الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روايته للحديث
روى سلمان عدة أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، منها قوله عليه الصلاة والسلام، (لا يغتسل الرجل يوم الجمعة ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)، أخرجه الإمامان أحمد والبخاري، وروى عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: قال لي رسول الله ملى الله عليه وسلم: (هل تدري ما يوم الجمعة؟ قال: قلت الله ورسوله أعلم، قال: هو اليوم الذي جمع الله عز وجل فيه أباكم أو أباك آدم عليه السلام، ما من عبد يتطهر يوم الجمعة، ولا يتكلم حتى يقضي الإمام صلاته إلا كان كفارة لما قبلها).
وقد أحب الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبه سلمان، وشاهد ذلك الحب قوله عليه الصلاة والسلام فيه:(سلمان منا أهل البيت)، فهذا وحد كاف في منزلته عنده، وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: علي، وعمار، وسلمان) وفي رواية أربعة بزيادة المقداد، أخرج الأول الترمذي والحاكم، وأخرج الثاني الطبراني، وأبو نعيم في الحلية.
وكان سلمان رضي الله عنه من خيار الصحابة وزهادهم وفضلائهم ومن ذوى القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت عائشة رضي الله عنها، كان لسلمان مجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى كان يغلبنا على رسول الله، وسئل علي رضي الله عنه عن سلمان فقال:(علم العلم الأول والعلم الآخر، وهو بحر لا ينزف، وهو منا أهل البيت). وقال الذهبي في (سير أعلام النبلاء): سئل علي عن سلمان فقال: (من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ وقال فيه أيضا، أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت).
مكانة سامية، ودرجة عالية في أسرة الرسول صلى الله عليه وسلم يصل إليها سلمان، فهو رجل من الفرس غريب عن العرب، يلحقه الرسول العربي بأسرته وعشيرته (سلمان منا أهل البيت) ما ذاك إلا رابطة الدين التي تمحو فوارق العرق والوطن واللون وتثبت رابطة العقيدة التي قوت هذه الصلة الروحية التي شرعها الرسول الكريم بنفسه لأمته، وهذا لم يكن في غير الإسلام إلى يومنا هذا، ولن يكون أبدا وإلى أبد الآبدين - إن شاء الله - وهذا من فضل الله على الإنسانية كلها، والحمد لله رب العالمين، وقد أهملت هذه الرابطة الحكومات الإسلامية في وقتنا الحاضر، وجعلت مكانها التجنس بجنسية الدولة، لمن