الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
9 -
سلمان الفارسي
وابتداؤه رحلة الإيمان
ــ
هو أبو عبد الله سلمان الفارسي، ويعرف - بعد إسلامه - سلمان الخير، وهو أحد المؤمنين المستضعفين، الذين عذبهم كفار قريش المشركون لعقيدتهم التي آمنوا بها - عقيدة التوحيد - ولإسلامهم وإيمانهم بالله وبرسوله، ولتركهم للأوثان وعبادتها وعبادها، بالرغم من أنه نشأ في وسط المجوسية وعبادة النار، ولكن الله أراد له السعادة الأبدية، والنجاة السرمدية، فساقه إلى حمى الإسلام، وسئل يوما عن نسبه فأجاب:(أنا ابن الإسلام).
أصله من بلاد الفرس، ومن بلدة تسمي ((رام هرمز)) وقيل أنه من ((جي)) وهي مدينة بناحية (أصبهان) المشهورة، وكان اسمه قبل إسلامه ((مابه بن بوذخشان)) وكان مجوسيا - بحكم بيئته وقومه - ممن يعيدون النار، كما كان سادنها وخادمها الذي يزودها بالحطب حتى لا تخمد، والقائم عليها، وكان سبب إسلامه ما أخبر به - هو - نفسه عبد الله بن عباس رضي الله عنهم
أجمعين، قال ابن عباس: حدثني سلمان الفارسي وأنا أسمع من فيه قال: كنت رجلا من أهل فارس من أصبهان من قرية يقال لها (جي) ابن رجل من دهاقينها، وقال كان: أبي دهقان (1) أرضه، وكنت أحب خلق الله إليه وفى رواية أحب عباد الله إليه، فأجلسني في البيت كالجواري، فاجتهدت في المجوسية حتى كنت (قاطن النار) الذي يوقدها ولا يتركها تخبو - تطفأ - ساعة وكانت لأبي ضيعة - مزرعة - وكان له بنيان يعالجه، فقال لي يوما: يا بني قد شغلني ما ترى فانطلق إلى الضيعة، - وأمرني ببعض ما يريد - ولا تحتبس عني، فإنك إن احتبست عني كنت أهم إلى من ضيعتي وشغلتني عن كل شيء من أمري، قال: فخرجت لذلك، فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت فيها أصواتهم وهم يصلون، فملت إليهم وأعجبني أمرهم، فقلت هذا والله خير من ديتنا، فأقمت عندهم حتى غابت الشمس، لا أنا آتيت الضيعة، ولا رجعت إليه فاستبطاني وبعث رسلا في طلبي، وقد قلت للنصارى حين أعجبني أمرهم، أين أصل هذا الدين؟ قالوا بالشام، فرجعت إلى والدي فقال: يا بني قد بعثت إليك رسلا فقلت: مررت بقوم يصلون في كنيسة فأعجبني ما رأيت من أمرهم، وعلمت أن دينهم خير من ديننا، فقال: يا بني دينك ودين آبائك خير من دينهم،
(1) الدهقان بكسر الدال وضمها، والجمع دهاقنة هو رئيس الإقليم أو شيخ القرية العارف بالفلاحة وبمصالح الأرض.