الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة العاشرة: رميهم أهل الدين بقلة فهمهم وعدم حفظهم
…
رميهم أهل الدين بقلة فهمهم وعدم حفظهم
المسألة العاشرة
[الاسْتِدْلَالُ عَلَى بُطْلَانِ الدِّينِ بِقِلَّةِ أَفْهَامِ أَهْلِهِ وَعَدَمِ حِفْظِهِمْ، كَقَوْلِهِمْ: {بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود: 27] .
الشرح
مما ذكره الله عن قوم نوح قولهم: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} [هود: 27] أي: الضعفاء {بَادِيَ الرَّأْيِ} أي: الذين ليس عندهم فهم. فيعيِّرون أتباع الرسل بأن ما عندهم فهم ولا حذق للأمور، ولا عندهم بعد نظر.
وهذا ما يتبجح به كثير من فسقة وأعداء الله اليوم، يتندّرون من المسلمين ومن علماء المسلمين، بأنهم ما عندهم فهم ولا بُعد نظر، ويتنقصونهم بهذه الفرية، مع أن علماء المسلمين هم أهل البصيرة، وهم أهل المعرفة؛ لأنهم ينظرون بنور الله عز وجل، ويأمرون بأمر الله، وينهون عما نهى الله عنه.
ولا شك أن العلماء العاملين هم أفضل الناس بعد الرسل عليهم الصلاة والسلام، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، فلا يتنقّص العلماء ويتهمونهم بقصر النظر وعدم الفهم إلا من هو شبيه بأهل الجاهلية، وبقوم نوح الذين يصفون أتباع الرسل بهذا الوصف؛ لينفروا الناس عنهم. وهذا يأتي على ألسنة بعض الناس اليوم، يقولون: هؤلاء العلماء علماء حيض ونفاس، وعلماء أحكام الاستجمار، وعلماء جزئيات، ولا يعرفون فقه الواقع، وفقه الواقع عندهم أمور السياسة والثورة على الولاة.