الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإسلام من أسلم إنما كان بعد نزول (يا أيها المدثر) فكيف يمر ورقة ببلال وهو يعذب؟ وفيه نظر، فابن كثير لم يرض بما قاله ابن إسحاق ولم يطمئن قلبه إليه لما ذكره من اختلاف الزمان.
وقد نال تآخي رسول الله بين الصحابة رضوان الله عنهم بلالا، فقد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث ابن عبد المطلب، وقيل بل كانت هذه المؤاخاة بينه وبين أبي رويحة الخثعمي، وقيل بينه وبين أبي عبيدة ابن الجراح.
من هم أول من أظهروا الإسلام
؟
ذكر ابن سعد في طبقاته الكبرى عند كلامه على ترجمة بلال رضي الله عنه قال: أخبرنا جرير ابن عبد الحميد عن منصور بن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وبلال، وخباب، وصهيب، وعمار بن ياسر وأمه سمية، قال: فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه وقبيلته وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأجابوهم - في بعض الأوقات - إلى ما طلبوه منهم، من كلمات ترضيهم، فيها نوع من الكفر بالله - ظاهرا - أما قلوبهم فهي عامرة بالإيمان بالله وحده، مثل ما فعل
عمار بن ياسر رضي الله عنه، فتد أجابهم إلى بعض ما أرادوه منه، ونطق ببعض كلمات الشرك كما يأتي في ترجمته إن شاء الله، إلا بلالا رضي الله عنه، فإنه لم يعطهم أي شيء مما طلبوه منه، فقد هانت عليه نفسه وذاته في الله وفي دين الله، ولم يقبل أن يرضي المشركين بشيء ما طلبوه منه، بل كان يفوه بكل كلمة تغضبهم كما مر سابقا، حتى ملوه وملوا الحديث معه، من أجل ما يسمعهم من إظهار وحدانية الله في كلمة صريحة مدوية - لا غموض فيها ولا تورية - تصم آذانهم وتؤذي مشاعرهم نحو آلهتهم المعظمة في قلوبهم، ولما أعياهم أمره جعلوا في عنقه حبلا من ليف وسلموه إلى صبيانهم، ثم أمروهم أن يشتدوا عليه في التعذيب، ويسرعوا به بين أحشبي - جبلي - مكة، فهو في أيديهم، وهم يفعلون به ما أمروا أن يفعلوه به، وهو يقول أحد أحد، أي لا شريك مع الله في ألوهيته، وهذا هو الثبات على العقيدة وأيم الله، حتى في الأموال والشدائد.
قال الشعبي: سألت ابن عباس رضي الله عنهما من أول الناس إسلاما؟ فقال: أبو بكر، أوما سمعت قول حسان:
إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
…
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها
…
بعد النبي وأوفاها بما حملا