الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هل ليلة القدر واحدة فقط
؟
المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كتاب الصيام/
أحكام الاعتكاف والعشر الأواخر
التاريخ 10/05/1425هـ
السؤال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر: "التمسوها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، ونظراً لاختلاف التقويم بين البلاد الإسلامية، فتختلف الليالي الوتر من بلد إلى آخر، فمثلاً هذا العام يوجد اختلاف بين مصر والسعودية في بداية الشهر، فتكون الليالي الوتر بمصر ليست وتراً في السعودية، فكيف يكون ذلك؟ وهل ليلة القدر هي واحدة فقط؟ -وجزاكم الله خير الجزاء-، وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
الجواب
الذي يظهر لي أنها لا تتكرر، وإنما هي ليلة واحدة في السنة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال:"التمسوها في العشر الأواخر في الوتر" رواه البخاري (2016) ، ومسلم (1167) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، فكل العشر محل لأن تقع فيها ليلة القدر من وتر وغيره، وهو لما قال:"في الوتر"، لم يلغ الالتماس في غير الوتر، كما أنه قال:"التمسوها ليلة سبع وعشرين" انظر ما رواه مسلم (762) من حديث أُبي بن كعب-رضي الله عنه أو: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخاري (2015) ، ومسلم (1165) من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما"، وقال: "التمسوها في سبع يمضين، أو سبع يبقين" انظر ما رواه البخاري (2021) ، وهذا اللفظ عند أحمد (2539) ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، وهذا يختلف من الشهر كونه تسع وعشرين أو ثلاثين، وعلى هذا فهي ليلة واحدة، فإذا كانت - مثلا- ليلة السبع وعشرين في السعودية فهي ليلة ثمان وعشرين في مصر، أو إذا كانت ليلة سبع وعشرين في مصر فهي ليلة ست وعشرين في السعودية بالنسبة لرمضان هذه السنة، والإنسان مطلوب منه أن يجتهد في العشر كلها، وهي ليلة خفية لم يعلم ما هي بالتحديد، ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يعتكف في العشر الأواخر؛ طلباً لثوابها وإدراكها، وهو على حال يكون فيها أحسن ما يكون من التقرب إلى الله - تعالى- وحسن المناجاة له. والله ولي التوفيق.