الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة المصحح
بسم الله الرّحمن الرّحيم قال تعالى:
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا
[فاطر: 32]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه»
وقال الإمام الشاطبى فى متنه:
جزى الله بالخيرات عنّا أئمّة
…
لنا نقلوا القرآن عزبا وسلسلا
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على رسول رب العالمين، الذى أنزل عليه «وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم» ، ورضى الله عن صحابته الأكرمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك يا حنان يا منان، يا ذا الطول والإحسان.
«وبعد» فمن تشريف الله للمسلم أن يعيش فى معية كلامه، يستضيء بنوره، ويغذى عقله، وفكره بضيائه، ففي رياض القرآن الحدائق الغناء، والزهور الفيحاء، والخير والعطاء والنماء، هو أنيس المتقين، ودرة الناصحين، وعبرة المعتبرين. راحة الأرواح، وسبيل الفلاح. روض الرياحين، وملتقى المحبين، على هداه عكف الصالحون، وبأحكامه استنار العابدون، وفى دروبه مشى السائرون، ففاز كل هؤلاء بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.
* والكتاب الذى بين يديك- أخى القارئ الكريم-: شرح النظم الجامع لقراءة الإمام نافع .. أوضح فيه مؤلفه العالم العامل، والجهبذ الكامل، المحقق، المدقق فضيلة الشيخ «عبد الفتاح بن عبد الغنى القاضى» قراءة الإمام نافع أيّما إيضاح، وكشف اللثام عن جانب عظيم من الأحرف السبعة التى نزل بها كلام الفتاح على قلب الحبيب الشفيع، الرؤف الرحيم صلى الله عليه وسلم.
ولا غرو فإن المؤلّف من أعلام هذا الفن الجليل؛ قراءة، وإقراء وتأليفا وتحقيقا، وعلى يديه الكريمتين تتلمذ شيوخ مشايخنا، وتبحر على سواحل علمه أئمتنا، فجزاه عما قدم لكتابه خير الجزاء، وأحسن مثوبته فى الآخرة والأولى.
* ولما دفع إلىّ هذا الكتاب القيم للإفادة منه وجدته درة فى جبين أقرانه، وقبس مضاء من شمس سمائه فانشرح صدرى لمراجعته وضبطه.
* وكان النهج الذى سرت عليه، والطريق الذى هديت إليه هو ما يلى:
1 -
قرأت الكتاب مرات، وقارنته بمراجع القراءات، وصححت فيه الأخطاء المطبعية التى لا تخلو من كتاب عدا كتاب الله رب العالمين.
2 -
ضبطت ما يحتاج إلى ضبط، لا سيما أبيات النظم الجامع للشيخ القاضى.
3 -
علقت على مواضع فيه اقتضت الضرورة بيانها، وجميع هذه التعليقات والإضافات بين معقوفين [ .... ] ليتميز الأصل من الفرع. أما تعليقات الهوامش فإنها تخلوا منهما لتجرد الهوامش منها.
4 -
وضعت الكلمات القرآنية بين علامتى تنصيص « .... » مضبوطة على حسب القراءة، أو الرواية.
5 -
إذا ورد مثال لقراءة نافع براوييه: قالون، وورش ضبطت المثال كقراءة نافع إذا لم يكن فى هذا المثال أكثر من رواية، وإلا فيكون الضبط «الشكل» على حسب رواية ورش لشهرتها فى مصر، والمغرب العربى وغيرهما، مثال ذلك قوله تعالى وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى [طه: 75].
فلقالون فيها، تحقيق الهمز، وصلة الهاء صلة صغرى، وقصرها مكسورة بلا صلة، أى الاختلاس، وتوسط المتصل.
ولورش فيها، إبدال الهمز، وصلة الهاء صلة صغرى، ومد المتصل مدا مشبعا، وتقليل ياء «العلى» .
وعلى هذه القاعدة تضبط الآية هكذا لورش: وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى [طه: 75]، وستجدها مبثوثه بكثرة إلا نادرا لا سيما المواضع التى يعسر ضبطها فى المطابع كالروم، والإشمام، والاختلاس، والتسهيل، والإمالة، والتقليل، وما أشبهه، ولا يعد هذا الضبط من قبيل الخلط فى القراءة، وهو محرّم شرعا، وأداء؛ لأننا بصدد القراءات العلمية، أما القراءات التطبيقية العملية فلا يجوز فيها ذلك، ويرجع فى ذلك إلى الطرق المعروفة لجمع القراءات، وإذا انفرد كل من: قالون، وورش برواية فسأضبطها له كروايته عن شيخه نافع.
6 -
كلمات الإمالة، والتقليل أجرد الحرف قبل المقلل، والممال فيها من التشكيل إلا إذا كان مشددا فسأضع الشدة فقط.
* وأخيرا: هذا جهد المقل، ومحاولة العاجز فإن كان فيه من توفيق وسداد فمن الله وحده، فهو الموفق للصواب، وهو حسبى ونعم الوكيل، وإن كان من تقصير، أو عجز، أو خطأ، أو نسيان فلن أبرّئ نفسى منها، والعصمة للأنبياء عليهم جميعا الصلاة والسلام. فليعذرنى- أخى قارئ القرآن الكريم- إذ العلم رحم بين أهله، والعذر عند خيار الناس مقبول.
وألتمس منك أن تدعو لى دعوة صالحة بظاهر الغيب إن وجدت فيه ما يسرّك، عسى أن أفوز بها «يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله» ، ولن تحرم ثوابها فسيقول لك الملك: ولك مثل ذلك.
هذا، وصلى الله على النبى الشفيع، والرسول العظيم، نبى الهدى، ورسول السلام محمد بن عبد الله، وآله، وصحبه الأخيار الأطهار، وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين.
كتبه بالقاهرة- المرج الغربية
السادات السيد منصور أحمد
التخصص للقراءات ومدرس القرآن الكريم، وعلومه بالأزهر الشريف فى يوم الأحد الثانى عشر من ربيع الأول 1425 هـ
2/ 5/ 2004 م