الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثانى يجوز له فيها الفتح، والتقليل وأما «تترا» فى قوله تعالى فى سورة المؤمنون:
ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا فألفه للتأنيث، فتقلل لورش وصلا ووقفا قولا واحدا.
الفائدة التاسعة:
إذا وقفت على تراءى فى قوله تعالى: تراءى الجمعان كان فيها لورش أربعة أوجه: القصر مع الفتح، والتوسط، مع التقليل، والمد معهما، ومثلها «ونأى» وصلا ووقفا.
…
باب الراءات [
6]
ص- رقّق ورش كلّ راء فتحت
…
أو إن تضمّ بعد ياء سكنت
أو بعد كسر لازم ولو فصل
…
بينهما بساكن كما نقل
إلّا بصاد أو بقاف أو بطا
…
ففخّمنها بعد كلّ واضبطا
ش- رقق ورش كل راء مفتوحة، أو مضمومة إذا وقع كل منهما بعد ياء ساكنة، سواء كانت الراء متوسطة نحو «فالمغيرات، كبيرهم» أم متطرفة نحو «والطّير» ، «فتحرير» وسواء كانت مجردة من التنوين كهذه الأمثلة، أم مقرونة به نحو «خبيرا، خيرا» .
واحترزت بقولى: «سكنت» عن الراء الواقعة بعد ياء متحركة نحو «يرون، ويردّون» فلا ترقيق فيها لورش، كذلك يرقق ورش كل راء مفتوحة، أو مضمومة إذا وقعت بعد كسرة لازمة لا تنفصل عن الكلمة سواء كانت الراء متوسطة نحو «مراء، الآمرون» ، أم متطرفة نحو «لينذر، السّاحر» . وسواء كانت مجردة عن التنوين كما ذكر، أم مقرونة به نحو «شاكرا، منذر» وسواء كان ما قبلها حرف استفال كما ذكر، أم حرف استعلاء نحو «قاصرات، ناضرة، وتوقّروه» .
واحترزت «بالكسرة اللازمة» عن الكسرة المنفصلة عن الراء فى كلمة أخرى نحو «بأمر ربّك، على الكفّار رحماء» ونحو «برشيد، بربوة، لرقيّك» لأن حرف الجر وإن اتصل خطّا فهو فى حكم المنفصل لأنه مع مجروره كلمتان فيفخم ذلك، وأمثاله لورش.
ومعنى قولى «ولو فصل بينهما بساكن» أن ورشا يرقق الراء المفتوحة، والمضمومة إذا وقعت بعد كسرة لازمة سواء وقعت بعدها مباشرة أم فصل بينها، وبين الكسرة حرف ساكن نحو «وزرك، الذّكر، إكراه، إجرامى» .
فإذا كان الفاصل حرفا متحركا نحو «الكبر، والخيرة» فلا ترقق الراء حينئذ.
ولا يخفى أن الكسرة التى يفصل بينها، وبين الراء حرف ساكن، يشترط فيها أن تكون لازمة أيضا. فإذا كانت منفصلة نحو «ما كان أبوك امرأ سوء، وإن امرأة» فلا ترقق الراء بعدها. ونحو «امرأ، امرأة، امرؤ» عند الابتداء بهذه الكلمات لأن كسرتها، وإن كانت متصلة بالكلمة لكنها عارضة إذ لا توجد إلا فى الابتداء فقط مع همزة الوصل التى أتى بها للتوصل إلى النطق بالساكن بعدها.
ثم استثنيت من الحرف الساكن الذى يفصل بين الكسرة اللازمة، والراء، ولا يمنع ترقيقها: الصاد، والقاف، والطاء. فإن كان أحد هذه الحروف امتنع ترقيق الراء. وقد وقعت الصاد الساكنة فاصلة بين الكسرة اللازمة، والراء فى ستة مواضع:
الأول: «إصرا» بالبقرة فى قوله تعالى رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً.
الثانى: «إصرهم» فى سورة الأعراف فى قوله تعالى: وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ.
الثالث: «مصرا» منونا فى سورة البقرة فى قوله تعالى اهْبِطُوا مِصْراً.
الرابع: «مصر» غير منون فى سورة يونس فى قوله تعالى لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ.
الخامس: «مصر» أيضا فى سورة يوسف فى قوله تعالى وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ.
السادس: «مصر» أيضا فى سورة الزخرف فى قوله تعالى: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ.
ووقعت القاف فى موضع واحد، وهو «وقرا» فى سورة الذاريات فى قوله تعالى: فَالْحامِلاتِ وِقْراً.
ووقعت الطاء فى موضعين: الأول «قطرا» فى سورة الكهف فى قوله تعالى:
أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً، والثانى فى سورة الروم فى قوله تعالى: فِطْرَتَ اللَّهِ.
***
ص- والخلف فى حيران ذكرا سترا
…
إمرا ووزرا ثمّ حجرا صهرا
ش- اختلف عن ورش فى لفظ «حيران» فى سورة الأنعام فى قوله تعالى فِي الْأَرْضِ حَيْرانَ فروى عنه فيه التفخيم، والترقيق، والوجهان صحيحان مقروء لورش بهما، واختلف عنه أيضا فى ست كلمات مخصوصة وهى:«ذكرا، سترا، إمرا، وزرا، حجرا، صهرا» فروى عنه جمهور أهل الأداء التفخيم حيث وقعت.
وروى عنه البعض ترقيقها، والوجهان عنه صحيحان، وإن كان الأول مقدما فى الأداء.
ص- وفخّمت فى الأعجمىّ وفى إرم
…
وفى المكرّر بفتح أو بضم
وقيل مستعل وإن حال الألف
…
ورقّقن بشرر كما عرف
ش- اتفق الرواة عن ورش على تفخيم الراء فى كل اسم أعجمى وجد فيه سبب الترقيق. والواقع منه فى القرآن الكريم ثلاثة أسماء وهى: «إبراهيم.
إسرائيل. عمران» فتفخم الراء فى هذه الأسماء الثلاثة حيث ذكرت فى القرآن الكريم، واتفقوا عنه أيضا على تفخيم الراء فى لفظ «إرم» وهو فى سورة الفجر إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ، وعلى تفخيمها أيضا إذا ذكرت مكررة فى الكلمة سواء كانت مفتوحة، أم مضمومة، وقد وقعت مفتوحة مكررة فى أربع كلمات وهى:
«ضرارا. قرارا، إسرارا، ومدرارا» ، ووقعت مضمومة مكررة فى كلمة واحدة وهى «الفرار» .
كذلك اتفق الرواة عن ورش على تفخيم الراء إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء. والواقع فى القرآن من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط وهى:
الطاء فى «الصراط» معرفا، ومنكرا حيث جاء فى القرآن الكريم. والضاد فى كلمة «إعراضا» فى سورة النساء، و «إعراضهم» بالأنعام- والقاف فى «فراق» بالكهف و «الفراق» بالقيامة. و «الاشراق» فى ص.
وقولى: وإن حال الألف- راجع لقولى: وقبل مستعل- أعنى فخم ورش الراء إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء، وإن حال الألف بينها، وبين حرف الاستعلاء لأن الألف حاجز غير حصين فلا يعتد به.
والمراد أن الراء تفخم إذا وقعت قبل حرف من حروف الاستعلاء بشرط أن يكون حرف الاستعلاء معها فى كلمة، فإذا كان حرف الاستعلاء فى كلمة أخرى فلا يمنع ترقيق الراء سواء حال بينه وبين الراء حائل غير الألف نحو «حصرت صدورهم» ، أم وقع بعد الراء مباشرة نحو. «الذِّكْرَ صَفْحاً، يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ» .
ثم أمرت بترقيق الراء فى «بشرر» فى سورة المرسلات فى قوله تعالى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ والمراد الأولى؛ لأن الثانية مكسورة فترقق للجميع، وإذا وقف ورش عليها رقق الراء الثانية فيها تبعا لترقيق الأولى.
فوائد [ثلاث]:
الفائدة الأولى: إذا قللت الراء نحو «ذكرى، بشرى، سكارى، يتوارى» رققت بلا خلاف عن ورش.
الفائدة الثانية: إذا وقعت الخاء الساكنة بين الراء، والكسرة اللازمة فلا تمنع ترقيق الراء- لأنها- وإن كانت من حروف الاستعلاء- قد ضعفت بالهمس، والانفتاح، فأجريت مجرى حروف الاستفال، وقد وقعت فى لفظ «إخراج» فترقق الراء فيه حيث نزل فى القرآن الكريم سواء كان مجردا نحو قوله تعالى «غير إخراج» . أم مقرونا بهاء الضمير نحو «وهو محرّم عليكموآ إخراجهم» ، أو كافه نحو «وظاهروا على إخراجكموا أن تولّوهم» .
الفائدة الثالثة: إذا اجتمع بدل مع كلمة من الكلمات الست المخصوصة فى آية كان لورش فيها خمسة أوجه فقط كقوله تعالى «كذكركمو آباءكمو أو اشدّ ذكرا» فإذا قصر البدل كان له الترقيق، والتفخيم فى «ذكرا» ، وإذا مد البدل كان له الوجهان المذكوران أيضا، فإذا وسطه لم يكن له فى «ذكرا» إلا التفخيم. فإذا اجتمع معهما ذات ياء كقوله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ كان له سبعة أوجه. وهى قصر البدل، وفتح ذات الياء، وترقيق «ذكرا» ، وتفخيمه. ثم توسط البدل، وتقليل ذات الياء وتفخيم «ذكرا» . ثم مد البدل مع الفتح، والتقليل فى ذات الياء، وعلى كل منهما التفخيم، والترقيق فى «ذكرا» ، ولله أعلم.