الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحة حديث تعجيل الفطر
المجيب عمر بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
كتاب الصيام/مسائل متفرقة
التاريخ 13/9/1422
السؤال
ما صحة حديث:" لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر"، وما الأحاديث الأخرى التي جاء فيها الحث على تعجيل الفطر؟
الجواب
حديث: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ".
هذا الحديث بهذا اللفظ متفق على صحته، فقد أخرجه (البخاري 2/47) ،باب تعجيل الإفطار ح (1957) ،و (مسلم 2/771) ح (1098) ،و (الترمذي 3/82) ،باب ماجاء في تعجيل الإفطارح (699) ، و (ابن ماجة 1/541) ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح (1697) ،من طريق أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ".
وقد جاء الحث على تعجيل الفطر في أحاديث أخرى، منها:
1-
عائشة رضي الله عنها: فعن مالك بن عامر أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة فقلنا: يا أم المؤمنين: رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر يؤخر الإفطار، ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال لنا: عبد الله (يعني ابن مسعود)،قالت: كذلك كان يصنع رسول-صلى الله عليه وسلم.زاد أبو كريب: والآخر أبو موسى.
أخرجه (مسلم 2/771) ح (1099) واللفظ له، و (أبو داود 2/763) ، باب ما يستحب من تعجيل الفطر ح (2354) ، و (الترمذي 2/83) ، باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح (702) ،و (النسائي 4/143، 144) ح (2158ـ2159 ـ2160ـ2161) باب ذكر الاختلاف على سليمان بن مهران في حديث عائشة.
2-
أبو هريرة رضي الله عنه: فعن قرة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: " قال الله عز وجل: أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطراً ".
أخرجه (الترمذي 3/83) باب ما جاء في تعجيل الإفطار ح (700) ، و (أحمد 2/237،329) ، و (ابن خزيمة 3/276) ح (2062) ، و (ابن حبان 8/276) من طرق عن قرة بن عبد الرحمن به.
والحديث مداره على قرة بن عبد الرحمن: ابن حيويل، ـ على وزن جبريل ـ.
كان الأوزاعي يقول: ما أحد أعلم بالزهري من قرة بن عبد الرحمن بن حيويل، لكن تعقب ابن حبان كلمة الأوزاعي، فقال في (الثقات) : " وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري وكل شيء روى عنه، لا يكون ستين حديثاً، بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر
…
الخ " اهـ.
وثقه يعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في الثقات، وصرح بتوثيقه في صحيحه.
قال ابن معين، وأحمد ـ في رواية ـ: ضعيف الحديث، وقال أحمد ـ في رواية ـ: منكر الحديث جداً، وقال أبو زرعة: الأحاديث التي يرويها مناكير، وقال أبو حاتم والنسائي: ليس بقوي، وقال أبو داود: في حديثه نكارة، وقال العجلي: يكتب حديثه، وقال ابن عدي: لم أر له حديثاً منكراً جداً، وأرجو أنه لا بأس به، وقال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث.
وقد لخص حاله الحافظ بقوله: " صدوق له مناكير "،ولعله دون ذلك. والله أعلم.
ينظر: (مسائل ابن هانئ) للإمام أحمد (2/190) ، (صحيح ابن حبان 8/276) ، (ثقات ابن حبان 7/343) ، سنن (الدارقطني 1/181) ، (تهذيب التهذيب 8/323) ، (التقريب/455) .
وإسناد هذا الحديث ضعيف لعلتين:
1-
أن قرة بن عبد الرحمن إلى الضعف أقرب، كما هو قول أكابر الحفاظ.
2-
تفرد قرة بهذا الحديث عن الزهري، إذْ لم أقف - بعد البحث - على متابعٍ له، وهذا النوع من التفرد بهذه الصورة، هو الذي عناه الإمام مسلم في مقدمة صحيحه (1/7) ، وسماه منكراً، وقال عن مثل هذا:"فغير جائزٍ قبول حديث هذا الضرب من الناس" اهـ.
ولأجل هذا فقد أشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: "هذا حديث حسن غريب"، بينما صححه ابن خزيمة، وابن حبان، وتصحيحهما لهذا الخبر مع ما تقدم من العلل، فيه نظر، والله أعلم.