الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضل
أهل الإيمان في إيمانهم
وهذا يتفرّع على قولنا في الطاعات إنها إيمان، وهو أنها إذا كانت إيمانا كان تكاملها بكمال الإيمان وتناقصها تناقص الإيمان، وكان المؤمنون متفاضلين في إيمانهم، كما هم متفاضلون في أعمالهم، وحرم أن يقول قائل: إيماني وإيمان الملائكة والنبيّين-صلوات الله عليهم أجمعين-واحد. قال الله عز وجل:
{لِيَزْدادُوا إِيماناً مَعَ إِيمانِهِمْ} [الفتح:4].
وقال: {وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً} [الأنفال:2].
وقال: {وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً، فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:124].
وقال: {وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً} [المدثر:31].
فثبت بهذه الآيات أنّ الإيمان قابل للزيادة، وإذا كان قابلا للزيادة فعدمت الزيادة، كان عدمها نقصانا على ما مضى بيانه، ودلّت السّنّة على مثل ما دلّ عليه الكتاب.
26 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص الزاهد، ثنا السّريّ بن خزيمة الأبيوردي ثنا عبد الله بن يزيد هو المقرئ، ثنا سعيد-هو ابن أبي أيوب-، حدثني محمد بن عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
26 - لينظر من هو (أبو بكر محمد بن عمر بن حفص).
والحديث أخرجه أحمد 2/ 527 عن عبد الله بن يزيد عن سعيد عن ابن عجلان به.
والحاكم 1/ 3 عن طريق عبد الله بن محمد بن أبي ميسرة عن عبد الله بن يزيد المقري به مرفوعا وسكت عليه وصححه الذهبي.
27 -
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنبا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي ثنا محمد بن يحيى الذّهلي ثنا يعلى بن عبيد ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائكم» .
قال الحليمي-رحمه الله تعالى-فدل هذا القول على أنّ حسن الخلق إيمان، وأنّ عدمه نقصان إيمان، وأنّ المؤمنين متفاوتون في إيمانهم، فبعضهم أكمل إيمانا من بعض.
28 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، ثنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ثنا الحسن بن علي بن عفّان ثنا ابن نمير، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، قال أخرج مروان المنبر وبدأ بالخطبة قبل الصّلاة. فقام رجل فقال: يا مروان! خالفت السّنة، أخرجت المنبر ولم يكن يخرج، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة. فقال أبو سعيد: من هذا؟ فقالوا: فلان. فقال أبو سعيد: قد قضى هذا الذي عليه. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«من رأى أمرا منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيمان» .
أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأعمش.
29 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبا
27 - أبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم الطوسي (ت 336)(سير 15/ 336)، ومحمد بن يحيى الذهلي (ت 258)(تهذيب الكمال)، وأبو سلمة هو: ابن عبد الرحمن بن عوف المدني، ومحمد بن عمرو وهو ابن علقمة المدني.
والحديث أخرجه أحمد (2/ 250) عن ابن إدريس، (2/ 472) عن يحيى بن سعيد، وأبو نعيم في الحلية (9/ 248) عن يعلى كلهم عن محمد بن عمرو به مرفوعا.
وانظر المستدرك 1/ 3، والأربعين الصغرى رقم (138).
28 -
مروان هو ابن الحكم الأموي ووالد إسماعيل هو: رجاء بن ربيعة الزبيدي.
والحديث أخرجه مسلم ص 50.
29 -
أحمد بن إبراهيم بن ملحان أبو عبد الله (ت 290)(سير 13/ 533)، ابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي، والليث هو: ابن سعد المصري، وابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير.-
أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا ابن بكير ثنا اللّيث، عن ابن الهاد، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يا معشر النّساء! تصدّقن، وأكثرن الاستغفار، فإني رأيتكنّ أكثر أهل النّار قالت امرأة منهنّ ومالنا يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللّعن، وتكفرن العشير. وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي اللّبّ منكنّ.
قالت: يا رسول الله! وما نقصان العقل والدين؟
قال: أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل، فهذا نقصان العقل. وتمكث اللّيالي لا تصلّي، وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدّين».
رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رمح عن الليث.
وأخرجاه من حديث أبي سعيد.
30 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو منصور محمد بن القاسم العتكي، ثنا الفضل بن محمد الشعراني، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني مالك-ح.
وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب، أنبا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان ثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا عبد الله بن وهب، حدثني مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، أخبرني أبي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«يدخل الله أهل الجنّة الجنّة، يدخل من يشّاء برحمته، ويدخل أهل النّار النّار، ثمّ يقول: انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان
29 - والح ديث أخرجه م سلم (ص 86) وأخرجاه من حديث أبي سعيد.
البخاري (1/ 405) الفتح، مسلم (ص 87).
30 -
أبو منصور محمد بن القاسم العتكي (ت 346)(سير 15/ 529)، ووالد عمرو هو يحيى بن عمارة المازني (ت 129)، وأبو بكر الإسماعيلي هو أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.
والحديث أخرجه البخاري 1/ 72 (الفتح) عن إسماعيل بن أبي أويس، مسلم (ص 172) عن هارون بن سعيد الأيلي.
فأخرجوه، فيخرجون منها حمما قد امتحشوا، ويلقون في نهر الحياة أو الحيا، فينبتون فيه كما تنبت الحبّة إلى جانب السيل، ألم تروها تخرج صفراء ملتوية؟
هذا لفظ حديث ابن وهب، رواه البخاري في الصحيح عن ابن أبي أويس. ورواه مسلم عن هارون بن سعيد.
قال الحليمي-رحمه الله تعالى-:
ووجه هذا أن يكون في قلب واحد توحيد ليس معه خوف غالب على القلب فيردع، ولا رجاء حاضر له فيطمع، بل يكون صاحبه ساهيا، قد أذهلته الدنيا عن الآخرة، فإنه إذا كان بهذه الصفة، انفرد التوحيد في قلبه عن قرائنه التي لو كانت لكانت أبوابا من الإيمان تتكثر بالتوحيد، ويتكثر التوحيد بها إذ كانت تصديقا، والتصديق من وجه واحد أضعف من التصديق من وجوه كثيرة، فإذا كان ذلك خف وزنه، وإذا تتابعت شهاداته ثقل وزنه.
وله وجه آخر: وهو أن يكون إيمان واحد في أدنى مراتب اليقين حتى إن تشكك تشكك وإنما آخر في أقصى غايات اليقين؛ فهذا يثقل وزنه، والأول يخف وزنه.
وله وجه آخر:
وهو أن يكون إيمان واحد ناشئا عن استدلال قوي، ونظر كامل، وإيمان آخر واقع عن الخبر، والركون إلى المخبر به على ما يذكره؛ فيكون الأول أثقل وزنا، والثاني أخف وزنا. وهذا الخبر يدل على تفاوت الناس في إيمانهم.
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي-رحمه الله-وقد روي عن عبد الرحمن بن بزرج قال سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما أخاف على أمّتي إلاّ ضعف اليقين» .
31 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفّار ثنا
31 - أحمد بن بشر المرثدي (خط 4/ 443)، وعبد الرحمن بن بزرج (تاريخ البخاري الكبير).
والحديث في مجمع الزوائد 1/ 107 رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات، وتاريخ البخاري الكبير 5/ 264 (853) عن إسماعيل بن أبي أويس عن ابن وهب عن سعيد بن أبي أيوب به،-
أحمد بن بشر المرثدي ثنا أحمد بن عيسى ثنا عبد الله بن وهب، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عبد الرحمن بن بزرج
…
فذكره وهذا يدل على تفاوتهم في اليقين.
أما قوله عز وجل:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة:3].
وما ورد في معناه، فإنه لا يمنع من قولنا بزيادة الإيمان ونقصانه. لأن معنى قوله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} .
أي أكملت لكم وضعه، فلا أفرض عليكم من بعد ما لم أفرضه عليكم إلى اليوم، ولا أضع عنكم بعد اليوم ما قد فرضته قبل اليوم، فلا تغليظ من الآن ولا تخفيف ولا نسخ ولا تبديل. وليس معناه أنه أكمل لنا ديننا من قبل أفعالنا، لأن ذلك لو كان كذلك لسقط عن المخاطبين بالآية الدوام على الإيمان، لأن الدين قد كمل، وليس بعد الكمال شيء. فإذا كان الدوام على الإيمان مستقبلا وهو إيمان فلذلك الطاعات الباقية التي تجب شيئا فشيئا كلها إيمان، والكمال راجع إلى إكمال الشرع والوضع، لا إلى إكمال اداء المؤدين له وقيام القائمين به والله تعالى أعلم.
32 -
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان، أنبا الحسين بن محمد بن هارون ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا يوسف بن بلال ثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية:
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} [المائدة:3].
يقول: يئس أهل مكّة أن ترجعوا إلى دينهم-عبادة الأوثان أبدا، {فَلا تَخْشَوْهُمْ} في اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، {وَاخْشَوْنِ} في عبادة الأوثان وتكذيب
31 - اليقين لابن أبي الدنيا رقم (9) بترقيمي من طريق أحمد بن عيسى به مرفوعا.
32 -
ينظر من هو (محمد بن عبد الرحمن بن محبوب الدهان)، والحسين بن محمد بن هارون، أحمد بن محمد بن نصر، يوسف بن بلال، أبو صالح هو: باذام، والكلبي هو: محمد بن السائب بن بشر، ومحمد بن مروان هو: السدي الصغير.
والحديث عزاه السيوطي في الدر (2/ 257) للمصنف في الشعب فقط.
محمد صلى الله عليه وسلم فلما كان واقفا بعرفات نزل عليه جبريل عليه السلام، وهو رافع يده والمسلمون يدعون الله تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} .
يقوله: حلالكم وحرامكم، فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام، {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} قال: منّتي فلم يحج معكم مشرك، {وَرَضِيتُ} يقول: واخترت {لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} .
ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية إحدى وثمانين يوما، ثم قبضه الله تعالى إليه وإلى رحمته.
33 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي عرزة الغفاري ثنا جعفر بن عون عن أبي العميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب أنّ رجلا من اليهود قال لعمر:
يا أمير المؤمنين! آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتّخذنا ذلك اليوم عيدا.
قال: أيّ آية؟
قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} [المائدة:3]. فقال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي أنزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ بعرفات يوم جمعة.
رواه البخاري في الصحيح عن الحسن بن الصباح.
ورواه مسلم عن عبد بن حميد كلاهما عن جعفر بن عون.
وذهب بعض من قال بزيادة الإيمان ونقصانه إلى أنه إذا ارتكب معصية
33 - ينظر من هو (علي بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى الدهقان أبو الحسين، وقيس بن مسلم هو الجدلي، وأبو العميس هو عتبة بن عبد الله بن عتبة الهذلي.
والحديث أخرجه البخاري 6/ 63، ومسلم (ص 2313).
1 -
كتب بهامش أصل المطبوعة (في ذي الحجة الحرام ومحرم وصفر وقبضه الله تعالى في شهر ربيع الأول إلى رحمته ولطفه).
فإنها تحبط مما تقدمها من الطاعات بقدرها وحتى ارتقى بعضهم إلى أصل الإيمان غير أنه لا يقول بالتخليد، وأمره موكول إلى الله تعالى. إن شاء عفا عنه برحمته، أو بشفاعة الشافعين، وإن شاء، عاقبه بذنوبه، ثم أدخله الجنّة برحمته.
واحتج بعض من قال بقولهم: بقول الله عز وجل:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات:2] الآية.
إنما أراد بذلك أن رفع الصوت فوق صوته يقع معصية، فيخرج إيمان الواقع، ويحبط بعض عمله.
واحتج أيضا بقوله:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى} [البقرة:
264].
قال الحليمي-رحمه الله تعالى-وقد يخرج هذا على غير ما قاله المحتج به وهو أن يكون المعنى: لا يحملنّكم أيها المهاجرون هجرتكم معه، ولا أيها الأنصار إيواؤكم إياه على أن تضيّعوا حرمته، وترفعوا أصواتكم فوق صوته فتكونوا بذلك صارفين ما تقدّم منكم من الهجرة والإيواء والنصرة عن ابتغاء وجه الله به إلى غرض غيره، ووجه سواه، فلا تستوجبوا به مع ذلك أجرا.
ويخرج على وجه آخر، وهو أن يقال:
{لا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} [الحجرات:2]. فإنّ ذلك قد يبلغ بكم حدّ الازراء به والاستخفاف له، فتكفروا، وتحبط أعمالكم إلا أن تتوبوا وتسلموا. وكذلك قوله:{لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى} [البقرة:264] فليس على أن المنّ يحبط الصدقة، وإنما وجهه أنّ الصدقة يبتغى بها وجه الله تعالى جده، وهو المأمول منه ثوابها. فإذا منّ المتصدق على السائل، وآذاه بالتعيير فقد صرفها عن ابتغاء وجه الله تعالى بها إلى وجه السائل، فحبط أجره عند الله لهذا فضلت عند المتصدق عليه مع ذلك، لأنه إن كان حباه
فقد آذاه، وإن كان أعطاه، فقد أخزاه ولو كان ذلك على معنى إفساد الطاعة بالمعصية، لم يختص بالبطلان صدقته.
وبسط الكلام فيه-إلى أن قال-
وان من الطعن على هذا القول أن سيّئات المؤمن متناهية الجزاء وحسناته ليست بمتناهية، لأن مع ثوابها الخلود في الجنة، فلا يتوهّم أن يكون التبعة المتناهية التي يستحقها المؤمن بسيئة تأتي على ثواب حسنة لا نهاية له. فأما قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«من اقتنى كلبا إلا كلب صيد أو ماشية فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراطان»
فإنما هو على معنى أنه ينقص من أجر عمله كل يوم قيراطان.
وهو في أكثر الرواية عن ابن عمر في هذا الحديث «من أجره» . وفي بعضها «من عمله» .
قال الحليمي وإنما هو على معنى أنه يحرم لأجل هذه السيئة بعض ثواب عمله، ولسنا ننكر جواز أن يحرم الله تعالى المؤمن بعض جزاء حسناته، ويقلّل ثوابه لأجل سيئة أو سيئات تكون منه. وإنما أنكرنا قول من يقول أن السّيّئة قد تحبط الطاعة، أو توجب إبطال ثوابها أصلا. وذلك أنه لم يأت به كتاب ولا خبر ولا يمكن أن يكون مع ثبوت الخلود للمؤمنين في الجنة. والله تعالى أعلم.
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي-رحمه الله:
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم:
«أتدرون ما المفلس؟
قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع.
قال: إنّ المفلس من أمّتي رجل يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا. فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثمّ طرح في النّار».
فهذا إنما احتج به من قال بإحباط السيئة الحسنة،
ووجهه عندي-والله تعالى أعلم-أنه يعطى خصماؤه من أجر حسناته ما يوازي عقوبة سيئاته، فإن فنيت حسناته أي أجر حسناته الذي قوبل بعقوبة سيئاته أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه وطرح في النار، كي يعذب بها إن لم يغفر له.
حتى إذا انتهت عقوبة تلك الخطايا ردّ إلى الجنة بما كتب له من الخلود. ولا يعطى خصماؤه ما زاد من الأجر على ما قابل عقوبة سيئاته، لأن ذلك فضل من الله تعالى يخص به من وافى يوم القيامة مؤمنا. والله تعالى أعلم.
34 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه أنبا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة أنه قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
35 -
وبهذا الإسناد عن ابن شهاب عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث أبي بكر ولم يذكر النهبة.
رواه البخاري في الصحيح من حديث يحيى بن بكير؛
ورواه مسلم من وجه آخر عن الليث.
وإنما أراد-والله تعالى أعلم- «وهو مؤمن» مطلق الإيمان، لكنه ناقص
34 - أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه (ت 345)(سير 16/ 479) والزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب، وعقيل هو ابن خالد الأيلي، والليث هو ابن سعد، ويحيى هو ابن عبد الله بن بكير.
والحديث أخرجه البخاري (5/ 119 فتح) عن سعيد بن عفير عن الليث به مرفوعا.
35 -
أبو سلمة هو ابن عبد الرحمن الزهري، وسعيد هو ابن المسيب.
والحديث أخرجه البخاري (12/ 58) فتح عن يحيى بن بكير، مسلم (ص 76) عن عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد عن أبيه عن جده به.
الإيمان بما ارتكب من الكبيرة، وترك من الانزجار عنها، ولا يوجب ذلك تكفيرا بالله عز وجل-مضى شرحه. وكل موضع من كتاب أو سنة ورد فيه تشديد على من ترك فريضة، أو ارتكب كبيرة، فإن المراد به نقصان الإيمان. فقد قال الله عز وجل:
{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} [النساء:
48،116].
وذكرنا في «كتاب الإيمان» من الأخبار والآثار التي تدل على صحة ما ذكرنا من التأويل ما فيه كفاية. وبالله التوفيق.
وذكر الحليمي-رحمه الله تعالى-ها هنا آثار تدل على أن الطاعات من الإيمان، وإن الإيمان يزيد وينقص، وأن أهل الإيمان يتفاضلون في الإيمان، ونحن قد ذكرناها في «كتاب الإيمان» ونشير إلى طرق منها ها هنا بمشيئة الله عز وجل.
36 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبا محمد بن عيسى بن السّكن ثنا موسى بن عمران ثنا ابن المبارك، عن ابن شوذب، عن محمد بن جحادة، عن سلمة بن كهيل، عن هزيل بن شرحبيل، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عن:
«لو وزن إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم» .
37 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق ثنا محمد بن أيوب أنبا
36 - محمد بن عيسى بن السكن أبو بكر الواسطي الشهير ب (ابن أبي قماش)(خط 2/ 400)(ت 287).
والحديث أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (ص 102)، وخيثمة الإطرابلسي في فضائل أبي بكر الصديق (ص 133) وانظر (علل الدارقطني) 2/ 223.
37 -
محمد بن أيوب الكلابي أبو هريرة الواسطي (تقريب)، وسهل بن بكار (سير 10/ 422) ولينظر من (محمد بن طلحة).
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (108) عن أبي أسامة عن محمد بن طلحة عن زبيد عن ذربه.-
سهل بن بكار، عن محمد بن طلحة عن زبيد عن ذرّ قال:
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ربما أخذ بيد الرجل والرجلين يقول: «تعالوا نزداد إيمانا» .
38 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبا بشر بن موسى، أنبا هوذة بن خليفة ثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند قال قال عليّ رضي الله عنه:
«إن الإيمان يبدأ لمظة بيضاء في القلب، فكلّما ازداد الإيمان عظما، ازداد ذلك البياض. فإذا استكمل الإيمان ابيضّ القلب كلّه، وإنّ النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب، فكلما ازداد النفاق عظما، ازداد ذلك السواد، فإذا استكمل النفاق اسودّ القلب كلّه. وايم الله! لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود. قال: واللمظة هي الذوقة، وهو أن يلمظ الإنسان أو الدابة شيئا يسيرا. أي يتذوّقه، فكذلك القلب يدخله من الإيمان شيء يسير ثم يتّسع فيه فيكثر.
39 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، ثنا عبيد الله بن غنام بن حفص بن غياث ثنا سفيان بن وكيع ثنا
37 - وقال الألباني: سائر الرواة رجال الشيخين غير أن ذر وهو ابن عبد الله المرهبي لم يدرك عمر.
قلت:
هو زر بن حبيش وليس ذر بن عبد الله وقد جاء مصرحا به في الشريعة للآجري (ص 112) من طريق يزيد بن هارون عن محمد بن طلحة به وعليه فالحديث صحيح والحمد لله.
38 -
اللّمظة: بالضم مثل النّكتة من البياض ومنه فرس ألمظ إذا كان بجحفلته بياض يسير. كذا بالنهاية لابن الأثير، بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة أبو علي البغدادي (ت 288)(سير 13/ 352)، وعوف هو ابن أبي جميلة.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (8) عن أبي أسامة عن عوف به.
وقال الألباني منقطع الإسناد بين عبد الله وعلي كما في التقريب والخلاصة.
39 -
أبو زكريا بن أبي إسحاق هو يحيى بن إبراهيم بن محمد (سير 17/ 295)، أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، عبيد الله بن غنام بن حفص بن غياث (سير 13/ 558).
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في اليقين طبع بدار الكتب العلمية.
سفيان بن عيينة، عن محمد بن سوقة عن العلاء بن عبد الرحمن قال:
قام رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال:
«يا أمير المؤمنين! ما الإيمان؟
فقال: الإيمان على أربع دعائم: على الصبر والعدل واليقين والجهاد.
ثم ذكر تقسيم كل واحدة من هذه الدعائم.
وقد روينا من أوجه أخر عن عليّ.
40 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني، أنبا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق، قال: قال عليّ-رضي الله عنه:
«الصبر من الإيمان بمنزلة الرّاس من الجسد. فإذا ذهب الصّبر ذهب الإيمان» .
40 - أبو الحسن الطرائفي هو أحمد بن محمد بن عبدوس سبق (12)، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي، وعمرو بن قيس هو الملائي، وأبو خالد الأحمر هو: سليمان بن حيان.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة (130) عن أبي خالد الأحمر به.
وقال الألباني:
الإسناد ثقات غير أن أبا إسحاق وهو السبيعي كان اختلط ولم يسمع من علي رضي الله عنه ثم هو مدلس.
41 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني، ثنا أبو الحسن الطرائفي، أنبا عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله بن رجاء البصري، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي ليلى، قال: قال حجر بن عدي: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول:
42 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني، أنبا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا ابن نمير، ثنا محمد بن أبي إسماعيل عن معقل الخثعمي قال: أتى عليّا رضي الله عنه رجل وهو في الرحبة، فقال: يا أمير المؤمنين! ما ترى في امرأة لا تصلي؟
قال: «من لم يصلّ فهو كافر» .
43 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني، أنبا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا شريك عن عاصم عن زرّ عن عبد الله بن مسعود قال:
وقد روينا عن بريدة بن حصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
«العهد الذي بيننا وبينهم الصّلاة؛ فمن تركها فقد كفر» .
وإنما أراد-والله تعالى أعلم-كفرا يكون نقيض الإيمان لله تعالى بترك
41 - أبو ليلى هو الكندي، وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (123) عن وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن غلام للحجر أن حجرا رأى ابنا له خرج من الغائط فقال يا غلام ناولني الصحيفة من الكوة سمعت عليا يقول:
42 -
أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (126) عن ابن نمير عن محمد بن أبي إسماعيل به.
وقال الألباني هذا لا يصح عن علي وعلته (معقل) هذا قال (الحافظ) مجهول.
43 -
عاصم هو ابن بهدلة وشريك هو ابن عبد الله النخعي.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (47) عن شريك عن عاصم به.
وقال الألباني شريك هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه.
وقول البيهقي: وقد روينا عن بريدة بن حصيب
…
» الخ.
أخرجه الترمذي (2621)، وابن ماجة (1079)، أحمد (5/ 346)، والمصنف في السنن الكبرى له (3/ 366)، والحاكم في المستدرك (1/ 6 و 7)، وابن أبي شيبة في الإيمان (46) وصحح الألباني إسناده.
شعبة من شعبه، ولم يرد به كفرا يكون نقيض الإيمان بالله إذا لم يجحد فرضها، ويشبه أن يكون تخصيصه الصّلاة بالذكر لوجوب القتل بتركها كوجوبه بترك الإيمان بالله تعالى.
44 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر بن إسحاق أنبا بشر بن موسى ثنا أبو نعيم ثنا الأعمش، عن جامع بن شداد، عن الأسود بن هلال قال: قال معاذ بن جبل لأصحابه:
«اجلسوا بنا نؤمن-أظنّه قال-ساعة، أي نذكر الله» .
45 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر بن إسحاق، أنبا محمد بن أيوب أنبا عبد الله بن الجرّاح، وثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن شباك، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله أنه قال:
46 -
أخبرنا عبد الله، أنبا أبو بكر، أنبا محمد بن أيوب ثنا عبد الله بن الجراح، ثنا ابن الحمّاني ثنا شريك، عن هلال الوزّان، عن عبد الله بن عكيم، عن عبد الله-يعني ابن مسعود-أنه كان يقول:
44 - أبو نعيم هو الفضل بن دكين.
والحديث علقه البخاري (1/ 45 الفتح) وقال الحافظ وصله أحمد، وأبو بكر أيضا بسند صحيح إلى الأسود بن هلال، اه، وأخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (105).
45 -
عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه وعلقمة هو ابن قيس النخعي، وإبراهيم هو ابن يزيد بن قيس النخعي، ووالد محمد هو فضيل بن غزوان الضبي، ومحمد بن أيوب هو ابن يحيى بن الضريس.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (104) عن ابن فضيل عن أبيه عن سماك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه «امشوا بنا نزداد إيمانا» ولم يذكر في الإسناد «عبد الله بن مسعود» . وقال الألباني: إسناده حسن.
46 -
هلال هو ابن أبي حميد الوزان، وابن الحماني هو يحيى بن عبد الحميد، وأبو منصور النضروي هو العباس بن الفضل بن زكريا الضبي النضروي، وأحمد بن نجدة (سير 13/ 571).
والحديث في فتح الباري 1/ 48 وعزاه الحافظ لأحمد في الإيمان من طريق عبد الله بن عكيم عن عبد الله به.
وقال الحافظ اسناده صحيح وأخرجه الآجري في الشريعة (ص 112) من طريق وكيع عن شريك به.
47 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور شريك
…
فذكره بإسناده نحوه وزاد «يقينا وعلما» .
48 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي إملاء، أنبا عبد الله بن محمد بن الحسن النصرآباذي، ثنا عبد الله بن هاشم، ثنا وكيع ثنا الأعمش عن أبي ظبيان، عن علقمة، قال عبد الله بن مسعود:
«الصّبر نصف، الإيمان، واليقين الإيمان» .
وقد روي هذا من وجه آخر غير قويّ مرفوعا.
وروينا عن ابن مسعود من أقواله في هذا المعنى شواهد، وهو في «كتاب الإيمان» مذكور. من أراد الوقوف عليه، رجع إليه إن شاء الله.
49 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر بن إسحاق، أنبا بشر بن موسى، ثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن عمّار قال:
48 - أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي (ت 305)(عبر 2/ 129)، ولينظر من هو عبد الله بن محمد بن الحسن النصرآباذي، وعبد الله بن هاشم (ت 255)(سير 12/ 328)، وأبو ظبيان هو الحصين بن جندب، ووكيع هو ابن الجراح، وعبد الله بن هاشم هو الطوسي.
والحديث علقه البخاري (الفتح) 1/ 45) وقال الحافظ 1/ 48:
رواه الطبراني بسند صحيح
وأخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الزهد من حديثه مرفوعا ولا يثبت رفعه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/ 57) رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
49 -
عمار هو ابن ياسر رضي الله عنه، وسفيان الغالب أنه ابن سعيد الثوري ويحتمل أن يكون ابن عيينة.
والحديث في الترغيب والترهيب للأصبهاني رقم (59) بترقيمنا من طريق الحسين بن عبد الله الواسطي امام مسجد العوام عن عبد الرزاق عن معمر عن ابن إسحاق به مرفوعا.
فتح الباري 1/ 82 تعليقا وقال الحافظ:
رواه أحمد بن حنبل في كتاب الإيمان من طريق سفيان الثوري ورواه يعقوب بن أبي شيبة في مسنده من طريق شعبة.
وزهير بن معاوية كلهم عن أبي إسحاق السبيعي عن صلة بن زفر به.
وهكذا رويناه في جامع معمر عن أبي إسحاق.-
«ثلاثة من جمعهنّ فقد جمع الإيمان: الإنفاق من الإقتار، والإنصاف من النّفس، وبذل السّلام للعالم» .
50 -
أخبرنا أبو عبد الله، أنبا أبو بكر بن إسحاق ثنا محمد بن أيّوب، أنبا أحمد بن يونس، أنبا شيخ أهل المدينة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار أن عبد الله بن رواحة قال لصاحب له:
«تعال حتّى نؤمن ساعة.
قال: أو لسنا بمؤمنين؟.
قال: بلى، ولكنّا نذكر الله فنزداد إيمانا».
51 -
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله البيهقي، أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي ثنا داود بن الحسين البيهقي ثنا حميد بن زنجويه، ثنا
49 - وكذا حدث به عبد الرزاق في مصنفه عن معمر.
وحدث به عبد الرزاق بأخرة فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم كذا أخرجه البزار في مسنده وابن أبي حاتم في العلل كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي-هو عندنا الحسين بن عبد الله الواسطي-
وكذا رواه البغوي في شرح السنة من طريق أحمد بن كعب الواسطي.
وكذا أخرجه ابن الأعرابي في معجمه عن محمد بن الصباح الصنعاني ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعا.
واستغربه البزار وقال أبو زرعة هو خطأ.
قال الحافظ:
وهو معلول من حيث صناعة الإسناد لأن عبد الرزاق تغير بأخرة وسماع هؤلاء منه في حال تغيره إلا أنه مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع.
وقد رويناه مرفوعا من وجه آخر عن عمار أخرجه الطبراني في الكبير وفي إسناده ضعف.
قلت: قال الهيثمي في المجمع 1/ 57 في إسناده القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف.
50 -
أحمد هو ابن عبد الله بن يونس الكوفي.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (116) عن أبي أسامة عن موسى بن مسلم عن ابن سابط قال: كان عبد الله بن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول فذكره وقال الألباني: إسناده ضعيف لأن ابن سابط واسمه عبد الرحمن لم يدرك ابن رواحة فإن هذا مات في عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-شهيدا في غزوة مؤتة.
51 -
جندب هو ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه وأبو عمران هو عبد الملك بن حبيب، وحماد بن نجيح هو السدوسي.-
الحجّاج بن نصير ثنا حماد بن نجيح، عن أبي عمران الجوني، قال سمعت جندب البجليّ، قال:
52 -
قال
(1)
: وحدثنا حميد بن زنجويه ثنا عبيد الله بن موسى أنبا إسرائيل، عن منصور، عن طلحة، عن أبي حازم عن أبي هريرة قال:
53 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني، أنبا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد ثنا أحمد بن يونس ثنا إسماعيل بن عيّاش الحمصي، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه عن ابن عباس وأبي هريرة قالا:
54 -
وبإسناده
…
قال ثنا إسماعيل بن عيّاش ثنا حريز بن عثمان
51 - والحديث أخرجه ابن ماجة (61) عن علي بن محمد عن وكيع عن حماد بن نجيح وكان ثقة به دون قوله وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل الإيمان.
وقال البوصيري في الزوائد:
إسناد هذا الحديث صحيح رجاله ثقات.
52 -
أبو حازم هو سلمان الأشجعي الكوفي، وطلحة هو ابن مصرف ومنصور هو ابن المعتمر! وإسرائيل هو ابن يونس.
(1)
قائل قال هو: داود بن الحسين البيهقي.
53 -
والد عبد الوهاب هو مجاهد بن جبر المكي، وأحمد هو ابن عبد الله بن يونس.
والحديث أخرجه ابن ماجة (74) عن أبي عثمان البخاري سعيد بن سعد عن الهيثم بن خارجة عن إسماعيل يعني ابن عباس به.
وقال البوصيري:
إسناد هذا الحديث ضعيف.
54 -
الحارث بن مخمر أبو حبيب (الجرح 3/ 415)، (الثقات 4/ 131)، وأبو الدرداء هو عويمر رضي الله عنه.
الرحبي، عن أبي حبيب الحارث بن مخمر، عن أبي الدرداء قال:
55 -
وبإسناده
…
ثنا إسماعيل بن عيّاش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن ربيعة الحضرمي، عن أبي هريرة قال:
56 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر بن إسحاق، ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا أبو نصر التمّار ثنا حمّاد بن سلمة
وأخبرنا أبو بكر الأشناني، أنبا الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبيه عن جدّه عمير بن حبيب بن خماشة أنه قال:
«الإيمان يزيد وينقص،
فقيل له: وما زيادته؟ وما نقصانه؟
قال: إذا ذكرنا ربّنا وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيّعنا فذلك نقصانه
…
هذا لفظ حديث عفان».
57 -
أخبرنا الأشناني، أنبا الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا أبو بكر بن أبي
54 - والحديث أخرجه ابن ماجة (75) عن أبي عثمان البخاري عن الهيثم عن إسماعيل بن عباس عن حريز بن عثمان الرحبي عن الحارث [بن مخمر] أظنه عن مجاهد عن أبي الدرداء به.
تنبيه: وقع في ابن ماجة المطبوعة جرير بدل حريز وهو خطأ.
55 -
عبد الله الصواب أنه ابن رافع الحضرمي، وصفوان بن عمرو هو: ابن هرم الحمصي.
والحديث في اللآلئ المصنوعة (1/ 38) وعزاه السيوطي للمصنف في الشعب فقط.
56 -
عمير بن خماشة رضي الله عنه ذكره الحافظ في الإصابة، وأبو جعفر هو عمير بن يزيد الخطمي، وعفان هو ابن مسلم، وأبو نصر هو عبد الملك بن عبد العزيز التمار.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (14)، والآجري في الشريعة (ص 111، ص 112) من طريق حماد بن سلمة به.
57 -
الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (104) عن ابن فضيل عن أبيه به.
وقال الألباني إسناده حسن.
شيبة ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن شباك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول لأصحابه:
58 -
وبإسناده
…
ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:
«ما نقصت أمانة عبد قطّ إلاّ نقص من إيمانه» .
59 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر بن إسحاق أنبا محمد بن أيّوب، أنبا شيبان، أنبا جرير ثنا عيسى بن عاصم، عن عديّ بن عديّ أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه:
60 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر بن إسحاق، أنبا بشر بن موسى ثنا عبد الصمد بن حسّان ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال:
«الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص» .
61 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني، أنبا أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن
58 - والد هشام: هو عروة بن الزبير الأسدي وسفيان يمكن أن يكون ابن سعيد الثوري أو ابن عيينة ووكيع هو ابن الجراح.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (10) عن وكيع وأخرجه الأصبهاني في الترغيب والترهيب (256) بترقيمي من طريق الحسن بن علي بن صالح.
كلاهما عن سفيان به.
59 -
جرير هو: ابن حازم، وشيبان هو ابن فروخ الحبطي.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (135) عن أبي أسامة عن جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم به وقال الألباني.
إسناده صحيح.
60 -
سفيان هو ابن سعيد الثوري، وعبد الصمد ذكره ابن حجر في التعجيل (ص 260).
61 -
ليث هو ابن أبي سليم، وعلي هو: ابن عبد الله بن جعفر المديني.
سعيد قال حدّثت عن علي بن المديني، عن خلف بن خليفة، عن ليث، عن مجاهد في قوله تعالى:
{وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة:260].
قال:
ورويناه أيضا عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي.
62 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو بكر بن إسحاق، أنبا يوسف بن يعقوب، أنبا سليمان بن حرب، ثنا أبو هلال ثنا بكر بن عبد الله المزني قال: قال عيسى: عليه الصلاة والسلام لبعض الحواريين:
وهذا حين مشى على الماء، فتبعه واحد. فذهب يضع رجله، فإذا هو قد انغمر، فقال له عيسى عليه الصلاة والسلام:
63 -
أخبرنا أبو بكر الأشناني أنبا أبو الحسن الطرائفي، ثنا عثمان بن سعيد ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب، عن ليث، عن عبد الرحمن بن سابط قال:
«والله ما أرى إيمان أهل الأرض يعدل إيمان أبي بكر رضي الله عنه، ولا أرى إيمان مكّة يعدل إيمان عطاء» .
64 -
أخبرنا أبو عبد الله البيهقي، أنبا أبو حامد أحمد بن محمد بن
61 - والحديث أخرجه الطبري في التفسير (3/ 51) حلبي عن صالح بن مسمار عن زيد بن الحباب عن خلف بن خليفة عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد وإبراهيم به.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور (1/ 334 و 335) ل (سعيد بن منصور)، وابن جرير وابن المنذر والمصنف في الشعب.
62 -
الحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين (/2 ب-/3 أ).
63 -
عطاء هو ابن أبي رباح القرشي، وليث هو ابن أبي سليم، وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الحناط.
64 -
يعقوب بن أبي عباد (الجرح 9/ 848)، (الثقات 9/ 285)، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي، ونافع بن عمر بن عبد الله الجمحي (ت 169) تهذيب.
الحسين البيهقي، حدثنا داود بن الحسين البيهقي، حدثنا حميد بن زنجويه، ثنا يعقوب بن إسحاق بن أبي عباد ثنا نافع بن عمر قال:
«قيل لابن أبي مليكة إنّه يجالسك رجل يزعم أنّ إيمانه مثل إيمان جبريل عليه السلام.
قال: والله! لقد فضّل الله جبريل في الثناء فقال:
{إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ، ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ، مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ، وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ} [التكوير:19 - 22].
وتزعمون انّ إيمان (مهران)(1) -رجل كان يضرب في الخمر كلّ ساعة- مثل إيمان جبريل عليه السلام».
65 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصمّ ثنا أبو عتبة ثنا بقية أنبا عبد الملك بن أبي النعمان-شيخ من أهل الجزيرة-عن ميمون بن مهران قال:
«خاصمه رجل في الإرجاء، قال: فبينما هما على ذلك إذ سمعا امرأة تغنّي فقال ميمون: أين إيمان هذه من إيمان مريم بنت عمران؟.
قال: فلمّا قالها له انصرف الرّجل، ولم يزد عليه شيئا».
66 -
أخبرنا أبو عبد الله البيهقي أنبا أحمد بن محمد بن الحسين ثنا داود بن الحسين، ثنا حميد بن زنجويه ثنا عبيد الله بن موسى أنبا أبو بشر الحلبي، عن الحسن قال:
ذلك بأن الله تعالى قال:
65 - أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي (سير 12/ 584)، ولينظر من هو عبد الملك بن أبي النعمان.
66 -
لينظر من هو أبو بشر الحلبي.
والحديث في كنز العمال (11) أخرجه ابن النجار والديلمي وسعيد بن منصور عن أنس.
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10]
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله:
وقد روينا أيضا قولنا في الإيمان عن محمد بن الحنفية، وعطاء بن أبي رباح، والحسن، وابن سيرين، وعبيد بن عمير، ووهب بن منبه، وحبيب بن أبي ثابت، وغيرهم من أئمة المسلمين: الأوزاعي، ومالك، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم رحمهم الله.
67 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، أنبا أبو العباس الأصم، أنبا الربيع قال: قال الشافعي رحمه الله تعالى: في مسألة ذكرها في كتاب السير:
وقال:
في التّسمية على الذّبيحة والصّلاة على النّبي صلى الله عليه وسلم:
ولا أكره مع تسميته على الذّبيحة أن يقول: صلّى الله على رسوله، بل أحبّه له، لأنّ ذكر الله والصّلاة على رسول الله إيمان بالله، وعبادة له، يؤجر عليها إن شاء الله تعالى من قالها.
وروينا عن يوسف بن عبد الأحد عن الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول:
«الإيمان قول وّ عمل، يزيد وينقص» .
68 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني الزبير بن عبد الواحد، حدثني يوسف
…
فذكره.
67 - أبو سعيد بن أبي عمرو هو محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي (ت 421)، والربيع: هو ابن سليمان بن عبد الجبار المرادي.
68 -
الزبير بن عبد الواحد بن محمد الأسدأباذي أبو عبد الله (ت 347)(سير 15/ 570).
ولينظر من هو يوسف بن عبد الأحد.
69 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبا أبو علي الحسين بن صفوان، أنبا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا إبراهيم بن سعيد ثنا عبد الصمد بن النعمان ثنا هارون البربري عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:
«الإيمان قائد، والعمل سائق، والنّفس حرون فإذا ونى قائدها، لم تستقم لسائقها، وإذا ونى سائقها لم تستقم لقائدها. ولا يصلح هذا إلا مع هذا حتى تقدّم على الخير الإيمان بالله مع العمل لله، والعمل لله مع الإيمان بالله.
تابعه قبيصة بن عقبة عن هارون.
70 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبا إسماعيل بن محمد الصفّار ثنا محمد بن إسحاق الصّغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا أبو سنان، عن الضحاك في قوله تعالى:
{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ، وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10].
قال: العمل الصالح يرفع الكلام الطيب.
69 - لينظر من هو أبو علي الحسين بن صفوان، وعبد الصمد بن النعمان، أما إبراهيم بن سعيد فهو الجوهري، وعبد الله هو ابن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا.
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (86) ومن طريقه أخرجه المصنف.
70 -
الضحاك هو: ابن مزاحم الهلالي، وأبو سنان هو: سعيد بن سنان الشيباني الأصغر والحديث عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 246) لابن المبارك وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك به.