الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومَيْعةُ الحُضْرِ والشَّبابِ والسُّكْرِ والنهارِ وجرْي الفَرَسِ: أَوَّلُه وأَنْشَطُه، وَقِيلَ: مَيْعةُ كلِّ شَيْءٍ مُعْظَمُه. والمَيْعةُ: سَيَلانُ الشَّيْءِ المَصْبُوبِ. والمَيْعةُ والمائِعةُ: ضَرْبٌ مِنَ العِطْرِ. والمَيْعةُ: صَمْغٌ يَسِيلُ مِنْ شَجَرِ بِبِلَادِ الرُّومِ يُؤْخَذُ فَيُطْبَخُ، فَمَا صَفَا مِنْهُ فَهُوَ المَيْعةُ السائلةُ، وَمَا بَقِيَ مِنْهُ شِبْهَ الثَّجِير فَهُوَ المَيْعةُ اليابسةُ؛ قَالَ الأَزهري: وَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِهَذِهِ الهَنةِ مَيْعةٌ لسَيَلانِه؛ وَقَالَ رُؤْبَةُ:
والقَيْظُ يُغْشِيها لُعاباً مائِعا،
…
فَأْتَجَّ لَفَّافٌ بِهَا المَعامِعا
ائْتَجَّ: تَوَهَّجَ، واللَّفَّافُ: القَيْظُ يَلُفُّ الْحَرَّ أَيْ يَجْمَعُهُ، ومَعْمَعةُ الْحَرِّ: التِهابُه. وَيُقَالُ لناصِيةِ الفرَس إِذا طالَتْ وسالتْ: مَائِعَةٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِيٍّ:
يهَزْهِزُ غُصناً ذَا ذوائبَ مَائِعًا
أَراد بالغُصن الناصيةَ
فصل النون
نبع: نَبَعَ الماءُ ونبِعَ ونَبُعَ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، يَنْبِعُ وينْبَعُ ويَنْبُع؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، نَبْعاً ونُبُوعاً: تَفجَّر، وَقِيلَ: خَرَجَ مِنَ الْعَيْنِ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَتِ الْعَيْنُ يَنْبُوعاً؛ قَالَ الأَزهري: هُوَ يَفْعُولٌ مِنْ نَبَعَ الْمَاءِ إِذا جَرَى مِنْ الْعَيْنِ وَجَمْعُهُ يَنابِيعُ، وَبِنَاحِيَةِ الْحِجَازِ عَيْنُ مَاءٍ يُقَالُ لَهَا يَنْبُعُ تَسْقِي نَخِيلًا لآلِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رضي الله عنه؛ فأَمّا قَوْلُ عَنْتَرَةُ:
يَنْباعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرةٍ
…
زَيّافةٍ، مِثْلِ الفَنِيقِ المُقْرَمِ
فإِنما أَراد ينْبَع فأَشْبع فَتْحَةَ الْبَاءِ لِلضَّرُورَةِ فنشأَت بَعْدَهَا أَلف، فإِن سأَل سَائِلٌ فَقَالَ: إِذا كَانَ يَنْباعُ إِنما هُوَ إِشباع فَتْحَةِ بَاءِ يَنْبَعُ فَمَا تَقُولُ فِي يَنْبَاعُ هَذِهِ اللَّفْظَةِ إِذا سَمَّيْتَ بِهَا رَجُلًا أَتصرفه مَعْرِفَةً أَم لَا؟ فَالْجَوَابُ أَن سَبِيلَهُ أَن لَا يُصرف مَعْرِفَةً، وَذَلِكَ أَنه وإِن كَانَ أَصله يَنْبَعُ فَنُقِلَ إِلى يَنْباعُ فإِنه بَعْدَ النَّقْلِ قَدْ أَشبه مِثَالًا آخَرَ مِنَ الْفِعْلِ، وَهُوَ يَنْفَعِلُ مِثْلُ يَنْقادُ ويَنْحازُ، فَكَمَا أَنك لَوْ سَمَّيْتَ رَجُلًا يَنْقادُ أَو يَنْحازُ لَمَا صَرَفْتَهُ فَكَذَلِكَ يَنْبَاعُ، وإِن كَانَ قَدْ فُقِدَ لَفْظُ يَنْبَعُ وَهُوَ يَفْعَلُ فَقَدْ صَارَ إِلى يَنْبَاعُ الَّذِي هُوَ بِوَزْنِ يَنْحَازُ، فإِن قُلْتَ: إِنّ يَنْبَاعُ يَفْعالُ ويَنْحازُ يَنْفَعِلُ، وأَصله يَنْحَوِزُ، فَكَيْفَ يَجُوزُ أَن يُشَبِّهَ أَلف يَفْعالُ بِعَيْنِ يَنْفَعِلُ؟ فَالْجَوَابُ أَنه إِنما شَبَّهْنَاهُ بِهَا تَشْبِيهًا لَفْظِيًّا فَسَاغَ لَنَا ذَلِكَ وَلَمْ نُشَبِّهْهُ تَشْبِيهًا مَعْنَوِيًّا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا ذَلِكَ، عَلَى أَن الأَصمعي قَدْ ذَهَبَ فِي يَنْبَاعُ إِلى أَنه يَنْفَعِلُ، قَالَ: وَيُقَالُ انْباعَ الشجاعُ يَنباعُ انْبِيَاعًا إِذا تَحَرَّكَ مِنَ الصَّفِّ مَاضِيًا، فَهَذَا يَنْفَعِلُ لَا مَحَالَةَ لأَجل مَاضِيهِ وَمَصْدَرِهِ لأَن انْباعَ لَا يَكُونُ إِلا انْفَعَلَ، والانْبِياعُ لَا يَكُونُ إِلَّا انْفِعالًا؛ أَنشد الأَصمعي:
يُطْرِقُ حِلْماً وأَناةً مَعاً،
…
ثُمَّتَ يَنْباعُ انْبِياعَ الشُّجاع
ويَنْبُوعُه: مُفَجَّرُه. والينْبُوعُ: الجَدْوَلُ الْكَثِيرُ الْمَاءِ، وَكَذَلِكَ الْعَيْنُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً
، وَالْجَمْعُ اليَنابِيعُ؛ وَقَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
ذَكَرَ الوُرُود بِهَا، وَسَاقَى أَمرُه
…
سَوْماً، وأَقْبَل حَيْنُه يَتَنَبَّعُ
والنَّبْعُ: شَجَرٌ، زَادَ الأَزهريّ: مِنْ أَشجار الجبالِ تُتَّخَذُ مِنْهُ القِسِيُّ. وَفِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ النَّبْعِ، قِيلَ:
كَانَ شَجَرًا يَطُولُ ويَعْلُو فدَعا النبي، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَا أَطالَك اللهُ مِنْ عُودٍ فَلَمْ يَطُلْ بَعْدُ
؛ قَالَ الشَّمَّاخُ:
كأَنَّها، وَقَدْ بَراها الإِخْماسْ
…
ودَلَجُ الليْلِ وهادٍ قَيّاسْ،
شَرائِجُ النَّبْعِ بَراها القَوّاسْ
قَالَ: وَرُبَّمَا اقْتُدِحَ بِهِ، الْوَاحِدَةُ نَبْعة؛ قَالَ الأَعشى:
وَلَوْ رُمْت فِي ظُلْمةٍ قادِحاً
…
حَصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَيْت نَارَا
يَعْنِي أَنه مُؤَتًّى لَهُ حَتَّى لَوْ قَدَحَ حصاةً بنَبْعٍ لأَوْرَى لَهُ، وَذَلِكَ مَا لَا يتأَتّى لأَحد، وَجَعَلَ النبْعَ مَثَلًا فِي قِلّة النَّارِ؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ؛ وَقَالَ مَرَّةً: النبْعُ شَجَرٌ أَصفرُ العُود رَزِينُه ثقيلُه فِي الْيَدِ وإِذا تَقَادَمَ احْمَرَّ، قَالَ: وَكُلُّ القِسِيِّ إِذا ضُمَّت إِلى قَوْسِ النبْعِ كَرَمَتْها قوْسُ النبعِ لأَنها أَجمع القِسِيِّ للأَرْزِ واللِّين، يَعْنِي بالأَرْزِ الشدّةَ، قَالَ: وَلَا يَكُونُ الْعُودُ كَرِيمًا حَتَّى يَكُونَ كَذَلِكَ، وَمِنْ أَغصانه تُتَّخَذُ السِّهامُ؛ قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ:
وأَصْفَر مِنْ قِداحِ النبْعِ فرْع،
…
بِهِ عَلَمانِ مِنْ عَقَبٍ وضَرْسِ
يَقُولُ: إِنه بُرِيَ مِنْ فرْعِ الغُصْنِ لَيْسَ بِفِلْقٍ. الْمُبَرِّدُ: النبْعُ والشَّوْحَطُ والشَّرْيانُ شَجَرَةٌ وَاحِدَةٌ وَلَكِنَّهَا تَخْتَلِفُ أَسماؤها لِاخْتِلَافِ منابِتها وَتُكْرَمُ عَلَى ذَلِكَ، فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي قُلّةِ الجبَلِ فَهُوَ النبْعُ، وَمَا كَانَ فِي سَفْحه فَهُوَ الشَّرْيان، وَمَا كَانَ فِي الحَضِيضِ فَهُوَ الشَّوْحَطُ، وَالنَّبْعُ لَا نَارَ فِيهِ وَلِذَلِكَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فَيُقَالُ: لَوِ اقْتَدَحَ فُلَانٌ بالنبْعِ لأَوْرَى نَارًا إِذا وُصِفَ بجَوْدةِ الرأْي والحِذْق بالأُمور؛ وَقَالَ الشَّاعِرُ يُفَضِّلُ قَوْسَ النَّبْعِ عَلَى قَوْسِ الشَّوْحَطِ وَالشِّرْيَانِ:
وكيفَ تَخافُ القومَ، أُمُّكَ هابِلٌ،
…
وعِنْدَكَ قوْسٌ فارِجٌ وجَفِيرُ
مِنَ النبْعِ لَا شَرْيانةٌ مُسْتَحِيلةٌ،
…
وَلَا شَوْحَطٌ عِنْدَ اللِّقاءِ غَرُورُ
والنَّبَّاعةُ: الرّمّاعةُ مِنْ رأْسِ الصبيِّ قَبْلَ أَن تَشْتَدَّ، فإِذا اشْتَدَّت فَهِيَ اليافُوخُ. ويَنْبُع: مَوْضِعٌ بَيْنَ مكةَ والمدينةِ؛ قَالَ كثيِّر:
ومَرَّ فأَرْوَى يَنْبُعاً فجُنُوبَه،
…
وَقَدْ جِيدَ مِنْهُ جَيْدَةٌ فَعَباثِرُ
ونُبايِعُ: اسْمُ مكانٍ أَو جَبل أَوْ وادٍ فِي بِلَادِ هُذَيْلٍ؛ ذَكَرَهُ أَبو ذُؤَيْبٍ فَقَالَ:
وكأَنَّها بالجِزْعِ جِزْعِ نُبايِعٍ،
…
وأُولاتِ ذِي العَرْجاءِ، نَهْبٌ مُجْمَعُ
وَيُجْمَعُ عَلَى نُبايِعاتٍ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى الْمُفَضَّلُ فِيهِ الْيَاءَ قَبْلَ النُّونِ، وَرَوَى غَيْرُهُ نُبايِع كَمَا ذَهَبَ إِليه ابْنُ الْقَطَّاعِ. ويُنابِعا مَضْمُومُ الأَوّل مَقْصُورٌ: مكانٌ، فإِذا فُتِحَ أَوّله مُدّ، هَذَا قَوْلُ كُرَاعٍ، وَحَكَى غَيْرُهُ فِيهِ الْمَدَّ مَعَ الضَّمِّ. ونَبايِعات: اسْمُ مَكَانٍ. ويُنابِعات أَيضاً، بِضَمِّ أَوَّله، قَالَ أَبو بَكْرٍ: وَهُوَ مِثَالٌ لَمْ يَذْكُرْهُ سِيبَوَيْهِ، وأَما ابْنُ جِنِّي فَجَعَلَهُ رُبَاعِيًّا، وَقَالَ: مَا أَظرَفَ بأَبي بَكْرٍ أَنْ أَوْرَدَه عَلَى أَنه أَحد الْفَوَائِتِ، أَلا يَعْلَمُ أَن سِيبَوَيْهِ قَالَ: وَيَكُونُ عَلَى يَفاعِلَ نَحْوُ اليَحامِدِ واليَرامِعِ؟ فأَما إِلْحاق عَلَمِ التأْنيث وَالْجَمْعِ بِهِ فزائِدٌ عَلَى الْمِثَالِ غَيْرُ مُحْتَسَبٍ بِهِ، وإِن
رَوَاهُ راوٍ نُبايِعات فنُبايِعُ نُفاعِلُ كنُضارِبُ ونُقاتِلُ، نُقِلَ وجُمِعَ وَكَذَلِكَ يُنابِعاوات. ونَوابِعُ الْبَعِيرِ: المواضعُ الَّتِي يَسِيلُ مِنْهَا عَرَقُه. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنَّبِيعُ أَيضاً العَرَقُ؛ قَالَ الْمِرَارُ:
تَرى بِلِحَى جَماجِمها نَبِيعا
وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ عَنْ الأَصمعي قَالَ: يُقَالُ قَدِ انْباعَ فُلَانٌ عَلَيْنَا بِالْكَلَامِ أَي انْبَعَثَ. وَفِي الْمَثَلِ: مُخْرَنْبِقٌ ليَنباعَ أَي ساكِتٌ ليَنْبَعِثَ ومُطْرِقٌ ليَنْثالَ. قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: انْباعَ حَقُّهُ أَن يَذْكُرَهُ فِي فَصْلِ بوعَ لأَنه انْفَعَلَ مِنْ باعَ الفرسُ يَبُوعُ إِذا انْبَسَطَ فِي جَرْيِه، وَقَدْ ذَكَرْنَاهُ نَحْنُ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ تَرْجَمَةِ بَوَعَ. والنَّبَّاعةُ: الاسْتُ، يُقَالُ: كَذَبَتْ نَبّاعَتُك إِذا رَدَمَ، وَيُقَالُ بالغين المعجمة أَيضاً.
نتع: نَتَعَ العَرَقُ يَنْتُعُ نَتْعاً ونُتُوعاً: كَنَبَعَ إِلا أَن نَتَعَ فِي العرَق أَحسنُ، ونَتَعَ الدَّمُ مِنَ الجُرْحِ والماءُ مِنَ الْعَيْنِ أَو الْحَجَرِ يَنْتِعُ ويَنْتُعُ: خَرَجَ قَلِيلًا قَلِيلًا. ابْنُ الأَعرابي: أَنْتَع الرَّجُلُ إِذا عَرِقَ عرَقاً كَثِيرًا. وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ فِي المُتَلاحِمةِ مِنَ الشِّجاجِ: وَهِيَ الَّتِي تَشُقُّ الْجِلْدَ فَتُزِلْهُ فيَنْتُعُ اللحمُ وَلَا يَكُونُ للمِسْبارِ فِيهِ طَرِيقٌ، قَالَ: والنَّتْعُ أَن لَا يَكُونَ دُونَهُ شَيْءٌ مِنَ الْجِلْدِ يُوارِيه وَلَا وَراءه عَظْمٌ يَخْرُجُ قَدْ حَالَ دُونَ ذَلِكَ العظمِ فَتِلْكَ المُتَلاحِمةُ.
نثع: ابْنُ الأَعرابي: أَنْثَعَ الرجلُ إِذا قَاءَ، وأَنْثَعَ إِذا خَرَجَ الدمُ مِنْ أَنفه غَالِبًا لَهُ. أَبو زَيْدٍ: أَنْثَعَ القَيْءُ مِنْ فِيهِ إِنْثاعاً، وَكَذَلِكَ الدَّمُ مِنَ الأَنف. وأَنْثَعَ القيءُ وَالدَّمُ: تَبِعَ بعضُه بَعْضًا.
نجع: النُّجْعةُ عِنْدَ الْعَرَبِ: المَذْهَبُ فِي طلَبِ الكلإِ فِي مَوْضِعِهِ. والبادِيةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عِنْدَ هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَناءِ مَاءُ السَّمَاءِ فِي الغُدْرانِ، فَلَا يَزَالُونَ حَاضِرَةً يَشْرَبُونَ الْمَاءَ العِدَّ حَتَّى يَقَعَ ربِيعٌ بالأَرض، خَرَفِيّاً كَانَ أَو شَتِيّاً، فإِذا وَقَعَ الرَّبِيعُ تَوَزَّعَتْهُمُ النُّجَعُ وَتَتَبَّعُوا مَساقِطَ الْغَيْثِ يَرْعَوْنَ الكَلأَ والعُشْبَ، إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، وَيَشْرَبُونَ الكَرَعَ، وَهُوَ ماءُ السماءِ، فَلَا يَزَالُونَ فِي النُّجَعِ إِلى أَن يَهيجَ العُشْبُ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ وتَنِشَّ الغُدْرانُ، فَيَرْجِعون إِلى مَحاضِرهم عَلَى أَعدادِ الْمِيَاهِ. والنُّجْعةُ: طَلَبُ الكَلإِ والعُرْفِ، وَيُسْتَعَارُ فِيمَا سِوَاهُمَا فَيُقَالُ: فُلَانٌ نُجْعَتِي أَي أَمَلي عَلَى الْمِثَالِ. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: ليْسَتْ بدارِ نُجْعةٍ.
والمُنْتَجَعُ: المَنْزِلُ فِي طَلب الكلإِ، والمَحْضَرُ: المَرْجِعُ إِلى الْمِيَاهِ. وَهَؤُلَاءِ قَوْمٌ ناجِعةٌ ومُنْتَجِعُون، ونَجَعُوا الأَرض يَنْجَعُونها وانْتَجَعُوها. وَفِي حَدِيثِ
بُدَيْلٍ: هَذِهِ هَوازِنُ تَنَجَّعَت أَرضنا
؛ التَّنَجُّعُ والانْتِجاعُ والنُّجْعة: طَلبُ الكلإِ ومَساقِطِ الغَيْثِ. وَفِي الْمَثَلِ: مَن أَجدَبَ انْتَجَعَ. وَيُقَالُ: انْتَجَعْنا أَرضاً نَطْلُبُ الرِّيف، وانْتَجَعْنا فُلَانًا إِذا أَتيناه نطلُبُ مَعْرُوفه؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
فقلتُ لصَيْدَحَ: انْتَجِعِي بِلالا
وَيُقَالُ للمُنْتَجَعِ مَنْجَعٌ، وَجَمْعُهُ مناجِعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ ابْنُ أَحمر:
كانَتْ مَناجِعَها الدَّهْنا وجانِبُها،
…
والقُفّ مِمَّا تَراه فِرْقةً دَرَرا «2» .
(2). قوله [فرقة] كذا بالأصل مضبوطاً، والذي تقدم في مادة درر: فوقه
وَكَذَلِكَ نَجَعَتِ الإِبلُ والغَنَمُ المَرْتَعَ وانْتَجَعَتْه؛ قَالَ:
أَعْطاكَ يَا زَيْدُ الَّذِي أَعْطَى النّعَمْ
…
بَوائِكاً لَمْ تَنْتَجِعْ مِنَ الغَنَمْ «1»
وَاسْتَعْمَلَ عُبَيْدٌ الانْتِجاعَ فِي الْحَرْبِ لأَنهم إِنما يَذْهَبُونَ فِي ذَلِكَ إِلى الإِغارة وَالنَّهْبِ فَقَالَ:
فانْتَجَعْنَ الحَرِثَ الأَعْرَجَ فِي
…
جَحْفَلٍ، كالليْلِ، خَطَّارِ العَوالي
ونَجع الطعامُ فِي الإِنسان يَنْجَعُ نُجوعاً: هَنأَ آكِلَه أَو تَبَيَّنَتْ تَنْمِيَتُه واسْتَمْرأَه وصَلَح عَلَيْهِ. ونَجع فِيهِ الدّواءُ وأَنْجَعَ إِذا عَمِلَ، وَيُقَالُ: أَنْجَعَ إِذا نفَع. ونجَع فِيهِ القولُ والخِطابُ والوَعْظُ: عَمِلَ فِيهِ وَدَخَلَ وأَثَّرَ. ونجَع فِيهِ الدواءُ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ ونَجَّعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، ونجَع فِي الدَّابَّةِ العلَفُ، وَلَا يُقَالُ أَنْجَعَ. والنَّجُوعُ: المَدِيدُ. ونَجَعَه: سَقَاهُ النَّجُوعَ وَهُوَ أَن يَسْقِيَه الْمَاءُ بالبِزْرِ أَو بالسِّمْسِمِ، وَقَدْ نَجَعْتُ الْبَعِيرَ. وَتَقُولُ: هَذَا طَعَامٌ يُنْجَعُ عَنْهُ ويُنْجَعُ بِهِ ويُسْتَنْجَعُ بِهِ ويُسْتَرْجَعُ عَنْهُ، وَذَلِكَ إِذا نفَع واسْتُمْرِئَ فيُسْمَنُ عَنْهُ، وَكَذَلِكَ الرِّعْيُ، وَهُوَ طَعَامٌ ناجِعٌ ومُنْجِعٌ وغائِرٌ. وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ: مَرِيءٌ، وَمَاءٌ نَجِيعٌ كَمَا يُقَالُ نَمِيرٌ. وأَنْجَعَ الرجلُ إِذا أَفْلَح. والنَّجِيعُ: الدمُ، وَقِيلَ: هُوَ دَمُ الجَوفِ خاصَّة، وَقِيلَ: هُوَ الطَّرِيُّ مِنْهُ، وَقِيلَ: مَا كَانَ إِلى السَّوَادِ، وَقَالَ يَعْقُوبُ: هُوَ الدمُ المَصْبُوب؛ وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ:
عالينَ رَقْماً فاخِراً لوْنُه،
…
مِنْ عَبْقَريٍّ كَنَجِيعِ الذَّبيح
ونَجُوعُ الصَّبِيِّ: هُوَ اللَّبَنُ. ونُجِعَ الصَّبِيُّ بِلَبَنِ الشَّاةِ إِذا غُذِيَ بِهِ وسُقِيَه؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ
أُبيّ: وَسُئِلَ عَنِ النَّبِيذِ فَقَالَ: عَلَيْكَ بِاللَّبَنِ الَّذِي نُجِعْتَ بِهِ
أَي سُقِيتَه فِي الصِّغَرِ وغُذِّيت بِهِ. والنَّجِيعُ: خَبَطٌ يُضْرَبُ بِالدَّقِيقِ وَبِالْمَاءِ يُوجَرُ الجَمل. وَفِي حَدِيثِ
عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ: دَخَلَ عَلَيْهِ المِقْدادُ بالسُّقْيا وَهُوَ يَنْجَع بَكَراتٍ لَهُ دَقِيقًا وخَبَطاً
أَي يَعْلِفُها، يُقَالُ: نَجَعْتُ الإِبل أَي عَلفْتها النَّجُوعَ والنَّجِيعَ، وَهُوَ أَن يُخْلَطَ العلَفُ مِنَ الخبَط وَالدَّقِيقِ بِالْمَاءِ ثُمَّ تسقاه الإِبلُ.
نخع: النِّخاعُ والنُّخاعُ والنَّخاعُ: عِرْقٌ أَبيض فِي دَاخِلِ الْعُنُقِ يَنْقَادُ فِي فَقارِ الصُّلْبِ حَتَّى يَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ، وَهُوَ يَسْقِي العِظامَ؛ قال ربيعة ابن مَقرُومٍ الضَّبِّيّ:
لَهُ بُرةٌ إِذا مَا لَجَّ عاجَتْ
…
أَخادِعُه، فَلانَ لَها النّخاعُ
ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: قَطَعَ نخاعَها. والمَنْخَعُ: مَوْضِعُ قَطْعِ النّخاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَلا لَا تَنْخَعُوا الذَّبِيحةَ حَتَّى تَجِبَ
أَي لَا تَقْطَعُوا رَقَبَتَهَا وتَفْصِلُوها قَبْلَ أَن تَسْكُنَ حَرَكَتُهَا. والنخْعُ لِلذَّبِيحَةِ: أَن يَعْجَلَ الذابحُ فَيَبْلُغَ القَطْعُ إِلى النّخاعِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: النُّخَاعُ خيْطٌ أَبيض يَكُونُ دَاخِلَ عَظْمِ الرَّقَبَةِ وَيَكُونُ مُمْتَدًّا إِلى الصُّلْبِ، وَيُقَالُ لَهُ خَيْطُ الرَّقَبَةِ. وَيُقَالُ: النُّخَاعُ خَيْطُ الفَقارِ المتصل بالدماغ.
(1). قوله [أعطاك إلخ] كذا بالأصل هنا وسيأتي إنشاده في مادة بوك: أَعْطَاكَ يَا زَيْدُ الَّذِي يُعْطِي النِّعَمْ مِنْ غَيْرِ مَا تَمَنُّنٍ وَلَا عَدَمْ بَوَائِكًا لَمْ تَنْتَجِعْ مَعَ الغنم
والمَنْخَعُ: مَفْصِلُ الفَهْقة بَيْنَ العُنق والرأْس مِنْ بَاطِنٍ. يُقَالُ: ذَبَحَهُ فنَخَعَه نَخْعاً أَي جَاوَزَ مُنْتَهَى الذبْح إِلى النُّخَاعِ. يُقَالُ: دَابَّةٌ مَنْخُوعةٌ. والنخْعُ: القتلُ الشديدُ مُشْتَقٌّ مِنْ قَطْعِ النُّخَاعِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
إِنّ أَنْخَعَ الأَسماء عِنْدَ اللَّهِ أَن يَتَسَمَّى الرجلُ بِاسْمِ مَلِك الأَمْلاكِ
أَي أَقْتَلَها لِصَاحِبِهِ وأَهْلَكَها لَهُ. قَالَ ابْنُ الأَثير: والنخْع أَشدُّ الْقَتْلِ، وَفِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ:
إِنّ أَخْنَعَ
، وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، أَي أَذلّ. والناخعُ: الَّذِي قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً، وَقِيلَ: هُوَ المُبِين للأُمور. ونَخَع الشاةَ نَخْعاً: ذَبَحَهَا حَتَّى جَاوَزَ المَذْبَحَ مِنْ ذَلِكَ؛ كِلَاهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعرابي. وتَنَخَّعَ السحابُ إِذا قاءَ مَا فِيهِ مِنَ الْمَطَرِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
وحالِكةِ اللَّيالي مِنْ جُمادَى،
…
تَنَخَّعَ فِي جَواشِنِها السَّحابُ
والنُّخاعةُ، بِالضَّمِّ: مَا تَفَلَه الإِنسان كالنُّخامةِ. وتَنَخَّع الرجلُ: رمَى بنُخاعتِه. وَفِي الْحَدِيثِ:
النُّخاعةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئةٌ
، قَالَ: هِيَ البَزْقةُ الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ أَصل الْفَمِ مِمَّا يَلِي أَصل النّخاعِ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَلَمْ يَجْعَلْ أَحد النُّخاعة بِمَنْزِلَةِ النُّخَامَةِ إِلا بَعْضَ الْبَصْرِيِّينَ، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. ونخَع بحَقِّي يَنْخَعُ نُخُوعاً ونَخِعَ: أَقَرَّ، وكذلك بَخَعَ، بالياء أَيضاً، أَي أَذْعَنَ. وانْتَخَعَ فُلَانٌ عَنْ أَرضه: بَعُدَ عَنْهَا. والنَّخَعُ: قَبِيلَةٌ مِنَ الأَزْد، وَقِيلَ: النَّخَعُ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ رهْطُ إِبراهيم النَّخَعِيّ. ونَخَعْتُه النصِيحةَ والوِدّ أَخْلَصْتُهما. ويَنْخَع: موضعٌ.
ندع: ابْنُ الأَعرابي: أَنْدَعَ الرجلُ إِذا تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ والأَنْذالِ، قال: وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طريقةَ الصالحينَ.
نزع: نَزَعَ الشيءَ يَنْزِعُه نَزْعاً، فَهُوَ مَنْزُوعٌ ونزِيعٌ، وانْتَزَعَه فانْتَزعَ: اقْتَلَعَه فاقْتَلَعَ، وَفَرَّقَ سِيبَوَيْهِ بَيْنَ نَزَعَ وانْتَزَعَ فَقَالَ: انْتَزَعَ اسْتَلَبَ، ونزَع: حَوَّلَ الشَّيْءَ عَنْ مَوْضِعِهِ وإِن كَانَ عَلَى نَحْوِ الاسْتِلاب. وانْتَزَعَ الرمحَ: اقْتَلَعَه ثُمَّ حَمل. وانتزَع الشيءُ: انقلَع. ونزَع الأَمِيرُ العامِلَ عَنْ عَمَلِهِ: أَزالَه، وَهُوَ عَلَى المثَل لأَنه إِذا أَزالَه فَقَدِ اقْتَلَعَه وأَزالَه. وَقَوْلُهُمْ فُلَانٌ فِي النزْعِ أَي فِي قَلْعِ الحياةِ. يُقَالُ: فُلَانٌ يَنْزِعُ نَزْعاً إِذا كَانَ فِي السِّياقِ عِنْدَ الموْتِ، وَكَذَلِكَ هُوَ يَسُوقُ سَوْقاً، وَقَوْلَهُ تَعَالَى: وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً
؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: تَنْزِعُ الأَنْفُس مِنْ صدورِ الكفَّارِ كَمَا يُغْرِقُ النازِعُ فِي القوْسِ إِذا جَذَبَ الوَتَرَ، وَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ: يَعْنِي بِهِ الملائكةَ تَنْزِعُ رُوحَ الْكَافِرِ وتَنْشِطُه فيَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَمرُ خروجِ رُوحِه، وَقِيلَ: النَّازِعاتِ غَرْقاً
القِسِيُّ، وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً الأَوْهاقُ، وَقِيلَ: النازعاتُ والناشطاتُ النجومُ تَنْزِعُ مِنْ مَكَانٍ إِلى مَكَانٍ وتَنْشِطُ. والمِنْزَعةُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ نَحْوَ المِلْعَقةِ تَكُونُ مَعَ مُشْتارِ العَسلِ يَنْزِعُ بِهَا النحْلَ اللَّواصِقَ بالشهْدِ، وَتُسَمَّى المِحْبَضَ. ونزَع عَنِ الصَّبِيِّ والأَمر يَنْزِعُ نُزُوعاً: كَفَّ وانْتَهَى، وَرُبَّمَا قَالُوا نَزْعاً. ونازَعَتْنِي نَفْسِي إِلى هَواها نِزاعاً: غالَبَتْنِي. ونَزَعْتُها أَنا: غَلَبْتُها. وَيُقَالُ للإِنسان إِذا هَوِيَ شَيْئًا ونازَعَتْه نفسُه إِليه: هُوَ يَنْزِعُ إِليه نِزاعاً. ونزَع الدلْوَ مِنَ الْبِئْرِ يَنْزِعُها نزْعاً ونزَع بِهَا، كِلَاهُمَا: جَذَبَها بِغَيْرِ قَامَةٍ
وأَخرجها؛ أَنشد ثَعْلَبٌ:
قَدْ أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّى بالمَرَسْ،
…
تُوزِغُ مِنْ مَلْءٍ كَإِيزاغِ الفَرَسْ
تَقَطِّيها: خروجُها قَلِيلًا قَلِيلًا بِغَيْرِ قَامَةٍ، وأَصل النَّزْعِ الجَذْبُ والقَلْعُ، وَمِنْهُ نَزْعُ الميتِ رُوحه. ونزَع القوْسَ إِذا جذَبَها. وبئرٌ نَزُوعٌ ونَزِيعٌ: قَرِيبَةُ القَعْرِ تُنْزَعُ دِلاؤُها بالأَيْدِي نَزْعاً لِقُرْبِهَا، ونَزوعٌ هُنَا لِلْمَفْعُولِ مِثْلَ رَكُوبٍ، وَالْجَمْعُ نِزاعٌ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: رأَيْتُنِي أَنْزِعُ عَلَى قلِيبٍ
؛ مَعْنَاهُ رأَيْتُنِي فِي المنامِ أَستَقِي بيدِي مِنْ قَلِيبٍ، يُقَالُ: نزَع بِيَدِهِ إِذا اسْتَقَى بدَلْوٍ عُلِّقَ فِيهَا الرِّشاءُ. وجَمل نَزُوعٌ: يُنْزَعُ عَلَيْهِ الماءُ مِنَ الْبِئْرِ وَحْدَهُ. والمَنْزَعةُ: رأْسُ الْبِئْرِ الَّذِي يُنْزَعُ عَلَيْهِ؛ قَالَ:
يَا عَيْنُ بَكّي عَامِرًا يومَ النَّهَلْ،
…
عِنْدَ العشاءِ والرِّشاءِ والعَمَلْ،
قامَ عَلَى مَنْزَعةٍ زَلْجٍ فَزَلْ
وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: هِيَ صخرةٌ تَكُونَ عَلَى رأْسِ الْبِئْرِ يَقُومُ عَلَيْهَا السَّاقِي، والعُقابانِ مِنْ جَنْبَتَيْها تُعَضِّدانِها، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى القِبيلةَ. وَفُلَانٌ قَرِيبُ المَنْزَعةِ أَي قَرِيبُ الهِمّةِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: وانْتِزاعُ النّيّةِ بُعْدُها؛ وَمِنْهُ نَزَعَ الإِنسانُ إِلى أَهله والبعيرُ إِلى وطَنِه يَنْزِعُ نِزاعاً ونُزُوعاً: حَنَّ واشتاقَ، وَهُوَ نَزُوعٌ، وَالْجَمْعُ نُزُعٌ، وَنَاقَةٌ نازِعٌ إِلى وطنِها بِغَيْرِ هَاءٍ، وَالْجَمْعُ نَوازِعُ، وَهِيَ النّزائِعُ، وَاحِدَتُهَا نَزِيعةٌ. وجَمل نازِعٌ ونَزُوعٌ ونَزِيعٌ؛ قَالَ جَمِيلٌ:
فقلتُ لَهُمْ: لَا تَعْذِلُونِيَ وانْظُرُوا
…
إِلى النازِعِ المَقْصُورِ كيفَ يَكُونُ؟
وأَنْزَعَ القومُ فَهُمْ مُنْزِعُون: نَزَعَتْ إِبلهم إِلى أَوطانِها؛ قَالَ:
فَقَدْ أَهافُوا زَعَمُوا وأَنْزَعُوا
أَهافُوا: عَطِشَتْ إِبلهم والنَّزِيعُ والنازعُ: الْغَرِيبُ، وَهُوَ أَيضاً الْبَعِيدُ. والنَّزِيعُ: الَّذِي أُمُّه سَبيَّةٌ؛ قَالَ المرّارُ:
عَقَلْت نِساءَهُم فِينا حدِيثاً،
…
ضَنِينَ المالِ، والوَلَدَ النَّزِيعا
ونُزّاعُ القَبائِلِ: غُرَباؤُهم الَّذِينَ يُجاوِرُون قَبائِلَ لَيْسُوا مِنْهُمُ، الْوَاحِدُ نَزِيعٌ ونازعٌ. والنَّزائِعُ والنُّزّاعُ: الغُرَباءُ، وَفِي الْحَدِيثِ:
طُوبَى للغُرَباء قِيلَ: مَنْ هُم يَا رسولَ اللهِ؟ قَالَ: النُّزّاعُ مِنَ القبائِلِ
؛ هُوَ الَّذِي نزَع عَنْ أَهله وعشِيرَتِه أَي بَعُدَ وغابَ، وَقِيلَ: لأَنه نزَع إِلى وَطَنِهِ أَي يَنْجَذِبُ ويميلُ، وَالْمُرَادُ الأَوّل أَي طُوبَى لِلْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ هجَروا أَوطانَهم فِي اللَّهِ تَعَالَى. ونزَع إِلى عِرْقٍ كَرِيمٍ أَو لُؤْم يَنْزِعُ نُزُوعاً ونزَعَت بِهِ أَعراقُه ونَزَعَتْه ونَزَعها ونزَع إِليها، قَالَ: ونزَع شَبَهَه عِرْقٌ، وَفِي حَدِيثِ القَذْفِ:
إِنما هُوَ عِرْقٌ نزَعَه.
والنَّزِيعُ: الشريفُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِي نزَع إِلى عِرْق كَرِيمٍ، وَكَذَلِكَ فرَس نَزِيعٌ. ونزَع فُلَانٌ إِلى أَبيه يَنْزِعُ فِي الشَّبَه أَي ذهَب إِليه وأَشْبهه. وَفِي الْحَدِيثِ:
لَقَدْ نَزَعْتَ بمثْلِ مَا فِي التوراةِ
أَي جئتَ بِمَا يُشْبهها. والنَّزائِعُ مِنَ الْخَيْلِ: الَّتِي نَزَعَتْ إِلى أَعْراقٍ، وَاحِدَتُهَا نَزِيعةٌ، وَقِيلَ: النَّزائِعُ مِنَ الإِبل وَالْخَيْلِ الَّتِي انْتُزِعَت مِنْ أَيْدِي الغُرباء، وَفِي التَّهْذِيبِ: مِنْ أَيدي قَوْمٍ آخَرِين، وجُلِبَتْ إِلى غَيْرِ بِلَادِهَا،
وَقِيلَ: هِيَ المُنْتَقَذةُ مِنْ أَيديهم، وَهِيَ مِنَ النِّسَاءِ الَّتِي تُزَوَّجُ فِي غَيْرِ عَشِيرَتِهَا فَتُنْقَلُ، وَالْوَاحِدَةُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ نَزِيعةٌ. وَفِي حَدِيثِ
ظَبْيَانَ: أَن قَبائِلَ مِنَ الأَزْد نَتَّجُوا فِيهَا النَّزائِعَ
أَي الإِبل الغرائبَ انْتَزَعُوها مِنْ أَيدي النَّاسِ. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: قَالَ لآلِ السَّائِبِ: قَدْ أَضْوَيْتُم فانكِحوا فِي النَّزائِعِ
أَي فِي النِّسَاءِ الغرائبِ مِنْ عَشِيرَتِكُمْ. وَيُقَالُ: هَذِهِ الأَرض تُنازِعُ أَرضَ كَذَا أَي تَتَّصِلُ بِهَا؛ وَقَالَ ذُو الرُّمَّةِ:
لَقًى بَيْنَ أَجْمادٍ وجَرْعاء نازَعَتْ
…
حِبالًا، بِهِنَّ الجازِئاتُ الأَوابِدُ
والمَنْزَعةُ: القوْسُ الفَجْواءُ. ونَزَع فِي القوْسِ يَنْزِعُ نَزْعاً: مَدَّ بالوتَر، وَقِيلَ: جذَبَ الْوَتَرَ بِالسَّهْمِ: والنّزَعةُ: الرُّماةُ، واحدُهم نازِعٌ. وَفِي مثلٍ: عادَ السهمُ إِلى النَّزَعةِ أَي رَجَعَ الْحَقُّ إِلى أَهله وقامَ بإِصْلاحِ الأَمرِ أَهلُ الأَناةِ، وَهُوَ جَمْعُ نازِعٍ. وَفِي التَّهْذِيبِ: وَفِي الْمَثَلِ عادَ الرَّمْيُ عَلَى النَّزَعةِ؛ يُضْرَبُ مَثَلًا لِلَّذِي يَحِيقُ بِهِ مَكْرُه. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ: لَنْ تَخُورَ قُوىً مَا دامَ صاحِبُها يَنْزِعُ ويَنْزُو
أَي يَجْذِبُ قوْسَه ويَثِبُ عَلَى فَرَسِهِ. وانْتَزَعَ للصيْدِ سَهْماً: رَمَاهُ بِهِ، واسمُ السهْمِ المِنْزَعُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:
فَرَمَى ليُنْفِذَ فُرَّهاً، فَهَوَى لَهُ
…
سَهْمٌ، فأَنْقَذَ طُرَّتَيْه المِنْزَعُ
فُرَّهاً جَمْعُ فَارِهٍ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنشد الْجَوْهَرِيُّ عَجُزَ هَذَا الْبَيْتِ: ورَمَى فأَنفَذَ، وَالصَّوَابُ مَا ذَكَرْنَاهُ. والمِنْزَعُ أَيضاً: السَّهْمُ الَّذِي يُرْمَى بِهِ أَبْعَدَ مَا يُقْدَرُ عَلَيْهِ لتُقَدَّر بِهِ الغَلْوةُ؛ قَالَ الأَعشى:
فهْو كالمِنْزَعِ المَرِيشِ من الشَّوْحَطِ،
…
غالَتْ بِهِ يَمِينُ المُغالي
وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: المِنْزَعُ حَدِيدَةٌ لَا سِنْخَ لَهَا إِنما هِيَ أَدْنى حديدةٍ لَا خَيْرَ فِيهَا، تؤخَذ وتُدْخَلُ فِي الرُّعْظِ. وانْتَزَعَ بِالْآيَةِ والشّعْرِ: تمثَّلَ. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَى آيةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل: قَدْ انْتَزَعَ مَعْنًى جيِّداً، ونَزَعَه مِثْلَهُ أَي اسْتَخْرَجَه. ومُنازَعةُ الكأْس: مُعاطاتُها. قَالَ اللَّهُ عز وجل: يَتَنازَعُونَ فِيها كَأْساً لَا لَغْوٌ فِيها وَلا تَأْثِيمٌ
؛ أَي يَتَعاطَوْن والأَصل فِيهِ يتجاذَبُون. وَيُقَالُ: نازَعني فلانٌ بَنانَه أَي صَافَحَنِي. والمُنازعةُ: المُصافَحةُ؛ قَالَ الرَّاعِي:
يُنازِعْنَنا رَخْصَ البَنانِ، كأَنما
…
يُنازِعْنَنا هُدَّابَ رَيطٍ مُعَضَّدِ
والمُنازعةُ: المُجاذَبةُ فِي الأَعْيانِ والمَعاني؛ وَمِنْهُ الْحَدِيثُ:
أَنا فَرَطُكم عَلَى الحوْضِ فَلأُلْفِيَنَّ مَا نُوزِعْتُ فِي أَحدِكم فأَقولُ هَذَا مِني
أَي يُجْذَبُ ويؤخَذُ مِنِّي. والنَّزاعةُ والنِّزاعةُ والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: الخُصومة. والمُنازَعةُ فِي الخُصومةِ: مُجاذَبةُ الحُجَجِ فِيمَا يَتنازَعُ فِيهِ الخَصْمانِ. وَقَدْ نازَعَه مُنازَعةً ونِزاعاً: جاذَبه فِي الْخُصُومَةِ؛ قَالَ ابْنِ مُقْبِلٍ:
نازَعْتُ أَلْبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ
…
مِنَ الأَحاديثِ، حَتَّى زِدْنَنِي لِينَا
أَي نازَعَ لُبِّي أَلْبابَهُنَّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُقَالُ
فِي الْعَاقِبَةِ فَنَزَعْتُه استَغْنَوْا عَنْهُ بِغَلَبْتُه. والتنازُع: التخاصُمُ. وتنازَعَ القومُ: اخْتَصَمُوا. وَبَيْنَهُمْ نِزاعةٌ أَي خصومةٌ فِي حَقٍّ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنه، صلى الله عليه وسلم، صلَّى يَوْمًا فَلَمَّا سلَّم مِنْ صَلَاتِهِ قَالَ: مَا لِي أُنازَعُ القرآنَ
أَي أُجاذَبُ فِي قِرَاءَتِهِ، وَذَلِكَ أَن بَعْضَ المأْمومين جَهَرَ خَلْفه فنازَعه قِراءتَه فَشَغَلَهُ فَنَهَاهُ عَنِ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَهُ. والمِنْزَعةُ والمَنْزَعةُ: مَا يرجِعُ إِليه الرَّجُلُ مِنْ أَمره ورأْيِه وتدبيرِه. قَالَ الأَصمعي: يَقُولُونَ وَاللَّهِ لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَضْعَفُ مِنْزَعةً، بِكَسْرِ الْمِيمِ، ومَنْزَعةً، بِفَتْحِهَا، أَي رأْياً وَتَدْبِيرًا؛ حَكَى ذَلِكَ ابْنُ السِّكِّيتِ فِي مِفْعلة ومَفْعلة، وَقِيلَ: المنزَعةُ قُوَّةُ عزْمِ الرأْي والهِمّة، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ الجيِّد الرأْي: إِنه لجيِّد الْمَنْزَعَةِ. ونَزَعَتِ الْخَيْلُ تَنْزِعُ: جَرَتْ طِلْقاً؛ وأَنشد:
والخيْلَ تَنْزِعُ قُبًّا فِي أَعِنَّتِها،
…
كالطيرِ تَنْجُو مِنَ الشُّؤْبوبِ ذِي البَرَدِ
ونزَع المريضُ يَنْزِعُ نزْعاً ونازَع نِزاعاً: جادَ بنفسِه. ومَنْزعة الشرابِ: طِيبُ مَقْطَعِه، يُقَالُ: شرابٌ طيِّبُ المنزعةِ أَي طَيُّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ. وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: خِتامُهُ مِسْكٌ، إِنهم إِذا شَرِبُوا الرَّحيقَ فَفَنِيَ مَا فِي الكأْس وَانْقَطَعَ الشرْب انْخَتَمَ ذَلِكَ بِرِيحِ الْمِسْكِ. والنَّزَعُ: انْحِسارُ مقدَّم شعَر الرأْسِ عَنْ جَانِبَيِ الجَبْهةِ، وموضِعُه النَّزَعةُ، وَقَدْ نَزِعَ يَنْزَعُ نَزَعاً، وَهُوَ أَنْزَعُ بَيِّنُ النَّزَعِ، وَالِاسْمُ النَّزَعةُ، وامرأَة نَزْعاءُ؛ وَقِيلَ: لَا يُقَالُ امرأَة نَزْعَاءُ، وَلَكِنْ يُقَالُ زَعْراءُ. والنَّزَعتانِ: ما يَنْحَسِرُ عنه الشَّعْرِ مِنْ أَعلى الجَبينَينِ حَتَّى يُصَعِّدَ فِي الرأْس. والنَّزْعاءُ مِنَ الجِباهِ الَّتِي أَقبلت نَاصِيَتُهَا وَارْتَفَعَ أَعلى شعَرِ صُدْغِها. وَفِي حَدِيثِ
الْقُرَشِيِّ: أَسَرني رَجُلٌ أَنْزَعُ.
وَفِي صِفَةِ عَلِيٍّ، رضي الله عنه:
البَطِينُ الأَنْزَعُ.
وَالْعَرَبُ تحبُّ النزَع وتَتَيَمَّنُ بالأَنْزع وتَذُمُّ الغَمَمَ وتَتَشاءَم بالأَغَمّ، وتَزْعُمُ أَن الأَغم الْقَفَا وَالْجَبِينَ لَا يَكُونُ إِلا لَئِيماً: ومنه وقول هُدْبةَ بْنِ خَشْرَمٍ:
وَلَا تَنْكِحي، إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَيْنَنا،
…
أَغَمَّ القَفا والوَجْهِ لَيْسَ بِأَنْزَعا
وأَنْزَع الرجلُ إِذا ظَهَرَتْ نَزَعَتاه. ونَزَعَه بنَزِيعةٍ: نَخَسَه؛ عَنْ كُرَاعٍ. وَغَنَمٌ نُزُعٌ ونُزَّعٌ: حَرامَى تَطْلُبُ الفحْلَ، وَبِهَا نِزاعٌ، وَشَاةٌ نازِعٌ. والنزائِعُ مِنَ الرِّياحِ: هِيَ النُّكْبُ، سُمِّيَتْ نزائِعَ لِاخْتِلَافِ مَهابِّها. والنَّزَعةُ: بِقْلَةٌ كالخَضِرةِ، وثُمام مُنَزَّعٌ: شُدِّدَ لِلْكَثْرَةِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّزَعةُ تَكُونُ بالرَّوْضِ وليس لها زَهْرٌ وَلَا ثَمَرٌ، تأْكلها الإِبل إِذا لَمْ تَجِدْ غَيْرَهَا، فإِذا أَكلتها امْتَنَعَتْ أَلبانها خُبْثاً. ورأَيت فِي التَّهْذِيبِ: النزعةُ نَبت مَعْرُوفٌ. ورأَيت فُلَانًا مُتَنَزِّعاً إِلى كَذَا أَي مُتَسَرِّعاً نازِعاً إِليه.
نسع: النِّسْعُ: سَيْرٌ يُضْفَرُ عَلَى هَيْئَةِ أَعِنَّةِ النِّعالِ تُشَدُّ بِهِ الرِّحالُ، وَالْجَمْعُ أَنْساعٌ ونُسُوعٌ ونُسْعٌ، والقِطْعةُ مِنْهُ نِسْعةٌ، وَقِيلَ: النِّسْعةُ الَّتِي تُنْسَجُ عَرِيضًا لِلتَّصْدِيرِ. وَفِي الْحَدِيثِ
: يَجُرُّ نِسْعةً فِي عُنُقِه
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ سَيْرٌ مَضْفُورٌ يُجْعَلُ زِمَامًا لِلْبَعِيرِ وَغَيْرِهِ وَقَدْ تُنْسَجُ عَرِيضَةً تُجْعَلُ عَلَى صَدْرِ الْبَعِيرِ؛ قَالَ عَبْدُ يَغُوثَ:
أَقولُ وَقَدْ شَدُّوا لِساني بِنِسْعةٍ
والأَنْساعُ: الحِبالُ، وَاحِدُهَا نِسْعٌ؛ قَالَ:
عاليْتُ أَنْساعي وجِلْبَ الكُورِ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَدْ جَاءَ فِي شِعْرُ حُمَيْدِ بْنِ ثَوْرٍ النِّسْعُ لِلْوَاحِدِ؛ قَالَ:
رأَتْني بنِسْعَيْها، فَرَدَّتْ مَخافَتي
…
إِلى الصَّدْرِ رَوعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ «2»
وَالْجَمْعُ نُسْعٌ ونِسَعٌ وأَنْساعٌ؛ قَالَ الأَعشى:
تَخالُ حَتْماً عَلَيْهَا، كلَّما ضَمَرَتْ
…
مِنَ الكَلالِ، بأَنْ تَسْتَوْفيَ النِّسَعا
ابْنُ السِّكِّيتِ: يُقَالُ للبِطانِ والحَقَبِ هُمَا النِّسْعان، وَقَالَ بِذِي النِّسْعَين «3» والنِّسْعُ والسِّنْعُ: المَفْصِلُ بَيْنَ الْكَفِّ والساعِدِ. وامرأَةٌ ناسعةٌ: طويلةُ الظَّهْرِ، وَقِيلَ: هِيَ الطويلةُ السِّنِّ، وَقِيلَ: هِيَ الطويلةُ البَظْرِ، ونُسُوعُه طُولُه، وَقَدْ نَسَعَتْ نُسُوعاً. والمِنْسَعةُ: الأَرض الَّتِي يَطُولُ نَبْتُها. ونَسَعَت أَسنانُه تَنْسَعُ نُسُوعاً ونَسَّعَتْ تَنْسِيعاً إِذا طالَتْ واسْتَرْخَتْ حَتَّى تَبْدُو أُصولُها التي كانت تُوارِيها اللِّثةُ وانْحَسَرَت اللِّثةُ عَنْهَا، يُقَالُ: نَسَعَ فُوه؛ قال الراجز:
ونَسَعَتْ أَسْنانُ عَوْدٍ، فانْجَلَعْ
…
عُمورُها عَنْ ناصِلاتٍ لَمْ يَدَعْ
ونِسْعٌ ومِسْعٌ، كِلَاهُمَا: مِنْ أَسماءِ الشَّمال، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَنَّ الْمِيمَ بَدَلٌ مِنَ النُّونِ؛ قَالَ قَيْسُ بْنُ خُوَيْلِدٍ:
ويْلُمِّها لَقْحةً، إِمّا تُؤَوِّبُهم
…
نِسْعٌ شَآمِيةٌ فِيهَا الأَعاصِيرُ
قَالَ الأَزهري: سُمِّيَتِ الشَّمالُ نِسْعاً لدقَّة مَهَبِّها، شُبِّهَتْ بالنِّسْعِ المَضْفُورِ مِنَ الأَدمِ. قَالَ شَمِرٌ: هُذَيْلٌ تُسَمِّي الجَنُوبَ مِسْعاً، قَالَ: وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْحِجَازِيِّينَ يَقُولُ هُوَ يُسْعٌ، وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ: هُوَ نِسْعٌ؛ قَالَ ابْنُ هَرْمَةَ:
مُتَتَبِّعٌ خَطَئِي يَوَدُّ لَو أَنَّني
…
هابٍ، بمَدْرَجةِ الصَّبا، مَنْسُوعُ
ويروى مَيْسُوعُ؛ وقول الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ:
قَدْ حالَ دُونَ دَرِيسَيْه مُؤَوِّبةٌ
…
نِسْعٌ، لَهَا بعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ
أَبْدَلَ فِيهِ نِسْعاً من مُؤَوِّبةٍ، وإِنما قُلْتُ هَذَا لأَنَّ قَوْمًا مِنَ المتأَخرين جَعَلُوا نِسْعاً مِنْ صِفَاتِ الشَّمالِ وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الْبَيْتِ، وَيُرْوَى مُؤَوِّيةٌ أَي تَحْمِلُهُ عَلَى أَنْ يأْوِيَ كأَنها تُؤْويه. ابْنُ الأَعرابي: انْتَسَعَتِ الإِبل وانْتَسَغَت، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا تفَرَّقَتْ فِي مَراعِيها؛ قَالَ الأَخطل:
رَجَنَّ [رَجِنَ] بحيثُ تَنْتَسِعُ المَطايا،
…
فَلَا بَقًّا تَخافُ وَلَا ذُبابا «4»
وأَنْسَعَ الرجلُ إِذا كَثُرَ أَذاهُ لِجيرانِه. ابْنُ الأَعرابي: هَذَا سِنْعُه وسَنْعُه وشِنْعُه وشَنْعُه وسِلْعُه وسَلْعُه ووَفْقُه ووِفاقُه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. وأنْساعُ الطَّرِيقِ: شَرَكُه. ونِسْعٌ: بَلَدٌ، وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ أَسود بَيْنَ الصَّفْراء ويَنْبُعَ؛ قَالَ كثيِّر عَزّةَ:
فقلتُ، وأَسْرَرْتُ النَّدامةَ: ليْتَني،
…
وَكُنْتُ امْرَأً، أَغْتَشُّ كُلَّ عَذُولِ
سَلَكْتُ سَبيلَ الرائحاتِ عَشِيّةً
…
مَخارِمَ نِسْعٍ، أَو سَلَكْنَ سَبيلي
(2). قوله [رأتني إلخ] في الأساس في مادة روع:
رَأَتْنِي بِحَبْلَيْهَا فَصَدَّتْ مَخَافَةً
…
وَفِي الْحَبْلِ رَوْعَاءُ الْفُؤَادِ فروق
(3)
. قوله: بذي النسعين: هكذا في الأَصل.
(4)
. في ديوان الأَخطل: دجنّ بدل رجنّ، والمعنى واحد.
قَالَ الأَزهري: ويَنْسُوعةُ القُفِّ مَنْهَلةٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِيقِ مَكَّةَ عَلَى جادَّة البصْرةِ، بِهَا رَكايا عَذْبةُ الْمَاءِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ رِمالِ الدَّهْناءِ بَيْنَ ماوِيّةَ والنِّباجِ، قَالَ: وَقَدْ شَرِبْتُ مِنْ مائِها. قَالَ ابْنُ الأَثير: ونِسْعٌ مَوْضِعٌ بِالْمَدِينَةِ، وَهُوَ الَّذِي حَمَاهُ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، والخُلَفاءُ، وَهُوَ صَدْرُ وادي العَقِيقِ.
نشع: النَّشْعُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وَقَدْ أَنْشَعَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
قَالَ الحَوازي، وأَبَى أَن يُنْشَعا:
…
يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعا
وَهَذَا الرجَزُ لَمْ يُورِد الأَزهريُّ وَلَا ابْنُ سِيدَهْ مِنْهُ إِلا البيتَ الأَولَ عَلَى صُورَةِ:
قَالَ الحَوازي، واسْتَحَتْ أَن تُنشَعا
ثُمَّ قَالَ: ابْنُ سِيدَهْ: الحَوازي الكَواهِنُ، واسْتَحَتْ أَن تأْخذ أَجر الكَهانةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: واشْتَهَتْ أَن تُنْشَعا، وأَما الْجَوْهَرِيُّ فإِنه أَورد الْبَيْتَيْنِ كَمَا أَوْرَدْناهما؛ قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتَانِ فِي الأُرجوزة لَا يَلِي أَحدهما الْآخَرَ؛ وَالضَّمِيرُ فِي يُنْشَعا غَيْرُ الضَّمِيرِ الَّذِي فِي تَسَعْسَعا لأَنه يَعُودُ فِي يُنْشَعا عَلَى تَمِيمٍ أَبي الْقَبِيلَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ قَبْلَ هَذَا الْبَيْتِ:
إِنَّ تَمِيماً لَمْ يُراضَعْ مُسْبَعا،
…
وَلَمْ تَلِدْه أُمُّه مُقَنَّعا
ثُمَّ قَالَ:
قَالَ الحَوازي وأَبَى أَن يُنْشَعا
ثُمَّ قَالَ بَعْدَهُ:
أَشَرْيةٌ فِي قَرْيةٍ مَا أَشْنَعا
أَي قَالَتِ الحَوازي، وهُنَّ الكَواهِنُ: أَهذا الْمَوْلُودُ شَرْية فِي قرْيةٍ أَي حَنْظلة فِي قريةِ نَمْلٍ أَي تمِيمٌ وأَولادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كَثِيرُونَ كَالنَّمْلِ؛ قَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: وَمَعْنَى أَن يُنْشَعا أَي أَن يؤخَذ قَهْرًا. والنشْعُ: انْتِزاعُكَ الشَّيْءَ بعُنْفٍ، وَالضَّمِيرُ فِي تَسَعْسَعا يَعُودُ عَلَى رُؤْبَةَ نَفْسِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ قَبْلَ الْبَيْتِ:
لَمّا رأَتْني أُمّ عَمْرٍو أَصْلَعا،
…
قالتْ، وَلَمْ تَأْلُ بِهِ أَن يَسْمَعا:
يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعا
والنَّشُوعُ والنَّشُوغُ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ مَعًا: السَّعُوطُ، والوَجُورُ: الَّذِي يُوجَرُه الْمَرِيضُ أَو الصَّبِيُّ؛ قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيٍّ: يُرِيدُ أَن السَّعُوطَ فِي الأَنْفِ والوَجُورَ فِي الْفَمِ. وَيُقَالُ: إِن السَّعُوطَ يَكُونُ لِلِاثْنَيْنِ وَلِهَذَا يُقَالُ للمُسْعُطِ مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: كَانَ الأَصمعي يُنْشِدُ بَيْتَ ذِي الرُّمَّةِ:
فأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارا
بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، وَهُوَ إِجارُك الصَّبِيَّ الدَّواءَ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: النَّشُوعُ السَّعُوطُ، ثُمَّ قَالَ: نُشِعَ الصبيُّ ونُشِغَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ مَعًا، وَقَدْ نَشَعَهُ نَشْعاً وأَنْشَعَه سَعَّطَه مِثْلَ وجَرَه وأَوْجَرَه، وانْتَشَعَ الرجلُ مِثْلُ اسْتَعَطَ، وَرُبَّمَا قَالُوا أَنْشَعْتُه الْكَلَامَ إِذا لَقَّنْتَه. ونَشَعَ الناقةَ يَنْشَعُها نُشُوعاً: سَعَّطَها، وَكَذَلِكَ الرجلَ؛ قَالَ المرّارُ:
إِلَيْكُمْ، يَا لِئامَ الناسِ، إِنِّي
…
نُشِعْتُ العِزَّ فِي أَنْفي نُشُوعا
والنُّشُوعُ، بِالضَّمِّ: الْمَصْدَرُ. وَذَاتُ النُّشُوعِ: فَرَسُ بَسْطامِ بْنِ قَيْسٍ. ونُشِعَ بالشيءِ: أُولِعَ بِهِ. وإِنه لَمَنْشُوعٌ بأَكل
اللَّحْمِ أَي مُولَعٌ بِهِ، وَالْغَيْنُ الْمُعْجَمَةُ لُغَةٌ؛ عَنْ يَعْقُوبَ. وَفُلَانٌ مَنْشُوعٌ بِكَذَا أَي مُولَعٌ بِهِ؛ قَالَ أَبو وَجْزَة:
نَشِيعٌ بماءِ البَقْلِ بَينَ طَرائِقٍ،
…
مِنَ الخَلْقِ، مَا مِنْهُنَّ شيءٌ مُضيَّعُ
والنَّشْعُ والانْتِشاعُ: انْتِزاعُك الشَّيْءَ بعُنْفٍ. والنُّشاعةُ: مَا انْتَشَعَه بِيَدِهِ ثُمَّ أَلقاه. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: قَالَ الأَحمر نَشَعَ الطيِّبَ شَمَّه. والنَّشَعُ مِنَ الماءِ: مَا خَبُثَ طَعْمُه.
نصع: الناصِعُ والنَّصِيعُ: البالغُ مِنَ الأَلوان الْخَالِصُ مِنْهَا الصَّافِي أَيّ لَوْنٍ كَانَ، وأَكثر مَا يُقَالُ فِي الْبَيَاضِ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:
إِنَّ ذَواتِ الأُزْرِ والبَراقِعِ،
…
والبُدْنِ فِي ذاكَ البَياضِ النّاصِعِ،
لَيْسَ اعْتِذارٌ عِنْدَهَا بِنافِعِ
وَقَالَ الْمَرَّارُ:
راقَه مِنْهَا بَياضٌ ناصِعٌ
…
يُونِقُ العَينَ، وشَعْرٌ مُسْبَكِر
وَقَدْ نَصَعَ لونُه نَصاعةً ونُصوعاً: اشتَدَّ بَياضُه وخَلَصَ؛ قَالَ سُويد بْنُ أَبي كَاهِلٍ:
صَقَلَتْه بِقَضِيبٍ ناعِمٍ
…
مِن أَراكٍ طَيِّبٍ، حَتى نَصَعْ
وأَبيَضُ ناصِعٌ ويَقَقٌ، وأَصفَرُ نَاصِعٌ: بَالَغُوا بِهِ كَمَا قَالُوا أَسودُ حالِكٌ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ فِي الشِّياتِ: أَصفر ناصِعٌ، قَالَ: هُوَ الأَصفر السّراةِ تَعْلو مَتنَه جُدَّةٌ غَبْساءُ، والناصِعُ فِي كُلِّ لَوْنٍ خَلصَ ووَضَح، وَقِيلَ: لَا يُقَالُ أَبيض ناصِعٌ وَلَكِنْ أَبيض يَقَقٌ وأَحمر ناصِعٌ ونَصّاعٌ؛ قَالَ:
بُدِّلْنَ بُؤْساً بعدَ طُولِ تَنَعُّمٍ،
…
ومِنَ الثِّيابِ يُرَيْنَ فِي الأَلوانِ،
مِنْ صُفْرةٍ تَعْلو البياضَ وحُمْرةٍ
…
نَصّاعةٍ، كَشَقائِقِ النُّعْمانِ
وَقَالَ الأَصمعي: كلُّ ثَوْبٍ خالِصِ البياضِ أَو الصُّفرة أَو الحُمْرة فَهُوَ ناصِعٌ؛ قَالَ لَبِيدٌ:
سُدُماً قَلِيلًا عَهْدُه بأَنِيسِه،
…
مِن بَينِ أَصفَرَ ناصِعٍ ودِفانِ
أَيْ ورَدتْ سُدُماً. ونَصَعَ لونُه نُصوعاً إِذا اشْتَدَّ بياضُه. ونَصَعَ الشيءُ: خلَص، والأَمر: وضَحَ وبانَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ لقِيطٍ الإِياديّ:
إِني أَرى الرَّأْيَ، إِن لَمْ أُعْصَ، قَدْ نَصَعا
والناصِعُ: الخالِصُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وَشَيْءٌ ناصِعٌ: خالِصٌ. وَفِي الْحَدِيثِ
: المدينةُ كالكِير تَنْفي خَبَثها وتَنْصَعُ طِيبَها
أَي تُخَلِّصُه، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي بَضَعَ. وحسَبٌ ناصِعٌ: خالِصٌ. وحَقٌّ ناصِعٌ: وَاضِحٌ، كِلَاهُمَا عَلَى الْمَثَلِ. يُقَالُ: أَنْصَعَ لِلْحَقِّ إِنْصاعاً إِذا أَقَرَّ بِهِ، وَاسْتَعْمَلَ جَابِرُ بْنُ قَبِيصة النَّصاعةَ فِي الظَّرْف، وأُراه إِنما يَعْنِي بِهِ خُلوصَ الظَّرْف، فَقَالَ: مَا رأَيت رَجُلًا أَنْصَعَ ظَرْفاً مِنْكَ وَلَا أَحْضَر جَوَابًا وَلَا أَكثر صَواباً مِنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَقَدْ يَجُوزُ أَن يعنيَ بِهِ اللونَ كأَن تَقُولَ: مَا رأَيت رَجُلًا أَظهر ظَرْفاً، لأَن اللَّوْنَ وَاسِطَةٌ فِي ظُهورِ الأَشياء، وَقَالُوا: ناصِعِ الخَبَرَ أَخاكَ وكُنْ مِنْهُ عَلَى حذَرٍ، وَهُوَ مِنَ الأَمر الناصِعِ أَي البَيِّنِ أَو الخالِصِ. ونَصَعَ
الرجلُ: أَظهَرَ عَداوتَه وبَيَّنَها وقصَدَ القِتالَ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:
كَرَّ بِأَحْجَى مانِعٍ أَنْ يَمْنَعا
…
حَتَّى اقْشَعَرَّ جِلْدُه وأَنْصَعا
وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: أَظهر مَا فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُخَصِّصِ العَداوةَ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:
والدَّارُ إِنْ تُنْئِهمْ عَنِّي، فإِنَّ لهُمْ
…
ودِّي ونَصْري، إِذا أَعْداؤُهم نصَعوا
قَالَ ابْنُ الأَثير: وأَنْصَعَ أَظْهَرَ مَا فِي نفْسِه. والناصِعُ مِنَ الجيْشِ والقومِ: الْخَالِصُونَ الَّذِينَ لَا يَخْلِطُهم غيرُهم؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
ولمَّا أَنْ دَعَوْتُ بَنِي طريفٍ،
…
أَتَوْني ناصِعِينَ إِلى الصِّياحِ
وَقِيلَ: إِن قَوْلَهُ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَتوني نَاصِعِينَ أَي قَاصِدِينَ، وَهُوَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْحَقِّ الناصِعِ أَيضاً. والنِّصْعُ والنَّصْعُ والنُّصْعُ: جِلْدٌ أَبيض. وَقَالَ المُؤَرِّج: النِّصَعُ والنِّطَعُ لِوَاحِدِ الأَنْطاعِ، وَهُوَ مَا يُتَّخَذُ مِنَ الأَدَمِ؛ وأَنشد لِحَاجِزِ بْنِ الجُعَيد الأَزْدي:
فنَنْحَرُها ونَخْلِطُها بِأُخْرى،
…
كأَنَّ سَراتَها نِصَعٌ دَهِين
وَيُقَالُ: نِصْعٌ، بِسُكُونِ الصَّادِ. والنِّصْعُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيابِ شَدِيدُ الْبَيَاضِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
يَرْعى الخُزامى بذِي قارٍ، فَقَدْ خَضَبَتْ
…
مِنْهُ الجَحافِلَ والأَطْرافَ والزَّمَعا
مُجْتابُ نِصْعٍ يَمانٍ فوْقَ نُقْبَتِه،
…
وبالأَكارِعِ مِنْ دِيباجِه قطَعا
وعَمَّ بَعْضُهُمْ بِهِ كُلَّ جِلْدٍ أَبيض أَو ثوب أَبيض؛ قال يَصِفُ بَقَرَ الوَحْش:
كأَنَّ تَحْتي ناشِطاً مُوَلَّعا،
…
بالشامِ حَتَّى خِلْته مُبَرْقَعا،
بِنِيقَةِ مِنْ مرْحَليٍّ أَسْفَعا،
…
تَخالُ نِصْعاً فَوْقَها مُقَطَّعا،
يُخالِطُ التَّقْلِيصَ إِذْ تَدَرَّعا
يَقُولُ: كأَنَّ عَلَيْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عَنْهُ، يَقُولُ: تخالُ أَنه لَبِس ثَوْبًا أَبيض مُقَلَّصًا عَنْهُ لَمْ يَبْلُغْ كُروعَه الَّتِي لَيْسَتْ عَلَى لَوْنِهِ. وأَنْصَعَ الرجلُ للشرِّ إِنْصاعاً: تَصَدَّى لَهُ. والنَّصِيعُ: الْبَحْرُ؛ قَالَ:
أَدْلَيْتُ دَلْوي فِي النَّصِيعِ الزَّاخِرِ
قَالَ الأَزهري: قَوْلُهُ النَّصِيعُ البحرُ غَيْرُ مَعْرُوفٍ، وأَراد بالنَّصِيعِ مَاءَ بِئرٍ ناصِعِ الْمَاءَ لَيْسَ بِكَدِرٍ لأَن مَاءَ الْبَحْرِ لَا يُدْلى فِيهِ الدَّلْوُ. يُقَالُ: ماءٌ ناصِعٌ وماصِعٌ ونَصِيعٌ إِذا كَانَ صَافِيًا، والمعروف الْبَحْرِ البَضيعُ، بِالْبَاءِ وَالضَّادِ. وشَرِبَ حَتَّى نَصَعَ وَحَتَّى نَقَعَ، وَذَلِكَ إِذا شَفى غَلِيلَه، والمعروفُ بَضَعَ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. والمَناصِعُ: المواضعُ الَّتِي يُتَخَلَّى فِيهَا لبَوْلٍ أَو غائِطٍ أَو لِحَاجَةٍ، الْوَاحِدُ مَنْصَعٌ، لأَنه يُبْرَزُ إِليها ويُظْهَرُ. وَفِي حَدِيثِ الإِفك:
كَانَ مُتَبَرَّزُ النساءِ فِي المدينةِ قَبْلَ أَن تُسَوَّى الكُنُفُ فِي الدُّورِ المناصِعَ
، حَكَاهُ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ، قَالَ الأَزهري: أَرى أَن المناصعَ مَوْضِعٌ بِعَيْنِهِ خارجَ الْمَدِينَةِ، وكُنَّ «1» النساءُ يَتَبَرَّزْن إِليه بِاللَّيْلِ عَلَى مذاهبِ الْعَرَبِ بالجاهِليَّة. وَفِي الْحَدِيثِ
: إِنَّ المَناصِعَ صَعِيدٌ
(1). قوله: كن النساء؛ هكذا في الأَصل.
أَفيَحُ خارجَ الْمَدِينَةِ.
ونَصَعَتِ الناقةُ إِذا مَضَغَتِ الجِرّة؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَحَكَى الْفَرَّاءُ: أَنْصَعَتِ الناقةُ للفحْل إِنصاعاً قَرَّت لَهُ عِنْدَ الضِّرابِ. وَقَالَ أَبو يُوسُفَ: يُقَالُ قبَّح اللَّهُ أُمًّا نَصَعَتْ بِهِ أَي ولَدَتْه، مِثْلَ مَصَعَتْ به.
نطع: النَّطْعُ والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ مِنَ الأَدَمِ: مَعْرُوفٌ؛ قَالَ التَّمِيمِيُّ:
يَضْرِبْنَ بالأَزِمَّةِ الخُدُودا،
…
ضَرْبَ الرِّياحِ النِّطَعَ المَمْدُودا
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: أَنكر أَبو زِيَادٌ نَطْع وَقَالَ نِطْع، وأَنكر عَلِيُّ بْنُ حَمْزةَ نَطَع وأَثبت نِطَع لَا غَيْرَ، وَحَكَى ابْنُ سِيدَهْ عَنِ ابْنِ جِنِّي قَالَ: اجْتَمَعَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ ابن الأَعرابي وأَبو زِيَادٍ الْكِلَابِيُّ عَلَى الجِسْرِ فسأَل أَبو زِيَادٍ أَبا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قوْلِ النابغةِ:
عَلَى ظَهْرِ مِبْناةٍ جدِيدٍ سُيُورُها
فَقَالَ أَبو عَبْدِ اللَّهِ: النَّطْعُ، بِالْفَتْحِ، فَقَالَ أَبو زِيَادٍ: لَا أَعرفه، فَقَالَ: النِّطْعُ، بِالْكَسْرِ، فَقَالَ أَبو زِيَادٍ: نَعَمْ وَالْجَمْعُ أَنْطُعٌ وأَنْطاعٌ ونُطُوعٌ. والنُّطاعةُ والقُطاعةُ والقُضاضةُ: اللُّقْمةُ يُؤكل نِصْفُها ثُمَّ تُرَدُّ إِلى الخِوانِ، وَهُوَ عَيْبٌ. يُقَالُ: فُلَانٌ لاطِعٌ ناطِعٌ قاطِعٌ. والنِّطْعُ والنِّطَعُ والنَّطَعُ والنَّطَعةُ: مَا ظهرَ مِنْ غارِ الفَمِ الأَعلى، وَهِيَ الجِلْدةُ المُلْتَزِقةُ بِعَظْمِ الخُلَيْقاءِ فِيهَا آثَارٌ كالتَّحْزِيزِ، وَهُنَاكَ مَوقِعُ اللِّسَانِ فِي الحَنَكِ، وَالْجَمْعُ نُطُوعٌ لَا غَيْرَ، وَيُقَالُ لِمَرْفَعِه مِنْ أَسْفَلِه الفِراشُ. والتَّنَطُّعُ فِي الْكَلَامِ: التَّعَمُّقُ فِيهِ مأْخوذ مِنْهُ. وَفِي الْحَدِيثِ:
هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ
؛ هُمُ المُتَعَمِّقُونَ المُغالُونَ فِي الكلامِ الَّذِينَ يتَكلمون بأَقْصَى حُلُوقِهم تَكَبُّراً كَمَا
قَالَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَبْغَضَكُم إِليّ الثَّرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون
، وَكُلٌّ مِنْهَا مَذْكُورٌ فِي مَوْضِعِهِ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مأْخوذ مِنَ النِّطَعِ وَهُوَ الغارُ الأَعْلى فِي الفَمِ، قَالَ: ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِي كُلِّ تَعَمُّقٍ قوْلًا وفِعْلًا. وَفِي حَدِيثِ
عُمَرَ، رضي الله عنه: لَنْ تَزالوا بخَيْرٍ مَا عَجَّلْتُم الفِطْرَ وَلَمْ تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ
أَي تَتَكَلَّفُوا الْقَوْلَ وَالْعَمَلَ، وَقِيلَ: أَراد بِهِ هَاهُنَا الإِكثارَ مِنَ الأَكلِ والشرْبِ والتوسُّعَ فِيهِ حَتَّى يَصِلَ إِلى الغارِ الأَعْلى، وَيُسْتَحَبُّ لِلصَّائِمِ أَن يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَليلِ مِنَ الفَطُورِ. وَمِنْهُ حَدِيثُ
ابْنِ مَسْعُودٍ: إِيّاكُم والتَّنَطُّعَ والاخْتِلافَ فإِنما هُوَ كَقَوْلِ أَحدكم هَلُمَّ وتعالَ
؛ أَراد النهْيَ عَلَى المُلاحاةِ فِي القِراءاتِ المختلفةِ وأَنّ مَرْجِعَها كُلِّها إِلى وَجْهٍ وَاحِدٍ مِنَ الصَّوَابِ كَمَا أَن هَلُمَّ بِمَعْنَى تعالَ. ابْنُ الأَعرابي: النُّطُعُ المُتَشَدِّقُون فِي كَلَامِهِمْ. وتَنَطَّعَ فِي الْكَلَامِ وتَنَطَّسَ إِذا تأَنَّقَ فِيهِ وتَعَمَّقَ. وتَنَطَّعَ فِي شَهَواتِه: تأَنَّقَ. ويقال: وطِئْنا نِطَاع بَنِي فُلَانٍ أَي دخَلْنا أَرْضَهم. قَالَ: وجَنابُ القومِ نِطاعُهم. قَالَ الأَزهري: ونَطاعِ بِوَزْنِ قَطامِ ماءٌ فِي بلادِ بَنِي تَمِيمٍ وَقَدْ ورَدْتُه. يُقَالُ: شَرِبَتْ إِبلُنا مِنْ ماءِ نَطاعِ، وَهِيَ رَكِيّةٌ عَذْبةُ الْمَاءِ غَزِيرَتُه. ويومُ نطاعِ: يومٌ مِنْ أَيامِ الْعَرَبِ؛ قَالَ الأَعشى:
بظُلْمِهِمْ بِنَطاعِ المَلْكَ ضاحِيةً،
…
فَقَدَ حَسَوْا بَعْدُ مِنْ أَنْفاسِها جُرَعا
نعع: النُّعاعةَ: بَقْلَةٌ ناعمةٌ. وَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: النعاعةُ اللُّعاعةُ، وَهِيَ بقلةٌ ناعمةٌ. وَقَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النَّعْناعُ
البَقْلُ، والنُّعاعةُ مَوْضِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:
لَا مالَ إِلا إِبِلٌ جَمَّاعهْ،
…
مَشْرَبُها الجَيْأَةُ أَو نُعاعَهْ
قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَحَكَى يَعْقُوبُ أَن نُونُهَا بَدَلٌ مِنْ لَامِ لُعاعةٍ، وَهَذَا قَوِيٌّ لأَنهم قَالُوا أَلَعَّتِ الأَرضُ وَلَمْ يَقُولُوا أَنَعَّتْ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّعاعُ النَّبَاتُ الغَضُّ الناعِمُ فِي أَوّلِ نباتِه قَبْلَ أَن يَكْتَهِلَ، وَوَاحِدَتُهُ بِالْهَاءِ. والنُّعْنُعُ: الذَّكَرُ المُسْتَرْخِي. والنَّعْنَعةُ: ضَعْفُ الغُرْمُولِ بَعْدَ قُوَّتِهِ. والنُّعْنُعُ: الرجُل الطوِيلُ المُضْطَربُ الرَّخْوُ، والنُّعُّ: الضعِيفُ. والتَّنَعْنُعُ: الاضْطِرابُ والتّمايُلُ؛ قَالَ طُفَيْلٌ:
منَ النّيِّ حَتَّى اسْتَحْقَبَتْ كلَّ مِرْفَقٍ
…
رَوادِفَ، أَمثالَ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ
والتَّنَعْنُعُ: التَّباعُدُ؛ وَمِنْهُ قولُ ذِي الرُّمّة:
عَلَى مِثْلِها يَدْنو البَعِيدُ، ويَبْعُدُ
…
القَرِيبُ، ويُطْوَى النازِحُ المُتَنَعْنِعُ
والنُّعْنُعُ: الفَرْجُ الطوِيل الرَّقِيقُ؛ وأَنشد:
سَلُوا نِساءَ أَشْجَعْ:
…
أَيُّ الأُيُورِ أَنْفَعْ؟
أَالطَّوِيلُ النُّعْنُعْ؟
…
أَم القَصِيرُ القَرْصَعْ؟
القَرْصَعُ: القَصِيرُ المُعَجَّرُ. وَيُقَالُ لِبَظْرِ المرأَةِ إِذا طالَ: نُعْنُعٌ؛ قَالَ المُغِيرةُ بْنُ حَبْناءَ:
وإِلَّا جِئْتُ نُعْنُعَها بقَوْلٍ،
…
يُصَيِّره ثَماناً فِي ثَمانِ
قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: قَوْلُهُ ثَماناً لَحْنٌ وَالصَّحِيحُ ثَمانِياً، وإِن رُوِيَ:
يُصَيِّرُه ثَمانٍ فِي ثَمان
عَلَى لُغَةِ مَنْ يَقُولُ رأَيت قاضٍ كَانَ جَائِزًا، قَالَ الأَصمعي: المَعِدَةُ مِنَ الإِنسان مِثْلُ الكَرِشِ مِنَ الدَّوَابِّ، وَهِيَ مِنَ الطَّيْرِ القانِصةُ بِمَنْزِلَةِ الْقَبِّ «2» عَلَى فُوهةِ المَصارِينِ، قَالَ: والحَوْصَلةُ يُقَالُ لَهَا النُّعْنُعةُ؛ وأَنشد:
فَعَبَّتْ لَهُنَّ الماءَ فِي نُعْنُعاتِها،
…
ووَلَّيْنَ تَوْلاةَ المُشِيح المُحاذِر
قَالَ: وحَوْصَلةُ الرجُلِ كلُّ شَيْءٍ أَسفلَ السُّرَّةِ. والنُّعْنُعُ والنَّعْنَعُ والنَّعْناعُ: بَقْلةٌ طَيِّبةُ الرِّيحِ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّعْنُعُ، هَكَذَا ذَكَرَهُ بَعْضُ الرُّواة بِالضَّمِّ، بَقْلَةٌ طَيِّبَةُ الريحِ وَالطَّعْمِ فِيهَا حَرارةٌ عَلَى اللِّسَانِ، قَالَ: وَالْعَامَّةُ تَقُولُ نَعْنَعٌ، بِالْفَتْحِ، وَفِي الصِّحَاحِ: ونَعْنَعٌ مَقْصُورٌ مِنْهُ، وَلَمْ يَنْسُبْهُ إِلى الْعَامَّةِ. والنَّعْنَعةُ: حِكايةُ صَوْتٍ يَرْجِعُ إِلى الْعَيْنِ وَالنُّونِ.
نفع: فِي أَسماء اللَّهِ تَعَالَى النافِعُ: هُوَ الَّذِي يُوَصِّلُ النفْعَ إِلى مَن يَشَاءُ مِنْ خلْقه حَيْثُ هُوَ خالِقُ النفْعِ والضَّرِّ والخيْرِ والشرِّ. والنفْعُ: ضِدُّ الضرِّ، نَفَعَه يَنْفَعُه نَفْعاً ومَنْفَعةً؛ قَالَ:
كَلَّا، ومَنْ مَنْفَعَتي وضَيْري
…
بكَفِّه، ومَبْدَئي وحَوْرِي
وَقَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:
قَالَتْ أُمَيْمةُ: مَا لجِسْمِكَ شاحِباً،
…
مُنْذُ ابْتَذَلْتَ، ومِثْلُ مالِكَ يَنْفَعُ؟
(2). قوله [القب] كذا بالأصل.
أَي اتَّخِذْ مَنْ يَكْفِيكَ فَمِثْلُ مالِكَ يَنْبَغِي أَن تُوَدِّعَ نَفْسَكَ بِهِ. وَفُلَانٌ يَنْتَفِعُ بِكَذَا وَكَذَا، ونَفَعْتُ فُلاناً بِكَذَا فانْتَفَعَ بِهِ. وَرَجُلٌ نَفُوعٌ ونَفّاعٌ: كثيرُ النَّفْعِ، وَقِيلَ: يَنْفَع الناسَ وَلَا يَضُرُّ. والنَّفِيعةُ والنُّفاعةُ والمَنْفَعةُ: اسْمُ مَا انْتُفِعَ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا عِنْدَهُمْ نَفِيعةٌ أَي مَنْفَعةٌ. واسْتَنْفَعَه: طَلَبَ نَفْعَه؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:
ومُسْتَنْفِعٍ لَمْ يَجْزِه بِبَلائِه
…
نَفَعْنا، ومَوْلًى قَدْ أَجَبْنا لِيُنْصَرا
والنِّفْعةُ: جِلْدةٌ تُشَقُّ فَتُجْعَلُ فِي جانِبي المَزادِ وَفِي كُلِّ جَانِبٍ نِفْعةٌ، وَالْجَمْعُ نِفْعٌ ونِفَعٌ؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَفِي حَدِيثِ
ابْنِ عُمَرَ: أَنه كَانَ يَشْرَبُ مِنَ الإِداوةِ وَلَا يَخْنِثُها ويُسَمِّيها نَفْعةَ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: سمَّاها بالمرَّة الْوَاحِدَةِ مِنَ النَّفْعِ وَمَنَعَهَا الصَّرْفَ للعلَمية والتأْنيث، وَقَالَ: هَكَذَا جَاءَ فِي الْفَائِقِ، فإِن صَحَّ النَّقْلُ وإِلا فَمَا أَشبَهَ الْكَلِمَةَ أَن تَكُونَ بِالْقَافِ مِنَ النَّقْعِ وَهُوَ الرَّيُّ. والنَّفْعةُ: العَصا، وَهِيَ فَعْلةٌ مِنَ النَّفْعِ. وأَنْفَعَ الرجلُ إِذا تَجِرَ فِي النَّفعاتِ، وَهِيَ العِصِيُّ. ونافِعٌ ونَفّاعٌ ونُفَيْعٌ: أَسماء؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: نُفَيْعٌ شَاعِرٌ مِنْ تَمِيم، فإِما أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ نَفْع وإِما أَن يَكُونَ تَصْغِيرَ نافِعٍ أَو نَفّاعٍ بعد الترخيم.
نقع: نَقَعَ الماءُ فِي المَسِيلِ وَنَحْوِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً واسْتَنْقَعَ: اجْتَمَعَ. واسْتَنْقَعَ الماءُ فِي الغَدِيرِ أَي اجْتَمَعَ وَثَبَتَ. وَيُقَالُ: استنقَعَ الماءُ إِذا اجْتَمَعَ فِي نِهْيٍ أَو غَيْرِهِ، وَكَذَلِكَ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً. وَيُقَالُ: طالَ إِنْقاعُ الماءِ واسْتِنْقاعُه حَتَّى اصْفَرَّ. والمَنْقَعُ، بِالْفَتْحِ: المَوْضِعُ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الماءُ، وَالْجَمْعُ مَناقِعُ. وَفِي حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المؤمنِ جاءَه ملَكُ الموتِ
أَي إِذا اجْتَمَعَتْ فِي فِيهِ تُرِيدُ الْخُرُوجَ كَمَا يَسْتَنْقِعُ الماءُ فِي قَرارِه، وأَراد بالنفْسِ الرُّوحَ؛ قَالَ الأَزهري: وَلِهَذَا الْحَدِيثِ مَخْرَجٌ آخَر وهو من قَوْلُهُمْ نَقَعْتُه إِذا قَتَلْتَهُ، وَقِيلَ: إِذا اسْتَنْقَعَتْ، يَعْنِي إِذا خرجَت؛ قَالَ شَمِرٌ: وَلَا أَعرفها؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
مُسْتَنْقِعانِ عَلَى فُضُولِ المِشْفَرِ
قَالَ أَبو عَمْرٍو: يَعْنِي نَابَيِ النَّاقَةِ أَنهما مُسْتَنْقِعانِ فِي اللُّغامِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبةَ: مُصَوِّتانِ. والنَّقْعُ: مَحْبِسُ الماءِ. والنَّقْعُ: الماءُ الناقِعُ أَي المُجْتَمِعُ. ونَقْعُ البئرِ: الماءُ المُجْتَمِعُ فِيهَا قَبْلَ أَنْ يُسْتَقَى. وَفِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ، رضي الله عنها، عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، أَنه قَالَ: لَا يُمْنَعُ نَقْعُ البئرِ وَلَا رَهْوُ الماءِ.
وَفِي الْحَدِيثِ:
لَا يَقْعُدْ أَحدُكم فِي طريقٍ أَو نَقْعِ ماءٍ
، يَعْنِي عِنْدَ الحَدَثِ وقضاءِ الحاجةِ. والنَّقِيعُ: البئرُ الكثيرةُ الماءِ، مُذَكَّر والجمعُ أَنْقِعةٌ، وكلُّ مُجْتَمَعِ ماءٍ نَقْعٌ، وَالْجَمْعُ نُقْعانٌ، والنَّقْعُ: القاعُ مِنْهُ، وَقِيلَ: هِيَ الأَرض الحُرَّةُ الطينِ لَيْسَ فِيهَا ارْتفاع وَلَا انْهِباط، وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّصَ وَقَالَ: الَّتِي يسْتَنْقِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض، وَالْجَمْعُ نِقاعٌ وأَنْقُعٌ مِثْلُ بَحْرٍ وبِحارٍ وأَبْحُرٍ، وَقِيلَ: النِّقاعُ قِيعانُ الأَرض؛ وأَنشد:
يَسُوفُ بأَنْفَيْهِ النِّقاعَ كأَنَّه،
…
عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ
وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: نَقْعُ البئرِ فَضْلُ مائِها الَّذِي يَخْرُجُ مِنْهَا أَو مِنَ الْعَيْنِ قَبْلَ أَن يَصِيرَ فِي إِناء أَو وِعاء، قَالَ: وَفَسَّرَهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ:
مَنْ مَنَعَ فَضْلَ الماءِ لِيَمْنَع
بِهِ فَضْلَ الكَلإِ مَنَعَه اللَّهُ فَضْلَه يومَ القيامةِ
؛ وأَصل هَذَا فِي الْبِئْرِ يَحْتَفِرُهَا الرَّجُلُ بالفَلاةِ مِنَ الأَرض يَسْقِي بِهَا مَواشِيَه، فإِذا سَقاها فَلَيْسَ لَهُ أَن يَمْنَعَ الماءَ الفاضِلَ عَنْ مَواشِيهِ مَواشِيَ غَيْرِهِ أَو شَارِبًا يَشْرَبُ بشَفَتِه، وإِنما قِيلَ لِلْمَاءِ نَقْعٌ لأَنه يُنْقَعُ بِهِ العَطَشُ أَي يُرْوَى بِهِ. يُقَالُ: نَقَعَ بِالرِّيِّ وبَضَعَ. ونَقَعَ السّمُّ فِي أَنْيابِ الحيَّةِ: اجْتَمعَ، وأَنْقَعَتْه الحيّةُ؛ قَالَ:
أَبَعْدَ الَّذِي قَدْ لَجَّ تَتَّخِذِينَني
…
عَدُوًّا، وَقَدْ جَرَّعْتِني السّمَّ مُنْقَعا؟
وَقِيلَ: أَنْقَعَ السمَّ عَتَّقَه. وَيُقَالُ: سُمٌّ ناقِعٌ أَي بالِغٌ قاتِلٌ، وَقَدْ نَقَعَه أَي قَتَلَه، وَقِيلَ: ثَابِتٌ مُجْتَمِعٌ مِنْ نَقْعِ الْمَاءِ. وَيُقَالُ: سُمٌّ مَنْقُوعٌ ونَقِيعٌ وناقِعٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ النَّابِغَةِ:
فَبِتُّ كأَنِّي ساوَرَتْني ضَئِيلةٌ
…
مِنَ الرُّقْشِ، فِي أَنْيابِها السُّمُّ ناقِعُ
وَفِي حَدِيثِ
بَدْرٍ: رأَيتُ البَلايا تَحْمِلُ الْمَنَايَا، نَواضِحُ يَثْرِبَ تَحْمِلُ السُّمَّ الناقِعَ.
وموْتٌ ناقِعٌ أَي دائِمٌ. ودمٌ ناقِعٌ أَي طَرِيٌّ؛ قَالَ قَسّام بْنُ رَواحةَ:
وَمَا زالَ مِنْ قَتْلَى رِزاحٍ بعالِجٍ
…
دَمٌ ناقِعٌ، أَو جاسِدٌ غيرُ ماصِحِ
قَالَ أَبو سَعِيدٍ: يُرِيدُ بالناقِعِ الطَّرِيَّ وبالجاسِدِ القَدِيمَ. وسَمٌّ مُنْقَعٌ أَي مُرَبًّى؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
فِيهَا ذَراريحٌ وسَمٌّ مُنْقَعُ
يَعْنِي فِي كأْس الْمَوْتِ. واسْتَنْقَعَ فِي الْمَاءِ: ثَبَتَ فِيهِ يَبْتَرِدُ، وَالْمَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ، وَكَانَ عَطَاءُ يَسْتَنْقِعُ فِي حِياضِ عَرَفةَ أَي يدخلُها ويَتَبَرَّد بِمَائِهَا. واسْتُنْقِعَ الشَّيْءُ فِي الْمَاءُ، عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه. والنَّقِيعُ والنَّقِيعةُ: المَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ يُبَرَّدُ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: شَاهِدُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ:
أُطَوِّفُ، مَا أُطَوِّفُ، ثُمَّ آوِي
…
إِلى أُمِّي، ويَكْفِيني النَّقِيعُ
وَهُوَ المُنْقَعُ أَيضاً؛ قَالَ الشَّاعِرُ يَصِفُ فَرَسًا:
قانَى لَهُ فِي الصَّيْفِ ظِلٌّ بارِدٌ،
…
ونَصِيُّ ناعِجةٍ ومَحْضٌ مُنْقَعُ
قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُ إِنشاده ونصِيُّ باعِجةٍ، بِالْبَاءِ؛ قَالَ أَبو هِشَامٍ: الباعِجةُ هِيَ الوَعْساءُ ذاتُ الرِّمْثِ والحَمْضِ، وَقِيلَ: هِيَ السَّهْلةُ المُسْتَوِيةُ تُنْبِتُ الرِّمْثَ والبَقْلَ وأَطايِبَ العُشْبِ، وَقِيلَ: هِيَ مُتَّسَعُ الوادِي، وَقَانَى لَهُ أَي دامَ لَهُ؛ قَالَ الأَزهريّ: أَصلُه مِنْ أَنْقَعْتُ اللبَنَ، فَهُوَ نَقِيعٌ، وَلَا يُقَالُ مُنْقَعٌ، وَلَا يَقُولُونَ نَقَعْتُه، قَالَ: وَهَذَا سَماعي مِنَ الْعَرَبِ، قَالَ: ووجدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً فِي الإِنقاعِ مَا عُجْت بِهَا وَلَا علِمْت راوِيها عَنْهُ. يُقَالُ: أَنْقَعْتُ الرجُلَ إِذا ضَرَبْتَ أَنْفَه بإِصْبَعِكَ، وأَنْقَعْتُ الميِّتَ إِذا دَفَنْته، وأَنْقَعْتُ البَيْتَ إِذا زَخْرَفْتَه، وأَنْقَعْتُ الجاريةَ إِذا افْتَرَعْتَها، وأَنْقَعْتُ الْبَيْتَ إِذا جَعَلْتَ أَعلاه أَسفلَه، قَالَ: وَهَذِهِ حُروفٌ مُنْكَرةٌ كلُّها لَا أَعرِفُ مِنْهَا شَيْئًا. والنَّقُوعُ، بِالْفَتْحِ: مَا يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنَ اللَّيْلِ لِدواءٍ أَو نَبِيذٍ ويُشْرَبُ نَهَارًا، وَبِالْعَكْسِ. وَفِي حَدِيثِ الكَرْمِ:
تَتَّخِذُونَهُ زَبِيباً تُنْقِعُونه
أَي تَخْلِطونه
بِالْمَاءِ لِيَصِيرَ شَراباً. وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّقُوعُ مَا أَنْقَعْتَ مِنْ شَيْءٍ. يُقَالُ: سَقَوْنا نَقُوعاً لِدواءٍ أُنْقِعَ مِنَ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ الإِناء مِنْقَعٌ، بِالْكَسْرِ. ونَقَعَ الشيءَ فِي الماءِ وَغَيْرِهِ يَنْقَعُه نَقْعاً، فَهُوَ نَقِيعٌ، وأَنْقَعَه: نَبَذَه. وأَنْقَعْتُ الدّواءَ وَغَيْرَهُ فِي الْمَاءِ، فَهُوَ مُنْقَعٌ. والنَّقِيعُ والنَّقُوعُ: شَيْءٌ يُنْقَعُ فِيهِ الزَّبِيبُ وَغَيْرُهُ ثُمَّ يُصَفَّى ماؤُه ويُشْرَبُ، والنُّقاعةُ: مَا أَنْقَعْتَ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: والنُّقاعةُ اسْمُ مَا أُنْقِعَ فِيهِ الشيءُ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:
بِهِ مِنْ نِضاخِ الشَّوْلِ رَدْعٌ، كأَنَّه
…
نُقاعةُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ
وكلُّ مَا أُلقِيَ فِي ماءٍ، فَقَدْ أُنْقِعَ. والنَّقُوعُ والنَّقِيعُ: شَرابٌ يُتَّخَذُ مِنْ زَبِيبٍ يُنْقَعُ فِي الْمَاءِ مِنْ غَيْرِ طَبْخٍ، وَقِيلَ فِي السَّكَر: إِنه نَقِيعُ الزَّبيبِ. والنَّقْعُ: الرَّيُّ، شَرِبَ فَمَا نَقَعَ وَلَا بَضَعَ. ومثَلٌ مِنَ الأَمثالِ: حَتَّامَ تَكْرَعُ وَلَا تَنْقَعُ؟ ونَقَعَ مِنَ الْمَاءِ وَبِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً: رَوِيَ؛ قَالَ جَرِيرٌ:
لَوْ شِئْتِ، قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبةٍ،
…
تَدَعُ الصَّوادِيَ لَا يَجِدْنَ غَلِيلا
وَيُقَالُ: شَرِبَ حَتَّى نَقَعَ أَي شَفى غَلِيلَه ورَوِيَ. وماءٌ ناقِعٌ: وهو كالناجِعِ؛ وَمَا رأَيت شَرْبةً أَنْقَعَ مِنْهَا. ونَقَعْتُ بِالْخَبَرِ وبالشّرابِ إِذا اشْتَفَيْتَ مِنْهُ. وَمَا نَقَعْتُ بِخَبَرِهِ أَي لَمْ أَشْتَفِ بِهِ. وَيُقَالُ: مَا نَقَعْتُ بخبَر فُلَانٍ نُقوعاً أَي مَا عُجْتُ بكلامِه وَلَمْ أُصَدِّقْه. وَيُقَالُ: نَقَعَتْ بِذَلِكَ نفْسِي أَي اطْمَأَنَّتْ إِليه ورَوِيَتْ بِهِ. وأَنْقَعَني الماءُ أَي أَرْواني. وأَنْقَعَني الرَّيُّ ونَقَعْتُ بِهِ ونَقَعَ الماءُ العَطَشَ يَنْقَعُه نَقْعاً ونُقُوعاً: أَذْهَبَه وسَكَّنَه؛ قَالَ حَفْصٌ الأُمَوِيُّ:
أَكْرَعُ عِنْدَ الوُرُودِ فِي سُدُمٍ
…
تَنْقَعُ مِنْ غُلَّتي، وأَجْزَأُها
وَفِي الْمَثَلِ: الرَّشْفُ أَنْقَعُ أَي الشَّرابُ الَّذِي يُتَرَشَّفُ قَلِيلًا قَليلًا أَقْطَعُ للعطَشِ وأَنْجَعُ، وإِن كَانَ فِيهِ بُطءٌ. ونَقَعَ الماءُ غُلَّتَه أَي أَرْوى عَطَشَه. وَمِنْ أَمثال الْعَرَبِ: إِنه لَشَرَّابٌ بأَنْقُعٍ. ووَرَدَ أَيضاً فِي حديثِ الحَجّاجِ: إِنَّكُم يَا أَهلَ العِراقِ شَرَّابُونَ عَلَيَّ بأَنْقُعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: يُضْرَبُ لِلرَّجُلِ الَّذِي جَرَّبَ الأُمُورَ ومارَسها، وقيل للذي يُعادُ الأُمور المَكْرُوهةَ، أَراد أَنهم يَجْتَرئُونَ عَلَيْهِ ويَتَناكَرون. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هُوَ مَثَلٌ يُضْرَبُ للإِنسان إِذا كَانَ متعاداً لِفِعْلِ الْخَيْرِ والشرِّ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه قَدْ جَرَّبَ الأُمور ومارَسها حَتَّى عَرَفَهَا وَخَبِرَهَا، والأَصل فِيهِ أَن الدَّلِيلَ مِنَ الْعَرَبِ إِذا عَرَفَ المِياهَ فِي الفَلَواتِ ووَرَدَها وَشَرِبَ مِنْهَا، حَذَقَ سُلُوكَ الطريقِ الَّتِي تُؤَدّيه إِلى الْبَادِيَةِ، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنه مُعاوِدٌ للأُمور يأْتيها حَتَّى يَبْلُغَ أَقْصَى مُرادِه، وكأَنَّ أَنْقُعاً جَمْعُ نَقْعٍ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَنْقُعٌ جَمْعُ قِلَّة، وَهُوَ الماءُ الناقِعُ أَو الأَرض الَّتِي يَجْتَمِعُ فِيهَا الْمَاءُ، وأَصله أَنَّ الطَّائِرَ الحَذِرَ لَا يَرِدُ المَشارِعَ، وَلَكِنَّهُ يأْتي المَناقِعَ يَشْرَبُ مِنْهَا، كَذَلِكَ الرَّجُلُ الحَذِرُ لَا يَتَقَحّمُ الأُمورَ؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: حَكَى أَبو عُبَيْدٍ أَن هَذَا الْمَثَلَ لِابْنِ جُرَيْجٍ قَالَهُ فِي مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، وَكَانَ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ أَفصح النَّاسِ، يَقُولُ ابْنُ جُرَيْجٍ: إِنه رَكِب فِي طلَبِ الْحَدِيثِ كلَّ حَزْن وَكَتَبَ مِنْ كُلِّ وجْهٍ، قَالَ الأَزهريُّ: والأَنْقُعُ جَمْعُ النَّقْعِ، وَهُوَ كُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ مِنْ عِدٍّ أَو
غَدِيرٍ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ مُنْقَعٌ أَي يُسْتَشْفى بِرأْيه، وأَصله مِنْ نَقَعْتُ بِالرَّيِّ. والمِنْقَعُ والمِنْقَعةُ: إِناءٌ يُنْقَعُ فِيهِ الشَّيْءُ. ومِنْقَعُ البُرَمِ: تَوْرٌ صَغِيرٌ أَو قُدَيْرةٌ صَغِيرَةٌ مِنْ حِجارة، وجمعه مَناقِعُ، تَكُونُ لِلصَّبِيِّ يَطْرَحُون فِيهِ التمْر واللبَنَ يُطْعَمُه ويُسْقاهُ؛ قَالَ طَرَفةُ:
أَلْقَوْا إِلَيْكَ بِكُلِّ أَرْمَلةٍ
…
شَعْثاءَ، تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَمِ
البُرَمُ هَاهُنَا: جَمْعُ بُرْمةٍ، وَقِيلَ: هِيَ المِنْقَعةُ والمِنْقَعُ؛ وَقَالَ أَبو عُبَيْدٍ: لَا تَكُونُ إِلا مِنَ حِجَارَةٍ. والأُنْقُوعةُ: وَقْبَةُ الثَّرِيدِ الَّتِي فِيهَا الوَدَكُ. وَكُلُّ شَيْءٍ سالَ إِليه الماءُ مِنْ مَثْعَبٍ وَنَحْوِهِ، فَهُوَ أُنْقُوعةٌ. ونُقاعةُ كُلِّ شَيْءٍ: الماءُ الَّذِي يُنْقَعُ فِيهِ. والنَّقْعُ: دَواءٌ يُنْقَعُ ويُشْربُ. والنَّقِيعةُ مِنَ الإِبل: العَبِيطةُ تُوَفَّر أَعْضاؤها فَتُنْقَعُ فِي أَشياءَ. ونَقَعَ نَقِيعةً: عَمِلَها. والنَّقِيعةُ: مَا نُحِرَ مِنَ النَّهْبِ قَبْلَ أَن يُقْتَسَمَ؛ قَالَ:
مِيلُ الذُّرى لُحِبَتْ عَرائِكُها،
…
لَحْبَ الشِّفارِ نَقِيعةَ النَّهْبِ
وانْتَقَعَ القومُ نَقيعةً أَي ذَبَحوا مِنَ الغنيمةِ شَيْئًا قَبْلَ القَسْمِ. وَيُقَالُ: جاؤُوا بناقةٍ مِنْ نَهْبٍ فَنَحَرُوهَا. والنَّقِيعةُ: طَعَامٌ يُصْنَعُ للقادِم مِنَ السفَر، وَفِي التَّهْذِيبِ: النَّقِيعَةُ مَا صنَعَه الرجُل عِنْدَ قُدُومِهِ مِنَ السَّفَرِ. يُقَالُ: أَنْقَعْتُ إِنْقاعاً؛ قَالَ مُهَلْهِلٌ:
إِنَّا لَنَضْرِبُ بالصَّوارِمِ هامَهُمْ،
…
ضَرْبَ القُدارِ نَقِيعةَ القُدَّامِ
وَيُرْوَى:
إِنَّا لَنَضْرِبُ بالسُّيوفِ رُؤوسَهم
القُدَّامُ: القادِمُون مِنْ سفَر جَمْعُ قادِمٍ، وَقِيلَ: القُدَّامُ المَلِكُ، وَرُوِيَ القَدَّامُ، بِفَتْحِ الْقَافِ، وَهُوَ المَلِكُ. والقُدارُ: الجَزَّارُ. والنَّقِيعةُ: طَعامُ الرجلِ ليلةَ إِمْلاكِه. يُقَالُ: دَعَوْنا إِلى نَقِيعَتهم، وَقَدْ نَقَعَ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَ. وَيُقَالُ: كُلُّ جَزُورٍ جَزَرتَها للضِّيافةِ، فَهِيَ نَقِيعةٌ. يُقَالُ: نَقَعْتُ النَّقِيعةَ وأَنْقَعْتُ وانْتَقَعْتُ أَي نَحَرْتُ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ فِي هَذَا الْمَكَانِ:
كلُّ الطَّعامِ تَشْتَهي رَبِيعهْ:
…
الخُرْسُ والإِعْذارُ والنَّقِيعهْ
وَرُبَّمَا نَقَعُوا عَنْ عدّةٍ مِنَ الإِبل إِذا بَلَغَتْها جَزُوراً أَي نَحَرُوهُ، فَتِلْكَ النَّقِيعةُ؛ وأَنشد:
مَيْمونةُ الطَّيْر لَمْ تَنْعِقْ أَشائِمُها،
…
دائِمَةُ القِدْرِ بالأَفْراعِ والنُّقُعِ
وإِذا زُوِّجَ الرجلُ فأَطْعَمَ عَيْبَتَه قِيلَ: نَقَعَ لَهُمْ أَي نَحَرَ. وَفِي كَلَامِ الْعَرَبِ: إِذا لَقِيَ الرجلُ مِنْهُمْ قَوْمًا يَقُولُ: مِيلُوا يُنْقَعْ لَكُمْ أَي يُجْزَرْ لَكُمْ، كأَنه يَدْعُوهم إِلى دَعْوَتِه. وَيُقَالُ: الناسُ نَقائِعُ الموْتِ أَي يَجْزُرُهم كَمَا يَجْزُرُ الجَزَّارُ النَّقِيعةَ. والنقْعُ: الغُبارُ الساطِعُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً
؛ أَي غُبَارًا، وَالْجَمْعُ نِقاعٌ. ونَقَعَ الموتُ: كَثُرَ. والنَّقِيعُ: الصُّراخُ. والنَّقْعُ: رَفْعُ الصوتِ. ونَقَعَ الصوتُ واسْتَنْقَعَ أَي ارْتَفَع؛ قَالَ لَبِيدٌ:
فَمَتى يَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ،
…
يُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ وزَجَلْ
مَتَى يَنْقَعْ صُراخٌ أَي مَتَى يَرْتَفِعْ، وَقِيلَ: يَدُومُ وَيَثْبُتُ، وَالْهَاءُ للحرْب وإِن لَمْ يَذْكُرْهُ لأَن فِي الْكَلَامِ دَلِيلًا عَلَيْهِ، وَيُرْوَى يَحْلِبُوها مَتَى مَا سَمِعُوا صارِخاً؛ أَحْلَبُوا الحرْبَ أَي جَمَعُوا لَهَا. ونَقَعَ الصارِخُ بِصَوْتِهِ يَنْقَعُ نُقُوعاً وأَنْقَعَه، كِلَاهُمَا: تابَعَه وأَدامَه؛ وَمِنْهُ قَوْلُ
عُمَرَ، رضي الله عنه: إِنه قَالَ فِي نساءٍ اجْتَمَعْنَ يَبْكِينَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: وَمَا عَلَى نِسَاءِ بَنِي الْمُغِيرَةِ أَنْ يُهْرِقْنَ، وَفِي التَّهْذِيبِ: يَسْفِكْنَ مِنْ دُموعِهِنَّ عَلَى أَبي سُلَيْمانَ مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ وَلَا لَقْلَقةٌ
، يَعْنِي رَفْعَ الصوتِ، وَقِيلَ: يَعْنِي بالنقْعِ أَصواتَ الخُدودِ إِذا ضُرِبَتْ، وَقِيلَ: هُوَ وَضْعُهُنَّ عَلَى رؤُوسهن النَّقْعَ، وَهُوَ الغبارُ، قَالَ ابْنُ الأَثير: وَهَذَا أَولى لأَنه قَرَنَ بِهِ اللَّقْلَقَةَ، وَهِيَ الصَّوْتُ، فحَمْلُ اللَّفْظَيْنِ عَلَى مَعْنَيَيْنِ أَوْلى مِنْ حَمْلِهِمَا عى مَعْنًى وَاحِدٍ، وَقِيلَ: النَّقْعُ هَاهُنَا شَقُّ الجُيُوبِ؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: وَجَدْتُ بَيْتًا لِلْمَرَّارِ فِيهِ:
نَقَعْنَ جُيُوبَهُنَّ عليَّ حَيًّا،
…
وأَعْدَدْنَ المَراثيَ والعَوِيلا
والنَّقَّاعُ: المُتَكَثِّرُ بِمَا لَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ مدْحِ نفْسِه بالشَّجاعة والسَّخاءِ وَمَا أَشبهه. ونَقَعَ لَهُ الشَّرَّ: أَدامَه. وَحَكَى أَبو عُبَيْدٍ: أَنْقَعْتُ لَهُ شَرًّا، وَهُوَ اسْتِعارةٌ. وَيُقَالُ: نَقَعَه بِالشَّتْمِ إِذا شَتَمَهُ شَتْمًا قَبِيحًا. والنَّقائِعُ: خَبارَى فِي بِلادِ تَمِيمٍ، والخَبارَى: جُمَعُ خَبْراءَ، وَهِيَ قاعٌ مُسْتَدِيرٌ يَجْتَمِعُ فِيهِ الماءُ. وانْتُقِعَ لونُه: تَغَيَّرَ مِنْ هَمٍّ أَو فزَعٍ، وَهُوَ مُنْتَقَعٌ، وَالْمِيمُ أَعرف، وَزَعَمَ يَعْقُوبُ أَن مِيمَ امْتُقِعَ بَدَلٌ مِنْ نُونِهَا. وَفِي حَدِيثِ الْمَبْعَثِ:
أَنه أَتَى النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، ملكانِ فأَضْجَعاه وشَقَّا بَطنَه فرجعَ وَقَدِ انْتُقِعَ لونُه
؛ قَالَ النَّضِرُ: يُقَالُ ذَلِكَ إِذا ذَهَبَ دَمُه وَتَغَيَّرَتْ جِلْدَةُ وَجْهِهِ إِما مِنْ خوْفٍ وإِما مِنْ مَرَضٍ. والنَّقُوعُ: ضَرْبٌ مِنَ الطِّيب. الأَصمعي: يُقَالُ صَبَغَ فُلَانٌ ثوبَه بنَقُوعٍ، وَهُوَ صِبْغٌ يُجْعَلُ فِيهِ مِنْ أَفْواه الطِّيبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:
أَنَّ عُمَرَ حَمَى غَرَزَ النَّقِيعِ
؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ مَوْضِعٌ حمَاه لِنَعَمِ الفيءِ وخَيْلِ الْمُجَاهِدِينَ فَلَا يَرْعاه غَيْرُهَا، وَهُوَ مَوْضِعٌ قَرِيبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ كَانَ يَسْتَنْقِعُ فِيهِ الْمَاءُ أَي يَجْتَمِعُ؛ قَالَ: وَمِنْهُ الْحَدِيثُ
أَول جُمُعةٍ جُمِّعَتْ فِي الإِسلام بِالْمَدِينَةِ فِي نَقِيعِ الخَضِماتِ
؛ قَالَ: هُوَ مَوْضِعٌ بِنَوَاحِي الْمَدِينَةِ.
نكع: النَّكِعُ: الأَحْمَرُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ. والأَنْكَعُ: المُتَقَشِّرُ الأَنْفِ مَعَ حُمْرةٍ شديدةٍ. رجُلٌ أَنْكَعُ بيِّنُ النَّكَعِ، وَقَدْ نَكِعَ يَنْكعُ نَكَعاً. والنَّكِعةُ مِنَ النساءِ: الحَمْراءُ اللَّوْنِ. والنَّكِعُ والناكِعُ والنُّكَعةُ: الأَحمر الأَقْشَرُ. وأَحمر نَكِعٌ: شَدِيدُ الحُمْرَةِ ورجُلٌ نُكَعٌ: يخالِطُ حُمْرَتَه سَوادٌ، وَالِاسْمُ النَّكَعةُ والنُّكَعةُ. وشَفةٌ نَكِعة: اشْتَدَّتْ حُمْرَتُهَا لِكَثْرَةِ دَمِ بَاطِنِهَا. ونَكَعةُ الأَنْفِ: طَرَفُه. وَيُقَالُ: أَحمر مثلُ نَكَعةِ الطُّرْثُوثِ، ونَكَعةُ الطُّرْثُوثِ، بِالتَّحْرِيكِ: قِشْرَةٌ حَمْراء فِي أَعْلاه، وَقِيلَ: هِيَ رأْسه، وَقِيلَ: هِيَ مِنْ أَعْلاه إِلى قَدْرِ إِصبع عَلَيْهِ قِشْرَةٌ حَمْرَاءُ؛ قَالَ الأَزهري: رأَيتها كأَنها ثُومةُ ذَكَرِ الرَّجُلِ مُشْرَبةٌ حُمْرةً. وَفِي الْخَبَرِ:
قَبَّحَ اللَّهُ نَكَعةَ أَنْفِه كأَنها نَكَعةُ الطُّرْثُوثِ
والنُّكعةُ، بِضَمِّ النُّونِ: جَناةٌ حَمْرَاءُ كَالنَّبْقِ فِي اسْتِدَارَتِهِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ أَحمر كالنُّكعةِ، قَالَ: وَهِيَ ثَمَرَةُ النُّقاوَى وَهُوَ نَبْتٌ
أَحمر. وَفِي حَدِيثٍ:
كَانَتْ عَيْنَاهُ أَشدَّ حُمْرَةً مِنَ النُّكعةِ.
وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي عَنْ بَعْضِهِمْ أَنه قَالَ: فَكَانَتْ عَيْنَاهُ أَشدّ حُمْرَةً مِنَ النُّكعةِ، هَكَذَا رَوَاهُ بِضَمِّ النُّونِ. قَالَ الأَزهري: وَسَمَاعِيٌّ مِنَ الْعَرَبِ نَكَعةٌ، بِالْفَتْحِ. والنُّكَعةُ والنَّكَعةُ: ثَمَرُ شَجَرٍ أَحمر. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النُّكَعةُ والنَّكَعةُ كِلاهما هَنةٌ حَمْرَاءُ تَظْهَرُ فِي رأْس الطُّرْثُوثِ. ونَكَعه بِظَهْرِ قدمِه نَكْعاً: ضَرَبَهُ، وَقِيلَ: هُوَ الضَّرْبُ عَلَى الدُّبر كالكَسْعِ. والنَّكُوعُ مِنَ النِّسَاءِ: القصِيرةُ، وَجَمْعُهَا نُكُعٌ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:
بِيضٌ مَلاوِيحُ، يومَ الصَّيْفِ، لَا صُبُرٌ
…
عَلَى الهَوانِ، وَلَا سُودٌ، وَلَا نُكُعُ
ونَكَعَه حَقَّه: حَبَسَه عَنْهُ. ونَكَعَه الوِرْدَ وَمِنْهُ: مَنَعَه إِيّاه؛ أَنشد سِيبَوَيْهِ:
بَني ثُعَلٍ لَا تَنْكَعُوا العَنْزَ شُرْبَها،
…
بَني ثُعَلٍ مَنْ يَنْكَع العَنْزَ ظالِمُ
وأَنْكَعَتْه بِغْيَتُه: طَلَبها ففاتَتْه. ونَكَعَه عَنِ الشَّيْءِ يَنْكَعُه نَكْعاً وأَنْكَعَه: صَرَفَه. ونَكَعَ عَنِ الأَمر ونَكَلَ بِمَعْنًى واحدٍ. وتَكَلَّمَ فأَنْكَعَه: أَسْكَتَه. وشَرِبَ فأَنْكَعَه: نَغَّصَ عَلَيْهِ. والنُّكَعةُ: الأَحْمَقُ الَّذِي إِذا جَلَسَ لَمْ يَكَدْ يَبْرَحُ. وَيُقَالُ للأَحمق: هُكَعةٌ نُكَعةٌ. والنَّكْعُ: الإِعْجالُ عَنِ الأَمْرِ. ونَكَعَه عَنِ الأَمر: أَعْجَلَه عَنْهُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
تَقْنِصُكَ الخَيْلُ وتَصْطادُكَ الطَّيْرُ،
…
وَلَا تُنْكَعُ لَهْوَ القَنِيص
ابْنُ الأَعرابي: لَا تُنْكَعُ لَا تُمْنَعُ؛ وأَنشد أَبو حَاتِمٍ فِي الإِنْكاعِ بِمَعْنَى الإِعْجالِ:
أَرَى إِبلي لَا تُنْكَعُ الوِرْدَ شُرَّداً،
…
إِذا شُلَّ قومٌ عَنْ وُرودٍ وكُعْكِعوا
وَذَكَرَ فِي تَرْجَمَةِ لكع: ولَكَعَ الرجلُ الشاةَ إِذا نَهَزَها، ونكَعَها إِذا فَعَلَ بِهَا ذَلِكَ عِنْدَ حَلْبِها، وَهُوَ أَن يَضْرِبَ ضَرْعَها لِتَدِرَّ.
نهع: نَهَعَ يَنْهَعُ نُهوعاً أَي تَهَوَّعَ للقَيء وَلَمْ يَقْلِسْ شَيْئًا؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَلَا أَعْرِفُ هَذَا الحرفَ وَلَا أَحُقُّه، وَفِي الصِّحَاحِ: أَي تَهَوَّعَ وَهُوَ التَّقَيُّؤُ.
نهبع: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: النُّهْبوعُ طائِرٌ؛ عَنِ ابْنِ خالويه.
نوع: النَّوْعُ أَخَصُّ مِنَ الجِنس، وَهُوَ أَيضاً الضرْبُ مِنَ الشَّيْءِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَهُ تَحْديدٌ مَنْطِقيّ لَا يَلِيقُ بِهَذَا الْمَكَانِ، وَالْجَمْعُ أَنواعٌ، قَلَّ أَو كثُر. قَالَ اللَّيْثُ: النوْعُ والأَنواعُ جَمَاعَةٌ، وَهُوَ كُلُّ ضَرْبٍ مِنَ الشَّيْءِ وَكُلُّ صِنْفٍ مِنَ الثِّيَابِ وَالثِّمَارِ وَغَيْرُ ذَلِكَ حَتَّى الْكَلَامُ؛ وَقَدْ تَنَوَّعَ الشَّيْءُ أَنواعاً. وناعَ الغُصْنُ يَنوعُ: تمايَلَ. وناعَ الشيءُ نَوْعاً: تَرَجَّحَ. والتنَوُّعُ: التذَبْذُبُ. والنُّوعُ، بِالضَّمِّ: الجُوعُ، وصرَّف سِيبَوَيْهِ مِنْهُ فِعْلًا فَقَالَ: ناعَ يَنوعُ نَوْعاً، فَهُوَ نائِعٌ. يُقَالُ: رَماه اللَّهُ بالجوعِ والنُّوعِ، وَقِيلَ: النُّوعُ إِتْباعٌ للجُوعِ، والنائِعُ إِتباعٌ للجائعِ، يُقَالُ: رَجُلٌ جائعٌ نائِعٌ، وَقِيلَ: النُّوعُ العطَشُ وَهُوَ أَشبه لِقَوْلِهِمْ فِي الدُّعَاءِ عَلَى الإِنسان: جُوعاً وَنُوعًا، وَالْفِعْلُ كَالْفِعْلِ، وَلَوْ كَانَ الجُوع نُوعاً لَمْ يَحْسُنْ تَكْرِيرُهُ، وَقِيلَ: إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ جَازَ التَّكْرِيرُ، قَالَ أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ جُوعاً لَهُ ونُوعاً، وجُوساً لَهُ وجُوداً، لَمْ يَزِدْ عَلَى