الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ضعيف عن زر عن عبد الله مرفوعا وهو في السادس والثلاثين في التاريخ.
666 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثني عبد الله بن سعد، ثنا أحمد بن محمد بن عبيدة، ثنا سعيد بن يحيى، ثنا الحسين بن الحسن، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبرائيل عليه السلام عن الله عز وجل في تفسير لا حول ولا قوة إلاّ بالله: لا تحويل عن معصية الله إلى طاعة الله إلاّ بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلاّ بعون الله عز وجل.
667 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي العامري، ثنا أبو أسامة، حدثني حسين بن ذكوان، عن عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه البخاري في الصحيح.
الفصل الثاني
في ذكر آثار وأخبار وردت
في ذكر الله عز وجل
668 -
أخبرنا أبو زكريا بن إسحاق، أنبا أبو عبد الله بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، عن عبد الملك بن ميسرة، عن هلال بن يساف، عن عبد الله قال: لأن أسّبح تسبيحات أحبّ إليّ من أن أنفق عددهنّ دنانير في سبيل الله.
669 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، أخبر أنا أبو
667 - أخرجه البخاري (8/ 88) من طريق حسين-به.
جعفر محمد بن علي بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله، أنا وكيع، عن الأعمش، عن عبد الملك بن أبي زيد، قال: جلس عبد الله بن عمرو وعبد الله بن مسعود فقال عبد الله بن مسعود: لأن آخذ في طريق أقول فيه سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله والله أكبر أحبّ إليّ من أن أنفق عددهنّ دنانير في سبيل الله، فقال عبد الله بن عمرو: ولأن آخذ في طريق فأقولهنّ أحبّ إلي من أن أحمل عددهنّ على الخيل في سبيل الله تعالى.
670 -
وبإسناده عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: قال رجل لسلمان: أيّ الأعمال أفضل؟ قال: ذكر الله أكبر.
671 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا محمد بن عبيد، ثنا هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: سمعت ابن عباس وسأله رجل أيّ الأعمال أفضل؟ قال: ذكر الله أفضل.
فأعادها عليه ثلاث مرّات، ثم أنشأ يحدّث فقال: ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يدرسون كتاب الله، يتعاطونه بينهم إلاّ كانوا أضياف الله، وأظلّت عليه الملائكة بأجنحتها ما داموا فيه حتى يخوضوا في حديث غيره، وما سلك رجل في طريق يبتغي فيه العلم إلاّ سهّل الله له به سبيلا إلى الجنة، ومن بطّأ به عمله لم يسرع به نسبه.
672 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس هو الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار، أنا أبو العباس هو الأصم، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا ابن فضيل-ح.
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو هشام، ثنا محمد بن فضيل، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال:
سئل ابن عباس: أيّ العمل أفضل؟ قال: ذكر الله أكبر.
قال البيهقي رحمه الله: زاد أبو عبد الله في روايته ثم ردّها ثلاث مرّات ثم ذكر معنى ما روينا من حديث محمد بن عبيد.
671 - عزاه السيوطي في الدر المنثور (5/ 146) لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر والحاكم في الكنى والبيهقي في الشعب عن عنترة-به.
673 -
أخبرنا أبو الحسين، أنا الحسين، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا أبو هشام، ثنا ابن فضيل، ثنا فضيل بن مرزوق عن عطية:
قال هو قوله:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152].
فذكر الله إياكم أكبر من ذكركم إياه.
674 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني علي بن حمشاذ، أخبرني يزيد بن الهيثم، ثنا إبراهيم بن أبي الليث، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن عطاء بن السايب، عن عبد الله بن ربيّعة قال: سألني ابن عباس عن قول الله عز وجل:
{وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45].
قلت: ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير، فقال: لا، ذكر الله أكبر من ذكركم إياه.
675 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن أبي الدنيا، ثنا خلف بن هشام، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد قال: قال معاذ: لأن اذكر الله من بكرة إلى الليل أحبّ إليّ من أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله من بكرة إلى الليل.
676 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن علي الصنعاني بمكة، ثنا
674 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 409) بنفس الإسناد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
تنبيه:
في المستدرك: (إبراهيم بن أبي الليث الأشجعي) وهو خطأ والصحيح (إبراهيم بن أبي الليث ثنا الأشجعي).
والأشجعي هو عبيد الله بن عبيد الرحمن.
انظر البيهقي في السنن (1/ 36 و 75).
676 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 541) بنفس الإسناد وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
إسحاق بن إبراهيم بن عباد، أنا عبد الرزاق؛ أنا سفيان الثوري، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: ما من مولود إلاّ على قلبه الوسواس فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس، وهو قوله عز وجل:
{الْوَسْواسِ الْخَنّاسِ} .
677 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، ثنا ابن جابر، حدثني عثمان بن حيّان، حدثتني أم الدرداء قالت: كان رجلان متواخيان تواخيا في الله عز وجل وكان إذا لقي أحدهما الآخر قال له: أي أخي تعال هلّم نذكر الله، بينما هما التقيا في السوق عند باب حانوت فقال أحدهما للآخر: أي أخي هلمّ نذكر الله عز وجل عسى الله يغفر لنا ثمّ لبثا لبثا، فمرض أحدهما فأتاه صاحبه فقال: أي أخي انظر أن تأتيني في منامي فتخبرني ماذا لقيت بعدي.
قال: أفعل إن شاء الله قال: فلبث حولا ثم أتاه فقال: أي أخي أشعرت أنّا حين التقينا في السوق عند الحانوت فدعونا الله عز وجل أن يغفر لنا أنّ الله غفر لنا يومئذ.
قال ابن جابر: لقد سمّاهما لي عثمان فنسيت اسمهما.
678 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا ثابت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواخي بين أصحابه، فآخى بين سلمان الفارسي وبين أبي الدرداء وبين عوف بن مالك وبين الصعب بن جثامة، فقال أحدهما لصاحبه: إن مت قبلك يا أخي فتراء لي. قال: فمات صعب قبله فتراء له عوف فرآه فقال: كيف أنت يا أخي؟ قال: بخير، ما صنعت؟ قال: غفر لنا يوم دعونا عند حانوت فلان ولم يكن في أهلي مصيبة إلا لحقني أجرها حتى هرّة لنا ماتت منذ ثلاثة أيام.
679 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب بن يوسف البخاري، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا زيد بن الحباب، أنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عبد الله بن سلام، قال: قال موسى عليه السلام: يا ربّ ما الشكر الذي ينبغي عليّ؟ فأوحى
الله عز وجل إليه: أن لا يزال لسانك رطبا من ذكري. قال: يا ربّ إنّي أكون على حال أجلّك أن أذكرك فيها. قال: وما هي. قال: أكون جنبا أو على غائط أو إذا بلت. قال: وإن كان قال: يا ربّ فما أقول؟ قال: سبحانك وبحمدك جنّبني الأذى، سبحانك وبحمدك قني الأذى.
680 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أسيد بن عاصم، ثنا الحسين بن حفص، عن سفيان، عن عطاء بن أبي مروان أبي مصعب الأسلمي قال: حدثني أبي عن كعب قال: قال موسى عليه السلام: يا ربّ أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فقيل له: يا موسى أنا جليس من ذكرني. فقال: إنّي أكون على حال أجلّك عنها. قال: ما هي يا موسى؟ قال: عند الغائط والجنابة. قال: اذكرني على كل حال.
681 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو الحسن بن صبيح، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق، ثنا جرير، عن يعقوب القمي، عن أبي عمرو الشيباني، عن أبيه، عن ابن عباس قال: وفد موسى إلى طور سيناء قال يا ربّ أيّ عبادك أحبّ إليك؟ قال: الذي يذكرني ولا ينساني.
682 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن حمشاذ، أنا أحمد بن محمد بن سالم، ثنا إبراهيم بن الجنيد، حدثني أحمد بن حاتم الطويل، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا عبد الملك بن حسن، عن محمد بن كعب القرظي، قال: قال موسى عليه السلام: يا ربّ أيّ خلقك أكرم عليك؟ قال: الذي لا يزال لسانه رطبا من ذكري. قال: يا ربّ أيّ خلقك أعلم؟ قال: الذي يلتمس إلى علمه علم غيره. قال: يا ربّ فأيّ خلقك أعدل؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس. قال: يا ربّ فأيّ خلقك أعظم ذنبا؟ قال: الذي يتّهمني. قال: يا ربّ وهلّ يتّهمك أحد؟ قال: الذي يستخيرني ثم لا يرضى بقضائي.
683 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أخبرنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا عبد الله بن أبي مسلم الحراني، ثنا داود بن عمرو، ثنا صالح بن عمر، عن
عبد الملك، عن عطاء في قوله عز وجل:
{فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ} [البقرة:200].
قال هذا الصبي يلهج يا ابه يا ابه.
684 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى بن الفضل، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، ثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: قال بلال بن سعد: الذكر ذكران ذكر الله باللسان حسن جميل، وذكر الله عند ما أحلّ أو حرّم أفضل.
685 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت عبيد الله بن عبد الرحمن، يقول: سمعت إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، ثنا أحمد بن أبي الحوارى، ثنا أبو مسهر، ثنا ابن شابور، عن سعيد بن عبد العزيز، عن بلال بن سعد قال: الذكر ذكران: فذكر الله باللسان وكلّ ذكر حسن؛ وذكر عند الطاعة والمعصية، فذاك أفضل.
686 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو سهل بن زياد القطان، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن أم الدرداء أنّها قالت:
{وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت:45].
وإن صليت فهو من ذكر الله، وإن صمت فهو من ذكر الله، وكلّ خير تعمله فهو من ذكر الله، وكل شيء تجتنبه فهو من ذكر الله، وأفضل من ذلك تسبيح الله عز وجل.
وروي في معناه حديث مرسل.
687 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد الله بن المبارك، عن سعيد بن أبي أيوب، عن أبي هاني الخولاني، عن ابن أبي عمران قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
688 -
قال وثنا سعيد بن منصور قال: سمعت فضيلا يقول في قوله تعالى:
{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152].
قال: اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي لكم.
689 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن مسروق قال: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة وإن كان في السوق.
690 -
أخبرنا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس، ثنا هارون، ثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور؛ عن هلال، عن أبي عبيدة قال: ما دام قلب الرجل يذكر الله فهو في صلاة. وإن تحرك اللسان والشفتان فذاك أعظم.
691 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو منصور النضروي، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا سفيان، عن مسعر، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود قال: إنّ الجبل لينادي الجبل: أي فلان هل مرّ بك أحد ذكر الله عز وجل؟ فإذا قال: نعم، استبشر. قال عون: فيسمعن الزور إذا قيل، ولا يسمعن الخير؟ هنّ للخير أسمع، وقرأ:
692 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، أنا أبو سعيد بن الأعرابي، ثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا سفيان بن عيينة، ثنا عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، قال: تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تجري معه ذهبا.
693 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا
691 - أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1369) من طريق سفيان-به.
أحمد بن منصور، ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن غير واحد، عن الحسن قال:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد قال: سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم؛ أين الذين كانت:
{تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ؟} [السجدة:16].
قال: فيقومون فيتخطّون رقاب الناس قال: ثم ينادي فيقول سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم؛ أين الذين كانوا:
{لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ؟} [النور:37].
قال: فيقومون فيتخطون رقاب الناس. قال: ثم ينادي أيضا فيقول سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم، أين الحمّادون لله على كل حال؟ قال: فيقومون وهم كثير ثم تكون التبعة والحساب على من بقي.
694 -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب من أصل سماعه، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، أنا أبو بكر محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن المقدام، ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن قتادة، عن أبي العالية، عن سهيل بن حنظلة أنّه قال: لقد ذكر لي أنّه لا يجتمع قوم على ذكر الله إلاّ نودوا: قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات.
695 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا إبراهيم بن سليمان، ثنا ابن أبي السري، ثنا المعتمر، ثنا أبي، عن قتادة، عن أبي العالية، ثنا سهيل بن حنظلة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال البيهقي رحمه الله: هذا هو المحفوظ في كتابي وفي موضع آخر عن سهيل بن الحنظلية بالتعريف
695 - عزاه الهيثمي في المجمع (10/ 76) للطبراني وقال فيه المتوكل بن عبد الرحمن والد محمد بن أبي السري ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
696 -
أخبرنا أبو عبد الله، ثنا علي بن حمشاذ، ثنا أبو يحيى الخفاف، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عقيل، عن لقمان بن عامر، عن أبي مسلم الخولاني، أنّ رجلا أتاه قال له: أوصني يا أبا مسلم قال: اذكر الله تحت كل شجرة وحجر. قال: زدني. فقال: اذكر الله حتى يحسبك الناس من ذكر الله مجنون قال: فكان أبو مسلم يكثر ذكر الله فرآه رجل يذكر الله فقال:
أمجنون صاحبكم هذا؟ فسمعه أبو مسلم فقال: ليس هذا بالجنون يا ابن أخي ولكن هذا دواء الجنون.
697 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد آبادي، ثنا أحمد بن يوسف السلمي، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا النضر بن شميل، ثنا حميد المزني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«انّ من الرجال مفاتيحا للخير مغاليقا للشر، وأنّ من الناس مغاليقا للخير، مفاتيحا للشر» .
698 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن أبي حميد الأنصاري، أخبرني حفص بن عبيد الله بن أنس، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
699 -
أخبرنا محمد بن موسى بن الفضل، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا يحيى بن أبي طالب، أنا زيد بن الحباب العكلي، أنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي وائل، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إنّ من
697 - أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 127 و 128) من طريق محمد بن أبي حميد المديني عن موسى بن وردان عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس.
ومن طريق محمد بن أبي حميد عن حفص-به.
وأخرجه ابن ماجة (237) والطيالسي (2082) وابن المبارك (968) من طريق محمد بن حميد-به.
698 -
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (1/ 127 و 128) من طريق محمد بن أبي حميد المديني عن موسى بن وردان عن حفص بن عبيد الله بن أنس عن أنس.
ومن طريق محمد بن أبي حميد عن حفص-به.
وأخرجه ابن ماجة (237) والطيالسي (2082) وابن المبارك (968) من طريق محمد بن حميد-به.
الناس مفاتيح ذكر الله، إذا رؤوا ذكر الله.
700 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: أنا أبو العباس الأصم قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: ليس هذا من حديث حبيب بن أبي ثابت نرى أنّه ابن أبي الأشرس.
701 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت ثابت البناني قال: بلغنا أن القوم يكونون في الحديث فيفتح الله الذكر على لسان بعضهم فيفيضون في ذكر الله، فيكون في الذكر له مثل أجرهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ويكون قوم في الذكر فيفتح الكلام على لسان بعضهم فيتركون الذكر فيفيضون في غيره فيكون عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء.
702 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: أخبرت عن سيار، ثنا عبيد الله بن شميط، قال: سمعت أبي يقول: جاءت امرأة إلى الحسن فقالت:
يا أبا سعيد إني إذا أتيت الذكر رقّ قلبي، وإذا تركته أنكرت نفسي، قال:
اذهبي حيث يصلح قلبك.
703 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف، أنا أبو سهل الاسفراييني، ثنا أبو جعفر الحذّاء، ثنا علي بن المديني، ثنا حماد بن زيد-ح.
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، أنا عبد الله بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن سليمان الأسدي، ثنا حماد بن زيد، عن المعلى بن زياد، أنّ رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد أشكو إليك قساوة قلبي قال: أدّبه من الذكر، وفي رواية علي: قال «قال رجل للحسن يا أبا سعيد، وقال: أدّبه بالذكر.
704 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين، ثنا عبد الله بن أبي الدنيا، حدثني علي بن مسلم، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، قال:
سمعت مالك بن دينار يقول: ما تلذّذ المتلذّذون بمثل ذكر الله عز وجل.
705 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت عبد الرحمن بن الحسن بن يعقوب، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عثمان سعيد بن إسماعيل يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول: يا من ذكره أعزّ عليّ من كل شيء لا تجعلني بين أعدائك أذلّ من كل شيء.
قال: سمعت يحيى بن معاذ يقول: إلهي أدعوك في الملأ كما يدعى الأرباب وأدعوك في الخلاء كما يدعى الأحباب. أقول في الملأ يا إلهي! وأقول في الخلاء يا حبيبي.
706 -
أخبرنا أبو سعد الشعيبي قال: سمعت أبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي يقول: سمعت أحمد بن محمد بن هاشم يقول: سمعت بكر بن عبد الرحمن يقول: سمعت ذا النون يقول: إلهي أنا لا أصبر عن ذكرك في الدنيا فكيف أصبر عنك في الآخرة.
707 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال:
سمعت أبا عثمان سعيد بن عثمان الحناط يقول: سمعت أبا الحسن.
وأخبرنا أبو سعد بن أبي عثمان الزاهد، ثنا عبد الله بن محمد الفقيه، ثنا عبد الله بن موسى المسيبي، ثنا سعيد بن عثمان قال: سمعت ذا النون يقول:
ويحك من ذكر الله على حقيقة ذكره، نسي في جنب الله كل شيء، ومن نسي في جنب الله كل شيء حفظ الله عليه كل شيء، وكان له عوضا من كل شيء.
قال: وسمعت ذا النون يقول: لا يزال العارف ما دام في الدنيا بين الفقر والفخر، فإذا ذكر الله افتخر، وإذا ذكر نفسه افتقر، وزاد الزاهد في روايته ثم قال: بالله فخرنا وإلى الله فقرنا.
708 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن عبد الله الجنيد، قال: سمعت جدي العباس بن حمزة يقول: سمعت ذا النون بن إبراهيم يقول:
من عرف ربّه وجد طعم العبودية، ولذّة الذكر والطاعة فهو مع الخلق ببدنه وقد باينهم بالهموم والخطرات.
وبإسناده يقول: سمعت ذا النون المصري يقول: إن العارف استغنى بربه فمن أغنى عنه؟ فلذّته به وإناخته بفنائه واستأنس به.
709 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ وأبو حسان محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر المزكي قالا: أنا أبو عمرو بن نجيد، ثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني، ثنا محمد بن عبيد العامري، ثنا أبو أسامة قال: قلت لمحمد بن النضر: أما تستوحش من طول الجلوس في البيت؟ قال: ومالي أستوحش؟ وهو يقول أنا جليس من ذكرني.
710 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا الحسن بن أبي الربيع، أنا عبد الرزاق، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق قال: إن الرجل لمحقوق أن يكون له ساعة يخلو فيها فيذكر ربه ويستغفر الله.
711 -
قال: ونا عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد بن أسلم أنّ نبي الله موسى عليه السلام قال: يا ربّ قد أنعمت عليّ كثيرا فدلّني أن أشكرك كثيرا.
قال: اذكرني كثيرا فإذا ذكرتني كثيرا فقد شكرتني كثيرا وإذا نسيتني فقد كفرتني.
712 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت الزبير بن عبد الواحد بأسد آباد، يقول: سمعت أبا بكر الشبلي يقول: سهوة طرفة عين عن الله شرك بالله.
713 -
أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، ثنا أبو الحسن الكارزي، قال: سمعت أبا عبد الرحمن محمد بن يونس المقرئ، قال:
سمعت أبا الحسن علي بن جيد البلخي يقول: سمعت محمد بن عبد الوهاب البلخي يقول: ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن برّك!
714 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو محمد يحيى بن منصور القاضي، ثنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا أحمد بن أبي الحوارى، قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: بينا أنا ساجد إذ ذهب بي النوم فإذا أنا بها يعني الحور قد ركضتني برجلها فقالت: حبيبي أترقد عيناك والملك يقظان ينظر إلى المتهجدين في تهجّدهم؟ بؤسا لعين آثرت لذّة نومه على لذّة مناجاة العزيز.
قم فقد دنا الفراغ، ولقي المحبّون بعضهم بعضا. فما هذا الرقاد؟ حبيبي وقرّة عيني أترقد عيناك وأنا أربّى لك في الخدر منذ كذا وكذا؟ فو ثبت فزعا وقد عرقت استحياء من توبيخها ايّاي، وإنّ حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
715 -
أخبرنا حمزة بن عبد العزيز بن محمد الصيدلاني، أنا عبد الله بن محمد بن منازل، ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان، ثنا أبو عمار الحسين بن حريث، ثنا إسماعيل بن موسى، عن مسعر، عن ابن عون قال: ذكر الناس داء وذكر الله دواء.
716 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر عثمان بن محمد بن صاحب الكتاني، ثنا أبو عثمان الكرخي بطرطوس، ثنا عبد الرحمن بن عمر بن رسته، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن المبارك، عن عيسى بن عمر، عن عمر بن مرّة أنّ الربيع بن خثيم ذكر عنده رجل فقال:
ذكر الله خير من ذكر الناس.
717 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي الدنيا، ثنا علي بن إشكاب، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل، عن عبد الله بن يزيد، عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ ذكر الله شفاء، وإنّ ذكر النّاس داء» .
هذا مرسل وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قوله.
718 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يحيى بن معين، ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن ماهان الحنفي قال: ما يستحي أحدكم أن تكون دابته التي يركبها وثوبه الذي يلبس أكثر ذكرا لله منه؟ قال: فكان لا يفتر من التسبيح والتهليل والتكبير.
719 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: قلت لعمير بن هاني: أرى لسانك لا يفتر من ذكر الله فكم تسبّح في كلّ يوم؟ قال: مائة ألف إلاّ أن تخطئ الأصابع.
720 -
أخبرنا أبو الحسين، أنا دعلج بن أحمد، ثنا إبراهيم بن أبي
717 - أخرجه الأصبهاني في الترغيب (1362) من طريق أبي الحسين بن بشران-به.
طالب، ثنا جعفر بن عمران الثعلبي، ثنا المحاربي، عن سعير بن الخمس، عن عبد العزيز بن أبي روّاد قال: كانت امرأة في أسفل مكّة تسبّح في كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة فماتت فلما بلغ بها القبر أخذت من بين أيدي الرجال.
721 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن بكر الفقيه الطوسي، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حاضر، أنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن مهران، ثنا عبد الله بن سعيد، ثنا محمد بن فضيل، عن رجل قال: رأيت أبا صالح ماهان حين صلبه الحجاج على الخشبة فجعل يسبح ويعقد قال: فبلغ التسبيح في يده ثلاثا وثلاثين يعقدها قال: فجاء رجل فطعنه فقتله. قال: فلقد رأيت في يده العقد بعد كذا.
722 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن محمد السكري، ثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، عن أبيه، عن ابن المبارك أنّ أبا مجلز كان يركب مع قتيبة بن مسلم في موكبه فيسبح الله اثني عشر ألف تسبيحة ويعدّها ببنانه.
723 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر، أنا الحسين بن يحيى بن عياش، ثنا أبو الأشعث، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا أبو كعب عن جدّه بقية، عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان يوضع له نطع ويؤتى بزنبيل فيه حصا فيسبح به إلى نصف النهار ثم يرفع فإذا صلّى الأولى أتي به فيسبّح به حتى يمسي.
724 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: سمعت سعيد بن عثمان الحناط يقول سمعت ذا النون يقول:
ثلاثة من علامات موت القلب: الأنس مع الخلق، والوحشة في الخلوة مع الله، وافتقاد حلاوة الذكر المقسوم. وثلاثة من أعلام الوله إلى الله: اضطراب الروح في البدن عند الذكر تشوقا، وارتياح العقل عند النجوى تملقا، وولوج الهمة في الغيوب نحو الله تخلقا.
725 -
وسمعت أبا سعد بن أبي عثمان الزاهد يقول: سمعت علي بن الحسين الفقيه، يقول: سمعت أبي يقول: سمعت عمّي البسطامي يقول: سمعت أبي
يقول: سئل أبو يزيد البسطامي عن حقيقة المعرفة فقال: الحياة بذكر الله، وعن حقيقة الجهل فقال: الغفلة عن الله.
726 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي رحمه الله يقول: سمعت أبا نصر بن عبد الله يقول: سمعت يعقوب بن إسحاق يقول: سمعت إبراهيم الهروي يقول: سمعت أبا يزيد البسطامي رحمه الله وسئل ما علامة العارف؟ فقال: أن لا يفتر من ذكره ولا يملّ من حقّه، ولا يستأنس بغيره.
قال: وقال أبو يزيد غلطت في ابتدائي في أربعة أشياء: توهّمت إنّي أذكره وأعرفه وأحبّه وأطلبه فلمّا انتهيت رأيت ذكره سبق ذكري، ومعرفته تقدّمت معرفتي، ومحبتّه أقدم من محبّتي، وطلبه هو لي أولا حتى طلبته يريد بالطلب ها هنا إرادته وقصده إلى رفع محله بالتوفيق له والله أعلم.
727 -
أخبرنا أبو علي الروذباري رحمه الله، أنا الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي، أنا أبو حاتم الرازي، ثنا عبد الرحيم بن مطرف، أنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي قال: قال حسّان بن عطية رضي الله عنه: ما عادى عبد ربّه بشيء أشدّ عليه من أن يكره ذكره أو من يذكره.
(11)
الحادي عشر من شعب الإيمان
«وهو باب في الخوف من الله تعالى»
{إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران:175].
وقال {فَلا تَخْشَوُا النّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة:44].
وقال: {وَإِيّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة:40].
وقال: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً} [الأعراف:205].
وأثنى على ملائكته لخوفهم منه فقال:
{وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء:28].
ومدح أنبياءه عليهم السلام وأولياءه بمثل ذلك فقال:
{إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً وَكانُوا لَنا خاشِعِينَ} [الأنبياء:90].
وقال: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ} [الرعد:21].
وعاتب الكفّار على غفلتهم فقال:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} [نوح:13].
فقيل في التفسير: ما لكم لا تخافون عظمة الله؟.
وذمّهم في آية أخرى، فقال:
{وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا} [الفرقان:21].
فقيل أراد به: لا يخافون.
فدلّ جميع ما وصفناه على أنّ الخوف من الله تعالى من تمام الاعتراف
بملكه وسلطانه ونفاذ مشيئته في خلقه، وإنّ إغفال ذلك إغفال العبودية إذ كان من حقّ كلّ عبد ومملوك أن يكون راهبا لمولاه لثبوت يد المولى عليه، وعجز العبد عن مقاومته وترك الانقياد له.
قال الحليمي رحمه الله: والخوف على وجوه:
أحدها: ما يحدث من معرفة العبد بذلّة نفسه وهوانها وقصورها، وعجزها عن الامتناع عن الله-تعالى جدّه-إن أراده بسوء وهذا نظير خوف الولد والديه، وخوف النّاس سلطانهم وإن كان عادلا محسنا، وخوف المماليك ملاّكهم.
والثاني: ما يحدث من المحبة؛ وهو أن يكون العبد في عامة الأوقات وجلا من أن يكله إلى نفسه، ويمنعه موادّ التوفيق، ويقطع دونه الأسباب. وهذا خلق كلّ مملوك أحسن إليه سيّده، فعرف قدر إحسانه فأحبّه، فإنّه لا يزال يشفق على منزلته عنده خائفا من السقوط عنها والفقد لها.
الثالث: ما يحدث من الوعيد. وقد نبّه الكتاب على هذه الأنواع كلّها.
أما الأوّل فقوله تعالى:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} [نوح:13].
أي لا تخافون لله عظمة.
قال البيهقي رحمه الله: هكذا فسّره الكلبي فيما رواه عن أبي صالح، عن ابن عباس.
728 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، ثنا عثمان بن سعيد، ثنا عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله عز وجل:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} .
يقول: عظمة.
728 - عزاه السيوطي في الدر (6/ 268) إلى ابن جرير والمصنف.
وقوله: {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً} [نوح:14].
يقول نطفة ثمّ علقة ثّم مضغة.
729 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو منصور العباس بن الفضل، ثنا أحمد بن نجدة، ثنا سعيد بن منصور، ثنا خالد بن عبد الله، عن إسماعيل بن سميع، عن أبي الربيع، عن ابن عباس في قوله تعالى:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} .
قال: لا تعلمون لله عظمة.
730 -
قال: وثنا سعيد، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد في قوله:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} .
قال: لا تبالون عظمة ربّكم.
{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً} .
قال نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة، شيئا بعد شيء.
731 -
أخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف، أنا أبو سهل الأسفراييني، ثنا أبو جعفر الحذّاء، ثنا علي بن المديني، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد في قوله:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} .
قال: لا تبالون لله عظمة قال: والرجاء: الطمع والمخافة.
732 -
قال: ونا عليّ ثنا مسكين أبو فاطمة، قال سأل منصور بن زاذان رجل وأنا أسمع: ما كان الحسن يقول في قوله:
{ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلّهِ وَقاراً} .
قال: لا تعلمون له عظمة ولا تشكرون له نعمة.
729 - عزاه السيوطي في الدر (6/ 268) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد والمصنف.
730 -
عزاه السيوطي في الدر (6/ 268) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد والمصنف.
732 -
عزاه السيوطي في الدر (6/ 268) إلى سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي.
قال الحليمي رحمه الله: لا فرق بين أن يقول السيّد لمملوكه: مالك لا تخاف سلطاني وملكي؟ وبين أن يقول: مالك لا تعرف نفسك وزنها ولا تنزّلها منزلة مثلها؟.
ففي الكلامين يراد بهما تقرير حال العبد عند نفسه لئلاّ يأمن سطوة سيّده فيدعوه ذلك إلى مفارقة طاعته.
وأبين من هذا قوله عز وجل:
فعرفهم انّه لا ينبغي لهم في حال من الأحوال أن يفارقوا طاعته أو يقصّروا في شكره، مستشعرين منه أمنا لما يرونه من نعمه السابغة عليهم، مقدّرين انّه راض منهم باليسير من الطاعة التي يوفونه من أنفسهم، فإنّه لا يأمن مكر الله إلاّ القوم الخاسرون، بل سبيلهم أن يكونوا في الأحوال كلّها مشفقين من سخطه ومؤاخذته، مخطرين بقلوبهم انّه إن أراد بهم هلكا أو سوءا دونه ما كان، لم يجدوا من يدفعه عنهم ولا من يمنعه بما يملكه منهم.
وأمّا الثاني فإنّ الله جلّ ثناؤه أثنى على الذين يدعونه فيقولون:
{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا} وقرأ الآية.
وسماهم الراسخين في العلم ومعلوم انّ أحدا لا يدعو فيقول: رب لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، إلاّ وهو خائف على الهدى الذي أكرمه الله تعالى به أن يسلبه إيّاه.
وأخبر عن أهل الجنّة إنّهم يقولون:
{إِنّا كُنّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ} قرأ الآيتين [الطور:26 - 28].
وجاء في التفسير أنّهم كانوا مشفقين من أن يسلبوا الإسلام فيوردوا يوم
القيامة موارد الأشقياء، وكانوا يدعون الله أن لا يفعل بهم ذلك وكذلك سائر نعم الله وإن كان الإسلام أعلاها.
وأما الثالث: قال في غير موضع من كتابه:
{يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} [النساء:1، لقمان:33، الحج:1].
وقال: {وَإِيّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة:41].
وقال: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ} [التحريم:
6].
فأمر بالتقوى وهي أن يقي المخاطبون أنفسهم من نار جهنم بفعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه. ومعنى {فَاتَّقُونِ} اتقوا عذابي ومؤاخذتي. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة» .
733 -
أخبرنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ ببغداد، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا عفان، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: اتّقوا النّار واعملوا خيرا، فإني سمعت عبد الله بن معقل يقول سمعت عدي بن حاتم، يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة» .
رواه البخاري في الصحيح من حديث شعبة.
وأخرجه مسلم من وجه آخر عن أبي إسحاق.
734 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا محمد بن شاذان الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدثني محمد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي روّاد، عكرمة، عن ابن عباس قال: لما
733 - أخرجه البخاري (2/ 136) عن سليمان بن حرب عن شعبة-به ومسلم (2/ 703) عن عون بن سلام الكوفي عن زهير بن معاوية عن أبي إسحاق-به.
734 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 351) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
أنزل الله عز وجل على نبيّه صلى الله عليه وسلم:
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً} [التحريم:6].
تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلة-أو قال: يوم-فخرّ فتى مغشيّا عليه فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على فؤاده فإذا هو يتحرّك فقال: «يا فتى قل لا إله إلاّ الله» فقالها، فبشّره بالجنّة فقال أصحابه: يا رسول الله: أمن بيننا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «أما سمعتم قوله تعالى» .
{ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ} [إبراهيم:14].
735 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك، ثنا محمد بن عبدك، ثنا أبو بلال، ثنا أبو المليح الرقي، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد من العرب فيهم شابّ، فقال الشابّ للكهول: اذهبوا فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحفظ لكم رحالكم.
فذهب الكهول فبايعوه، ثم جاء الشابّ فأخذ بحقوي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استجيرك من النار. فقال القوم: دعه يا غلام! فقال: والذي بعثه لا أتركه حتى يجيرني من النار. فأتاه جبريل فقال: يا محمد أجره، فإن الله تعالى قد أجاره.
736 -
وفيما أنبأني أبو الحسين علي بن محمد بن بشران إجازة، أنا أبو علي البرذعي، عن عبد الله بن محمد بن عبيد، ثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي، ثنا جعفر بن أبي جعفر الرازي، عن أبي جعفر السائح، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن قال:
كان شابّ على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلازم المسجد والعبادة، فعشقته جارية، فأتته في خلوة، فكلّمته، فحدّث نفسه بذلك فشهق فغشي عليه، فجاء عمّ له، فحمله إلى بيته، فلما أفاق قال: يا عمّ انطلق إلى عمر فأقرئه منّي السّلام، وقل له ما جزاء من خاف مقام ربّه؟ فانطلق عمّه فأخبر
736 - عزاه السيوطي في الدر (6/ 147) للمصنف.
عمر، وقد شهق الفتى شهقة أخرى فمات منها. فوقف عليه عمر فقال: لك جنتّان، لك جنّتان.
737 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن حازم، ثنا عبيد الله بن موسى، عن سفيان، عن السّدّي في قوله:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال:2].
قال: إذا همّ بمعصية أو ظلم أو نحو هذا قيل له اتّق الله، وجل قلبه.
738 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى، قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا هارون بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن منصور، عن مجاهد:
{وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [الرحمن:46].
قال: يذنب فيذكر مقامه فيدعه.
739 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو، ثنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا علي بن الجعد، أنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، ومجاهد في قوله:
{وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} .
قالا: هو الرجل يريد أن يذنب، فيذكر مقام ربّه، فيدع الذّنب.
ورواه خلف بن الوليد، عن شعبة فقال: عن إبراهيم أو مجاهد بالشك.
740 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا يحيى بن منصور، ثنا أبو بكر الجارودي
(1)
، ثنا إسحاق بن منصور، ثنا أبو داود، ثنا مبارك بن فضالة، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعني يقول الله عز وجل:
737 - عزاه السيوطي في الدر (3/ 162) إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والمصنف.
739 -
عزاه السيوطي في الدر (6/ 146) إلى عبد بن حميد وابن أبي الدنيا والمصنف عن مجاهد.
740 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (1/ 70).
(1)
أبو بكر الجارودي هو محمد بن النضر بن سلمة (المستدرك).
«أخرجوا من النّار من ذكرني أو خافني في مقام» .
741 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن، قالا ثنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عثمان بن كثير بن دينار، عن محمد بن مهاجر أخي عمرو بن مهاجر، عن عروة بن رويم اللخمي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ من أفضل إيمان المرء أن يعلم أنّ الله معه حيث كان» .
742 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا ابن نمير، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، قال: حدثني أبو أياس عن عبد الله بن مسعود انّه كان يقول في خطبته:
خير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله عز وجل.
743 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس السّيّاري، ثنا عبد الله بن الغزال، ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا بشر بن السريّ، عن سفيان الثوري، عن عبد الرحمن بن عابس، عن أبيه قال: قال عبد الله بن مسعود:
رأس الحكمة مخافة الله عز وجل.
-هذا موقوف. وقد روي من وجه آخر ضعيف مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
744 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، ثنا
741 - أخرجه المصنف في الأسماء والصفات (ص 430) من طريق نعيم بن حماد-به.
وأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 73).
742 -
في تهذيب الكمال في ترجمة (سفيان بن سعيد الثوري) روى عن (عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة) ولم أجد عبد الرحمن بن أنس بن عياش.
والحديث عزاه الزبيدي في الاتحاف (8/ 448) للمصنف.
743 -
عزاه الزبيدي في الاتحاف (8/ 448) إلى الديلمي من طريق الحسن بن عمارة عن عبد الرحمن بن عابس بن ربيعة-به.
وقال الزبيدي: والحسن بن عمارة ضعيف رواه البيهقي من طريق الثوري عن ابن عياش- (في الاتحاف ابن عباس) -ووقفه.
744 -
عزاه الزبيدي في الاتحاف (8/ 448) إلى المصنف وفي الاتحاف (عثمان بن زخر عن أبي عمار الهذلي بدلا من عثمان بن زفر بن عمار الأسدي).
إسماعيل بن الفضل، وجعفر بن أحمد بن عاصم، قالا: ثنا محمد بن مصفى، ثنا بقية بن الوليد، ثنا عثمان بن زفر، عن أبي عمار الأسدي، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«رأس الحكمة مخافة الله عز وجل» .
وروي ذلك من حديث عقبة بن عامر في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك.
745 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن يعقوب بالطابران، ثنا عبد الرحمن بن العبّاس بن عبد الرحمن ببغداد، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا أحمد بن يونس-ح.
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل، ثنا أحمد بن يونس، ثنا أيوب بن عتبة، عن الفضل بن بكر، عن قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وروي ذلك من وجه آخر عن أبي هريرة مرفوعا.
746 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن يعقوب العدل، ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء، ثنا جعفر بن عون، ثنا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله:
745 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 343) من طريق أحمد بن يونس-به.
تنبيه: في الحلية (أيوب عن عتبة) بدلا من (أيوب بن عتبة) وهو خطأ. وأيوب بن عتبة من رجال التهذيب روى عن الفضل بن بكر العبدي وروى عنه أحمد بن عبد الله بن يونس والحديث رواه أيضا ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (1/ 142 - 143) من طريق نعيم بن سالم عن أنس وقال أبو نعيم:
هذا حديث غريب من حديث قتادة ورواه عكرمة بن إبراهيم عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أنس رضي الله عنه.
746 -
انظر الاتحاف (8/ 448).
كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا.
747 -
وبهذا الإسناد عن مسلم بن صبيح، عن مسروق قال:
إنّ المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيتذكّر فيها ذنوبه فيستغفر منها.
748 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا أبو منصور الصبغي، ثنا أحمد بن يحيى بن (سيرين) ثنا أحمد بن يونس، حدثنا زائدة، عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال:
كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بنفسه.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«حقيق بالمرء أن يكون له مجالس يخلو فيها، فيذكر ذنوبه فيستغفر الله منها» .
وقد روينا هذا الكلام من قول مسروق غير مرفوع.
749 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو علي حامد بن محمد الرفاء، أخبرني أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله، أنا بدل بن المحبر أبو المنير، أنبأنا شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق قال:
كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعمله.
750 -
أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو طاهر المحمدآباذي، ثنا الفضل بن محمد، ثنا أبو بكر بن شيبة الحزامي، أخبرني ابن أبي فديك-ح.
748 - عزاه الزبيدي في الاتحاف (8/ 448) إلى المصنف.
749 -
إبراهيم بن عبد الله هو أبو مسلم الكجي.
750 -
دحيم هو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمر وأبو سعيد، أخرجه الحاكم (2/ 479) من طريق سعيد بن أبي مريم عن موسى بن يعقوب-به.
والحديث رواه مسلم (4/ 2139) من طريق عون بن عبد الله عن أبيه عن ابن مسعود.
وعزاه السيوطي في الدر (6/ 175) إلى مسلم والنسائي وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه.
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة-واللفظ له-، أنا أبو عمرو بن مطر، ثنا أحمد بن داود السمناني أبو بكر، ثنا دحيم عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا ابن أبي فديك، عن موسى بن يعقوب، عن أبي حازم، أنّ عامر بن عبد الله بن الزبير أخبره أن أباه أخبره أن عبد الله بن مسعود أخبره أنه لم يكن بين إسلامه وبين أن نزلت هذه الآية يعاتبهم الله بها إلاّ أربع سنين:
-وفي رواية الروذباري-وقال: عن عبد الله بن مسعود انّه أخبره انّه لم يكن بين إسلامهم وبين أن نزلت هذه الآية.
751 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، وأبو علي الروذباري، قالا ثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن معاوية النيسابوري، أنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، أنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مثل القلب مثل ريشة بأرض فلاة تقلّبها الرياح» .
752 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا عبد الله بن سعد، ثنا علي بن الحسن بن خشنام من أصل كتابه وهو بنيسابور، ثنا حامد بن عمر البكراوي، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، عن أبي كبشة قال: سمعت أبا موسى الأشعري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّما سمّي القلب من تقلّبه» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّما مثل القلب كمثل ريشة بالفلاة تعلّقت في أصل شجرة تقلّبها الريح ظهرا لبطن» .
751 - أبو سفيان هو طلحة بن نافع الواسطي والحديث أخرجه البزار (1/ 32 رقم 44 كشف الأستار) عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي-به وقال البزار وهذا لا نعلم رواه عن الأعمش بهذا الإسناد إلا أبو بكر بن عياش وقد رواه غيره عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
752 -
أخرجه أحمد (4/ 408) من طريق عبد الواحد بن زياد-به.
753 -
أخبرنا أبو بكر القاضي، أنا حاجب بن أحمد، ثنا عبد الرحيم بن منيب، أنا يزيد بن هارون، أنا سعيد بن اياس الجريري، عن غنيم بن قيس، عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«مثل القلب كريشة في أرض فلاة تقلّبها الرياح ظهرا لبطن» .
754 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو بكر القطان، ثنا أحمد بن يوسف، ثنا محمد بن يوسف، ثنا سفيان، عن ثور، عن خالد بن معدان، عن أبي عبيدة بن الجراح قال:
قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلّب في اليوم سبع مرّات.
هذا موقوف وقد روي مرفوعا كما:
755 -
أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمد بن علي، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق الحنظلي، ثنا بقية بن الوليد، حدثنا بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن أبي عبيدة بن الجراح، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«قلب ابن آدم مثل العصفور يتقلّب في اليوم سبع مرّات» .
756 -
أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السّكّري ببغداد، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا عباس بن عبد الله الترقفي، ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:
753 - أخرجه ابن ماجة (88) من طريق الأعمش عن يزيد الرقاشي عن غنيم بن قيس-به.
754 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 102) من طريق سفيان-به.
755 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 307) عن أبي عبد الله الصفار عن أبي بكر بن أبي الدنيا عن سويد بن سعيد عن بقية-به وصححه الحاكم وقال الذهبي: فيه انقطاع.
وفي الاتحاف (7/ 302) قال الزبيدي قال العراقي: رواه الحاكم في المستدرك على شرط مسلم والبيهقي في الشعب من حديث أبي عبيدة عامر بن الجراح. قال الزبيدي: وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الاخلاص وقال العراقي: ورواه البغوي في معجمه من حديث أبي عبيدة غير منسوب وقال: لا أدري له صحبة أم لا.
756 -
أخرجه أبو يعلى في مسنده (3/ 207) عن ابن نمير عن قبيصة عن سفيان-به.
«يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك» .
757 -
أخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر الأهوازي، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، ثنا هشام بن علي، ثنا كثير بن يحيى، ثنا عبد الواحد بن زياد، ذكر الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول:
«يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك» .
فقال له أهله أو أصحابه: أتخاف علينا وقد آمنّا بك وبما جئت به؟ قال:
«إنّ القلوب بيد الله عز وجل يقلّبها» .
758 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي الجوهري ببغداد، ثنا أحمد بن موسى الشطوي، ثنا محمد بن سابق، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن منصور، عن عامر، عن النعمان بن بشير أنّه قال: سمع أذناي من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:
«في الإنسان مضغة إذا صلحت صلح له سائر جسده، وإذا سقمت سقم له سائر جسده؛ وهي القلب» .
مخرّج في الصحيح من أوجه أخر عن عامر الشعبي وقالوا في الحديث:
759 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ببغداد، قالا أنا عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، أخبرني عبد الله بن الوليد، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال:
«لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، الّلهمّ إنّي استغفرك
757 - أخرجه الترمذي (2140) من طريق أبي معاوية عن الأعمش-به.
وقال الترمذي: حسن وهكذا روى عن غير واحد عن الأعمش وروى بعضهم عنه عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي سفيان عن أنس أصح.
758 -
متفق عليه أخرجه البخاري (1/ 126 فتح) ومسلم (3/ 1219) من طريق عامر الشعبي-به.
759 -
أخرجه أبو داود (5061) عن حامد بن يحيى عن أبي عبد الرحمن المقبري-به.
لذنبي، وأسألك رحمتك، الّلهمّ زدني علما، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لّدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب».
وروينا في «كتاب الدعوات» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال في دعاء المضطرّ:
«الّلهمّ رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كلّه، لا إله إلاّ أنت» .
وقال في حديث آخر:
760 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا ابن صاعد، ثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا زيد بن الحباب، ثنا ابن موهب، قال:
سمعت أنس بن مالك يقول قال الله صلى الله عليه وسلم:
قال أبو أحمد: قال لنا ابن صاعد: وابن موهب هذا هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب حدّث عن أنس غير حديث. هكذا قال لي ابن صاعد وقد.
761 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الرحمن بن محمد بن
760 - أخرجه ابن عدي (4/ 1636) عن ابن صاعد-به.
وقال ابن عدي: قال لنا ابن صاعد: وابن موهب هذا هو عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب حدث عن أنس وغيره وقال: ابن عدي: وهو حسن الحديث يكتب حديثه.
761 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 545) عن أبي عبد الله الصفار عن ابن أبي الدنيا عن الحسن بن الصباح وغيره عن زيد بن الحباب عن عثمان بن عبد الله بن موهب-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
محبور، ثنا زكريا بن يحيى، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا زيد بن حباب، ثنا عثمان بن موهب، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة:
وقال زيد وكان مسعر يسألني عن هذا الحديث.
وقال غيره عن زيد عن عثمان بن عبد الله بن موهب.
قال الإمام أحمد البيهقي رحمه الله: يعني وكل هذا الإشفاق منه على ما وضع في قلبه من الإيمان، ووفّق له من أعمال الإيمان علما منه بأنّه إذا سلب التوفيق، ووكل إلى نفسه، لم يملك لنفسه شيئا فينبغي لكل مسلم أن يكون هذا الخوف من همّه وبالله التوفيق.
762 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا وكيع، عن مالك بن مغول-ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد، ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني، ثنا محمد بن سابق، ثنا مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله قول الله عز وجل:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ} [المؤمنون:60].
أهو الذي يزني ويشرب الخمر؟ -وفي رواية ابن سابق-أهو الرجل يزني ويسرق ويشرب الخمر وهو مع ذلك يخاف الله عز وجل؟ قال: «لا» -وفي رواية وكيع- «لا، يا بنت أبي بكر أو يا بنت الصديق! ولكنّه الرجل يصوم ويصلّي ويتصدّق، وهو يخاف أن لا يقبل منه» .
وفي رواية ابن سابق: «وهو مع ذلك يخاف الله عز وجل» .
762 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 393 - 394) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
تنبيه: سقط من إسناد الحاكم: (أحمد بن مهران الأصبهاني وأخرجه الترمذي (3175) وابن ماجة (4198) من طريق مالك بن مغول-به.
763 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا وكيع، ثنا أبو الأشهب، قال: سمعت الحسن يقول:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:60].
قال: كانوا ما يعلمون من أعمال البرّ وهم مشفقون أن لا ينجيهم ذلك من عذاب الله عز وجل.
764 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا وكيع، عن أبي الأشهب، عن الحسن فذكره مثله.
765 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن السماك ببغداد، ثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، عن حماد بن أبي حميد، عن مكحول، عن عياض بن سليمان-وكانت له صحبة-قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«خيار أمّتي فيما أنبأني الملأ الأعلى قوم يضحكون جهرا في سعة رحمة ربّهم، ويبكون سرا من خوف شدة عذاب ربّهم، ويذكرون ربّهم بالغداة والعشي في البيوت الطيّبة، المساجد، ويدعونه بألسنتهم رغبا ورهبا ويسألونه بأيديهم خفضا ورفعا، ويقبلون على الله بقلوبهم عودا وبدءا، فمؤنتهم على النّاس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبّون على الأرض حفاة على أقدامهم كدبيب النمل بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة ويتقرّبون بالوسيلة، ويقرؤون القرآن، ويقرّبون القربان، ويلبسون الخلقان. عليهم من الله شهود حاضرة وعين حافظة، يتوسّمون العباد، ويتفكرون في البلاد، وأرواحهم في الدنيا، وقلوبهم في الآخرة، ليس لهم همّ إلاّ إمامهم، أعدّوا الجهاز لقبورهم والجواز لسبيلهم والاستعداد لمقامهم، ثمّ تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
763 - عزاه السيوطي في الدر (5/ 12) إلى ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن.
765 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (3/ 17) وقال الذهبي هذا حديث عجب منكر وحماد ضعيف ولكن لا يحمل مثل هذا وأحسبه أدخل على ابن السماك.
{ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ} [إبراهيم:14].
تفرّد به حماد بن أبي حميد وليس بالقوي في الحديث عند أهل العلم به.
والله تعالى أعلم.
766 -
أخبرنا أبو علي الروذباري، أنا إسماعيل بن محمد الصفّار، ثنا عباس بن محمد الدّوري، ثنا يحيى بن خليف بن عقبة أبو بكر البصري، ثنا ابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما منكم من أحد ينجيه عمله» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمّدني الله منه برحمة وفضل» ووضع يده على رأسه هكذا يصف فعله.
أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن ابن عون.
767 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو عتبة بن الفرج، ثنا بقية، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن عتبة بن عبد يعني السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم:
«لو أنّ رجلا يجرّ على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في مرضاة الله عز وجل لحقره يوم القيامة» .
768 -
ورواه عبد الله بن المبارك، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن جبير بن نفير، عن محمد بن أبي عميرة-وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم-قال: لو أنّ عبدا جرّ على وجهه من يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل لحقر ذلك اليوم، ولودّ انّه زاد كيما يزداد من الأجر والثواب.
ورواه عيسى بن يونس، عن ثور-وقال: خرّ على وجهه-في تاريخ البخاري.
769 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأحمد بن الحسن القاضي، ومحمد
766 - أخرجه مسلم (4/ 2170) من طريق ابن أبي عدي عن ابن عون-به وأخرجه البخاري (11/ 294 فتح) من طريق سعيد المقبري ومسلم (4/ 2169) من طريق محمد بن سيرين كلاهما عن أبي هريرة.
ابن عون هو عبد الله بن عون.
ابن موسى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا العباس بن الوليد البيروتي، أخبرني أبي، حدثني الضحاك بن عبد الرحمن، قال: سمعت بلال بن سعد يقول:
عباد الرحمن! هل جاءكم مخبر يخبركم أن شيئا من أعمالكم تقبّلت منكم أو شيء من خطاياكم غفرت لكم؟.
{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:
115].
والله لو عجّل لكم الثواب في الدنيا لاستقللتم كلّكم ما أفترض عليكم.
أفترغبون في طاعة الله لتعجيل دارهم، ولا ترغبون وتنافسون في جنة.
{أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النّارُ} [الرعد:35].
770 -
أخبرنا أبو عبد الله ومحمد بن موسى قالا حدثنا أبو العباس، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، حدثني الضحاك قال: سمعت بلال بن سعد يقول:
استحيوا من الله، واحذروا الله، ولا تأمنوا مكر الله، ولا تقنطوا من رحمة الله.
771 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا محمد بن غالب تمتام، حدثني بشر يعني ابن عبد الملك، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم الأنصاري، من ولد أنس، عن أبيه، عن جدّه أنس قال:
يا بنيّ! إياكم والسّفلة. قالوا: وما السّفلة؟ قال: الّذي لا يخاف الله عز وجل.
772 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبا أبو الحسن علي بن محمد
772 - أخرجه الطبراني (9/ 78) عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن يوسف الفريابي-به.
ورواه أحمد (3550 - 3551 - 3606 - 4118 شاكر) والبخاري (4581 و 5055 و 5056 فتح) -
المصري، ثنا ابن أبي مريم، ثنا الفريابي، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«اقرأ» فقلت: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: نعم فقرأت سورة النساء حتى بلغت {فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً} [النساء:41] قال:
«حسبك الآن» قال: فالتفتّ إليه فإذا عيناه تذرفان.
773 -
وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني، أنا أبو بكر عبيد الله بن يحيى الطلحي بالكوفة، ثنا عبد الله بن غنّام، أنا أبو بكر بن أبي شيبة أنا حفص بن غياث، عن الأعمش .... فذكره بإسناده نحوه، غير أنّه قال:
«اقرأ عليّ القرآن» قلت: يا رسول الله اقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: «إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري» -ثم ذكره، ولم يقل: حسبك-وقال: فرفعت رأسي، أو غمزني رجل إلى جنبي، فرفعت رأسي فإذا دموعه تسيل.
رواه البخاري في الصحيح عن الفريابي، وعن عمر بن حفص عن أبيه.
ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة.
774 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا الحسن بن مكرم البزار، ثنا يزيد بن هارون، أنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن مطرف، عن أبيه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء.
قال أحمد البيهقي رحمه الله تعالى: وروينا عن حذيفة بن اليمان أنّه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم فما مرّ بآية رحمة إلاّ وقف عندها فسأل؛ ولا بآية عذاب إلاّ وقف عندها وتعوّذ.
772 - وأبو داود (3651) والترمذي (5013 و 5014 و 5015 تحفة الأحوذي) والحاكم (3/ 319) والبزار (1/ 284).
773 -
أخرجه البخاري (9/ 94 فتح) عن محمد بن يوسف الفريابي و (9/ 93 فتح) عن عمر بن حفص بن غياث عن أبيه ومسلم (1/ 551) عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب جميعا عن حفص.
774 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (1/ 264) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وروينا عنه صلى الله عليه وسلم انّه قال:
«شيّبتني «هود» و «الواقعة» و «المرسلات» و «عمّ يتساءلون» و «إذا الشّمس كوّرت» .
وكل هذا من شدّة معرفته بالله عز وجل وخوفه منه على أمّته.
775 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور، ثنا يحيى بن سعيد القطان، عن قدامة بن عبد الله، حدثتني جسرة، قالت: سمعت أبا ذرّ يقول قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يردّدها والآية:
{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118].
776 -
أخبرنا أبو عبد الله، أنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، ثنا مسدّد بن مسرهد، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق الهمداني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال أبو بكر الصديق سألت النبي صلى الله عليه وسلم ما شيّبك؟ قال:
«سورة هود» و «الواقعة» و «عمّ يتساءلون» و «المرسلات» و «إذا الشّمس كوّرت» .
777 -
أخبرنا أبو علي الروذباري خارج السنن (1)، أنا محمد بن بكر، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن يحيى بن ميمون العتكي، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن
775 - أخرجه ابن ماجة (1350) والحاكم (1/ 241) من طريق يحيى بن سعيد-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال البوصيري في الزوائد إسناده صحيح ورجاله ثقات ثم قال رواه النسائي وأحمد في المسند وابن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح.
776 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 476) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
777 -
أخرجه عبد الله بن المبارك (158) من طريق محمد بن يحيى بن ميمون-به.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 308) رواه البزار (3233) عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون ولم أعرفه وقال: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.
محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم يروي ذلك عن ربّه عز وجل أنّه يقول:
778 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنا يحيى بن يعقوب بن مرداس يعني المباركي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنّما يدخل الجنّة من يرجوها، وإنّما يجنّب النّار من يخافها، وإنّما يرحم الله من يرحم» .
779 -
وحدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان إملاء، ثنا أبو عمرو بن مطر إملاء، ثنا القاسم بن زكريا المطرز إملاء، ثنا سويد بن سعيد
فذكره بإسناده مثله.
780 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي، ثنا عبد الله بن هاشم، ثنا وكيع، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا» .
781 -
وبهذا الإسناد ثنا وكيع، ثنا أبو العميس، عن أبي طلحة الأسدي قال: سمعت أنس بن مالك يقول قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله.
أخرجاه في الصحيح من وجه آخر عن أنس.
778 - أخرجه المصنف في (الأربعون الصغرى) رقم (39) بترقيمي عن الإمام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان عن أبي عمرو بن مطر عن القاسم بن زكريا المطرز عن سويد بن سعيد-به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 232) عن زيد بن أسلم مرسلا.
وانظر تخريج الحديث في (الأربعون الصغرى).
779 -
أخرجه المصنف في (الأربعون الصغرى) رقم (39) بترقيمي عن الإمام أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان عن أبي عمرو بن مطر عن القاسم بن زكريا المطرز عن سويد بن سعيد-به.
وأخرجه ابن أبي شيبة (13/ 232) عن زيد بن أسلم مرسلا.
وانظر تخريج الحديث في (الأربعون الصغرى).
780 -
أخرجه أحمد (2/ 467) عن عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة-به.
781 -
أخرجه البخاري (6/ 68) ومسلم (4/ 1832) من طريق موسى بن أنس عن أنس.
782 -
أخبرناه زيد بن أبي هاشم العلوي، ثنا أبو جعفر بن دحيم، ثنا محمد بن الحسين الحنيني، ثنا الحوضي يعني أبا عمرو، ثنا شعبة، عن موسى بن أبي أنس، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
783 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إملاء، أنا محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد، عن مورق العجلي، عن أبي ذرّ قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} [الإنسان:1] حتى ختمها ثم قال: «أنّي أرى ما لا ترون، وأسمع ما لا تسمعون. أطّت السماء وحقّ لها أن تئطّ، وما فيها موضع قدر أربع أصابع إلاّ وملك واضع جبهته ساجدا لله، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، وما تلذّذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصّعدات تجأرون إلى الله عز وجل. والله لوددت أنّي شجرة تعضد» .
وروي ذلك عن إسحاق بن منصور عن إسرائيل وفي آخره قال أبو ذر: يا ليتني كنت شجرة تعضد.
جعله من قول أبي ذرّ.
784 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا إسماعيل الصفّار، ثنا محمد بن عبيد بن عتبة الكندي، ثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن منصور فذكره دون قراءة الآية في أوّل الحديث.
785 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، قال: سمعت أبا الفضل الحسن بن يعقوب العدل يقول سمعت أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب الفراء يقول: سمعت أبا خالد السقاء يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول-ونظر إلى طير-فقال: «طوبى لك يا طير! تأوي إلى الشجر وتأكل الثمر»
783 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 510) وصححه الحاكم وسكت عليه الذهبي.
وذكر الحديث.
قال: أبو عبد الله لم أزل أطلب لهذا الحديث علّة أو شاهدا أو متنا بالتمام إلى أن وجدته.
786 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا إبراهيم بن عصمة بن إبراهيم العدل، ثنا أبي، ثنا يحيى بن يحيى، أنا سفيان بن عيينة، عن رجل عن الحسن قال: أبصر أبو بكر طائرا على شجرة، فقال: طوبى لك يا طير تأكل الثمر، وتقع على الشّجر، لوددت أنّي ثمرة ينقرها الطير.
787 -
قال: وحدثنا يحيى بن يحيى، أنا أبو معاوية، عن جويبر، عن الضحاك، قال: مرّ أبو بكر رضي الله عنه على طير قد وقع على شجرة فقال:
طوبى لك يا طير! تطير فتقع على الشجر ثمّ تأكل من الثمر ثمّ تطير ليس عليك حساب ولا عذاب. يا ليتني كنت مثلك! والله لوددت أنّي كنت شجرة إلى جانب الطّريق فمرّ عليّ بعير فأخذني، فأدخلني فاه فلاكني ثمّ إزدردني، ثمّ أخرجني بعرا، ولم أكن بشرا.
قال: فقال عمر رضي الله عنه: يا ليتني كنت كبش أهلي سمّنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت كأسمن ما يكون، زارهم بعض من يحبّون، فذبحوني لهم، فجعلوا بعضي شواء، وبعضه قديدا ثمّ أكلوني ولم أكن بشرا،
قال: وقال أبو الدرداء: يا ليتني كنت شجرة تعضد وتؤكل ثمرتي، ولم أكن بشرا.
788 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصّبغي، ثنا سهل بن عمار، ثنا عبيد الله بن موسى، ثنا موسى بن عبيدة، عن يعقوب بن زيد، وعمر بن عبد الله مولى غفرة قالا: نظر أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى طير حين وقع على الشجر، فقال: ما أنعمك يا طير! تأكل وتشرب، وليس عليك حساب وتطير يا ليتني كنت مثلك!
786 - أخرجه ابن المبارك (رقم 240) عن سفيان بن عيينة-به.
787 -
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 259) عن أبي معاوية-به وكلام عمر رضي الله عنه أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 52) من طريق أبي معاوية-به.
789 -
وفي حديث شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، قال: رأيت عمر بن الخطاب أخذ تبنة من الأرض، فقال: يا ليتني هذه التبنة ليتني لم أكن شيئا، ليت أمّي لم تلدني! ليتني كنت منسيا! وهو مخرج في كتاب «فضائل عمر» .
790 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصنعاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة قال: قال أبو عبيدة بن الجراح:
لوددت أنّي كنت كبشا فيذبحني أهلي، فيأكلون لحمي، ويشربون مرقي.
قال: وقال عمران بن حصين، وددت أنّي رماد على أكمة تنسفني الرّياح في يوم عاصف.
791 -
قال: وأخبرنا معمر عن الزهري عن عروة قال: قالت عائشة رضي الله عنها: يا ليتني كنت نسيا منسيا، أي حيضة.
792 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو عبد الله بن يعقوب، أنا محمد بن عبد الوهاب، أنا جعفر بن عون، ثنا مسعر، عن زياد بن علاقة قال:
قال عبد الله:
لوددت أنّي هذه الشجرة.
793 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك، أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، ثنا
789 - أخرجه البغوي في شرح السنة (14/ 373) من طريق عبد الله بن عامر-به.
791 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 45) من طريق إسحاق بن إبراهيم-به.
792 -
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 288) من طريق أبي إسحاق عن عبد الله بن مسعود بلفظ «ليتني شجرة تعضد» .
793 -
عزاه الهيثمي في المجمع (10/ 230) إلى الطبراني والبزار من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها وقال الهيثمي: لا أعرفها وبقية رجال الطبراني رجال الصحيح.
أخرجه البزار (4/ 70) عن الحسن بن يحيى وعبد الملك بن محمد الرقاشي قال: ثنا مسلم عن شعبة عن يزيد بن خمير عن سليمان بن مرثد عن ابنة أبي الدرداء عن أبي الدرداء-وقال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء إلا من هذا الوجه وغيره أصح إسنادا منه وفيه من الزيادة تريدون أن تنجوا ولا نعلم أسنده عن شعبة إلا مسلم ووافقه جماعة على أبي الدرداء.
تنبيه: سقط من إسناد البيهقي (ابنة أبي الدرداء) فليتنبه.
عبد الله بن محمد، ثنا مسلم بن إبراهيم-ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو النضر الفقيه، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن يزيد بن خمير، عن سليمان بن مرثد، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال: الإمام أحمد رحمه الله: فكل ذلك يدلّ على أنّ كلّ من كان بالله عز وجل أعرف، كان منه أخوف. وبشارة من بشّر منهم بالمغفرة ودخول الجنّة، لا يمنع من الخوف عند ذكر الآيات، فقد ينسيه الله تعالى تلك البشارة في ذلك الوقت لتكميل أحواله في العبودية، وقد يطمئنّ لها في العاقبة بخبر الصادق به، ثمّ لا يأمن حدوث ما يستحقّ عليه العقاب إلى أن يدرك بالرحمة والمغفرة في العاقبة وقد يكون خوف النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان أومن على أمّته وبالله التوفيق.
794 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو الفوارس شجاع بن جعفر الأنصاري ببغداد، ثنا العباس بن محمد الدوري، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا حديث صحيح من حديث حفص بن عاصم عن أبي هريرة فأمّا من هذا الوجه فهو غريب.
794 - أخرجه الخطيب (9/ 253 - 254) من طريق أبي الفوارس شجاع بن جعفر بن أحمد الأنصاري الواعظ-به.
795 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء، ثنا إبراهيم بن عبد الله السعدي، ثنا محمد بن القاسم الأسدي، ثنا عمر بن راشد اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ثلاثة أعين لا تمسّها النّار: عين فقئت في سبيل الله، وعين حرست في سبيل الله، وعين بكت من خشية الله» .
796 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، ثنا الكديمي، ثنا بشر بن عمر-ح.
وأخبرني أبو الحسين بن بشران، أنا دعلج بن أحمد، ثنا محمد بن أحمد بن البراء، عن بشر بن عمر، نا شعيب بن رزيق، ثنا عطاء الخراساني، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«عينان لا تمسّهما النّار: عين بكت في جوف اللّيل من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله» .
797 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد، ثنا ابن ملحان، ثنا وثيمة، عن سلمة، ثنا موسى بن كثير، وسفيان الثوري، وعباد بن
795 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم في المستدرك (2/ 82) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بأن عمر بن راشد ضعيف وعزاه المنذري في الترغيب (2/ 250) إلى الحاكم وقال المنذري: في إسناده عمر بن راشد اليماني اه.
796 -
أخرجه الترمذي (1639) عن نصر بن علي الجهضمي عن بشر بن عمر-به وقال الترمذي: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن رزيق.
797 -
أخرجه ابن عدي (6/ 2423) عن زكريا عن أبي الدرداء عن عمر بن بكر عن ميسرة بن عبد ربه عن عباد وسفيان الزيدي عن سهيل-به.
وقال ابن عدي بعد أن ساق حديثين آخرين: هذه الأحاديث الثلاثة عن الثوري عن سهيل منكرة وميسرة هذا جمع في هذه الأحاديث بين عباد والثوري والزيدي، وعباد هو ابن كثير الرملي والزيدي هو موسى بن عبيدة وميسرة وعباد والزيدي كلهم ضعفاء ويخلطون في هذه الأحاديث وفيما هو أشر منه والثوري لا يحتمل وهو باطل عنه.
كثير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:
798 -
أخبرنا علي بن أحمد الأهوازي، أنا أحمد بن عبيد الصفّار، حدثنا الكديمي، ثنا عبد الله بن الربيع الباهلي، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: لّما نزلت:
{أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ؟} [النجم:59].
بكى أصحاب الصفّة حتّى جرت دموعهم على خدودهم، فلمّا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينهم بكى معهم، فبكينا ببكائه؛ فقال صلى الله عليه وسلم:
799 -
أخبرنا أبو الحسن بن أبي بكر بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا الكديمي، ثنا سهل بن حماد، ثنا مبارك بن فضالة، ثنا ثابت البناني، عن أنس قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:
{وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ} [البقرة:24 والتحريم:6].
قال: وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل أسود يهتف بالبكاء، فنزل جبريل
798 - عزاه السيوطي في الدر (6/ 131) إلى المصنف فقط وفي الدر (حنينهم) بدلا من (حسهم).
799 -
أخرجه المصنف بنفس الإسناد في البعث والنشور (557).
وأخرجه الأصبهاني في الترغيب (483) من طريق سهل بن حماد-به وعزاه السيوطي في الدر (1/ 36) إلى ابن مردويه والمصنف وعزاه المنذري في الترغيب (4/ 233 و 461) إلى أبي نعيم.
عليه السّلام فقال: يا محمّد! من هذا الباكي بين يديك؟ قال: «رجل من الحبشة» وأثنى عليه معروفا، قال: فإن الله عز وجل يقول: وعزّتي وجلالي وارتفاعي فوق عرشي لا تبكي عين عبد في الدّنيا من مخافتي إلاّ أكثرت ضحكه معي في الجنّة.
وبمعناه رواه سهيل بن أبي حزم عن ثابت في الحبشي وبكائه.
800 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن منقذ، ثنا المقرئ، عن المسعودي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رفعه المسعودي ووقفه مسعر كما:
801 -
أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق، ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا جعفر بن عون، عن مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن مولى أبي طلحة، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة قال:
لا يبكي أحد فتطعمه النّار حتى يردّ اللبن في الضّرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنّم في منخري مسلم أبدا.
802 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنا أحمد بن
800 - أخرجه الترمذي (1633) والنسائي (6/ 12) والحاكم (4/ 260) وأحمد (2/ 505) من طريق المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله-به وقال الترمذي: حسن صحيح ومحمد بن عبد الرحمن هو مولى أبي طلحة مدني.
801 -
أخرجه النسائي (6/ 12) عن أحمد بن سليمان عن جعفر بن عون-به.
802 -
أخرجه ابن ماجة (4197) من طريق ابن أبي فديك عن حماد بن أبي حميد الزرقي-به.
وفي الزوائد قال البوصيري: إسناده ضعيف وحماد بن أبي حميد اسمه محمد بن أبي حميد ضعيف.
محمد بن إسحاق القلانسي، ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى، ثنا إسحاق بن عيسى بن ابنة داود بن أبي هند، ثنا محمد بن أبي حميد، عن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ورواه سليمان بن بلال عن محمد بن أبي حميد، ورواه مصعب بن المقدام، عن محمد بن إبراهيم، عن عون بن عبد الله.
803 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد الصفّار- ح.
وأخبرنا أبو القاسم أنا حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي الجرجاني، قدم علينا، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد الرزاز قالا: ثنا أبو شعيب الحرّاني، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا عبد العزيز بن محمد-ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، أنا محمد بن إسحاق الصغاني، أنا أبو نعيم ضرار بن صرد، عن عبد العزيز ابن محمد-ح.
وأخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله من أولاد إبراهيم النخعي بالكوفة، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم، ثنا أحمد بن حازم، قال: أنا ضرار بن صرد، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أمّ كلثوم بنت العباس، عن العباس بن عبد المطلب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتّت عنه ذنوبه كما يتحاتّ عن الشجرة اليابسة ورقها» .
803 - أخرجه البزار (4/ 74) كشف الأستار عن محمد بن عقبه عن الدراوردي-به وقال البزار لا نعلمه مرفوعا بهذا اللفظ إلا عن العباس ولا له عن العباس إلا بهذا الإسناد.
وعزاه المنذري في الترغيب (4/ 128 منيرية) إلى أبي الشيخ ابن حبان في الثواب والمصنف.
804 -
أخبرنا محمد بن أبي بكر الفقيه، أنا أبو عمرو بن أبي جعفر، أنا أبو يعلى، ثنا موسى بن محمد بن حيان، ثنا محمد بن عمر بن عبد الله الرومي، حدثني جابر بن يزيد بن رفاعة، عن هارون بن أبي الجوزاء، عن العباس قال:
كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فهاجت ريح فوقع ما كان عليها من ورق نخر، وبقي ما كان من ورق أخضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
805 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، أنا ابن أبي مريم، أنا يحيى بن أيوب-ح.
وأخبرنا عبد الخالق بن علي، أنا علي بن محتاج الكشاني، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو النعمان، ثنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي امامة، عن عقبة بن عامر الجهني، قال قلت: يا نبيّ الله ما النّجاة؟ قال:
804 - عزاه الهيثمي في المجمع (10/ 310) إلى أبي يعلى من رواية هارون بن أبي الجوزاء عن العباس وقال الهيثمي ولم أعرف هارون. وبقية رجاله وثقوا على ضعف في محمد بن عمر بن الرومي ووثقه ابن حبان.
805 -
أخرجه الترمذي (2406) عن صالح بن عبد الله عن ابن المبارك-به.
وقال أبو عيسى: حسن غريب.
وأخرجه المصنف في الزهد (رقم 236) وابن المبارك (134) وأبو نعيم (2/ 9) وأحمد (5/ 259) من طريق عبيد الله بن زحر-به.
وقال المنذري في الترغيب (3/ 524) رواه أبو داود والترمذي وابن أبي الدنيا في العزلة وفي الصمت والبيهقي في الزهد وغيره كلهم من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن عقبة.
قلت: لم أجد الحديث في سنن أبي داود وعزاه المزي في الأطراف (7/ 308) إلى الترمذي فقط.
وفي رواية أبي عبد الله، قال: لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقلت: ما النّجاة؟ فقال:
«يا عقبة .... فذكره» وقال: في إسناده: حدثني ابن زحر.
806 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أنا أبو عبد الله الشيباني، ثنا محمد بن عبد الوهاب، ثنا جعفر بن عون، أنا مسعر، عن أبي عون، عن عرفجة، قال: أبو بكر رضي الله عنه:
من إستطاع أن يّبكي فليبك ومن لم يستطع فليتباك يعني التضرّع.
وروينا في «كتاب فضائل الصديق» عن عائشة رضي الله عنها إنّها قالت:
وكان أبو بكر إذا بكى لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن.
وروينا في كتاب «فضائل عمر الفاروق» إنّه كان في وجهه خطان أسودان من البكاء.
807 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن فضل بن نظيف المصري بمكة، ثنا أبو الفضل العباس بن محمد بن نصر الرافقي إملاء، ثنا الحسن بن علي بن زرعة، ثنا عامر بن سيار، ثنا عبد الكريم، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الحارث، وعاصم، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
إذا دمعت عيناك وسالت دموعك على خدّك، فلا تلقها بثوبك، وامسح بها وجهك حتى تلقى الله بها.
808 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف الأصبهاني، أنا عبد الله بن يحيى أبو بكر الطلحي بالكوفة، ثنا الحسن بن علي التيمي، ثنا أبو الحسن جعفر بن محمد الوارق، عن عبد الرحمن بن أبي حماد، عن عبد الكريم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال:
إذا بكى أحدكم من خشية الله فلا يمسح دموعه بثوبه، وليدعها تسيل على
806 - أخرجه ابن المبارك في الزهد (رقم 131) عن مسعر عن ابن عون الثقفي-به.
والحديث عن أحمد في الزهد (2/ 13 ط/دار الفكر الجامعي) عن وكيع عن أبي عون الثقفي عن عرفجة السلمي.
خدّيه يلقي الله عز وجل بها.
809 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا بكر بن محمد الصوفي بمرو، ثنا محمد بن يونس، ثنا عبد الله بن سنان الهروي، ثنا عبد الله بن المبارك، عن وهيب بن الورد قال:
فقد زكريا إبنه يحيى ثلاثة أيّام فخرج يلتمسه بالبريه فإذا هو قد إحتفر قبرا فأقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بنيّ أنا أطلبك منذ ثلاثة أيّام، وأنت في قبر قد إحتفرته قائم فيه تبكي؟ قال: يا أبه ألست أنت أخبرتني أنّ بين الجنّة والنّار مفازة لا يقطعها إلاّ دموع البكّائين؟ فقال: أبك يا بنيّ! فبكيا جميعا.
810 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا محمد بن جعفر البغدادي، ثنا نفطويه، ثنا أحمد بن الوليد الفحام، ثنا عبد الوهاب، ثنا ثور بن يزيد، عن الهيثم بن مالك، قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم النّاس فبكى رجل بين يديه، فقال النّبي صلى الله عليه وسلم:
هكذا جاء هذا الحديث مرسلا.
811 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصنعاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن شيخ لهم، عن عمرو بن سعيد، عن مسلم بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«ما أغرورقت عين بمائها إلاّ حرّم الله سائر ذلك الجسد على النّار ولا سالت قطرة على خدّها فيرهق ذلك الوجه قترة ولا ذلّة، ولو أنّ باكيا بكى في أمّة
809 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 149) من طريق سعيد بن عطارد عن وهيب مختصرا.
810 -
عزاه المنذري في الترغيب (4/ 127 منيرية) إلى المصنف فقط.
811 -
عزاه المنذري في الترغيب (4/ 126 منيرية) إلى المصنف وقال المنذري: وروي عن الحسن وأبي عمران الجوني وخالد بن معدان غير مرفوع وهو أشبه.
من الأمم رحموا. وما من شيء إلاّ له مقدار وميزان إلاّ الدّمعة فإنّه يطفأ بها بحار من النّار».
هذا مرسل وقد روي من قول الحسن البصري كما:
812 -
أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه، ثنا أبو حامد بن بلال البزار، ثنا أبو الأزهر، ثنا عمرو بن محمد، عن سلمة بن جعفر الآجري، عن أبي الحسين، عن الحسن، قال: ما أغرورقت عين بمائها إلاّ حرّم الله جسدها على النّار، فإن سالت على خدّ صاحبها لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة أبدا، وليس من عمل إلاّ وزن وثواب إلاّ الدّمعة فإنّها تطفئ بحورا من النار. ولو أنّ رجلا بكى من خشية الله تعالى في أمّة من الأمم لرجوت أن ترحم تلك الأمّة ببكاء ذلك الرجل.
813 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى، قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار عن جعفر بن سليمان، قال: سمعت عبد الصمد بن معقل بن منبه يقول: سمعت عمي وهب بن منبه يقول:
لّما أصاب داود الخطيئة اعتزل النساء، ولزم العبادة حتّى سقط، ثمّ بكى حتّى خدّت الدموع وجهه.
814 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار، ثنا جعفر بن سليمان ثنا ثابت قال:
بلغنا انّ داود عليه السلام يقول: أوه قبل الوقوع في النّار.
أوه قبل أن لا تنفع أوه.
قال: وسمعت ثابتا يقول: ما شرب داود شرابا بعد المغفرة إلاّ ونصفه ممزوج بدموع عينيه.
815 -
وبإسناده قال: سمعت ثابتا يقول: اتّخذ داود عليه السلام سبع
813 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 39) من طريق سيار-به.
814 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 327) من طريق سيار-به وانظر الزهد لأحمد (1/ 151 ط/دار الفكر الجامعي) من طريق وهب بن منبه.
815 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 327) من طريق سيار-به وانظر الزهد لأحمد (1/ 151 ط/دار الفكر الجامعي) من طريق وهب بن منبه.
حشايا من شعر ثّم حشاهنّ بالرماد، ثم بكى حتّى أنفذهنّ بدموع عينيه.
816 -
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الشاهد بهمدان، ثنا الفضل بن الفضل، ثنا أبو خليفة، ثنا محمد بن عبد الله الخزاعي، ثنا جرير بن حازم، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، انّ داود النّبي صلى الله عليه وسلم سجد فبكى على خطيئته، فلمّا قيل له: ارفع رأسك فقد غفر لك، رفع رأسه وما في وجهه طاقة من لحم.
817 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سعيد بن عامر، عن هشام بن حسّان قال:
اتّخذ داود عليه السلام فراشا حشوه رماد فاضطجع عليه ذات ليلة قال:
فبكى حتّى نشف الرماد ما نشف، واستنفع الماء تحت جنبه.
قال: فلمّا وجد الماء تحت جنبه دخله من ذلك شيء، فقال: هذه خطيئة أخرى. قال: فخرج إلى الجبل يتعبّد فيه حتّى كاد يعرى فرجع.
818 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمد بن زياد، ثنا عبد الله بن منازل، ثنا حمدون القصّار، ثنا بشر بن الحكم، ثنا علي بن علي، عن عطاء السليمي قال:
وجدوا بين يديه ندوّة قدر ما يتوضّأ الرجل فأخبروه أنّ ذلك من دموعه.
819 -
وبإسناده قال: كان عطاء السليمي يبكي حتّى خشي على عينه فأتي طبيب يداوي عينه، قال: أداوي بشرط أن لا تبكي ثلاثة أيّام، قال: فاستكثر ذلك، وقال: لا حاجة لنا فيك.
820 -
أخبرنا أبو عبد الله، وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا ثنا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد، أخبرني محمد بن شعيب، أخبرني عثمان بن مسلم، انّه سمع بلال بن سعد يقول:
818 - في حلية الأولياء (6/ 215) عطاء السليمي بدلا من (عطاء السلمي) وهو الصحيح وانظر صفة الصفوة (3/ 245) والزهد للبيهقي (485).
-أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 218) بنحوه.
820 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 223) من طريق العباس بن الوليد-به.
ربّ مسرور مغبون، وربّ مغبون لا يشعر. فويل لمن له الويل ولا يشعر، يأكل، ويشرب ويضحك، وقد حقّ عليه في قضاء الله عز وجل انّه من أهل النار، فيا ويل لك روحا، ويا ويل لك جسدا، فلتبك ولتبك عليك البواكي لطول الأبد.
821 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال أنا الحسين بن صفوان البردعي، ثنا أبو بكر القرشي، حدثني محمد بن الحسين، ثنا عبد الله بن محمد التيمي، قال: حدثني زهير السلولي قال:
كان رجل من بلعنبر قد تهيج بالبكاء فكان لا يكاد يرى إلا باكيا، فعاتبه رجل من إخوانه فقال: لم تبكي-رحمك الله-هذا البكاء الطويل؟ فبكى ثمّ قال:
بكيت على الذنوب لعظم جرمي
…
وحقّ لكلّ من يعصى البكاء
(1)
فلو كان البكاء يردّ همّي
…
لا سعدت الدموع مع دماء
قال: ثمّ بكى حتى غشى عليه فقام الرجل عنه وتركه.
822 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن عيسى، ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي، حدثني محمد بن الحسين الهلالي، ثنا علي بن عثام قال: قال كهمس الهلالي:
بكيت على ذنب عشرين سنة قالوا وما هو؟ قال: غدّيت رجلا فأخذت من جدار جار لي قطعة لبنة ليغسل يده.
823 -
قال: وقال عطاء السليمي: بكيت على ذنب أربعين سنة؛ صدت حمامة، وإنّي أحمد الله إليكم تصدقت بثمنها على المساكين.
قال: البيهقي رحمه الله: وكأنّه ارتاب بها هل هي مملوكة أو غير مملوكة.
824 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب فيما أجاز له محمد بن عبد الوهاب، أنا علي بن عثام، عن أبي خالد الأحمر،
(1)
في اليواقيت الجوزية (7): وحق لمن عصى مر البكاء.
822 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 211) من طريق عمارة بن زاذان عن كهمس.
وعند أبي نعيم (أربعين سنة) بدلا من (عشرين سنة).
عن جعفر بن سليمان قال: التقى ثابت وعطاء السليمي ثم تفرقا فلمّا كان عند الهاجرة جاء عطاء فخرجت الجارية إليه، ثم دخلت وهو يريد القائلة فقالت:
أخوك عطاء فخرج إليه فقال: يا أخي في هذا الحرّ؟ قال: ظللت صائما فاشتد عليّ الحرّ فذكرت حرّ جهنّم فأحببت أن تعينني على البكاء فبكيا حتّى سقطا.
825 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا المحاربي قال:
كان ضرار ومحمد بن سوقة إذا كان يوم الجمعة طلب كلّ واحد منهما صاحبه فإذا اجتمعا جلسا يبكيان.
826 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، ثنا أبو بكر محمد بن زنجويه بن الهيثم بن عيسى بن عبد الله القشيري، ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقوم يضحكون ويمزحون فقال:
827 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو أحمد الجلودي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله ومحمد بن شادل الأعمى، قالوا ثنا محمد بن أسلم، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة. فذكره بإسناده مثله حرفا بحرف وهو بهذا الإسناد غريب وقد.
828 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا علي بن محمد بن سختويه، ثنا محمد بن المغيرة السكري، ثنا القاسم بن الحكم العرني، ثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
826 - أخرجه البزار (4/ 240 كشف الأستار) عن جعفر بن محمد بن الفضيل عن مؤمل بن إسماعيل عن حماد-به وقال الهيثمي في المجمع (10/ 308) رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن.
827 -
أخرجه البزار (4/ 240 كشف الأستار) عن جعفر بن محمد بن الفضيل عن مؤمل بن إسماعيل عن حماد-به وقال الهيثمي في المجمع (10/ 308) رواه البزار والطبراني وإسنادهما حسن.
828 -
عزاه الزبيدي في الإتحاف (10/ 228) إلى المصنف والحكم هو: أبو محمد الحكم بن بشير بن سليمان يروي عن عبيد الله بن الوليد الوصافي ويروي عنه القاسم بن سلام البغدادي أبو عبيد.
المسجد فرأى ناسا يكشرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
829 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، أنا أبو الحسن السليطي، ثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت أبا إسحاق الباهلي يقول سمعت يوسف بن يوسف الباهلي يقول: سمعت عبد الله بن ثعلبة يقول:
تضحك ولعل كفنك قد خرج من عند القصّار وأنت لا تدري.
830 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر، ثنا الحسين بن يحيى بن عياش القطان، ثنا إبراهيم بن مجشر، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام لابنه:
يا بنيّ لا تكثر الغيرة على أهلك ولم تر منها سوءا فترمي بالشر من أهلك وإن كانت بريئة؛ ولا تكثر الضحك فإنّ كثرة الضحك تستخفّ فؤاد الرجل الحكيم.
قال: وعليك بخشية الله عز وجل فإنّها غاية لكلّ شيء.
831 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف
(1)
، ثنا أبو الطيب المظفر بن سهيل الخليلي، قال سمعت محمد بن نصر الخزاعي الصائغ، يقول سمعت بشر بن الحارث الحافي-وقد ضحك عنده رجل-فقال: احذر يا ابن الأخ لا يؤاخذك الله على هذا.
829 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 246) من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا عن علي بن محمد عن يوسف بن أبي عبد الله عن عبد الله بن ثعلبة الحنفي.
830 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 71) من طريق أبي المغيرة عن الأوزاعي-به.
831 -
أخرجه الخطيب بنحوه (3/ 314 - 315) من طريق العباس بن يوسف الشكلي عن محمد بن نصر-به.
(1)
هو أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد الأصبهاني.
832 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو الحسين بن ماتي الكوفي، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، قال: أخبرني أبي حازم، قال: سمعت أمّي حمادة بنت محمد يعني ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى تقول عن أبيها في قول الله عز وجل:
{مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها} [الكهف:
49].
قال: «الصغيرة» : الضحك.
833 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو بكر العثماني الأخميمي أنا أبو بكر بن أبي موسى قال: سمعت القاسم الجوعي يقول سمعت منبه بن عثمان الخمي يقول:
قال آدم عليه السلام: كنّا سبيا من سبي الجنّة فسبانا إبليس بالخطيئة فليس ينبغي لنا إلاّ البكاء والحزن حتّى نرجع إلى الدّار الذي منها سبينا.
834 -
أخبرنا أبو سعد الماليني وأبو منصور أحمد بن علي الدامغاني قالا: أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ، ثنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عثمان المديني بمصر، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي، ثنا أحمد بن بشير، ثنا مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لو وزن دموع آدم بجميع دموع ولده لرجح دموعه على دموع ولده» .
قال لنا أبو سعد: قال أبو أحمد: لم يأت به عن مسعر موصولا غير أحمد بن بشير وأكبر ظنّي أن الوهم منه.
832 - أخرجه الطبري (15/ 168) عن أحمد بن حازم-به.
833 -
في السير (10/ 159) منبه بن عثمان اللخمي بدلا من الحمي.
834 -
أخرجه المصنف من طريق ابن عدي (1/ 170) وقال ابن عدي: هذا الحديث لم يأت به عن مسعر موصولا غير أحمد بن بشير وعن أحمد بن بشير غير يحيى بن سليمان هذا فلا أدري الوهم من أحمد أو من يحيى وأكثر ظني أنه من أحمد.
835 -
وأخبرنا أبو سعد، ثنا أبو أحمد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة-ح.
قال: وحدثنا محمد بن علي الحفار، ثنا أبو همام الوليد بن شجاع، قالا:
ثنا محمد بن بشر، ثنا مسعر، حدثني علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة قال: لو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله، ولو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أهبط إلى الأرض ما عدله.
قال: أبو أحمد لم يذكر فيه بريدة ولا النّبي صلى الله عليه وسلم وهذه الرواية أصحّ.
قال الإمام أحمد رحمه الله: وروينا عن أبي علي الحافظ النيسابوري انّه أنكره، وقال: الصحيح من حديث مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن عبد الرحمن بن سابط قوله، ليس هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
836 -
أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي علي الحافظ فذكره.
837 -
أخبرنا أبو محمد بن يوسف، أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
نزل آدم عليه السلام بالحجر الأسود من الجنّة يمسح به دموعه، ولم يرقا دمع آدم من حين خرج من الجنة حتى رجع إليها.
838 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ، قالا: ثنا أبو العباس هو الأصم، ثنا الخضر بن أبان، حدثني سعيد بن النعمان قال قلت لغفيرة: ما تملّين هذا البكاء؟ قالت: يا سعيد! كيف يملّ ذو داء من شيء يرى أنّ له فيه من دائه شفاء؟!.
839 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا الحسين بن صفوان، ثنا ابن أبي
835 - أخرجه ابن عدي (1/ 170) بنفس الإسناد وقال ابن عدي وهذان الحديثان أنكر ما روي لأحمد بن بشير.
839 -
أخرجه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (90) عن محمد بن الحسين-به.
والحديث أيضا من نفس الطريق عن الأصبهاني (490).
الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، ثنا زيد بن الحباب، ثنا زائدة بن قدامة، قال:
كان منصور بن المعتمر إذا رأيته قلت: رجل أصيب بمصيبة. ولقد قالت له أمّه: ما هذا الذي تصنع بنفسك؟ تبكي اللّيل عامّته، لا تكاد أن تسكت لعلّك يا بنيّ أصبت نفسا. أقتلت قتيلا؟ فقال: يا أمّه أنا أعلم بما صنعت نفسي.
840 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، قال: سمعت والدي، يقول سمعت أبا العباس الأزهري يقول: سمعت الحسن بن عرفة العبدي يقول:
رأيت يزيد بن هارون بواسط وهو من أحسن الناس عينين، ثم رأيته بعين واحدة، ثم رأيته وقد ذهبت عيناه فقلت له: يا أبا خالد ما فعلت العينان الجميلتان؟ قال: ذهب بهما بكاء الأسحار.
841 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن النضر الأصبهاني، ثنا بكر بن بكار، ثنا البراء بن عبد الله، ثنا الحسن بن أبي الحسن البصري قال:
لمّا حضرت معاذا الوفاة فجعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعا من الموت أن حلّ بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنّما هما القبضتان: قبضة في النّار، وقبضة في الجنّة، فلا أدري في أيّ القبضتين أنا.
842 -
أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر، أنا ابن وهب، حدثني ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة: إنّ عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
لأن أدمع دمعة من خشية الله أحبّ إليّ من أن اتصدّق بألف دينار.
843 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو صادق العطار
(1)
، قالا: ثنا أبو العباس، هو الأصم، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا يحيى بن أبي بكير، أنبأنا شعبة،
843 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 278) من طريق شعبة-به.
(1)
أبو صادق العطار هو محمد بن أبي الفوارس الصيدلاني.
قال: أخبرني عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت زياد وكان ذا هبية يحدّث عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان انّه قال:
ربّ يوم لو أتاني الموت لم أشك فأمّا اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها.
وأوصى أبا مسعود فقال: عليكم بما تعرفون ولا تألون في أمر الله.
844 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا إبراهيم بن منصور، ثنا بشر بن القاسم، ثنا الحكم بن هشام، عن عبد الملك بن عمير، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه انه قال:
لعبد الله بن مسعود عند موته: أوصني، قال: أوصيك أن تتّقي الله، وتلزم بيتك، وتحفظ لسانك، وتبكي على خطيئتك.
845 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن الحارث بن سويد، قال: قال عبد الله بن مسعود:
لوددت أنّ الله عز وجل غفر لي ذنبا من ذنوبي، وأني سمّيت عبد الله بن روثة.
846 -
وبإسناده ثنا سعيد، ثنا خالد بن عبد الله، عن يونس بن عبيد، عن حميد بن هلال، قال: قال عبد الله بن مسعود:
وددت أني نسبت إلى روثة وانّ الله تعالى تقبّل مني حسنة واحدة من عملي.
847 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ
844 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 135) من طريق المسعودي عن القاسم قال: قال رجل لعبد الله: أوصني يا أبا عبد الرحمن قال: ليسعك بيتك واكفف لسانك وابك على ذكر خطيئتك.
845 -
أخرجه ابن أبي شيبة (13/ 288) عن أبي معاوية-به.
847 -
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 316) من طريق سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن ابن مسعود.
وغيرهما، قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بكار بن قتيبة أبو بكرة، ثنا أبو عامر العقدي، ثنا سفيان، عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه قال: قال عبد الله:
لو تعلمون بعيوبي ما تبعني منكم رجلان. ولوددت إني دعيت عبد الله بن روثة وان الله غفر لي ذنبا من ذنوبي.
848 -
أخبرنا أحمد بن الحسن القاضي، ثنا أبو العباس الأصم، ثنا العباس الدّوري، ثنا محاضر، ثنا الأعمش، عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال:
عبد الله والذّي لا إله غيره لوددت أنّي انقلبت روثة وأنّي دعيت عبد الله بن روثة وأنّ الله غفر لي ذنبا واحدا.
849 -
أخبرنا أبو سعد سعيد بن محمد الشعيبي قال: سمعت أبا نصر أحمد بن نصر الزعفراني البخاري يقول: سمعت جعفر بن نمير القزويني يقول: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول:
كيف يفرح المؤمن في دار الدنيا؟ إن عمل سيّئة خاف أن يؤخذ بها، وإن عمل حسنة خاف أن لا تقبل منه، وهو إمّا مسيء وإمّا محسن.
850 -
أخبرنا أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ، ثنا أبو علي الحسين بن عبد الوهاب أنا أحمد بن محمد التيمي، ثنا علي بن عبد الله، قال:
قال يحيى بن معاذ الرازي:
كيف ينجيني عملي وأنا بين حسنة وسيّئة؟ فسيّئاتي لا حسنات فيها، وحسناتي مخلوطة بالسيّئات، وأنت لا تقبل إلاّ الإخلاص من العمل فما بقي بعد هذا إلاّ جودك.
851 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت (محمد بن) عبد الله الرازي يقول: سمعت الجريري
(1)
يقول: سئل الجنيد: هل يسقط الخوف عن العبد؟ فقال: لا ما كان العبد أعلم بالله كان له أشدّ خوفا، والخائفون على ثلاث طبقات: خائف من الأجرام، وخائف من الحسنات أن لا
(1)
الجريري هو سعيد بن أياس أبو مسعود البصري.
تقبل، وخائف من العواقب قال الله تعالى:
{وَلا يَخافُ عُقْباها} [الشمس:15].
852 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا محمد بن عبد الله بن عمرويه، قال: قال لي عبد الله بن أحمد بن حنبل-ح.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن عمرويه الصفّار ببغداد، قال: قال لي صالح بن أحمد بن حنبل: لمّا حضرت أبي الوفاة فجلست عنده، والخرقة بيدي أشدّ بها لحيته، قال: فجعل يغرق ثمّ يفيق، ويفتح عينيه ويقول بيده: هكذا لا بعد، لا بعد، لا بعد، ففعل هذا مرّة وثانية فلمّا كان في الثالثة، قلت له يا أبه! إيش هذا الذي لهجت به في هذا الوقت؟ فقال: يا بنيّ! أما تدري؟ قلت: لا، فقال: إبليس-لعنه الله-قائم بحذائي عاضّ على أنامله يقول: يا أحمد فتّني. فأقول: لا، حتّى أموت.
قال البيهقي رحمه الله: ولأحمد بن حنبل رحمه الله في ذلك سلف حق وهو فيما:
853 -
أخبرنا الإمام أبو عثمان، أنا زاهر بن أحمد، ثنا محمد بن معاذ، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا ابن المبارك، أنا سفيان، عن رجل قال:
أراه عن عطاء بن يسار قال:
تبدّى إبليس لرجل عند الموت فقال نجوت. فقال: ما نجوت، وما أمنتك بعد.
854 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا أبي، ثنا أبو خالد القرشي، عن سفيان الثوري، عن رجل، عن عطاء بن يسار قال: تبدّى إبليس لرجل عند الموت، فقال: ما نجوت منك بعد.
855 -
وأخبرنا أبو الحسين، ثنا الحسين، أخبرنا عبد الله، ثنا عبيد الله بن جرير العتكي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن غسان المديني، عن عطاء بن يسار قال:
853 - أخرجه المصنف من طريق ابن المبارك في الزهد (رقم 308)
أشرق إبليس على رجل في الموت فقال: قد أمنتني فقال: ما أمنتك بعد.
856 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا: ثنا أبو العباس الأصم، ثنا العباس الدّوري، ثنا عبد العزيز بن السري، عن صالح المرّي، عن هشام بن حسّان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة انّه كان يقول في آخر عمره: اللهم إنّي أعوذ بك أن أزني، أو أعمل بكبيرة في الإسلام [ ..... ]
(1)
يقول بعض أصحابه: يا أبا هريرة ومثلك يقول هذا، أو يخافه، وقد بلغت من السنّ ما بلغت وانقطعت عنك الشّهوات، وقد شافهت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته، وأخذت عنه؟ قال: ويحك! وما يؤمنني، وإبليس حيّ؟.
857 -
أخبرنا أبو عبد الله بن عبد الله البيهقي، أنا أحمد بن محمد بن الحسين الخسروجردي، ثنا داود بن الحسين، ثنا حميد بن زنجويه، ثنا الحكم بن نافع، ثنا صفوان بن عمرو، عن سليم بن جابر، عن جبير بن نفير قال:
دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص، فإذا هو قائم يصلي في مسجده، فلمّا جلس يتشهّد، جعل يتعوّذ بالله من النفاق، فلمّا انصرف قلت: غفر الله لك يا أبا الدرداء! ما أنت والنفاق؟ قال: اللهم غفرا-ثلاثا-من يأمن البلاء؟ من يأمن البلاء؟ والله إنّ الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دينه.
858 -
قال ونا حميد، نا المؤمل، ثنا سفيان، ثنا محمد بن عجلان، حدثني شيخ من أهل الشام قال: قال أبو الدرداء:
مالي لا أرى حلاوة الإيمان تظهر عليكم؟ والّذي نفسي بيده لو أنّ دبّ الغابة وجد طعم الإيمان لظهر عليه حلاوته، ما خاف عبد على إيمانه إلاّ منحه وما أمن عبد على إيمانه إلاّ سلبه.
859 -
قال وأنا حميد، ثنا مؤمل، ثنا حماد بن زيد، ثنا المعلى بن زياد، قال: سمعت الحسن يقول:
والله ما أصبح على وجه الأرض ولا أمسى على وجه الأرض مؤمن إلاّ وهو يتخوف النفاق على نفسه، وما أمن النفاق إلاّ منافق.
(1)
بياض في الأصل.
860 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا:، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا ابن فضيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبيد الله القرشي، عن عبد الله بن عكيم قال:
صلّيت خلف أبي بكر المغرب فلمّا قعد في الركعة الثانية كأنّما كان على الجمر حتى قام فقرأ فاتحة الكتاب ثم قال:
{رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ» [آل عمران:8].
861 -
أخبرنا أبو عبد الله، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله العدل بمرو، ثنا أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، ثنا أحمد بن علي، قال: سمعت أبا روح يقول قال: ابن المبارك:
انّ البصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع الربّ فيه، وعمر قد بقي لا يدرى ماذا فيه من الهلكات، وفضل قد أعطي لعله مكر واستدراج وضلالة وقد زيّنت له فيراها هدى، ومن زيغ القلب ساعة ساعة أسرع من طرفة عين قد يسلب دينه وهو لا يشعر.
862 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى، قالا: ثنا أبو العباس-وهو الأصم-قال: أخبرنا العباس بن الوليد، أخبرني أبي، ثنا ابن جابر، قال: سمعت بلال بن سعد وهو يقول في دعائه:
اللهم انّي أعوذ بك من زيغ القلوب، وتبعات الذنوب، ومن مرديات الأعمال، ومضلاّت النفس.
863 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد بن نصير، قال: حدثني الجنيد بن محمد، قال: سمعت السريّ يقول:
اللهم مهما عذّبتني به من شيء فلا تعذّبني بذلّ الحجاب.
860 - أخرجه المصنف في السنن (2/ 64) من طريق أبي عبد الله الصنابحي عن أبي بكر ومن طريق الصنابحي أخرجه أيضا (2699).
862 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 229) من طريق عباس بن الوليد-به.
863 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 120) من طريق الجنيد-به.
864 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت عبد الرحمن بن الحسن ابن يعقوب، يقول: سمعت أبي يقول سمعت أبا عثمان يقول: سمعت يحيى بن معاذ يقول:
يا من ذكره عليّ أعزّ من كلّ شيء لا تجعلني بين أعدائك غدا أذلّ من كلّ شيء.
865 -
أخبرنا الاستاذ أبو بكر بن فورك رحمه الله. أنا عبد الله بن جعفر الأصبهاني، قال: سمعت أحمد بن عصام بن عبد المجيد يقول: سمعت محسن بن موسى يقول: كنت عديل سفيان الثوري إلى مكّة فرأيته يكثر البكاء فقلت له: يا أبا عبد الله بكاؤك هذا خوفا من الذّنوب؟ قال: فأخذ عودا من المحمل فرمى به فقال: إنّ ذنوبي أهون عليّ من هذا، ولكني أخاف أن أسلب التوحيد.
866 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، قال:
سمعت الجنيد يقول: سمعت السريّ السقطي يقول:
قلوب الأبرار معلّقة بالخواتيم، وقلوب المقرّبين معلّقة بالسوابق، أولئك يقولون: ماذا من الله سبق لنا؟ وهؤلاء يقولون: بما يختم لنا.
867 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسين بن بشران، قالا: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير، ثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت إسحاق بن خلف يقول:
ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم ليت شعري بما يختم لي، قال: عندها ييأس منه، ويقول: متى يعجب هذا بعمله؟
868 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثني محمد بن الحسين، ثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثني أبي قال:
866 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 121) من طريق الجنيد-به.
867 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 311) من طريق أحمد بن أبي الحواري-به.
تنبيه: في الحلية (إسحاق بن خالد) بدلا من (إسحاق بن خلف) وهو خطأ.
لمّا احتضر عمرو بن قيس الملائي بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا؟ فو الله لقد كنت غضيض العيش أيّام حياتك. فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنّما أبكي خوفا من أن أحرم خير الآخرة.
869 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا بكر الرازي، يقول سمعت الكتاني يقول:
روعة الساعة عند انتباه من غفلة وانقطاع عن خط النفس فيه وارتعاد من خوف قطيعة أفضل من عبادة الثّقلين.
870 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي، يقول سمعت أبا أحمد الحافظ، يقول سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري، يقول:
أفضل البكاء بكاء العبد على ما فاته من أوقاته على غير الموافقة. أو بكاء على ما سبق له من المخالفة.
871 -
سمعت أبا زكريا بن أبي إسحاق، يقول سمعت أبا الفتح أحمد ابن عبد الله البغدادي يقول:
دخلت مرّة البادية فبينا أنا أمشي إذ سمعت بكاء عاليا، فرميت ببصري قدّامي فرأيت شخصا، فمشيت سريعا فإذا هو شابّ لم أر معه آلة السفر، فقلت: ما شأنك يا فتى؟ فأنشأ يقول:
على أيّ باب أطلب الإذن بعد ما
…
حجبت عن الباب الّذي أنا حاجبه
فوقع عليّ البكاء لبكائه فلمّا رفعت رأسي لم أر أحدا.
872 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو حامد أحمد بن العباس الخطيب بمرو، ثنا محمود بن والان قال: سمعت عبد الرحمن بن بشر النيسابوري يقول: سمعت سفيان بن عيينة يقول:
غضب الله الداء الّذي لا دواء له.
873 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما حكى عن يوسف بن الحسين.
873 - أخرجه أبو عبد الرحمن السلمي في طبقات الصوفية (ص 188).
كيف السبيل إلى مرضات من غضبا
…
من غير جرم، ولم أعرف له سببا
قال: وبلغني أن يوسف بن الحسين كتب بهذا البيت إلى الجنيد فأجابه الجنيد:
يكفي الحكيم من التنبيه أيسره
…
فيعرف الكيف والتكوين والسببا
إنّ السبيل إلى مرضاته نظرك
…
فيما عليك له يرضى كما غضبا
قال البيهقي رحمه الله: كيفية السبيل إلى نظره كيفية السبيل إلى مرضاته والسؤال مع هذا الجواب باق، والسبيل ما بيّنه لعباده من دينه وهو يهدي إليه من يّشاء لا يسئل عمّا يفعل وهم يسألون.
874 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حيوة، عن سالم بن غيلان، أنّه سمع أبا السمح يحدّث عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري انّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
قال البيهقي رحمه الله في كتابه: لم يعلمه وقال أبو عاصم عن حيوة بن شريح: «لم يعمله» .
875 -
أخبرنا أبو الحسين عفيف بن محمد بن شهيد الخطيب، أنا محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا جدي العباس بن حمزة، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا سليمان يقول:
874 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 370) من طريق الحارث بن أبي أسامة-به وفي تاريخ أصبهان (2/ 196) من طريق محمد بن العباس عن أبي عاصم عن حيوة وأخرجه أحمد (3/ 38) عن أبي عبد الرحمن-به ومن طريق أبي عاصم عن حيوة-به (3/ 40).
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 272 - 273) رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال تسعة أضعاف ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم.
والحديث عن أبي يعلى في مسنده (2/ 492) من طريق عبد الله بن يزيد عن حيوة-به.
أصل كلّ خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله تعالى، ومفتاح الآخرة الجوع، ومفتاح الدنيا الشبع.
876 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا جعفر بن محمد بن نصير، أنا إبراهيم بن نصر، حدثني إبراهيم بن بشار، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:
الهوى يردي، وخوف الله يشفي، وأعلم أنّ ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من تعلم انّه يراك.
877 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي بمكّة، ثنا محمد بن جعفر الخرائطي، ثنا أحمد بن جعفر، حدثني إبراهيم بن هشام المدائني، عن محمد بن الحسين، عن الفضيل، عن رزين أبي أسماء أنّ رجلا دخل غيضة فقال: لو خلوت ها هنا بمعصية من كان يراني فسمع صوتا ملأ ما بين لابتي الغيضة:
{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك:14].
878 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قراءة عليه، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى: يقول حدثني أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد وكتب لي بخطه، ثنا عبد الأكرم بن موسى بن رزق الله القاضي، ثنا الأصمعي، قال:
كنت أطوف بالبيت فرأيت أعرابيا يطوف-فذكر قصة أعرابية قال: قلت فبينك وبين من تهوى شيء؟ قال: لا إلاّ ليلة فإني رمت منها شيئا، فقالت أما تستحي؟ قلت: ومّمن أستحي فلا يرانا إلاّ الكواكب؟ قالت فأين مكوكبها؟
879 -
أنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن خالد، ثنا محمد بن عبدة النيسابوري، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا العتبي قال:
لقي رجل أعرابية فأرادها على نفسها، فأبت وقالت: أي ثكلتك أمّك! أمالك زاجر من كرم؟ أمالك ناه من دين؟ قال: قلت: والله لا يرانا إلاّ الكواكب.
قالت: ها بأبي أنت، وأين مكوكبها؟.
880 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، قال: سمعت أبا الفتح عبد الرحمن بن أحمد، يقول سمعت الشيخ أبا عبد الله بن خفيف، يقول لمّا قدم أبو العباس بن سريج قاضيا على فارس دخلنا عليه فسأله أبو عبد الله النجراني قال: متى يهشّ الرّاعي غنمه بعصا الرعاية عن مراتع الهلكة؟ فقال: إذا علم إنّ عليه رقيبا. ثم قال: يا شيخ هذا علم شريف له مجلس خاصّ إذا شئتم حضرت معكم وأذاكركم.
881 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور، ثنا الحسين بن الفضل، ثنا أبو النضر، ثنا أبو عقيل الثقفي، عن يزيد بن سنان، قال: سمعت بكير يعني ابن فيروز يقول سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا وإنّ سلعة الله لغالية ألا وإنّ سلعة الله الجنّة» .
وأخبرنا به في موضع آخر فقال: عن برد بن سنان.
882 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، أنبا محمد بن يونس، ثنا إبراهيم بن نصر قال: سمعت فضيل بن عياض يقول:
رهبة العبد من الله تعالى على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنّة.
883 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا جعفر بن محمد بن نصير، ثنا
881 - أخرجه الترمذي (2450) عن أبي بكر بن أبي النضر عن أبي النضر-به وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي النضر.
وأخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 306 - 307) من طريق الحارث بن أبي أسامة عن أبي النضر هاشم بن القاسم-به.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
882 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 110) من طريق محمد بن زنبور عن الفضيل.
883 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 346) عن جعفر بن محمد بن نصير-به.
إبراهيم بن نصر المنصوري، ثنا إبراهيم بن بشار الصوفي، قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول:
كان داود الطائي يقول: إنّ للخوف حركات تعرف في الخائفين، ومقامات تعرف في المحبّين، وإزعاجات تعرف في المشتاقين، وأين أولئك؟ أولئك هم الفائزون.
884 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد، قال:
سمعت الجنيد يقول: سمعت السريّ يقول:
شيئان مفقودان: الخوف المزعج، والشوق المفلق.
885 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الفهري بمكّة، ثنا الحسن بن رشيق، ثنا ذو النون بن أحمد الأخميمي، قال: حدثني عبيد ذي العرش، عن أخيه ذي النون بن إبراهيم قال:
صلاة الفرض مفتاح الخوف، والنافلة مفتاح باب الرجاء، وذكر الله الدائم مفتاح باب الشوق، وليس بالخوف تنال الفرض، ولكن بالفرض تنال الخوف، ولا بالرجاء تنال النافلة، ولكن بالنافلة تنال الرجاء، ومن شغل قلبه ولسانه بالذكر قذف الله في قلبه نور الاشتياق إليه، وهذا سرّ الملكوت فاعقله وأحفظه.
886 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا بكر الرازي، يقول سمعت إبراهيم بن شيبان يقول:
الخوف إذا سكن القلب أحرق مواضع الشهوات فيه وطرد عنه رغبة الدنيا، وأسكت اللسان عن ذكر الدنيا.
887 -
أخبرنا أبو حفص عمر بن الخضر بن محمد بن هشام المعروف بالثمانيني من مجاوري مكّة بها، أنا هشام بن محمد بن قرّة، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا أبو محمد عبد الله بن خبيق الأنطاكي، قال: سمعت يوسف بن
886 - أخرجه المصنف من طريق السلمي في طبقات الصوفية (ص 404).
887 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 221) من طريق عبد الله بن خبيق-به دون كلام يوسف بن أسباط.
أسباط، يقول سمعت محمد بن النضر يقول:
ما من عامل يعمل في الدنيا إلاّ وله من يعمل في الدرجات في الآخرة، فإذا أمسك أمسكوا، فيقال لهم: ما لكم لا تعلمون؟ فيقولون: صاحبنا لاه.
قال: يوسف عجبت لكم كيف تنام عين مع المخافة؟ أو يغفل قلب بعد اليقين بالمحاسبة؟ من عرف وجوب حق الله على عباده لم تشتمل عيناه أبدا إلاّ بإعطاء المجهود من نفسه، خلق الله القلوب مساكن للذكر، فصارت مساكن للشهوات، والشهوات مفسدة للقلوب وتلف للأموال، لا يمحوا الشهوات من القلوب إلاّ خوف مزعج أو شوق مفلق.
888 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو صالح [محمد بن] محمد بن عيسى العارض المروزي، ثنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن الخصيب ببغداد، حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: قال لي المأمون يا إبراهيم قال:
لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل الفضيل بن عياض، قال: لي-وقد دخلت عليه-يا أمير المؤمنين فرّغ قلبك للحزن والخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن معاصي الله تعالى، ويباعداك من عذاب النار
(1)
.
889 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت النصر أباذي، يقول: سمعت ابن أبي حاتم: سمعت علي بن عبد الرحمن يقول: قال لي:
أحمد بن عاصم الأنطاكي:
قلّه الخوف من قلّة الحزن في القلب وإذا قلّ الحزن في القلب خرب كما يخرب البيت، إذا لم يسكن خرب.
890 -
أخبرنا أبو طاهر الزيادي، أنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري، ثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: سمعت علي بن عثام قال: قال مالك بن دينار: يقال إنّ القلب إذا لم يحزن خرب كما أنّ البيت إذا لم يسكن خرب.
(1)
في المختصر ص 91 بعد قوله (النار) اللهم اقطعنا عن معاصيك وباعدنا من نارك الموقدة.
890 -
أخرجه السلمي في عيوب النفس (64) وأبو نعيم في الحلية (2/ 360).
891 -
وبإسناده قال: قال مالك بن دينار: الحزن تلقيح العمل الصالح.
وقد روي فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما:
892 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه وأبو عبد الله الحافظ قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عوف بن سفيان الحمصي الطائي، ثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، ثنا ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء قال: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«إنّ الله يحبّ كلّ قلب حزين» .
893 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله بن الحسن بن أيوب، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ الله يحبّ كلّ قلب حزين» .
وهذا الإسناد أصحّ.
894 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني محمد بن عمر، ثنا محمد بن المنذر، ثنا موسى بن عمر قال: سمعت الحسين، يقول قال ابن المبارك:
من أعظم المصائب للرجل أن يعلم من نفسه تقصيرا، ثمّ لا يبالي ولا يحزن عليه.
895 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن (عبيد)
(1)
يقول: سمعت خالي محمد بن الليث يقول: سمعت حامدا اللفاف يقول: سمعت حاتم الأصم يقول: سمعت شقيقا يقول:
ليس للعبد صاحب خير من الهمّ والخوف: همّ فيما مضى من ذنوبه،
892 - أخرجه الحاكم في المستدرك (4/ 315) بنفس الإسناد وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: مع ضعف أبي بكر منقطع.
والحديث في الحلية (6/ 90) من طريق أبي المغيرة-به.
(1)
يأتي برقم (1273): عبد الله بدلا من عبيد.
وخوف فيما لا يدري ما ينزل به.
896 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن قال: سمعت محمد بن الحسن الخشاب البغدادي يقول: سمعت جعفر بن محمد يقول: سمعت الجريري يقول:
سمعت سهلا يقول:
لا يبلغ (أحد) حقيقة الخوف حتى يخاف مواقع علم الله فيه ويحزن على ذلك.
897 -
حدثنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أنا والدي، أنبأني صديقي أبو محمد جعفر بن محمد الصوفي قال: كنت عند الجنيد فدخل الشبلي فقال جنيد: من كان الله همّه طال حزنه.
فقال الشّبلي: لا، يا أبا القاسم! بل من كان الله هّمه زال حزنه.
قال البيهقي رحمه الله: قول الجنيد محمل على ذكر الدنيا، وقول الشبلي محمول على الآخرة؛ وقول الجنيد محمول على حزنه عند رؤية التقصير من نفسه في القيام بواجباته، وقول الشبلي محمول على سروره بما أعطي من التوفيق في الوقت حتى جعل الهمّ همّا واحدا والله أعلم.
898 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي قال: سئل الإستاذ أبو سهل الصعلوكي في قوله:
{فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس:58].
كيف يفرح من لا يأمن؟ فقال: إذا نظر إلى الفضل فرح، وإذا رجع حزن حتّى يكون فرحا في وقت، محزونا في وقت كحال الخوف والرجاء.
899 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا الحسين أحمد بن محمد بن إسماعيل يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول:
قد أكرمهم وأذلّهم من قبل أن يخلقهم، واسكنهم الجنّة والنّار من قبل أن يوفّقهم لطاعته، ويبتليهم بمعصيته، عدلا منه وتفضلا على أوليائه، فسبحانه من
899 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 257) من طريق أحمد بن أبي الحواري-به مختصرا.
كريم ما أكرمه! والعجب لمن وجده كيف تركه! والعجب لمن لم يجده كيف لا يطلبه؟
ثم قال: إنّ السحاب يجري بالرياح، وإنّ العباد إنّما يحزنون بالتوفيق، وإن التوفيق على قدر القربة والله المستعان.
900 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المهرجاني، أنا محمد بن أحمد ابن يوسف، ثنا أحمد بن عثمان، ثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو الحسن بشر بن سالم، عن مسعر، عن بكير، عن إبراهيم قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنّهم قالوا:
{الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر:34].
وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنّة لأنّهم قالوا:
{إِنّا كُنّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ} [الطور:26].
ورواه غيره عن أحمد بن إبراهيم، فقال بشر بن مسلم وقال: عن إبراهيم التيمي.
901 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا عبد الصمد، ثنا عبد الله بن بكر قال: سمعت الحسن يقول:
{السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة:10].
قال: أمّا المقرّبون فقد مضوا هنيئا لهم، ولكن الّلهمّ اجعلنا من أصحاب اليمين.
قال: وأتى على هذه الآية:
{إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً} [النبأ:21].
قال ألا ان على الباب رصدا فمن جاء بجواز جاز ومن لم يجئ بجواز حبس.
900 - عزاه السيوطي في الدر (5/ 253) إلى ابن أبي حاتم.
902 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف، ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم الهروي بها، قال: ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو ثابت مشرّف بن أبان، حدثني أبو بكر الموصلي، قال:
خرج فتح الموصلي إلى المصلّى يوم الأضحى قال: خرج فنظر إلى القتار ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: إلهي! تقرّب المتقرّبون إليك بقربانهم وإنّي متقرّب إليك بحزني يا محبوب! قال: ثم سقط مغشيا عليه فلمّا أفاق قال: إلى كم تردّدني في أزقّة الدنيا محزونا.
903 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب ثنا محمد بن يوسف بن عبد الله قال: سمعت أبا ثابت الخطاب يقول: سمعت إبراهيم بن موسى يقول:
رأيت فتح الموصلي في يوم الأضحى، وقد شمّ ريح القتار، فدخل إلى زقاق فسمعته يقول: تقرّب المتقرّبون إليك بقربانهم، وأنا أتقرّب إليك بطول حزني يا محبوب كم تتركني أتردّد في أزقّة الدنيا محزونا! ثم غشى عليه وحمل فدفنّاه بعد ثلاث.
904 -
أخبرنا أبو منصور الدامغاني نزيل بيهق، أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي، ثنا محمد بن أحمد بن حكيم بجرجان، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا محمد بن الحسين، عن شعيب بن محرز قال: حدثتني سلامة العابدة قالت:
بكت عبيدة بنت أبي كلاب أربعين سنة حتّى ذهب بصرها فقيل لها: ما تشتهين؟ قالت: الموت، قيل: ولم ذاك؟ قالت إنّي أخشى كل يوم أصبح أن أجني على نفسي جناية يكون فيها عطبي أيام الآخرة.
905 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، ثنا دعلج بن أحمد ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا هديّة بن عبد الوهاب، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال:
قلت ليزيد بن مرثد ما لي أرى عينك لا تجفّ؟ قال: وما مسألتك؟ قلت لعلّ الله تعالى ينفع به. قال: أن الله عز وجل توعّدني إن أنا عصيته أن يسجنني
905 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 164) من طريق الوليد بن مسلم.
في النار، والله لو توعّدني أن يسجنني في الحمام كنت حريا أن لا يجفّ لي دمع، فقلت: هكذا في خلواتك قال: والله إنّه لتوضع القصعة بين أيدينا فيعرض لي فأبكي ويبكي أهلي ويبكي صبياننا لا يدرون ما أبكانا؛ والله إنّي لأسكن إلى أهلي فيعرض لي فيحول بيني وبين ما أريد. فيقول أهلي يا ويحها ما خصّت به معك من طول الحزن، ما تقرّ لي معك عين.
906 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني عبيد الله بن سعيد، ثنا الوليد بن مسلم فذكره بإسناده ومعناه.
907 -
أخبرنا أبو القاسم الحرفي، أنا علي بن محمد بن الزبير، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، عن محمد بن عاصم مولى عثمان بن عفان، ثنا حوشب بن مسلم الثقفي، عن الحسن أنه كان يكره ذكر الموت عند الطعام.
908 -
أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي، أنا أبو الفضل محمد بن أحمد السلمي، ثنا عبد الله بن محمود، ثنا (محمد بن) عبد الله بن قهزاد قال: قال حفص بن حميد:
رأيت سهل بن علي في المسجد يجول كأنّه أبله من الخوف، وهو يقول:
النّار النّار وترتعد فرائضه حتى أخذني البكاء.
909 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما حكى عن السّريّ قال:
الخوف على ثلاثة أوجه: خوف في الدين وهو موجود في العامّة يعلمون انه يجب الخوف من الله عز وجل؛ وخوف عارض عند تلاوة القرآن والقصص رقة كرقة النساء لها ثبوت؛ وخوف مزعج مقلق ينحل القلب والبدن، ويذهب بالنوم والطعم ولا يسكن خوف الخائف أبدا حتى يأمن ما يخاف.
907 - حوشب بن بشر الثقفي هو: أبو بشر، صدوق كما بالتقريب.
908 -
حفص بن حميد هو المروزي العابد صدوق كما بالتقريب روى عنه محمد بن عبد الله بن قهزاذ.
910 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن جعفر بن عون، أخبرني بكر بن محمد العابد، عن الحارث الغنوي قال:
آلى ربيع بن حراش أن لا يفترّ عن أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلاّ بعد موته، وآلى أخوه ربعيّ بعده ألاّ يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النّار.
قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله انّه لم يزل متبسّما على سريره وكنّا نغسله حتى فرغنا منه.
911 -
حدثنا أبو سعد الزاهد، حدثنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن بدمشق، أنا أحمد بن الحسين القرشي، ثنا مؤمل بن يهاب، ثنا سيار بن حاتم، عن جعفر بن سليمان، ثنا المعلّى بن زياد، عن الحسن قال: قال غزوان الرقاشي:
لله عليّ أن لا يراني ضاحكا حتى أعلم أيّ الدارين داري.
قال الحسن: فعزم، والله ما رؤي ضاحكا حتى لحق بالله عز وجل.
912 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا أبو النعمان، ثنا مهدي، ثنا غيلان، قال: سمعت مطرفا يقول:
لو أتاني آت من ربّي فخيّرني بين أن يخبرني أفي الجنّة أنا أم في النار، وبين أن أصير ترابا لاخترت أن أصير ترابا.
قال البيهقي رحمه الله: مطرف هذا هو ابن عبد الله بن الشخير.
910 - أخرجه ابن أبي الدنيا في (من عاش بعد الموت) رقم 12 ومن طريقه الخطيب (8/ 434) عن محمد بن الحسين-به.
912 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 199) وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد (ص /193 دار الفكر الجامعي) من طريق مهدي بن ميمون-به.
تنبيه:
في الحلية (غيلان بن ميمون) وهو خطأ والصحيح (غيلان بن جرير).
913 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ومحمد بن موسى قالا أنا أبو العباس بن يعقوب، ثنا الربيع بن سليمان، عن عبد الله بن وهب، أنا سليمان بن بلال، حدثني عمرو، عن المطلب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لجبريل عليه السلام:
«يا جبريل ما لي لا أرى إسرافيل يضحك ولم يأتني أحد من الملائكة إلاّ رأيته يضحك» قال: جبريل عليه السلام ما رأينا ذلك الملك ضاحكا منذ خلقت النّار.
914 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا محمد بن الفرج الأزرق، ثنا السهمي، ثنا عباد، قال: سمعت عدي بن أرطاة وهو على منبر المدائن-وهو يحدث هذا الحديث عن رجل، كان قد سمّاه فنسيت اسمه-يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
915 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنا أبو بكر عبد الله بن يحيى الطلحي بالكوفة، ثنا الحسين بن جعفر، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا أبو عمران قال: بلغني أن جبريل عليه السلام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي فقال:
«ما يبكيك؟» قال: ما جفّت لي عين منذ خلق الله جهنّم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها.
916 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن محمد الحرفي ثنا أبو
913 - عزاه السيوطي في الحبائك (رقم 97) إلى المصنف فقط.
914 -
عزاه السيوطي في الحبائك (رقم 24) إلى أبي الشيخ والمصنف والخطيب وابن عساكر من طريق عباد بن منصور عن عدي بن أرطاة عن رجل من الصحابة سماه قال عباد فنسيت اسمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الخطيب (12/ 307) من طريق روح بن عبادة عن عباد-به.
915 -
عزاه السيوطي في الحبائك (رقم 67) إلى أحمد في الزهد عن أبي عمران الجوني.
916 -
عزاه السيوطي في الدر (3/ 285) إلى عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المنذر-
الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا زيد بن الحباب، ثنا جعفر بن سليمان الضّبعي، ثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن كعب:
قال: كان إذا ذكر النّار قال: أوه.
917 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، أنا أبو أحمد بن عدي، ثنا أحمد بن الحسين الكرخي، ثنا الحسن بن شبيب، ثنا أبو يوسف، عن حمزة الزيّات، عن حمران بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقرأ:
{إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ} [المزمل:12،13] فصعق.
قال أبو أحمد: رواه غير أبي يوسف عن حمزة، عن حمران أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع ولم يذكر أبا حرب في الإسناد.
قال البيهقي رحمه الله: وهو مع ذكره فيه مرسل.
918 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكارزي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي ثنا موسى بن هلال العبدي، ثنا بشر بن منصور قال:
كنت أوقد بين يدي عطاء العبدي-وهو السّليمي-في غداة باردة فقلت له: يا عطاء يسرّك الساعة لو أنّك أمرت أن تلقي نفسك في هذه النّار ولا تبعث إلى الحساب؟ قال فقال: إي وربّ الكعبة. قال ثم قال: والله مع ذلك لو أمرت
916 - وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والمصنف عن كعب رضي الله عنه.
أخرجه أحمد في الزهد (ص /112 دار الفكر الجامعي) عن عبد الصمد عن جعفر-به.
والحديث ليس من زوائد عبد الله على الزهد كما قال السيوطي.
917 -
عزاه السيوطي في الدر (6/ 279) إلى أحمد في الزهد وهناد وعبد بن حميد ومحمد بن نصر عن حمران.
918 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 212) عن أحمد بن جعفر بن حمدان عن عبد الله بن أحمد بن حنبل-به.
بذلك لخشيت أن تخرج نفسي فرحا قبل أن تصل إليها.
919 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد بن نصير، قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول سمعت السّريّ يقول:
إنّي لأنظر إلى أنفي كل يوم مرارا مخافة أن يكون وجهي قد أسودّ.
920 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد بن نصير حدّثني الجنيد بن محمد، قال: سمعت السريّ يقول:
ما أحبّ أن أموت حيث أعرف، فقيل له: ولم ذاك يا أبا الحسن؟ قال:
أخاف أن لاّ يقبلني قبري فافتضح.
921 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكارزي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني جعفر بن محمد بن فضيل- من أهل رأس العين-ثنا محمد بن كثير الصنعاني، عن إبراهيم بن أدهم قال:
كان عطاء السليمي-إذا انتبه في جوف (الليل) -يضرب بيده فزعا إلى أعضائه يحسّها مخافة أن تكون قد غيّر خلقته.
922 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، حدثنا الحسن بن عمرو، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول قال أويس:
لا يخطئك هذا الأمر حتى تكون كأنّك قتلت الناس أجمعين.
923 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو العباس السيّاري، ثنا عبد الله بن علي الغزال، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا عبد الله بن المبارك، أنا يزيد بن يزيد البكري، قال: قال أويس القرني:
العرق كن في أمر الله كأنّك قتلت الناس كلّهم.
924 -
وبهذا الإسناد أخبرنا عبد الله بن المبارك، أنا سفيان الثوري، قال:
919 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 116) عن جعفر بن محمد بن نصير-به.
920 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 116) عن جعفر بن محمد بن نصير-به.
921 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 222) من طريق خزيمة بن زرعة عن محمد بن كثير-به بنحوه.
كان لأويس القرني رداء إذا جلس مسّ الأرض وكان يقول: الّلهمّ إنّي أعتذر إليك من كبد جائعة وجسد عار وليس لي إلاّ ما على ظهري وفي بطني.
925 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان، ثنا أبي، ثنا عبد الملك بن أحمد الدقاق البغدادي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، ثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا عباد بن الوليد القرشي قال: قال مالك بن دينار:
لولا أن يقول الناس جنّ مالك للبست المسوح ووضعت الرّماد على رأسي أنادي في الناس: من رأني فلا يعص ربّه.
926 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل بن الشعراني، يقول: سمعت جدّي، يقول سمعت الصلت بن مسعود يقول:
خرج الحسن بن صالح بن حيّ يوما من بيتي فنظر إلى جراد يطير فقال:
{يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر:7].
ثم خرّ مغشيا عليه.
927 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني خلف بن محمد البخاري ثنا نصر بن زكريا المروزي، ثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت رابعة تقول:
ما رأيت ثلجا قطّ إلاّ ذكرت تطاير الصّحف، ولا رأيت جرادا قطّ إلاّ ذكرت الحشر، ولا سمعت أذانا قطّ إلاّ ذكرت منادي القيامة. قالت: وقلت لنفسي كوني في الدنيا بمنزلة الطير الواقع حتّى يأتيك قضاءه.
928 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو عبد الله بن أمية القرشي بالساوة، ثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق، ثنا محمد بن داود بن
925 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 371) من طريق محمد بن الحارث عن يحيى بن أبي بكير- به.
926 -
أخرجه المصنف في الزهد (530) والإسناد في الزهد خطأ فليصحح.
927 -
أخرجه المصنف في الزهد (529)
928 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 243) من طريق محمد بن الحسن عن يحيى بن بسطام الأصفر-به.
عبد الله، ثنا يحيى بن بسطام، ثنا أبو طارق اللبان، قال:
كان عبد العزيز بن سلمان إذا ذكر القيامة صرخ كما تصرخ الثكلى، ويصرخ الخائفون من جوانب المسجد ورفع الميتان من جوانب مجلسه.
929 -
قال وثنا أبو العباس بن مسروق، حدثني عصمة بن سليمان، حدثني عصمة بن عرفة العنبري قال: سمعت عنبسة الخواص قال:
كان عتبة الغلام يزورني فربّما بات عندي، قال: فبات عندي ذات ليلة فبكى في السحر بكاءا شديدا، فلما أصبح قلت: لقد فزعت قلبي منذ الليلة ببكائك، فبم ذاك يا أخي؟ فقال: يا عنبسة! والله إنّي إذا تذكرت يوم العرض على الله، ثم مال ليسقط فاحتضنته فجعلت أنظر إلى عينيه يتقلّبان قد اشتدّت حمرتهما (قال ثم أزبد) وجعل يخور فناديته: عتبة! عتبة! حبيبي! قال فلبث ثلاثا لا يجيبني ثم هدأ فناديته: عتبة! عتبة! فأجابني بصوت خفيّ: قطع ذكر العرض على الله أوصال المحبّين.
قال: ثم جعل يحشرج ويردد حشرجة الموت، ويقول: أتراك تعذب محبّيك وأنت الحيّ الكريم! قال: فلم يزل يردّدها حتى والله أبكاني.
930 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أمية القرشي، ثنا أبو العباس بن مسروق، حدثني محمد بن داود بن عبد الله، ثنا عبد الله بن الجوزي الأسدي، حدثني محمد بن السماك، قال:
دخلت البصرة فقلت لرجل كنت أعرفه دلّني على عبّادكم فأدخلني على رجل عليه لباس الشعر طويل الصمت لا يرفع رأسه إلى أحد. قال: فجعلت
929 - أخرجه أبو نعيم (6/ 235) من طريق محمد بن الحسين عن عصمة بن سليمان عن مسلم بن عرفجة العنبري عن عنبسة الخواص-به.
تنبيه:
في الحلية (مسلم بن عرفجة) بدلا من (عصمة بن عرفة).
930 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 208) من طريق ابن أبي الدنيا عن محمد بن الحسين عن محمد بن داود بن عبد الله-به.
وأخرجه المصنف بنفس الإسناد في الزهد (556)
استنطقه الكلام فلا يكلّمني، قال: فخرجت من عنده. فقال لي صاحبي: ها هنا ابن عجوز هل لك فيه؟ قال: فدخلنا عليه فقالت العجوز لا تذكروا لابني شيئا من أمر جنّة ولا نار فتقتلوه عليّ فليس لي غيره، قال: فلمّا دخلنا عليه فإذا عليه من اللباس مثل ما على صاحبه منكّس الرّأس طويل الصمت فرفع رأسه فنظر إلينا ثم قال أما انّ للنّاس موقفا لا بدّ أن يقفوه. قال قلت: بين يدي من- رحمك الله؟ -قال: فشهق شهقة فمات. قال ابن السماك: فجاءت العجوز فقالت: قتلتم ابني! قال: فكنت فيمن صلّى عليه-رحمه الله تعالى-.
931 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان الحنّاط، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن أحمد الهاشمي، حدثني الحسن بن محمد الهاشمي عن محمد بن السماك قال:
كنت أطوف أطلب العبّاد والزهّاد فذكر لي رجل بعبّادان، قد رفض الدنيا، وأقبل على الآخرة جدا واجتهادا فأتيت عبّادان، فسألت عنه، فوصف لي داره، فأتيت إلى باب دار كبيرة ليس عليها إلاّ باب بمصراع صغير، فقرعت الباب، فخرجت إليّ جارية خماسية، فقالت: من الطارق بالباب؟ قلت: أنا يا جارية هذا منزل فلان العابد؟ قالت: نعم، قلت لها استأذني عليه، فإن أنا دخلت عليه وهبت لك درهما، فقالت: يا عبد الله ما رأيت أحدا هو أجهل منك، أدخل فما على أبي من حاجب. وإنما الحجّاب على أبواب الملوك وأبناء الملوك، فبهتّ متعجّبا من قولها، ثم دخلت ودخلت معها وإذا دار قوراء ليس فيها إلاّ بيت صغير، فدخلت البيت، فإذا أنا برجل قد نحل من غير سقم، وقد احتفر قبرا عند رجليه، وقد دلّى رجليه فيه، وفي يده خوص يشقّه وهو يتلو هذه الآية:
بصوت حزين فسلمّت عليه فردّ عليّ السّلام وقال: أمن أخواني أنت؟ قلت نعم ولست من أهل البصرة ولا من أهل عبّادان. قال: فمن أين أنت؟ قلت من أهل الكوفة، قال: فما اسمك؟ قلت: محمد بن السماك. قال: لعلّك الواعظ؟ قلت: نعم، قال: فأخذ يدي بيديه جميعا ثم قال: لي: مرحبا وحيّاك
الله يا أخي بالسلام، ومتّعنا واياك في الدنيا بالإخوان! يا أخي! ما زالت نفسي متطلّعة إلى لقائك تحبّ أن تعرض داءها على دواءك، أعلّمك يا أخي أنّ بي جرحا قديما قد أعيي المعالجين قبلك، فتأتّاه برفقك، وألصق عليه ما تعلم انه يلائمه من مراهمك، قال: فعلمت انّ الرجل يريد أن أعظه، فقلت: يا أخي وهل يداوي مثلي مثلك؟ وجرحي انغل من جرحك، وذنبي أعظم من ذنبك.
فقال: سألتك بالله إلاّ ما وعظتني! فقلت له: يا أخي! قد عملت انّ ذنبك الذي أذنبت لم يمح، وانّ لذاذتك لم تبق، وأنّ الموت يطلبك صباحا ومساء، وانّك تصير غدا إلى ضيق اللحود وظلمة القبور، ومسألة منكر ونكير، فلما قلت له ذلك شهق شهقة خرّ في قبره يخور كما الثور إذا وجي في منحره، وأقبلت امرأته وابنته تبكيان من وراء الحجاب وتقولان: سألناك بالله لا تزده شيئا فتقتله علينا.
فأفاق فقال: يا أخي قد وافق دواءك دائي، ولصق مرهمك بجرحي، أخي ابن السماك! زدني.
فقلت له: يا أخي! إنّ أهلك وولدك قد حلفوني انّي لا أزيدك شيئا فأقبل عليهم وقال: اعلم يا أخي انّه ليس أحد أشدّ عليّ وبالا ولا أعظم جرما منّي إذا وقفت بين يدي ربّي-من أهلي وولدي.
فقلت: يا أخي! ما بعد ظلمة القبور وضيق اللحود ومسألة منكر ونكير إلاّ الطامّة. قال: وما هي يا ابن السماك؟ فقلت له: إذا أخذ إسرافيل يعني في نفخ الصور، وبعثر ما في القبور، وجئنا نحن بأثقالنا نحمل على الظهور. فكم يا أخي في ذلك اليوم من مناد ينادي بالويل والبثور؟ وأعظم من ذلك أيضا توبيخ الربّ إيانا عند قراءة السيّئات التي قد أحصى عليّ وعليك فيه النقير والفتيل والقطمير؛ وملائكة متّزرون بأزر من نار، غضاب لغضب الرحمن ينتظرون ما يقال لهم بالغضب:
{خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} [الحاقة:30].
قال فشهق شهقة فخرّ في قبره كأنّه ثور قد وجي في منحره وبال فعرفت بالبول ذهاب عقله، فأقبلت ابنته فاجتذبته، وأسندته إلى صدرها ومسحت وجهه بكّمها، وهي تقول بأبي وأمي عينين طال ما سهرتا في طاعة الله! بأبي وأمي
عينين طال ما غضّتا عن محارم الله.
وأفاق فقال لي: عليك السّلام يا ابن السماك أنا أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمدا عبده ورسوله. وشهق الثالثة فظننت أنها مثل الأوليين فحرّكته فإذا الرجل قد فارق الدنيا.
932 -
حدثنا أبو محمد بن يوسف إملاء، حدثنا أبو بكر الطلحي بالكوفة، ثنا حبيب بن نصر المهلبي، ثنا عبد الله بن محمد، حدثني أحمد بن عاصم، ثنا الفضيل بن عياض الكندي، قال:
مرّ عيسى ابن مريم عليه السلام بجبل بين نهرين عن يمينه نهر وعن يساره نهر، ولا يدري من أين يجيء ولا من أين يذهب، فقال عيسى أيها الجبل من أين يجيء هذا الماء وإلى أين يذهب؟ قال: أمّا الذي يجيء عن يميني فهو دموع عيني اليمنى، والذي عن يساري فهو دموع عيني اليسرى، قال: ممّ ذاك؟ قال: من خوف ربّي أن يجعلني من وقود النار، قال عيسى فأنا أدعو أن يهبك منّي، فدعا فوهبه له. فقال عيسى: قد وهبت لي فجاء منه من الماء ما أحتمل عيسى فذهب به فقال عيسى: اسكن بقوّة الله فسكن فقال قد استوهبتك من ربّي فوهبك لي فماذا؟ قال: أمّا البكاء الأوّل فبكاء الخوف وأمّا البكاء الثاني فبكاء الشكر.
933 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عثمان الحناط، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال:
بينا أنا ذات يوم جالس بالشام في قبّة ليس عليها باب إلاّ كساء مسبل إذ أنا بامرأة تدقّ على الحائط فقلت: من هذا؟ فقالت: امرأة ضالّة دلّني على الطريق-رحمك الله-فقلت: عن أيّ الطريقين تسألين؟ فبكت، ثم قالت: عن طريق النجاة. فقلت هيهات هيهات، لا يقطع ذاك الطريق إلاّ بالسير الحثيث في الجدّ وتصحيح المعاملة، وحذف العلائق الشاغلة من أمر الدنيا والآخرة، فبكت. ثم قالت: أمّا علائق الدنيا ففهمتها، فما علائق الآخرة؛ فقلت: لو
933 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (10/ 11) من طريق عمرو بن يحيى الأسدي عن أحمد بن أبي الحواري.
وافيت القيامة بعمل سبعين نبيا، لم يكن لك إلاّ ما كتب لك في اللوح المحفوظ، وإنّ لجهنّم زفرة يوم القيامة لو كان معك عمل سبعين نبيّا ما كان بدّ من أن ترديها. قال: فصرخت، ثم قالت: سبحان من صان عليك جوارحك فلم تقطع؛ سبحان من أمسك عليك قلبك فلم يتصدّع. ثم سقطت مغشيّا عليها.
قال ابن أخي أبي الحواري: وكانت عندنا جارية من المتعبّدات، فقلت لها أخرجي فانظري ما قصّة هذا المرأة. قال فخرجت فنظرت إليها فإذا هي قد فارقت الدنيا، وإذا في جيبها رقعة مكتوب فيها: كفّنوني في أثوابي، فإن يك لي عند ربّي خير فسيبدلني ما هو خير لي منها، وإن يك غير ذلك فبعدا لنفسي وسحقا.
قال ابن أبي الحواري: وإذا خدم قد أحاطوا بالجارية، فقلت لبعضهم ما قصّة هذه الجارية؟ فقالوا: يا أبا الحسن هذه جارية كانت يظهر بها شيء نظنّ انّها مصابة بعقلها وكان الذي بها يمنعها من المطعم والمشرب وكانت تشكو إلينا وجعا في جوفها، فكنّا نعرض عليها الأطباء فكانت تقول: أريد متطبّبا أشكو إليه بعض ما أجد من دائي عسى أن يكون عنده شفائي.
934 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي في التفسير، قال: سمعت محمد بن عبد الله، يقول سمعت أبا الحسن بن زرعان، يقول سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول:
بينا أنا في بعض طرقات البصرة إذ سمعت صعقة فأقبلت نحوها فرأيت رجلا قد خرّ مغشيا عليه، فقلت: ما هذا؟ قالوا: كان رجلا حاضر القلب فسمع آية من كتاب الله من رجل فخرّ مغشيا عليه. فقلت وما هي؟ قال قوله:
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ} [الحديد:16].
فأفاق الرجل عند سماع كلامنا وأنشأ يقول:
أما آن للهجران أن يتصرّما
…
وللغصن غصن البان أن يتبسما
وللعاشق الصّبّ الذي ذاب وانحنى
…
ألم يأن أن يبكى عليه ويرحما
كتبت بماء الشوق بين جوانحي
…
كتابا حكى نفس الوشي المتيّما
ثم قال اشكال اشكال اشكال وخرّ مغشيا عليه فحرّكناه فإذا هو ميّت.
935 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني محرز أبو هارون الضبي قال:
كان عندنا رجل بالكوفة يغدو إلى الفرات، فلا يزال يبكي حتى يرتفع النهار، ثم يرجع فيقيل، فإذا صلّى انتصب لله، فلا يزال مصليا إلى العصر، ثم يروح إلى الفرات فيقعد يبكي. قال: فقيل له في ذلك، فقال: هذا مطيع لله أجراه برحمته وصيّره رزقا لعباده وأنا أعصيه غير خائف، ولا متوقع للنقم. قال:
ثم خرّ ميتا. قال: أبو هارون فأنا حضرت جنازته وما علمت أنّ أحدا علم بموته فتخلّف عنه.
936 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن إسحاق بن حمزة البخاري، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن المبارك، ثنا محمد بن مطرف، عن أبي حازم-أظنّه-عن سهل بن سعد أنّ فتى من الأنصار دخلته خشية من النار فكان يبكي عند ذكر النّار حتى حبسه ذلك في البيت وذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه في البيت فلمّا دخل عليه اعتنقه الفتى وخرّ ميتا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«جهّزوا صاحبكم فإنّ الفرق فلذ كبده» .
937 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: وأخبرنا أبو عبد الله الصفار على أثره، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي.
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاء، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي أبو العباس، حدثني أحمد بن منصور
936 - أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 494) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقول:
هذا البخاري وأبوه لا يدرى من هما والخبر شبه موضوع. وانظر الترغيب للأصبهاني (484).
937 -
أخرجه المصنف من طريق الحاكم (2/ 494 - 495) وسكت عليه الحاكم والذهبي.
وأخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 327 - 328)، (10/ 187 و 188) من طريق محمد بن إسحاق الثقفي عن أحمد بن موسى الأنصاري عن منصور-به.
الأنصاري عن منصور بن عمار قال:
حججت حجّة فنزلت سكّة من سكك الكوفة، فخرجت في ليلة مظلمة فإذا بصارخ يصرخ في جوف الليل، وهو يقول: إلهي وعزّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي إيّاك مخالفتك ولقد عصيتك، إذ عصيتك وما أنا بنكالك عاقل ولكن خطيئة عرضت أعانني عليها شقائي، وغرّني سترك المرخى عليّ، وقد عصيتك بجهدي، وخالفتك بجهلي، فالآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من اتّصل أن أنت قطعت حبلك عنّي؟ واشباباه! واشباباه! فلما فرغ من قوله قرأت من كتاب الله عز وجل:
{ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ} [التحريم:6] الآية.
فسمعت حركة شديدة لم أسمع بعدها حسا، فمضيت فلما كان الغد، رجعت في مدرجتي فإذا أنا بجنازة قد وضعت، وإذا عجوز كبيرة، فسألتها عن أمر الميّت، ولم تكن عرفتني فقالت مرّ ها هنا رجل لا جزاه الله إلا جزاءه! مرّ بابني البارحة وهو قائم يصلّي فتلا آية من كتاب الله فلما سمعها ابني تقطّعت مرارته فوقع ميّتا.
938 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ. أنا أبو العباس الأصم، أنا العباس بن الوليد، أخبرني أبو شعيب، قال: قال لقمان لابنه:
يا بنيّ لقد وعظتك حتى لو كنت حجرا لانفطرت ماء، فبينا هو يعظه يوما إذ انصدع قلب الغلام ومات.
939 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو عبد الله الصفار، ثنا أبو بكر بن أبي الدنيا، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عتّاب بن المثنى، حدثني بهز بن حكيم قال:
أمنّا زرارة بن أبي أوفى في مسجد بني قشير فقرأ المدّثّر فلمّا انتهى إلى هذه الآية:
{فَإِذا نُقِرَ فِي النّاقُورِ} [المدثر:8].
خرّ ميتا. قال بهز: فكنت فيمن حمله.
940 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق، أخبرنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثني محمد بن الحسين، حدثني عمار بن عثمان الحلبي، قال: حدثني حصن بن القاسم الورّاق، قال:
كنّا عند عبد الواحد بن زيد وهو يعظ فناداه رجل من ناحية المسجد: كفّ يا أبا عبيدة! لقد كشفت قناع قلبي. فلم يلتفت عبد الواحد إلى ذلك فمرّ في الموعظة فلم يزل الرجل يقول: كفّ يا أبا عبيدة! لقد كشفت قناع قلبي.
وعبد الواحد يعظ، لا يقطع موعظته، حتى والله حشرج الرجل حشرجة الموت وخرجت نفسه، وأنا والله شهدت جنازته يومئذ ما رأيت بالبصرة يوما أكثر باكيا من يومئذ.
941 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا أبو بكر بن محمد الصوفي بمرو، ثنا محمد بن يونس القرشي، ثنا إسماعيل بن نصر العبدي، قال: نادى مناد في مجلس صالح المرّي: ليقم الباكون المشتاقون إلى الجنّة فقام أبو جهث فقال اقرأ يا صالح:
{وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً، أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} [الفرقان:23،24].
فقال أبو جهث: أرددها يا صالح! فما فرغ من الآية حتى مات أبو جهث.
942 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله بن أمية القرشي بالساوة، قال: ثنا أبو العباس بن مسروق، ثنا محمد بن داود، حدثني يحيى بن بسطام، ثنا أبو طارق قال:
شهدت ثلاثة رجال أو نحوهم ماتوا في مجلس الذكر يمشون بأرجلهم صحاحا إلى المجالس وأجوافهم والله قرحة، فإذا سمعوا الموعظة انصدعت قلوبهم فماتوا، قال يحيى: فقلت لأبي طارق مجتمعين؟ قال: لا، بل متفرقين؛ في المجلس الرجل والرجلان ونحو ذلك.
940 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (6/ 159 - 160) من طريق محمد بن يحيى عن عمار بن عثمان الحلبي-به.
943 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، ثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ أنا الساجي، ثنا أحمد بن يحيى الصولي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى، قال: سمعت جدّي عبيد الله بن موسى قال: كنت أقرأ على علي بن صالح فلما بلغت إلى قوله:
{فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} [مريم:84].
سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور فقام إليه عليّ فرفعه ومسح على وجهه ورشّ عليه الماء وأسنده إليه.
944 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا أبو علي الحسين بن صفوان، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، حدثني رجل من قريش وقال إنّه من ولد طلحة بن عبيد الله قال:
كان توبة بن الصمّة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيّامها فإذا هي إحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلتي ألقى المليك بأحد وعشرين ألف ذنب؟ فكيف وفي كلّ يوم عشرة آلاف ذنب! ثم خرّ مغشيا عليه فإذا هو ميّت، فسمعوا قائلا يقول: يا لك ربضه في الفردوس الأعلى.
945 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس بن محمد، ثنا عمار بن عثمان الحلبي، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا المعلي بن زياد، عن الحسن قال:
كان لصفوان سرب يبكي فيه.
946 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أنا أبو حامد بن بلال، ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش يقول:
دخلت على أبي حصين أعوده، وهو قاعد هكذا-وخفض أبو بكر رأسه
944 - أخرجه المصنف من طريق ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (76).
945 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 214) وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس (134) عن صفوان بن محرز.
946 -
أبو حصين هو: عثمان بن عاصم بن حصين الأسدي الكوفي.
حتى جعله بين ركبتيه وهو قاعد-فقال لو رأيته لرحمته ثم قرأ:
{وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظّالِمِينَ} [الزخرف:76].
{وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [هود:101].
947 -
أخبرنا أبو حفص عمر بن الخضر بمكة، أنا هشام بن محمد بن قرّة، ثنا أبو بشر الدولابي، ثنا أبو محمد عبد الله بن خبيق الأنطاكي قال:
سمعت يوسف بن أسباط يقول:
مكث عبد العزيز بن أبي رواد أربعين سنة لا يرفع طرفه إلى السماء.
948 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، يقول: سمعت محمد بن عبد الوهاب الفراء، يقول سمعت الحسين بن منصور يقول: أنا حفص بن عبد الرحمن قال: أتيت مسعر بن كدام ليحدّثني وكأنه رجل أقيم على شفير قبر ليدفع فيه وقال:-مرّة أخرى-على شفير جهنّم ليلقى فيها.
949 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا محمد بن صالح بن هانئ، ثنا أبو سعيد محمد بن شاذان، ثنا أبو هشام الرفاعي قال: سمعت يحيى بن يمان يقول: لقيني سفيان الثوري عند جبل بني فزارة فقال:
إنّي لأرى الشيء يجب عليّ أن آمر به أو أنهى عنه لا أفعل فأبول دما.
950 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا بكر محمد بن جعفر
947 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 191) من طريق إبراهيم بن محمد بن الحسن عن عبد الله بن خبيق-به.
948 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 212) من طريق قطن بن إبراهيم عن حفص بن عبد الرحمن- به.
949 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 24) من طريق داود بن يحيى بن يمان عن يحيى بن يمان بلفظ.
950 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 23) من طريق عبد الرحمن بن عفان عن يوسف بن أسباط-به بلفظ.
كان سفيان من شدة تفكره يبول الدم.
ابن يزيد الآدمي القارئ ببغداد، يقول سمعت أبا العيناء محمد بن القاسم، يقول: سمعت عبد الله بن خيبق يقول قال: يوسف بن أسباط: كان سفيان الثوري إذا أخذ من ذكر الآخرة يبول الدم.
951 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن بشر الصوفي يقول سمعت محمد بن عمرو بن النضر الحرسي يقول سمعت أيوب بن الحسن الفقيه، يقول: سمعت علي بن عثام العامري، يقول:
سمعت يحيى بن اليمان يقول سمعت سفيان الثوري يقول:
لقد خفت الله خوفا وددت أنّه خفّف عنّي.
952 -
قال علي: وحدثني داود بن يحيى بن يمان عن أبيه قال: قال الثوري: خفت الله خوفا عجبت لي كيف ما متّ إلاّ أنّ لي أجلا أنا بالغه.
953 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا عبد الله بن سلمة المؤدب، ثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: سمعت علي بن عثام يقول: بكى سفيان يوما ثم قال: بلغني أنّ العبد أو الرجل إذا كمل نفاقه ملك عينيه فبكى.
954 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم يقول: سمعت جعفر بن أحمد الشاماتي يقول: سمعت مهنّأ بن يحيى الشامي يقول سمعت زيد بن أبي الزرقاء يقول: حمل ماء سفيان الثوري إلى طبيب في علّته، فلمّا نظر قال: هذا ماء رجل قد أحرق الخوف جوفه.
955 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن يزيد الرفاعي، ثنا يزيد بن هارون، عن عمرو بن حمزة ابن أخت سفيان الثوري قال:
ذهبت ببول سفيان الثوري إلى الديراني فأريته إيّاه، فقال ما هذا ببول
953 - علي بن عثام هو: ابن علي العامري الكلابي الكوفي أبو الحسن روى عن سفيان بن عيينة.
955 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 23) من طريق يزيد بن هارون العكلي-به.
تنبيه:
في الحلية (علي بن حمزة) بدلا من (عمرو بن حمزة).
حنيف. قلت: بلى والله من خيارهم وكان لا يخرج من باب الدّير، قال: أنا أجيّ معك إليه. قلت لسفيان: إنّه يأتيك فأتاه فمسّ عرقه فقال: هذا رجل قد قطع الحزن كبده.
956 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني الحسين بن الحسن، عن الهيثم بن جميل، عن ابن أخي سفيان قال:
لما تعبد سفيان سقم وكنّا نعرض تفسرته على المطببين فلا يعرفون ما به، حتى حملناه إلى راهب في ناحية الحيرة. قال: فلمّا نظر إلى تفسرته قال: ليس بصاحبكم مرض، إنّما الّذي به لما دخله من الخوف أو نحو هذا.
957 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، حدثني سعيد بن أسد، ثنا ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن رشدين بن خبّاب قال:
مرض حازم بن الوليد بن بجير الأزدي فدعوت له طبيبا فنظر إليه فلمّا خرج تبعته، فقال: ما بصاحبكم هذا إلاّ الحزن، فلمّا عدت أخبرته أن الطبيب قال لي: ما بصاحبكم إلاّ الحزن، قال: صدق إنّي ذكرت مواقف يوم القيامة ففزع لذلك قلبي.
958 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا خالد بن خداش قال:
كنت أقعد إلى وسيم البلخي ثم قلت وكان أعمى، وكان يحدّث ويقول:
أوّه، القبر وظلمته، واللحد وضيقه، كيف أصنع! ثمّ يغمّ عليه، ثم يعود فيحدث، ويصنع ذا مرّات حتى يقوم.
959 -
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي، ثنا أبو العباس الأصم، قال: سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعت أبي يقول سمعت الأوزاعي يقول:
956 - الهيثم بن جميل هو البغدادي أبو سهل الحافظ روى عنه الحسين بن الحسين بن الحسن المروزي.
إذا ذكرت جهنّم فليبك من كان باكيا.
960 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، أنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، ثنا رباح بن الجراح الموصلي، قال:
كانت آمنة بنت المورع من الخائفين وكانت إذا ذكرت النار قالت: أدخلوا النّار، وأكلوا من النّار وشربوا من النّار وعاشوا في النّار، ثم تبكي.
وكان بكاؤها أطول من ذلك. قال: وكانت إذا ذكرت النّار وأهل النّار بكت وأبكت وما رأيت أحدا أشد خوفا منها ولا أكثر بكاء.
961 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا الحسن بن محمد بن إسحاق، ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، قال: سمعت السريّ يقول قلت لبعض العبّاد: ما الّذي أنصب العبّاد وأخشاهم؟.
قال: ذكر المقام وخوف الحساب ثم قال لي: يا أبا الحسن ولم لا تذوب أبدان العبّاد والزّهاد والخدّام فزعا والقيامة أمامهم، ولهم في يومها ما قد علموا ثم صاح صيحة أفزعتني ثم قال: يا أبا الحسن من لي في ذلك الموقف؟ ومن لتحسّري تلذذي ولجوعي ولعطشي؟.
ثم قال إليك يا أبا الحسن فقد حرّكت منّي ساكنا وأبرزت منّي غمّا كامنا ثم صاح فقال وأطول وقفتاه! واتحسراه واثقل ظهراه من حمل الذنوب والمظالم والخطايا وأوساخ العيوب! ثم قال: أوّه من حملها! أوّه من ذكرها! أوّه من ثقلها! أوّه من إقراري بها على نفسي! ثمّ استرجع فقال: سيدي! فأين سترك الجميل القديم سيدي؟ وأين حلمك سيدي؟ فأين عفوك سيدي؟ فأين فضلك المعتمد به لعبادك سيدي؟ فاستنقذني وبرحمتك فسلّمني. ثم بكى وأبكانا معه فتركته وهو باك حزين فزع القلب وإنصرفت عنه.
962 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا
962 - أخرجه أحمد بن حنبل في الزهد (ص /193 دار الفكر الجامعي) وأبو نعيم في الحلية (2/ 202) من طريق المعلى بن زياد قال كان إخوان مطرف عنده فخاضوا في ذكر الجنة فقال مطرف: لا أدري ما تقولون حال ذكر النار بيني وبين الجنة.
يعقوب بن سفيان، ثنا الحجاج بن منهال، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا غيلان، قال: قال مطرف:
لقد كاد خوف النّار أن يحول بيني وبين أن أسأل الجنّة.
963 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى سمعت أبا عبد الله محمد بن شاذان عبد الله يقول: سمعت علي بن سلمة اللبقي، يقول سمعت سفيان بن عيينة يقول:
أقلّهم ذنبا أخوفهم لربّه عز وجل لأنّهم أصفاهم قلبا.
964 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا:
ثنا أبو العباس الأصم، ثنا الخضر بن أبان، ثنا سيار، ثنا جعفر، قال: سمعت مالكا يقول:
يا هؤلاء إنّما المؤمن مثل الشاة المأبورة التي أكلت إبرة فهي تأكل ولا تقطع علّتها-لما قد خالطه من الحزن لما بين يديه.
965 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا أبو يحيى زكريا بن داود الخفاف، حدثني أحمد بن الخليل البغدادي بنيسابور، حدثني يحيى بن أيوب،
قال: دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض بالكوفة، فإذا الفضيل وشيخ معه-قال: فدخل زافر، وأقعدني على الباب-قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إليّ ثم قال: يا أبا سليمان هؤلاء أصحاب الحديث ليس شيء أحبّ إليهم من قرب الإسناد ألا أخبرك بإسناد لا شكّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله تعالى:
{ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ} [التحريم:6] قرأ الآية.
فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس قال: ثم غشي عليه وعلى الشيخ وجعل
964 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 377) من طريق عبد الله بن أبي زياد عن سيار-به.
وفي الحلية (إبرة) وبالهامش (وبرها) بدلا من (بره).
زافر ينظر إليهما، قال: ثم تحرّك الفضيل فخرج زافر وخرجت معه والشيخ مغشيّ عليه.
966 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا همام، عن قتادة قال:
سأل عامر بن عبد الله ربّه عز وجل أن يهوّن عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار، وسأل ربّه أن ينزع شهوة النساء من قلبه فكان لا يبالي ذكرا لقي أم أنثى، وسأل ربّه أن يحول بين الشيطان وبين قلبه في الصلاة، فلم يقدر على ذلك وكان إذا غزا فيقال له إنّ هذه الأجمة نخاف عليك فيها الأسد قال:
إنّي لأستحي من ربّي أن أخشى غيره.
967 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو حامد أحمد بن الحسين الهمداني القاضي ببلخ إملاء، ثنا أبو بكر الأنباري، حدثني أبي، ثنا حماد بن الحسن النهشلي الوراق، ثنا محمد بن بشر المكي قال: كنّا يوما ماضين مع علي بن الفضيل فمررنا بمجلس بني الحارث المخزومي ومعلّم يعلّم الصبيان، قال ويقرأ:
{لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَساؤُا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم:31].
فشهق ابن فضيل شهقة خرّ مغشيا عليه فجاء الفضيل فقال: بأبي قتيل القرآن! ثم حمل فحدثني بعض من حمله أن الفضيل أخبره أن عليا ابنه لم يصلّ ذلك اليوم الظهر ولا العصر ولا المغرب ولا العشاء فلمّا كان في جوف الليل أفاق.
968 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أنا عبد الله بن محمد الرازي، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن أبي حسان الأنماطي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا جعفر بن محمد قال: قيل لفضيل بن عياض ما سبب موت ابنك عليّ؟ قال:
966 - عمرو بن عاصم هو: ابن عبيد الله بن الوازع الكلابي القيسي أبو عثمان البصري من رجال التهذيب.
967 -
علي بن الفضيل هو ابن عياض له ترجمة في الحلية (8/ 297).
بات يتلو القرآن فأصبح في محرابه ميّتا.
969 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن سليمان البرلّسي، ثنا عباد بن موسى، ثنا أبو إسماعيل المؤدب، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال:
غزونا فمررنا بأجمة في مكان مخوف، فإذا رجل نائم عند فرسه قلنا يا عبد الله مالك؟ قال: ومالي؟ قلنا: في مثل هذا المكان تنام؟ قال: إنّي لأستحي من ربّي أن يعلم أنّي أخاف شيئا غيره.
970 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنا إسحاق بن أحمد الكارزي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبو بكر يعني ابن عياش، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال:
خرجنا في سريّة فإذا رجل في أجمة نائم مغطّى الرأس. قال فأنبهناه وقلنا لأنت في موضع مخيف فما تخاف فيه؟ فكشف عن رأسه وقال: إنّي لأستحي منه أن يراني أخاف أحدا سواه.
رواه أبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق قال: خرجنا في ليلة مخوفة فمررنا برجل نائم في أجمة قد قيّد فرسه وهي ترعى عند رأسه فأيقظناه وقلنا له:
تنام في هذا المكان؟ قال: فرفع رأسه وقال: إنّي لأستحي من ذي العرش أن يعلم أنّي أخاف شيئا دونه.
971 -
أخبرنا أبو زكريا بن إسحاق، ثنا أبو محمد يحيى بن منصور الحاكم إملاء، أنا أبو سعيد محمد بن شاذان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن شقيق، فذكره،
972 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأني أبو العباس محمد بن يعقوب، وقرأته من خطه فيما أجازه له محمد بن عبد الوهاب، قال: علي بن عثام قال عمر بن عبد العزيز:
970 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (4/ 171) من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل-به.
من خاف الله أخاف الله منه كلّ شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء.
973 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا جعفر بن محمد، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: سمعت سري بن المغلّس يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول:
من خاف الله لم يضرّه أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
974 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنا عبد الرحمن بن حمدان الهمداني، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا عمران بن موسى الطرسوسي، ثنا فيض بن إسحاق الرقي، قال: قال الفضيل بن عياض:
إن خفت الله لم يضرّك أحد وإن خفت غير الله لم ينفعك أحد.
974 -
مكرر-وبهذا الإسناد قال: سألت الفضيل بن عياض عن شيء قال: من خاف الله خاف منه كلّ شيء، ومن خاف غير الله خاف من كلّ شيء.
وقد روى هذا اللفظ عن واثلة بن الأسقع مرفوعا غير أنّ إسناده مجهول.
975 -
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: سمعت أبا الحسين الفارسي، يقول سمعت أحمد بن علي يقول سمعت أبا الخير الديلمي يقول قال: أبو عمرو الدمشقي:
حقيقة الخوف أن لاّ تخاف مع الله أحدا.
976 -
أخبرنا أبو سعد الماليني، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن، أنا أبو العباس بن حمكويه قال: سمعت يحيى بن معاذ الرازي يقول: على قدر حبّك لله يحبّك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق، وعلى قدر شغلك بأمر الله يشغل في أمرك الخلق.
977 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا
973 - أبو نعيم في الحلية (8/ 88) من طريق إسحاق بن إبراهيم الطبري عن الفضيل بن عياض.
975 -
أخرجه المصنف من طريق السلمي في طبقات الصوفية (ص 279).
977 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 260) من طريق عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم-به.
يعقوب بن سفيان، ثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير بن حازم، ثنا المغيرة بن حكيم، قال: قالت لي فاطمة بنت عبد الملك-امرأة عمر بن عبد العزيز-:
يا مغيرة! إنّه يكون في النّاس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر، وما رأيت أحدا قطّ أشدّ فرقا من ربّه من عمر. كان إذا صلّى العشاء قعد في المسجد ثم يرفع يديه، فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه ثم ينتبه فلم يزل رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عينه.
978 -
أخبرنا أبو الحسين، أنا عبد الله، ثنا يعقوب، ثنا عبد الله بن عثمان، ثنا عبد الله هو ابن المبارك، ثنا محمد بن أبي حميد المدني، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة،
قال: شهدت عمر بن عبد العزيز ومحمد بن قيس يحدّثه فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.
979 -
قال: ثنا ابن عثمان، ثنا عبد الله، عن ميمون بن مهران:
أن عمر بن عبد العزيز أتي بسلق وأقراص فأكل ثم اضطجع على فراشه، وغطّى وجهه بطرف ردائه وجعل يبكي ويقول: عبد بطيء بطين يتباطأ ويتمنّى على الله منازل الصّالحين.
980 -
أخبرنا أبو محمد السكري ببغداد، أنا أبو بكر الشافعي، ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر، ثنا المفضّل بن غسّان الغلاّبي، قال: كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله لا يجفّ دمعه من هذا البيت:
ولا خير في عيش امرئ لم يكن له
…
من الله في دار القرار نصيب
981 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن بشران، أنا أبو عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا عفان، ثنا همام، عن قتادة، قال: قال لي العلاء بن زياد:
979 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 287) من طريق المفضل بن يونس عن عمر ومن طريق الثوري عن عمر بنحوه.
981 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 245) من طريق عبد الصمد عن همام-به.
ما نحن إلاّ كمثل القوم وضعنا أنفسنا في النار وإن شاء الله أن يخرجنا منها برحمته أخرجنا.
982 -
قال: وقال مورق: ما وجدت للموت مثلا إلاّ كمثل رجل على خشبة في البحر فهو يقول يا ربّ لعلّ الله أن ينجيه.
983 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، أنا عبد الله بن جعفر، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا محمد بن يزيد الكوفي، ثنا سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن عمّته قالت:
كنت أقول لأبي يا أبتاه ألا تنام فيقول: يا بنيّة كيف ينام من يخاف البيات.
984 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو أحمد الحسين بن علي، أنا أبو القاسم البغوي، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا سيار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا مالك بن دينار، قال: قالت ابنة الربيع بن خيثم:
يا أبتاه إنّي أرى النّاس ينامون، وأنت لا تنام. قال: يا بنيّة! إنّ أباك يخاف البيات.
985 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا عثمان الحنّاط، قال: سمعت ذا النون وشكا إليه رجل السبات، فقال له:
لو خفت البيات لما غلبك السبات. ثم أنشأ ذو النون يقول: تحلّ لمولاك بالطاعة، والبس له قناع ذلّ الفاقة، يرى اهتمامك ببلوغ رضوانه، فيؤدّيك بذلك منازل الأبرار.
985 -
مكرر-وبإسناده قال: سمعت ذا النون يقول: ثلاث من أعلام الخوف: الورع عن الشبهات بملاحظة الوعيد، وحفظ اللسان من مراقبة النظر العظيم، ودوام الكمد إشفاقا من غضب الحليم.
982 - أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 235) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان-به.
984 -
أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/ 114) من طريق سليمان عن مالك بن دينار-به.
985 -
مكرر-أخرجه أبو نعيم في الحلية (9/ 361) من طريق أبي عثمان-به.
986 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق قال: سمعت أبا الفتح البغدادي وكان من أصحاب جعفر بن محمد بن نصير الصوفي قال:
بتّ ليلة في مسجد الشونيزية فأقلقني النوم فسمعت قائلا أسمع صوته ولا أرى شخصه يقول:
فكيف تنام العين وهي قريرة
…
ولم تدر في أي المحلّين تنزل
فذهب عنّي النوم.
987 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، قال: سمعت نعيم بن حماد يقول:
كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير كأنّه ثور منحور أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منّا أن يدنو منه، أو يسأله عن شيء إلاّ دفعه.
988 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو بكر الجراحي، ثنا يحيى بن ساسويه، ثنا عبد الكريم السكري، ثنا وهب بن زمعة، قال: أخبرني أبو إسحاق إبراهيم بن الأشعث قال:
مرض ابن المبارك مرضا، فجزع، حتى رأوه جزعا، فقيل له: إنّه ليس بك كلّ ذلك وأنت تجزع هذا الجزع؟ قال: مرضت وأنا بحال لا أرضاه.
989 -
قال أبو إسحاق، وقال الفضيل يوما-وذكر عبد الله-وقال: أما إنّي أحبّه لأنّه يخشى الله عز وجل.
990 -
قال: أبو إسحاق قيل لابن المبارك: رجلان أحدهما خائف، والآخر قتل في سبيل الله؛ قال: أحبّهما إليّ أخوفهما.
991 -
قال وهب: أخبرني أبو خزيمة العابد قال: دخلت على عبد الله وهو مريض فجعل يتقلّب على فراشه من الغمّ فقلت له: يا أبا عبد الرحمن ما هذا أصبر قال: ومن يصبر على أخذ الله إنّ أخذه أليم شديد.
992 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن
987 - أخرجه ابن الجوزي في صفة الصفوة (4/ 112).