى حِرَاءٍ أَوْ أُحُدٍ، فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(اثْبُتْ حِرَاءُ، أَوْ أُحُدُ! فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ، أَوْ صِدِّيْقٌ، أَوْ شَهِيْدٌ) .

فَسَمَّى النَّبِيَّ، وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيّاً، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرَ، وَسَعْداً، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وَسَمَّى سَعِيْدٌ نَفْسَهُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِم (4) -.

وَلَهُ طُرُقٌ، وَمِنْهَا:

عَاصِمُ بنُ عَلِيٍّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ هِلَالِ بنِ

(1) تصحف في المطبوع إلى " سعد بن الحسن ".

(2)

ذكره صاحب الكنز برقم (33137) ونسبه إلى الطبراني، وابن عساكر.

(3)

تحرف في المطبوع إلى " حمد ".

(4)

إسناده حسن.

وعبد الله بن ظالم المزني وثقة ابن حبان وروى عنه غير واحد، وباقي رجاله ثقات.

والحديث صحيح بطرقه، فقد أخرجه أحمد 1 / 188، 189، وأبو داود (4648) في السنة: باب في الخلفاء، والترمذي (3728) في المناقب: باب مناقب سعيد بن زيد.

وابن ماجه (134) في المقدمة: باب فضائل العشرة.

وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم 3 / 450، وأخرجه الطبراني (356) من طريق محمد بن بكير الحضرمي، عن ثابت بن الوليد بن عبد الله بن جميع القرشي عن أبي الطفيل، عن سعيد بن زيد، وقد تقدم تخريج حديث أبي هريرة في الصفحة (53) تعليق رقم (3) فارجع إليه.

ص: 105

يِسَافٍ، عَنْ سَعِيْدٍ نَفْسِهِ، وَقَالَ:(اسْكُنْ حِرَاءُ) .

أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي الخَيْرِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الغَنِيِّ الحَافِظُ فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، أَنْبَأَنَا المُبَارَكُ بنُ المُبَارَكِ السِّمْسَارُ، أَنْبَأَنَا النِّعَالِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو القَاسِمِ بنُ المُنْذِرِ، أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الدَّقِيْقِيُّ، حَدَّثَنَا يُوْنُسُ بنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ الهَادِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بنِ حَزْمٍ، قَالَ:

جَاءتْ أَرْوَى بِنْتُ أُوَيْسٍ إِلَى مُحَمَّدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَزْمٍ، فَقَالَتْ:

إِنَّ سَعِيْدَ بنَ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ قَدْ بَنَى ضَفِيْرَةً (1) فِي حَقِّي، فَائْتِهِ، فَكَلِّمْهُ، فَوَاللهِ لَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ لأَصِيْحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَقَالَ لَهَا: لَا تُؤْذِي صَاحِبَ رَسُوْلِ اللهِ، مَا كَانَ لِيَظْلِمَكِ، مَا كَانَ لِيَأْخُذَ لَكِ حَقّاً.

فَخَرَجَتْ، فَجَاءتْ عمَارَةَ بنَ عَمْرٍو، وَعَبْدَ اللهِ بنَ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لَهُمَا:

ائْتِيَا سَعِيْدَ بن زَيْدٍ، فَإِنَّهُ قَدْ ظَلَمَنِي، وَبنَى ضَفِيْرَةً فِي حَقِّي، فَوَاللهِ لَئِنْ لَمْ يَنْزَعْ، لأَصِيْحَنَّ بِهِ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَخَرَجَا، حَتَّى أَتَيَاهُ فِي أَرْضِهِ بِالعَقِيْقِ، فَقَالَ لَهُمَا: مَا أَتَى بِكُمَا؟

قَالَا: جَاءَ بِنَا أَرْوَى، زَعَمَتْ أَنَّكَ بَنَيْتَ ضَفِيْرَةً فِي حَقِّهَا، وَحَلَفَتْ بِاللهِ لَئِنْ لَمْ تَنْزعْ لَتَصِيْحَنَّ بِكَ فِي مَسْجِدِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَحْبَبْنَا أَنْ نَأْتِيَكَ، وَنُذَكِّرَكَ بِذَلِكَ.

فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (مَنْ أَخَذَ شِبْراً مِنَ الأَرْضِ بِغَيْرِ حَقٍّ، طُوِّقَهُ يَوْمَ القِّيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِيْنَ) .

لَتَأْتِيَنَّ، فَلْتَأْخُذْ مَا كَانَ لَهَا مِنْ حَقٍّ، اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَذَبَتْ عَلَيَّ فَلَا تُمِتْهَا حَتَّى تُعْمِي بَصَرَهَا، وَتَجْعَلَ مَنِيَّتهَا فِيْهَا، ارْجِعُوا فَأَخْبِرُوْهَا بِذَلِكَ.

فَجَاءتْ، فَهَدَمَتِ الضَّفِيْرَةَ، وَبَنَتْ بَيْتاً، فَلَمْ تَمْكُثْ إِلَاّ قَلِيْلاً حَتَّى

(1) تحرفت في المطبوع إلى " صغيرة " في المواطن الأربعة.

والضفيرة: هي الحائط يبنى في وجه الماء.

ص: 106

عَمِيَتْ، وَكَانَت تَقُوْمُ مِنَ اللَّيْلِ، وَمَعَهَا جَارِيَةٌ تَقُوْدُهَا، فَقَامَتْ لَيْلَةً، وَلَمْ تُوْقِظِ الجَارِيَةَ، فَسَقَطَتْ فِي البِئْرِ، فَمَاتَتْ (1) .

هَذَا يُؤَخَّرُ إِلَى تَرْجَمَةِ سَعِيْدِ بنِ زَيْدٍ (2) .

أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ دَاوُدَ الهَاشِمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ:

رَأَيْتُ رَجُلَيْنِ عَنْ يَمِيْنِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَيَسَارِهِ يَوْمَ أُحُدٍ، عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيْضُ، يُقَاتِلَانِ عَنْهُ كَأَشَدِّ (3) القِتَالِ، مَا رَأَيْتُهُمَا قَبْلُ وَلَا بَعْدُ (4) .

الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُوْدٍ، قَالَ:

اشْتَرَكْتُ أَنَا، وَسَعْدٌ، وَعَمَّارٌ، يَوْمَ بَدْرٍ فِيْمَا أَصَبْنَا مِنَ الغَنِيْمَةِ، فَجَاءَ

(1) هو في تاريخ ابن عساكر.

وأخرجه مسلم (1610)(139) من طريق: أبي الربيع العتكي، عن حماد بن زيد، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد، أنه أخذ شيئا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم.

فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم،؟ قال: وما سمعت من رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين.

فقال له مروان: لا أسألك بينة بعد هذا.

فقال: اللهم إن كانت كاذبة، فعم بصرها، واقتلها في أرضها قال: فما ماتت حتى ذهب بصرها.

ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت ".

وأخرجه عبد الرزاق (19755) من طريق: معمر عن هشام

، وفيه: ثم جاء السيل بعد ذلك فكسح الأرض فخرجت الاعلام كما قال سعيد.

وهو في الطبراني (342) بمعناه.

وأخرج المرفوع منه أحمد 1 / 188، 189، 190 والبخاري (3198) في بدء الخلق: باب ما جاء في سبع أرضين.

و (2452) ، ومسلم (1610) .

(2)

لأنه لا علاقة له بترجمة سعد.

(3)

هي في الأصل " كأشد " تحرفت في المطبوع إلى " كلما شد ".

(4)

أخرجه أحمد 1 / 171، 177، وأخرجه البخاري 7 / 276 في المغازي، باب: قوله تعالى: (إذ همت طائفتان) وفي اللباس: باب الثياب البيض، ومسلم (2306) في الفضائل: باب قتال

جبريل وميكائيل عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.

ص: 107

سَعْدٌ (1) بِأَسِيْرَيْنِ، وَلَمْ أَجِئْ أَنَا وَعَمَّارٌ بِشَيْءٍ (2) .

شَرِيْكٌ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ:

أَشَدُّ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةٌ: عُمَرُ، وَعَلِيٌّ، وَالزُّبَيْرُ، وَسَعْدٌ (3) .

أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ قَيْسٍ الرَّقَاشِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:

كُنَّا جُلُوْساً عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (يَدْخُلُ عَلَيْكُم مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) .

فَطَلَعَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ (4) .

رِشْدِيْنُ بنُ سَعْدٍ (5) : عَنِ الحَجَّاجِ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الغِفَارِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) .

فَدَخَلَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ (6) .

(1) سقط " سعد " من المطبوع.

(2)

رجاله ثقات إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه فهو منقطع.

وأخرجه أبو داود (3388) في البيوع: باب في الشركة على غير رأسمال، والنسائي 7 / 57: باب شركة الابدان، و (319) : باب الشركة بغير مال.

وابن ماجه (2288) في التجارات: باب الشركة والمضاربة، من طرق عن سفيان، عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة، عن عبد الله، والطبراني (297) من طريق زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق به.

(3)

" الإصابة ": 4 / 163.

(4)

عبد الله بن قيس الرقاشي، قال العقيلي في " الضعفاء ": عبد الله بن قيس الرقاشي، عن أيوب حديثه غير محفوظ، ولا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به ثم أورد حديثه هذا

، وأخرجه الحاكم 3 / 499 من طريق الخصيب بن ناصح، عن عبدة بن نائل، عن عائشة، عن أبيها سعد،

وصححه، ووافقه الذهبي.

(5)

سقطت لفظة " رشدين " من المطبوع.

(6)

إسناده ضعيف لضعف رشدين بن سعد.

قال ابن يونس: كان صالحا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، فخلط في الحديث.

وذكره صاحب الكنز (37112) ونسبه إلى ابن عدي، وابن عساكر.

ص: 108

ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِي حَيْوَةُ، أَخْبَرَنَا عقِيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنِي مَنْ لَا أَتَّهِمُ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:

بَيْنَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (يَطْلُعُ عَلَيْكُم الآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) .

فَاطَّلَعَ (1) سَعْدٌ (2) .

الثَّوْرِيُّ: عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ:{وَلَا تَطْرُدِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُم} [الأَنْعَامُ: 52] .

قَالَ: نَزَلَتْ فِي سِتَّةٍ: أَنَا وَابْنُ مَسْعُوْدٍ مِنْهُم (3) .

مَسْلَمَةُ بنُ عَلْقَمَةَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ: أَنَّ سَعْداً قَالَ:

نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِيَّ: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [العَنْكَبُوْتُ: 8] .

قَالَ: كُنْتُ بَرّاً بِأُمِّي، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ، قَالَتْ:

يَا سَعْدُ! مَا هَذَا الدِّيْنُ الَّذِي قَدْ أَحْدَثْتَ؟ لَتَدَعَنَّ دِيْنَكَ هَذَا، أَوْ لَا آكُلُ، وَلَا أَشْرَبُ حَتَّى أَمُوْتَ، فَتُعَيَّرَ بِي، فَيُقَالُ: يَا قَاتِلَ أُمِّهِ.

قُلْتُ: لَا تَفْعَلِي يَا أُمَّهُ، إِنِّي لَا أَدَعُ دِيْنِي هَذَا لِشَيْءٍ.

فَمَكَثَتْ يَوْماً لَا تَأْكُلُ وَلَا تَشْرَبُ وَلَيْلَةً، وَأَصْبَحَتْ وَقَدْ جُهِدَتْ.

فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ، قُلْتُ: يَا أُمَّهُ! تَعْلَمِيْنَ - وَالله - لَوْ كَانَ لَكِ مَائَةُ نَفْسٍ، فَخَرَجَتْ نَفْساً نَفْساً، مَا تَرَكْتُ دِيْنِي، إِنْ شِئْتِ فَكُلِي أَوْ لَا تَأْكُلِي.

(1) يقال: أطلع رأسه إذا أشرف على شيء.

وكذلك اطلع.

(2)

ذكره صاحب الكنز (37116) ونسبه إلى ابن عساكر، وقال: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن ابن شهاب قال: حدثني من لا أتهم، عن أنس

(3)

أخرجه مسلم (2413) في الفضائل، باب: فضائل سعد.

وابن ماجه (4128) في الزهد، باب: مجالسة الفقراء.

والواحدي ص: 162.

ونسبه السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 13 إلى الفريابي، وأحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والحاكم، وأبي نعيم، والبيهقي في " الدلائل "، وانظر ابن كثير في تفسيره 3 / 27.

ص: 109

فَلَمَّا رَأَتْ ذَلِكَ، أَكَلَتْ (1) .

رَوَاهُ: أَبُو يَعْلَى فِي (مُسْنَدِهِ) .

مُجَالِدٌ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَقْبَلَ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ.

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَذَا خَالِي، فَلْيُرِنِي امْرُؤٌ خَالَهُ (2)) .

قُلْتُ: لأَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زُهْرِيَّةٌ، وَهِيَ: آمِنَةُ بِنْتُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ، ابْنَةُ عَمِّ أَبِي وَقَّاصٍ.

يَحْيَى القَطَّانُ (3) : عَنِ الجَعْدِ بنِ أَوْسٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ بِنْتُ سَعْدٍ، قَالَتْ:

قَالَ سَعْدٌ: اشْتَكَيْتُ بِمَكَّةَ، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُوْدُنِي، فَمَسَحَ وَجْهِي وَصَدْرِي وَبَطْنِي، وَقَالَ:(اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْداً) .

فَمَا زِلْتُ يُخَيَّلُ إِلَيَّ أَنِّي أَجِدُ بَرْدَ يَدِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى كَبِدِي حَتَّى السَّاعَةَ (4) .

(1) أخرجه أحمد 1 / 181 - 182، ومسلم (1748) في الجهاد، باب: الانفال مختصرا ومطولا.

وفي الفضائل، باب: فضائل سعد بن أبي وقاص، والترمذي (3188) كلهم من طريق: سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد

وأخرجه، مختصرا، أبو داود (3740) في الجهاد، باب في النفل، والترمذي (3080) في التفسير: باب ومن سورة الانفال، وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 5 / 141 وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.

(2)

أخرجه الترمذي (3753) في المناقب: باب مناقب سعد، والطبراني في " الكبير " برقم

(323)

، وابن سعد 3 / 1 / 97 من طريق مجالد، عن الشعبي عن جابر.

وصححه الحاكم 3 / 498 من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن جابر، ووافقه الذهبي.

وقد تقدم تخريجه.

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " البطان ".

(4)

الجعد بن أوس هو الجعد بن عبد الرحمن بن أوس، وينسب إلى جده وقد يصغر.

وهو في " المسند " 1 / 171 من طريق يحيى بن سعيد، عن الجعد بن أوس بن عائشة بنت سعد، عن أبيها سعد.

وأخرجه البخاري (5659) في المرضى: باب وضع اليد على المريض، من طريق: بكير =

ص: 110

أَخْرَجَهُ: البُخَارِيُّ، وَالنَّسَائِيُّ.

أَحْمَدُ فِي (مُسْنَدِهِ) : حَدَّثَنَا أَبُو المُغِيْرَةِ، حَدَّثَنَا مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بنُ يَزِيْدَ، عَنِ القَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ:

جَلَسْنَا إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَّرَنَا، وَرَقَّقَنَا، فَبَكَى سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَأَكْثَرَ البُكَاءَ.

فَقَالَ: يَا لَيْتَنِي مِتُّ!

فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (يَا سَعْدُ! أَتَتَمَنَّى المَوْتَ عِنْدِي؟)

فَرَدَّدَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ:(يَا سَعْدُ! إِنْ كُنْتَ خُلِقْتَ لِلْجَنَّةِ، فَمَا طَالَ عُمُرُكَ أَوْ حَسُنَ مِنْ عَمَلِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ (1)) .

مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيْدِ البُسْرِيُّ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَخْبَرَنِي سَعْدٌ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ إِذَا دَعَاكَ (2)) .

رَوَاهُ: جَعْفَرُ بنُ عَوْنٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَهُ.

= ابن إبراهيم، أخبرنا الجعيد، عن عائشة بنت سعد، أن أباها قال: تشكيت بمكة شكوى شديدة، فجاءني النبي، صلى الله عليه وسلم، يعودني.

فقلت: يا نبي الله! إني أترك مالا، وإني لم أترك إلا بنتا واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ قال: لا.

قلت: فأوصي بالنصف وأترك النصف؟ قال: لا.

قلت: فأوصي بالثلث وأترك الثلثين؟ قال: الثلث والثلث كثير.

ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهي وبطني، ثم قال: اللهم اشف سعدا، وأتمم له هجرته.

فما زلت أجد برده على

كبدي فيما يخال إلى حتى الساعة ".

وأخرجه أيضا في كتاب " المرضى ": باب دعاء العائد للمريض.

والنسائي 6 / 241 في الوصايا: باب الوصية بالثلث، وأخرجه مسلم (1628) من طرق وبروايات مختلفة اختصارا وتفصيلا.

وأخرجه أحمد 1 / 168 من طريق: أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن ثلاثة من ولد سعد، عن سعد

(1)

أخرجه أحمد 5 / 267 وإسناده ضعيف، لضعف علي بن زيد وهو الالهاني.

(2)

إسناده صحيح.

وأخرجه الترمذي (3725) في المناقب: باب مناقب سعد بن أبي وقاص.

وابن حبان (2215) ، والحاكم 3 / 499، وصححه ووافقه الذهبي.

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 153 ونسبه إلى البزار وقال: رجاله رجال الصحيح.

ص: 111

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَغْرَاءَ: عَنْ سَعِيْدِ بنِ المَرْزُبَانِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:

أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: (اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (1) .

ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي أَبُو صَخْرٍ، عَنْ يَزِيْدَ بنِ قُسَيْطٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بنِ سَعْدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ، حَدَّثَنِي أَبِي:

أَنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ جَحْشٍ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ: أَلَا تَأْتِي نَدْعُو اللهَ -تَعَالَى-؟

فَخَلَوْا فِي نَاحِيَةٍ، فَدَعَا سَعْدٌ، فَقَالَ:

يَا رَبّ! إِذَا لَقِيْنَا العَدُوَّ غَداً، فَلَقِّنِي رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، أَقَاتِلُهُ وَيُقَاتِلُنِي، ثُمَّ ارْزُقْنِي الظَّفَرَ عَلَيْهِ حَتَّى أَقْتُلَهُ، وَآخُذَ سَلَبَهُ، فَأَمَّنَ عَبْدَ اللهِ.

ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي غَداً رَجُلاً شَدِيْداً بَأْسُهُ، شَدِيْداً حَرَدُهُ، فَأُقَاتِلُهُ وَيقَاتِلُنِي، ثُمَّ يَأْخُذُنِي فَيَجْدَعُ أَنْفِي وَأُذُنِي، فَإِذَا لَقِيْتُكَ غَداً قُلْتَ لِي: يَا عَبْدَ اللهِ! فِيْمَ جُدِعَ أَنْفُكَ وَأُذُنَاكَ؟

فَأَقُوْلُ: فِيْكَ وَفِي رَسُوْلِكَ.

فَتَقُوْلُ: صَدَقْتُ.

قَالَ سَعْدٌ: كَانَتْ دَعْوَتُهُ خَيْراً مِنْ دَعْوَتِي، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنَهُ لَمُعَلَّقٌ فِي خَيْطٍ (2) .

أَبُو عَوَانَةَ، وَجَمَاعَةٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ:

(1) إسناده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن مغراء وشيخه.

وذكره صاحب الكنز برقم (37110) ونسبه إلى ابن أبي شيبة.

وليس فيه " ثلاث مرات ".

(2)

في إسناده من لا يعرف.

وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 63 من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن رجل سمع عبد الله بن جحش

بنحوه، ومن طريق: عبد الله بن عبد الحمجيد الحنفي، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب بنحوه مع زيادة.

وأخرجه الحاكم 3 / 199 - 200 من طريق سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال عبد الله بن جحش

بنحوه، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرطهما لولا إرساله.

وقال الذهبي: صحيح مرسل.

ص: 112

شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا:

إِنَّهُ لَا يُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.

فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي بِهِم صَلَاةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَاتَي العَشِيِّ، لَا أَخْرِمُ مِنْهَا، أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.

فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.

فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَ عَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لَا يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِ الكُوْفَةِ إِلَاّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.

فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَا بِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لَا يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلَا يَقْسِمُ بِالسَّوِيَّةِ، وَلَا يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.

فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.

قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُ لِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟

يَقُوْلُ: كَبِيْرٌ مَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (1) .

مُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ: حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ:

أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْ بِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟

فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لَا تَعْدِلُ فِي الرَّعِيَّةِ، وَلَا تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلَا تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.

فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْ فَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.

(1) أخرجه أحمد 1 / 175، 176، 177، 179، 180، والطيالسي برقم (217)، والبخاري (755) في الاذان: باب وجوب القراءة للامام والمأموم في الصلوات كلها.

و (758) فيهما.

و (770) فيه: باب يطول في الاوليين، ويحذف في الاخريين.

ومسلم (453) في الصلاة: باب القراءة في الظهر والعصر، والنسائي 2 / 217: باب الركود في الاوليين، وأخرجه أبو داود (803) في الصلاة، باب: تخفيف الاخريين، والنسائي 2 / 174 في الصلاة: باب الركود في الركعتين الاوليين، كلاهما من طريق شعبة، عن أبي عون، عن جابر بن سمرة.

وأخرجه الطبراني مختصرا، برقم (290) ومطولا برقم (308) .

ص: 113

قَالَ: فَمَا مَاتَ حَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ، وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا (1) .

عَمْرُو بنُ مَرْزُوْقٍ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، قَالَ:

خَرَجَتْ جَارِيَةٌ لِسَعْدٍ، عَلَيْهَا قَمِيْصٌ جَدِيْدٌ، فَكَشَفَتْهَا الرَّيْحُ، فَشَدَّ عُمُرُ عَلَيْهَا بِالدِّرَّةِ، وَجَاءَ سَعْدٌ لِيَمْنَعَهُ، فَتَنَاوَلَهُ بِالدِّرَّةِ.

فَذَهَبَ سَعْدٌ يَدْعُو عَلَى عُمَرَ، فَنَاوَلَهُ الدِّرَّةَ، وَقَالَ: اقْتَصَّ.

فَعَفَا عَنْ عُمَرَ (2) .

أَسَدُ بنُ مُوْسَى: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:

كَانَ لابْنِ مَسْعُوْدٍ عَلَى سَعْدٍ مَالٌ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ مَسْعُوْدٍ: أَدِّ المَالَ.

قَالَ: وَيْحَكَ مَا لِي وَلَكَ؟

قَالَ: أَدِّ المَالَ الَّذِي قِبَلَكَ.

فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللهِ إِنِّي لأَرَاكَ لَاقٍ مِنِّي شَرّاً، هَلْ أَنْتَ إِلَاّ ابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَعَبْدُ بَنِي هُذَيْلٍ.

قَالَ: أَجل وَاللهِ! وَإِنَّكَ لابْنُ حَمْنَةَ.

فَقَالَ لَهُمَا هَاشِمُ بنُ عُتْبَةَ: إِنَّكُمَا صَاحِبَا رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَيْكُمَا النَّاسُ.

فَطَرَحَ سَعْدٌ عُوْداً كَانَ فِي يَدِهِ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ!

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: قُلْ قَوْلاً وَلَا تَلْعَنْ.

فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ سَعْدٌ: أَمَا وَاللهِ لَوْلَا اتِّقَاءُ اللهِ لَدَعَوْتُ عَلَيْكَ دَعْوَةً لَا تُخْطِئُكَ (3) .

(1) كانت فتنة المختار الثقفي سنة 65 - 67 هـ وانظر " تاريخ الإسلام " 2 / 369 - 377 للذهبي.

(2)

أخرجه الطبراني برقم (309) في " الكبير ".

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 153 - 154 ونسبه إلى الطبراني، وقال: ورجاله ثقات.

(3)

رجاله ثقات.

وإسماعيل هو ابن أبي خالد الاحمسي، ثقة ثبت.

وقيس هو ابن أبي حازم وأخرجه الطبراني (306) .

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 154 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير أسد بن موسى وهو ثقة مأمون.

وقد تحرف في المطبوع من الطبراني " إسماعيل عن قيس " إلى " إسماعيل بن قيس ".

فيصحح من هنا.

ص: 114

رَوَاهُ: ابْنُ (1) المَدِيْنِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، وَكَانَ قَدْ أَقْرَضَهُ شَيْئاً مِنْ بَيْتِ المَالِ.

وَمِنْ مَنَاقِبِ سَعْدٍ أَنَّ فَتْحَ العِرَاقِ كَانَ عَلَى يَدَيْ سَعْدٍ، وَهُوَ كَانَ مُقَدَّمَ الجُيُوْشِ يَوْمَ وَقْعَةِ القَادِسِيَّةِ (2) ، وَنَصَرَ اللهُ دِيْنَهُ.

وَنَزَلَ سَعْدٌ بِالمَدَائِنِ، ثُمَّ كَانَ أَمِيْرَ النَّاسِ يَوْمَ جَلُوْلَاءَ (3) ، فَكَانَ النَّصْرُ عَلَى يَدِهِ، وَاسْتَأْصَلَ اللهُ الأَكَاسِرَةَ.

فَرَوَى زِيَادٌ البَكَّائِيُّ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ بنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيْصَةَ بنِ جَابِرٍ، قَالَ:

قَالَ ابْنُ عَمٍّ لَنَا يَوْمَ القَادِسِيَّةِ:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ أَنْزَلَ نَصْرَهُ

وَسَعْدٌ بِبَابِ القَادِسِيَّةِ مُعْصَمُ

فَأُبْنَا وَقَدْ آمَتْ نِسَاءٌ كَثِيْرَةٌ

وَنِسْوَةُ سَعْدٍ لَيْسَ فِيْهِنَّ أَيِّمُ

فَلَمَّا بَلَغَ سَعْداً، قَالَ: اللَّهُمَّ اقْطَعْ عَنِّي لِسَانَهُ وَيَدَهُ.

فَجَاءتْ نُشَّابَةٌ أَصَابَتْ فَاهُ، فَخَرِسَ، ثُمَّ قُطِعَتْ يَدُهُ فِي القِتَالِ.

وَكَانَ فِي جَسَدِ سَعْدٍ قُرُوْحٌ، فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِعُذْرِهِ عَنْ شُهُوْدِ القِتَالِ (4) .

وَرَوَى نَحْوَهُ: سَيْفُ بنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ.

هُشَيْمٌ: عَنْ أَبِي مُسلمٍ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ:

أَنَّ رَجُلاً نَالَ مِنْ عَلِيٍّ،

(1) سقطت لفظة " ابن " من المطبوع.

(2)

انظر " معجم البلدان " 4 / 291 - 293.

وانظر خبر هذه المعركة في " تاريخ الطبري ".

و" الكامل " لابن الأثير، و" البداية " لابن كثير في أحداث سنة (16) للهجرة.

(3)

انظر " معجم البلدان " 2 / 156 وانظر خبر هذه المعركة عند الطبري، وابن الأثير وابن كثير في " التاريخ " لعام (16) للهجرة.

(4)

رواه الطبراني (310) و (311) وقد ذكره الهيثمي 9 / 154، وقال: رواه الطبراني باسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح.

وفي الأصل " ابن عمر لنا " وهو تحريف، والتصويب من الطبراني و" المجمع ".

ص: 115

فَنَهَاهُ سَعْدٌ، فَلَمْ يَنْتَهِ، فَدَعَا عَلَيْهِ، فَمَا بَرِحَ حَتَّى جَاءَ بَعِيْرٌ نَادٌّ (1) ، فَخَبَطَهُ حَتَّى مَاتَ.

وَلِهَذِهِ الوَاقِعَةِ طُرُقٌ جَمَّةٌ، رَوَاهَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي (مُجَابِيّ الدَّعْوَةِ (2)) .

وَرَوَى نَحْوَهَا: الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ بنِ حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ.

وَحَدَّثَ بِهَا أَبُو كُرَيْبٍ (3) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ.

وَرَوَاهَا ابْنُ حُمَيْدٍ، عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الأَسْوَدِ.

وَقَرَأْتُهَا عَلَى عُمَرَ بنِ القَوَّاسِ، عَنِ الكِنْدِيِّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ القَاضِي، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ البَرْمَكِيُّ حُضُوْراً، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَاسِي (4) ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُسلمٍ، حَدَّثَنَا الأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ.

وَحَدَّثَ بِهَا: ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ.

وَرَوَاهَا ابْنُ جُدْعَانَ، عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ:

أَنَّ رَجُلاً كَانَ يَقَعُ فِي عَلِيٍّ، وَطَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، فَجَعَلَ سَعْدٌ يَنْهَاهُ، وَيَقُوْلُ:

لَا تَقَعْ فِي إِخْوَانِي.

فَأَبَى، فَقَامَ سَعْدٌ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَدَعَا.

فَجَاءَ بُخْتِيّ يَشُقُّ النَّاسَ، فَأَخَذَهُ بِالبلَاطِ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ كِرْكِرَتِهِ وَالبلَاطِ حَتَّى سَحَقَهُ، فَأَنَا رَأَيْتُ النَّاسَ يَتْبَعُوْنَ سَعْداً، يَقُوْلُوْنَ:

هَنِيْئاً لَكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ! اسْتُجِيْبَتْ دَعْوَتُكَ (5) .

(1) يقال: ند البعير فهو ناد: إذا شرد ونفر وذهب على وجهه.

(2)

تصحف في المطبوع إلى " مجاني الدعوة ".

وهو اسم كتاب لا بن أبي الدنيا.

(3)

تصحف في المطبوع إلى " كرب ".

(4)

هو أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي، سمع أبا مسلم الكجي وغيره.

انظر ابن ماكولا 7 / 197.

(5)

رواه الطبراني (307) من طريق: ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود عن عامر بن سعد قال

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 154 ونسبه للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح.

والبختي: نسبة إلى البخت.

وهي الابل الخراسانية تنتج من بين عربي ودخيل.

والكركرة: رحى زور البعير.

ص: 116

قُلْتُ: فِي هَذَا كَرَامَةٌ مُشْتَرَكَة بَيْنَ الدَّاعِي وَالَّذِيْنَ نِيْلَ مِنْهُم.

جَرِيْرٌ الضَّبِّيُّ: عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ:

زُرْنَا آلَ سَعْدٍ، فَرَأَيْنَا جَارِيَّةً، كَأَنَّ طُوْلَهَا شِبْرٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذِهِ؟

قَالُوا: مَا تَعْرِفِيْنَهَا؟ هَذِهِ بِنْتُ سَعْدٍ، غَمَسَتْ يَدَهَا فِي طهُوره.

فَقَالَ: قَطَعَ اللهُ قرنَك، فَمَا شِبْتُ بَعْدُ (1) .

وَرَوَى: عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ مِيْنَا مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ:

أَنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَطَّلِعُ عَلَى سَعْدٍ، فَيَنْهَاهَا، فَلَمْ تَنْتَهِ، فَاطَّلَعَتْ يَوْماً وَهُوَ يَتَوَضَّأ، فَقَالَ: شَاهَ وَجْهُكِ.

فَعَادَ وَجْهُهَا فِي قَفَاهَا.

مِيْنَا: مَتْرُوْكٌ (2) .

حَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَبِيْبَةَ (3) ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:

دَعَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَقَالَ: يَا رَبِّ! بَنِيَّ صِغَارٌ، فَأَخِّرْ عَنِّي المَوْتَ حَتَّى يَبْلُغُوا.

فَأَخَّرَ عَنْهُ المَوْتَ عِشْرِيْنَ سَنَةً.

قَالَ خَلِيْفَةُ بنُ خَيَّاطٍ: وَفِي سَنَةِ خَمْسَ عَشْرَةَ وَقْعَةُ القَادِسِيَّةِ، وَعَلَى المُسْلِمِيْنَ سَعْدٌ، وَفِي سَنَةِ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ شَكَا أَهْلُ الكُوْفَةِ سَعْداً أَمِيْرَهُم إِلَى عُمَرَ، فَعَزَلَهُ.

(1) ذكره الحافظ في " الإصابة " 4 / 162، ونسبه إلى ابن أبي الدنيا في كتاب:" مجابي الدعوة ".

(2)

هو مينا بن أبي مينا الزهري مولى عبد الرحمن بن عوف.

قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة.

وقال أبو زرعة: ليس بقوي.

وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

روى أحاديث مناكير في الصحابة، لا يعبأ بحديثه، كان يكذب.

(3)

" ابن أبي لبيبة " سقط من المطبوع وهو مترجم في " الجرح والتعديل " 9 / 166 وفي " الميزان " للذهبي، وهو ضعيف.

ص: 117

وَقَالَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ: كَانَ فَتْحُ جَلُوْلَاءَ سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ، افْتَتَحَهَا سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ.

قُلْتُ: قُتِلَ المَجُوْسُ يَوْمَ جَلُوْلَاءَ قَتْلاً ذَرِيْعاً، فَيُقَالُ: بَلَغَتِ الغَنِيْمَةُ ثَلَاثِيْنَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ.

وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سُمِّيَتْ جَلُوْلَاءُ: فَتْحَ الفُتُوْحِ (1) .

قَالَ الزُّهْرِيُّ: لَمَّا اسْتُخْلِفَ عُثْمَانُ عَزَلَ عَنِ الكُوْفَةِ المُغِيْرَةَ، وَأَمَّرَ عَلَيْهَا سَعْداً.

وَرَوَى: حُصَيْنٌ، عَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُوْنٍ، عَنْ عُمَرَ:

أَنَّهُ لَمَّا أُصِيْبَ، جَعَلَ الأَمْرَ شُوْرَى فِي السِّتَّةِ.

وَقَالَ: مَنِ اسْتَخْلَفُوْهُ فَهُوَ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، وَإِنْ أَصَابَتْ سَعْداً، وَإِلَاّ فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ الخَلِيْفَةُ بَعْدِي، فَإِنَّنِي لَمْ أَنْزَعْهُ -يَعْنِي: عَنِ الكُوْفَةِ- مِنْ ضَعْفٍ وَلَا خِيَانَةٍ (2) .

ابْنُ عُلَيَّةَ: حَدَّثَنَا أَيُّوْبُ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ:

نُبِّئْتُ أَنَّ سَعْداً قَالَ: مَا أَزْعُمُ أَنِّي بِقَمِيْصِي هَذَا أَحَقُّ مِنِّي بِالخِلَافَةِ، جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرَفُ بِالجِهَادِ، وَلَا أَبْخَعُ نَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلاً خَيْراً مِنِّي، لَا أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُوْنِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ، فَيَقُوْلَ: هَذَا مُؤْمِنٌ، وَهَذَا كَافِرٌ (3) .

(1) انظر خبر هذا المعركة في " معجم البلدان " 2 / 156، والطبري، و" الكامل "، و" البداية " في حوادث سنة (16) للهجرة.

(2)

هو في الطبراني (320) ، و" الإصابة " 4 / 163.

(3)

رجاله ثقات.

وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 101.

وأبو نعيم في " حلية الأولياء " 1 / 94.

والطبراني في " الكبير "(322) .

وذكره الهيثمي في " المجمع " 7 / 299 وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

ص: 118

وَتَابَعَهُ: مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوْبَ.

أَخْبَرَنَا أَبُو الغَنَائِمِ القَيْسِيُّ، وَجَمَاعَةٌ كِتَابَةً، قَالُوا:

أَنْبَأَنَا حَنْبَلٌ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ المُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا القَطِيْعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ المَلِكِ بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا كَثِيْرُ بنُ زَيْدٍ، عَنِ المُطَّلِبِ، عَنْ عُمَرَ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ:

أَنَّهُ جَاءهُ ابْنُهُ عَامِرٌ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ! أَفِي الفِتْنَةِ تَأْمُرُنِي أَنْ أَكُوْنَ رَأْساً؟ لَا وَاللهِ، حَتَّى أُعْطَى سَيْفاً، إِنْ ضَرَبْتُ بِهِ مُسْلِماً نَبَا عَنْهُ، وَإِنْ ضَرَبْتُ كَافِراً قَتَلَهُ.

سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الغَنِيَّ، الخَفِيَّ، التَّقِيَّ (1)) .

الزُّبَيْرُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ الضَّحَّاكِ الحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

قَامَ عَلِيٌّ عَلَى مِنْبَرِ الكُوْفَةِ، فَقَالَ حِيْنَ اخْتَلَفَ الحَكَمَانِ:

لَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُم عَنْ هَذِهِ الحُكُوْمَةِ، فَعَصَيْتُمُوْنِي.

فَقَامَ إِلَيْهِ فَتَى آدَمُ، فَقَالَ: إِنَّكَ -وَاللهِ- مَا نَهَيْتَنَا، بَلْ أَمَرْتَنَا، وَذَمَرْتَنَا (2) ، فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا مَا تَكْرَهُ بَرَّأْتَ نَفْسَكَ، وَنَحَلْتَنَا ذَنْبَكَ.

فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: مَا أَنْتَ وَهَذَا الكَلَام، قَبَّحَكَ اللهُ! وَاللهِ لَقَدْ كَانَتِ الجَمَاعَةُ، فَكُنْتَ فِيْهَا خَامِلاً، فَلَمَّا ظَهَرَتِ الفِتْنَةُ نَجَمْتَ فِيْهَا نُجُوْمَ

(1) سنده حسن وهو في " المسند " 1 / 177، و" الحلية " 1 / 94.

وأخرجه أحمد 1 / 168، ومسلم (2965) في أول الزهد، من طريق أبي بكر الحنفي، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، قال: كان سعد بن أبي وقاص في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب.

فنزل.

فقال له: أنزلت في إبلك وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره فقال: اسكت.

سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:" إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي ".

المراد بالغنى هنا: غنى النفس.

والخفي: بالخاء المعجمة: ومعناه الخامل المنقطع إلى العبادة، أي الذي لا يبغي الشهرة ولا يتعرض للناس من أجلها.

(2)

ذمرتنا: أي حضضتنا، وحثثتنا.

والذمر: الحث مع لوم واستبطاء.

وقد التبست على محقق المطبوع، فأثبت مكانها " ودعوتنا ".

ص: 119

قَرْنِ المَاعِزِ.

ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ، فَقَالَ: للهِ مَنْزِلٌ نَزَلَهُ سَعْدُ بنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ، وَالله لَئِنْ كَانَ ذَنْباً إِنَّهُ لَصَغِيْرٌ مَغْفُوْرٌ، وَلَئِنْ كَانَ حسناً إِنَّهُ لَعَظِيْمٌ مَشْكُوْرٌ (1) .

أَبُو نُعَيْمٍ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ، حَدَّثَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بنُ مُوْسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَارِثِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جُحَادَةَ، عَنْ نُعَيْمِ بنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ حُسَيْنِ بنِ خَارِجَةَ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ:

لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ، أَشْكَلَتْ عَلَيَّ الفِتْنَةُ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ أَرِنِي مِنَ الحَقِّ أَمْراً أَتَمَسَّكُ بِهِ.

فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ بَيْنَهُمَا حَائِطٌ، فَهَبَطْتُ الحَائِطَ، فَإِذَا بِنَفَرٍ، فَقَالُوا: نَحْنُ المَلَائِكَةُ.

قُلْتُ: فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ؟

قَالُوا: اصْعَدِ الدَّرَجَاتِ.

فَصَعَدْتُ دَرَجَةً، ثُمَّ أُخْرَى، فَإِذَا مُحَمَّدٌ، وَإِبْرَاهِيْمُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمَا - وَإِذَا مُحَمَّدٌ يَقُوْلُ لإِبْرَاهِيْمَ: اسْتَغْفِرْ لأُمَّتِي.

قَالَ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ، إِنَّهُم اهْرَاقُوا دِمَاءهُم، وَقَتَلُوا إِمَامَهُم، أَلَا فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيْلِي سَعْدٌ؟

قَالَ: قُلْتُ: لَقَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا، فَأَتَيْتُ سَعْداً فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ، فَمَا أَكْثَرَ فَرحاً، وَقَالَ:

قَدْ خَابَ مَنْ لَمْ يَكُنْ إِبْرَاهِيْمُ عليه السلام خَلِيْلَهُ.

قُلْتُ: مَعَ أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ؟

قَالَ: مَا أَنَا مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا.

قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي؟

قَالَ: هَلْ لَكَ مِنْ غَنَمٍ؟

قُلْتُ: لَا.

قَالَ: فَاشْتَرِ غَنَماً، فَكُنْ فِيْهَا حَتَّى تَنْجَلِي (2) .

أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ قُدَامَةَ، أَنْبَأَنَا هِبَةُ اللهِ

(1) ذكره الهيثمي في " المجمع " 7 / 246 وقال: رواه الطبراني.

ومحمد بن الضحاك وولده يحيى لم أعرفهما.

(2)

رجاله ثقات.

وأخرجه الحاكم 3 / 501 - 502 من طريق: عمران بن موسى، عن عبد الوارث بن سعيد، به

وانظر " الإصابة " 3 / 8.

ص: 120

بنُ الحَسَنِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ عَلِيٍّ الدّقَاقُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ (1) بنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَرِضْتُ عَامَ الفَتْحِ مَرَضاً أَشْفَيْتُ مِنْهُ، فَأَتَانِي رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعُوْدُنِي.

فَقُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنَّ لِي مَالاً كَثِيْراً، وَلَيْسَ يَرِثُنِي إِلَاّ ابْنَةٌ، أَفَأُوْصِي بِمَالِي كُلِّهِ؟

قَالَ: (لَا) .

قُلْتُ: فَالشَّطْرُ؟

قَالَ: (لَا) .

قُلْتُ: فَالثُّلُثُ؟

قَالَ: (وَالثُّلُثُ كَثِيْرٌ، إِنَّكَ أَنْ تَتْرُكَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ، خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُوْنَ النَّاسَ، لَعَلَّكَ تُؤَخَّرُ عَلَى جَمِيْعِ أَصْحَابِكَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تُرِيْدُ بِهَا وَجْهَ اللهِ إِلَاّ أُجِرْتَ فِيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَرْفَعُهَا إِلَى فِيِّ امْرَأَتِكَ) .

قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنِّي أَرْهَبُ أَنْ أَمُوْتَ بِأَرْضٍ هَاجَرْتُ مِنْهَا.

قَالَ: (لَعَلَّكَ أَنْ تَبْقَى حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ، وَيُضَرَّ بِكَ آخَرُوْنَ، اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُم، وَلَا تَرُدَّهُم عَلَى أَعْقَابِهِم، لَكِنِ البَائِسُ سَعْدُ بنُ خَوْلَةَ) .

يَرْثِي لَهُ أَنَّهُ مَاتَ بِمَكَّةَ (2) .

مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ مِنْ طُرُقٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ.

(1) سقطت من المطبوع " أنبأنا محمد ".

(2)

أخرجه أحمد 1 / 179، ومالك في الوصية برقم (4) : باب الوصية في الثلث لا تتعدى.

والبخاري (1295) في الجنائز: باب رثاء النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة، و (3936) في مناقب الانصار و (6373) في الدعوات: باب الدعاء برفع الوباء والوجع، و (6733) في الفرائض، باب: ميراث البنات.

ومسلم (1628) في الوصية: باب الوصية بالثلث.

وأبو داود (2864) في الوصايا: باب ما جاء فيما لا يجوز للموصي في ماله، والترمذي (2117) في الوصايا: باب ما جاء في الوصية بالثلث، وابن ماجه (2708) في الوصايا: باب الوصية بالثلث.

وأخرجه البخاري (2742) في الوصايا: باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكففوا الناس، و (5354) في النفقات: باب فضل النفقة، من طريق سفيان، عن سعد بن إبراهيم، به.

وقوله: " يرثي له أنه مات بمكة " هو من كلام الزهري.

انظر " الفتح " 3 / 165 سلفية.

ص: 121

وَعَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنِ الحَسَنِ، قَالَ:

لَمَّا كَانَ الهَيْجُ فِي النَّاسِ، جَعَلَ رَجُلٌ يَسْأَلُ عَنْ أَفَاضِلِ الصَّحَابَةِ، فَكَانَ لَا يَسْأَلُ أَحَداً إِلَاّ دَلَّهُ عَلَى سَعْدِ بنِ مَالِكٍ.

وَرَوَى: عُمَرُ بنُ الحَكَمِ، عَنْ عَوَانَةَ، قَالَ:

دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ بِالإِمْرَةِ.

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: لَوْ شِئْتَ أَنْ تَقُوْلَ غَيْرَهَا لَقُلْتَ.

قَالَ: فَنَحْنُ المُؤْمِنُوْنَ، وَلَمْ نُؤَمِّرْكَ، فَإِنَّكَ مُعْجَبٌ بِمَا أَنْتَ فِيْهِ، وَاللهِ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي عَلَى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، وَأَنِّي هَرَقْتُ مِحْجَمَةَ دَمٍ.

قُلْتُ: اعْتَزَلَ سَعْدٌ الفِتْنَةَ، فَلَا حَضَرَ الجَمَلَ، وَلَا صِفِّيْنَ، وَلَا التَّحْكِيْمَ، وَلَقَدْ كَانَ أَهْلاً لِلإِمَامَةِ، كَبِيْرَ الشَّأْنِ رضي الله عنه.

رَوَى نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيْسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:

أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ طَافَ عَلَى تِسْعِ جَوَارٍ فِي لَيْلَةٍ، ثُمَّ اسْتَيْقَظَتِ العَاشِرَةُ لَمَّا أَيْقَظَهَا، فَنَام هُوَ، فَاسْتَحْيَتْ أَنْ تُوْقِظَهُ.

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ مُصْعَبِ بنِ سَعْدٍ، أَنَّهُ قَالَ:

كَانَ رَأْسُ أَبِي فِي حجْرِي، وَهُوَ يَقْضِي، فَبَكَيْتُ.

فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ (1) ! مَا يُبْكِيْكَ؟

قُلْتُ: لِمَكَانِكَ، وَمَا أَرَى بِكَ.

قَالَ: لَا تَبْكِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُعَذِّبُنِي أَبَداً، وَإِنِّي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ (2) .

قُلْتُ: صَدَقَ وَاللهِ، فَهَنِيْئاً لَهُ.

اللَّيْثُ: عَنْ عقِيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ:

أَنَّ سَعْدَ بنَ أَبِي وَقَّاصٍ لَمَّا احْتُضِرَ، دَعَا بِخَلَقِ جُبَّةِ صُوْفٍ، فَقَالَ:

كَفِّنُوْنِي فِيْهَا، فَإِنِّي لَقِيْتُ المُشْرِكِيْنَ فِيْهَا يَوْمَ بَدْرٍ،

(1) تصحفت في المطبوع إلى " شيء ".

(2)

ابن سعد 3 / 1 / 104.

ص: 122

وَإِنَّمَا خَبَأْتُهَا لِهَذَا اليَوْمِ (1) .

ابْنُ سَعْدٍ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بنُ زُبَيْدٍ (2) ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، قَالَتْ:

أَرْسَلَ أَبِي إِلَى مَرْوَانَ بِزَكَاتِهِ خَمْسَةَ آلَافٍ، وَتَرَكَ يَوْمَ مَاتَ مَائتَيْ أَلْفٍ وَخَمْسِيْنَ أَلْفاً (3) .

قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: كَانَ سَعْدٌ قَدِ اعْتَزَلَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، فِي قَصْرٍ بَنَاهُ بِطَرَفِ حَمْرَاء الأَسَدِ (4) .

وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا قَالَتْ:

لَمَّا مَاتَ سَعْدٌ، وَجِيْءَ بِسَرِيْرِهِ، فَأُدْخِلَ عَلَيْهَا، جَعَلت تَبْكِي وَتَقُوْلُ:

بَقِيَّةُ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

النُّعْمَانُ بنُ رَاشِدٍ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بنِ سَعْدٍ، قَالَ:

كَانَ سَعْدٌ آخِرَ المُهَاجِرِيْنَ وَفَاةً (5) .

قَالَ المَدَائِنِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ، وَجَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِيْنَ.

(1) أخرجه الحاكم 3 / 496، والطبراني في " الكبير "(316) .

وذكره الهيثمي في " المجمع " 3 / 25 وقال: ورجاله ثقات إلا أن الزهري لم يدرك سعدا.

(2)

هو فروة بن زييد، روى عن أبيه، عن جده، عن ابن عمر، وروى عن عائشة بنت سعد.

روى عنه أبو بكر الحنفي، ومحمد بن عمر انظر " الجرح والتعديل " 7 / 83، و" الإكمال " لابن ماكولا 4 / 171.

وقد تصحف في المطبوع إلى " رسد "، وفي الطبقات لابن سعد 3 / 1 / 105 إلى " زبير ".

والخبر في الطبقات كما أشرنا.

(3)

زاد في المطبوع لفظ " درهم ".

ولا ندري ما الذي سوغ له ذلك.

(4)

موضع على ثمانية أميال من المدينة، عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة.

وإليها انتهى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مطاردة المشركين يوم أحد.

انظر " زاد المعاد " لابن القيم 3 / 242 نشر مؤسسة الرسالة.

(5)

أخرجه الحاكم 3 / 496.

ص: 123