المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

لَا أَفعل ذَلِكَ حَتَّى يَنَامَ ظالِعُ الْكِلَابِ، قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: لَا أَفعل ذَلِكَ حَتَّى يَنَامَ ظالِعُ الْكِلَابِ، قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ

لَا أَفعل ذَلِكَ حَتَّى يَنَامَ ظالِعُ الْكِلَابِ، قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ الْكِلَابِ الصَّارِفُ؛ يُقَالُ صَرَفَتِ الكلبةُ وظَلَعَتْ وأَجْعَلَتْ واسْتَجْعَلَتْ واسْتَطارَت إِذا اشْتَهَتِ الْفَحْلَ. قَالَ: وَالظَّالِعُ مِنَ الْكِلَابِ لَا يَنَامُ فَيُضْرَبُ مَثَلًا للمُهْتَمِّ بأَمره الَّذِي لَا يَنَامُ عَنْهُ وَلَا يُهْمِلُه؛ وأَنشد خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ قَوْلَ الْحُطَيْئَةِ يُخاطِبُ خَيالَ امرأَةٍ طَرَقَه:

تَسَدَّيْتَنا مِنْ بعدِ مَا نامَ ظالِعُ الكِلابِ،

وأخْبى نارَه كلُّ مُوقِدِ

وَيُرْوَى: وأَخْفى. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ظَالِعُ الْكِلَابِ الْكَلْبَةُ الصارِفُ. يُقَالُ: ظَلَعَت الكلبةُ وصَرَفَت لأَن الذُّكُورَ يَتْبَعْنها وَلَا يَدَعْنَها تَنَامُ. والظَّالِعُ: المُتَّهَمُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ظالِمُ الرَّبِّ ظالِعُ، هذا بِالظَّاءِ لَا غَيْرُ؛ وَقَوْلُهُ:

وَمَا ذاكَ مِنْ جُرْمٍ أَتَيْتُهُمُ بِهِ،

وَلَا حَسَدٍ مِنِّي لَهُمْ يتَظَلَّعُ

قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن مَعْنَاهُ يَقُومُ فِي أَوْهامِهم ويَسْبِقُ إِلى أَفهامهم. وظَلَعَ يَظْلَعُ ظَلْعاً: مَالَ؛ قَالَ النَّابِغَةُ:

أَتُوعِدُ عَبْداً لَمْ يَخُنْكَ أَمانةً،

وتَتْرُكُ عَبْداً ظالِماً، وَهُوَ ظالِعُ؟

وظَلَعَتِ المرأَةُ عينَها: كسَرَتْها وأَمالَتْها؛ وَقَوْلُ رُؤْبَةَ:

فإِنْ تَخالَجْنَ العُيُونَ الظُّلَّعا

إِنما أَراد المَظْلُوعة فأَخرجه عَلَى النَّسَبِ. وظَلَعَتِ الأَرضُ بأَهلها تَظْلَعُ أَي ضاقتْ بِهِمْ مِنْ كَثْرَتِهِمْ والظُّلَعُ: جَبَلٌ لِسُلَيْم. وَفِي الْحَدِيثِ:

الحِمْلُ المُضْلِعُ والشَّرُّ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ إِظْهارُ البِدَعِ

؛ المُضْلِعُ المُثْقِلُ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: وَلَوْ روي بالظاء من الظُّلْع العَرَجِ والغَمْزِ «1» لَكَانَ وَجْهًا.

‌فصل العين المهملة

عفرجع: الأَزهري: رَجُلٌ عَفَرْجَعٌ سَيِءُ الخُلُق.

عكنكع: الأَزهري: العَكَنْكَعُ الذَّكَرُ مِنَ الغِيلانِ، وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ لَهُ الكَعَنْكَعُ. الْفَرَّاءُ: الشَّيْطَانُ هُوَ الكَعَنْكَعُ والعَكَنْكَعُ والقانُ. قَالَ الأَزهري: العَكَنْكَعُ الخَبِيثُ من السَّعالي.

عوع: الأَزهريّ: قَالَ الأَصمعي سَمِعْتُ عَوْعاةَ الْقَوْمِ وغَوْغاتَهم إِذا سَمِعْتَ لَهُمْ لجَبَةً وصوتاً.

عيع: الأَزهري: يُقَالُ عَيَّعَ القومُ تَعْييعاً إِذا عَيُوا عَنْ أمرٍ قَصَدُوه؛ وأَنشد:

حَطَطْتُ عَلَى شِقِّ الشِّمالِ وعَيَّعُوا،

حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِب

وَقَالَ: الحَطّ الاعتمادُ عَلَى السَّيْرِ.

‌فصل الفاء

فجع: الْفَجِيعَةُ: الرَّزِيّةُ المُوجِعةُ بِمَا يَكْرُمُ فَجَعَه يَفْجَعُه فَجْعاً، فَهُوَ مَفْجُوعٌ وفَجِيعٌ، وفَجَّعَه، وَهِيَ الفَجِيعةُ، وَكَذَلِكَ التفْجِيعُ. وفَجَعَتْه المُصِيبةُ أَي أَوْجَعَتْه. والفَواجِعُ: المَصائِبُ المُؤْلِمَةُ الَّتِي تَفْجَعُ الإِنسان بِمَا يَعِزُّ عَلَيْهِ مِنْ مَالٍ أَو حَمِيم، الْوَاحِدَةُ فاجِعةٌ؛ وَفِي التَّهْذِيبِ: ودَهْرٌ فاجعٌ لَهُ حَمِيمٌ «2» ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

(1). قوله [مِنَ الظَّلْعِ الْعَرَجِ وَالْغَمْزِ] تقدم في مادة ضلع ضبط الظلع بتحريك اللام تبعاً لضبط نسخة النهاية

(2)

. كذا بالأَصل

ص: 245

فَجَّعَني الرَّعْدُ والصَّواعِقُ بالفارِسِ،

يَوْمَ الكَريهةِ، النُّجُدِ

وَنَزَلَتْ بِفُلَانٍ فاجِعةٌ. والتَّفَجُّعُ: التَّوَجُّعُ والتَّضَوُّر للرزيّةِ. وتَفَجَّعَتْ لَهُ أَي تَوَجَّعَت. والفاجِعُ: الغُرابُ، صِفَةٌ غَالِبَةٌ لأَنه يَفْجَعُ لنَعْيِه بِالْبَيْنِ، وَرَجُلٌ فاجِعٌ ومُتَفَجِّعٌ: لَهْفانُ مُتَأَسِّفٌ. وَمَيِّتٌ فاجِعٌ ومُفْجِعٌ: جَاءَ عَلَى أَفْجَع، وَلَمْ يُتَكَلَّمْ بِهِ.

فدع: الفَدَعُ: عَوَجٌ ومَيْلٌ فِي المَفاصِل كلِّها، خِلْقةً أَوْ داءٌ كأَنَّ الْمَفَاصِلَ قَدْ زَالَتْ عَنْ مَوَاضِعِهَا لَا يُسْتطاعُ بَسْطُها مَعَهُ، وأَكثر مَا يَكُونُ فِي الرُّسْغِ مِنَ الْيَدِ والقَدَمِ. فَدِع فَدَعاً وَهُوَ أَفْدَعُ بَيِّنُ الفَدَعِ: وَهُوَ المُعْوَجُّ الرُّسْغِ مِنَ الْيَدِ أَو الرِّجْلِ فَيَكُونُ مُنْقَلِبَ الْكَفِّ أَو الْقَدَمِ إِلى إِنْسِيِّهِما؛ وأَنشد شَمِرٌ لأَبي زُبَيْدِ:

مقابِل الخَطْوِ فِي أَرْساغِه فَدَعُ

وَلَا يَكُونُ الفَدَعُ إِلا فِي الرُّسْغِ جُسْأَةً فِيهِ، وأَصل الفَدَعِ الْمَيْلُ والعَوَجُ فَكَيْفَمَا مالَتِ الرجْلُ فَقَدْ فَدِعَتْ، والأَفْدَعُ الَّذِي يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ قَدَمِهِ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي ارْتَفَعَ أَخْمَصُ رجلِه ارْتِفَاعًا لَوْ وَطِئَ صَاحِبُهَا عَلَى عُصْفور مَا آذَاهُ، وَفِي رِجْلِهِ قَسَطٌ، وَهُوَ أَنْ تَكُونَ الرِّجْلُ مَلْساءَ الأَسْفَلِ كأَنها مالَج؛ وأَنشد أَبو عَدْنانَ:

يومٌ مِن النَّثْرةِ أَو فَدْعائِها،

يُخْرِجُ نَفسَ العَنْز مِنْ وَجْعائِها

قَالَ: يَعْنِي بفَدْعائِها الذِّرَاعُ يُخْرِجُ نفْس الْعَنْزِ مِنْ شِدَّةِ القُرِّ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الفَدَعُ فِي اليَدَيْنِ تَراه يَطَأُ عَلَى أُمِّ قِرْدانِه فَيَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّه، جمَل أَفْدَعُ وَنَاقَةٌ فَدْعاءُ، وَقِيلَ: الفَدَع أَن تَصْطَكَّ كَعْبَاهُ وتَتَباعَدَ قَدَمَاهُ يَمِينًا وشِمالًا. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: أَنه مَضَى إِلى خَيْبَر فَفَدَعَه أَهلها

؛ الفَدَعُ، بِالتَّحْرِيكِ، زَيْغٌ بَيْنَ الْقَدَمِ وَبَيْنَ عَظْمِ السَّاقِ وَكَذَلِكَ فِي الْيَدِ، وَهُوَ أَن تَزُولَ الْمَفَاصِلُ عَنْ أَماكِنها. وَفِي صِفَةِ ذِي السُّوَيْقَتَيْنِ الَّذِي يَهْدِمُ الْكَعْبَةَ:

كأَني بِهِ أُفَيْدِعَ أُصَيْلِعَ

؛ أُفَيْدِعُ: تَصْغِيرُ أَفْدَعَ. والفَدَعةُ: مَوْضِعُ الفَدَعِ. والأَفْدَعُ: الظَّلِيمُ لِانْحِرَافِ أَصابعه، صِفَةٌ غَالِبَةٌ، وكلُّ ظَلِيمٍ أَفْدَعُ لأَنَّ فِي أَصابعه اعْوِجَاجًا. وسَمْكٌ أَفْدَعُ: مائِلٌ عَلَى الْمَثَلِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

عَنْ ضَعْفِ أَطْنابٍ وسَمْكٍ أَفْدَعا

فَجَعَلَ السمْكَ المائِلَ أَفْدَعَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه دَعَا عَلَى عُتَيْبةَ بْنِ أَبي لهَب فَضَغَمَه الأَسد ضَغْمةً فَدَعَته

؛ الفَدْعُ: الشدْخُ والشَّقُّ اليَسِيرُ. وَفِي الْحَدِيثِ فِي الذبْح بالحَجَر:

إِنْ لَمْ يَفْدَعِ الحُلْقُومَ فكلْ

، لأَن الذَّبْحَ بِالْحَجَرِ يَشْدَخُ الْجِلْدَ وَرُبَّمَا لَا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فَيَكُونُ كالموْقُوذ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ سِيرِينَ: سُئِلَ عَنِ الذَّبِيحَةِ بالعُود فَقَالَ: كلْ مَا لَمْ يَفْدَعْ

، يُرِيدُ مَا قَدّ بِحَدِّهِ فَكُلْهُ وَمَا قَدَّ بِثِقَله فَلَا تأْكُلْه؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

إِذاً تَفْدَعُ قُرَيْشٌ الرأْسَ.

فرع: فَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعْلاه، وَالْجَمْعُ فُرُوعٌ، لَا يُكَسَّر عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ. وَفِي حَدِيثِ افْتِتاحِ الصَّلَاةِ:

كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِلى فُرُوعِ أُذُنَيْهِ

أَي أَعالِيها. وفَرْعُ كُلِّ شَيْءٍ: أَعلاه. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ رَمَضَانَ:

فَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلا فِي فُرُوعِ الفجْر

؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ ذِي المِشْعارِ: عَلَى أَن لَهُمْ فِراعَها

؛ الفِراعُ: مَا عَلا مِنَ الأَرض وارْتَفَعَ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

عطاء: وسئل ومن أَين أَرْمِي الْجَمْرَتَيْنِ؟ فَقَالَ: تَفْرَعُهما

أَي تَقِفُ

ص: 246

عَلَى أَعْلاهما وتَرْمِيهما. وَفِي الْحَدِيثِ:

أيُّ الشجَرِ أَبْعَدُ مِنَ الخارِفِ؟ قَالُوا: فَرْعُها، قَالَ: وَكَذَلِكَ الصفُّ الأَوَّلُ

؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

مِنَ المُنْطِياتِ المَوْكب المَعْج بَعْدَ ما

يُرَى، فِي فُرُوعِ المُقْلَتَيْنِ، نُضُوبُ

إِنما يُرِيدُ أَعالِيَهما. وقَوْسٌ فَرْعٌ: عُمِلَتْ مِنْ رأْس القَضِيبِ وطرَفه. الأَصمعي: مِنَ القِسِيّ القَضِيبُ والفَرْعُ، فَالْقَضِيبُ الَّتِي عُمِلَتْ مِنْ غُصْنٍ وَاحِدٍ غَيْرِ مَشْقُوقٍ، والفَرْعُ التي عملت من طرف الْقَضِيبِ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَرْعُ مِنْ خَيْرِ القِسِيِّ. يُقَالُ: قَوْسٌ فَرْعٌ وفَرْعةٌ؛ قَالَ أَوس:

عَلَى ضالةٍ فَرْعٍ كأَنَّ نَذِيرها،

إِذَا لَمْ تُخَفِّضْه عَنِ الوَحْشِ، أَفْكَلُ

يُقَالُ: قَوْسٌ فرْع أَي غيرُ مَشْقوقٍ، وقوسٌ فِلْقٌ أَي مَشْقُوقٌ؛ وَقَالَ:

أَرْمي عَلَيْهَا، وهْيَ فَرْعٌ أَجْمَعُ،

وهْيَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ وإِصْبَعُ

وفَرَعْتُ رأْسَه بالعَصا أَي عَلَوْته، وَبِالْقَافِ أَيضاً. وفَرَعَ الشيءَ يَفْرَعُه فَرْعاً وفُرُوعاً وتَفَرَّعَه: عَلاه. وَقِيلَ: تَفَرَّعَ فلانٌ القومَ عَلاهم؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وتَفَرَّعْنا، مِنَ ابْنَيْ وائِلٍ،

هامةَ العِزِّ وجُرْثُومَ الكَرَمْ

وفَرَعَ فُلَانٌ فُلَانًا: عَلاه. وفَرع القومَ وتَفَرَّعهم: فاقَهم؛ قَالَ:

تُعَيِّرُني سَلْمَى، وليسَ بِقَضْأَةٍ،

ولَوْ كنتُ مِنْ سَلْمَى، تَفَرَّعْتُ دَارِمَا

والفَرْعةُ: رأْسُ الْجَبَلِ وأَعْلاه خَاصَّةً، وَجَمْعُهَا فِراعٌ؛ وَمِنْهُ قِيلَ: جَبَلٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: عالٍ أَطْوَلُ مِمَّا يَلِيهِ. وَيُقَالُ: ائْتِ فَرْعةً مِنْ فِراعِ الْجَبَلِ فانْزِلْها، وَهِيَ أَماكنُ مُرْتَفِعَةٌ. وفارعةُ الْجَبَلِ: أَعلاه. يُقَالُ: انْزِلْ بفارِعة الْوَادِي وَاحْذَرْ أَسفَله. وتِلاعٌ فَوارِعُ: مُشْرِفاتُ المَسايِلِ، وَبِذَلِكَ سُمِّيَتِ المرأَة فارِعةً. وَيُقَالُ: فُلَانٌ فارِعٌ. ونَقاً فارِعٌ: مُرْتَفِعٌ طَوِيلٌ. والمُفْرِعُ: الطويلُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَفِي حَدِيثِ

شُرَيْحٍ: أَنه كَانَ يَجْعَلُ المُدَبَّر مِنَ الثُّلْثِ، وَكَانَ مَسْرُوقٌ يَجْعَلُهُ الفارِعَ مِنَ الْمَالِ.

والفارِعُ: المُرْتَفِعُ العالي الهَيِءُ الحَسَنُ. والفارِعُ: الْعَالِي. والفارِعُ: المُسْتَفِلُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَعْطى يومَ حُنَيْنٍ «3» فارِعةً مِنَ الغَنائِمِ

أَي مُرْتَفِعة صاعِدة مِنْ أَصلها قَبْلَ أَن تُخَمَّسَ. وفَرَعةُ الجُلّة: أَعلاها مِنَ التَّمْرِ. وكَتِفٌ مُفْرِعةٌ: عَالِيَةٌ مُشْرِفة عَرِيضَةٌ. وَرَجُلٌ مُفْرِعُ الكتِف أَي عَرِيضُها، وَقِيلَ مُرْتَفِعُهَا، وَكُلُّ عالٍ طويلٍ مُفْرِعٌ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ زِمْلٍ: يَكادُ يَفْرَعُ الناسَ طُولًا

أَي يَطُولُهم ويَعْلُوهم، وَمِنْهُ حَدِيثُ

سودةَ: كَانَتْ تَفْرَعُ الناسَ «4» طُولًا.

وفَرْعةُ الطريقِ وفَرَعَتُه وفَرْعاؤُه وفارِعَتُه، كُلُّهُ: أَعلاه ومُنْقَطَعُه، وَقِيلَ: مَا ظَهَرَ مِنْهُ وَارْتَفَعَ، وَقِيلَ: فارِعتُه حواشِيه. والفُرُوعُ: الصُّعُود. وفَرَعْتُ رأْسَ الجبَلِ: عَلَوْتُه. وفَرَعَ رأْسَه بالعَصا وَالسَّيْفِ فَرْعاً: عَلاه. وَيُقَالُ: هُوَ فَرْعُ قَوْمِه لِلشَّرِيفِ مِنْهُمْ. وفَرَعْتُ قوْمي أَي عَلَوْتُهم بالشرَف أَو بالجَمالِ. وأَفْرَعَ فلانٌ: طالَ وعَلا. وأَفْرَعَ فِي قومِه

(3). قوله [أعطى يوم حنين إلخ] كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية:

أعطى العطايا

إلخ.

(4)

. قوله [تفرع الناس] كذا بالأصل، وفي نسخة من النهاية:

النساء.

ص: 247

وفَرَّعَ: طَالَ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

فأَفْرَعَ بالرِّبابِ، يَقُودُ بُلْقاً

مُجَنَّبَةً تَذُبُّ عَنِ السِّخالِ

شبَّه البَرْقَ بِالْخَيْلِ البُلْقِ فِي أَوّلِ الناسِ. وتَفَرَّعَ القومَ: رَكِبَهم بالشتْمِ وَنَحْوِهِ. وتَفَرَّعهم: تزوَّجَ سيِّدةَ نِسائِهم وعُلْياهُنَّ. يُقَالُ: تَفَرَّعْتُ بِبَنِي فُلَانٍ تزوَّجْتُ فِي الذُّرْوةِ مِنْهُمْ والسَّنامِ، وَكَذَلِكَ تَذَرَّيْتُهم وتنَصَّيْتُهم. وفَرَّعَ وأَفْرَعَ: صَعَّدَ وانْحَدَرَ. قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ: لَقِيتُ فُلَانًا فارِعاً مُفْرِعاً؛ يَقُولُ: أَحدُنا مُصَعِّدُ والآخَرُ مُنْحَدِرٌ؛ قَالَ الشَّمَّاخُ فِي الإِفْراعِ بِمَعْنَى الانْحِدارِ:

فإِنْ كَرِهْتَ هِجائي فاجْتَنِبْ سَخَطي،

لَا يُدْرِكَنَّكَ إِفْراعِي وتَصْعِيدي

إِفْراعي انْحِداري؛ وَمِثْلُهُ لِبِشْرٍ:

إِذا أَفْرَعَتْ فِي تَلْعَةٍ أَصْعَدَتْ بِهَا،

ومَن يَطْلُبِ الحاجاتِ يُفْرِعْ ويُصْعِد

وفَرَّعْتُ فِي الْجَبَلِ تَفْرِيعاً أَي انْحَدَرْتُ، وفَرَّعْتُ فِي الْجَبَلِ: صَعَّدْتُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. وَرَوَى الأَزهري عَنْ أَبي عَمْرٍو: فَرَّعَ الرجُلُ فِي الْجَبَلِ إِذا صَعَّدَ فِيهِ، وفَرَّعَ إِذا انْحَدَرَ. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدٍ: أَفْرَعَ فِي الْجَبَلِ صَعَّدَ، وأَفْرَعَ مِنْهُ نَزَلَ؛ قَالَ مَعْنُ بْنُ أَوس فِي التَّفْرِيعِ بِمَعْنَى الِانْحِدَارِ:

فسارُوا، فأَمّا جُلُّ حَيِّي فَفَرَّعُوا

جَمِيعاً، وأَمّا حَيُّ دَعْدٍ فَصَعَّدُوا

قَالَ شَمِرٌ: وأَفْرَعَ أَيضاً بِالْمَعْنَيَيْنِ، وَرَوَاهُ فأَفْرَعوا أَي انْحَدَرُوا؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَصَوَابُ إِنشاد هَذَا الْبَيْتِ: فَصَعَّدا لأَنّ القافيةَ مَنْصُوبَةٌ؛ وَبَعْدَهُ:

فَهَيْهاتَ مِمَّن بالخَوَرْنَقِ دارُه

مُقِيمٌ، وحَيٌّ سائِرٌ قَدْ تَنَجَّدا

وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ بَيْتًا آخَرَ فِي الإِصْعاد:

إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ يَمانٍ، حِينَ تَنْسُبُني،

وَفِي أُمَيَّةَ إِفْراعِي وتَصْوِيبي

قَالَ: والإِفْراعُ هُنَا الإِصعادُ لأَنه ضَمَّه إِلى التصويبِ وَهُوَ الانْحِدارُ. وفَرَّعْتَ إِذا صَعَّدْتَ، وفَرَّعْتَ إِذا نَزَلْتَ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: فَرَّعَ وأَفْرعَ صَعَّدَ وانْحَدَرَ، مِنَ الأَضْداد؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَمَّامٍ السّلُولي:

فإِمّا تَرَيْني اليَوْمَ مُزْجِي ظَعينَتي،

أُصَعِّدُ سِرًّا فِي البِلادِ وأُفْرِعُ «1»

وفَرعَ، بِالتَّخْفِيفِ: صَعَّدَ وعَلا؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

أَقولُ، وَقَدْ جاوَزْنَ مِنْ صَحْنِ رابِغٍ

صَحاصِحَ غُبْراً، يَفْرَعُ الأُكْمَ آلُها

وأَصْعَدَ فِي لُؤْمِه وأَفْرَعَ أَي انحَدَرَ. وَبِئْسَ مَا أَفْرَعَ بِهِ أَي ابتدأَ. ابْنُ الأَعرابي: أَفْرَعَ هَبَطَ، وفَرَّعَ صَعَّدَ. والفَرَعُ والفَرَعَةُ، بِفَتْحِ الرَّاءِ: أَوَلُ نِتَاجِ الإِبل وَالْغَنَمِ، وَكَانَ أَهل الْجَاهِلِيَّةِ يَذْبَحُونَهُ لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بِذَلِكَ فنُهِيَ عَنْهُ الْمُسْلِمُونَ، وَجَمْعُ الفَرَعِ فُرُعٌ؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

كَغَرِيّ أَجْسَدَتْ رأْسه

فُرُعٌ بَيْنَ رئاسٍ وحَامِ

(1). قوله [سراً] تقدم إنشاده في صعد سيراً، وأنشده الصحاح هناك طوراً.

ص: 248

رِئَاسٌ وَحَامٌ: فحلانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا فَرَعَ وَلَا عَتِيرةَ.

تَقُولُ: أَفْرَعَ القومُ إِذا ذَبَحُوا أَوَّلَ ولدٍ تُنْتَجُه النَّاقَةُ لآلِهتهم. وأَفْرَعُوا: نُتِجُوا. والفرَعُ والفَرَعةُ: ذِبْح كَانَ يُذْبَحُ إِذا بَلَغَتِ الإِبل مَا يَتَمَنَّاهُ صَاحِبُهَا، وَجَمْعُهُمَا فِراعٌ. والفَرَعُ: بَعِيرٌ كَانَ يُذْبَحُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذا كَانَ للإِنسان مِائَةُ بَعِيرٍ نَحْرَ مِنْهَا بَعِيرًا كُلَّ عَامٍ فأَطْعَمَ الناسَ وَلَا يَذُوقُه هُوَ وَلَا أَهلُه، وَقِيلَ: إِنه كَانَ إِذا تَمَّتْ لَهُ إِبله مِائَةً قدَّم بِكْرًا فَنَحَرَهُ لِصَنَمِهِ، وَهُوَ الفَرَع؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِذْ لَا يَزالُ قَتِيلٌ تَحْتَ رايَتِنا،

كَمَا تَشَحَّطَ سَقْبُ الناسِكِ الفَرَعُ

وقد كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَفْعَلُونَهُ فِي صَدْرِ الإِسلام ثُمَّ نُسِخَ؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

فَرِّعُوا إِن شِئْتُمْ وَلَكِنْ لَا تَذْبَحوه غَراةً حَتَّى يَكْبَرَ

أَي صَغِيرًا لَحْمُهُ كالغَراة وَهِيَ القِطْعة مِنَ الغِراء؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:

أَنه سُئِلَ عَنِ الفَرَعِ فَقَالَ: حَقٌّ، وأَن تَتْرُكَهُ حَتَّى يَكُونَ ابْنَ مخاضٍ أَو ابْنَ لَبُونٍ خَيْرٌ مِنْ أَن تَذْبَحَه يَلْصَقُ لَحْمُهُ بِوَبَرِه

، وَقِيلَ: الفَرَعُ طَعَامٌ يُصْنَعُ لنَتاجِ الإِبل كالخُرْسِ لولادِ المرأَة. والفَرَعُ: أَن يُسْلَخَ جِلْدُ الفَصِيلِ فيُلْبَسَه آخَرُ وتَعْطِفَ عَلَيْهِ نَاقَةٌ سِوَى أُمه فَتَدِرَّ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَوس بْنُ حَجَرٍ يَذْكُرُ أَزْمةً فِي شدَّة بَرْدٍ:

وشُبِّهَ الهَيْدَبُ العَبامُ مِنَ الأَقوام

سَقْباً مُجَلَّلًا فَرَعا

أَراد مُجَلَّلًا جِلْدَ فَرَعٍ، فَاخْتُصِرَ الكلام كقوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ أَي أَهل الْقَرْيَةِ. ويقال: قد أَفْرَعَ القومُ إِذا فَعَلَتْ إِبلهم ذَلِكَ والهَيْدَبُ: الْجَافِي الخِلْقة الكثيرُ الشَّعَرِ مِنَ الرِّجَالِ. والعَبامُ: الثَّقِيلُ. والفَرَعُ: الْمَالُ الطائلُ المُعَدّ؛ قَالَ:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى وَلَمْ يَعْتَصِرْ،

مِنْ فَرْعِه، مَالًا وَلَا المَكْسِرِ

أَراد مِنْ فَرَعِه فَسَكَّنَ لِلضَّرُورَةِ. والمَكْسرُ: مَا تَكَسَّرَ مِنْ أَصل مَالِهِ، وَقِيلَ: إِنما الفَرْعُ هَاهُنَا الغُصْنُ فَكَنَّى بالفَرْعِ عَنْ حَدِيثِ مَالِهِ وبالمَكْسِرِ عَنْ قَدِيمِهِ، وَهُوَ الصَّحِيحُ. وأَفْرَعَ الْوَادِي أَهلَه: كَفاهُم. وفارَعَ الرجلَ: كَفَاهُ وحَمَلَ عَنْهُ؛ قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ:

وأُنشِدُكُمْ، والبَغْيُ مُهْلِكُ أَهْلِه،

إِذا الضَّيْفُ لَمْ يُوجَدْ لَهُ مَنْ يُفارِعُهْ

والفَرْعُ: الشَّعَرُ التَّامُّ. والفَرَعُ: مَصْدَرُ الأَفْرَعِ، وَهُوَ التامُّ الشعَر. وفَرِعَ الرجلُ يَفْرَعُ فَرَعاً وَهُوَ أَفْرَعُ: كَثُرَ شعَره. والأَفْرَعُ: ضِدُّ الأَصْلَعِ، وَجَمْعُهُمَا فُرْعٌ وفُرْعانٌ. وفَرْعُ المرأَة: شعَرُها، وَجَمْعُهُ فُرُوعٌ. وامرأَة فارِعةٌ وفَرْعاءُ: طَوِيلَةُ الشَّعَرِ، وَلَا يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا كَانَ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ والجُمَّة أَفْرَعُ، وإِنما يُقَالُ رَجُلٌ أَفْرَعُ لِضِدِّ الأَصْلَع، وَكَانَ

رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، أَفْرَعَ ذَا جُمَّة.

وَفِي حَدِيث

عُمَرَ: قِيلَ الفُرْعانُ أَفضَلُ أَمِ الصُّلْعانُ فَقَالَ: الفُرعان، قِيلَ: فأَنت أَصْلَعُ

؛ الأَفْرَعُ: الْوَافِي الشَّعَرِ، وَقِيلَ: الَّذِي لَهُ جُمَّةٌ. وتَفَرَّعَتْ أَغصانُ الشَّجَرَةِ أَي كَثُرَتْ. والفَرَعَةُ: جِلدةٌ تُزَادُ فِي القِرْبة إِذا لَمْ تَكُنْ وفْراء تَامَّةً. وأَفرَعَ بِهِ: نَزَلَ. وأَفرَعْنا بِفُلَانٍ فَمَا أَحْمَدناه أَي نَزَلْنا بِهِ. وأَفْرَعَ بَنُو فُلَانٍ أَي انْتَجَعُوا فِي أَوّل النَّاسِ. وفَرَعَ الأَرض وأَفْرَعَها وفرَّع فِيهَا جوَّل فِيهَا

ص: 249

وعَلِمَ عِلْمَها وعَرَفَ خَبَرَها، وفَرعَ بَيْنَ الْقَوْمِ يَفْرَعُ فَرْعاً: حَجَزَ وأَصلَح، وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن جَارِيَتَيْنِ جَاءَتَا تَشْتَدّانِ إِلى رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُصَلِّي فأَخذتا بِرُكْبَتَيْهِ فَفَرَعَ بينهما

أَي حَجَزَ وفرَّق؛ وَيُقَالُ مِنْهُ: فرَّع يُفَرِّعُ أَيضاً، وفَرَّع بَيْنَ الْقَوْمِ وفرَّقَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وَفِي الْحَدِيثِ عَنْ

أَبي الطُّفَيْلِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَجَاءَهُ بَنُو أَبي لَهَبٍ يَخْتَصِمُونَ فِي شَيْءٍ بَيْنَهُمْ فاقْتَتَلُوا عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَامَ يُفَرِّعُ بَيْنَهُمْ

أَي يَحْجُزُ بَيْنَهُمْ. وَفِي حَدِيثِ

عَلْقَمَةَ: كَانَ يُفَرِّعُ بيْن الْغَنَمِ

أَي يُفَرِّقُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَذَكَرَهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْقَافِ، وَقَالَ: قَالَ أَبو مُوسَى وَهُوَ مِنْ هَفَواته. والفارِعُ: عَوْنُ السلطانِ، وَجَمْعُهُ فَرَعةٌ، وَهُوَ مِثْلُ الوازِعِ. وأَفْرَعَ سفَره وحاجَته: أَخذ فِيهِمَا. وأَفْرَعُوا مِنْ سفَرهم: قَدَمُوا وَلَيْسَ ذَلِكَ أَوانَ قُدُومِهِمْ. وفرَعَ فرسَه يَفْرَعُه فَرْعاً: كبَحَه وكَفَّه وقَدَعَه؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

بِمُفْرَعِ الكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهْ

نفْرَعُه فَرْعاً، ولسْنا نَعْتِلُهْ «1»

شَمِرٌ: استفْرَعَ القومُ الحديثَ وافْتَرَعُوه إِذا ابتَدَؤوه؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَرْثِي عُبَيْدَ بْنَ أَيوب:

ودلَّهْتَنِي بالحُزْنِ حَتَّى تَرَكْتَنِي،

إِذا اسْتَفْرَعَ القومُ الأَحاديثَ، ساهِيا

وأَفرَعَتِ المرأَةُ: حاضَتْ. وأفْرَعَها الحَيْضُ: أَدْماها. وأَفْرَعَتْ إِذا رأَت دَمًا قَبْلَ الْوِلَادَةِ. والإِفْراعُ: أَوّلُ مَا تَرَى الماخِضُ مِنَ النِّسَاءِ أَو الدَّوَابِّ دَمًا. وأَفْرَعَ لَهَا الدمُ: بَدَا لَهَا. وأَفْرَعَ اللِّجامُ الفرسَ: أَدْماه؛ قَالَ الأَعشى:

صَدَدْت عَنِ الأَعْداءِ، يومَ عُباعِبٍ،

صُدُودَ المَذاكي أَفْرَعَتْها المَساحِلُ

المَساحِلُ: اللُّجُمُ، وَاحِدُهَا مِسْحَلٌ، يَعْنِي أَنَّ المَساحِل أَدْمَتْها كَمَا أَفْرَعَ الحيضُ المرأَةَ بِالدَّمِ. وافْتَرَعَ البِكْرَ: اقْتَضَّها، والفُرْعةُ دَمُهَا، وَقِيلَ لَهُ افْتِراعٌ لأَنه أَوّلُ جِماعِها، وَهَذَا أَول صَيْدٍ فَرَعَه أَي أَراقَ دَمَهُ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ مُرَّةَ: مِنْ أَمثالهم: أَوّلُ الصيْدِ فَرَعٌ، قَالَ: وَهُوَ مُشَبَّه بأَوَّلِ النِّتاجِ. والفَرَعُ: القِسْمُ وخَصَّ بِهِ بَعْضُهُمُ الْمَاءَ. وأُفْرِعَ بِسَيِّدِ بَنِي فُلَانٍ: أُخِذَ فَقُتِلَ. وأَفْرَعَتِ الضَّبُعُ فِي الْغَنَمِ: قَتَلَتْهَا وأَفْسَدَتْها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:

أَفْرَعْتِ فِي فُرارِي،

كأَنَّما ضِرارِي

أرَدْتِ، يَا جَعارِ

وَهِيَ أَفْسَدُ شيء رُؤيَ. والفُرارُ: الضأْن، وأَما مَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ:

لَا يَؤُمَّنَّكُمْ أنْصَرُ وَلَا أَزَنّ وَلَا أَفْرَعُ

؛ الأَفْرَعُ هَاهُنَا: المُوَسْوِسُ. والفَرَعةُ: القَمْلةُ الْعَظِيمَةُ، وَقِيلَ: الصغيرةُ، تُسَكَّنُ وَتُحَرَّكُ، وَبِتَصْغِيرِهَا سُمِّيَتْ فُرَيْعةُ، وَجَمْعُهَا فِراعٌ وفَرْعٌ وفَرَعٌ. والفِراعُ: الأَوْدِيةُ. والفَوارِعُ: موضعٌ، وفارِعٌ وفُرَيْعٌ وفُرَيْعةُ وفارِعةُ، كُلُّهَا: أَسماء رِجَالٍ. وفارِعة: اسْمُ امرأَة. وفُرْعانُ: اسْمُ رَجُلٍ. ومَنازِلُ بْنُ فُرْعانَ: مِنْ رَهْطِ الأَحْنَف بْنِ قَيْسٍ. والأَفْرَعُ: بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرٍ. وفَرْوَعٌ: مَوْضِعٌ؛ قَالَ الْبُرَيْقُ الهذلي:

(1). قوله [بمفرع إلخ] سيأتي إِنشاده في مادة عتل:

من مُفْرَعِ الْكِتْفَيْنِ حُرٍّ عَطَلُهُ

ص: 250

وقَدْ هاجَنِي مِنْها بِوَعْساءِ فَرْوَعٍ،

وأَجْزاعِ ذِي اللَّهْباءِ، مَنْزِلةٌ قَفْرُ

وفارِعٌ: حِصْنٌ بِالْمَدِينَةِ يُقَالُ إِنه حِصْنُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ مِقْيَسُ بْنُ صُبابةَ حِينَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ فِهْرٍ بأَخيه:

قَتَلْتُ بِهِ فِهْراً، وحَمَّلْتُ عَقْلَه

سَراةَ بَني النّجّارِ أَرْبابَ فارِعِ

وأَدْرَكْتُ ثَأْرِي، واضْطَجَعْتُ مُوَشَّداً،

وكُنْتُ إِلى الأَوْثانِ أَوّلَ راجِعِ

والفارِعانِ: اسْمُ أَرض؛ قَالَ الطِّرِمّاحُ:

ونَحْنُ، أَجارَتْ بِالأُقَيْصِرِ هَاهُنا

طُهَيَّةُ، يَوْمَ الفارِعَيْنِ، بِلا عَقْدِ

والفُرْعُ: مَوْضِعٌ وَهُوَ أَيضاً مَاءٌ بِعَيْنِه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

تَرَبَّعَ الفُرْع بِمَرْعًى مَحْمُود

وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ الفُرْع، بِضَمِّ الْفَاءِ وَسُكُونِ الرَّاءِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، وفُرُوعُ الجَوْزاءِ: أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الحَرّ، قَالَ أَبو خِراشٍ:

وظَلَّ لَنا يَوْمٌ، كأَنَّ أُوارَه

ذَكا النّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِيلُ

قَالَ: وقرأْته عَلَى أَبي سَعِيدٍ بِالْعَيْنِ غَيْرِ مُعْجَمَةٍ؛ قَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِ الْهُذَلِيِّ:

وذَكَّرَها فَيْحُ نَجْمِ الفُروعِ،

مِنْ صَيْهَبِ الحَرِّ، بَرْدَ الشَّمال

قَالَ: هِيَ فُروعُ الجَوْزاءِ بِالْعَيْنِ، وَهُوَ أَشدّ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَرِّ، فإِذا جَاءَتِ الفروغُ، بِالْغَيْنِ، وَهِيَ مِنْ نُجُوم الدّلْو كَانَ الزَّمَانُ حِينَئِذٍ بَارِدًا ولا فَيْحَ يومئذ.

فرذع: الفَرْذَعُ: المرأَة البَلْهاء.

فرقع: الفَرْقَعَةُ: تَنْقِيضُ الأَصابع، وَقَدْ فَرْقَعَها فَتَفَرْقَعَتْ. وُفِّيَ حَدِيثِ

مُجَاهِدٍ: كَرِهَ أَن يُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصابعه فِي الصَّلَاةِ

؛ فَرْقَعةُ الأَصابِعِ غَمْزُها حَتَّى يُسْمَعَ لِمَفَاصِلِهَا صَوْتٌ، وَالْمَصْدَرُ الافْرِنْقاعُ، والفَرْقَعةُ فِي الأَصابع والتَّفْقِيعُ وَاحِدٌ. والفَرْقَعةُ: الصَّوْتُ بَيْنَ شَيْئَيْنِ يُضْرَبان. والفُرْقُعةُ: الِاسْتُ كالقُرْفُعةِ. والفِرْقاعُ: الضَّرِطُ، وَفِي الأَزهري: يُقَالُ سَمِعْتُ لِرِجْلِهِ صَرْقَعةً وفَرْقَعةً بِمَعْنًى وَاحِدٍ، وَقَالَ: تَقَرْعَفَ وتَفَرْقَعَ إِذا انْقَبَضَ. وَفِي كَلَامِ عِيسَى بْنِ عُمَرَ: افْرَنْقِعُوا عَنِّي أَي انْكَشِفُوا وتَنَحَّوْا عَنِّي؛ قَالَ ابْنُ الأَثير أَي تحوَّلوا وتَفَرَّقُوا، قال: والنون زائدة.

فزع: الفَزَعُ: الفَرَقُ والذُّعْرُ مِنَ الشَّيْءِ، وَهُوَ فِي الأَصل مصدرٌ. فَزِعَ مِنْهُ وفَزَعَ فَزَعاً وفَزْعاً وفِزْعاً وأَفْزَعه وفَزَّعَه: أَخافَه ورَوَّعَه، فَهُوَ فَزِعٌ؛ قَالَ سَلَامَةُ:

كُنَّا إِذا مَا أَتانا صارِخٌ فَزِعٌ،

كانَ الصُّراخُ لَهُ قَرْعَ الظّنابِيبِ

والمَفْزَعةُ، بِالْهَاءِ: مَا يُفْزَعُ مِنْهُ. وفُزِّعَ عَنْهُ أَي كُشِفَ عَنْهُ الْخَوْفُ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ

، عَدَّاهُ بِعْنَ لأَنه فِي مَعْنَى كُشِفَ الفَزَعُ، ويُقرأُ

فَزَّعَ

أَي فزَّع اللَّهُ، وَتَفْسِيرُ ذَلِكَ أَن مَلَائِكَةَ السَّمَاءِ كَانَ عَهْدُهُمْ قَدْ طَالَ بِنُزُولِ الْوَحْيِ

ص: 251

مِنَ السَّمَاوَاتِ الْعُلَا، فَلَمَّا نَزَلَ جِبْرِيلُ إِلى النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، بِالْوَحْيِ أَوّلَ مَا بُعث ظَنَّتِ الْمَلَائِكَةُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ أَنه نَزَلَ لِقِيَامِ السَّاعَةِ فَفَزِعَت لِذَلِكَ، فَلَمَّا تَقَرَّرَ عِنْدَهُمْ أَنه نَزَلَ لِغَيْرِ ذَلِكَ كُشِفَ الفَزَعُ عَنْ قُلُوبِهِمْ، فأَقبلوا عَلَى جِبْرِيلَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ لَهُمْ: مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ فسأَلَتْ لأَيّ شَيْءٍ نَزَلَ جِبْرِيلُ، عليه السلام، قالُوا: الْحَقَّ أَي قَالُوا قَالَ الحَقَّ؛ وقرأَ الْحَسَنُ

فُزِعَ

أَي فَزِعَتْ مِنَ الفَزَعِ. وَفِي حَدِيثِ

عَمْرِو بْنِ مَعْدِيكَرِبَ: قَالَ لَهُ الأَشعث: لأُضْرِطَنَّكَ فَقَالَ: كَلَّا إِنها لَعَزُومٌ مُفَزَّعةٌ

أَي صَحِيحَةٌ تَنْزِلُ بِهَا «2» الأَفْزاعُ. والمُفَزَّعُ: الَّذِي كُشِفَ عَنْهُ الفَزَعُ وأُزِيلَ. وَرَجُلٌ فَزِعٌ، وَلَا يُكَسَّرُ لِقِلَّةِ فَعِلٍ فِي الصِّفَةِ وإِنما جَمْعُهُ بِالْوَاوِ وَالنُّونِ، وفازِعٌ وَالْجَمْعُ فَزَعةٌ، وفَزَّاعةٌ: كَثِيرُ الفَزَعِ، وفَزَّاعةٌ أَيضاً: يُفَزِّعُ الناسَ كَثِيرًا. وفازَعَه فَفَزَعَه يَفْزَعُه: صَارَ أَشدَّ فَزَعاً مِنْهُ. وفَزِعَ إِلى الْقَوْمِ: اسْتَغَاثَهُمْ. وفَزِعَ القومَ وفَزَعَهم فَزْعاً وأَفْزعَهم: أَغاثَهم؛ قَالَ زُهَيْرٌ:

إِذا فَزِعُوا طارُوا إِلى مُسْتَغِيثِهمْ،

طِوالَ الرِّماحِ، لَا ضِعافٌ وَلَا عُزْلُ

وَقَالَ الكَلْحَبةُ اليَرْبُوعيُّ، وَاسْمُهُ هُبَيْرَةُ بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ والكَلْحَبةُ أُمُّه:

فقُلْتُ لكَأْسٍ: أَلْجِمِيها فإِنَّما

حَلَلْتُ الكَثِيبَ مِنْ زَرُودٍ لأَفْزَعا «3»

أَي لِنُغِيثَ ونُصْرِخَ مَنِ اسْتَغاثَ بنا؛ مثله لِلرَّاعِي:

إِذا مَا فَزِعْنا أَو دُعِينا لِنَجْدةٍ،

لَبِسْنا عَلَيْهِنَّ الحَدِيدَ المُسَرَّدا

فَقَوْلُهُ فَزِعْنا أَي أَغَثنا؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ هُوَ الشَّمّاخُ:

إِذا دَعَتْ غَوْثَها ضَرّاتُها فَزِعَتْ

أَعْقابُ نَيٍّ، عَلَى الأَثْباجِ، مَنْضُودِ

يَقُولُ: إِذا قَلَّ لَبَنُ ضَرّاتها نَصَرَتْها الشُّحومُ الَّتِي عَلَى ظُهُورِهَا وأَغاثَتْها فأَمدّتْها بِاللَّبَنِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مَفْزَعةٌ، بِالْهَاءِ، يَسْتَوِي فِيهِ التَّذْكِيرُ والتأْنيث إِذا كَانَ يُفْزَعُ مِنْهُ. وفَزِعَ إِليه: لَجَأَ، فَهُوَ مَفْزَعٌ لِمَنْ فَزِعَ إِليه أَي مَلْجَأٌ لِمَنِ التَجَأَ إِليه. وَفِي حَدِيثِ الْكُسُوفِ:

فافْزَعُوا إِلى الصلاة

أي الجَؤُوا إِليها واستَعِينُوا بِهَا عَلَى دَفْعِ الأَمرِ الحادِثِ. وَتَقُولُ: فَزِعْتُ إِليك وفَزِعْتُ مِنْكَ وَلَا تَقُلْ فَزِعْتُكَ. والمَفْزَعُ والمَفْزَعةُ: الْمَلْجَأُ، وَقِيلَ: الْمُفْزِعُ الْمُسْتَغَاثُ بِهِ، وَالْمُفْزِعَةُ الَّذِي يُفزع مِنْ أَجله، فَرَّقُوا بَيْنَهُمَا، قَالَ الْفَرَّاءُ: المُفَزَّعُ يَكُونُ جَباناً وَيَكُونُ شُجاعاً، فَمَنْ جَعَلَهُ شُجَاعًا مَفْعُولًا بِهِ قَالَ: بِمِثْلِهِ تُنْزَلُ الأَفزاع، وَمَنْ جَعَلَهُ جَبَانًا جَعَلَهُ يَفْزَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِمْ لِلرَّجُلِ إِنه لَمُغَلَّبٌ وَهُوَ غالبٌ، ومُغَلَّبٌ وَهُوَ مغلوبٌ. وَفُلَانٌ مَفْزَعُ الناسِ وامرأَة مَفْزَعٌ وَهُمْ مَفْزَعٌ: مَعْنَاهُ إِذا دَهَمَنا أَمر فَزِعْنا إِليه أَي لَجَأْنا إِليه وَاسْتَغَثْنَا بِهِ. والفَزَعُ أَيضاً: الإِغاثةُ؛

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم للأَنصار: إِنكم لَتَكْثُرُونَ عِنْدَ الفَزَعِ وتَقِلُّونَ عِنْدَ الطمَعِ

أَي تَكْثُرُونَ عِنْدَ الإِغاثة، وَقَدْ يَكُونُ التَّقْدِيرُ أَيْضًا عِنْدَ فَزَعِ النَّاسِ إِليكم لتُغِيثُوهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالُوا فَزَعْتُه فَزْعاً بِمَعْنَى أَفْزَعْتُه أَي أَغَثْتُه وَهِيَ لُغَةٌ

(2). قوله [تنزل بها] هذا تعبير ابن الأثير

(3)

. قوله [حللت إلخ] في شرح القاموس: نزلنا ولنفزعا وهو المناسب لما بعده من الحل.

ص: 252

فَفِيهِ ثَلَاثُ لُغَاتٍ: فَزِعتُ القومَ وفَزَعْتُهم وأَفزَعْتُهم، كُلُّ ذَلِكَ بِمَعْنَى أَغَثْتُهم. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَمِمَّا يُسأَل عَنْهُ يُقَالُ كَيْفَ يَصِحُّ أَن يُقَالَ فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغَثْتُه مُتَعَدِّيًا وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْهُ فَعِلٌ، وَهَذَا إِنما جَاءَ فِي نَحْوِ قَوْلِهِمْ حَذِرْتُه فأَنا حَذِرُه، وَاسْتَشْهَدَ سِيبَوَيْهِ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ حَذِرٌ أُمُوراً، وَرَدُّوا عَلَيْهِ وَقَالُوا: الْبَيْتُ مَصْنُوعٌ، وَقَالَ الْجَرْمِيُّ: أَصله حَذِرْتُ مِنْهُ فَعَدَّى بإِسقاط مِنْهُ، قَالَ: وَهَذَا لَا يَصِحُّ فِي فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغثته أَن يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ مِنْ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يَكُونَ فَزِعٌ مَعْدُولًا عَنْ فازِعٍ كَمَا كانَ حَذِرٌ مَعْدُولًا عَنْ حاذِر، فَيَكُونَ مِثْلَ سَمِعٍ عدولًا عَنْ سامِعٍ فَيَتَعَدَّى بِمَا تَعَدَّى سَامِعٌ، قَالَ: وَالصَّوَابُ فِي هَذَا أَن فَزِعْتُه بِمَعْنَى أَغثته بِمَعْنَى فَزِعْتُ لَهُ ثُمَّ أُسقطت اللَّامُ لأَنه يُقَالُ فَزِعْتُه وفَزِعْتُ لَهُ، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ الْمُعَوَّلُ عَلَيْهِ. والإِفْزاعُ: الإِغاثةُ. والإِفْزاعُ: الإِخافةُ. يُقَالُ: فَزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَنِي أَي لَجَأْتُ إِليه مِنَ الفَزَعِ فأَغاثني، وَكَذَلِكَ التفْزِيعُ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد، أَفْزَعْتُه إِذا أَغَثْتَه، وأَفْزَعْتُه إِذا خَوَّفْتَه، وَهَذِهِ الأَلفاظ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ وَمَعَانِيهَا عَنِ الْعَرَبِ مَحْفُوظَةٌ. يُقَالُ: أَفْزَعْتُه لَمَّا فَزِعَ أَي أَغَثْتُه لَمَّا استغاثَ. وَفِي حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ:

فَفَزِعُوا إِلى أُسامةَ

أَي اسْتَغَاثُوا بِهِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ فَزِعْتُ الرجلَ أغَثْتُهُ بِمَعْنَى أَفْزَعْتُه، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا الفَزِعُ المُغِيثَ والمُسْتَغِيثَ، وَهُوَ مِنَ الأَضداد. قَالَ الأَزهري: وَالْعَرَبُ تَجْعَلُ الفَزَعَ فَرَقاً، وَتَجْعَلُهُ إِغاثة للمفزوعِ المُرَوَّعِ، وَتَجْعَلُهُ استِغاثة، فأَما الفزَعُ بِمَعْنَى الِاسْتِغَاثَةِ فَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه فَزِعَ أَهلُ الْمَدِينَةِ لَيْلًا فَرَكِبَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، فَرَسًا لأَبي طَلْحَةَ عُرْياً فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ: لَنْ تراعُوا، إِني وَجَدْتُهُ بَحْرًا

؛ مَعْنَى قَوْلِهِ فَزِعَ أَهل الْمَدِينَةِ أَي اسْتَصْرَخوا وَظَنُّوا أَن عَدُوًّا أَحاط بِهِمْ، فَلَمَّا قَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، لَنْ تُرَاعُوا، سَكَنَ مَا بِهِمْ مِنَ الفَزَع. يُقَالُ: فزِعْتُ إِليه فأَفْزَعَني أَي اسْتَغَثْتُ إِليه فأَغاثني. وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، عليه السلام:

فإِذا فُزِعَ فُزِعَ إِلَى ضِرْسٍ حديدٍ

أَي إِذا استُغِيثَ بِهِ التُجِئَ إِلى ضِرْسٍ، وَالتَّقْدِيرُ فإِذا فُزِعَ إِليه فُزِعَ إِلى ضِرْسٍ، فَحُذِفَ الْجَارُّ وَاسْتَتَرَ الضَّمِيرُ. وفَزِعَ الرجلُ: انْتَصَرَ، وأَفْزَعَه هُوَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه فَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ مُحْمَرّاً وَجْهُهُ

، وَفِي رِوَايَةٍ:

أَنه نَامَ فَفَزِعَ وَهُوَ يَضْحَكُ

أَيْ هَبَّ وَانْتَبَهَ؛ يُقَالُ: فَزِع مِنْ نَوْمِهِ وأَفْزَعْتُه أَنا، وكأَنه مِنَ الفَزَعِ الخوْفِ لأَنَّ الَّذِي يُنَبَّه لَا يَخْلُو مِنْ فَزَعٍ مَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَلا أَفْزَعْتُموني

أَي أَنْبَهْتُموني. وَفِي حَدِيثِ فَضْلِ عُثْمَانَ:

قَالَتْ عَائِشَةُ لِلنَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: مَا لِي لَمْ أَركَ فَزِعْتَ لأَبي بَكْرٍ وَعُمَرَ كَمَا فَزِعْتَ لِعُثْمَانَ؟ فَقَالَ: عثمانُ رَجُلٌ حَييٌّ.

يُقَالُ: فَزِعْتُ لِمَجيءِ فُلَانٍ إِذا تأَهَّبْتَ لَهُ متحوِّلًا مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ كَمَا يَنْتَقِلُ النَّائِمُ مِنَ النَّوْمِ إِلى الْيَقَظَةِ، وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ بِالرَّاءِ وَالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ مِنَ الْفَرَاغِ وَالِاهْتِمَامِ، والأَول الأَكثر. وفَزْعٌ وفَزَّاعٌ وفُزَيْعٌ: أَسماءٌ. وَبَنُو فَزَعٍ: حَيٌّ.

فصع: فَصَعَ الرُّطَبةَ يَفْصَعُها فَصْعاً وفَصَّعَها إِذا أَخذها بإِصْبَعِه فَعَصَرَها حَتَّى تَنْقَشِرَ، وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا دَلَّكْتَهُ بإِصْبَعَيْكَ لِيَلِينَ فَيَنْفَتِحَ عَمَّا فِيهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه نَهَى عَنْ فَصْعِ الرُّطَبَةِ

؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: فَصْعُها أَن تُخْرِجَهَا مِنْ قِشْرِهَا لتَنْضَبِحَ عَاجِلًا. وفَصَعْتُ الشيءَ مِنَ الشيءِ إِذا أَخرجته وخَلَعْتَه. وفَصَّعَ الرجلُ يُفَصِّعُ تَفْصِيعاً: بَدَتْ مِنْهُ رِيحُ سَوْءٍ وفَسْوٍ.

ص: 253

والفُصْعةُ، فِي بَعْضِ اللُّغَاتِ: غُلْفةُ الصَّبِيِّ إِذَا اتَّسَعَتْ حَتَّى تَخْرُجَ حَشَفَتُهُ قَبْلَ أَن يُخْتَنَ. وَغُلَامٌ أَفْصَعُ أَجْلَعُ: بادِي القُلْفَةِ مِنْ كَمَرته. وَفِي حَدِيثِ

الزِّبْرِقَانِ: أَبْغَضُ صِبْيَانِنَا إِلينا الأُفَيْصِعُ الكَمَرةِ الأُفَيْطِسُ النُّخَرةِ الَّذِي كأَنه يَطَّلِعُ فِي جِحَرة

أَي هُوَ غَائِرُ الْعَيْنَيْنِ. يُقَالُ: فَصَعَ الغلامُ وافْتَصَعَ إِذا كَشَرَ قُلْفَتَه، وفَصَعَها الصَّبِيُّ إِذا نحَّاها عَنِ الْحَشَفَةِ. وفَصَعَ الْعِمَامَةَ عَنْ رأْسه فَصْعاً: حسَرَها؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

رأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ، وبعد ما

أَراكَ زَماناً فاصِعاً لَا تَعَصَّبُ

والفَصْعان: المكشوفُ الرأْس أَبداً حَرارةً والتِهاباً. والفَصْعاءُ: الفأْرةُ. وفَصَّعتُه مِنْ كَذَا تَفْصِيعاً أَي أَخرجته مِنْهُ فانْفَصَع. وافْتَصَعْتُ حَقِّي مِنْ فُلَانٍ أَي أَخذته كُلَّهُ بِقَهْرٍ فَلَمْ أَترك مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى القاف.

فضع: فَضَعَ فَضْعاً كضَفَعَ أَي جَعَسَ وأَحْدَثَ.

فظع: فَظُعَ الأَمرُ، بِالضَّمِّ، يَفْظُعُ فَظاعةً، بِالضَّمِّ، فَهُوَ فَظيِعٌ وفَظِعٌ؛ الأَخيرة عَلَى النَّسَبِ، وأَفْظَعَ الأَمرُ: اشتَدَّ وشَنُعَ وَجَاوَزَ المِقدارَ وبَرَّحَ، فَهُوَ مُفْظِعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَحِلُّ المسأَلة إلَّا لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ

؛ المُفْظِعُ: الشديدُ الشنِيعُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَمْ أَرَ مَنْظَراً كَالْيَوْمِ أَفْظَعَ

أَي لَمْ أَر مَنْظَرًا فَظِيعاً كَالْيَوْمِ، وَقِيلَ: أَراد لَمْ أَرَ مَنْظَراً أَفظَعَ مِنْهُ فَحَذَفَهَا وَهُوَ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ كَثِيرٌ. وَفِي حَدِيثِ

سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ: مَا وَضَعْنا سُيُوفَنَا عَلَى عَوَاتِقِنَا إِلَى أَمر يُفْظِعُنا إلَّا أَسهلَ بِنَا

؛ يُفْظِعُنا أَي يُوقِعُنا فِي أَمر فَظِيعٍ شَدِيدٍ. وأُفْظِعُ الرجلُ، عَلَى مَا لَمْ يسمَّ فاعلُه، أَي نزَل بِهِ أَمْرٌ عَظِيمٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ لَبِيدٍ:

وهُمُ السُّعاةُ، إِذَا العَشِيرةُ أُفْظِعَتْ،

وهُمُ فَوارِسُها، وَهُمْ حُكَّامُها

وأَفْظَعَه الأَمرُ وفَظِعَ بِهِ فَظاعةً وفَظَعاً واسْتَفْظَعَه وأَفْظَعَه: رَآهُ فَظِيعاً؛ وَقَوْلُهُ أَنشده الْمُبَرِّدُ:

قَدْ عِشْتُ فِي الناسِ أَطْواراً عَلَى خُلُقٍ

شَتّىً، وقاسَيْتُ فِيهِ اللِّين والفَظَعا

يَكُونُ الفَظَعُ مَصْدَرَ فَظِعَ بِهِ، وَقَدْ يَكُونُ مَصْدَرَ فَظُعَ كَكَرُمَ كَرَماً إِلَّا أَني لَمْ أَسمع الفَظَعَ إلَّا هُنَا. قَالَ أَبو زَيْدٍ: فَظِعْتُ بالأَمر أَفْظَعُ فَظاعةً إِذا هالَك وغلَبك فَلَمْ تَثِق بأَن تُطِيقَه. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَمَّا أُسري بِي وأَصبحت بِمَكَّةَ فَظِعْتُ بأَمري

أَي اشتدَّ عليَّ وهِبْته؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:

أُرِيتُ أَنه وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوارانِ مِنْ ذَهَبٍ فَفَظِعْتُهُما

، هَكَذَا رُوِيَ مُتَعِدَيًّا حَمْلًا عَلَى الْمَعْنَى لأَنه بِمَعْنَى أَكْبَرْتهما وخِفْتهما، وَالْمَعْرُوفُ فَظِعْتُ بِهِ أَو مِنْهُ؛ وَقَوْلُ أَبي وَجْزَةَ:

تَرَى العِلافيَّ مِنْها مُوفِداً فَظِعاً،

إِذا احْزَأَلَّ بِهِ مِنْ ظَهْرِها فِقَرُ

قَالَ فَظِعاً أَي مَلآنَ. وَقَدْ فَظِعَ فَظَعاً أَي امْتَلأَ. والفَظِيعُ: الماءُ العذبُ. والماءُ الفَظِيعُ: هُوَ الماءُ الزُّلالُ الصَّافي، وَضِدُّهُ المُضاضُ، وَهُوَ الشَّدِيدُ المُلُوحةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

يَردْنَ بُحُوراً مَا يَمِدُّ جِمامَها

أَتيُّ عُيُونٍ، ماؤُهُنَّ فَظِيعُ

فعفع: الفَعْفَعةُ والفَعْفَعُ: حِكَايَةُ بَعْضِ الأَصوات. والفَعْفَعانيُّ: الجازِرُ، هُذَلِيَّة؛ قَالَ صَخْرُ الْغَيِّ:

ص: 254

فَنادَى أَخاه ثُمَّ قَامَ بِشَفْرةٍ

إِليه، فَعَالَ الفَعْفَعِيِّ المُناهِبِ

يُقَالُ للجَزَّارِ: فَعْفَعانيٌّ وهَبْهَبيٌّ وسَطَّارٌ. والفَعْفَعُ والفَعْفَعانيُّ: الحُلْو الكلامِ الرطْبُ اللِّسَانِ. وفَعْفَعَ الرَّاعي بِالْغَنَمِ: زجَرَها فَقَالَ لَهَا: فَعْ فَعْ، وَقِيلَ: الفَعْفَعةُ زَجْرُ الْمَعِزِ خاصَّة، وَرَجُلٌ فَعْفاعٌ: يَفْعَلُ ذَلِكَ، وراعٍ فَعفَاعٌ كَقَوْلِكَ جَرجَرَ البعيرُ فَهُوَ جَرْجارٌ، وثَرْثَرَ الرجلُ فَهُوَ ثَرْثَارٌ، وفَعْفَعِيٌّ أَيضاً إِذا كَانَ خَفِيفًا فِي ذَلِكَ. وَرَجُلٌ فَعْفَعٌ وفَعْفاعٌ إِذا كَانَ خَفِيفًا؛ وأَنشد بَيْتَ صَخْرِ الْغَيِّ:

فَعالَ الفَعْفَعِيُّ المُناهِبِ

والفَعْفَعُ والفَعْفَعِيُّ: السَّرِيعُ. وَوَقَعَ فِي فَعْفَعةٍ أَي اختلاطٍ. وَرَجُلٌ فَعْفاعٌ وعْواعٌ لَعْلاعٌ رَعْراعٌ أَي جبان.

فقع: الفَقْعُ والفِقْعُ، بِالْفَتْحِ وَالْكَسْرِ: الأَبيض الرَّخْو مِنَ الكَمْأَة، وَهُوَ أَرْدَؤُها؛ قَالَ الرَّاعِي:

بِلادٌ يَبُزُّ الفَقْعُ فِيهَا قِناعَه،

كَمَا ابْيَضَّ شَيْخٌ، مَنَّ رِفاعةَ، أَجْلَحُ

وَجَمْعُ الفَقْعِ، بالفتحِ فِقَعةٌ مِثْلُ جَبْءٍ وجِبَأَةٍ، وَجَمْعُ الفِقْعِ، بِالْكَسْرِ، فِقَعَةٌ أَيضاً مِثْلُ قِرْدٍ وقِرَدةٍ. وَفِي حَدِيثِ

عَاتِكَةَ قَالَتْ لِابْنِ جُرْموزٍ: يَا ابْنَ فَقْعِ القَرْدَدِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَقْعُ ضرْب مِنْ أَردَإِ الكَمْأَةِ، والقَرْدَدُ: أَرض مُرْتَفِعَةٌ إِلَى جَنْبٍ وَهْدةٍ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الفَقْعُ يَطْلُعُ مِنَ الأَرض فَيَظْهَرُ أَبيض، وَهُوَ رَدِيءٌ، والجيِّد مَا حُفِرَ عَنْهُ وَاسْتُخْرِجَ، وَالْجَمْعُ أَفْقُعٌ وفُقُوعٌ وفِقَعةٌ، قَالَ:

ومِنْ جَنى الأَرضِ مَا تأْتي الرِّعاءُ بِهِ

مِنَ ابنِ أَوْبَرَ والمُغْرُود والفِقَعهْ

ويُشَبَّه بِهِ الرَّجُلُ الذَّلِيلُ فَيُقَالُ: هُوَ فَقْعُ قَرْقَرٍ، وَيُقَالُ أَيضاً: أَذَلُّ مِنْ فَقْعٍ بِقَرقَرٍ لأَنَّ الدَّواب تَنْجُلُه بأَرجلها؛ قَالَ النَّابِغَةُ يَهْجُو النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ:

حَدِّثوني بَني الشَّقِيقةِ، مَا يَمْنَعُ

فَقْعاً بِقَرْقَرٍ أَن يَزُولا

اللَّيْثُ: الفقْع كَمْءٌ يَخْرُجُ مِنْ أَصل الإِجْردِّ وَهُوَ نَبْتٌ. قَالَ: وَهُوَ مِنْ أَردإ الكَمْأَةِ وأَسْرَعِها فَساداً. والفِقِّيعُ «1» جِنْسٌ مِنَ الحَمام أَبيض عَلَى التَّشْبِيهِ بِهَذَا الْجِنْسِ مِنَ الكمأَة، وَاحِدَتُهُ فِقِّيعةٌ. والفَقَعُ: شِدَّةُ الْبَيَاضِ، وأَبيضُ فُقاعِيٌّ: خَالِصٌ مِنْهُ. والفاقِعُ: الخالِصُ الصفرةِ الناصِعُها. وَقَدْ فَقَعَ يَفْقَعُ ويَفْقُعُ فُقُوعاً إِذَا خَلَصَت صُفْرَتُهُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها

وأَصْفَرُ فاقِعٌ وفُقاعِيٌّ: شَدِيدُ الصُّفرة؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وأَحمرُ فاقِعٌ وفُقاعيٌّ: يخلِط حُمْرَتَه بَيَاضٌ، وَقِيلَ: هُوَ الْخَالِصُ الحُمْرة. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الأَحمر فُقاعِيّ، وَهُوَ الشَّدِيدُ الْحُمْرَةِ فِي حُمرته شَرَقٌ مِنْ إغْرابٍ؛ وأَنشد:

فُقاعِيّ، يَكادُ دَمُ الوَجْنَتَيْن

يُبادِرُ من وجْهِه الجِلدَهْ

(1). قوله [والفقيع] هو كسكيت كما في القاموس، وقال شارحه: نقله الصاغاني عن الجاحظ، وهو غلط من الصاغاني في الضبط والصواب فيع الفقيع كأمير.

ص: 255

قَالَ الأَزهريّ: وَجَعَلَهُ الْجَاحِظُ فَقِيعاً، وَهُوَ فِي نَوَادِرِ أَبي زَيْدٍ فُسِّرَ مِثلَ ذَلِكَ فَقاعٌ، وَقِيلَ: الفاقِعُ الخالصُ الصَّافِي مِنَ الأَلْوانِ أَيَّ لَوْنٍ كَانَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. وَيُقَالُ: أَصْفَرُ فاقِعٌ وأَبيضُ ناصِعٌ وأَحمر ناصِعٌ أَيضاً وأَحمر قانئٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ فِي الأَصفر الْفَاقِعِ:

سُدُمٌ قَدِيمٌ عَهْدُه بأَنِيسِه،

مِنْ بَيْنِ أَصفَرَ فاقِعٍ ودِفانِ «1»

وَقَالَ بُرْجُ بْنُ مُسْهِرٍ الطَّائِيُّ فِي الأَحمر الْفَاقِعِ:

تَراها فِي الإِناءِ لَها حُمَيَّا

كُمَيْتٌ، مِثْلَ مَا فَقِعَ الأَدِيم

والفَقْعُ: الضُّراطُ، وَقَدْ فَقَّعَ بِهِ. وَهُوَ يُفَقِّعُ بِمِفْقَعٍ إِذا كَانَ شَدِيدَ الضُّراطِ. وَفَقَعَ الحمارُ إِذا ضَرطَ. وإِنه لَفَقَّاعٌ أَي ضَرَّاطٌ. والتفْقِيعُ: التشَدُّقُ. يُقَالُ: قَدْ فَقَّعَ إِذا تَشدَّقَ وَجَاءَ بِكَلَامٍ لَا مَعْنَى لَهُ. والتفْقِيعُ: صوْتُ الأَصابع إِذا ضرَب بَعْضَهَا بِبَعْضٍ أَو فَرْقَعَها. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنه نَهى عَنِ التفْقِيعِ فِي الصَّلَاةِ.

يُقَالُ: فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِيعاً إِذا غَمَزَ مفاصِلَها فأَنْقَضَتْ، وَهِيَ الفَرْقَعةُ أَيضاً. والتفْقِيعُ أَيضاً: أَن تأْخذ ورَقةً مِنَ الْوَرْدِ فَتُدِيرُهَا ثُمَّ تَغْمِزُهَا بإِصبعك فَتُصَوِّتُ إِذا انْشَقَّتْ. وتَفْقِيعُ الوَردةِ: أَن تُضْرَبَ بِالْكَفِّ فَتُفَقِّعَ وتَسْمَعَ لَهَا صَوْتًا. والفَقاقِيعُ: هَناتٌ كأَمثالِ القَوارِيرِ الصِّغَارِ مُسْتَدِيرَةٌ تَتَفَقَّعُ عَلَى الْمَاءِ والشرابِ عِنْدَ المَزْجِ بِالْمَاءِ، وَاحِدَتُهَا فُقَّاعةٌ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَقاقِيعَ الْخَمْرِ إِذا مُزِجَتْ:

وطَفا فَوْقَها فَقاقِيعُ،

كالياقُوتِ، حُمْرٌ يُثِيرُها التصْفِيقُ

وَفِي حَدِيثِ

أُم سَلَمَةَ: وإِنْ تَفاقَعَتْ عيناكَ

أَي رَمِصَتا، وَقِيلَ ابيضَّتا، وَقِيلَ انشقَّتا. والفُقَّاعُ: شَراب يُتَّخَذُ مِنَ الشَّعِيرِ سُمِّيَ بِهِ لِمَا يَعْلُوهُ مِنَ الزَّبَدِ. والفَقَّاعُ: الخبيثُ. والفاقِعُ: الغلامُ الَّذِي قَدْ تحَرَّكَ وَقَدْ تَفَقَّعَ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

بَني مالِكٍ، إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ يَزَلْ

يَجُرُّ المَخازِي مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعا

والإِفْقاعُ: سوءُ الحالِ. وأَفْقَعَ: افْتَقَرَ. وفَقِيرٌ مُفْقِعٌ: مُدْقِعٌ فَقِيرٌ مَجْهُودٌ، وَهُوَ أَسْوأُ مَا يَكُونُ مِنَ الْحَالِ. وأَصابته فاقِعةٌ أَي داهِيةٌ. وفَواقِعُ الدَّهْرِ: بَوائِقُه. وَفِي حَدِيثِ

شُرَيْحٍ: وَعَلَيْهِمْ خِفافٌ لَهَا فُقْعٌ

أَي خَراطِيمُ. وَهُوَ خفٌّ مُفَقَّعٌ أَي مُخَرْطَمٌ.

فكع: الفَكْعُ: كالعَفْكِ سواءٌ، وسنذكره في مكانه.

فلع: فَلَعَ الشيءَ: شَقَّه. وفَلَعَ رأْسَه بِالسَّيْفِ وَالْحَجَرِ يَفْلَعُه فَلْعاً فانْفَلَعَ وتَفَلَّع: شَقَّه وشَدَخَه. وَقِيلَ: كُلُّ مَا تَشَقَّقَ فَقَدِ انْفَلَعَ وتَفَلَّعَ، وفَلَّعْتُه تَفْليعاً؛ قَالَ طُفَيْلٌ الْغَنَوِيُّ:

نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنا،

كَمَا شُقَّ بالمُوسى السَّنامُ المُفَلَّعُ

والفِلْعةُ: القِطْعةُ مِنَ السّنامِ، وَجَمْعُهَا فِلَعٌ. وفَلَعَ السَّنامَ بالسِّكِّينِ إِذا شقَّه. وتَفَلَّعَتِ البِطِّيخةُ إِذا انْشَقَّتْ. وتَفَلَّعَ العَقِبُ إِذا انشقَّ،

(1). قوله [سدم قديم] كذا بالأصل، والذي في الصحاح في غير موضع: سدماً قليلًا

ص: 256

وَهِيَ الفُلوعُ، الْوَاحِدُ فَلْعٌ وفِلْعٌ. قَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ فَلَخْتُه وقَفَخْتُه وسَلَعْتُه وفَلَعْتُه كُلَّ ذَلِكَ إِذا أَوضَحْته. وسيفٌ فَلُوعٌ ومِفْلَعٌ: قاطِعٌ، والفِلْعةُ القِطْعةُ. وَفِي السَّبِّ والفُحْشِ يُقَالُ للأَمة إِذا سُبَّتْ: قَبَّحَ اللهُ فِلْعَتَها قَالَ الأَزهري: يَعْنُونَ مَشَقَّ جهازِها أَو مَا تَشَقَّقَ مِنْ عَقِبها. وَيُقَالُ: رَمَاهُ اللَّهُ بفالِعةٍ أَي بداهِية، وَجَمْعُهَا الفَوالِعُ. وَقَالَ كُرَاعٌ: الفَلَعةُ الفَرْجُ، وَقَبَّحَ اللَّهُ فَلَعَتها كأَنه اسْمُ ذَلِكَ المكان منها.

فلدع: الفَلَنْدَعُ: المُلْتَوِي الرِّجْلِ؛ حكاه ابن جني.

فنع: الفَنَعُ: طِيبُ الرائحةِ. والفَنَعُ: نَفْحةُ المِسْكِ. ومِسْكٌ ذُو فَنَعٍ: ذَكِيُّ الرَّائِحَةِ؛ قَالَ سُوِيدُ بْنُ أَبي كَاهِلٍ:

وفُرُوع سابِغ أَطرافُها،

عَلَّلَتْها رِيحُ مِسْكٍ ذِي فَنَعْ

والفَنَعُ: نَشْرُ الثناءِ الحسَن. والفَنَع: زيادةُ المالِ وكَثْرَتُه. ومالٌ ذُو فَنَع وَذُو فَنَإٍ عَلَى الْبَدَلِ أَي كَثِيرٌ، والفَنَعُ أَعْرَفُ وأَكثر فِي كَلَامِهِمْ؛ وَفِي حَدِيثِ

مُعَاوِيَةَ أَنه قَالَ لِابْنِ أَبي مِحْجَنٍ الثَّقَفِيِّ: أَبُوكَ الَّذِي يَقُولُ:

إِذا مُتُّ فادْفِنِّي إِلى جَنْبِ كَرْمةٍ،

تُرَوِّي عِظامي فِي التُّرابِ عُرُوقُها

وَلَا تَدْفِنَنِّي فِي الفَلاةِ، فإِنَّني

أَخافُ، إِذا مَا متُّ، أَن لَا أَذوقها

فَقَالَ: أَبي الَّذِي يَقُولُ:

وَقَدْ أَجُودُ، وَمَا مَالِي بِذِي فَنَعٍ،

وأَكْتُمُ السِّرَّ فِيهِ ضَرْبةُ العُنُقِ

الفنَعُ: المالُ الْكَثِيرُ؛ وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ:

وَقَدْ أَكُرُّ وراءَ المُجْحِرِ الفَرِقِ

وَقَالَ: وَقَدْ رُوِيَ عَجْزُهُ عَلَى مَا قدَّمناه. والفَنَعُ: الكَرَمُ والعَطاء والجُود الْوَاسِعُ وَالْفَضْلُ الْكَثِيرُ؛ قَالَ الأَعشى:

وجَرَّبُوه، فَمَا زادَتْ تَجارِبُهُمْ

أَبا قُدامَة، إِلَّا الحَزْمَ والفَنَعا

وسَنِيعٌ فَنِيعٌ أَي كَثِيرٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. والفَنَعُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، عَنْهُ أَيضاً، وَكَذَلِكَ الفَنِيعُ والفَنِعُ. وَيُقَالُ: لَهُ فَنَعٌ فِي الْجُودِ؛ فأَما الِاسْتِشْهَادُ عَلَى ذَلِكَ بِقَوْلِ الزِّبْرِقَانِ البَهْدَليّ:

أَظِلَّ بَيْتِيَ أَمْ حَسْناءَ نَاعِمَةً

عَيَّرْتنِي، أَمْ عَطاءَ اللهِ ذَا الفَنَعِ

فإِنه لَمْ يَضَعِ الشَّاهِدَ مَوْضِعَهُ لأَن هَذَا الَّذِي أَنشده لَا يَدُلُّ عَلَى الْكَثِيرِ إِنما يَدُلُّ عَلَى الْكَثْرَةِ، وَهُوَ إِنما اسْتَشْهَدَ بِهِ عَلَى الْكَثِيرِ، وَيُقَالُ مِنْ ذَلِكَ فَنِعَ، بِالْكَسْرِ، يَفْنَعُ. وَفَرَسٌ ذُو فَنَعٍ فِي سَيْرِهِ أَي زيادةٍ.

فنقع: الأَزهري: مِنْ أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الْفَاءُ قَبْلَ الْقَافِ، قَالَ: والفِرْنِبُ مِثْلُهُ. والفُنْقُعةُ والقُنْفُعةُ جَمِيعًا: الاسْتُ؛ كلتاهما عن كراع.

فوع: فَوْعةُ النهارِ وَغَيْرِهِ: أَوّلُه، وَيُقَالُ ارْتِفَاعُهُ، وَيُقَالُ: أَتانا فُلَانٌ عِنْدَ فَوْعةِ الْعِشَاءِ يَعْنِي أَوّل الظُّلْمَةِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

احْبِسُوا صِبيانكم حَتَّى تَذْهَب فوْعةُ الْعِشَاءِ

أَي أَوّلُه كَفَوْرَتِه. وفَوْعةُ الطِّيبِ: مَا مَلأَ أَنفَك مِنْهُ، وَقِيلَ: هُوَ أَوّلُ مَا يَفُوحُ مِنْهُ. وَيُقَالُ: وجدْتُ فَوْعةَ الطِّيبِ وفَوْغَتَه، بِالْعَيْنِ

ص: 257