الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمع بعدها همزة قطع، وميم جمع أخرى بعدها حرف متحرك آخر كان لقالون فى هذه الآية ثلاثة أوجه، كقوله تعالى:«سواء عليهموا أأنذرتهموا أم لم تنذرهموا لا يؤمنون» الوجه الأول: إسكان الميمين، الثانى: صلتهما مع قصر مد الأولى.
الثالث: صلتهما مع توسط مد الأولى، وإذا قرأت لورش بصلة ميم الجمع التى بعدها همزة قطع كان المد حينئذ من قبيل المنفصل أيضا؛ فلا بد من إشباعه ست حركات كما هو مذهبه فى المد المنفصل.
الفائدة الرابعة: هذه الأحكام التى ذكرتها لقالون، وورش فى ميم الجمع إنما هى فى حال وصلها بما بعدها. أما عند الوقف عليها فلا خلاف بين قالون، وورش فى إسكانها، والله تعالى أعلم.
…
سورة البقرة [
29]
ص- ويخدعون اقرأه مثل الأوّل
…
وضمّ يكذبون وافتح ثقّل
ش- أمرت القارئ أن يقرأ قوله تعالى «وما يخادعون إلّا أنفسهم» مثل الحرف الأول وهو «يُخادِعُونَ اللَّهَ» أعنى بضم الياء، وفتح الخاء، وألف بعدها، وكسر الدال، وأن يضم الياء، ويفتح الكاف، ويثقل الذال فى لفظ «يَكْذِبُونَ» ، وقد أطلقت هذين الحكمين، ولم أسندهما لأحد الراويين فيعلم منه اتفاقهما عليهما، وهكذا كل حكم مطلق- كما سبق شرح ذلك فى الخطبة.
ص- سكّن لعيسى هاء هو هى بعد فا
…
أو واو أو لام وثمّ هو اعرفا
ش- أمرته أن يسكن لعيسى- وهو قالون- هاء لفظ هو ضمير المذكر المنفصل المرفوع، وهاء لفظ هى ضمير المؤنث المنفصل المرفوع، إذا وقع كل منهما بعد فاء، أو واو، أو لام زائدة فى جميع القرآن الكريم نحو «فَهُوَ وَلِيُّهُمُ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ» ، ونحو «فَهِيَ خاوِيَةٌ، وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ، لَهِيَ الْحَيَوانُ» ، وقولى:«زائدة» احتراز عن اللام الأصلية نحو «لهو الحديث» إلا «لعب ولهو» ، فهى ساكنة لجميع القراء لأنها ليست هاء، وهو الضمير، كذلك
يسكن قالون هاء لفظ «هو» الواقع بعد «ثمّ» فى قوله تعالى فى سورة القصص «ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ» ولا نظير له فى القرآن الكريم. وفهم من نسبة الإسكان لقالون أن ورشا لا يسكن بل يقرأ بالضم فى هاء «هو» ، وبالكسر فى هاء «هى» حيث وقعا فى القرآن الكريم.
ص- نغفر كالاعراف فضمّ وافتحا
…
لنافع ذكّر هنا قد وضحا
أنّث فى الاعراف وبالهمز اقرا
…
باب النّبىّ مع هزوا وكفؤا
ش- وقع لفظ نغفر فى سورة البقرة فى قوله تعالى «يغفر لكم خطاياكم» ، وفى سورة الأعراف فى قوله تعالى:«تغفر لكم خطيئاتكم» ، وقد أمرت القارئ أن يضم الحرف الأول فى الموضعين- ويفتح الحرف الثالث فيهما. لنافع، وأن يذكر فى موضع البقرة، ويؤنث فى موضع الأعراف فيقرأ فى موضع البقرة بالتذكير أى بالياء مع ضمها وفتح الفاء، وفى موضع الأعراف بالتأنيث أى بالتاء مع ضمها وفتح الفاء أيضا، ثم أمرته أن يقرأ بالهمز «باب النبى» ، وهو كل ما أتى من لفظه سواء كان مفردا، نحو «نبىء، والنّبئ» ، أم مجموعا نحو «الأنبئاء، والنّبيئون، والنّبيئين» ، وكذا لفظ «النّبوءة» ، ويقرأ بالهمز أيضا لفظ «هزوا» حيث وقع فى القرآن الكريم وصلا ووقفا نحو «وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً» ولفظ «كُفُّوا» قد وقع فى قوله تعالى «وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» ، ولا يخفى أن المد فى «النّبيئون، والنّبيئين، والنّبوءة» من قبيل المتصل فيمد كل حسب مذهبه، ولا يخفى ما فيه من البدل.
ص- فى للنّبىّ إن لعيسى أبدلا
…
كذا الّتى قبل إلّا واصلا
ش- خالف قالون أصله فى همز «النبى» ، فقرأ بإبدال الهمز ياء مع إدغام الياء التى قبلها فيها فى موضعين:
الأول: قوله تعالى: «إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرادَ» .
الثانى: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا» كلاهما فى سورة الأحزاب.
وهذا الحكم إنما هو فى حال الوصل فقط وهذا معنى قولى «واصلا» ، وأما فى حال الوقف فيقرأ بالهمز على أصل مذهبه.
واقتصرت فى النظم على الأمر بالإبدال دون الإدغام اعتمادا على ما هو مقرر من أنه إذا اجتمع فى كلمة ياءان، وكانت الأولى ساكنة، والثانية متحركة فلا بد من إدغام الأولى فى الثانية.
ص- والصّابئين الصّابئون فاحذف
…
همزته كذا يضاهون اقتف
ش- أمرت بحذف الهمزة من هذه الألفاظ الثلاثة:
الأول: «الصّابئين» وقد ذكر فى موضعين. الأول فى سورة البقرة فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والنّصارى والصّابين الثانى: فى سورة الحج فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابين.
فيقرأ هذا اللفظ هكذا «الصّابين» «كالدّاعين» .
الثانى: «الصّابئون» ، وهو فى سورة المائدة فى قوله تعالى: إنّ الّذين آمنوا والّذين هادوا والصّابون وفى هذا اللفظ تضم الياء مع حذف الهمزة فيقرأ هكذا، «الصّابون» ، نحو «الدّاعون» .
الثالث: «يضاهئون» ، وهو فى سورة التوبة فى قوله تعالى: يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ، وفى هذا اللفظ تضم الهاء مع حذف الهمزة فيقرأ هكذا «يضاهون» مثل «يراعون» ، وقولى:«اقتف» من الاقتفاء، وهو تتبع الأثر أى تتبع قراءة نافع وسر على نهجه فيها.
ص- وظا تظاهرون مع تظاهرا
…
شدّد خطيئته جمعه جرى
ش- أمرت بتشديد الظاء فى «تظّاهرون» فى قوله تعالى فى هذه السورة تظّاهرون عليهم بالاثم والعدوان وفى «تظاهرا» ، وهو فى سورة التحريم فى قوله تعالى وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ، ثم أخبرت أن لفظ «خطيئته» ، جمعه جرى فى قراءة نافع أعنى قرأه نافع [خطيئاته] بالجمع، وجمعه يكون بمد الهمزة، وحينئذ يكون مدها من قبيل البدل فلورش فيه الثلاثة المعروفة، وقدمت لفظ «تظاهرون» على «خطيئته» فى الذكر لضرورة النظم.
ص- فى تعملون الغيب ميكال زد
…
همزا بكسر واتل تسأل ترشد
ش- أخبرت أن الغيب ثابت فى لفظ «تعملون» فى قراءة نافع، والمراد به قوله تعالى «وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ» الذى بعده «أُولئِكَ الَّذِينَ» ، والدليل على هذا المراد ذكرى له بعد «تظاهرون» ، وقبل «ميكال» فكأننى قلت: الغيب ثابت فى لفظ «تعملون» الواقع عقب لفظ «تظّاهرون» ، وقبل لفظ «ميكال» فتعين أن يكون هو المراد.
ثم أمرت بزيادة همز مكسور بعد الألف فى لفظ «ميكال» ، فيقرأ هكذا «ميكائل» ، وحينئذ يكون مد الألف من قبيل المد المتصل فيمده كل من قالون وورش حسب مذهبه. وأخيرا أمرت أن يقرأ لفظ «تسأل» فى قوله تعالى «وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ» بفتح التاء، وجزم اللام، كما لفظت به فى البيت، وهذا أول المواضع التى اكتفيت فيها بلفظ القراءة عن ذكر قيودها.
ص- واتّخذوا افتح قل وأوصى قد ورد
…
وأم تقولون بغيب اعتمد
ش- أمرت بفتح الخاء من قوله تعالى وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى، وبأن يقرأ قوله تعالى «وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ» هكذا .. «وأوصى» بزيادة همزة مفتوحة بين الواوين مع إسكان الواو الثانية، وتخفيف الصاد، وأخبرت بأن قوله تعالى «أم يقولون إنّ إبراهيم» اعتمد نافع قراءته بياء الغيب.
ص- خاطب يرى خطوات سكّن مع شغل
…
والاذن أذن أكلها مع الأكل
أكل وأكله وضمّ نكرا
…
كلا وعقبا وكذاك نذرا
لنافع وورشهم قدرا
…
فى قربة لّهم كما قد ذكرا
ش- أمرت أن يقرأ «يرى» بتاء الخطاب فى قوله تعالى ولو ترى الّذين ظلموا ثم أمرت بتسكين الطاء فى لفظ «خطوات» حيث نزل فى القرآن الكريم نحو وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ، وتسكين الغين فى لفظ «شغل» فى سورة يس فى قوله تعالى إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ، وتسكين الذال فى لفظ «أذن» ، كيف وقع فى القرآن الكريم سواء كان مجردا من لام التعريف، وقد وقع فى ثلاثة مواضع الأول، والثانى فى سورة التوبة فى قوله تعالى: وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ
«لكم،» والثالث فى الحاقة فى قوله تعالى وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ، أم كان مقرونا بها وهو فى موضعين فى سورة المائدة فى قوله تعالى وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ، وسواء كان مفردا كما ذكر، أم مثنى، وهو فى سورة لقمان فى قوله تعالى «كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً» وتسكين الكاف من لفظ «أكل» حيث وقع فى القرآن الكريم سواء كان مقرونا بضمير المؤنث، وهو فى أربعة مواضع: الأول فى البقرة «فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ» ، الثانى فى الرعد «أكلها دائم» ، الثالث فى إبراهيم «تؤتى أكلها» ، والرابع فى الكهف «آتت اكلها» ، أم كان مقرونا بضمير المذكر، وهو فى الأنعام «مختلفا اكله» ، أم كان مقرونا بلام التعريف، وهو فى الرعد «وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ» ، أم كان مجردا من كل ما ذكر وهو فى سبأ «ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ» ، ثم أمرت القارئ أن يضم الكاف فى «نكرا» فى كل مواضعه وهى ثلاثة:، ثنتان فى الكهف «لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً» «فَيُعَذِّبُهُ عَذاباً نُكْراً» ، وموضع فى الطلاق، «وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً» ، وأن يضم القاف فى «عقبا» فى سورة الكهف «وخير عقبا» ، وأن يضم الذال فى «نذرا» فى المرسلات «أو نذرا» وهذا كله لنافع من الروايتين عنه.
ثم أخبرت أن ورشا قد ضم الراء فى لفظ «قربة» فى قوله تعالى «أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ» .
ص- وأوّلا من ساكنين فاضمما
…
لثالث ضمّ لزوما فاعلما
نحو أو انقص وكذا أن اقتلوا
…
محظورا انظر ومنيب ادخلوا
ش- إذا اجتمع ساكنان فى كلمتين، وكان الساكن الأول فى آخر الكلمة الأولى، والثانى فى الكلمة الثانية، وكان أول الكلمة الثانية همزة وصل تضم عند الابتداء، وكان الحرف الثالث فى هذه الكلمة مضمومة ضمة لازمة.
فنافع يحرك الساكن الأول بالضم لأجل ضم الحرف الثالث فى الكلمة الثانية، كراهة الانتقال من كسر إلى ضم، ولا اعتداد بالحرف الساكن بينهما لأنه حاجز غير حصين نظرا لسكونه، ولأن تحريك هذا الساكن بالضم يدل على حركة همزة الوصل التى حذفت فى الدّرج [الوصل] وهى الضمة، وذلك نحو «أو انقص، أن اقتلوا، محظور انظر،
منيب ادخلوها».
فالساكن الأول فى المثال الأول واو «أو» ، وفى المثال الثانى نون «أن» ، وفى المثال الثالث تنوين «محظورا» ، وفى المثال الرابع تنوين «منيب» .
والساكن الثانى فى المثال الأول النون فى «انقص» ، وفى المثال الثانى القاف فى «اقتلوا» ، وفى المثال الثالث النون فى «انظر» ، وفى المثال الرابع الدال فى «ادخلوها» .
وأول الكلمة الثانية فى كل مثال من الأمثلة المذكورة همزة وصل تضم عند الابتداء، والحرف الثالث فى الكلمة الثانية من هذه الأمثلة مضموم ضما لازما.
ومثل هذه الأمثلة: قل ادعوا، وقالت اخرج، وأن احكم، وأن اغدوا، فمن اضطرّ، ولقد استهزئ، وعذاب اركض، متشابه انظروا»، ويؤخذ من هذه الأمثلة أنه لا فرق فى الكلمة الثانية بين أن تكون فعل أمر، أو تكون فعلا ماضيا.
وهذا معنى قولى: «وأولا من ساكنين فاضمما. لثالث ضمّ لزوما» أى: اضمم الساكن الأول من الساكنين لأجل الحرف الثالث المضموم ضمة لازمة.
ويؤخذ من الضابط المذكور أن الساكن الأول لا يضم إلا بشرطين:
الأول: أن يكون الساكن الثانى فى كلمة مبدوءة بهمزة وصل تضم عند الابتداء بها.
الثانى: أن يكون الحرف الثالث من هذه الكلمة مضموما ضما لازما.
ومحترز الشرط الأول أن الساكن الثانى إذا كان فى كلمة مبدوءة بهمزة وصل لا تضم فى الابتداء، فلا يضم الساكن الأول، وإن كان الحرف الثالث فى هذه الكلمة مضموما ضما لازما. نحو:«قل الرّوح من امر ربّى، إن الحكم إلّا لله، غُلِبَتِ الرُّومُ، كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ، بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ» . فهمزة الوصل فى هذه الأمثلة تفتح فى الابتداء كما هو معلوم.
ومحترز الشرط الثانى أن الحرف الثالث فى الكلمة الثانية إذا كان مضموما ضما عارضا لا يضم الساكن الأول. نحو: «إن امرؤ» فإن ضمة الراء عارضة لأنها جاءت تبعا لضم الهمزة. فلو فتحت الهمزة نحو: «إن امرأ» لفتحت الراء، ولو
كسرت الهمزة لكسرت الراء نحو: «لكلّ امرئ» ، ونحو:«أن امشوا» فإن ضمة الشين عارضة لأن الأصل «امشيوا» كما هو مقرر، ولكون ضمة الراء فى «امرئ» ، وضمة الشين فى «امشوا» عارضة يبتدأ فيهما بهمزة الوصل مكسورة.
وقال بعض المحققين: إن الشرط الأول كاف وحده، ولا حاجة إلى الثانى لأنه إذا تحقق الشرط الأول أخرج «قل الرّوح» ، وما أشبهه من الأمثلة السابقة لفتح همزة الوصل فيها. وأخرج «إن امرؤ. وأن امشوا» ونحوهما لكسر همزة الوصل فيهما وأشباههما. وحينئذ لا يضم الساكن الأول فى كل ما ذكر.
وممن جنح إلى الاكتفاء بالشرط الأول ولم يعرج على الشرط الثانى الإمام مكى ابن أبى طالب، حيث قال: اختلفوا فى الساكنين إذا اجتمعا من كلمتين، وكانت الألف التى تدخل على الساكن الثانى فى الابتداء تبتدأ بالضم. انتهى.
ص- والبرّ أن فارفع ولكن خفّفا
…
وبعد فارفع فيهما لتنصفا
ش- أمرت برفع الراء فى لفظ «البر» الذى بعده «أن» وهو في قوله تعالى:
«لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ» ، وأمر بتخفيف النون من «ولكن» ، ورفع لفظ «البر» بعده فى الموضعين «وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى» ، ولا يخفى أنه يلزم مع التخفيف كسر النون فى الموضعين تخلصا من التقاء الساكنين.
ص- وفدية دع نونها ثمّ اجررا
…
طعام مسكين يجمع اذكرا
مع حذف تنوين ونونه افتحا
…
وبا البيوت كيف جا كسر تصلحا
ش- أمرت بترك تنوين كلمة «ففدية» وجر ميم كلمة «طعام» بعدها على الإضافة، ثم أمرت بجمع لفظ «مساكين» أى بفتح ميمه وسينه مع ألف بعدها، وفتح النون مع حذف تنوينها. [هكذا «ففدية طعام مساكين»].
وأخيرا أمرت بكسر باء لفظ «البيوت» حيث نزل، وكيف أتى فى القرآن الكريم، سواء كان محلّى بلام التعريف نحو:«وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها» ، أم مجردا منها، والمجرد منها تارة يكون نكرة منصوبة نحو «فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً» ، أو مجرورة نحو «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ» ، وتارة يكون معرفة بالإضافة نحو «بيوتكم. وبيوتهنّ. وبيوت النّبيء» .
وهذا الحكم، وهو كسر باء «بيوت» فى جميع مواضعه مختص بقالون، كما ذكرت ذلك أول البيت الآتى:
ويفهم من إسناد هذا الحكم لقالون أن ورشا يوافق حفصا فى قراءته بضم الباء فى جميع مواضعه.
ص- وذا لقالون وفى السّلم افتحا
…
حتّى يقول رفعه قد صحّحا
كذا وصيّة يضاعفه كلا
…
قدره اسكن داله معا حلا
ش- أمر الناظم- عفا الله عنه- بفتح سين «السلم» هنا، وهو فى قوله تعالى «ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً» ، ثم أخبر أن رفع اللام فى لفظ «يقول» فى قوله تعالى «حَتَّى يَقُولَ
الرَّسُولُ»
قد صحّح، وأثبت عن نافع، كذلك ثبت عنه رفع التاء فى كلمة «وصية» فى قوله تعالى «وصيّة لأزواجهم» ، ورفع الفاء فى «فيضاعفه له أضعافا كثيرة» هنا، وفى سورة الحديد فى قوله تعالى:«فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ» .
وهذا معنى قولى: كلا، أى كلا الموضعين، ثم أمر بإسكان دال «قدره» فى الموضعين معا، وهما «على الموسع قدره وعلى المقتر قدره» .
ص- ويبسط الصّاد وفى الأعراف
…
فى الخلق بسطة بلا إسفاف
ش- ثبتت الصاد [بدلا عن السين] فى قراءة نافع هنا فى قوله تعالى «وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ» ، وفى سورة الأعراف «وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً» .
ص- عسيتم اكسر سينه حيث وقع
…
غرفة افتح غينه لتتّبع
ش- أمر بكسر سين لفظ «عسيتم» مطلقا وهو فى موضعين:
هنا فى قوله تعالى: «قال هل عسيتموا إن كتب عليكم القتال» .
وفى سورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى: «فهل عسيتموا إن تولّيتم» .
ثم أمر بفتح غين «غرفة» فى قوله تعالى: «إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ» ، ومعنى «لتتبع» لتكون مقتدى به متبوعا.
ص- واقرأ دفاع فيهما ثمّ امددا
…
وصلا أنا لنافع قد أسندا
قبيل فتح همز أو ضمّ وإن
…
قبيل كسر الهمز خلف قد زكن
ش- أمر أن يقرأ «دفاع» - كما لفظ به- بكسر الدال، وفتح الفاء، وبعدها ألف بدلا من «دفع» فى موضعين: الأول هنا فى قوله تعالى «ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لفسدت الارض» ، الثانى فى الحج فى قوله تعالى «ولولا دفاع الله النّاس بعضهم ببعض لّهدّمت صوامع- الآية» .
ثم أمر بمد لفظ «أنا» أى بإثبات ألفه فى حال الوصل لنافع، إذا وقع هذا اللفظ قبل همزة قطع مفتوحة، أو مضمومة. وقد وقع قبل همزة قطع مفتوحة فى عشرة مواضع:
الأول: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ» بالأنعام.
الثانى: «وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» بالأعراف.
الثالث: «أَنَا أَخُوكَ» بيوسف.
الرابع، والخامس:«أنا أكثر» ، و «أنا أقلّ» كلاهما بالكهف.
السادس، والسابع:«أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك» ، و «أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك» كلاهما بالنمل.
الثامن: «وأنا أدعوكموا إلى العزيز الغفّار» بغافر.
التاسع: «فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ» فى الزخرف.
العاشر: «وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ» بالممتحنة.
ووقع قبل همزة قطع مضمومة فى موضعين. (قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) بالبقرة، (أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ) بيوسف.
ثم ذكرت أن هذا اللفظ «أنا» إذا وقع قبل همزة قطع مكسورة فيه خلف لقالون وحده؛ فروى عنه إثبات ألفه وصلا، وروى عنه حذفها وصلا أيضا، والوجهان عنه صحيحان مقروء بهما له، وقد وقع ذلك فى ثلاثة مواضع:
الأول: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) بالأعراف.
الثانى: (إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) بالشعراء.
الثالث: (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) بالأحقاف.
وفهم من جواز إثبات الألف لقالون وحده فيما بعده همزة قطع مكسورة (1) أن ورشا لا يثبت الألف فيه وصلا.
ولا يخف أنه يترتب على إثبات الألف وصلا أن يكون المد فيه من قبيل المنفصل فيمد ورش ما بعده همزة قطع مفتوحة، أو مضمومة مدا مشبعا ست حركات كما هو مذهبه فى المد المنفصل، ويمد قالون ما بعده همزة قطع مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة حركتين، أو أربعا على أصل مذهبه فى المد المنفصل.
أما إذا وقع بعده حرف آخر غير همزة القطع فقد اتفق قالون، وورش على حذف ألفه وصلا. نحو:«إِنَّما أَنَا نَذِيرٌ. عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي. وَلا أَنا عابِدٌ» هذا حكم هذا اللفظ وصلا، وأما حكمه وقفا فلا خلاف بين القراء العشرة فى إثبات ألفه عند الوقف عليه، والله أعلم.
ص- وذا لعيسى وحده، واقرأ برا
…
ننشزها اضمم ربوة معا جرى
ش- أمر بقراءة «ننشرها» براء مهملة [غير منقوطة] فى مكان الزاى المعجمة [فى «ننشزها»]، ثم أمر بضم راء «ربوة» فى الموضعين معا:
الأول: هنا وهو «كمثل جنّة بربوة» .
والثانى: فى المؤمنين «وآويناهما إلى ربوة» .
ص- معا نعمّا أخف كسر العين
…
أو أسكننّها بدون مين
ش- خيرت القارئ أن يخفى كسر عين «نعم» فى الموضعين (فنعمّا هى) هنا (إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ) بالنساء، أو يسكن العين، وهذان الوجهان لقالون وحده [كما أشار الناظم فى أول البيت التالى]، وإخفاء الكسرة عبارة عن: النطق بها بسرعة حتى يذهب شىء منها بشرط أن يكون الثابت منها أكثر من الذاهب، وقدّر بعضهم الثابت من الحركة بثلثيها، والذاهب بالثلث، ولا يحكم ذلك ويضبطه إلا المشافهة، والاختلاس عند القراء مرادف للإخفاء، فمعناهما واحد، ولذلك عبر
بعض المصنفين فى القراءات فى هذا الموضوع بالاختلاس بدلا من الإخفاء، والكل صحيح، وفهم من نسبة هذين الوجهين لقالون أن ورشا يقرأ بإتمام حركة العين وهى الكسرة فى الموضعين فيوافق فى القراءة فيها حفصا- والمين- الكذب.
ص- وذا لعيسى، واجز من نكفّر
…
مع نونه وتحسب السّين اكسروا
حيث أتى مستقبلا وميسرة
…
وضمّ سينه تكن ذا تبصره
ش- أمرت بجزم راء «نكفر» مع قراءته بالنون بدلا من الياء فى قوله تعالى:
«ونكفّر عنكم» ، وبكسر سين. «يحسب» فعلا مضارعا حيث ورد فى القرآن الكريم. سواء افتتح بالياء، أم بالتاء، وسواء اتصل به ضمير، أم تجرد عنه نحو:
ثم أمرت بضم سين «ميسرة» وهو فى قوله تعالى: (فنظرة الى ميسرة).
ص- تصدّقوا اشدد صاده ثمّ ارفعا
…
حاضرة كذا تجارة معا
واجزم فيغفر ويعذّب وهنا
…
لأحرف الخلاف تمّ جمعنا
ش- أمرت بتشديد الصاد فى قوله تعالى: (وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ)، وبرفع التاءين فى «تجارة حاضرة» هنا فى قوله تعالى:(إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ)، ورفع تاء «تجارة» فى سورة النساء فى قوله تعالى:(إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ).
ثم أمرت بجزم الراء والباء فى قوله تعالى فى هذه السورة: (فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ)، وقد سبق فى باب الإدغام أن قالون يدغم باء «يعذب» فى ميم من، وأن ورشا يظهرها، وقد كمل جمعى للكلمات التى وقع فيها الخلاف بين نافع وحفص، وبين قالون وورش فى هذه السورة مع بيان حكمها، والله الموفق.
***