الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الإصابة)(2 \ 154) ولم يثبت أنه كان نبيا.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
عضو
…
الرئيس
بكر أبو زيد
…
صالح الفوزان
…
عبد الله بن غديان
…
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
الفتوى رقم (21009)
س1: كيف تكون
العزة للمؤمنين
وهم الآن ضعفاء في العالم الذي فسد جوانبه وأوسطه، والنصارى واليهود هم الذين يسيطرون في العالم كيف يشاؤون، كيف تكون العزة للمؤمنين؟
ج 1: لا تحصل العزة للمؤمنين والنصر على الأعداء والتمكين في الأرض إلا بطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والعمل بالإسلام والإيمان ظاهرا وباطنا، وقد جاء في القرآن والسنة وعن السلف الصالح من الآثار ما فيه عظة وادكار، قال الله تعالى:{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (1){الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} (2) وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (3){الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (4)
(1) سورة النساء الآية 138
(2)
سورة النساء الآية 139
(3)
سورة الحج الآية 40
(4)
سورة الحج الآية 41
وقال جل وعلا: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} (1) وقال جل جلاله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (2) إلى غيرها من الآيات الكريمات التي بينت ووضحت: أن تمكين المؤمنين وعزهم في هذه الحياة مشروط بقيامهم بما أوجب الله عليهم، من توحيده وتعظيمه وإجلاله، والعمل بكتابه واتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومحبة أولياء الله المؤمنين، وبغض أعدائه من المنافقين والكافرين، ومجاهدتهم؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وغير ذلك من لوازم الإيمان.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر أنه قال: «بعثت بالسيف بين يدي الساعة حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذلة والصغار على من
(1) سورة النور الآية 55
(2)
سورة محمد الآية 7
خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم (1) » أخرجه الإمام أحمد وأبو داود، فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن كل من خالف أمره فله نصيب من الذلة والصغار بحسب مخالفته ومعصيته، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في شرحه لهذا الحديث:(ومن أعظم ما حصل به الذل من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: ترك ما كان عليه من جهاد أعداء الله، فمن سلك سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم في الجهاد عز، ومن ترك الجهاد مع قدرته عليه ذل، وقد سبق حديث: «إذا تبايعتم بالعينة، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد في سبيل الله- سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه من رقابكم حتى تراجعوا دينكم (2) » .
فمن ترك ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الجهاد مع قدرته واشتغل عنه بتحصيل الدنيا من وجوهها المباحة- حصل له الذل، فكيف إذا اشتغل عن الجهاد بجمع الدنيا من وجوهها المحرمة؟) انتهى كلامه رحمه الله.
ولقد عرف السلف الصالح من الصحابة، ومن بعدهم هذه الحقيقة، وهي: أن العزة في التمسك بالإسلام، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في طاعة الله ورسوله والحذر من معصية الله ورسوله،
(1) أحمد 2 / 50، 92، وأبو داود 4 / 314 برقم (4013) مختصرا، وابن أبي شيبة 5 / 313، وعبد بن حميد في (المنتخب) 2 / 51 برقم (846) ، والطبراني في (مسند الشاميين) 1 / 136 برقم (216) ، والبيهقي في الشعب 3 / 399 برقم (1154)
(2)
سنن أبو داود البيوع (3462) ، مسند أحمد بن حنبل (2/84) .
فصدرت منهم كلمات منها: ما ثبت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أنه قال:(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة من دونه أذلنا الله) ، وثبت عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه لما فتح المسلمون قبرص وبكى أهلها وأظهروا من الحزن والذل ما أظهروا، جلس أبو الدرداء رضي الله عنه يبكي، فقال له جبير بن نفير: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال رضي الله عنه: ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى.
والحاصل: أن على كل مسلم مسئولية تحقيق العزة للمؤمنين بحسب قدرته، واستطاعته فيكون بنفسه قائما بأمر الله تعالى، عاملا بالإسلام والإيمان، ظاهرا وباطنا، ناصحا لإخوانه المسلمين، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، حتى تصلح أحوال المسلمين، أو يلقى الله على تلك الحال، وقد اتقاه حسب وسعه والله المستعان.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
عضو
…
الرئيس
بكر أبو زيد
…
صالح الفوزان
…
عبد الله بن غديان
…
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
س2: لقد ورد في (تفسير الطبري) عن ابن عباس: أن ثعلبة موجود. ولقد قال لي بعض الإخوان: إنه غير موجود، نفاه المحقق الحافظ ابن حجر، هل هي من القصص المكذوبة أم هي موجودة، علما بأنهم كانوا يسمونه حمامة المسجد، وهو من الأنصار. ما الصحيح في ذلك؟
ج 2: ما ورد في سبب نزول قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ} (1) الآية أنه: ثعلبة بن حاطب - لا يصح سنده. وثعلبة بن حاطب أنصاري معدود في البدريين، استشهد يوم أحد، كما حقق ذلك جماعة من أهل العلم، منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو
…
عضو
…
عضو
…
الرئيس
بكر أبو زيد
…
صالح الفوزان
…
عبد الله بن غديان
…
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
(1) سورة التوبة الآية 75