الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جدب بلادهم، فدعا لهم ثم ودعوه، وأمر لهم بالجزائز، ورجعوا إلى بلادهم فوجدوها قد أمطرت في اليوم الذي دعا لهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الساعة.
قال حبيب: فكانت أخف في القيام من الظهر، وقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال؟ قال:"الصلاة في وقتها"، وسألته عن رقية العين وذكرها له، فأذن له فيها، "و" فيه أنهم "شكوا إليه جدب بلادهم، فدعا لهم" ولفظ حديث حبيب المذكور، فقال صلى الله عليه وسلم:"بيده اللهمَّ اسقهم الغيث في دارهم"، فقلت: يا رسول الله، ارفع يديك، فإنه أكثر وأطيب، فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قام، وقمنا معه وقوله: أكثر، أي: في الأسباب المقضتية للاستعطاف، وأطيب، أي: لهيئة الداعي التي تكون سببًا لنزول الرحمة، "ثم ودَّعوه" بعد إقامتهم ثلاثًا، وضيافته تجري عليهم، "وأمر لهم بالجوائز" فأعطينا خمس أواقي فضة لكل رجل منا، واعتذر إلينا بلال، وقال: ليس عندنا اليوم مال، فقلنا: ما أكثر هذا وأطيبه، "ورجعوا إلى بلادهم، فوجدوها قد أمطرت" بالبناء للفاعل والمفعول، كما في النور "في اليوم الذي دعا لهم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الساعة" وما ذلك بغريب في معجزاته.
الوفد الحادي والثلاثون: وفد بني عبس
وقدم عليه وفد بني عبس، فقالوا: يا رسول الله، قدم علينا قراؤنا، فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش، فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له بعناها وهاجرنا، فقال عليه الصلاة والسلام:"اتقوا الله حيث كنتم، فلن يلتكم من أعمالكم شيئًا".
"الوفد الحادي والثلاثون":
"وقدم عليه وفد بني عبس" بفتح المهملة، وسكون الموحدة، وسين مهملة- ذكر ابن شاهين من طريق هشام بن الكلبي أنهم تسعة، قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا لهم بخير، وقال:"ابغوني لكم عاشرًا أعقد لكم لواء"، فدخل طلحة بن عبيد الله، فعقد لهم لواء، وجعل شعارهم يا عشرة، فهو إلى اليوم كذلك.
قال: وهم: بشر بن الحارث، والحارث بن الربيع بن زياد، وسباع بن زيد، وعبد الله بن مالك، وقرة بن حصن بن وقنان بن دارم، وميسرة بن مسروق، وهرم بن مسعدة، وأبو الحصين بن القيم.
وروى ابن سعد عن عروة: أن عير القريش أقبلت من الشام، فبعث بني عبس في سرية، وعقد لهم لواء، فقال: يا رسول الله، كيف نقسم غنيمة إن أصبناها ونحن تسعة؟ فقال:"أنا عاشركم".
وعند الواقدي عن أبي هريرة: قدم ثلاثة من بني عبس، "فقالوا: يا رسول الله، قدم علينا قراؤنا، فأخبرونا أنه لا إسلام لمن لا هجرة له، ولنا أموال ومواش" وهي معايشنا، "فإن كان لا إسلام لمن لا هجرة له" فلا خير في أموالنا، "بعناها وهاجرنا" من آخرنا، "فقال -عليه الصلاة