الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما الكلمات الأربع وهى: «يؤده، نؤته، نوله، نصله» ؛ فلا داعى لذكرها لموافقة ورش حفصا فى قراءتها بالصلة.
وأقول: إننى خالفت الاصطلاح السابق لحكمة وهى أننى لو اقتصرت على بيان مذهب ورش فى الكلمات الثلاث السابقة فحسب لتوهم القارئ أن ورشا لا يصل الهاء إلا فى
هذه الكلمات الثلاث، لأن الاقتصار فى مقام البيان يفيد الحصر، فدفعا لهذا الوهم الخاطئ بينت مذهب ورش فى الكلمات السبع كلها.
ص- وقاف يتّقه لنافع كسر
…
والهاء فى فيه مهانا قد قصر
ش- أخبر أن قاف «يتّقه» فى قوله تعالى فى سورة النور: وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ كسر لنافع، وأن هاء «فيه» من قوله تعالى فى سورة الفرقان: وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً قصر لنافع أيضا.
ص- هاء عليه الله عنه فاكسرا
…
كهاء أنسانيه فاحفظ واذكرا
ش- أمر بكسر هاء «عليه» فى سورة الفتح فى قوله تعالى: وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ الآية عن نافع، ولا بدّ من ترقيق لام لفظ الجلالة حينئذ ككسر هاء أَنْسانِيهُ فى سورة الكهف فى قوله تعالى: وَما أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ الآية عن نافع أيضا، وقوله:«فاحفظ واذكرا» تكملة للبيت أى احفظ ما آمرك به من هذه الأحكام، واذكره لغيرك ممن يريد تعلمه ومعرفته، والله تعالى أعلم.
…
باب المد والقصر [
7]
المد لغة الزيادة، واصطلاحا إطالة الصوت بحرف من حروف المد، واللين الثلاثة التى هى الألف، ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، أو بحرف من حرفى اللين فقط، وهما الواو الساكنة المفتوح ما قبلها، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها، ولا يتحقق هذا المد إلا إذا وجد سببه، وسببه إما همز أو سكون، والهمز قد يوجد بعد حرف من
حروف المد واللين المتقدمة، وقد يوجد قبله، فإن وجد بعده، واجتمع معه فى كلمة واحدة سمّى المد حينئذ مدّا متصلا نحو:«جاء، يضيء، قروء» ، وإن وجد بعده وكان حرف المد فى آخر كلمة، والهمز فى أول الكلمة التالية سمى المد حينئذ مدا منفصلا، نحو «يأيّها، قوا أنفسكم، وفى أنفسكم» ، فإن وجد الهمز قبل حرف من حروف المد واللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد بدل نحو ءامنوا، أوتوا، إيمانا، وإذا تحقق الهمز بعد حرف من حرفى اللين فى كلمة واحدة سمى المد حينئذ مد لين، نحو: سوأة، شيئا، والقصر لغة الحبس، واصطلاحا إثبات حرف المد واللين أو حرف اللين فقط من غير زيادة عليهما.
وللمد إطلاق آخر وهو إثبات حرف مد فى الكلمة كقولى فى سورة الزخرف:
«أسورة فافتح ومدّ» أى افتح السين وأوجد حرف مد بعدها، وللقصر إطلاق آخر أيضا وهو حذف حرف مد من الكلمة كقولى فى سورة الشعراء:«وحاذرون فارهين فاقصرا» أى احذف حرف المد الواقع بعد الحاء فى «حاذرون» ، وبعد الفاء فى «فارهين» .
ص- واقصر لقالون ووسّط ما انفصل
…
بأربع ووسّط ما اتّصل
أشبعهما ستا لورش والبدل
…
مدّ له واقصر ووسّط حيث حل
ش- خيرت القارئ أن يقصر، أو يوسط المد المنفصل لقالون، وبينت مقدار التوسط بقولى «بأربع» أى بأربع حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، ثم أمرته أن يوسط المد المتصل بالمقدار السابق أيضا، ولم أبين مقدار القصر وهو حركتان لوضوحه، واقتصرت فى مقدار التوسط على الأربع تبعا لكثير من المحققين الذين ذهبوا إلى أن للمد مرتبتين فحسب، طولى: لورش وحمزة، ووسطى لغيرهما، وثبت أن إمامنا الشاطبى رضى الله عنه كان يقرئ بالمرتبتين فقط.
ثم أمرت القارئ أن يشبع المدين المنفصل والمتصل لورش وبينت مقدار الإشباع بقولى «ستّا» أى ست حركات بحركة الأصبع قبضا أو بسطا، كما تقدم.
والخلاصة أن لقالون وجهين فى المد المنفصل وهما القصر والتوسط، ووجها
واحدا فى المتصل وهو التوسط، وأن لورش وجها واحدا فى المدين المنفصل والمتصل وهو الإشباع ست حركات.
ولما ذكرت حكم المدين المنفصل والمتصل ذكرت حكم مد البدل- وقد عرفته فيما سبق- فخيرت القارئ أن يمده لورش، أو يقصره، أو يوسطه حيث وقع سواء كان محققا نحو «آمنوا» أم مغيرا بالتسهيل بين بين، نحو:«ء آلهتنا» فى الزخرف، أم بالإبدال نحو:«لو كان هؤلاء آلهة» أم بالنقل نحو: «الآخرة» .
ص- سوى كقرآن ونحو ماء
…
أو بعد همز الوصل حيث جاء
كذا يؤاخذ وإسرائيلا
…
والخلف فى آلآن عادا الأولى
ش- استثنى العلماء الذين أجازوا توسط البدل، ومده لورش ثلاثة أصول مطردة، وكلمتين فأوجبوا فيها القصر:
الأصل الأول: أن يقع الهمز بعد ساكن صحيح متصل مثل «القرآن، ومسئولا» ، فيتعين قصره لحذف صورة الهمزة رسما، واحترزنا بقولنا «بعد ساكن» عن وقوع الهمز بعد متحرك نحو «مآب» ، وبقولنا «صحيح» عن وقوعه بعد ساكن معتل.
مثل «فاءوا» ، وبقولنا «متصل» عن وقوعه بعد ساكن منفصل مثل «من آمن» ؛ فإذا وقع الهمز بعد متحرك، أو بعد ساكن معتل، أو بعد ساكن صحيح منفصل جاز فيه الأوجه الثلاثة المتقدمة القصر، والتوسط، والمد، وقد أشرت إلى هذا الأصل بقولى «كقرآن» .
الأصل الثانى: أن تكون الألف التى بعد الهمزة مبدلة من التنوين وقفا نحو «دعاء، هزؤا» ، فيتعين قصره أيضا لأن الألف عارضة غير لازمة، إذ لا توجد إلا فى الوقف، بخلاف الألف فى نحو رءا من «رءا القمر» ، وتراءا من «وتراءا الجمعان» فتجرى فيها الأوجه الثلاثة لورش عند الوقف عليها لأنها أصلية وذهابها فى الوصل عارض، وقد أشرت إلى هذا الأصل بقولى:«ونحو ماء» .
الأصل الثالث: كل حرف مد وقع بعد همز الوصل فى الابتداء نحو «ايت، ائذن لي» ، فيتعين قصره لأن حرف المد في ذلك عارض، لأنه بدل من الهمزة، ولهذا إذا وصلت الكلمة بما قبلها ذهبت همزة الوصل، ونطقت بهمزة فى موضع
حرف المد، وهمزة الوصل عارضة أيضا لذهابها عند وصل الكلمة بما قبلها، فامتنعت زيادة المد فى هذا نظرا لعروض همزة الوصل، وحرف المد، وقد ذكرت هذا الأصل بقولى:«أو بعد همز الوصل حيث جاء» .
وأما الكلمتان فإحداهما «يؤاخذ» حيث وقعت فى القرآن الكريم نحو: لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ، وثانيتهما كلمة «إسرائيل» حيث وقعت أيضا، وقد ذكرتهما بقولى: كذا يؤاخذ وإسرائيلا.
واختلف أهل الأداء عن ورش فى كلمتين وهما (آلئن) فى الموضعين فى سورة يونس، وعاداً الْأُولى فى سورة النجم، فمنهم من أجرى فى كل منهما الأوجه الثلاثة المتقدمة، ومنهم من أوجب فيهما القصر.
والألف التى وقع فيها الخلاف فى (آلئن) هى الألف الأخيرة التى بعد اللام، وأما الأولى فليست من هذا الباب لأن مدها لأجل السكون اللازم المقدر، ولكون هذا السكون مقدرا يجوز فى هذه الألف الأولى لورش وقالون وجهان:
الأول المد اعتدادا بالأصل، والثانى: القصر اعتدادا بحركة اللام العارضة، ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى «آلئن» عدم الإعتداد بحركة النقل العارضة، ووجه من أوجب فيها القصر الاعتداد بهذه الحركة. ووجه من أجرى الأوجه الثلاثة فى عاداً الْأُولى عدم الإعتداد بالحركة المنقولة، ووجه من أوجب فيها القصر أن ورشا يقرؤها بإدغام تنوين عاداً فى اللام من الْأُولى بعد نقل حركة الهمزة إلى اللام فلم يمد الواو من الْأُولى اعتدادا بحركة اللام المنقولة من الهمزة فى الْأُولى إليها لأنها صارت كاللازمة من أجل إدغام التنوين فيها فكأنه لا همز فى الكلمة لا ظاهرا ولا مقدرا.
وأتيت فى النظم بلفظ ءآلئن ممدودا على الاستفهام احترازا عن نحو: «الآن جئت بالحقّ» فلا خلاف عن ورش فى إجراء الأوجه الثلاثة فيه وفى أمثاله.
وهاهنا فوائد: الأولى: أصل كلمة (ءآلئن)، «آن» بهمزة مفتوحة ممدودة، وبعدها نون مفتوحة وهى اسم مبنى علم على الزمان الحاضر. ثم دخلت عليه «ال» التى للتعريف. ثم دخلت عليه همزة الاستفهام فاجتمع فيها همزتان مفتوحتان متصلتان، الأولى: همزة
الاستفهام، والثانية همزة الوصل، وقد أجمع أهل الأداء على استبقاء الهمزتين والنطق بهما معا وعدم حذف إحداهما، ولكن لما كان النطق بهمزتين متلاصقتين فيه شىء من العسر والمشقة أجمعوا على تغيير الهمزة الثانية واختلفوا فى كيفية هذا التغيير. فمنهم من غيّرها بإبدالها ألفا مع المد المشبع نظرا لالتقاء الساكنين، ومنهم من سهلها بين الهمزة والألف، وهذان الوجهان جائزان لكل من القراء العشرة، وعلى وجه التسهيل لا يجوز إدخال ألف الفصل بينها وبين همزة الاستفهام لأحد من القراء.
وهاك بيان قراءة كلّ من قالون، وورش فيها.
قرأ قالون بنقل حركة الهمزة التى بعد اللام إلى اللام مع حذف الهمزة، وحينئذ يكون له ثلاثة أوجه:
الأول: إبدال الهمزة الثانية التى هى همزة الوصل ألفا مع المد المشبع نظرا للأصل وهو سكون اللام، ولعدم الاعتداد بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها.
الوجه الثانى: إبدال همزة الوصل ألفا. مع القصر طرحا للأصل، واعتدادا بالعارض وهو تحرك اللام بسبب نقل حركة الهمزة إليها.
الثالث: تسهيل همزة الوصل بينها وبين الألف.
وهذه الأوجه الثلاثة جائزة له وصلا، ووقفا، ويزاد له حال الوقف قصر اللام وتوسطها ومدها نظرا للسكون العارض للوقف. فيكون له حال الوصل الثلاثة الأوجه السابقة، وفى حال الوقف تسعة أوجه حاصلة من ضرب الثلاثة المتقدمة فى ثلاثة اللام.
وأما ورش فقد قرأ كقالون بنقل حركة الهمزة إلى اللام مع حذف الهمزة مع الأوجه الثلاثة المتقدمة لقالون فى همزة الوصل وهى إبدالها ألفا مع المد، والقصر، وتسهيلها بين بين، ولا يخفى أن له فى مد البدل المغير بالنقل الواقع بعد اللام ثلاثة أوجه، القصر، والتوسط، والمد، ولكن هذه الأوجه الثلاثة فى البدل لا تتحقق على جميع أوجه همزة الوصل بل تتحقق على بعضها دون البعض الآخر.
وخلاصة ما ذكره العلماء لورش فى هذه الكلمة أن له فيها خمس حالات: الأولى: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع وصلها.
الثانية: انفرادها عن بدل سابق عليها أو واقع بعدها مع الوقف عليها.
الثالثة: اجتماعها مع بدل قبلها مع وصلها.
الرابعة: اجتماعها مع بدل قبلها مع الوقف عليها.
الخامسة: اجتماعها مع بدل واقع بعدها.
أما الحالة الأولى:
فله فيها سبعة أوجه، إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبّع، وعليه فى اللام ثلاثة أوجه: القصر والتوسط، والمد، ثم تسهيل همزة الوصل بين بين مع الأوجه الثلاثة السابقة فى اللام، ثم إبدال همزة الوصل ألفا مع القصر، وعليه فى اللام القصر فقط فتصير الأوجه سبعة.
الحالة الثانية:
له فيها تسعة أوجه إبدال همزة الوصل ألفا مع المد المشبع، والقصر، ثم تسهيلها بين بين، وعلى كلّ من هذه الأوجه الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة.
الحالة الثالثة:
وهى اجتماعها مع بدل سابق عليها، ووصلها بما بعدها كاجتماعها مع «ءامنتم به» فله فيها ثلاثة عشر وجها- قصر البدل قبلها فى «ءامنتم» ، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد والقصر، ثم تسهيلها- وعلى كلّ من هذه الأوجه الثلاثة: قصر اللام، ثم توسيط البدل فى «ءامنتم» ، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد، وتسهيلها، وعلى كلّ منها توسيط اللام، وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر، وعليه قصر اللام فقط، ثم مد «ءامنتم» ، وعليه إبدال همزة الوصل مع المد، وتسهيلها. وعلى كلّ منهما مد اللام، وقصرها، ثم إبدال الهمزة مع القصر وعليه قصر اللام فقط فيكون على قصر «ءامنتم» ثلاثة أوجه، وعلى توسطها خمسة أوجه ومثلها على المد.
الحالة الرابعة:
وهى اجتماعها مع بدل سابق عليها والوقف عليها كالآية السابقة، له فيها سبعة وعشرون وجها، قصر البدل فى «ءامنتم» ، وعليه. إبدال الهمزة مع المد والقصر، ثم تسهيلها، وعلى كل من هذه الأوجه الثلاثة تثليت اللام، فتصير الأوجه تسعة، على قصر «ءامنتم» ، ثم توسط «ءامنتم» ، وعليه إبدال الهمزة مع المد، والقصر، ثم تسهيلها وعلى كلّ من الثلاثة تثليث اللام فتصير الأوجه تسعة على توسط «ءامنتم» ، ثم مد «ءامنتم» ، وعليه إبدال الهمزة ألفا مع المد، والقصر، ثم تسهيلها، وعلى كلّ من الثلاثة تثليث اللام أيضا فتصير الأوجه تسعة كذلك على مد «ءامنتم» فيكون مجموع الأوجه على كلّ من قصر البدل السابق، وتوسطه، ومده سبعة وعشرين وجها لما ذكرنا.
الحالة الخامسة:
وهى اجتماعها مع بدل واقع بعدها كقوله تعالى: «آلئن وقد عصيت» إلى قوله «لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً» له فيها ثلاثة عشر وجها. إبدال همزة الوصل ألفا مع المد. ومع قصر اللام. وعلى هذا الوجه القصر، والتوسط، والمد فى «ءاية» ، ثم توسط اللام وتوسط «ءاية» ، ثم مد اللام، ومد «ءاية» ثم تسهيل همزة الوصل مع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث «ءاية» ، ثم توسط اللام و «ءاية» ثم مدهما معا، ثم إبدال همزة الوصل مع القصر، ومع قصر اللام، وعلى هذا الوجه تثليث «ءاية» فيكون على إبدال همزة الوصل مع المد خمسة أوجه، وعلى تسهيلها خمسة أوجه، وعلى إبدالها مع القصر ثلاثة أوجه فتصير الأوجه ثلاثة عشر وجها.
وقد نظمت هذه الحالات الخمس على الترتيب بقولى:
الحالة الأولى:
فهمزها امدد مبدلا وسهّلا
…
واللّام ثلّث معهما واقصر كلا
الحالة الثانية:
ومدّ همزا واقصرا وسهّلا
…
واللّام ثلّث عند كلّ تفضلا
الحالة الثالثة:
واقصر لآمنتم وفى الهمز خذا
…
تثليثه واللّام فاقصر تحتذا
وإن توسّط بدلا فسهّلا
…
أو امددا فى الهمز ثمّ مع كلا
فى اللّام توسيط وقصر واقصرا
…
فى الهمز واللّام كما تحرّرا
وبدلا مدّ وفى الهمز انقلا
…
مدا وتسهيلا تكن مّبجّلا
ومعهما فى اللّام فامدد واقصر
…
واقصر لهمز مع لام تنصر
الحالة الرابعة:
وإن تقف فالتّسعة الأولى انقل
…
على الثّلاثة الّتى فى البدل
الحالة الخامسة
ومدّ همزا ثمّ سهّل واقصرا
…
لاما وثلّث بدلا تأخّرا
وفيهما وسّط أو امدد واجعل
…
قصرا لهمز ثمّ لام تفضل
وبدلا ثلّث وذى حالاتها
…
خمسا روى عن الثّقات عدّها
الفائدة الثانية:
إذا أتى مع «عادا الأولى» بدل آخر كما إذا وصلت بقوله تعالى: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى ففيها على هذا الخلاف السابق خمسة: أوجه القصر فى «عادا الاولى» مع الثلاثة فى
«آلاء» ، ثم توسيطهما، ثم مدهما.
الفائدة الثالثة:
أقوى المدود المد اللازم، ثم المتصل، ثم العارض للسكون، ثم المنفصل ثم البدل.
[كما قال بعض العلماء:
أقوى المدود لازم فمتّصل
…
فعارض فذو انفصال فبدل]
وإذا اجتمع فى موضع سببان للمد أحدهما قوى والآخر ضعيف عمل بمقتضى السبب القوى، وأهمل الضعيف. فقوله تعالى مثلا آمِّينَ الْبَيْتَ اجتمع فيه سببان:
الأول: السكون اللازم وصلا ووقفا بعد حرف المد، وهذا السبب يقتضى أن يكون هذا المد من قبيل المد اللازم فيمد مدا مشبعا.
الثانى: وجود حرف المد بعد الهمز وهذا السبب يقتضى أن يكون المد من قبيل مد البدل فيجوز لورش فيه القصر، والتوسط، والمد، فحينئذ يعمل بالسبب القوى ويطرح السبب الضعيف فيكون المد من قبيل المد اللازم ومثل ذلك (وجاءو أباهم) فيه سببان.
الأول: وجود الهمز فى كلمة بعد وجود حرف المد فى الكلمة السابقة وهذا يقتضى أن يكون المد منفصلا فيمد لورش مدا طويلا.
الثانى: وجود حرف المد بعد الهمز وهذا يقتضى أن يكون المد من قبيل مد البدل فيجوز لورش فيه الأوجه الثلاثة فحينئذ يعمل بالسبب القوى ويهمل الضعيف فيكون المد من قبيل المد المنفصل، وهذا إذا وصل ورش «جاءوا» ب «أباهم» ، فإذا وقف على «جاءوا» كان المدّمن نوع مد البدل فيجوز له فيه الأوجه الثلاثة فتأمل.
الفائدة الرابعة:
إذا اجتمع فى آية بدل موصول، وآخر موقوف عليه مثل قوله تعالى: وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا إلى قوله مُسْتَهْزِؤُنَ جاز فى الآية لورش ستة أوجه: قصر البدل الموصول وهو «آمنوا» و «آمنّا» ، وعليه فى البدل الموقوف عليه ثلاثة أوجه:
القصر، والتوسط، والمد، ثم توسط البدل الموصول، وعليه فى الموقوف عليه توسط، ومد، ثم مد البدل الأول، وعليه فى البدل الثانى المد فقط.
ص- واللّين وسّط وامددا بكلمة
…
لورشهم إن كان قبل همزة
لا موئلا موءودة وواو سو
…
ءات اقصرا ووسّطا كما رووا
ش- لما ذكرت الأحكام المتعلقة بأحرف المد، واللين فيما سبق ذكرت هنا الأحكام المتعلقة بحرفى اللين فقط، وقد عرفت مما تقدم أنهما: الواو والياء الساكنتان المفتوح ما قبلهما فخيرت القارئ أن يوسطهما، أو يمدهما لورش إذا وقع بعد كل منهما همزة فى كلمة واحدة، سواء كانت الهمزة فى وسط الكلمة نحو «هيئة، وسوأة» ، أم فى آخرها نحو «شىء، وسوء» ، وهذان الوجهان- وهما
التوسط والمد- جائزان لورش وصلا ووقفا، فإذا لم يقع بعد كل منهما همزة نحو «خوف، وبيت» ، فلا شىء فيهما لورش بل هو، وغيره من سائر القراء سواء فى قراءتهما وصلا ووقفا، وإذا وقع بعد كل منهما همزة ولكن كانت الهمزة فى كلمة أخرى نحو «خلوا إلى، ابني آدم» ، فلا توسط له، ولا مد أيضا.
وقد أجمع أهل الأداء عن ورش على استثناء كلمتين فلم يجيزوا فيهما توسطا ولا مدا، وهما «موئلا» بسورة الكهف و «الموءودة» بسورة التكوير.
والمراد الواو الأولى فى لفظ «الموءودة» . واختلف أهل الأداء عن ورش فى واو «سوءات» حيث وقعت [وهما فى الأعراف، وطه] فمنهم من استثناها من اللين فلم يجز فيها توسطا ولا مدا بل ألحقها بحرف اللين الذى لا همز بعده، ومنهم من لم يستثنها بل ألحقها بمثيلاتها فأجرى فيها التوسط والإشباع، وعلى هذا يكون لورش فى الكلمة تسعة أوجه: حاصلة من ضرب الثلاثة التى فى الواو فى الثلاثة التى فى البدل بعدها، ولكن الذى حققه إمام الفن الشمس ابن الجزرى واستصوبه أن الخلاف فى الواو دائر بين القصر والتوسط فقط ولا إشباع فيها وذلك لأن من مذهبه إشباع اللين. يستثنى واو «سواءات» فيقصرها، فليس لورش فيها إلا أربعة أوجه فقط وهى: قصر الواو وعليه ثلاثة البدل، ثم توسط الواو، والبدل معا، ويمتنع توسط الواو مع مد البدل لأن من مذهبه توسط الواو لا يرى فى البدل إلا التوسط وقد نظم ابن الجزرى هذه الأوجه الأربعة فى بيت واحد فقال:
وسوءات قصر الواو والهمز ثلّثا
…
ووسطهما فالكلّ أربعة فادر
وينبغى أن تعلم أنه ليس المراد من قصر الواو أن تمدها بمقدار حركتين، بل المراد من القصر إذهاب المد بالكلية والنطق بواو ساكنة مجردة عن المد.
فائدة: من ذهب إلى الإشباع فى حرف اللين لورش لا يرى فى البدل إلا الإشباع أيضا، وعلى هذا إذا اجتمع فى آية مد بدل، ولين جاز لورش فيها أربعة أوجه سواء تقدم البدل أم تأخر، فمثال تقدم البدل على اللين قوله تعالى: أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ فإذا قصرت البدل تعين عليه توسط اللين، وإذا