المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وكِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً، … يَزِينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ وأُخِذَ ثوْبي - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: وكِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً، … يَزِينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ وأُخِذَ ثوْبي

وكِنْدةُ مَعْدِنٌ للمُلْكِ قِدْماً،

يَزِينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ

وأُخِذَ ثوْبي وَمَا أَدْري مَا والِعَتُه وَمَا وَلَع بِهِ أَي ذهَب بِهِ. وفقدْنا غُلَامًا لَنَا مَا أَدري مَا وَلَعَه أَي مَا حَبَسَه، وَمَا أَدري مَا والِعَتُه بِمَعْنَاهُ أَيضاً. قَالَ الأَزهري: يُقَالُ وَلَعَ فُلَانًا والِعٌ، ووَلَعَتْه والِعةٌ، واتَّلَعَتْه والِعةٌ أَي خَفِيَ عَلَيَّ أَمرُه فَلَا أَدرِي أَحَيٌّ أَم مَيّت، وإِن لَا تَدْرِي بِمَنْ يُولِعُ هَرِمُك؛ حَكَاهُ يَعْقُوبُ. ووَلِيعةُ: قَبِيلَةٌ؛ وَقَوْلُ الجَمُوحِ الْهُذَلِيِّ:

تمَنَّى، وَلَمْ أَقْذِفْ لَدَيْه مُجَرَّباً

لِقائِل سَوْءٍ يَسْتَجِيرُ الوَلائِعا

إِنما أَراد الوَلِيعتين فَجَمَعَهُ عَلَى حَدّ المَهالِبِ والمَناذر.

وَمَعَ: الأَزهري عَنِ ابْنِ الأَعرابي: الوَعْمة ظَبْيةُ الجبَلِ، والوَمْعةُ: الدُّفْعةُ من المعاء «2»

وَنَعَ: الوَنَعُ: كَلِمَةٌ يُشارُ بِهَا إِلى الشيءِ الحَقِيرِ، يَمَانِيَةٌ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَيْسَ بثبت.

‌فصل الياء

يَدَعَ: الأَيدع: صِبْغٌ أَحمر، وَقِيلَ: هُوَ خَشَبُ البَقَّمِ، وَقِيلَ: هُوَ دَمُ الأَخَوَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ الزَّعْفَرَانُ، وَهُوَ عَلَى تَقْدِيرِ أَفْعَلَ. وَقَالَ الأَصمعي: العَنْدَمُ دَمُ الأَخوين، وَيُقَالُ: هُوَ الأَيدع أَيضاً؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الْهُذَلِيُّ:

فَنَحا لَها بمُذَلَّقَيْنِ كأَنَّما

بِهِما، مِنَ النَّضْح المُجَدَّحِ، أَيْدَعُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وشجرَتُه يُقَالُ لَهَا الحُرَيْفةُ، وَعُودُهَا الجَنْجَنةُ وغُصْنها الأَكْرُوعُ. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: الأَيْدَعُ نَبَاتٌ؛ وأَنشد:

إِذا رُحْنَ يَهْزُزْنَ الذُّيُولَ عَشِيّةً،

كهَزِّ الجَنُوبِ الهَيْفِ دَوْماً وأَيدَعا

وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: هُوَ صَمْغٌ أَحمر يُؤتى بِهِ مِنْ سُقُطْرى جَزِيرةِ الصَّبِرِ السُّقُطْرِيّ، وَقَدْ يَدَّعْتُه. وأَيْدَعَ الحجَّ عَلَى نَفْسِهِ: أَوْجَبَه، وَذَلِكَ إِذا تَطيَّبَ لإِحْرامِه؛ قَالَ جَرِيرٌ:

وربِّ الرّاقِصاتِ إِلى الثَّنايا

بشُعْثٍ أَيْدَعُوا حَجّاً تَمَامَا

وأَيْدَعَ الرجلُ إِذا أَوْجَبَ عَلَى نَفْسِهِ حَجًّا. وَقَوْلُ جَرِيرٍ أَيْدَعُوا أَي أَوْجَبُوا عَلَى أَنفسهم؛ وأَنشد لكثيِّر:

كأَنَّ حُمُولَ القوْمِ، حِينَ تَحَمَّلُوا،

صَرِيمةُ نَخْلٍ أَوْ صَرِيمةُ أَيْدَعِ

قَالَ الأَزهري: هَذَا الْبَيْتُ يَدُلُّ عَلَى أَنّ الأَيدَعَ هُوَ البَقَّمُ لأَنه يُحْمل فِي السفُن مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ؛ وأَما قَوْلُ رُؤْبَةَ:

أَبَيْتُ مِنْ ذاكَ العَفافِ الأَوْدَعا،

كَمَا اتَّقى مُحْرِمُ حَجٍّ أَيْدَعا،

أَيْنَ امْرُؤٌ ذُو مَرْأَة تَمَقَّعا

أَي تَسَفَّه وَجَاءَ بِمَا يُسْتَحْيا مِنْهُ، وَقِيلَ: عَنَى بالأَيْدع الزعفرانَ لأَنَّ الْمُحْرِمَ يَتَّقي الطِّيبَ، وَقِيلَ: أَراد أَوجب حَجًّا عَلَى نَفْسِهِ، وَهَذَا ينصرف، فإِن سميت

(2). قوله [الدفعة من المعاء] كذا بالأَصل، وعبارة القاموس مع شرحه: الدفعة من الماء، والوعمة ظبية الجبل، هكذا في العباب، وفي التكملة: من الماء، والذي في التهذيب: من المعاء، وهكذا نقله صاحب اللسان.

ص: 412

بِهِ رَجُلًا لَمْ تَصْرِفْهُ فِي الْمَعْرِفَةِ لِلتَّعْرِيفِ وَوَزْنِ الْفِعْلِ، وَصَرَفْتَهُ فِي النَّكِرَةِ مثلَ أَفْكَل. ابْنُ الأَعرابي: أَوْذَمْتُ يَميناً وأَيْدَعْتها أَي أَوْجَبتُها. ويَدَّعْتُ الشيءَ أُيَدِّعُه تَيْدِيعاً: صَبغْتُه بالزعفرانِ. ومَيْدُوعٌ: اسْمُ فرَسِ عبدِ الحرِثِ بْنِ ضِرارِ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ الضَّبّيِّ؛ وَقَالَ:

تَشَكَّى الغَزْوَ مَيْدُوعٌ، وأَضْحَى

كأَشْلاءِ اللِّحامِ، بِهِ فُدُوحُ

فَلَا تَجْزَعُ مِنَ الحِدْثانِ، إِني

أكُرُّ الغَزْوَ، إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ

وَفِي الْحَدِيثِ ذَكَرَ يَدِيع، بِفَتْحِ الْيَاءِ الأُولى وَكَسْرِ الدَّالِ، نَاحِيَةٌ مِنْ فَدَك وخَيْبَر بِهَا مياهٌ وَعُيُونٌ لِبَنِي فَزارةَ وغيرهم.

يَرَعَ: اليَرَعُ: أَوْلادُ بَقَرِ الْوَحْشِ. واليَراعُ: القَصَبُ، وَاحِدَتُهُ يَراعةٌ. واليَراعةُ: مِزْمارُ الرَّاعِي. واليَراعةُ: الأَجَمةُ؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ يَصِفُ مِزْمَارًا شبَّه حَنِينَه بِصَوْتِهِ:

سَبيٌّ مِنْ يَراعَتِه نَفاهُ

أَتيٌّ، مَدّه صُحَرٌ ولُوبُ

سَبيٌّ: مَسْبيٌّ يَعْنِي مِزْمَارًا قَصَبَتُه مِنْ أَرض غريبةٍ اقْتَلَعَتْهَا السُّيُولُ فأَتت بِهَا مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ فكأَنه لِذَلِكَ سَبِيٌّ، وصُحَرٌ: جَمْعُ صُحْرة وَهِيَ جَوْبةٌ تَنْجابُ وسْطَ الْحَرَّةِ، وَيُقَالُ: إِنه أَراد باليَراعةِ الأَجَمَةَ، قَالَ الأَزهريّ: القَصبة الَّتِي يَنْفُخ فِيهَا الرَّاعِي تُسَمَّى اليَراعةَ؛ وأَنشد:

أَحِنُّ إِلى لَيْلى، وإِن شَطَّتِ النَّوى

بِلَيْلى، كَمَا حَنَّ اليَراعُ المُثَقَّبُ

وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عُمَرَ: كنتُ مَعَ رسولِ لله، صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعَ صوتَ يَراعٍ

أَي قَصَبَةٍ كَانَ يُزْمَرُ بِهَا. واليَراعةُ واليَراعُ: الجبانُ الَّذِي لَا عَقْلَ لَهُ وَلَا رَأْيَ، مُشْتَقٌّ مِنَ الْقَصَبِ؛ أَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِكَعْبِ الأَمثال:

وَلَا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ

هَواءً كَسَقْبِ البانِ، جُوفٌ مَكاسِرُهْ

وَفِي حَدِيثِ

خُزَيْمةَ: وعادَ لَها اليَراعُ مُجْرَنْثِماً

؛ الْيَرَاعُ: الضِّعافُ مِنَ الغَنَمِ وَغَيْرُهَا، والأَصل فِي اليراعِ القَصَبُ ثم سمي به لجبانُ الضعِيفُ. واليَراعُ كالبَعُوضِ يَغْشَى الْوَجْهَ، وَاحِدَتُهُ يَراعةٌ. واليَراعُ: جَمْعُ يَراعةٍ، وَهِيَ ذُبَابٌ يَطِيرُ بِاللَّيْلِ كأَنه نارٌ. واليَراعُ: فَراشةٌ إِذا طَارَتْ فِي اللَّيْلِ لَمْ يَشُكَّ مَن يَعْرِفُهَا أَنها شَرارةٌ طارَتْ عَنْ نَارٍ، قَالَ عَمْرُو بْنُ بَحْر: نارُ اليَراعةِ قِيلَ هِيَ نارُ حُباحِب، وَهِيَ شَبِيهَةٌ بِنَارِ الْبَرْقِ، قَالَ: واليَراعةُ طَائِرٌ صَغِيرٌ، إِن طَارَ بِالنَّهَارِ كَانَ كَبَعْضِ الطَّيْرِ، وإِن طَارَ بِاللَّيْلِ كَانَ كأَنه شِهاب قُذِفَ أَو مِصْباح يَطِيرُ؛ وأَنشد:

أَو طائِر يُدْعى اليَراعةَ، إِذْ يُرَى

فِي حِنْدِسٍ كَضِياءِ نارِ مُنَوِّر

وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنِ أَبي عُبَيْدَةَ: اليَراعُ الهَمَجُ بَيْنَ الْبَعُوضِ والذِّبّانِ يَرْكَبُ الْوَجْهَ والرأْس وَلَا يلذَع. واليَراعةُ: موضع بعينه؛ قَالَ الْمُثَقِّبُ:

عَلَى طُرُقٍ عِنْدَ اليَراعةِ تَارَةً،

تُوازي شَرِيرَ البَحْرِ وهْوَ قَعِيدُها

قَالَ الأَزهري: اليَرُوعُ لُغَةٌ مَرْغُوب عَنْهَا لأَهل الشِّحْرِ كأَن تَفْسِيرَهَا الرُّعْبُ والفَزَعُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واليَراعةُ النّعامةُ؛ قَالَ الرَّاعِي: يَراعةً إِجْفِيلا.

ص: 413

يَسَعَ: حَكَى الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ عِيسِ عَنْ شَمِرٍ قَالَ: تُسَمَّى الريحُ الجَنُوبُ بِلُغَةِ هُذَيْلٍ النُّعامى، وَهِيَ الأَزْيَبُ أَيْضًا، وَبَعْضُهُمْ يُسَمِّيهَا مِسْعاً، وَقَالَ بَعْضُ أَهل الْحِجَازِ يُسْعٌ، بِضَمِّ الْيَاءِ، قَالَ: وأَما اسْمَ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فاليَسَعُ وقرئ اللَّيْسَع.

يعع: قَالَ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَعَعَ: وَلَا يَكْسِرُ وَاوُ الوَعْواعِ كَمَا يُكْسَرُ الزاي من الزِّلْزالِ ونحوه كراهية الكسر في الواو، قَالَ: وَكَذَلِكَ حِكَايَةُ اليَعْيَعةِ واليَعْياعِ من فِعالِ الصِّبْيانِ إِذا رَمَى أَحدهم الشَّيْءَ إِلى صَبِيٍّ آخَرَ، لأَن الْيَاءَ خِلْقَتُهَا الْكَسْرُ فَيَسْتَقْبِحُونَ الْوَاوَ بَيْنَ كَسْرَتَيْنِ، وَالْوَاوُ خِلْقَتُهَا الضَّمُّ فَيَسْتَقْبِحُونَ الْتِقَاءَ كَسْرَةٍ وَضَمَّةٍ فَلَا تَجِدُهُمَا فِي كَلَامِ الْعَرَبِ فِي أَصل الْبَنَّاءِ؛ وأَنشد:

أَمْسَتْ كَهامةِ يَعْياعٍ تَداولَها

أَيْدِي الأَوازِعِ، مَا تُلْقَى وَمَا تُذَرُ

وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: اليَعْيَعةُ واليَعْياعُ مِنْ أَفعال الصِّبْيَانِ إِذا رَمَى أَحدهم الشيءَ إِلى الْآخَرِ. وَقَالَ: يَع. وَقِيلَ: اليَعْيَعةُ حِكَايَةُ أَصوات الْقَوْمِ إِذا تَداعَوْا فقالوا: ياع ياعْ.

يَفْع: الْيِفَاعُ: المُشْرِفُ مِنَ الأَرض وَالْجَبَلِ، وَقِيلَ: هُوَ قِطْعَةٌ مِنْهُمَا فِيهَا غِلَظٌ؛ قَالَ الْقُطَامِيُّ:

وأَصْبَحَ سَيْلُ ذَلِكَ قَدْ تَرَقَّى

إِلى مَنْ كانَ مَنْزِلُه يَفاعا

وَقِيلَ: هُوَ التَّلُّ الْمُشْرِفُ، وَقِيلَ: هُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الأَرض؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَجَاءَ فِي جَمْعِهِ يُفُوعٌ؛ قَالَ الْمَرَّارُ:

بنَظْرَةِ أَزْرَقِ العَيْنَيْنِ بازٍ،

عَلَى عَلْياءَ، يَطَّرِدُ اليُفُوعا

والمَيْفَعُ: المكانُ المُشْرِفُ؛ وَقَوْلُ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ يَصِفُ ظَبْيةً:

وَفِي كلِّ نَشْزٍ لَهَا مَيْفَع،

وَفِي كلِّ وجْهٍ لَهَا مُرْتَعى

وَرَوَاهُ ابْنُ بَرِّيٍّ: لَهَا مُنْتَصَى، فَسَّرَهُ الْمُفَسِّرُ فَقَالَ: مَيْفَعٌ كيَفاعٍ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَسْتُ أَدري كَيْفَ هَذَا لأَنّ الظَّاهِرَ مِنْ مَيْفَع فِي الْبَيْتِ أَن يَكُونَ مَصْدَرًا، وأَراه تَوَهَّمَ مِنَ اليَفاعِ فِعْلًا فَجَاءَ بِمَصْدَرٍ عَلَيْهِ، وَالتَّفْسِيرُ الأَول خطأٌ؛ وَيُقَوِّي مَا قُلْنَاهُ قَوْلُهُ:

وَفِي كُلِّ وَجْهٍ لَهَا مُرْتَعَى

واليافِعُ: مَا أَشْرَفَ مِنَ الرَّمْل؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ خِشْفاً:

تَنْفي الطَّوارِفَ عَنْهُ دِعْصَتا بَقَرٍ،

ويافِعٌ مِنْ فِرنْدَادَينِ مَلْمُومُ

وجِبالٌ يَفَعاتٌ ويافِعاتٌ: مُشْرِفاتٌ. وَكُلُّ شَيْءٍ مُرْتَفِعٍ، فَهُوَ يَفاعٌ، وَقِيلَ: كلُّ مرتفِعٍ يافِعٌ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي لِابْنِ الْعَارِمِ الْكِلَابِيِّ:

فأَشْعَرْته تحتَ الظَّلامِ، وبَيْنَنا،

مِنَ الخَطَرِ المَنْضُودِ فِي العَينِ، يافِعُ

وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي فِي قَوْلِ عَدِيّ:

مَا رَجائي في اليافِعاتِ ذَواتِ الهَيجِ

أمْ مَا صَيْري، وكيفَ احْتِيالي؟

قَالَ: اليافعاتُ مِنَ الأَمْرِ مَا عَلا وغلَبَ مِنْهَا. وتَيَفَّعَ الرجلُ: أوْقَدَ نَارَهُ فِي اليَفاعِ أَو اليافِعِ؛ قَالَ رُشَيْدُ بْنُ رُمَيْضٍ الغَنَوِيّ:

إِذا حانَ مِنْهُ مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ

لأُخْراهُ أولاهُ سَنًى وتَيَفَّعُوا

ص: 414

وغلامٌ يافِعٌ ويَفَعةٌ وأَفَعَةٌ ويَفَعٌ: شَابُّ، وَكَذَلِكَ الْجَمْعُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَرُبَّمَا كسِّر عَلَى الأَيْفاع فَقِيلَ غِلْمَانٌ أَيْفاعٌ ويَفَعةٌ أَيضاً. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ يَفَعةً ووَفَعةً، بِالْيَاءِ وَالْوَاوِ، وَقَدْ أَيْفَعَ أَي ارْتَفَعَ، وَهُوَ يَافِعٌ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، وَلَا يُقَالُ مُوفعٌ، وَهُوَ مِنَ النَّوَادِرِ؛ قَالَ كُرَاعٍ: وَنَظِيرُهُ أَبْقَلَ الموْضِعُ وَهُوَ بَاقِلٌ كَثُرَ بَقْلُهُ، وأَوْرَقَ النَّبْتُ وَهُوَ وارِقٌ طَلَعَ ورَقُه، وأَورَسَ وَهُوَ وارِسٌ كَذَلِكَ، وأقْرَبَ الرجلُ وَهُوَ قارِبٌ إِذا قَرُبَتْ إِبِلُه مِنَ الْمَاءِ، وَهِيَ ليلةُ القَرَبِ؛ وَنَظِيرُ هَذَا، أَعني مَجيءَ اسْمِ الْفَاعِلِ عَلَى حَذْفِ الزَّوَائِدِ، مَجيءُ اسْمِ الْمَفْعُولِ عَلَى حَذْفِهَا أَيضاً نَحْوَ أَحَبَّه فَهُوَ مَحْبُوبٌ، وأضْأَدَه فهو مَضْؤُودٌ وَنَحْوَهُ. قَالَ الأَزهري: وَالْقِيَاسُ مُوفِعٌ وَجَمْعُهُ أَيْفاعٌ. وتَيَفَّعَ الْغُلَامُ: كأَيْفعَ؛ وجاريةٌ يَفَعةٌ ويافِعة وَقَدْ أَيْفَعَتْ وتَيَفَّعَتْ أَيضاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

خَرَجَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ ومعَه رسولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ أَيْفَعَ أَو كَرَبَ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَيْفَعَ الغلامُ فَهُوَ يافِعٌ إِذا شارَفَ الاحْتِلامَ، وَقَالَ: مَنْ قَالَ يافِعٌ ثَنَّى وجَمَعَ، وَمَنْ قَالَ يَفَعة لَمْ يُثَنِّ وَلَمْ يُجْمَعْ. وَفِي حَدِيث

عُمَرَ: قِيلَ له إِنّ هاهنا غُلَامًا يَفَاعاً لَمْ يَحْتَلِمْ

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا رُوِيَ وَيُرِيدُ بِهِ الْيَافِعَ. قَالَ: واليَفاعُ الْمُرْتَفِعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، قَالَ: وَفِي إِطاق اليَفاعِ عَلَى النَّاسِ غرابةٌ. ويافَعَ فلانٌ أَمةَ فلانٍ مُيافَعةً: فَجَرَ لها وَفِي حَدِيثِ

الصَّادِقِ: لَا يُحِبُّنا أهلَ البَيْتِ «1»

وَلَا ولَدُ المُيَافَعةِ

أَي وَلدُ الزِّنَا. ويافِعٌ: فَرَسُ والِبةَ بن سِدْرةَ.

يَنْعَ: يَنَعَ الثَّمَرُ يَيْنَعُ ويَيْنِعُ يَنَعاً ويُنْعاً ويُنُوعاً، فَهُوَ يانِعٌ مِنْ ثَمَرٍ يَنْعٍ وأَيْنَعَ يُونِعُ إِيناعاً، كِلَاهُمَا: أَدْرَكَ ونَضِجَ، قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وَلَمْ تَسْقُطِ الْيَاءُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِتُقَوِّيَهَا بأُختها. وَفِي حَدِيثِ

خَبّابٍ: ومِنّا مَنْ أَيْنَعَتْ لَهُ ثَمَرَتُهُ فَهُوَ يَهْدِبُها.

أَيْنَعَ يُونِعُ ويَنَعَ يَيْنِعُ: أَدْرَكَ ونَضِجَ، وأَيْنَعَ أَكثر اسْتِعْمَالًا، وَقُرِئَ ويَنْعِه ويُنْعِه ويانِعِه؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

فِي قِبابٍ حَوْلَ دَسْكَرَةٍ،

حَوْلَها الزَّيْتُونُ قَدْ يَنَعا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: هُوَ للأَحْوَصِ أَو يزيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَو عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَسَّانَ؛ وَقَالَ آخَرُ:

لَقَدْ أَمَرَتْني أُمُّ أَوْفَى سَفاهةً

لأَهْجُرَ هَجْراً، حِينَ أَرطَبَ يانِعُهْ

أَراد هَجَراً فسَكَّنَ ضَرورةً. واليَنْعُ: النضجُ. وَفِي التَّنْزِيلِ: انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ

. وثَمَرٌ يَنِيعٌ وأَيْنَعُ ويانِعٌ، واليَنِيعُ واليانِعُ مِثْلُ النَّضِيجِ والناضِجِ؛ قَالَ عَمْرُو بْنُ مَعْدِيكَرِبَ:

كأَنَّ عَلَى عَوارِضِهِنَّ رَاحًا،

يُفَضُّ عَلَيْهِ رُمّانٌ يَنِيعٌ

وَقَالَ أَبو حَيّةَ النُّمَيْري:

لَهُ أَرَجٌ مِنْ طِيبِ مَا يُلْتَقَى بِهِ،

لأَيْنَعَ يَنْدَى مِن أَراكٍ ومِن سِدْرِ

وَجَمْعُ اليانِعِ يَنْعٌ مِثْلَ صاحِبٍ وصَحْبٍ؛ عَنِ ابْنِ كَيْسَانَ: وَيُقَالُ: أَيْنَعَ الثَّمَرُ، فَهُوَ يانِعٌ ومُونِعٌ كَمَا يُقَالُ أَيْفَعَ الغلامُ فَهُوَ يافِعٌ، وَقَدْ يُكَنَى بالإِيناعِ عَنْ إِدْراكِ المَشْوِيِّ والمَطْبُوخِ؛ وَمِنْهُ

قَوْلُ أَبي سَمّالٍ لِلنَّجَاشِيِّ: هَلْ لكَ في رُؤُوسِ جُذْعانٍ فِي كَرِشٍ مِنْ أَوّلِ الليلِ إِلى آخِرِهِ قد أيْنَعَتْ

(1). هنا بياض بالأصل، وعبارة النهاية: لَا يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ كذا وكذا ولا ولد الميافعة.

ص: 415

وتَهَرَّأَتْ؟ وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ، قَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ: أَفي رَمَضَانَ؟ قَالَ لَهُ أَبو السَّمَّالِ: مَا شَوّالٌ ورمضانُ إِلا وَاحِدًا، أَو قَالَ نَعَمْ، قَالَ: فَمَا تَسْقيني عَلَيْهَا؟ قَالَ: شَرَابًا كالوَرْس، يُطيِّبُ النفْس، يُكَثِّر الطِّرْق، ويُدِرُّ فِي العِرْق، يَشُدُّ العِظام، ويُسَهِّلُ للفَدْمِ الْكَلَامَ، قَالَ: فَثَنَى رِجْلَهُ فَلَمَّا أَكَلا وشَرِبا أَخذ فِيهِمَا الشَّرَابَ فَارْتَفَعَتْ أَصواتهما فَنَذِرَ بِهِمَا بعضُ الْجِيرَانِ فأَتَى عليَّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ، فَقَالَ: هَلْ لَكَ فِي النَّجاشِيِّ وأَبي سَمَّالٍ سَكْرانَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ؟ فَبَعَثَ إِليهما عَلِيٌّ، رحمه الله، فأَما أَبو سَمَّالٍ فسَقط إِلى جِيرانٍ لَهُ، وأَما النجاشيُّ فأُخِذَ فأُتِيَ بِهِ عليُّ بْنِ أَبي طَالِبٍ، رضي الله عنه، فَقَالَ: أَفي رمضانَ وصِبْيانُنا صِيامٌ؟ فأَمر بِهِ فَجُلِدَ ثَمَانِينَ وَزَادَهُ عِشْرِينَ، فَقَالَ: أَبا حَسَنٍ مَا هَذِهِ العِلاوةُ؟ فَقَالَ: لِجُرْأَتِكَ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى، فَجَعَلَ أَهل الْكُوفَةِ يَقُولُونَ: ضَرطَ النجاشِيُّ، فَقَالَ: كَلَّا إِنها يَمانِيةٌ ووِكاؤُها شَهْر

؛ كُلُّ ذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ الأَعرابي. وأَما قَوْلُ الْحَجَّاجِ: إِنِّي لأَرَى رُؤُوساً قَدْ أَيْنَعَتْ وحانَ قِطافُها، فإِنما أَراد: قَدْ قَرُبَ حِمامُها وحانَ انْصِرامُها، شَبَّهَ رؤُوسهم لِاسْتِحْقَاقِهِمُ الْقَتْلَ بِثِمَارٍ قَدْ أَدركت وَحَانَ أَن تُقْطَفَ. واليانِعُ: الأَحمر مِنْ كُلِّ شَيْءٍ. وثَمَرٌ يانِعٌ إِذا لَوَّنَ، وامرأَة يانِعةُ الوَجْنَتَيْنِ؛ وَقَالَ رَكَّاضٌ الدُّبَيْريّ:

ونَحْراً عَلَيْهِ الدُّرُّ تَزْهُو كُرومُه،

تَرائبَ، لَا شُقْراً ينَعْنَ وَلَا كُهْبا

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واليُنُوعُ الحُمْرةُ مِنَ الدَّمِ؛ قَالَ الْمَرَّارُ:

وإِنْ رَعَفَتْ مَناسِمُها بِنَقْبٍ،

تَرَكْنَ جَنادِلًا مِنْهُ يُنُوعا

قَالَ ابْنُ الأَثير: ودمٌ يانِعٌ مُحْمارٌّ. واليَنَعةُ: خَرَزَةٌ حَمْراء. وَفِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ:

أَن النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ فِي ابْنِ الْمُلَاعَنَةِ: إِنْ جاءتْ بِهِ أُمّه أُحَيْمِرَ مِثْلَ اليَنَعةِ فَهُوَ لأَبيه الَّذِي انْتَفَى مِنْهُ

؛ قِيلَ: اليَنَعةُ خَرَزة حَمْراء، وَجَمْعُهُ يَنَعٌ. واليَنَعةُ أَيضاً: ضَرْبٌ مِنَ العَقِيق مَعْرُوفٌ، وَفِي التَّهْذِيبِ: اليَنَعُ، بِغَيْرِ هَاءٍ، ضَرْبٌ مِنَ الْعَقِيقِ مَعْرُوفٌ، وَاللَّهُ أَعلم.

ص: 416