الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة العشرون بعد المائة: تناقضهم في اتباعهم لغيرهم
…
تناقضهم في اتباعهم لغيرهم
المسألة العشرون بعد المائة
[دعواهم اتباع السلف مع التصريح بمخالفتهم]
الشرح
عامة اليهود والنصارى، وأهل الضلال من المنتسبين إلى الإسلام، كلهم يدّعون أنهم يتّبعون مَن سبقهم من المؤمنين قبلهم، فاليهود يدّعون أنهم من أتباع موسى عليه السلام ومن آمن به، والنصارى يدّعون أنهم يتبعون المسيح عليه السلام ومن آمن به، وأهل الضلال من هذه الأمة يدّعون أنهم يتبعون سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وأن ما هم عليه هو مذهب السلف.
وما كل من ادّعى أنه على مذهب السلف أو على منهج السلف تكون دعواه صحيحة؛ حتى يعرض ما عنده على منهج السلف الصالح، فإن طابق فهو على منهج السلف، وإن خالف فإنه ليس على منهج السلف، وإن ادعى هذا. كل الطوائف
الضالة الآن تدّعي أنها على مذهب السلف، ولكنهم ليسوا على منهج السلف؛ لأنهم لا ينطبق عليهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم – في ضابط مذهب السلف -:"من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي" 1 هذا الذي يكون على منهج السلف. أما من خالف هذا فإنه ليس على منهج السلف، وإن ادّعى ذلك، والعبرة ليست بالدعوى، وإنما العبرة بالحقيقة، فالذين يدّعون السلفية كثيرون، لكن لا بد من عرض ما هم عليه على منهج السلف الصالح، فإن طابق فهذا حق، وإن خالف فإنهم ليسوا على منهج السلف الصالح.
وكذلك الذين ينتسبون إلى المذاهب الأربعة وهم يخالفون الأئمة في الاعتقاد، فانتسابهم غير صحيح؛ لأنهم خالفوهم في أهم الأشياء وهو العقيدة.
1 تقدم ص 135.
الصَّدّ عن سبيل الله
المسألة الحادية والعشرون بعد المائة
[صدهم عن سبيل الله من آمن به]
الشرح
الصد عن سبيل الله هو: صرف الناس عن الدخول في دين الله، وهذا عمل الكفار قديماً وحديثاً، من يهود ونصارى ومشركين، فمن مناهج الجاهلية في كل زمان ومكان: الصد عن سبيل الله، والفرق الضالة الآن على هذا النهج، تحاول تضليل المسلمين، وجلبهم إلى نحلهم الباطلة، وكذلك اليهود والنصارى، لا يزالون يحاولون في المسلمين صدهم عن الإسلام، ويقولون: تعالوا نتحاور فيما بيننا، ويقولون بحرية الأديان. هذا من الصد عن سبيل الله عز وجل، هل نحن على شك من صحة ديننا وبطلان دينكم حتى نتحاور معكم؟! لسنا على شك من ديننا، وبطلان ما أنتم عليه.
فهؤلاء يريدون من هذه الدعايات الحوار بين الأديان،
والتعاون بين الأديان، يريدون به الصد عن سبيل الله، هذا مرادهم، وهذا مقصدهم، ولا يزال الكفار إلى الآن يحاولون إضلال المسلمين، ويقتلونهم، ويرشدونهم، ويعذبونهم، من أجل دينهم وصدهم عنه.
وهم الذين يقولون: نتحاور فيما بيننا، ويقولون بحرية الأديان والمعتقدات، لكنهم يقصدون أديانهم ومعتقداتهم، قال الله تعالى:{وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 2]، {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة: 217] ، {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89] ، لكنهم يريدون لبس الحق بالباطل، ومساواة الدين الباطل بالدين الحق، ثم لا يثبتون على هذا، بل يريدون إزالة الإسلام، فهم يقتلون المسلمين ويشردونهم من أجل أن يصرفوهم عن دينهم، ويريدون أن لا يبقى على وجه الأرض مسلم، هذه أمنيتهم، وهذا قصدهم.