الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَذَا هَذَا القَوْلُ، وَالصَّحِيْحُ أَنَّ مَقْتَلَهُ كَانَ فِي سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ، قَتَلَهُ طُلَيْحَةُ الأَسَدِيُّ الَّذِي ارْتَدَّ ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدُ، وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ.
وَقَدْ أَبْلَى عُكَّاشَةُ يَوْم بَدْرٍ بَلَاءً حَسَناً، وَانْكَسَرَ سَيْفُهُ فِي يَدِهِ، فَأَعْطَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عُرْجُوْناً مِنْ نَخْلٍ، أَوْ عُوْداً، فَعَادَ بِإِذْنِ اللهِ فِي يَدِهِ سَيْفاً، فَقَاتَلَ بِهِ، وَشَهِدَ بِهِ المَشَاهِدَ (1) .
حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، وَابْنُ عَبَّاسٍ، وَغَيْرُهُمَا.
وَكَانَ خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ قَدْ جَهَّزَهُ مَعَ ثَابِتِ بنِ أَقْرَمَ الأَنْصَارِيِّ العَجْلَانِيِّ طَلِيعَةً لَهُ عَلَى فَرَسَيْنِ، فَظَفَرَ بِهِمَا طُلَيْحَةُ، فَقَتَلَهُمَا.
وَكَانَ ثَابِتٌ بَدْرِيّاً، كَبِيْرَ القَدْرِ، وَلَمْ يَرْوِ شَيْئاً.
وَقِيْلَ: إِنَّ ابْنَ رَوَاحَةَ الأَمِيْرَ يَوْمَ مُؤْتَةَ، لَمَّا أُصِيْبَ دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَى ثَابِتِ بنِ أَقْرَمَ، فَلَمْ يُطِقْ، فَدَفَعَهَا إِلَى خَالِدٍ، وَقَالَ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِالحَرْبِ مِنِّي.
61 - ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *
ابْنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ مَالِكٍ الأَغَرِّ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ
(1) الخبر عند ابن هشام 1 / 637 بدون سند.
وقال الحافظ ابن كثير في " السيرة " 2 / 447: وقد روى البيهقي، عن الحاكم، من طريق محمد بن عمر الواقدي، حدثني عمر ابن عثمان الخشني، عن أبيه، عن عمته، قال عكاشة:" انقطع سيفي يوم بدر فأعطاني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، عودا فإذا هو سيف أبيض طويل، فقاتلت به حتى هزم الله المشركين، ولم يزل عنده حتى هلك " وهذا كما ترى إسناد تالف فيه الواقدي.
(*) طبقات ابن سعد: 5 / 206، طبقات خليفة: 94، تاريخ خليفة: 107، 108.
114، التاريخ الكبير: 2 / 167، التاريخ الصغير: 1 / 35، 38، الجرح والتعديل: 2 / 456، مشاهير علماء الأمصار: ت: 41، الاستبصار: 117، الاستيعاب: 2 / 72، أسد الغابة: 1 / 275، تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 139 - 140، تهذيب الكمال: 175، تاريخ =
كَعْبِ بنِ الخَزْرَجِ بنِ الحَارِثِ بنِ الخَزْرَجِ.
أَبُو مُحَمَّدٍ، وَقِيْلَ: أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
خَطِيْبُ الأَنْصَارِ، كَانَ مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْراً، شَهِدَ أُحُداً، وَبَيْعَةَ الرُّضْوَانِ.
وَأُمُّهُ: هِنْدٌ الطَّائِيَّةُ.
وَقِيْلَ: بَلْ كَبْشَةُ بِنْتُ وَاقِدِ بنِ الإِطْنَابَةِ.
وَإِخْوَتُهُ لأُمِّهِ: عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، وَعَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ.
وَكَانَ زَوْجَ جَمِيْلَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابْنِ سَلُوْلٍ، فَوَلَدَتْ لَهُ مُحَمَّداً.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: قِيْلَ: آخَى رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَمَّارٍ.
وَقِيْلَ: بَلِ المُؤَاخَاةُ بَيْنَ عَمَّارٍ وَحُذَيْفَةَ.
وَكَانَ جَهِيْرَ الصَّوْتِ، خَطِيْباً بَلِيْغاً.
الأَنْصَارِيُّ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
خَطَبَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ مَقْدَمَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم المَدِيْنَةَ، فَقَالَ:
نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَوْلَادَنَا، فَمَا لَنَا؟
قَالَ: (الجَنَّةُ) .
قَالُوا: رَضِيْنَا (1) .
مَالِكٌ، وَغَيْرُهُ: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ إِسْمَاعِيْلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ:
أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ قَالَ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَكُوْنَ قَدْ هَلَكْتُ، يَنْهَانَا اللهُ أَنْ نُحِبَّ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَا نَفْعَلُ، وَأَجِدُنِي أُحِبُّ الحَمْدَ، وَيَنْهَانَا اللهُ عَنْ
= الإسلام: 1 / 371، العبر: 1 / 14، مجمع الزوائد: 9 / 321 - 323، تهذيب التهذيب: 2 / 12، الإصابة: 2 / 14، خلاصة تذهيب الكمال:57.
(1)
أخرجه الحاكم 3 / 234 من طريق وهب بن بقية، عن خالد بن عبد الله، عن حميد، عن أنس وصححه، ووافقه الذهبي.
وذكره الحافظ بن حجر 2 / 14 ونسبه إلى ابن السكن
من طريق عدي، عن حميد، عن أنس.
الخُيَلَاءِ، وَإِنِّي امْرُؤٌ أُحِبُّ الجَمَالَ، وَيَنْهَانَا اللهُ أَنْ نَرْفَعَ أَصْوَاتَنَا فَوْقَ صَوْتِكَ، وَأَنَا رَجُلٌ رَفِيْعُ الصَّوْتِ.
فَقَالَ: (يَا ثَابِتُ! أَمَا تَرْضَى أَنْ تَعِيْشَ حَمِيْداً، وَتُقْتَلَ شَهِيْداً، وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ (1)) .
أَيُّوْبُ: عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ:
لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُم فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} الآيَة، [الحُجُرَاتُ: 2] قَالَ ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ:
أَنَا كُنْتُ أَرْفَعُ صَوْتِي فَوْقَ صَوْتِهِ، فَأَنَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ.
فَقَعَدَ فِي بَيْتِهِ، فَتَفَقَّدَهُ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ مَا أَقْعَدَهُ.
فَقَالَ: (بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ) .
فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ اليَمَامَةِ انْهَزَمَ النَّاسُ، فَقَالَ ثَابِتٌ:
أُفٍّ لِهَؤُلَاءِ وَلِمَا يَعْبُدُوْنَ! وَأُفٍّ لِهَؤُلَاءِ وَلِمَا يَصْنَعُوْنَ! يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! خَلُّوا سنَنِي، لَعَلِّي أَصْلَى بِحَرِّهَا سَاعَةً.
وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى ثُلْمَةٍ، فَقَتَلَهُ، وَقُتِلَ.
(1) إسناده قوي، لكنه مرسل كما قال الحافظ في الفتح 4 / 621، وأخرجه الحاكم 3 / 234 من طريق ابن شهاب، عن إسماعيل بن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن ثابت بن قيس.
وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة، ووافقه الذهبي.
وفيه أن إسماعيل بن محمد لم يخرج له الشيخان ولا أحدهما.
وكذا أبوه محمد بن ثابت.
وأخرجه مسلم (119) من طريق حماد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك أنه قال: " لما نزلت هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
…
) إلى آخر الآية، جلس ثابت بن قيس في بيته وقال: أنا من أهل النار.
واحتبس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي، صلى الله عليه وسلم، سعد بن معاذ فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت؟ أشتكى؟ قال سعد: إنه لجاري، وما علمت له بشكوى.
قال: فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأنا من
أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل هو من أهل الجنة ".
وانظر " مجمع الزوائد " 9 / 321 - 322، وانظر ابن كثير 4 / 206 - 207، وأخرجه عبد الرزاق (20425) من طريق معمر، عن الزهري، عن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله
…
(2) إسناده صحيح، لكنه مرسل.
ونسبه الحافظ في " الفتح " 6 / 621 إلى ابن سعد. =
أَيُّوْبُ: عَنْ ثُمَامَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
أَتَيْتُ عَلَى ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ، فَقُلْتُ:
أَيْ عَمّ! أَلَا تَرَى مَا لَقِيَ النَّاسُ؟
فَقَالَ: الآنَ يَا ابْنَ أَخِي.
ابْنُ عَوْنٍ: حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ:
جِئْتُهُ وَهُوَ يَتَحَنَّطُ، فَقُلْتُ: أَلَا تَرَى؟
فَقَالَ: الآنَ يَا ابْنَ أَخِي.
ثُمَّ أَقْبَلَ، فَقَالَ: هَكَذَا عَنْ وُجُوْهِنَا نُقَارِعُ القَوْمَ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُم أَقْرَانَكُم، مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ (1) .
حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَنَسٍ:
أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ جَاءَ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ، وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، فَكُفِّنَ فِيْهِمَا، وَقَدِ انْهَزَمَ القَوْمُ، فَقَالَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ، وَأَعْتَذِرُ مِنْ صَنِيْعِ هَؤُلَاءِ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُم أَقْرَانَكُم! خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم سَاعَةً.
فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، وَكَانَتْ دِرْعُهُ قَدْ سُرِقَتْ، فَرَآهُ رَجُلٌ فِي النَّوْمِ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّهَا فِي قِدْرٍ تَحْت إِكَافٍ،
= وأخرجه أحمد بنحوه 3 / 137 من طريق هاشم، عن سليمان، عن ثابت، عن أنس..، وأخرج بعضه مسلم (119) وقد تقدم بتمامه في الحديث السابق.
وفي البخاري (3613) في المناقب: باب علامات النبوة في الإسلام، من طريق علي بن عبد الله، عن أزهر بن سعد عن ابن عون قال: أنبأني موسى بن أنس، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، افتقد ثابت بن قيس.
فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده
جالسا في بيته، منكسا رأسه.
فقال: ما شأنك؟ فقال: شر.
كان يرفع صوته فوق صوت النبي، صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله، وهو من أهل الأرض، فأتى الرجل، فأخبره أنه قال كذا وكذا.
فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة.
فقال: " اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار، ولكن من أهل الجنة ".
(1)
أخرجه البخاري (2845) في الجهاد، باب: التحنط عند القتال.
ومع هذا أخرجه الحاكم 3 / 234، وصححه ووافقه الذهبي.
بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا.
وَأَوْصَاهُ بِوَصَايَا، فَنَظَرُوا، فَوَجَدُوا الدِّرْعَ كَمَا قَالَ، وَأَنْفَذُوا وَصَايَاهُ (1) .
سُهَيْلٌ: عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَ الرَّجُلُ ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ (2)) .
وَعَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ وَفْدَ تَمِيْمٍ قَدِمُوا، وَافْتَخَرَ خَطِيْبُهُم بِأُمُوْرٍ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِثَابِتِ بنِ قَيْسٍ: (قُمْ، فَأَجِبْ خَطِيْبَهُم) .
فَقَامَ، فَحَمِدَ اللهَ، وَأَبْلَغَ، وَسُرَّ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالمُسْلِمُوْنَ بِمَقَامِهِ (3) .
وَهُوَ الَّذِي أَتَتْ زَوْجَتُهُ جَمِيْلَةُ تَشْكُوْهُ، وَتَقُوْلُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَا أَنَا وَلَا ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ.
قَالَ: (أَتَرُدِّيْنَ عَلَيْهِ حَدِيْقَتَهُ؟) .
قَالَتْ: نَعَمْ. فَاخْتَلَعَتْ مِنْهُ (4) .
(1) أخرجه الحاكم 3 / 234 - 235، وصححه ووافقه الذهبي.
وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 322، وقال: هو في الصحيح غير قصة الدرع.
ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(2)
أخرجه الترمذي (3797) في المناقب.
وقال: حديث حسن.
وهو كما قال.
والحاكم 3 / 233 وصححه، ووافقه الذهبي.
(3)
انظر ابن هشام 2 / 562، والخطبتان المتبادلتان هناك.
(4)
أخرجه البخاري (5273) و (5274) و (5275) و (5276) و (5277) في الطلاق: باب الخلع وكيف الطلاق فيه، وابن ماجه (2056) في الطلاق: باب المختلعة تأخذ ما أعطاها، وعند كل منهما صرح بأن امرأة ثابت اسمها جميلة.
والنسائي 6 / 169 من طريق البخاري في الرواية الأولى مع إغفال الاسم.
وأخرجه مالك ص (348) برقم (31) في الطلاق: باب ما جاء في الخلع.
وأبو داود (2227) في الطلاق: باب في الخلع، والنسائي 6 / 169 في الطلاق: باب ما جاء في الخلع، وابن ماجه (2057) في الطلاق، وعندهم جميعا حبيبة بنت سهل.
وكذلك اسمها عند أحمد 4 / 3 من طرق أخرى وفي الجمع بين هذه الروايات، قال الحافظ ابن حجر: قال ابن عبد البر: اختلف في امرأة ثابت ابن قيس.
فذكر البصريون أنها جميلة بنت أبي، وذكر المدنيون أنها حبيبة بنت سهل.
قلت (القائل ابن حجر) : والذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لامرأتين لشهرة الخبرين وصحة الطريقين، واختلاف السياقين.
انظر الفتح 9 / 399.
وَقِيْلَ: وَلَدَتْ مُحَمَّداً بَعْدُ، فَجَعَلَتْهُ فِي لَفِيْفٍ، وَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى ثَابِتٍ، فَأَتَى بِهِ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ مُحَمَّداً، فَاتَّخَذَ لَهُ مُرْضِعاً.
قَالَ الحَاكِمُ: كَانَ ثَابِتٌ عَلَى الأَنْصَارِ يَوْمَ اليَمَامَةِ، ثُمَّ رَوَى فِي تَرْجَمَتِهِ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا:
لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ بنِ جَابِرٍ، قَالَ:
حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ، قَالَ:
قَدِمْتُ المَدِيْنَةَ، فَأَتَيْتُ ابْنَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ، فَذَكَرَتْ قِصَّةَ أَبِيْهَا، قَالَتْ:
لَمَّا نَزَلَتْ: {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُم} ، جَلَسَ أَبِي يَبْكِي،
…
فَذَكَرَتِ الحَدِيْثَ.
وَفِيْهِ: فَلَمَّا اسْتُشْهِدَ، رَآهُ رَجُلٌ، فَقَالَ:
إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ، انْتَزَعَ دِرْعِي رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِيْنَ، وَخَبَّأَهُ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ بُرْمَةً، وَجَعَلَ عَلَيْهَا رَحْلاً، فَائْتِ الأَمِيْرَ فَأَخْبِرْهُ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُوْلَ: هَذَا حُلُمٌ، فَتُضِيْعَهُ، وَإِذَا أَتَيْتَ المَدِيْنَةَ، فَقُلْ لِخَلِيْفَةِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ كَذَا وَكَذَا، وَغُلَامِي فُلَانٌ عَتِيْقٌ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُوْلَ: هَذَا حُلُمٌ، فَتُضِيْعَهُ.
فَأَتَاهُ، فَأَخْبَرَهُ الخَبَرَ، فَنَفَّذَ وَصِيَّتَهُ، فَلَا نَعْلَمُ أَحَداً بَعْدَ (1) مَا مَاتَ أُنْفِذَتْ وَصِيَّتُهُ غَيْرَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ رضي الله عنه (2) -.
وَقَدْ قُتِلَ مُحَمَّدٌ، وَيَحْيَى، وَعَبْدُ اللهِ، بَنُو ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ يَوْم الحَرَّةِ.
وَمِنَ الاتِّفَاقِ أَنَّ بَنِي ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ الأَوْسِيِّ الظَّفَرِيِّ، وَهُمْ: عُمَرُ، وَمُحَمَّدٌ، وَيَزِيْدُ، قُتِلُوا أَيْضاً يَوْمَ الحَرَّةِ.
وَلَهُ أَيْضاً صُحْبَةٌ، وَرِوَايَةٌ فِي (السُّنَنِ) .
وَأَبُوْهُ مِنْ فُحُوْلِ شُعَرَاءِ الأَوْسِ، مَاتَ قَبْلَ فُشُوِّ الإِسْلَامِ بِالمَدِيْنَةِ. وَمِنْ
(1) سقطت من المطبوع.
(2)
أخرجه الحاكم 3 / 235 وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 322 وقال: رواه الطبراني، وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها، وبقية رجاله ثقات.
والظاهر أن بنت ثابت صحابية لأنها قالت: سمعت أبي. والله أعلم.
وذكره الحافظ في المطالب العالية (4118) ونسبه إلى أبي يعلى، وقال البوصيري: أصله في صحيح البخاري (3613) و (4846) ، ومسلم (119) ، والترمذي من حديث أنس.
والبرمة: قدر من الحجارة.
ذُرِّيَتِهِ: عَدِيُّ بنُ ثَابِتٍ مُحَدِّثُ الكُوْفَةِ، وَإِنَّمَا هُوَ عَدِيُّ بنُ أَبَانَ بنِ ثَابِتِ بنِ قَيْسِ بنِ الخَطِيْمِ بنِ عَمْرِو بنِ يَزِيْدَ بنِ سَوَادِ بنِ ظَفَرٍ الظَّفَرِيُّ، نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ.
- شُهَدَاءُ أَجْنَادِيْنَ وَاليَرْمُوْكِ
وَقْعَةُ أَجْنَادِيْنَ (1) كَانَتْ بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْتِ جِبْرِيْنَ، فِي جُمَادَى، سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَاسْتُشْهِدَ:
نُعَيْمُ بنُ النَّحَّامِ القُرَشِيُّ، العَدَوِيُّ، مِنَ المُهَاجِرِيْنَ.
وَأَبَانُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ، وَقِيْلَ: قُتِلَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ، وَهُوَ الَّذِي أَجَارَ عُثْمَانَ لَمَّا نَفَّذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَسُوْلاً إِلَى قُرَيْشٍ يَوْمَ الحُدَيْبِيَةِ.
وَهِشَامُ بنُ العَاصِ بنِ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ، أَخُو عَمْرٍو، يُكْنَى: أَبَا مُطِيْعٍ، اللَّذَانِ قَالَ فِيْهِمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:(ابْنَا العَاصِ مُؤْمِنَانِ (2)) ، وَقِيْلَ: قُتِلَ يَوْمَ اليَرْمُوْكِ،
(1) كانت هذه الموقعة لاثنتي عشرة ليلة بقيت من جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة، قبل وفاة أبي بكر، رضي الله عنه، بنحو شهر.
وقد من الله على المسلمين بالظفر، والغلب والنصر، فهزموا الروم شر هزيمة.
وانتهى خبر هذه المعركة إلى هرقل فنخب قلبه وملئ رعبا، فهرب من حمص إلى أنطاكية.
وفيها يقول زياد بن حنظلة: ونحن تركنا أرطبون مطردا * إلى المسجد الاقصى وفيه حسور عشية أجنادين لما تتابعوا * وقامت عليه، بالعراء نسور تولت جموع الروم تتبع إثره * تكاد من الذعر الشديد تطير وغودر صرعى في المكر كثيرة * وعاد إليه الفل وهو حسير
(2)
أخرجه أحمد 2 / 304، 327، 353، 354، وابن سعد 4 / 191 وأخرجه الحاكم 3 / 452 من طرق، عن حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وصححه ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 352 ونسبه إلى الطبراني في " الكبير " و" الأوسط ".
وأحمد، ثم قال: ورجال الكبير وأحمد رجال الصحيح، غير محمد بن عمرو وهو حسن الحديث.
وَكَانَ أَسْلَمَ، وَهَاجَرَ إِلَى الحَبَشَةِ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى المَدِيْنَةِ سَنَةَ خَمْسٍ، وَكَانَ بَطَلاً، شُجَاعاً، يَتَمَنَّى الشَّهَادَةَ، فَرُزِقَهَا.
وَضِرَارُ بنُ الأَزْوَرِ الأَسَدِيُّ، أَحَدُ الأَبْطَالِ، لَهُ صُحْبَةٌ، وَحَدِيْثٌ وَاحِدٌ، وَكَانَ عَلَى مَيْسرَةِ خَالِدٍ يَوْمَ بُصْرَى، وَلَهُ مَوَاقِفُ مَشْهُوْدَةٌ، وَقِيْلَ: مَاتَ بِالجَزِيْرَةِ بَعْدُ.
وَطُلَيْبُ بنُ عُمَيْرِ بنِ وَهْبِ بنِ كَثِيْرِ بنِ عَبْدِ الدَّارِ بنِ قُصَيِّ بنِ كِلَابٍ العَبْدَرِيُّ، أَخُو مُصْعَبٍ، وَهُوَ ابْنُ عَمَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْوَى، بَدْرِيٌّ، مِنَ السَّابِقِيْنَ، هَاجَرَ أَيْضاً إِلَى الحَبَشَةِ الهِجْرَةَ الثَّانِيَةَ.
قَالَ الزُّبَيْرُ بنُ بَكَّارٍ: قِيْلَ: كَانَ أَبُو جَهْلٍ يَشْتُمُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذَ طُلَيْبٌ لَحْيَ جَمَلٍ، فَشَجَّهُ بِهِ.
قَالَ غَيْرُ الزُّبَيْرِ: فَأَوْثَقُوْهُ، فَخَلَّصَهُ أَبُو لَهَبٍ خَالُهُ.
وعَبْدُ اللهِ بنُ الزُّبَيْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ، ابْنُ عَمِّ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَرَزَ بِطْرِيْقٌ، فَضَرَبَهُ عَبْدُ اللهِ بَعْدَ مُنَازَلَةٍ طَوِيْلَةٍ عَلَى عَاتِقِهِ، فَأَثْبَتَهُ، وَقَطَعَ الدِّرْعَ، وَأَشْرَعَ فِي مَنْكِبِهِ، وَلَمَّا الْتَحَمَ الحَرْبُ، وُجِدَ مَقْتُوْلاً رضي الله عنه قِيْلَ: عَاشَ ثَلَاثِيْنَ سَنَةً.
وَيُقَالُ: ثَبَتَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ.
وَهَبَّارُ بنُ الأَسْوَدِ القُرَشِيُّ الأَسَدِيُّ، لَهُ صُحْبَةٌ.
رَوَى عَنْهُ: ابْنَاهُ؛ عَبْدُ المَلِكِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَعُرْوَةُ، وَسُلَيْمَانُ بن يَسَارٍ، وَاسْتُشْهِدَ بِأَجْنَادِيْنَ، مِنَ الطُّلَقَاءِ.
وَهَبَّارُ بنُ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ الأَسَدِ المَخْزُوْمِيُّ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ، قُتِلَ يَوْمَئِذٍ، وَقِيْلَ: يَوْمَ اليَرْمُوْكِ.
وَخَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ، مِنْ مُهَاجِرَةِ الحَبَشَةِ، كَبِيْرُ القَدْرِ، يُقَالُ: أُصِيْبَ يَوْمَ أَجْنَادِيْنَ.