الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ إِخْصَاءِ الْبَهَائِمِ
7117 -
حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، قَالَ: ثنا أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ ، قَالَ: ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى أَنْ يُخْصَى الْإِبِلُ ، وَالْبَقَرُ ، وَالْغَنَمُ ، وَالْخَيْلُ. وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنه يَقُولُ: مِنْهَا نَشَأَتِ الْخَلْقُ ، وَلَا تَصْلُحُ الْإِنَاثُ إِلَّا بِالذُّكُورِ.
7118 -
حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: ثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ نَافِعٍ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى هَذَا ، فَقَالُوا: لَا يَحِلُّ إِخْصَاءُ شَيْءٍ مِنَ الْفُحُولِ ، وَاحْتَجُّوا فِي ذَلِكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَيَقُولُ اللهُ عز وجل {فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ} [النساء: 119] قَالُوا: وَهُوَ الْإِخْصَاءُ. وَخَالَفَهُمْ فِي ذَلِكَ آخَرُونَ فَقَالُوا: مَا خِيفَ عِضَاضُهُ مِنَ الْبَهَائِمِ ، أَوْ مَا أُرِيدَ شَحْمُهُ مِنْهَا ، فَلَا بَأْسَ بِإِخْصَائِهِ. وَقَالُوا: هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي احْتَجَّ بِهِ عَلَيْنَا مُخَالِفُنَا ، إِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَوْقُوفٌ ، وَلَيْسَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَذَكَرُوا مَا
7119 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ ، قَالَ: ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ: ثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه مِثْلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَصَارَ أَهْلُ هَذَا الْحَدِيثِ ، إِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه لَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَأَمَّا مَا ذَكَرُوا مِنْ قَوْلِ اللهِ عز وجل:{فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ} [النساء: 119] فَقَدْ قِيلَ: تَأْوِيلُهُ مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ. وَقِيلَ: إِنَّهُ دِينُ اللهِ. وَقَدْ رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَحَّى بِكَبْشَيْنِ مَوْجُوءَيْنِ ، وَهُمَا الْمَرْضُوضَانِ خَصَاهُمَا ، وَالْمَفْعُولُ بِهِ ذَلِكَ ، قَدِ انْقَطَعَ أَنْ يَكُونَ لَهُ نَسْلٌ فَلَوْ كَانَ إِخْصَاؤُهُمَا مَكْرُوهًا ، إِذًا لَمَا ضَحَّى بِهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيَنْتَهِيَ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ ، فَلَا يَفْعَلُونَهُ ، لِأَنَّهُمْ مَتَى مَا عَلِمُوا أَنَّ مَا أُخْصِيَ تُجْتَنَبُ أَوْ تُجَافَى ، أَحْجَمُوا عَنْ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَفْعَلُوهُ. أَلَا تَرَى أَنَّ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فِيمَا رَوَيْنَاهُ عَنْهُ فِي بَابِ رُكُوبِ الْبِغَالِ أَنَّهُ أُتِيَ بِعَبْدٍ خَصِيٍّ يَشْتَرِيهِ. فَقَالَ: مَا كُنْتُ لَأُعِينَ عَلَى الْإِخْصَاءِ. فَجَعَلَ ابْتِيَاعَهُ إِيَّاهُ ، عَوْنًا عَلَى إِخْصَائِهِ ، لِأَنَّهُ لَوْلَا مَنْ يَبْتَاعُهُ ، لِأَنَّهُ خَصِيٌّ لَمْ يَخْصِهِ مَنْ أَخْصَاهُ ، فَكَذَلِكَ إِخْصَاءُ الْغَنَمِ ، لَوْ كَانَ مَكْرُوهًا ، لَمَا ضَحَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا قَدْ أُخْصِيَ مِنْهَا. وَلَا يُشْبِهُ إِخْصَاءُ الْبَهَائِمِ إِخْصَاءَ بَنِي آدَمَ ، لِأَنَّ إِخْصَاءَ الْبَهَائِمِ ، إِنَّمَا يُرَادُ بِهِ مَا ذَكَرْنَا ، مِنْ سَمَانَتِهَا ، وَقَطْعِ عَضِّهَا ، فَذَلِكَ مُبَاحٌ. وَبَنُو آدَمَ ، فَإِنَّمَا يُرَادُ بِإِخْصَائِهِمُ الْمَعَاصِي ، فَذَلِكَ غَيْرُ مُبَاحٍ.
⦗ص: 318⦘
وَلَوْ كَانَ مَا رَوَيْنَا فِي أَوَّلِ هَذَا الْبَابِ صَحِيحًا ، لَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُونَ أُرِيدَ الْإِخْصَاءُ الَّذِي لَا يَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ ، مِنْ ذُكُورِ الْبَهَائِمِ ، حَتَّى يُخْصَى ، فَذَلِكَ مَكْرُوهٌ ، لِأَنَّ فِيهِ انْقِطَاعَ النَّسْلِ. أَلَا تَرَاهُ يَقُولُ فِي ذَلِكَ الْحَدِيثِ مِنْهَا نَشَأَتِ الْخَلْقُ أَيْ: فَإِذَا لَمْ يَنْشَأْ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ الْخَلْقِ ، فَذَلِكَ مَكْرُوهٌ. فَأَمَّا مَا كَانَ مِنَ الْإِخْصَاءِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ مِنْهُ نَشْءُ الْخَلْقِ ، فَهُوَ بِخِلَافِ ذَلِكَ. وَقَدْ رُوِيَ فِي إِبَاحَةِ إِخْصَاءِ الْبَهَائِمِ ، عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمُتَقَدِّمِينَ