الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اهتماماتنا تجاه الأحداث
المجيب د. أحمد بن محمد الخضيري
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإٌسلامية
الجهاد ومعاملة الكفار/مسائل متفرقة في الجهاد ومعاملة الكفار
التاريخ 19/1/1424هـ
السؤال
أصبحت أحداث الهجوم الأمريكي على العراق، وما يسببه من مآسي، وما يتوقع أن يتبعه من تطورات مثار تساؤل عمَّا يجب علينا فعله، وما هي الاهتمامات الأولية تجاه ما يجري؟
الجواب
من أهم الأمور التي يتعين الاهتمام بها في المرحلة التي نعيشها ونواجه فيها أحداثا جساما ما يلي:
(1)
حث المسلمين على الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه أن يكشف هذه الغمة عن المسلمين سواء كان ذلك عن طريق القنوت في الصلوات أو في الخطب والمحاضرات والدروس وفي كل وقت ويتأكد في الأوقات التي ترجى الإجابة فيها.
(2)
تذكير الناس بضرورة التكاتف والتوحد والتعاون مع العلماء وولاة الأمر من أجل استتباب الأمن وتفويت الفرصة على من يريد شق صف المسلمين.
(3)
مناصحة أولي الأمر لإزالة المنكرات الظاهرة وتفعيل عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحقيق الإصلاحات التي نادى بها المصلحون من العلماء والدعاة، ورعاية الشباب الرعاية الحقة في تلمس همومهم ومعرفة تطلعاتهم والتجاوب معها بما يحقق المصلحة للمجتمع.
(4)
ضرورة قيام العلماء- وبخاصة من أحيلت إليهم أمور إفتاء الناس- بواجبهم في بيان الموقف الشرعي للمسلم في هذه الأحداث حتى لا تضطرب أفكار الناس فيتجهوا إلى الأخذ بفتاوى شاذة أو آراء متعجلة يطالعونها في وسائل الإعلام المختلفة وينشأ عن ذلك ابتعادهم عن الاتصال بكبار العلماء وأهل الحل والعقد، وإذا ابتعد الناس عن أهل العلم التمسوا البديل في بعض الفتاوى التي لا يطمأن إليها أو إلى من أصدرها.
وعلى العلماء أن ينزلوا إلى الشباب ويصبروا على محاورتهم والسماع منهم، وليعلموا أن حال الناس في السنوات الأخيرة اختلف كثيرا عما كان عليه قبل سنوات معدودة من حيث انتشار وسائل الإعلام في كل مكان تقريبا فأصبح يتوفر للمرء سماع ومطالعة كثير من الآراء والاجتهادات المتنوعة بخيرها وشرها، فيقتضي هذا من أهل العلم أن يواجهوا هذا السيل العارم بالبيان والتوجيه في النوازل التي تهم الأمة عبر وسائل الإعلام المتاحة، وبخاصة مع ازدياد مساحة حرية الكلمة عما كانت عليه سابقا. كما أن في بيان أهل العلم وتوضيحهم هذه الأحكام لعامة الناس وطلبة العلم ما يعزز الثقة بهم ويقوي الارتباط معهم ويساعد في القضاء على ما قد يحدثه الشيطان في النفوس من الظنون السيئة.
(5)
نشر الفأل الحسن بين المسلمين والبعد عن حالة الإحباط والقنوط التي ربما تصيب من يتابع الأخبار الدامية في العالم الإسلامي فيستبطئ النصر أو يقع في اليأس التام، ويتم علاج هذه الحالة بعناية أهل العلم بذكر النصوص الدالة على تكفل الله تعالى بنصر دينه وإعزازه في آخر الزمان وأن الله تعالى وعد نبيه أنه لن يسلط على هذه الأمة من يستبيح بيضتها ويقضي عليها، والتنبيه على أن المحن تحمل منحا، ويستفيد المسلمون منها دروسا وعبرا، ويحصل فيها التمييز بين المؤمنين والمنافقين ، ويضرب لذلك بعض الأمثلة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كما في غزوة الخندق- وسير الصحابة رضي الله عنهم ومن جاء بعدهم.
(6)
الدعوة إلى أخذ الأهبة والاستعداد لما يتوقع أن تؤول إليه الأمور في المستقبل في المنطقة، وهذه الدعوة تكون عامة لولاة الأمر وللمجتمع وأفراده كل فيما يخصه، بحسب ما أمر الله تعالى وأرشد إليه؛ لتتوافر أسباب الجهاد، والاستعداد يشمل جوانب كثيرة منها الجانب العسكري والاقتصادي والعلمي والتقني والاجتماعي وغير ذلك. ولا ينبغي أن تسكرنا الغفلة وتلهينا حياة الترف عما يراد بنا، وهذا يقتضي الانصراف عن كل ما يبعد عن حياة الجد، كالفن والرياضة وما أشبه ذلك.
(7)
العناية في هذا الوقت بفضح خطط الأعداء من النصارى وبيان ارتباطهم مع اليهود والمنافقين، وكشف الوجه القبيح لهؤلاء الأعداء الذين يتسترون بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية، وهم أول من يكفر بها إذا تعارضت مع مصالحهم وأطماعهم، وتجلية هذا الأمر يكشف الغفلة عن كثير ممن خدع بثقافة هؤلاء الأعداء، فاتخذهم الأعداء بوقا وأداة لهم في تضليل المسلمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.