الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانى: أن يكون منفصلا بأن يكون آخر كلمة والهمز أول الكلمة الأخرى.
الثالث: أن يكون قبل الهمز لا بعده.
الرابع: ألا يكون حرف مد.
[محترزات شروط النقل لورش]
وقد ذكرت الشرط الأول بقولى: «لساكن» واحترزت به عن المتحرك نحو:
«فنتّبع آياتك» فلا ينقل إليه.
وذكرت الشرط الثانى بقولى: «منفصل» ، واحترزت به عن الساكن المتصل بأن يكون هو، والهمز فى كلمة واحدة: نحو: «القرآن، مسئولا» فلا ينقل إليه.
وذكرت الشرط الثالث بقولى: «قبل» واحترزت به من أن يكون بعد الهمز نحو: «الله أعلم» فلا ينقل إليه.
وذكرت الشرط الرابع بقولى: «سوى حروف مد» ، واحترزت به عن حروف المد الثلاثة نحو:«يأيّها، قولوا آمنّا، وفى أنفسكم (1) فلا ينقل إلى شىء منها؛ فإذا توفرت هذه الشروط الأربعة نقل ورش حركة الهمزة إلى ما قبلها، وحذف الهمزة سواء كان المنقول إليه تنوينا نحو: «كفوا أحد، ومتاع الى، يوم اجّلت» . أم تاء تأنيث نحو: قالت اولاهم. أم حرف لين نحو: «تعالوا اتل، ذواتى اكل» . أم لام تعريف نحو: الآخرة (2)، الاولى، الايمان. أم غير ذلك نحو: قد افلح، الم احسب النّاس (3).
ثم ذكرت ما وقع الخلاف لورش فى النقل إليه، وعدم النقل إليه بقولى: وها كتابيه سكونه أسد (4). أعنى أنه ورد عن ورش خلاف فى نقل حركة همزة كتابيه:
فروى الجمهور عنه إسكان الهاء، وترك نقل حركة همزة «إنّى» إليها، وهذا هو
(1) ويدخل فيها ميم الجمع لأن مذهب ورش صلتها بواو.
(2)
صح النقل إليها وإن اتصلت بمدخولها لفظا ورسما لانفصالها عنه معنى لأنها من حروف المعانى مثل «قد، وهل» .
(3)
له مع النقل المد، والقصر [فى المد اللازم الحرفى] نظرا للأصل واعتدادا بعارض النقل.
(4)
ولعل تعبيره بقوله «سكونه أسد» أن هذا الوجه قوىّ قوة الأسد فى مملكته .. مصححه
الأصح المختار وإليه الإشارة بقولى: سكونه أسد، وروى آخرون عنه النقل إليها كسائر الباب، والوجهان مقروء بهما، والأول هو المقدم فى الأداء، وسبب هذا الخلاف: أن الهاء فى «كتابيه» هاء سكت، وهى لا تثبت إلا فى الوقف، لبيان حركة الحرف الموقوف عليه، وإثباتها فى الوصل لثبوتها فى المصحف بنية الوقف، فمن ترك النقل إليها رأى أن إثباتها فى الوصل إنما هو بنية الوقف فلم يعتد بها، ومن نقل إليها جعلها كاللازمة لإثباتها فى الرسم فاعتد بها.
«فائدة» ورد عن القراء العشرة خلاف فى هاء «ماليه» .
فروى جمهور أهل الأداء عنهم إظهارها [ماليه هلك]، وروى البعض عنهم [ماليه هّلك] إدغامها فى هاء «هلك» [حالة الوصل] وسبب الخلاف فى هذين الوجهين: هو سبب الخلاف فى النقل إلى هاء «كتابيه» ، وعدم النقل إليها. لأن هاء «ماليه» هاء سكت كهاء «كتابيه» ، فمن أظهرها ولم يدغمها فى هاء «هلك» رأى أن إثباتها فى الوصل إنما هو بنية الوقف فلم يعتد بها. ومن أدغمها فى هاء «هلك» جعلها كاللازمة لكونها ثابتة فى الرسم فاعتد بها، والوجهان مقروء بهما لجميع القراء، والإظهار هو المقدم فى الأداء.
إذا علمت هذا فاعلم أن من أسكن هاء «كتابيه» ، ولم ينقل إليها حركة الهمزة أظهر هاء «ماليه» ، ومن نقل حركة الهمزة إلى هاء «كتابيه» أدغم هاء «ماليه» فى هاء «هلك» ؛ فالوجهان لورش فى هاء «ماليه» مفرّعان على الوجهين له فى هاء «كتابيه» فالإظهار مفرع على عدم النقل، والإدغام مفرع على النقل.
والمراد بالإظهار هنا أن يسكت القارئ على الهاء فى «ماليه» سكتة لطيفة من غير تنفس فى حال الوصل.
ص- والبدء فى النّقل بهمز الوصل
…
أفضل لاستناده للأصل
ش- إذا نقلت حركة الهمزة إلى لام التعريف فتحركت اللام بحركة الهمزة نحو: «الارض» ثم أردت الابتداء بهذه الكلمة فلك فى الابتداء بها وجهان:
الأول: الابتداء بهمزة الوصل نظرا لسكون اللام الأصلى. وعدم الاعتداد بحركة اللام العارضة لها بسبب النقل فتقول: «الأرض» .
الوجه الثانى: الابتداء باللام وحدها من غير همزة الوصل. اعتدادا بحركة اللام وإن كانت عارضة فتقول: «لارض» . والوجهان صحيحان مقروء بهما، وإن كان الأول أفضل لاستناده إلى الأصل وهو سكون اللام.
فإذا كان فى الكلمة بدل مثل «الآخرة، الأولى، الايمان» ، ونظرنا إلى الأصل وهو سكون اللام ولم نعتد بالعارض وهو حركتها فابتدأنا بهمزة الوصل لورش أتينا له بثلاثة أوجه فى البدل: القصر، والتوسط، والمد على أصله فى مد البدل.
وإذا اعتددنا بالعارض وهو حركة اللام، وابتدأنا باللام وحدها فى نحو ما ذكر لورش لم نأت له إلا بالقصر لأننا لما اعتددنا بحركة اللام صارت كأنها أصلية وكأن الكلمة خالية من الهمز. فحينئذ لا يجوز توسط، ولا مد.
ص- وقد رووا عن نافع منقولا
…
ردءا وآلآن وعادا الأولى
ش- روى الرواة- وأجلهم قالون، وورش- عن نافع النقل فى «ردءا» بسورة القصص فى قوله تعالى «ردا يصدّقنى» ، و «ءآلئن» فى موضعى يونس فى قوله «ءآلئن» وقد كنتم» وقوله «ءآلئن وقد عصيت» ، و «عادا الأولى» فى سورة النجم فى قوله تعالى وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى فنقل فى «ردءا» حركة الهمزة المفتوحة إلى الدال وحذف الهمزة، فإذا وقف أبدل التنوين ألفا [«هكذا «ردا»]، ونقل فى «عادا الأولى» حركة الهمزة المضمومة إلى اللام، وأسقط الهمزة، وأدغم تنوين «عادا» فى لام «الأولى» .
ولم أنبه فى النظم على الإدغام لأنه معلوم من قواعد التجويد. ونقل فى «ءآلئن» حركة الهمزة المفتوحة إلى اللام، وحذف الهمزة. وقد أشبعت الكلام على هذه الكلمة:، وبينت ما فيها من الأوجه وصلا، ووقفا لكل من قالون وورش فى باب المد والقصر فارجع إليه.
وقد جاء ورش على أصله فى نقل «ءآلئن وعادا الأولى» ، وخالف أصله فى نقل «ردءا» ، لأنه لا ينقل فى الكلمة الواحدة كما سبق. وأما قالون فخالف أصله فى الكلمات الثلاث، إذ أن أصله عدم النقل مطلقا.
وأتيت فى النظم بلفظ «ءآلئن» ممدودا على الاستفهام ليعلم أن المراد به خصوص ما فى يونس من الموضعين.
و «ردءا» مفعول رووا، «ءآلئن، وعادا الأولى» معطوفان عليه، ومنقولا حال من المفعول متقدمة عليه، والتقدير روى الرواة عن نافع «ردءا وءالئن، وعادا الأولى» حال كون ما ذكر منقول الحركة- والله أعلم.
ص- واقرأ لقالون بهمز ساكن
…
مكان واو مطلقا وأتقن
وقل الؤلى بادئا أو لؤلى
…
لكنّ بدأه كحفص أولى
ش- أمرت- فى البيت الأول- القارئ أن يقرأ لقالون لفظ «الأولى» بهمزة ساكنة فى مكان الواو مطلقا سواء وصل «عادا بالأولى» ، أم وقف على «عادا» ، وابتدأ ب «الأولى»
فيقول «عادا لّؤلى» .
وأمرت فى البيت الثانى القارئ أن يقول فى حال بدئه بها «الؤلى» بإثبات همزة الوصل المفتوحة، وبعدها لام مضمومة، وبعد اللام همزة ساكنة بدلا من الواو.
أو يقول «لؤلى» كهذا الوجه ولكن مع حذف همزة الوصل.
وله وجه ثالث عند الابتداء بها وهو أن يقول «الأولى» بإثبات همزة الوصل المفتوحة وبعدها لام ساكنة وبعد اللام همزة مضمومة، وبعدها واو مدية ساكنة كما يبدأ حفص، وهذا الوجه أولى الأوجه الثلاثة وأحسنها، وهو الذى عنيته بقولى: لكن بدأه كحفص أولى.
والخلاصة: أن قالون إذا وصل «عادا» ب «الأولى» يقرأ بلام مضمومة، وبعدها همزة ساكنة مع إدغام تنوين «عادا» فى لام «الأولى» ، فإذا وقف على «عادا» وابتدأ ب «الأولى» فله فى الابتداء بها الثلاثة الأوجه السابقة.
وفهم من نسبة الهمز لقالون أن ورشا لا يهمز، وله فى الابتداء ب «الأولى» وجهان:
الأول «الولى» بهمزة مفتوحة ولام مضمومة، وبعدها واو مدية.
الثانى «لولى» بلام مضمومة، وبعدها واو مدية، وعلى الوجه الأول يجوز له فى البدل المغير بالنقل: القصر، والتوسط، والمد، وعلى الوجه الثانى لا يجوز له فى البدل إلا القصر.