الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فيأبى أن يجيبهم إلى شيء مما يريدونه، بل يصارحهم - ليغضبهم - ويقول لهم في رفض وإباء لما أرادوه منه - أحد أحد - ويقول: لو كنت أعرف كلمة أحفظ - أغيظ - لكم منها لقلتها لكم، وكان الذي يتولى تعذيبه المشرك الجبار (أمية بن خلف) وهو إذ ذاك عبد مملوك للمشركين.
وكان إذا اشتد عليه المشركون في التعذيب والتنكيل به يقول: أحد أحد، فيستريح قلبه بذكر الله، وينسى العذاب الذي هو فيه، فيقول له المشركون قل كما نقول نحن فيقول لهم بلسان المؤمن الثابت في إيمانه، القوي في عقيدته: أن لساني لا يحسنه: يعني كلمة الكفر بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ما طلبوه منه ليقلعوا عن تعذيبه.
من أنواع التعذيب له:
ذكر ابن سعد - وغيره - في الطبقات الكبرى: أن بلالا أخذه أهله - أي مالكوه - فمطوه - أي مدوه - وألقوا عليه من البطحاء - أي الزبل - وجلد بقرة، فجعلوا يقولون: ربك اللات والعزى، وهو يقول أحد أحد، فهم يحاولون أن يردوه عن دينه دين التوحيد، ليشرك مع الله الأوثان والأصنام، فكان لا يجيبهم إلا بكلمة التوحيد، وهي (لا إله إلا الله محمد رسول الله) قال فأتى عليه أبو بكر الصديق
رضي الله عنه، فقال لمعذبيه: علام تعذبون هذا الإنسان؟ وطلب منهم أن يبيعوه له فقبلوا - بعد محاولات - فاشتراه منهم بسبع أواق وقيل بتسع وقيل بخمس، فأعتقه لله وفى سبيل الله، فذكر هذا للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: الشركة يا أبا بكر، فقال: قد أعتقته، فتم عتقه على يد أبي بكر وأزال عنه قيد العبودية لغير الله الخالق الحكيم، وكان بلال لأبى بكر خازنا ورسول الله مؤذنا.
وروى عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم كان يقول: أبو بكر سيدنا واعتق سيدنا (يعنى بلالا) وجاء في بعض الأخبار التي تعرضت لمحنة بلال أن أبا بكر مر ببلال ومم يصنعون به ما يصنعون من ألوان التعذيب والتنكيل، فقال لمعذبه (أمية بن خلف) ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟ فقال له أمية: أنت أفسدته فأتقذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى وهو على دينك أعطيكه به قال: قبلت، قال: هو لك، فأعطاه أبو بكر غلامه ذاك وأخذ بلالا منه فأعتقه، هذه إحدى روايات عتق بلال، ثم أعتق معه سبعة على الإسلام - قبل أن يهاجر من مكة - ست رقاب وبلال سابعهم.
قال ابن اسحق: وكان بلال مولى أبى بكر رضي الله عنهما لبعض بني جمح، مولدا عن مولديهم، وكان صادق الإسلام طاهر القلب، وكان أمية بن خلف