الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
292 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنبأ أبو عمرو بن نجيد، أنا أبو مسلم الكجي، أنا عبد الرحمن بن حماد الشعيثي، ثنا ابن عون، عن محمد، عن ابن عباس قال:
كل ما نهى الله عنه كبيرة.
هكذا قال: وكذا قال يحيى بن عتيق وهشام، عن محمد بن سيرين، عن ابن عباس.
293 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة قال:
كلّ ما عصي الله به فهو كبيرة.
وقد ذكر الطرفة فقال تعالى:
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ} [النور:30].
294 -
وبإسناده ثنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه قال:
قيل لابن عباس: الكبائر سبع قال: هي إلى السبعين أقرب.
قال البيهقي رحمه الله فيحتمل أن يكون هذا في تعظيم حرمات الله والترهيب عن ارتكابها، فأما الفرق بين الصغائر والكبائر فلا بدّ منه في أحكام الدنيا والآخرة على ما جاء به الكتاب والسنة.
فصل
«في أصحاب الكبائر من أهل القبلة إذا وافوا
القيامة بلا توبة قدموها»
قال أصحابنا رضي الله عنهم أمرهم إلى الله-تعالى جده-فإن شاء عفا عنهم مبتديا وإن شاء شفّع فيهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، وإن شاء أمر بإدخالهم النار فكانوا
292 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 146) لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني والمصنف من طرق عن ابن عباس.
294 -
عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 146) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والمصنف من طرق عن ابن عباس.
معذّبين مدة ثم أمر بإخراجهم منها إلى الجنة، إما بشفاعة وإمّا بغير شفاعة، ولا يخلّد في النار إلا الكفار، واستدلّوا بقول الله عز وجل:
{بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة:81].
وأخبر أن التخليد في النار إنّما هو لمن أحاطت به خطيئته والمؤمن صاحب الكبيرة أو الكبائر لم تحط به خطيئته، لأنّ رأس الخطايا هو الكفر، وهو غير موجود منه، فصحّ أنّه لا يخلّد في النار.
فإن قيل هذا معارض بقوله عز وجل:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ} [البقرة:82].
فوعد الجنة من جمع بين أصل الإيمان وفروعه. وصاحب الكبيرة أو الكبائر تارك الصالحات فصحّ أنّ وعد الجنة ليس له.
قيل له: المتعاطي لها إذا تاب منها ووافى القيامة تائبا تاركا للصالحات غير جامع بين الإيمان وفروعه، ومع ذلك فإنه يدخل الجنّة، وتوبته لا تقوم مقام ما ترك من الصالحات، لأنّه كان عليه أن يكون نازعا عن الشرّ أبدا. فإذا أقدم عليه وقتا، ثم نزع عنه وقتا، كان بذلك الفرد مبعضا وبعض الفرض لا يجوز أن يكون بدلا عن جميعه، وإذا جاز أن يمنّ الله تعالى على التائب فيكفّر بتوبته خطاياه، لم لا يجوز أن يمنّ على المصرّ فيكفّر بإيمانه الذي هو أحسن الحسنات خطاياه؟ ويكفّر بصلواته وما يأتي به الحسنات ما فرط منه مدّة من سيئاته؟ كما قال تعالى:
{إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} [هود:114].
ذلك وإنما افترقا في أنّ التائب مغفور له من غير تعذيب، والمصرّ قد يعذّب بذنبه مدة، ثم يدخل الجنة، لأنّ خبر الصادق بذلك ورد. واستدل أصحابنا بقوله تعالى:
{إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} [النساء:
48 و 116].
ولا يجوز أن يفرض في خبر الله خلف وبذلك وردت السنة أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
295 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا يحيى بن الربيع المكي، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي إدريس، عن عبادة بن الصامت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم في بيعة النساء:
أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة.
قال البيهقي رحمه الله: قوله «في بيعة النساء» أراد كما في بيعة النساء وهو قوله عز وجل:
وقوله: «من أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه» أراد به ما خلا الشرك كما أراد بقوله: «فعوقب به» ما خلا الشرك، فجعل الحدّ كفارة لما أصاب من الذنب بعد الشرك، وجعل ما لم يحدّ فيه موكولا إلى مشيئة الله عز وجل، إن شاء غفر له، وإن شاء عذّبه. ثم التعذيب لا يكون مؤبدا لدليل أخبار الشفاعة وما ورد في معناها من كتاب الله عز وجل.
فإن قيل: المعنى أنه يغفر الصغائر لمجتنب الكبائر، ولا يغفرها لمن لا يجتنب الكبائر كما قال في آية أخرى:
{إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً} [النساء:31].
295 - أخرجه البخاري (12/ 84 فتح) ومسلم (3/ 1333) من طريق ابن عيينة-به.
قيل: المراد بالكبائر التي شرط في المغفرة اجتنابها هي الشرك فهي في هذه الآية مطلقة، وتكفير السيئات بها مطلقة، وهما في الآية التي احتججنا بها في الموضعين مقيدتان فوجب الجمع بينهما وحمل المطلق على المقيد.
فإن قيل قد توعّد أصحاب الكبائر بالنار والخلود فيها، ولم يستثن منهم إلا التائبين فقال:
{وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ} إلى أن قال: {إِلاّ مَنْ تابَ} [الفرقان:68 - 70].
قيل: هذا الوعيد ينصرف إلى جميع ما تقدم ذكره فإن الله جلّ ثناؤه افتتح هذه الآية بذكر الشرك فقال:
{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ} [الفرقان:68].
فانصرف قوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ} إلى جميع ما تقدم ذكره ومن جمع بين هذه الكبائر هذا الوعيد. والذي يدل على هذا أنّه قال: {يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ} وإنّما أراد-والله أعلم-أنّ من جمع بين الشرك وغيره من الكبائر، جمع عليه مع عذاب الشرك عذاب الكبائر فيصير العذاب مضاعفا عليه ثم قال:{إِلاّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً} فذكر في التوبة الإيمان والعمل الصالح وذلك ليحبط الإيمان كفره ويحبط إصلاحه في الإيمان ما تقدم من إفساده في الكفر كما روينا فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن قيل: وقد قال:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها} [النساء:93].
قيل: قد ذهب أهل التفسير إلى أنّ هذه الآية نزلت فيمن قتل، وارتدّ عن الإسلام، وذهب بعض أصحابنا إلى أنّ الآية مقصورة على سببها.
296 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن محبوب الدّهان، ثنا الحسين بن
296 - قال الذهبي في التجريد (2/ 120) هشام بن ضبابة الكناني الليثي أخو مقيس. أسلم ووجد قتيلا من بني النجار وقال ابن إسحاق وغيره قتل في غزوة المريسيع قتله أنصاري وظنه من العدو. والحديث عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 195) للمصنف.
محمد بن هارون، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا يوسف بن بلال، ثنا محمد بن مروان، حدثني الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: أنّ مقيس بن ضبابة وجد أخاه هشام بن ضبابة مقتولا في بني النجار، وكان مسلما فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأرسل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا من بني فهر وقال له:
ائت بني النجار فأقرئهم منّي السّلام، وقل لهم: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم إن علمتم قاتل هشام أن تدفعوه إلى أخيه فيقتصّ منه، وإن لم تعلموا له قاتلا أن تدفعوا إليه ديته».
فأبلغهم الفهري ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا سمعا وطاعة لله ولرسوله. والله ما نعلم له قاتلا، ولكنا نؤدّي إليه ديته، قال: فأعطوه مائة من الإبل ثم انصرفا راجعين نحو المدينة، وبينهما وبين المدينة قريب فأتى الشيطان مقيس بن ضبابة فوسوس إليه فقال: أيّ شيء صنعت؟ تقبل دية أخيك فيكون عليك سبّة، أقتل الذي معك فيكون نفس مكان نفس، وفضل بالدية قال: فرمى إلى الفهري بصخرة، فشدخ رأسه ثم ركب بعيرا منها، وساق بقيتها راجعا مكة كافرا فجعل يقول في شعره.
قتلت به فهرا وحمّلت عقله
…
سراة بني النجار أرباب قارع
وأدركت ثاري واضطجعت موسدا
…
وكنت إلى الأوثان أول راجع
قال فنزلت فيه هذه الآية:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ} [النساء:93] إلى آخر الآية.
قال البيهقي رحمه الله: وجواب آخر وهو ما روينا عن أبي مجلز لا حق بن حميد وهو من كبار التابعين أنه قال في قوله:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ}
قال: هي جزاؤه فإن شاء الله أن يتجاوز عن جزائه فعل.
297 -
أخبرناه أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، أنا محمد بن بكر،
297 - أخرجه أبو داود (4276) عن أحمد بن يونس-به وأخرجه المصنف في البعث (45).
ثنا أبو داود، حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن سليمان التيمي، عن أبي مجلز، لا حق بن حميد فذكره.
وقد روي هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت إسناده.
قال البيهقي رحمه الله وبلغني عن أبي سليمان الخطابي البستي رحمه الله أنه قال: القرآن كله بمنزلة الكلمة الواحدة وما تقدم نزوله وما تأخر في وجوب العمل به سواء ما لم يقع بين الأول والآخر منافاة ولو جمع بين قوله: {وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ} وبين قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها} [النساء:193]. وألحق به قوله: {لِمَنْ يَشاءُ} لم يكن متناقضا، فشرط المشيئة قائم في الذنوب كلّها ما عدا الشرك.
وأيضا فإن قوله: {فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ} يحتمل أن يكون معناه {فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ} إن جازاه الله ولم يعف عنه. فالآية الأولى خبر لا يقع فيه الخلف والآية الأخرى وعد يرجى فيه العفو. والله أعلم.
298 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، قال:
سمعت عمر بن محمد الوكيل يقول: حدثني معاذ بن المثنى، ثنا سوار بن عبد الله، ثنا الأصمعي، قال: جاء عمرو بن عبيد إلى أبي عمرو بن أبي العلاء فقال له:
يا أبا عمرو! الله يخلف وعده؟ قال: لن يخلف الله وعده، قال عمرو:
فقد قال: قال أين؟ فذكر آية وعيد لم يحفظها عمرو فقال أبو عمرو: من العجمة أتيت، الوعد غير الإيعاد، ثم أنشد أبو عمرو:
وإنّي وإن أوعدته أو وعدته
…
سأخلف إيعادي وأنجز موعدي
قال البيهقي رحمه الله فإن قيل: فقد قال الله سبحانه:
{وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها} [النساء:
14].
قيل هكذا نقول الحدود اسم جمع وإنما يصير متعديا لحدود الله تعالى اجمع بترك الإيمان وتارك الإيمان يخلد في النار.
فإن قيل: قد قال:
{وَإِنَّ الْفُجّارَ لَفِي جَحِيمٍ يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ} [الانفطار:14 - 16].
قيل: وقد قال:
{إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ} [الانفطار:13].
والفاسق المؤمن برّ بإيمانه،
فإن قيل ليس برّا مطلقا.
قيل: وكذلك ليس بفاجر مطلقا.
فإن قيل: فجوره أحبط إيمانه.
قيل: ليس الفصل بين هذا القول وبين من يقول من المرجئة انّ إيمانه أحبط فجوره، فدلّ أنّه أراد بالفجّار الذين قابل بينهم وبين الأبرار الكفّار، لأنّ رأس البرّ الإيمان، وكذلك رأس الفجور الكفر، والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله الله عز وجل:
{إِنّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً} [الكهف:30].
وقوله: {لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ} [آل عمران:195].
وقوله: {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40].
وقوله: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ} [الزلزلة:7].
وقوله: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً} [آل عمران:
30].
وقوله: {فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ} [الحديد:7].
وقوله: {وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنّاتٍ} [التوبة:72].
وقوله: {هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ} [الرحمن:60].
فهذه الآيات وما ورد منها في معناها كلها تدلّ على أن الله تعالى لا يضيع
أجر من أحسن عملا، وأحسن الأعمال الإيمان بالله وبرسوله.
ومن قال: بتخليد المؤمن في النار كان قد أضاع أجر عمله، ولم يجعل له عوضا. ولأنا وجدنا الله عز وجل وعد على الطاعات ثوابا، وعلى المعاصي عقابا فليس لأحد أن يقول يرى ما عمل من المعاصي دون ما عمل من الطاعات، وقد عملهما جميعا إلاّ ولآخر أن يعكس ذلك فلا يجد القائل بذلك فضلا ولأنّا قد أجمعنا على حصول طاعاته، واختلفنا في زوال حكمها فلا يرفع حكم ما تيقنّاه من حصول الطاعات بمعصية لا تنفيها ولا تضادها.
واحتجوا في إبطال الشفاعة بقوله عز وجل:
{ما لِلظّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ} [غافر:18].
فالظالمون ها هنا هم الكافرون، ويشهد لذلك مفتتح الآية إذ هي في ذكر الكافرين فإن احتجوا بقوله:{وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى} [الأنبياء:28].
قيل: هذا دليلنا لأنّ الفاسق مرتضى بإيمانه قال الله عز وجل:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا} [فاطر:32].
واصطفينا وارتضينا واحد في اللسان ثم قال: {فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ} أي من المصطفين ظالم لنفسه، والظلم هو الفسق فأخبر أنّ فيهم ظالما، وقال في قصّة يونس:{إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ} [الأنبياء:87].
وقد روينا من أوجه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا} قال: كلهم في الجنة وهو في الجزء السابع من كتاب البعث مذكور بشواهده.
وقيل معناه: {إِلاّ مَنِ ارْتَضى} أن يشفعوا له كما قال: {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].
قال الحليمي رحمه الله: ولا تحتمل الآية غير ذلك لأنّ المرتضين عند الله لا يحتاجون إلى شفاعة ملك ولا نبي، فصحّ أنّ المعنى ما قلناه. ولا يجوز أن يقال إن الله عز وجل لا يرتضي أن يشفع لصاحب الكبيرة لأنّ المذنب الذي يحتاج إلى الشفاعة، فكلّما كان ذنبه أكبر، كان إلى الشفاعة أحوج، فكيف
يجوز أن يكون اشتداد حاجته إلى الشفاعة حائلا بينه وبين الشفاعة؟ وليس امتناع الشفاعة للكافرين لأنّ ذنبه كبير ولكنه بجحده الباري المشفوع إليه، أو الرسول الشافع له، أو لأنّ الله تعالى أخبر أنّه لا يشفع فيه أحدا. وهذه المعاني كلها معدومة في صاحب الكبيرة من أهل القبلة.
وقوله: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً} [الانفطار:19]. لا يدفع الشفاعة لأنّ المراد بالملك الدفع بالقوة، وإنما الشفاعة تذلّل من الشافع للمشفوع عنده وإقامة الشفيع بذلك من المشفوع له، فلا يوم أليق به وأشبه بأحواله بيوم الدين.
وقد ورد عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في إثبات الشفاعة وإخراج قوم من أهل التوحيد من النار، وإدخالهم في الجنة أخبار صحيحة قد صارت من الاستفاضة والشهرة بحيث قاربت الأخبار المتواترة، وكذلك في مغفرة الله تبارك وتعالى جماعة من أهل الكبائر دون الشرك من غير تعذيب فضلا منه ورحمة والله واسع كريم.
قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا هذه الأخبار في كتاب «البعث والنشور» ونحن نشير ها هنا إلى طرف منها قال عز وجل لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} [الإسراء:79].
وروينا في الحديث الثابت عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله ما دلّ على أنّ ذلك في الشفاعة وكذلك عن حذيفة بن اليمان وابن عمر وغيرهم.
299 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس ثنا العباس الدوري، ثنا محمد بن عبيد، ثنا داود-ح.
وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي، ثنا جدي أبو عمرو، أنا محمد بن موسى الحلواني، ثنا عمرو بن علي، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا داود الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
299 - أخرجه أحمد (2/ 478) عن وكيع-به.
وفي رواية محمد بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال: هو المقام الذي يشفع فيه لأمّته.
300 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان، ثنا عبد الله بن أحمد الأهوازي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة في المسند، ثنا وكيع، عن إدريس الأودي، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال الشفاعة.
301 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر بن داود، قال:
سمعت عبدان يقول: هذه ممّا أنكروا علينا.
302 -
حدثنا أبو بكر في كتاب التفسير، ثنا وكيع، عن داود الزعافري، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
{عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً} قال الشفاعة.
قال البيهقي رحمه الله: إنما أنكروا عليه في الرواية الأولى لتفرده بها وأن سائر الناس رووه عن وكيع عن داود.
303 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفّار، ثنا الكديمي، ثنا محمد بن خالد بن عثمة، ثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن علي بن الحسين قال: حدثني رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
«تمدّ الأرض يوم القيامة لعظمة الرحمن جلّ ثناؤه، ولا يكون فيها لأحد إلاّ موضع قدمه، فأكون أوّل من يدعى، فأجد جبريل عليه السلام قائما عن يمين الرّحمن، لا والّذي نفسي بيده ما رأى الله قبلها. قال: فأقول يا ربّ إنّ هذا جاءني فزعم انّك أرسلته إليّ. قال: وجبريل ساكت قال: فيقول عز وجل:
صدق، أنا أرسلته إليك. حاجتك؟ فأقول يا ربّ إنّي تركت عبادا من عبادك قد عبدوك في أطراف البلاد، وذكروك في شعب الآكام، ينتظرون جواب ما أجيء به
302 - أخرجه أحمد (2/ 444) عن وكيع-به.
303 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 571) من طريق الزهري-به.
من عندك، فيقول أما إنّي لا أخزيك فيهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهذا المقام المحمود الّذي قال الله عز وجل: {عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» [الإسراء:79].
رواه جماعة عن إبراهيم بن سعد.
قال البيهقي رحمه الله: وتمامه في سائر الروايات الّتي وردت في الشفاعة وقال الله عز وجل {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى} . [الضحى:5].
وروينا من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم:
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم:36].
وقال عيسى ابن مريم: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ} [المائدة:118] الآية. فرفع يديه وقال اللهم أمّتي أمّتي وبكى. قال الله عز وجل: يا جبريل اذهب إلى محمد، وربك أعلم فسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال: وهو أعلم فقال الله تبارك وتعالى: يا جبريل اذهب إلى محمد فقل إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك.
304 -
أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ. أخبرني أبو محمد بن زياد العدل، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يونس بن عبد الأعلى، أنبا ابن وهب، حدثني عمرو بن الحارث أن بكر بن سوادة حدّثه عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو فذكره.
رواه مسلم في الصحيح عن يونس.
قال البيهقي رحمه الله: وروينا عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد الله أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي فذكرهنّ وقال فيهنّ:
وأعطيت الشفاعة».
305 -
أخبرناه أبو حازم الحافظ، أنا أبو عمرو بن مطر، أنا إبراهيم بن
304 - أخرجه مسلم (1/ 191) عن يونس بن عبد الأعلى الصدفي-به.
305 -
أخرجه البخاري (1/ 119) ومسلم (1/ 370) من طريق هشيم-به.
علي، أنا يحيى بن يحيى، أنا هشيم، عن سيّار عن يزيد الفقير فذكره، وهو مخرّج في الصحيحين.
306 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا روح بن عبادة، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ لكلّ نبي دعوة قد دعا بها في أمّته وإنّي اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي» .
رواه مسلم في الصحيح عن زهير وغيره عن روح.
وأخرجاه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرجه مسلم أيضا من حديث جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه أيضا عبد الرحمن بن أبي عقيل عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج مسلم حديث أبي بن كعب في قصة القراءة.
قال البيهقي رحمه الله: وقول النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لأمّتي اللهم اغفر لأمّتي وتأخير الدعوة الثالثة إلى يوم يرغب إليه فيه الخلق حتّى إبراهيم عليه السلام.
307 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الزعفراني، ثنا عفان بن مسلم، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا المختار بن فلفل، ثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه مسلم من وجه آخر عن المختار.
قال البيهقي رحمه الله: وقد روينا في معناه عن جابر بن عبد الله، وعبد الله بن سلام، وأبيّ بن كعب، وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
306 - أخرجه مسلم (1/ 190) عن زهير بن حرب وابن أبي خلف كلاهما عن روح-به.
وأخرجه البخاري (9/ 170) ومسلم (1/ 190) من حديث أبي هريرة.
307 -
أخرجه مسلم (1/ 188) من طريق سفيان عن المختار-به.
وهذا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يختصّ يوم القيامة بالشفاعة لأهل الجمع حتى يريحهم الله عز وجل من مكانهم الذي أقيموا فيه، ثم يشارك غيره من الأنبياء والملائكة والصديقين في الشفاعة لآحاد المسلمين وقد قيل إنّه يكون مخصوصا أيضا من بينهم بالشفاعة لأهل الكبائر من أهل التوحيد.
308 -
أخبرنا الأستاذ أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمّون، فيقولون لو استشفعنا إلى ربّنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم عليه السلام فيقولون يا آدم أنت أبو الناس خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيء، اشفع لنا إلى ربنا حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول إنّي لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب ولكن ائتوا نوحا عليه السلام أول رسول بعثه الله عز وجل فيأتون نوحا عليه السلام فيقول لست هناكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقول لست هناكم ويذكر لهم خطاياه، ولكن ائتوا موسى عليه السلام عبدا آتاه الله التوراة وكلّمه تكليما فيأتون موسى عليه السلام فيقول إنّي لست هناكم ويذكر لهم خطيئته التي أصاب، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه فيأتون عيسى عليه السلام فيقول لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عليه السلام عبدا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر فيأتوني فأنطلق، فأستأذن على ربّي عز وجل فيؤذن لي عليه، فإذا رأيت ربّي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفّع فأحمد ربّي بمحامد يعلّمنيه ثم اشفع فيحدّ لي حدّا فأدخلهم الجنة ثم أرجع فإذا رأيت ربّي تبارك وتعالى وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثمّ يقال ارفع محمد وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربّي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحدّ لي حدا فأدخلهم الجنّة ثم أرجع فإذا رأيت ربي وقعت له ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال:
308 - أخرجه البخاري (9/ 182) ومسلم (1/ 180) من طريق قتادة-به.
ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفّع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة حتى أرجع فأقول يا ربّ ما بقي في النار إلاّ من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود».
رواه البخاري ومسلم من حديث هشام الدستوائي وغيره.
وفي حديث أبي عوانة عن قتادة «يجمع الله الناس يوم القيامة» وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال: يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس ويبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون وما لا يحتملون ثم ذكر هذه القصة.
قال البيهقي رحمه الله: وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغم والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمّته.
وفي رواية معبد بن هلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ما دلّ على أنّ ذلك لأهل الكبائر من أمّته فإنّه قال في حديث: «فأقول ربي أمّتي أمّتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبّة من برّة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها» وقال في المرّة الثانية: «مثقال حبّة خردل من إيمان» وفي المرة الثالثة:
«فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار» .
309 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس قال:
يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتّى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير، ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من خير. ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شطر خردلة من خير.
قال البيهقي رحمه الله: وفي كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمّته.
310 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو طاهر المحمدآبادي، وأبو بكر القطان قالا حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا عبد الرزاق ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني بمكة، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» .
وروي ذلك عن أشعث الحدّاني، ومالك بن دينار، وثابت، وقتادة، وزياد النميري، ويزيد الرقاشي عن أنس بن مالك.
311 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا أبو حامد بن الشرقي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة، ثنا زهير بن محمد، عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر قال: قال رسول الله:
«شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي» .
قال البيهقي رحمه الله: وكذلك رواه الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد وزاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى} [الأنبياء:28]. فقال إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من أمّتي.
312 -
أخبرناه أبو عبد الله، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد المزكي، ثنا محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا يعقوب بن كعب الحلبي، قال:
حدثنا الوليد بن مسلم فذكره.
310 - أخرجه الحاكم (1/ 69) عن محمد بن علي بن عبد الحميد-به.
وأخرجه الترمذي (2435) من طريق عبد الرزاق-به وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه وأخرجه أبو داود (4739) من طريق أشعث الحراني عن أنس.
311 -
أخرجه الترمذي (2436) والحاكم (1/ 69) من طريق جعفر بن محمد-به.
وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه يستغرب من حديث جعفر بن محمد.
312 -
أخرجه الحاكم (2/ 382) عن محمد بن جعفر بن أحمد المزكي-به وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ولكن على شرط مسلم.
وأخرجه ابن ماجة (4310) من طريق الوليد-به دون ذكر الآية.
313 -
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا أبو معاوية.
قال: وأخبرني أبو عمرو، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب.
قال البيهقي رحمه الله: وكذلك رواه عمرو بن أبي سفيان عن أبي هريرة.
وبمعناه روى أبو ذر ومعاذ بن جبل وأبو موسى وعوف بن مالك وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
314 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا عارم بن الفضل، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يخرج قوما من النار بالشفاعة فينبتون كأنهم الثعارير قال: قيل لعمرو وما الثعارير؟ قال: الضغابيس» .
قال حماد وكان سقط فيه قال: حماد قلت لعمرو يا أبا محمد سمعت جابر بن عبد الله يقول إن الله عز وجل: (يخرج قوما من النار بالشفاعة) قال:
نعم.
رواه البخاري في الصحيح عن عارم. ورواه مسلم عن أبي الربيع عن حماد.
ورواه أيضا عمران بن حصين وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ببعض معناه.
313 - أخرجه مسلم (1/ 189) عن أبي كريب وابن أبي شيبة عن أبي معاوية-به.
314 -
أخرجه البخاري (8/ 143) ومسلم (1/ 178) من طريق حماد-به.
315 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، نا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي، ثنا إسحاق بن الحسن الحربي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا أبو عاصم محمد بن أبي أيوب الثقفي، ثنا يزيد الفقير قال: كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، وكنت رجلا شابّا فخرجنا في عصابة ذوي عدد، نريد الحجّ ثم نخرج على الناس فمررنا على المدينة. فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا إلى سارية وإذا قد ذكر الجهنميين فقلت له يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هذا الذي تحدثون؟ والله تعالى يقول:
{إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران:192].
و {كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها} [السجدة:20].
فما هذا الذي تقولون؟ فقال: أي بنّي تقرأ القرآن؟ فقلت نعم. فقال:
هل سمعت بمقام محمد صلى الله عليه وسلم المحمود الذي يبعثه الله فيه؟ قلت: نعم. قال:
فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار قال: ثم نعت وضع الصّراط، ومرّ الناس عليه فأخاف أن لا أكون حفظت ذلك غير أنه زعم أنّ قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها قال: فيخرجون كأنهم عيدان السماسم فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه، قال: فيخرجون كأنهم القراطيس البيض قال: فرجعنا فقلنا ويحكم أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فرجعنا فو الله ما خرج منّا رجل واحد.
رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن الفضل بن دكين.
316 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا محمد بن غالب، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا دخل أهل الجنّة الجنّة وأهل النّار النّار يقول الله عز وجل من كان في قلبه مثقال حبّة خردل من خير فأخرجوه فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمما، قال: فيلقون في نهر يقال له نهر الحياة قال فينبتون فيه كما الحبّة في حميل
315 - أخرجه مسلم (1/ 179) عن حجاج بن الشاعر عن الفضل بن دكين-به.
316 -
أخرجه مسلم (1/ 172) من طريق عفان عن وهيب-به.
السّيل فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا ترونها تنبت صفراء ملتوية».
رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل.
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب.
317 -
أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر بن إسحاق، ثنا موسى يعني ابن إسحاق الأنصاري، ثنا عبد الله بن أبي شيبة، ثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان، قال: قال قتادة سمعت أبا نضرة يحدث عن سمرة بن جندب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إنّ منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ومنهم من تأخذه إلى حجزته ومنهم من تأخذه إلى ترقوته» .
رواه مسلم عن ابن أبي شيبة.
وفي رواية سعيد عن قتادة (ومنهم من تأخذه النّار إلى ركبتيه).
قال البيهقي رحمه الله: وروينا في الحديث الثابت عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرؤية والصراط ومرور المؤمنين عليه ثم قولهم:
«أي ربّنا اخواننا كانوا يصلّون معنا، ويصومون معنا، ويحجّون معنا، ويجاهدون معنا، قد أخذتهم النّار فيقول اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه وتحرّم صورهم على النّار فيجدون الرّجل قد أخذته النّار إلى قدميه وإلى أنصاف ساقيه، وإلى ركبتيه وإلى حقويه، فيخرجون منها بشرا كثيرا ثمّ يعودون فيتكلّمون فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فأخرجوه فيخرجون بشرا كثيرا ثم يعودون فيتكلمون فلا يزال يقول ذلك حتى يقول اذهبوا وأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرّة فأخرجوه).
وكان أبو سعيد إذا حدّث بهذا الحديث يقول وإن لم تصدّقوني فاقرؤوا.
{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها} [النساء:40].
(فيقولون: ربّنا لم نذر فيها خيرا فيقول هو: بقي أرحم الراحمين قال:
317 - أخرجه مسلم (4/ 2185) عن أبي بكر بن أبي شيبة-به.
فيقول قد شفعت الملائكة، وشفع النبيّون، وشفع المؤمنون. فهل بقي إلاّ أرحم الرّاحمين؟ فيأخذ قبضة من النّار قال: فيخرج قوما قد عادوا حمما لم يعملوا لله عمل خير قطّ، فيطرحون في نهر الجنّة يقال له نهر الحياة، فينبتون فيه والّذي نفسي بيده كما ينبت الحبّة في حميل السّيل، ألم تروها وما يليها من الظلّ أصيفر وما يليها من الشّمس أخيضر؟ قلنا يا رسول الله كأنك كنت في الماشية؟ قال: فينبتون كذلك فيخرجون أمثال اللؤلؤ فيحلّون في رقابهم الخواتيم؟ ثمّ يرسلون في الجنة، هؤلاء الجهنّميون هؤلاء الذين أخرجهم الله من النّار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه قال الله عز وجل خذوا فلكم ما أخذتم فيأخذون حتى ينتهوا قال: ثم يقولون: لو يعطينا الله ما أخذنا! فيقول الله عز وجل: إنّي أعطيتكم أفضل ممّا أخذتم قال: فيقولون: أي ربّنا وما أفضل ممّا أخذنا؟ فيقول: رضواني فلا أسخط).
318 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق، قالا:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، أنا هشام بن سعد، أنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون.
قال البيهقي رحمه الله: وأخرجنا حديث سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال في آخرها: (فيقول له تمنّ فيتمنّى حتّى إذا انقطع به قال الله عز وجل من كذا وكذا فسل، يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله تعالى لك ذلك ومثله معه) قال أبو سعيد الخدري لأبي هريرة: إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لك ذلك وعشرة أمثاله» .
وروينا في حديث أبي صالح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن يخرج من النار:
«فيمكثون في الجنة حينا فيقال لهم: هل تشتهون شيئا؟ فيقولون: أن ترفع عنّا هذا الاسم فيرفع عنهم» .
318 - أخرجه مسلم (1/ 171) عن أبي بكر بن أبي شيبة عن جعفر بن عون-به.
319 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو طاهر المحمدآبادي، أنا العباس بن محمد، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن خالد عن عبيد الله، وأخرجاه من حديث جرير عن منصور.
قال البيهقي رحمه الله: وقد ذكرنا هذه الأخبار في كتاب «البعث والنشور» وبعضها في أبواب الشفاعة وبعضها في أبواب «آخر من يخرج من النار» وذكرنا معها غيرها وفيما ذكرناه ها هنا كفاية وبالله التوفيق.
320 -
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد القطّان، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، أنا أبو النعمان، ثنا سلام بن مسكين، ثنا أبو ظلال، عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنّ رجلا ينادي في النّار ألف سنة يا حنّان يا منّان فيقول الله لجبريل اذهب فأتني بعبدي هذا، قال: ذهب جبريل فوجد أهل النّار منكبّين يبكون قال: فرجع إليه فأخبر ربّه. قال: اذهب إليه فأتني به فإنّه في مكان كذا وكذا قال: فذهب فجاء به قال: يا عبدي كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ قال: يا ربّ شرّ مكان وشرّ مقيل. قال: ردّوا عبدي. قال: ما كنت أرجو أن تعيدني إليها إذا أخرجتني منها. قال الله لملائكته: دعوا عبدي).
قال البيهقي: هكذا روي في هذا الحديث وقد روينا حديث بشر بن
319 - أخرجه البخاري (13/ 474 فتح) عن محمد بن خالد عن عبيد الله-به وأخرجه البخاري (8/ 146) ومسلم (1/ 173) من طريق جرير-به.
320 -
أخرجه المصنف في البعث والنشور (57)، وأحمد (3/ 230) من طريق سلام بن مسكين- به.
المفضل عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
321 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو نضر الفقيه، ثنا نصر بن أحمد البغدادي، ثنا نصر بن علي الجهضمي قال: وأخبرني أبو النصر، ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي، ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام قالا: ثنا بشر بن المفضل فذكره.
رواه مسلم عن نصر بن علي ورواه سليمان التيمي عن أبي نضرة عن أبي سعيد أنّ النبي صلى الله عليه وسلم خطب فأتى على هذه الآية:
{إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى} [طه:74].
فقال معنى ما روينا وفي رواية أبي مسلمة عن أبي نضرة.
قال البيهقي رحمه الله: فيحتمل أن يكون هذا صنيعه ببعض أهل التوحيد الذين ارتكبوا الذنوب والخطايا، وكما في الحديث الأوّل إن صحّ إسناده صنيعه ببعضهم وكذلك ما روينا ها هنا وفي كتاب «البعث والنشور» من اختلاف حال من يخرج من النار إنما هو على حسب ذنوبهم وعلى مقدار ما أراد الله تعالى من عقوبتهم والله يعصمنا من النار بفضله ورحمته.
322 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا خالد بن يزيد، ثنا الأشعث بن جابر، قال: قلت للحسن يا أبا سعيد قول الله عز وجل:
321 - أخرجه مسلم (1/ 172) عن نصر بن علي الجهضمي-به.
322 -
عزاه السيوطي في الدر المنثور (2/ 280) لابن المنذر والمصنف في الشعب.
{يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النّارِ وَما هُمْ بِخارِجِينَ} [المائدة:37].
قال: فضرب بيده على فخذي فقال: إنّ أولئك أهلها إنّما هؤلاء قوم أصابوا ذنوبا لم يؤخذ منهم فينتقم منهم على الصراط ثم عفا عنهم.
وروي أنّ جابرا أجاب بمثل هذا.
323 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أيوب بن عتبة، عن قيس بن طلق بن علي عن أبيه كنت من أشدّ النّاس تكذيبا بالشفاعة، حتّى أتيت جابر بن عبد الله فقرأت عليه كلّ آية أقدر عليها في ذكر خلود أهل النّار فيها. فقال لي: يا طلق أنت أعلم بكتاب الله منّي وأعلم بسنّة النبي صلى الله عليه وسلم منّي انّ الّذي قرأت لهم أهلها ولكن هؤلاء أصابوا ذنوبا فعذّبوا ثم أخرجوا منها ونحن نقرأ كما قرأت.
وشاهده عن جابر بن عبد الله قد مضى في هذا الجزء.
324 -
أخبرنا علي بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا عبيد بن شريك، ثنا نعيم بن حماد، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«يخرج قوم من النّار بعد ما امتحشوا فيدخلون الجنّة» .
قال عمرو بن دينار: قال عبيد بن عمير: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يخرج قوم من النّار فيدخلون الجنة» قال: فقال له رجل يا أبا عاصم ما هذا الحديث الذي تحدث به قال: فقال عبيد بن عمير إليك عنّي يا علج! فلو لم أسمعه من ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما حدّثته.
325 -
قال سفيان: قدم علينا عمرو بن عبيد ومعه رجل تابع له على هواه قال: فدخل عمرو بن عبيد الحجر فصلّى فيه وخرج صاحبه فقام على عمرو بن دينار وهو يحدّث هذا عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى عمرو بن عبيد فقال له: يا ضالّ أما كنت تخبرنا أنه لا يخرج من النار أحد، قال بلى، قال: فهوذا عمرو بن دينار يزعم أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال
324 - أخرجه مسلم (1/ 178) من طريق سفيان بن عيينة-به بلفظ.