المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل«في عذاب القبر» - شعب الإيمان - ت زغلول - جـ ١

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌تصدير

- ‌مخطوطات الكتابوالمطبوع منه

- ‌المقدمة

- ‌مقارنة بين هذا الكتابوالطبعة الوحيدة التي طبعت منه

- ‌منهج العمل في الكتاب

- ‌نبذة عن كتابشعب الإيمان

- ‌نبذة عن الحافظ البيهقيومصنفاته

- ‌وفاته:

- ‌تحقيق تسمية الكتاب

- ‌باب ذكر الحديث الذي ورد في شعب الإيمان

- ‌باب حقيقة الإيمان

- ‌باب الدليل على أن التصديق بالقلب والإقرارباللسان أصل الإيمان، وأن كليهما شرط فيالنقل عن الكفر عند عدم العجز

- ‌باب الدليل على أن الطاعات كلها إيمان

- ‌باب الدليل على أن الإيمان والإسلام علىالإطلاق عبارتان عن دين واحد

- ‌باب القول في زيادة الإيمان ونقصانه وتفاضلأهل الإيمان في إيمانهم

- ‌باب الاستثناء في الإيمان

- ‌باب ألفاظ الإيمان

- ‌فصل فيمن كفّر مسلما

- ‌باب القول في إيمان المقلّد والمرتاب

- ‌باب القول فيمن يكون مؤمنا بإيمان غبره

- ‌باب القول فيمن يصحّ إيمانه أو لا يصحّ

- ‌باب الدعاء إلى الإسلام

- ‌فصل في معرفة الله عز وجل ومعرفة صفاتهوأسمائه

- ‌بيان معاني أسماء الذات

- ‌أسامي صفات الذاتفمن أسامي صفات الذات الذي عاد إلى القدرة

- ‌ومن أسامي صفات الذات ما هو للعلم ومعناه

- ‌ومن أسامي صفات الذات ما يعود إلى الإرادة

- ‌أسامي صفات الفعل

- ‌فصلفي الإشارة إلى أطراف الأدلةفي معرفة الله عز وجل وفي حدث العالم

- ‌فصل«في معرفة الملائكة»

- ‌ذكر حديث جمع القرآن

- ‌فصلوإذا انقضى الحساب كان بعده وزن الأعمال

- ‌فصل«في بيان كبائر الذنوب وصغائرها وفواحشها»

- ‌فصل«في أصحاب الكبائر من أهل القبلة إذا وافواالقيامة بلا توبة قدموها»

- ‌فصل«فيما يجاوز الله عن عباده ولا يؤاخذهم به فضلا منه ورحمة

- ‌فصل«في القصاص من المظالم»

- ‌فصل«في كيفية انتهاء الحياة الأولى وابتداء الحياة الأخرىوصفة يوم القيامة»

- ‌فصلقد روينا عن ابن عباس أنّه قال:

- ‌فصلقال البيهقي رحمه الله:

- ‌فصل«في معنى قول الله عز وجل»

- ‌فصل«في قوله عز وجل»

- ‌فصل«في فداء المؤمن»

- ‌فصل«في أصحاب الأعراف»

- ‌فصلفيما يحق معرفته في هذا الباب أن تعلم أنّ الجنة والنار مخلوقتان معدّتانلأهلهما

- ‌فصل«في عذاب القبر»

- ‌معاني المحبة

- ‌فصل«في إدامة ذكر الله عز وجل»

- ‌الفصل الثانيفي ذكر آثار وأخبار وردتفي ذكر الله عز وجل

- ‌فصلقال الحليمي رحمه الله تعالى:

الفصل: ‌فصل«في عذاب القبر»

‌فصل

«في عذاب القبر»

وكل معذب في الآخرة من كافر ومؤمن، فإنّه يميّز بينه وبين من لا عذاب عليه عند نزول الملائكة عليه بقبض روحه، وفي حال القبض، وفي الموضع الذي يصار إليه روحه، وبعد ما يقبر. قال الله عز وجل:

{إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا} [فصلت:30] الآية وما بعدها.

قال مجاهد: ذلك عند الموت.

وقال في الكفار:

{وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال:50].

أي يقولون لهم هذا تعريضا لهم إيّاهم بأنهم يقدمون على عذاب الحريق وقال:

{وَلَوْ تَرى إِذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ} [الأنعام:93] الآية.

فدلت هذه الآيات على أنّ الكفار يعنّف عليهم في نزع أرواحهم، وإخراج أنفسهم ويعرفون مع ذلك أنّهم قادمون على الهون والعذاب الشديد، كما يرفق بالمؤمنين ويبشّرون بما هم قادمون عليه من الأمن والنعيم المقيم قال الله عز وجل:

{يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [إبراهيم:27] الآية.

وروينا عن البراء بن عازب وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ ذلك في المؤمن إذا سئل في قبره.

وكذلك روي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وكذلك جاء في التفسير عن ابن عباس.

وقال الله تعالى:

ص: 354

{وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السّاعَةُ} [غافر:45] الآية.

وقال مجاهد: يعني بقوله: {يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا} ما كانت الدنيا.

وقال قتادة: يقال لهم: يا آل فرعون هذه منازلكم؛ توبيخا وصغارا ونقمة.

وقال في المنافقين:

{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ} .

وقال قتادة: عذاب في القبر وعذاب في النار.

وقال فيمن أعرض عن ذكر الله:

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى} [طه:124].

وروينا عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وموقوفا عليهما، ثم عن ابن مسعود وابن عباس من قولهما، أن ذلك في عذاب القبر.

وروينا عن عطاء في قوله:

{إِذاً لَأَذَقْناكَ ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ} [الإسراء:75].

قال: «ضعف الممات» : عذاب القبر.

وروينا عن ابن عباس في قوله:

{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ} .

قال: عذاب يوم القيامة.

وقد ذكرنا الأحاديث التي وردت في هذا الباب في كتاب «عذاب القبر» فأغني ذلك عن سياقها ها هنا لكنّا نذكر مقدار ما يتبيّن به المقصود بالباب وبالله التوفيق.

395 -

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو سعيد

395 - هذا الحديث أخرجه المصنف بنفس الإسناد في إثبات عذاب القبر (55).-

ص: 355

أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة. ثنا سعدان بن نصر، ثنا أبو معاوية الضرير. ثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان أبي عمر، عن البراء بن عازب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولّما يلحد، قال: فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كأنّ على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت به، قال: فرفع رأسه، وقال:

«استعيذوا بالله من عذاب القبر، فإنّ الرّجل المؤمن إذا كان في انقطاع من الدّنيا واقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السّماء بيض الوجوه وكأنّ وجوههم الشّمس معهم حنوط من حنوط الجنّة، وكفن من كفن الجنّة، حىّ يجلسوا منه مدّ البصر، ثمّ يجيء ملك الموت، حتّى يجلس عند رأسه فيقول: أيّتها النّفس الطّيّبة! اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال فتخرج نفسه فتسيل كما تسيل القطرة من فم السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتّى يأخذها، فيجعلها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، وتخرج منها كأطيب نفحة ريح مسك وجدت على ظهر الأرض، فلا يمرّون بملأ من الملائكة إلاّ قالوا: ما هذه الرّيح الطيّبة! فيقولون فلان بن فلان! بأحسن أسمائه الّذي كان يسمّى بها في الدّنيا، حتّى ينتهي بها إلى السّماء الدّنيا، فيفتح له فيشيّعه من كلّ سماء مقرّبوها إلى السّماء الّتي تليها، حتّى ينتهي بها إلى السّماء السّابعة، فيقول الله عز وجل اكتبوا عبدي في علّيين في السّماء السّابعة، وأعيدوه إلى الأرض، فإنّي منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فى جلسانه، فيقولان: من ربّك؟ فيقول: ربّي الله، فيقولان: وما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان: ما هذا الرجل الّذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان وما يدريك فيقول: قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدّقت، قال: فينادى مناد من السّماء أن صدق عبدي فافرشوه من الجنّة، والبسوه من الجنّة، وافتحوا له بابا من الجنّة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مدّ بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه طيب الرّيح، فيقول له أبشر بالّذي يسرّك فهذا يومك الذي كنت توعد، فيقول من

395 - وأخرجه أبو داود (4753) وأحمد (4/ 287) والحاكم (1/ 37 و 39) وابن المبارك في الزهد (1219) من طريق الأعمش-به وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين.

ص: 356

أنت؟ فوجهك الوجه الّذي يأتي بالخير، فيقول: أنا عملك الصالح فيقول: ربّ أقم السّاعة! ربّ أقم السّاعة! حتّى أرجع إلى أهلي ومالي».

«وأمّا العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدّنيا، وإقبال من الآخرة. نزل إليه من السّماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، حتّى يجلسوا منه مدّ البصر، ثمّ يأتيه ملك الموت فيجلس عند رأسه، فيقول أيّتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه، قال: فتفرّق في جسده فينتزعها، ومعها العصب والعروق كما ينتزع السفّود من الصوف المبلول، فيأخذونها فيجعلونها في تلك المسوح، قال: ويخرج منها انتن من جيفة وجدت على وجه الأرض، فلا يمرّون بها على ملأ من الملائكة إلاّ قالوا ما هذه الروح الخبيثة! فيقولون فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتّى ينتهى بها إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماءِ} [الأعراف:40]. إلى آخر الآية. قال: فيقول الله تبارك وتعالى: اكتبوا كتابه في سجّين في الأرض السابعة السفلى، وأعيدوا إلى الأرض، فإنّا منها خلقناهم، وفيها نعيدهم، ومنها نخرجهم تارة أخرى. قال: فتطرح روحه طرحا ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ} [الحج:31] الآية. ثم تعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان، فيجلسانه، فيقولان له من ربّك؟ فيقول هاه هاه لا أدري! فيقولان له: ما دينك؟ فيقول هاه هاه لا أدري.

فيقولان: له ما هذا الرجل الّذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري! فينادي مناد من السّماء إن كذب فافرشوه من النّار، وألبسوه من النّار، وافتحوا له بابا من النّار، فيأتيه من حرّها وسمومها، ويضيّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه، قال: ويأتيه رجل قبيح الوجه منتن الريح فيقول: أبشر بالّذي يسوءك؛ هذا يومك الّذي كنت توعد، قال: فيقول من أنت؟ فوجهك الوجه الّذي يجيء بالشرّ فيقول: أنا عملك الخبيث. فيقول: ربّ لا تقم السّاعة، ربّ لا تقم السّاعة».

قال البيهقي رحمه الله: هذا حديث صحيح الإسناد.

وقد ذكرنا سوى هذا من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وأسماء بنت أبي بكر وغيرهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 357

ورواه عيسى بن المسيب عن عدي بن ثابت عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر فيه اسم الملكين فقال في ذكر المؤمن، «فيرد إلى مضجعه فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهم ويلحقان الأرض بأشفاههما أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيجلسانه ثم يقال له: يا هذا من ربّك». فذكره. وقال:

في ذكر الكافر: «فيأتيه منكر ونكير يثيران الأرض بأنيابهما، ويلحقان الأرض بأشفاههما، وأصواتهما كالرعد القاصف، وأبصارهما كالبرق الخاطف، فيجلسانه ثم يقولان له: يا هذا من ربّك؟ فيقول: لا أدري، فينادي من جانب القبر لا دريت ويضربانه بمرزبة من حديد لو اجتمع عليها من بين الخافقين لم يقلّوها يشتعل منها قبره نارا ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه» .

396 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني، ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا عيسى بن المسيب، حدثني عدي بن ثابت فذكره يزيد وينقص.

قال البيهقي رحمه الله: وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه اسم الملكين كذلك.

وروينا في الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أشعرت أنّه أوحي إليّ أنكم تفتنون في القبور» .

وروينا عن أسماء بنت أبي بكر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قد أوحي إليّ أنكم تفتنون في القبور قريبا من فتنة الدجال» .

وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في أخبار كثيرة أنّه كان يستعيذ بالله من عذاب القبر ومن فتنة القبر.

وروينا عن نافع عن صفية امرأة ابن عمر عن عائشة رضي الله عنها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا سعد بن معاذ» .

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن إسحاق، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع فذكره.

قال البيهقي رحمه الله: وروينا في حديث آخر أنّ ذلك لأنّه كان يقصّر في بعض الطهور من البول.

ص: 358

وفي سياق الأحاديث التي وردت في قبض المؤمن والكافر دلالة على أنهم يعبرون بالنفس عن الروح، وأنهما عبارتان عن شيء واحد، والبنية ليست من شرط الحياة والله تعالى قادر على إعادة الحياة في الأجزاء المتفرقة أو في بعضها، وتعذيب ما شاء منها إلى الوقت الذي شاء، وليس علينا إلاّ طاعة الله بالتسليم لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالله التوفيق.

397 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا هشام بن يوسف، عن عبد الله بن بحير القاص، عن هانئ مولى عثمان، قال: كان عثمان بن عفان إذا وقف على قبر بكى حتّى يبلّ لحيته، فقيل له تذكر الجنة والنار فلا يبكي وتبكي من هذا؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«القبر أوّل منازل الآخرة، فإن ينج منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه وقال: والله ما رأيت منظرا قطّ إلاّ والقبر أفظع منه» .

398 -

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن حسن الغضائري وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد قالا: ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا عثمان بن عمر، ثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، عن البراء عن أبي أيوب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين وجبت الشمس فقال:

«هذه أصوات يهود تعذّب في قبورها» .

أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة بن الحجاج.

399 -

أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا

397 - أخرجه المصنف بنفس الإسناد في إثبات عذاب القبر (246).

398 -

أخرجه المصنف في إثبات عذاب القبر (98) عن أبي عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو عبد الله محمد بن أبي طاهر الدقاق كلهم عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وباقي الإسناد سواء والحديث في البخاري برقم (1375 فتح) ومسلم برقم 2869.

399 -

أخرجه الترمذي (3355) عن أبي كريب عن حكام بن سلم-به وقال الترمذي: قال أبو كريب

ص: 359

أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا حكام، عن عمرو بن أبي قيس، عن الحجاج بن أرطأة، عن المنهال بن عمرو، عن زر، عن علي قال:

ما زلنا في شك من عذاب القبر حتى نزلت:

{أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ} [التكاثر:1،2].

تابعه الحسين بن عبد الأول عن حكام بن سلم.

400 -

أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا هشيم، عن يعلي بن عطاء، عن ميمون بن ميسرة، قال: كانت لأبي هريرة صرختان في كل يوم غدوة وعشية، كان يقول في أول النهار: ذهب الليل، وجاء النهار وعرض آل فرعون على النّار. فلا يسمع صوته أحد إلاّ استعاذ بالله من النّار، فإذا كان العشيّ قال: ذهب النّهار وجاء الليل وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمع صوته أحد إلاّ استعاذ بالله من النار.

401 -

أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب من أصل كتابه، ثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا عبدان بن محمد بن عيسى المروزي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا منصور بن عمار، ثنا هقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد قال: ينادي القبر كل يوم: أنا بيت الغربة، وبيت الدود والوحشة، وأنا حفرة من حفر النّار، أو روضة من رياض الجنّة.

وقال: تنادي النار يوم القيامة: يا نار أنضجي، يا نار أحرقي، يا نار كلي ولا تقتلي.

399 - عن حكام بن أسلم به. وقال الترمذي: قال أبو كريب مرة عن عمرو بن أبي قيس: هو رازي وعمرو بن قيس الملائي كوفي عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو وقال الترمذي: هذا حديث غريب.

تنبيه: في الترمذي المطبوعة (أسلم) بدلا من (سلم) وهو خطأ.

والحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في ابن كثير (8/ 494) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني عن حكام بن سلم الرازي-به.

والحديث في إثبات عذاب القبر للمصنف برقم (247).

400 -

الحديث بنفس الإسناد في إثبات عذاب القبر (62) تنبيه في إثبات عذاب القبر (ميمون بن ميسرة) بدلا من (ميمون بن أبي ميسرة)

ص: 360

وقال: إنّ المؤمن إذا وضع في لحده كلّمته الأرض من تحته فقال: والله لقد كنت أحبّك وأنت على ظهري، فكيف وقد صرت في بطني، فإذ وليتك فستعلم ما أصنع، فتتسع له مدّ بصره؛ وإذا وضع الكافر، قالت: والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم ما أصنع، فتضّمه ضمّة فتختلف منها أضلاعه.

402 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي، ثنا أبو يحيى البزار، ثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا عبد الصمد بن حسان، عن سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن محمد بن كعب القرظي قال:

إذا استنفقت حياة المؤمن جاءه ملك الموت فقال السّلام عليك يا وليّ الله إنّ الله يقرأ عليك السّلام قال: ثم قرأ هذه الآية:

{الَّذِينَ تَتَوَفّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32].

403 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن عيسى، ثنا أبو يحيى الخفاف، قال: سمعت مهرجان العابد، يقول سئل عبد الله بن المبارك عن قول الله عز وجل:

{تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44].

فحدثنا عن محمد بن مالك، عن البراء بن عازب قال: يوم يلقون ملك الموت ليس من مؤمن تقبض نفسه إلاّ سلّم عليه.

وقيل فيه غير ذلك وهو في «كتاب الرؤية» مذكور وبالله العصمة.

ص: 361

(10)

العاشر من شعب الإيمان

«وهو باب في محبّة الله عز وجل»

قال الله عز وجل:

{وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ} [البقرة:165].

قال البيهقي رحمه الله: فدلّ ذلك على أنّ حبّ الله جل جلاله من الإيمان، لأنّ قوله:

{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّهِ} .

إشارة إلى أنّ الإيمان يحرّك على حبّ الله جل جلاله ويدعو إليه، وقال الله جلّ ثناءه:

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ} [آل عمران:31].

فأبان أنّ اتّباع نبيّه صلى الله عليه وسلم من موجبات محبّة الله فإذا كان اتّباع النبي صلى الله عليه وسلم إيمانا، فقد وجب أن يكون حبّ الله الموجب له إيمانا، وقال الله عز وجل:

{قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ} [التوبة:24].

قال البيهقي رحمه الله: فأبان بهذا أنّ حبّ الله وحبّ رسوله والجهاد في سبيله فرض، وأنّه لا ينبغي أن يكون شيء سواه أحبّ إليهم منه، وبمثل ذلك جاءت السنّة.

404 -

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا

404 - أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 44) وأحمد (4/ 16) وابن حبان (9 موارد) وأبو نعيم في الحلية (6/ 286) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 408) رواه الطبراني والبزار بأسانيد ورجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح.

ص: 363

محمد بن الوليد بن مزيد البيروتي، أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي:

حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني هلال بن أبي ميمونة، حدثني عطاء بن يسار، حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعل الناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يأذن لهم؛ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما بال شقّ الشّجرة الّتي تلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الشّقّ الآخر؟ قال: فلا نرى من القوم إلاّ باكيا قال: فيقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أنّ الذي يستأذنك في نفسي بعد هذا لسفيه، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أشهد عند الله-وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده-ما منكم من أحد يؤمن بالله، ثمّ يسدد إلا سلك به في الجنة، وقد وعدني ربّي أن يّدخل من أمّتي الجنّة سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب، وأنّي لأرجو أن لا تدخلوها حتّى تتبوؤا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكن في الجنة» وذكر الحديث.

405 -

أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري، أخبرنا جدّي يحيى بن منصور القاضي، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن بشار العبدي، عن عبد الوهاب، ثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلاّ الله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يوقد له نار فيقذف فيها» .

لفظ حديث محمد بن بشار رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنّى عن عبد الوهاب الثقفي.

ورواه مسلم عن محمد بن بشار وغيره.

405 - أخرجه البخاري (1/ 10) عن محمد بن المثنى-به وأخرجه مسلم (1/ 66) عن محمد بن بشار وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن يحيى بن أبي عمر كلهم عن الثقفي عبد الوهاب-به.

ص: 364