الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الاستثناء في الإيمان
.
71 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب، ثنا سعيد بن مسعود، ثنا عبيد الله بن موسى أنبا شعبة، عن سلمة بن كهيل، عن إبراهيم، عن علقمة، قال: قال رجل عن عبد الله بن مسعود:
«أنا مؤمن» .
قال:
«قل إنّي في الجنّة! ولكنّا نقول: آمنّا بالله وملائكته وكتبه ورسله» .
72 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن عليّ بن دحيم الشّيباني ثنا إبراهيم بن إسحاق الزّهري ثنا عبيد الله بن موسى ثنا إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم، قال: قال رجل لعلقمة:
«أمؤمن أنت؟.
قال: أرجو إن شاء الله».
وقد روينا هذا عن جماعة من الصّحابة والتابعين والسّلف الصّالح رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وروينا عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه خطبهم فقال:
«أنتم المؤمنون، أنتم أهل الجنّة، والله إنّي لأطمع أن يكون عامّة من تصيبون من أهل فارس والرّوم في الجنّة، لأنّ أحدهم يعمل لكم العمل
71 - أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي (ت 346)(الوافي 2/ 41، شذرات 2/ 373).
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (22) عن غندر عن شعبة به.
وقال الألباني موقوف صحيح الإسناد، وأخرجه عبد الرزاق (20106) عن معمر عن الأعمش عن شقيق به بنحوه.
72 -
محمد بن علي بن دحيم الشيباني هو أبو جعفر الكوفي سبق (4)، وإبراهيم بن إسحاق الزهري.
فتقول: أحسنت، رحمك الله! أحسنت، بارك الله فيك! والله يقول»:
{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ} [الشورى:26].
73 -
أخبرنا أبو محمد المؤمّلي، أنبا أبو عثمان البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب نا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش، عن شقيق، عن سلمة بن سبرة، قال:
«خطبنا معاذ
…
فذكره».
وفي هذا انه يخاطب الجماعة بذلك، ولم يعيّن به شخصا، وقد رجع في آخر الحديث إلى الاستثناء في دخول الجنّة فقال:«إنّي لأطمع» .
74 -
وأخبرنا أبو عبد الله بن عبد الله السّديري، أنبا أبو حامد الخسروجردي، ثنا داود بن الحسين الخسروجردي ثنا حميد بن زنجويه ثنا أبو شيخ الحرّاني ثنا محمّد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن سعيد بن يسار، قال:
«بلغ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رجلا يزعم انّه مؤمن فكتب إلى أميره أن ابعثه إليّ. فلمّا قدم عليه، قال: أنت الّذي تزعم انّك مؤمن؟.
قال: نعم، والله يا أمير المؤمنين!
قال: ويحك! وممّ ذاك؟.
قال: أو لم تكونوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصنافا: مشرك، ومنافق، ومؤمن.
فمن أيّهم كنت؟.
قال: فمدّ عمر يده إليه معرفة لما قال حتى أخذ بيده.
73 - أبو محمد الموصلي هو الحسن بن علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى.
أبو عثمان البصري هو عمرو بن عبيد الله، ولينظر من هو محمد بن عبد الوهاب، وسلمة بن سبرة (الجرح 4/ 162)، وشقيق هو ابن وائل.
والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان (33) عن عبد الله بن إدريس عن الأعمش به.
وقال الألباني في سنده جهالة، سلمة بن سبرة أورده ابن أبي حاتم في الجرح (1/ 162/2) برواية شقيق فقط عنه وكذا أورده ابن حبان في الثقات (1/ 73).
74 -
محمد بن إسحاق هو: ابن يسار المطلبي، ومحمد بن سلمة هو ابن عبد الله الحراني.
75 -
وبإسناده حدثنا حميد بن زنجويه، ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا عثمان بن الأسود. قال: قلت لعطاء بن أبي رباح: الرجل يقول: لا أدري أمؤمن أنا أم لا؟ قال: سبحان الله! قال الله تعالى:
{(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)} [البقرة:3].
فهو الغيب فمن آمن بالغيب، فهو مؤمن بالله.
قال الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي-رحمه الله-فهذا الذي روينا من إطلاق معاذ، وما روي مرسلا من تصويب عمر، وقول عطاء في تسمية من آمن بالله وبرسوله، بالمؤمن يرجع إلى الحال.
قال الحليمي-رحمه الله تعالى-:
لا ينبغي للمؤمن أن يمتنع من تسمية نفسه مؤمنا في الحال لأجل ما يخشاه من سوء العاقبة-نعوذ بالله منه-لأنّ ذلك وإن وقع وحبط ما قدّم من إيمانه، فليس ينقلب الموجود منه معدوما من أصله وإنّما يحبط أجره، ويبطل ثوابه.
وبسط الكلام في شرح ذلك.
وأما من أنكر من السلف إطلاق اسم الإيمان، فالموضع الذي يليق به ما قال: ان يقول الواحد: أنا مؤمن، وأعيش مؤمنا، وأموت مؤمنا، وألقى الله مؤمنا، ولا يستثني كان. ولذلك قال ابن مسعود: قل إنّي في الجنّة. لأنّ من مات مؤمنا، كان في الجنّة، وليس كلّ من كان مؤمنا ساعة من عمره أو يوما أو سنة، كان في الجنّة، فعلمنا أن عبد الله إنّما قال هذا لمن اتّكل على إيمانه، فقطع بأنّه مؤمن مطلق في عامّة أحواله وأوقاته، فلا يعيش إلاّ مؤمنا، ولا يموت إلاّ مؤمنا، ولم يكل أمره إلى الله عز وجل.
فأما قول المؤمن: أنا الآن مؤمن فليس ممّا ينكر، وإنّما يصحّ الاستثناء إذا كان الخبر عن المستقبل خاصة، فيكون المعنى أرجو أن يمنّ عليّ بالتثبت ولا يسلبني هدايته بعد أن آتانيها.
قال: وللاستثناء موضع آخر يصحّ فيه ويحسن، وهو أن يردّ على كمال الإيمان لا على أصله وأسّه، كما روي أن رجلا سأل قتادة: أمؤمن أنت؟ فقال:
أما أنا فأؤمن بالله، وملائكته، وبكتبه، وبرسله، وبالبعث بعد الموت، وبالقدر خيره وشرّه أما الصفة التي ذكرها الله عز وجل:
{(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
…
)} قرأ الآيات إلى قوله- {(أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا، لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)} [الأنفال:2 - 4].
فلا أدري أنا منهم أو لا.
فقد أبان قتادة أنه قد آمن الإيمان الذي يبعده عن الكفر، ولكنه لا يدري استكمل الأوصاف التى حكى الله تعالى بها قوما من المؤمنين، فأوجب لهم بها المغفرة والدرجات وكان ذلك مشككا منه في الاستكمال الذي يوجب له الدرجات، لا في مجانية الكفر الذي يسقط عنه العذاب فمن وضع الاستثناء في أحد هذين الموضعين فليس من الشكاك.
قال: الحافظ أبو بكر البيهقي-رحمه الله:
وقد روينا معنى هذا عن الحسن البصري.
76 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو أحمد الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن شاذان الهاشمي، ثنا أحمد بن نصر المقري الزاهد ثنا عبد الله بن عبد الجبار الحمصي، ثنا بقية بن الوليد عن تمام بن نجيح قال:
سأل رجل الحسن البصري عن الإيمان فقال:
وإن كنت تسألني عن قول الله عز وجل:
{(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
…
)} الآيات، قرأ إلى {(أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا)} [الأنفال:2 - 4].
فو الله ما أدري أنا منهم أو لا.
76 - محمد بن شاذان الهاشمي أبو العباس (سير 14/ 262)، وأحمد بن نصر هو ابن زياد القرشي.
77 -
أخبرنا أبو منصور الفقيه، أنبا أبو أحمد بن إسحاق الحافظ، قال سمعت أبا العباس الثقفي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول:
«هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة بقولهم فذكر الحكاية
قال:
قال: الإمام الحافظ البيهقي-رحمه الله:
وروينا عن وكيع انه قال:
كان سفيان الثوري يقول:
أنا مؤمن، وأهل القبلة كلّهم مؤمنون في النكاح والدية والمواريث. ولا يقول: أنا مؤمن عند الله عز وجل. والمراد بهذا-والله أعلم-انّ الله عز وجل يعلم إلى ما يصير أمره في المستقبل وهو لا يعلم، فيكل الأمر فيما لا يعلم إلى عالمه، ويخبر عما هو عليه في الحال-وبالله تعالى التوفيق.
77 - محمد بن إسحاق الثقفي السراج أبو العباس خط (1/ 248).