الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم انصرفوا وقد أجيزوا.
بلاده"، واختصر المصنف هذا، فقال: "فأسلموا، وبشَّرهم بفتح الشام وهرب" بالجر، أي: وبشرهم بهرب "هرقل إلى ممتنع بلاده" ونهاهم عن سؤال الكاهنة، وعن الذبائح التي كانوا يذبحونها، وأخبرهم أن ليس عليهم إلا الأضحية، فأقاموا أيامًا بدار رملة، أي: بنت الحارث النجارية، كانت دارها تنزل فيها الوفد، "ثم انصرفوا وقد أجيزوا" أعطاهم الجائزة، وهي العطية، والتحفة، واللطف، كما في القاموس.
الوفد الرابع والعشرون: وفد بلي
وقدم عليه صلى الله عليه وسلم وفد بلي، فأسلموا، فقال صلى الله عليه وسلم:"الحمد لله الذي هداكم للإسلام، فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار" ، ثم ودَّعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أجازهم.
"الوفد الرابع والعشرون":
"وقدم عليه صلى الله عليه وسلم وفد بلي" بفتح الموحدة، وكسر اللام، وشد الياء، والنسبة إليها بلوي -بفتحتين، نسبة إلى بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، ذكر الواقدي عن رويفع بن ثابت البلوي، قال: قدم وفد قومي في شهر ربيع الأول سنة تسع، فأنزلتهم عليَّ، وقدمت بهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: هؤلاء قومي، فقال:"مرحبًا بك وبقومك"، "فأسلموا، فقال" لهم "صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي هداكم للإسلام، فكل من مات على غير الإسلام فهو في النار"، " وبقية حديث رويفع عند الواقدي.
وقال له أبو الضبيب شيخ الوفد: يا رسول الله، إن لي رغبة في الضيافة، فهل لي في ذلك أجر؟ قال:"نعم، وكل معروف صنعته إلى غني أو فقير فهو صدقة"، قال: يا رسول الله، ما وقت الضيافة؟ قال:"ثلاثة أيام، فما بعد ذلك فصدقة، ولا يحلّ للضيف أن يقيم عندك فيحرجك".
قال: يا رسول الله، أرأيت الضالة من الغنم أجدها في الفلاة من الأرض؟ قال:"لك ولأخيك، أو للذئب"، قال: فالبعير؟ قال: "ما لك وله، دعه حتى يجده صاحبه"، قال رويفع: ثم قاموا، فرجعوا إلى منزلي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزلي يحمل تمرًا، فقال:"استعن بهذا التمر"، فكانوا يأكلون منه، ومن غيره فأقاموا ثلاثًا، "ثم ودَّعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أجازهم" ورجعوا إلى بلادهم، وأبو الضبيب -بمعجمة مضمومة- بلفظ تصغير ضب، ويقال فيه أيضًا: أبو الضبيس -بسين مهملة آخره بدل الموحدة.
ذكره محمد بن الربيع الجيزي فيمن دخل مصر من الصحابة، كما في الإصابة ذاكرًا بعض حديث رويفع عازيًا للواقدي، وبالسين، ذكره الذهبي، فقال في التجريد: أبو ضبيس البلوي له صحبة، فقصر البرهان في قوله: لم أقع لأبي الضبيس على ترجمة، ولا رأيت أحدًا ذكره في الصحابة، إلّا ما هنا فليتبع. انتهى. وعذره أنه إنما رآه بسين آخره في تجريد الصحابة، وهنا رآه بموحدة، فظنَّه غيره، مع أنه هو، كما أفاده في الإصابة، ويحرجك من الحرج، أي: يضيق صدرك، وقيل: يؤثمك، أي: يعرضك للإثم، حتى تتكلم فيه بما لا يجوز، فتأثم.