المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌76 - بلال بن رباح * - سير أعلام النبلاء - ط الرسالة - جـ ١

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الأساتذة الذين قاموا بتحقيق كتاب سير أَعْلَام النُّبَلَاء

- ‌1 - أَبُو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ عَامِرُ بنُ عَبْدِ اللهِ *

- ‌2 - طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَمْرٍو التَّيْمِيُّ *

- ‌3 - الزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ بنِ خُوَيْلِدِ بنِ أَسَدِ بنِ عَبْدِ العُزَّى *

- ‌4 - عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفِ بنِ عَبْدِ عَوْفٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌5 - سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكِ بنِ أُهَيْبٍ الزُّهْرِيُّ *

- ‌6 - سَعِيْدُ بنُ زَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ نُفَيْلٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ السَّابِقُوْنَ الأَوَّلُوْنَ

- ‌7 - مُصْعَبُ بنُ عُمَيْرِ * بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ البَدْرِيُّ

- ‌ وَمِنْ شُهَدَاءِ يَوْمِ أُحُدٍ:

- ‌8 - أَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الأَسَدِ بنِ هِلَالِ *

- ‌9 - عُثْمَانُ بنُ مَظْعُوْنِ بنِ حَبِيْبِ بنِ وَهْبٍ الجُمَحِيُّ *

- ‌10 - قُدَامَةُ بنُ مَظْعُوْنٍ أَبُو عَمْرٍو الجُمَحِيُّ *

- ‌11 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ *

- ‌12 - السَّائِبُ بنُ عُثْمَانَ بنِ مَظْعُوْنٍ الجُمَحِيُّ **

- ‌13 - أَبُو حُذَيْفَةَ بنُ عُتْبَةَ بنِ رَبِيْعَةَ القُرَشِيُّ العَبْشَمِيُّ *

- ‌14 - سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ *

- ‌15 - حَمْزَةُ بنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ القُرَشِيُّ *

- ‌16 - عَاقِلُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌17 - خَالِدُ بنُ البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ بنِ نَاشِبٍ اللَّيْثِيُّ *

- ‌18 - إِيَاسُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ بنِ عَبْدِ يَا لَيْلَ اللَّيْثِيُّ **

- ‌19 - عَامِرُ بنُ أَبِي البُكَيْرِ اللَّيْثِيُّ *

- ‌20 - مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ المُطَّلِبِيُّ **

- ‌21 - أَبُو عَبْسٍ بنُ جَبْرِ بنِ عَمْرٍو الأَوْسِيُّ *

- ‌22 - ابْنُ التَّيِّهَانِ أَبُو الهَيْثَمِ مَالِكُ بنُ التَّيِّهَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌23 - أَبُو جَنْدَلٍ العَاصُ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌24 - عَبْدُ اللهِ بنُ سُهَيْلِ بنِ عَمْرٍو العَامِرِيُّ *

- ‌25 - سُهَيْلُ بنُ عَمْرٍو:

- ‌26 - البَرَاءُ بنُ مَالِكِ بنِ النَّضْرِ بنِ ضَمْضَمٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌27 - نَوْفَلُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌28 - الحَارِثُ بنُ نَوْفَلِ بنِ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌29 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌30 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌31 - سَعِيْدُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ *

- ‌32 - أَبُو سُفْيَانَ بنُ الحَارِثِ، المُغِيْرَةُ بنُ الحَارِثِ الهَاشِمِيُّ **

- ‌34 - جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ عَبْدِ مَنَافٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌35 - عَقِيْلُ بنُ أَبِي طَالِبٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌36 - زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ الكَلْبِيُّ *

- ‌37 - عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌ فَصْلٌ: شُهَدَاءُ يَوْمِ الرَّجِيْعِ

- ‌ شُهَدَاءُ بِئْرِ مَعُوْنَةَ

- ‌38 - كُلْثُوْمُ بنُ الهِدْمِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌39 - أَبُو دُجَانَةَ الأَنْصَارِيُّ سِمَاكُ بنُ خَرَشَةَ بنِ لَوْذَانَ *

- ‌40 - خُبَيْبُ بنُ عَدِيِّ بنِ عَامِرِ بنِ مَجْدَعَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌41 - مُعَاذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ بنِ كَعْبٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌42 - مُعَوَّذُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ *

- ‌43 - خَلَاّدُ بنُ عَمْرِو بنِ الجَمُوْحِ الأَنْصَارِيُّ **

- ‌44 - عَمْرُو بنُ الجَمُوْحِ بنِ زَيْدِ بنِ حَرَامٍ السَّلَمِيُّ ***

- ‌45 - عُبَيْدَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَافٍ بنِ قُصَيٍّ القُرَشِيُّ المُطَّلِبِيُّ *

- ‌ أَعْيَانُ البَدْرِيِّيْنَ

- ‌46 - رَبِيْعَةُ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ الهَاشِمِيُّ *

- ‌47 - عَبْدُ اللهِ بنُ الحَارِثِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيُّ *

- ‌48 - خَالِدُ بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ **

- ‌49 - أَبَانُ بنُ سَعِيْدٍ الأُمَوِيُّ *

- ‌50 - عَمْرُو بنُ سَعِيْدِ بنِ العَاصِ الأُمَوِيُّ **

- ‌51 - العَلَاءُ بنُ الحَضْرَمِيِّ *

- ‌52 - سَعْدُ بنُ خَيْثَمَةَ بنِ الحَارِثِ الأَنْصَارِيُّ الأَوْسِيُّ *

- ‌53 - البَرَاءُ بنُ مَعْرُوْرِ بنِ صَخْرِ بنِ خَنْسَاءَ بنِ سِنَانَ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌54 - بِشْرُ بنُ البَرَاءِ بنُ مَعْرُوْرٍ الخَزْرَجِيُّ *

- ‌55 - سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بنِ دُلَيْمِ بنِ حَارِثَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌56 - سَعْدُ بنُ مُعَاذِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امْرِئِ القَيْسِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌57 - زَيْدُ بنُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلِ بنِ عَبْدِ العُزَّى بنِ رِيَاحٍ العَدَوِيُّ *

- ‌ مِنْ شُهَدَاءِ اليَمَامَةِ

- ‌58 - أَسَعْدُ بنُ زُرَارَةَ بنِ عُدَسَ بنِ عُبَيْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌59 - عُتْبَةُ بنُ غَزْوَانَ * بنِ جَابِرِ بنِ وُهَيْبٍ أَبُو غَزْوَانَ المَازنِيُّ

- ‌60 - عُكَّاشَةُ بنُ مِحْصَنٍ أَبُو مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌61 - ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسِ بنِ زُهَيْرِ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌62 - طُلَيْحَةُ بنُ خُوَيْلِدِ بنِ نَوْفَلٍ الأَسَدِيُّ *

- ‌63 - سَعْدُ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَمْرِو بنِ أَبِي زُهَيْرٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌64 - مَعْنُ بنُ عَدِيِّ بنِ الجدِّ بنِ العَجْلَانِ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌65 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ بنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌66 - عِكْرِمَةُ بنُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرِو بنِ هِشَامٍ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌67 - عَبْدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ حَرَامِ بنِ ثَعْلَبَةَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌68 - يَزِيْدُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ بنِ حَرْبِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَوِيُّ *

- ‌69 - أَبُو العَاصِ بنُ الرَّبِيْعِ بنِ عَبْدِ العُزَّى القُرَشِيُّ *

- ‌71 - أُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي العَاصِ*

- ‌72 - أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ ثَابِتُ بنُ زَيْدِ بنِ قَيْسِ بنِ زَيْدٍ **

- ‌73 - عَبَّادُ بنُ بِشْرِ بنِ وَقْشِ بنِ زُغْبَةَ بنِ زَعُوْرَاءَ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌74 - أُسَيْدُ بنُ الحُضَيْرِ بنِ سِمَاكِ بنِ عَتِيْكٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌75 - الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِيْفٍ الدَّوْسِيُّ *

- ‌76 - بِلَالُ بنُ رَبَاحٍ *

- ‌77 - ابْنُ أُمِّ مَكْتُوْمٍ القُرَشِيُّ العَامِرِيُّ *

- ‌78 - خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ المَخْزُوْمِيُّ *

- ‌79 - صَفْوَانُ ابْنُ بَيْضَاءَ أَبُو عَمْرٍو القُرَشِيُّ الفِهْرِيُّ *

- ‌80 - سُهَيْلُ ابْنُ بَيْضَاءَ الفِهْرِيُّ أَبُو مُوْسَى**

- ‌81 - المِقْدَادُ بنُ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ مَالِكٍ الكِنْدِيُّ *

- ‌82 - أُبَيُّ بنُ كَعْبِ بنِ قَيْسِ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌83 - النُّعْمَانُ بنُ مُقَرِّنٍ أَبُو عَمْرٍو المُزَنِيُّ *

- ‌84 - عَمَّارُ بنُ يَاسِرِ بنِ عَامِرِ بنِ مَالِكٍ العَنْسِيُّ *

- ‌86 - مُعَاذُ بنُ جَبَلِ بنِ عَمْرِو بنِ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌87 - عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعُوْدِ بنِ غَافِلِ بنِ حَبِيْبٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌88 - عُتْبَةُ بنُ مَسْعُوْدٍ الهُذَلِيُّ *

- ‌90 - عُوَيْمُ بنُ سَاعِدَةَ بنِ عَائِشِ بنِ قَيْسٍ الأَنْصَارِيُّ *

- ‌91 - قِصَّةُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ *

الفصل: ‌76 - بلال بن رباح *

قُلْتُ: وَقَدْ عُدَّ وَلَدُهُ عَمْرٌو فِي الصَّحَابَةِ، وَكَذَا أَبُوْهُ يَنْبَغِي أَنْ يُعَدَّ فِي الصَّحَابَةِ، فَقَدْ أَسْلَمَ فِيْمَا ذَكَرْنَا، لَكِنْ مَا بَلَغَنَا أَنَّهُ هَاجَرَ، وَلَا رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.

‌76 - بِلَالُ بنُ رَبَاحٍ *

(ع)

مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ.

وَأُمُّهُ: حَمَامَةُ.

وَهُوَ مُؤَذِّنُ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

مِنَ السَّابِقِيْنَ الأَوَّلِيْنَ الَّذِيْنَ عُذِّبُوا فِي اللهِ، شَهِدَ بَدْراً، وَشَهِدَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى التَّعْيِيْنِ بِالجَنَّةِ، وَحَدِيْثُهُ فِي الكُتُبِ.

حَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُ عُمَرَ، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي لَيْلَى، وَجَمَاعَةٌ.

وَمَنَاقِبُهُ جَمَّةٌ، اسْتَوْفَاهَا الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ.

وَعَاشَ بِضْعاً وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

يُقَالُ: إِنَّهُ حَبَشِيٌّ.

وَقِيْلَ: مِنْ مُوَلَّدِي الحِجَازِ.

وَفِي وَفَاتِهِ أَقْوَالٌ، أَحَدُهَا: بِدَارَيَّا، فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ.

عَاصِمٌ: عَنْ زَرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ:

أَوَّلُ مَنْ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ سَبْعَةٌ: رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ، وَعَمَّارٌ، وَأُمُّهُ سُمَيَّةُ، وَبِلَالٌ، وَصُهَيْبٌ، وَالمِقْدَادُ.

فَأَمَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ: فَمَنَعَهُمَا اللهُ بِقَوْمِهِمَا.

وَأَمَّا سَائِرُهُمْ فَأَخَذَهُمُ المُشْرِكُوْنَ،

= وانظر شرح المواهب 4 / 37. وقد تصحفت كلمة " فروحي " في المطبوع إلى " فزوجي ".

(*) مسند أحمد: 6 / 12 - 15، الطبقات: 3 / 1 / 165، نسب قريش: 208، طبقات خليفة: 19، 298، تاريخ خليفة: 99، 149، التاريخ الكبير: 2 / 106، التاريخ الصغير: 1 / 53، الجرح والتعديل: 2 / 395، مشاهير علماء الأمصار: ت: 323، الاغاني: 3 / 120 - 121، حلية الأولياء: 1 / 147 - 151، الاستيعاب: 2 / 26، تاريخ دمشق: 10 / 353، ابن عساكر: 3 / 223 / 1، أسد الغابة: 1 / 243، تهذيب الأسماء واللغات: 1 / 136 - 137، تهذيب الكمال: 167، دول الإسلام: 1 / 16، تاريخ الإسلام: 2 / 31، العبر: 1 / 24، مجمع الزوائد: 9 / 299 - 300، العقد الثمين: 3 / 378 - 380، تهذيب التهذيب: 1 / 502، الإصابة: 1 / 273، خلاصة تذهيب الكمال: 53، كنز العمال: 13 / 305 - 308، شذرات الذهب: 1 / 31، تهذيب تاريخ ابن عساكر: 3 / 304 - 318.

ص: 347

فَأَلْبَسُوْهُمْ أَدْرَاعَ الحَدِيْدِ، وَصَهَرُوْهُمْ فِي الشَّمْسِ، فَمَا مِنْهُم أَحَدٌ إِلَاّ وَأَتَاهُمْ عَلَى مَا أَرَادُوا إِلَاّ بِلَالٌ، فَإِنَّهُ هَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِي اللهِ، وَهَانَ عَلَى قَوْمِهِ، فَأَعْطَوْهُ الوِلْدَانَ، فَجَعَلُوا يَطُوْفُوْنَ بِهِ فِي شِعَابِ مَكَّةَ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ (1) .

وَلَهُ إِسْنَادٌ آخَرُ صَحِيْحٌ.

أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ: (حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلَامِ، فَإِنِّي قَدْ سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خشفَةَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ) .

قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أَرْجَى مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُوْراً تَامّاً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلَا نَهَارٍ إِلَاّ صَلَّيْتُ لِرَبِّي مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّي (2) .

حُسَيْنُ بنُ وَاقِدٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ بُرَيْدَةَ، سَمِعْتُ أَبِي يَقُوْلُ:

أَصْبَحَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِلَالاً، فَقَالَ: (بِمَ سَبَقْتَنِي إِلَى الجَنَّةِ؟ مَا دَخَلْتُ الجَنَّةَ قَطُّ إِلَاّ سَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، إِنِّي دَخَلْتُ الجَنَّةَ البَارِحَةَ، فَسَمِعْتُ خَشْخَشَتَكَ أَمَامِي، وَأَتَيْتُ عَلَى قَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟

قَالُوا: لِعُمَرَ) .

فَقَالَ بِلَالٌ: مَا أَذَّنْتُ قَطُّ إِلَاّ صَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ، وَمَا أَصَابَنِي حَدَثٌ إِلَاّ تَوَضَّأْتُ، وَرَأَيْتُ أَنَّ لِلِّهِ عَلَيَّ رَكْعَتَيْنِ أَرْكَعُهُمَا.

فَقَالَ: (بِهَا)(3) .

(1) إسناده حسن.

وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 149 من طريق: عثمان بن أبي شيبة، وأبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن أبي بكير، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله

، وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 166، وابن عبد البر في " الاستيعاب " 3 / 48 من طريق: جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد قال

، بأطول مما هنا، وهذا سند صحيح لكنه مرسل، صححه الحاكم 3 / 248 ووافقه الذهبي.

وانظر " الإصابة " 12 / 316.

(2)

أخرجه البخاري (1149) في التهجد: باب فضل الطهور بالليل والنهار.

ومسلم (2428) في الفضائل: باب فضائل بلال.

والخشفة: الحركة وزنا ومعنى.

وقال أبو عبيد: الخشفة: الصوت ليس بالشديد.

(3)

أخرجه أحمد 5 / 354، 360، والترمذي (3690) في المناقب: باب قصر عظيم لعمر في الجنة.

والطبراني (1012) في " الكبير "، وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 150 وصححه الحاكم 3 / 285 ووافقه الذهبي.

انظر ما قبله.

ص: 348

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ ثَابِتٍ:

عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوْعاً: (دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَسَمِعْتُ خشفَةً.

فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ؟

قِيْلَ: بِلَالٌ (1)) .

عُمَارَةُ بنُ زَاذَانَ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ:

أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (السُّبَّاقُ أَرْبَعَةٌ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ، وَسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ، وَبِلَالٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ، وَصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّوْمِ (2)) .

المَسْعُوْدِيُّ: عَنِ القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

أَوَّلُ مَنْ أَذَّنَ بِلَالٌ (3) .

ابْنُ المُنْكَدِرِ: عَنْ جَابِرٍ، قَالَ عُمَرُ:

أَبُو بَكْرٍ سَيِّدُنَا، أَعْتَقَ بِلَالاً سَيِّدَنَا (4) .

عُمَرُ بنُ حَمْزَةَ: عَنْ سَالِمٍ:

أَنَّ شَاعِراً مَدَحَ بِلَالَ بنَ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، فَقَالَ:

وَبِلَالٌ عَبْدُ اللهِ خَيْرُ بِلَالِ

فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: كَذَبْتَ، بَلْ: وَبِلَالُ رَسُوْلِ اللهِ خَيْرُ بِلَالِ.

(1) أخرجه أحمد 3 / 179، 263 من طرق عن حميد عن أنس..، وأخرجه أحمد 3 / 372، 390، وأبو نعيم 1 / 150 من طريق عبد العزيز والبخاري (3679) في فضائل الصحابة: باب مناقب عمر بن الخطاب، و (5226) و (7024) كلهم من طريق محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال النبي، صلى الله عليه وسلم: " رأيتني دخلت الجنة.

فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة.

وسمعت خشفة، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلال، ورأيت قصرا بفنائه جارية، فقلت: لمن هذا؟ فقال لعمر.

فأردت أن أدخله فانظر إليه، فذكرت غيرتك.

فقال عمر: أعليك أغار "؟.

وانظر ما قبله أيضا.

(2)

إسناده ضعيف لسوء حفظ عمارة بن زاذان.

وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 149 و185، والحاكم 3 / 285، وقال: تفرد به عمارة بن زاذان، وأقره الذهبي.

(3)

أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 167.

(4)

أخرجه البخاري (3754) في المناقب: باب مناقب بلال، وابن سعد 3 / 1 / 166 وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 147، وصححه الحاكم 3 / 284 ووافقه الذهبي، وهو في الطبراني (1015) .

ص: 349

وَفِي حَدِيْثِ عَمْرِو بنِ عَبَسَةَ (1)، فَقُلْتُ: مَنِ اتَّبَعَكَ؟

قَالَ: (حُرٌّ وَعَبْدٌ) .

فَإِذَا مَعَهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَبِلَالٌ (2) .

وَفِي كُنْيَةِ بِلَالٍ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ: أَبُو عَبْدِ الكَرِيْمِ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ، وَأَبُو عَمْرٍو.

نَقَلَهَا الحَافِظُ أَبُو القَاسِمِ.

(1) عبسة تحرفت في المطبوع إلى عنبسة ".

(2)

هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (832) في صلاة المسافرين: باب إسلام عمرو بن عبسة، عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: " كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا علي شيء وهم يعبدون الاوثان.

فسمعت برجل، بمكة، يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه.

فإذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مستخفيا، جزءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة.

فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا نبي.

فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله.

فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الارحام، وكسر الاوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء.

قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد (وقال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به) .

فقلت: إني متبعك.

قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟

ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت، فائتني.

قال: فذهبت إلى أهلي.

وقدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة، وكنت في أهلي: فجعلت أتخبر الاخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب، من أهل المدينة.

فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟ فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك.

فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: نعم أنت الذي لقيتني بمكة.

قال: فقلت: بلي.

فقلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله، وأجهله؟ أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح.

ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع، حين تطلع، بين قرني شيطان.

حينئذ يسجد لها الكفار.

ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الضل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم.

فإذا أقبل الفئ فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس.

فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار.

قال: فقلت يا نبي الله: فالوضوء؟ حدثني عنه.

قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه.

ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء.

ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء.

ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء.

ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء.

فإن قام فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه ".

وجرءاء مفردها جرئ.

والجرأة: الاقدام والتسلط.

وأتخبر الاخبار: أسألها.

ومشهودة: أي تشهدها =

ص: 350

وَقَالَ: حَدَّثَ عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَكَعْبُ بنُ عُجْرَةَ، وَالصُّنَابِحِيُّ، وَالأَسْوَدُ، وَأَبُو إِدْرِيْسَ الخَوْلَانِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، وَابْنُ أَبِي لَيْلَى، وَالحَكَمُ بنُ مِيْنَا، وَأَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ.

قَالَ أَيُّوْبُ بنُ سَيَّارٍ أَحَدُ التَّلْفَى: عَنْ مُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ بِلَالٍ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَصْبِحُوا بِالصُّبْحِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِلأَجْرِ (1)) .

وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ: بِلَالُ بنُ عَبْدِ اللهِ مِنْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ، كَانَتْ أُمُّهُ حَمَامَةُ لِبَنِي جُمَحٍ (2) .

وَقَالَ البُخَارِيُّ: بِلَالٌ أَخُو خَالِدٍ وَغُفْرَةَ (3) ، مُؤَذِّنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَاتَ بِالشَّامِ. وَذَكَرَ الكُنَى الثَّلَاثَةَ.

= الملائكة.

ومحضورة: أي يحضرها أهل الطاعات.

ويستقل الظل بالرمح: أي في حالة الاستواء حيث لا يميل الظل لا إلى المشرق ولا إلى المغرب.

(1)

أيوب: تركة النسائي، وقال يحيى: كذاب، وأخرجه الطبراني (1016) في " الكبير " وذكره الهيثمي في " المجمع " 1 / 315 ونسبه إلى البزار، وقال: حديث غريب، وأيوب متروك.

لكن الحديث صحيح من طريق آخر.

فقد أخرجه أحمد 3 / 465 و4 / 140، 142، 143، وأبو داود (424) في الصلاة: باب وقت الصبح، والترمذي (154) في الصلاة: باب ما جاء في الاسفار بالفجر، والنسائي 1 / 272 في الصلاة: باب الاسفار، وابن ماجه (672) في الصلاة: باب وقت صلاة الفجر، والطحاوي 1 / 105، والبيهقي 1 / 277 كلهم من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، قال

، وهذا سند صحيح.

وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه ابن حبان (262)(263) وغير واحد من العلماء.

ومعنى الحديث كما قال الطحاوي: أن يدخل في الفجر وقت التغليس ويطول القراءة، حتى ينصرف عنها مسفرا.

وقال: وهذا قول أبي حنيفة، وأبي يوسف، والحسن.

وانظر " إعلام الموقعين ".

(2)

في " الطبقات " لابن سعد 3 / 1 / 165.

(3)

كذا في الأصل.

وفي أسد الغابة، والاصابة " غفيرة " وكذلك هي في " التاريخ الصغير " للبخاري 1 / 53.

ص: 351

قَالَ عَطَاءٌ الخُرَاسَانِيُّ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ المُسَيِّبِ، فَذَكَرَ بِلَالاً، فَقَالَ:

كَانَ شَحِيْحاً عَلَى دِيْنِهِ، وَكَانَ يُعَذَّبُ فِي اللهِ، فَلَقِيَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:(لَوْ كَانَ عِنْدَنَا شَيْءٌ ابْتَعْنَا بِلَالاً) .

فَلَقِيَ أَبُو بَكْرٍ العَبَّاسَ، فَقَالَ: اشْتَرِ لِي بِلَالاً.

فَاشْتَرَاهُ العَبَّاسُ، وَبَعَثَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَأَعْتَقَهُ (1) .

مُحَمَّدُ بنُ خَالِدٍ الطَّحَّانُ: أَنْبَأَنَا أَبِي، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:

كَانَ مَوَالِي بِلَالٍ يُضْجِعُوْنَهُ عَلَى بَطْنِهِ، وَيَعْصِرُوْنَهُ، وَيَقُوْلُوْنَ: دِيْنُكَ اللَاّتُ وَالعُزَّى.

فَيَقُوْلُ: رَبِّيَ اللهُ، أَحَدٌ أَحَدٌ، وَلَوْ أَعْلَمُ كَلِمَةً أَحْفَظُ لَكُم مِنْهَا لَقُلْتُهَا.

فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِهِم، فَقَالُوا: اشْتَرِ أَخَاكَ فِي دِيْنِكَ.

فَاشْتَرَاهُ بِأَرْبَعِيْنَ أُوْقِيَّةً، فَأَعْتَقَهُ.

فَقَالُوا: لَوْ أَبَى إِلَاّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاهُ.

فَقَالَ: وَأُقْسِمُ بِاللهِ لَوْ أَبَيْتُم إِلَاّ بِكَذَا وَكَذَا - لِشَيْءٍ كَثِيْرٍ - لَاشْتَرَيْتُهُ (2) .

وَفِي السِّيْرَةِ: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ اشْتَرَاهُ بِعَبْدٍ أَسْوَدَ مُشْرِكٍ مِنْ أُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ (3) .

هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

مَرَّ وَرَقَةُ بنُ نَوْفَلٍ بِبِلَالٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ عَلَى الإِسْلَامِ، يُلْصَقُ ظَهْرُهُ بِالرَّمْضَاءِ، وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.

فَقَالَ: يَا بِلَالُ! صَبْراً، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَئِنْ قَتَلْتُمُوْهُ لأَتَّخِذَنَّهُ حَنَاناً (4) .

هَذَا مُرْسَلٌ، وَلَمْ يَعِشْ وَرَقَةُ إِلَى ذَلِكَ الوَقْتِ.

هِشَامٌ: عَنِ ابْنِ سِيْرِيْنَ:

أَنَّ بِلَالاً لَمَّا ظَهَرَ مَوَالِيْهِ عَلَى إِسْلَامِهِ، مَطُّوْهُ فِي

(1) أخرجه ابن عبد البر في " الاستيعاب " 2 / 32 من طريق: عبد الرزاق، عن معمر عن عطاء، وهو في " أسد الغابة " 1 / 243.

(2)

محمد بن خالد الطحان ضعيف.

(3)

ابن هشام 1 / 318.

(4)

ابن هشام 1 / 318، و" الحلية " 1 / 148، و" أسد الغابة " 1 / 243.

ص: 352

الشَّمْسِ، وَعَذَّبُوْهُ، وَجَعَلُوا يَقُوْلُوْنَ: إِلَهُكَ اللَاّتُ وَالعُزَّى.

وَهُوَ يَقُوْلُ: أَحَدٌ أَحَدٌ.

فَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ، فَأَتَاهُمْ، فَقَالَ: عَلَامَ تَقْتُلُوْنَهُ؟ فَإِنَّهُ غَيْرُ مُطِيْعِكُمْ.

قَالُوا: اشْتَرِهِ.

فَاشْتَرَاهُ بِسَبْعِ أَوَاقٍ، فَأَعْتَقَهُ (1) .

وَأَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: (الشّركَةَ يَا أَبَا بَكْرٍ) .

قَالَ: قَدْ أَعْتَقْتُهُ (2) .

ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ إِسْمَاعِيْلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:

اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ بِلَالاً وَهُوَ مَدْفُوْنٌ فِي الحِجَارَةِ بِخَمْسِ أَوَاقٍ ذَهَباً.

فَقَالُوا: لَوْ أَبَيْتَ إِلَاّ أُوْقِيَّةً لَبِعْنَاكَهُ.

قَالَ: لَوْ أَبَيْتُم إِلَاّ مَائَةَ أُوْقِيَّةٍ لأَخَذْتُهُ (3) .

إِسْنَادُهُ قَوِيٌّ.

إِسْرَائِيْلُ (4) : عَنِ المِقْدَامِ بنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ:

كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّةَ نَفَرٍ.

فَقَالَ المُشْرِكُوْنَ: اطْرُدْ هَؤُلَاءِ عَنْكَ، فَلَا يَجْتَرِؤُوْنَ عَلَيْنَا.

وَكُنْتُ أَنَا، وَابْنُ مَسْعُوْدٍ، وَبِلَالٌ، وَرَجُلٌ مِنْ هُذَيْلٍ، وَآخَرَانِ.

فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ رَبَّهُم

} ، الآيَتَيْنِ [الأَنْعَامُ: 52، 53] (5) .

(1) ابن سعد 3 / 1 / 165، ومط الشئ يمطه مطأ إذا مده.

وقد تحرفت " مطوه " في المطبوع إلى " حطوه ".

(2)

أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 165 من طريق: عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد بن سيرين.

ورجاله ثقات لكنه منقطع.

(3)

أخرجه أبو نعيم في " حلية الأولياء " 1 / 150.

(4)

تحرفت في المطبوع إلى " إسماعيل ".

وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، الهمداني، الثقة.

(5)

أخرجه مسلم (2413)(46) في فضائل الصحابة: باب فضائل سعد بن أبي وقاص.

والطبري (13263) في التفسير، وابن ماجه (4128) في الزهد: باب مجالسة الفقراء، من طريق: قيس بن الربيع عن المقدام بن شريح به.

وذكره السيوطي في " الدر المنثور " 3 / 13 ونسبه إلى أحمد والفريابي، وعبد بن حميد، والنسائي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان، وأبي الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في دلائل النبوة، والحاكم، وأبي نعيم.

ص: 353

ابْنُ عُلَيَّةَ: عَنْ يُوْنُسَ، عَنِ الحَسَنِ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بِلَالٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ (1)) .

قَالَتْ عَائِشَةُ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم المَدِيْنَةَ، وُعِكَ أَبُو بَكْرٍ وَبِلَالٌ، فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا أَخَذَتْهُ الحُمَّى يَقُوْلُ:

كُلُّ امْرِئٍ مُصَبَّحٌ فِي أَهْلِهِ

وَالمَوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ

وَكَانَ بِلَالٌ إِذَا أَقْلَعَ عَنْهُ يَرْفَعُ عَقِيْرَتَهُ، وَيَقُوْلُ:

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيْتَنَّ لَيْلَةً

بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيْلُ

وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْماً مِيَاهَ مَجَنَّةٍ

وَهَلْ يَبْدُوَنَّ لِي شَامَةٌ وَطَفِيْلُ

اللَّهُمَّ الْعَنْ عُتْبَةَ، وَشَيْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بنَ خَلَفٍ، كَمَا أَخْرَجُوْنَا مِنْ أَرْضِنَا إِلَى أَرْضِ الوَبَاءِ (2) .

الحَسَنُ بنُ صَالِحٍ: عَنْ أَبِي رَبِيْعَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ

(1) أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 59 وهو منقطع.

وقد تقدم من طريق آخر قبل قليل.

(2)

أخرجه البخاري (1889) في فضائل المدينة: باب (12)، (3926) في مناقب الانصار: باب مقدم النبي، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه المدينة، و (5654) في المرضى: باب عيادة الرجال النساء، و (5677) فيه: باب من دعا برفع الوباء والحمى.

وأحمد 6 / 260، وابن سعد 3 / 1 / 165 كلهم من طريق: هشام، عن أبيه، عن عائشة

وتمامه، ثم قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم،: " اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد، اللهم بارك لنا في صاعنا، وفي مدنا، وصححها لنا.

وانقل حماها إلى الجفحة " قالت: وقدمت المدينة وهي أوبأ أرض الله.

قالت: وكان بطحان يجري نجلا - تعني: ماء آجنا ".

ووعك: بضم أوله، أصابه الوعك وهو الحمى.

ومصبح: بوزن محمد: أي مصاب بالموت صباحا.

شراك نعله: اليسر الذي يكون في وجه النعل.

ويرفع عقيرته: أي يرفع صوته بغناء

أو بكاء.

ومجنة: موضع على أميال من مكة وكان به سوق.

شامة وطفيل: جبلان بقرب مكة.

وقال الخطابي: كنت أحسبهما جبلين حتى ثبت عندي أنهما عينان.

وقد تحرفت في المطبوع " عنه " في قوله " أقلع عنه " إلى " عن مجنة ".

والابيات في " معجم البلدان " 3 / 315 وفيه: " بفخ " بدل " بواد ".

ص: 354

اللهِ صلى الله عليه وسلم: (اشْتَاقَتِ الجَنَّةُ إِلَى ثَلَاثَةٍ: عَلِيٍّ، وَعَمَّارٍ، وَبِلَالٍ (1)) .

أَبُو رَبِيْعَةَ عُمَرُ بنُ رَبِيْعَةَ الإِيَادِيُّ: ضَعِيْفٌ.

حُسَامُ بنُ مِصَكٍّ (2) : عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ القَاسِمِ بنِ رَبِيْعَةَ:

عَنْ زَيْدِ بنِ أَرْقَمَ يَرْفَعُهُ: (نِعْمَ المَرْءُ بِلَالٌ، سَيِّدُ المُؤَذِّنِيْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالمُؤَذِّنُوْنَ أَطْوَلُ النَّاسِ أَعْنَاقاً يَوْمَ القِيَامَةِ (3)) .

وَلَهُ طُرُقٌ أُخَرُ ضَعِيْفَةٌ.

وَيُرْوَى بِإِسْنَادٍ وَاهٍ مِنْ مَرَاسِيْلِ كَثِيْرِ بنِ مُرَّةَ: (يُؤْتَى (4) بِلَالٌ بِنَاقَةٍ مِنْ نُوْقِ الجَنَّةِ، فَيَرْكَبُهَا) .

ابْنُ المُبَارَكِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ يَزِيْدَ (5) بنِ جَابِرٍ:

قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (سَادَةُ السُّوْدَانِ: لُقْمَانُ، وَالنَّجَاشِيُّ، وَبِلَالٌ، وَمِهْجَعٌ)(6) .

(1) أخرجه الترمذي (3798) في المناقب: باب مناقب سلمان، وقال: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن صالح، وصححه الحاكم 3 / 137 ووافقه الذهبي.

وفيهما " سلمان " بدل " بلال " وأبو نعيم في " الحلية " 1 / 190 وفيه رابع لهم وهو المقداد.

وذكره الهيثمي في " المجمع " 9 / 344 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، غير أبي ربيعة الايادي.

وقد حسن الترمذي حديثه.

وانظر " المجمع " أيضا 9 / 307.

(2)

حسام بن مصك قال الحافظ في " التقريب ": ضعيف يكاد أن يترك وقد تحرفت " مصك " في المطبوع إلى " معيك ".

(3)

إسناده ضعيف لضعف حسام بن مصك، وأخرجه أبو نعيم في " الحلية " 1 / 147.

وصححه الحاكم 3 / 285 وقال: تفرد به حسام.

ونسبه صاحب الكنز (33164) إلى ابن عدي، والطبراني.

لكن قوله: " المؤذنون أطول الناس أعناقا " صحيح بشاهده عند مسلم (387) في الصلاة: باب فضل الاذان، من حديث معاوية.

(4)

تحرفت في المطبوع إلى " تولى ".

(5)

تحرفت في المطبوع إلى " زيد " وهو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، الداراني

(6)

إسناده ضعيف لارساله، وأخرجه الحاكم 3 / 284 من طريق آخر عن واثلة بن الاسقع بلفظ:" خير السودان ثلاثة: لقمان وبلال ومهجع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم " ومهجع لا يعرف في موالي النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هو من السودان، وإنما هو عربي من عك، أصابه سباء، فمن عليه عمر، فأعتقه. انظر " الإصابة " 9 / 297.

ص: 355

رَوَاهُ: مُعَاوِيَةُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ مُعْضَلاً (1) .

هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

أَمَرَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالاً وَقْتَ الفَتْحِ، فَأَذَّنَ فَوْقَ الكَعْبَةِ (2) .

وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي أُوَيْسٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ سَعْدِ بنِ عَمَّارٍ المُؤَذِّنُ، حَدَّثَنِي ابْنُ عَمِّي عَبْدُ اللهِ (3) بنُ مُحَمَّدٍ، وَعَمَّارُ بنُ حَفْصٍ، وَأَخُوْهُ عُمَرُ، عَنْ آبَائِهِم، عَنْ أَجْدَادِهِم:

أَنَّ النَّجَاشِيَّ بَعَثَ بِثَلَاثِ عَنْزَاتٍ إِلَى رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَى عَلِيّاً وَاحِدَةً، وَعُمَرَ وَاحِدَةً، وَأَمْسَكَ وَاحِدَةً، فَكَانَ بِلَالٌ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فِي العِيْدَيْنِ حَتَّى يَأْتِيَ المُصَلَّى، فَيَرْكِزُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيُصَلِّي إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ كَانَ سَعْدٌ القَرَظُ يَمْشِي بِهَا بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ وَعُثْمَانَ.

قَالُوا: وَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بِلَالٌ يُرِيْدُ الجِهَادَ (4) إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، فَقَالَ لَهُ:

يَا خَلِيْفَةَ رَسُوْلِ اللهِ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقُوْلُ: (أَفْضَلُ عَمَلِ المُؤْمِنِ الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ) .

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَمَا تَشَاءُ يَا بِلَالُ؟

قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أُرَابِطَ فِي سَبِيْلِ اللهِ حَتَّى أَمُوْتَ.

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْشُدُكَ بِاللهِ يَا بِلَالُ! وَحُرْمَتِي وَحَقِّي، فَقَدْ كَبِرْتُ، وَضَعُفْتُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي.

فَأَقَامَ مَعَهُ حَتَّى تُوُفِّيَ.

ثُمَّ أَتَى عُمَرُ، فَرَدَّ عَلَيْهِ، فَأَبَى بِلَالٌ،

(1) الحديث المعضل هو الذي سقط من إسناده اثنان على التوالي، وهو من أقسام الضعيف لا نقطاعه.

(2)

مرسل.

وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 167 من طريق: عارم بن الفضل، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة وغيره.

ورجاله ثقات لكنه مرسل أيضا.

وانظر ابن هشام 2 / 413.

(3)

تحرفت في المطبوع إلى " عبد الرحمن ".

(4)

سقط من المطبوع " يريد الجهاد ".

ص: 356

فَقَالَ: إِلَى مَنْ تَرَى أَنْ أَجْعَلَ النِّدَاءَ؟

قَالَ: إِلَى سَعْدٍ، فَقَدْ أَذَّنَ لِرَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.

فَجَعَلَهُ عُمَرُ إِلَى سَعْدٍ وَعَقِبِهِ (1) .

حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَلِيِّ بنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ:

أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا قَعَدَ عَلَى المِنْبَرِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، قَالَ لَهُ بِلَالٌ:

أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ أَوْ لِنَفْسِكَ؟

قَالَ: لِلِّهِ.

قَالَ: فَائْذَنْ لِي فِي الغَزْوِ.

فَأَذِنَ لَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الشَّامِ، فَمَاتَ ثَمَّ (2) .

مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المَرْوَزِيُّ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ القُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا الوَلِيْدُ بنُ مُسلمٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، وَابْنُ جَابِرٍ، وَغَيْرُهُمَا:

أَنَّ بِلَالاً لَمْ يُؤَذِّنْ لأَحَدٍ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَرَادَ الجِهَادَ، فَأَرَادَ أَبُو بَكْرٍ مَنْعَهُ.

فَقَالَ: إِنْ كُنْتَ أَعْتَقْتَنِي لِلِّهِ، فَخَلِّ سَبِيْلِي.

قَالَ: فَكَانَ بِالشَّامِ، حَتَّى قَدِمَ عُمَرُ الجَابِيَةَ، فَسَأَلَ المُسْلِمُوْنَ عُمَرَ أَنْ يَسْأَلَ لَهُم بِلَالاً يُؤَذِّنُ لَهُم.

فَسَأَلَهُ، فَأَذَّنَ يَوْماً، فَلَمْ يُرَ يَوْماً كَانَ أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْ يَوْمَئِذٍ، ذِكْراً مِنْهُم لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ الوَلِيْدُ: فَنَحْنُ نَرَى أَنَّ أَذَانَ أَهْلِ الشَّامِ عَنْ أَذَانِهِ يَوْمَئِذٍ (3) .

هِشَامُ بنُ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيْهِ، قَالَ:

قَدِمْنَا الشَّامَ مَعَ عُمَرَ، فَأَذَّنَ بِلَالٌ، فَذَكَرَ النَّاسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ أَرَ يَوْماً أَكْثَرَ بَاكِياً مِنْهُ.

أَبُو أَحْمَدَ الحَاكِمُ (4) : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ الفَيْضِ بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ

(1) أخرجه ابن سعد 3 / 1 / 168 والطبراني (1013) ، وأخرجه الطبراني مختصرا أيضا (1076) .

وذكر بعضه الهيثمي في " المجمع " 5 / 274 وقال: رواه الطبراني وفيه عبد الرحمن بن سعد، وهو ضعيف.

(2)

سنده منقطع، وعلي بن زيد ضعيف.

وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 169.

(3)

رجاله ثقات لكنه منقطع.

(4)

هو محدث خراسان، الامام الحافظ محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق، النيسابوري الكرابيسي.

مؤلف كتاب " الكنى " وصفه تلميذه الحاكم صاحب " المستدرك " بقوله: هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم في معرفة شوارد الصحيح، والاسامي والكنى، توفي سنة 378 هـ.

انظر " تذكرة الحفاظ " 3 / 976 - 977.

ص: 357

إِبْرَاهِيْمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَيْمَانَ بنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي سُلَيْمَانَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، قَالَ:

لَمَّا دَخَلَ عُمَرُ الشَّامَ، سَأَلَ بِلَالٌ أَنْ يُقِرَّهُ بِهِ، فَفَعَلَ.

قَالَ: وَأَخِي أَبُو رُوَيْحَةَ الَّذِي آخَى رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنِي وَبَيْنَهُ، فَنَزَلَ بِدَارَيَّا فِي خَوْلَانَ، فَأَقْبَلَ هُوَ وَأَخُوْهُ إِلَى قَوْمٍ مِنْ خَوْلَانَ، فَقَالُوا:

إِنَّا قَدْ أَتَيْنَاكُم خَاطِبِيْنَ، وَقَدْ كُنَّا كَافِرِيْنَ فَهَدَانَا اللهُ، وَمَمْلُوْكِيْنَ فَأَعْتَقَنَا اللهُ، وَفَقِيْرِيْنَ فَأَغْنَانَا اللهُ، فَإِنْ تُزَوِّجُوْنَا فَالحَمْدُ للهِ، وَإِن تَرُدُّوْنَا فَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَاّ بِاللهِ.

فَزَوَّجُوْهُمَا.

ثُمَّ إِنَّ بِلَالاً رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَامِهِ وَهُوَ يَقُوْلُ: (مَا هَذِهِ الجَفْوَةُ يَا بِلَالُ؟ أَمَا آنَ لَكَ أَنْ تَزُوْرَنِي؟) .

فَانْتَبَهَ حَزِيْناً، وَرَكِبَ رَاحِلَتَهُ، وَقَصَدَ المَدِيْنَةَ، فَأَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ يَبْكِي عِنْدَهُ، وَيُمَرِّغُ وَجْهَهُ عَلَيْهِ، فَأَقْبَلَ الحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، فَجَعَلَ يَضُمُّهُمَا، وَيُقَبِّلُهُمَا.

فَقَالَا لَهُ: يَا بِلَالُ! نَشْتَهِي أَنْ نَسْمَعَ أَذَانَكَ.

فَفَعَلَ، وَعَلَا السَّطْحَ، وَوَقَفَ.

فَلَمَّا أَنْ قَالَ: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، ارْتَجَّتِ المَدِيْنَةُ.

فَلَمَّا أَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهَ، ازْدَادَ رَجَّتُهَا.

فَلَمَّا قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ، خَرَجَتِ العَوَاتِقُ مِنْ خُدُوْرِهِنَّ.

وَقَالُوا: بُعِثَ رَسُوْلُ اللهِ.

فَمَا رُؤِيَ يَوْمٌ أَكْثَرَ بَاكِياً وَلَا بَاكِيَةً بِالمَدِيْنَةِ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ اليَوْمِ (1) .

إِسْنَادُهُ لَيِّنٌ، وَهُوَ مُنْكَرٌ.

قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بنِ سَعِيْدٍ (2)، قَالَ:

ذَكَرَ عُمَرُ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ،

(1) أورده بطوله ابن الأثير في " أسد الغابة " 1 / 244 - 245 بغير سند.

(2)

في الأصل " سعد " وما أثبتناه هو الصواب.

وهو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو الأنصاري، النجاري، أبو سعيد القاضي.

ص: 358

فَجَعَلَ (1) يَصِفُ مَنَاقِبَهُ.

ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا سَيِّدُنَا بِلَالٌ، حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ.

أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ:

بَلَغ بِلَالاً أَنَّ نَاساً يُفَضِّلُوْنَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: كَيْفَ يُفَضِّلُوْنِي عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا أَنَا حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟!

الوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ:

حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى بِلَالاً: رَجُلاً آدَمَ، شَدِيْدَ الأُدْمَةِ، نَحِيْفاً، طُوَالاً، أَجْنَأَ (2) ، لَهُ شَعْرٌ كَثِيْرٌ، وَخَفِيْفُ العَارِضَيْنِ، بِهِ شَمَطٌ كَثِيْرٌ، وَكَانَ لَا يُغَيِّرُ (3) .

وَقِيْلَ: كَانَ بِلَالٌ تِرْبَ أَبِي بَكْرٍ.

قَالَ سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: لَمَّا احْتُضِرَ بِلَالٌ قَالَ:

غَداً نَلْقَى الأَحِبَّهْ

مُحَمَّداً وَحِزْبَهْ

قَالَ: تَقُوْلُ امْرَأَتُهُ: وَاوَيْلَاهُ.

فَقَالَ: وَافَرَحَاهُ.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ (4) إِبْرَاهِيْمَ التَّيْمِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَبُو عُمَرَ الضَّرِيْرُ، وَجَمَاعَةٌ:

تُوُفِّيَ بِلَالٌ سَنَةَ عِشْرِيْنَ بِدِمَشْقَ.

قَالَ الوَاقِدِيُّ: وَدُفِنَ بِبَابِ الصَّغِيْرِ، وَهُوَ ابْنُ بِضْعٍ وَسِتِّيْنَ سَنَةً.

وَقَالَ عَلِيُّ بنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيْمِيُّ: دُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ (5) .

وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: حُمِلَ مِنْ دَارَيَّا، فَدُفِنَ بِبَابِ كِيْسَانَ.

وَقِيْلَ: مَاتَ سَنَةَ

(1) سقطت لفظة " فجعل " من المطبوع.

(2)

أجنأ: أحدب الظهر.

(3)

في سنده جهالة، والواقدي متروك.

وأخرجه ابن سعد 3 / 1 / 170

(4)

سقطت لفظة " بن " من المطبوع.

(5)

منسوب إلى كيسان مولى معاوية.

وهو بالقرب من الباب الشرقي، وانظر " تاريخ دمشق " لابن عساكر 1 / 185.

ص: 359