المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

الْكِلَابِيِّ يُقَالُ: فُلَانٌ يَطْلَغُ المِهْنةَ. قَالَ: والطَّلَغانُ أَن يَعْيا فَيَعْمَلَ - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: الْكِلَابِيِّ يُقَالُ: فُلَانٌ يَطْلَغُ المِهْنةَ. قَالَ: والطَّلَغانُ أَن يَعْيا فَيَعْمَلَ

الْكِلَابِيِّ يُقَالُ: فُلَانٌ يَطْلَغُ المِهْنةَ. قَالَ: والطَّلَغانُ أَن يَعْيا فَيَعْمَلَ عَلَى الكَلالِ؛ قَالَ الأَزهري: لَمْ يَكُنْ هَذَا الْحَرْفُ عِنْدَ أَصحابنا عَنْ شَمِرٍ فأَفادَنِيه أَبو طَاهِرِ بْنُ الْفَضْلِ، وَهُوَ ثِقَةٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى. وَقَالَ أَبو عَدْنَانَ: قَالَ الْعَتْرِيفِيُّ «1» إِذا عَجَزَ الرَّجُلُ قُلْنا هُوَ يَطْلَغُ المِهْنةَ، والطَّلَغانُ: أَن يَعْيا الرَّجُلُ ثُمَّ يَعْمَلَ عَلَى الإِعْياء وهو التَّلَغُّبُ.

طوغ: الطاغوتُ: مَا عُبِدَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عز وجل، وكلُّ رأْسٍ فِي الضلالِ طاغوتٌ، وَقِيلَ: الطاغوتُ الأَصْنامُ، وَقِيلَ الشيطانُ، وَقِيلَ الكَهَنةُ، وَقِيلَ مَرَدةُ أَهل الْكِتَابِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ

؛ قَالَ أَبو الْحَسَنِ: قِيلَ الجِبْتُ والطاغوتُ هَاهُنَا حُيَيُّ بْنُ أَخْطَبَ وكَعْبُ بْنُ الأَشْرَف الْيَهُودِيَّانِ لأَنهم إِذا اتَّبَعُوا أَمَرهما فَقَدْ أَطاعُوهما مِنْ دُونِ اللَّهِ تَعَالَى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: يُرِيدُونَ أَن يَتَحاكمُوا إِلى الطَّاغُوتِ، أَي إِلَى الكُهّانِ والشيطانِ، يَقَعُ عَلَى الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ وَالْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ، وَزْنُهُ فَلَعُوت لأَنه مِنْ طَغَوْت؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وإِنما آثَرْتُ طَوَغُوتاً فِي التَّقْدِيرِ عَلَى طَيَغُوتٍ لأَن قَلْبَ الْوَاوِ عَنْ مَوْضِعِهَا أَكثر مِنْ قَلْبِ الْيَاءِ فِي كَلَامِهِمْ نَحْوُ شَجَرٍ شاكٍ ولاثٍ وهارٍ، وَقَدْ يكسَّر عَلَى طَواغِيتَ وطَواغٍ؛ الأَخيرة عن اللحياني.

‌فصل الظاء المعجمة

ظربغ: التَّهْذِيبُ فِي الْخُمَاسِيِّ: الظَّرْبَغانةُ، بِالظَّاءِ وَالْغَيْنِ، الحَيّةُ.

‌فصل الغين المعجمة

غوغ: الغاغُ: الحَبَقُ، وَاحِدَتُهُ غاغةٌ، والغاغةُ: نَبَاتٌ يُشْبِهُ الهربُون «2» . وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ: قَالَ لَهُ ابْنُ عَوْفٍ: يَحْضُرُكَ غَوْغاءُ الناسِ

، أَصل الغَوْغاءِ الجَرادُ حِينَ يَخِفُّ للطَّيرانِ ثُمَّ اسْتُعِيرَ للسَّفِلةِ مِنَ الناسِ والمُتَسَرِّعين إِلَى الشرِّ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ مِنَ الغَوْغاءِ الصوتِ والجَلَبةِ لكثرة لَغَطِهم وصِياحِهِم.

‌فصل الفاء

فتغ: فَتَغَ الشيءَ يَفْتَغُه فَتْغاً إِذا وَطِئَه حَتَّى يَتَشَدَّخَ، وَهُوَ مِثْلُ الفَدْغِ.

فدغ: الفَدْغُ: شَدْخُ شَيْءٍ أَجْوَفَ مِثْلِ حَبَّةِ عِنَبٍ وَنَحْوِهِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه دَعَا عَلَى عُتْبةَ بْنِ أَبي لَهَب فَضَغَمه الأَسَدُ ضَغْمةً فَدَغَه

؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: الفَدْغُ الشدْخُ والشقُّ الْيَسِيرُ. غَيْرُهُ: الفَدْغُ كَسْرُ الشَّيْءِ الرَّطْب والأَجْوَفِ، وشَدَخَه فَدَغَه يَفْدَغُه فَدْغاً. وَفِي بَعْضِ الأَخبار فِي الذَّبْحِ بِالْحَجَرِ:

إِن لَمْ يَفْدَغِ الحُلْقُومَ فكُلْ

أَي لَمْ يُثَرِّدْه لأَن الذَّبْحَ بِالْحَجَرِ يَشْدَخُ الجِلْدَ وَرُبَّمَا لَا يَقْطَعُ الأَوْداجَ فَيَكُونُ كالمَوْقُوذِ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ

ابْنِ سِيرِينَ: سُئِلَ عَنِ الذَّبِيحَةِ بالعُود فَقَالَ: كُلْ مَا لَمْ يَفْدَغْ

؛ يُرِيدُ مَا قَتَلَ بحدِّه فَكُلْهُ وَمَا قَتَلَ بِثِقَلِه فَلَا تأْكله، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ:

إِذًا تَفْدَغُ قُرَيْشٌ الرأْسَ

أَي تَشْدَخُ. وَيُقَالُ: فَدَغَ رأْسَه وثَدَغَه إِذا رَضّه وشَدَخَه. وَيُقَالُ: رَجُلٌ مِفْدَغٌ كَمَا يُقَالُ مِدَقٌّ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

مِنِّي مَقاذِيف مِدَقٍّ مِفْدَغِ

فرغ: الفَراغُ: الخَلاءُ، فَرَغَ يَفْرَغُ ويَفْرُغُ فَراغاً وفُروغاً وفَرِغَ يَفْرَغُ. وَفِي التَّنْزِيلِ:

(1). قوله [العتريفي] كذا في الأَصل بعين مهملة، وفي القاموس بغين معجمة.

(2)

. قوله [الهربون] كذا بالأَصل، والذي في شرح القاموس: الهرنوي.

ص: 444

وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً

، أَي خَالِيًا مِنَ الصَّبْرِ، وَقُرِئَ

فُرُغاً

أَي مُفَرَّغاً. وفَرَّغَ المكانَ: أَخلاه، وَقَدْ قُرِئَ:

حَتَّى إِذا فُرِّغَ عَنْ قلوبِهم

، وَفُسِّرَ: فَرَّغَ قلوبَهم مِنَ الفَزَعِ. وتَفْرِيغُ الظُّرُوفِ: إِخْلاؤها. وفَرَغْتُ مِنَ الشُّغُلِ أَفْرُغُ فُروغاً وفَراغاً وتَفَرَّغْتُ لِكَذَا واستَفْرَغْتُ مَجْهُودِي فِي كَذَا أَي بذلتُه. يُقَالُ: اسْتَفْرَغَ فُلَانٌ مَجْهُودَه إِذا لَمْ يُبْق مِنْ جُهْدِه وطاقتِه شَيْئًا. وفَرَغَ الرجلُ: ماتَ مِثْلُ قَضَى، عَلَى المثَل، لأَن جِسْمَهُ خَلا مِنْ رُوحِه. وإِناءٌ فُرُغٌ: مُفَرَّغٌ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَالَ أَعرابي تَبَصَّرُوا الشَّيِّفانَ، فإِنه يَصُوكُ عَلَى شَعَفةِ المَصادِ كأَنه قِرْشامٌ عَلَى فَرْغِ صَقْرٍ؛ يَصُوك أَي يَلْزَمُ، والمَصادُ الْجَبَلُ، والقِرْشامُ القُرادُ، والفَرْغُ الإِناء الَّذِي يَكُونُ فِيهِ الصَّقْرُ، وَهُوَ الدُّوشابُ. وقَوْسٌ فُرُغٌ وفِراغٌ: بِغَيْرِ وَتَرٍ، وَقِيلَ: بِغَيْرِ سَهْمٍ. وَنَاقَةٌ فِراغٌ: بِغَيْرِ سِمةٍ. والفِراغُ مِنَ الإِبل: الصَّفِيُّ الغَزِيرةُ الواسِعةُ جِرابِ الضَّرْعِ. والفَرْغُ: السَّعةُ والسَّيَلانُ. الأَصمعي: الفِراغُ حَوْضٌ مِنْ أَدَمٍ واسِعٌ ضَخْمٌ؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

طافَ بِهِ جَنْبَيْ فِراغٍ عَثْجَل

وَيُقَالُ: عَنَى بالفِراغِ ضَرْعها أَنه قَدْ جَفَّ مَا فِيهِ مِنَ اللَّبَن فَتَغَضَّنَ؛ وَقَالَ إمرؤُ الْقَيْسِ:

ونَحَتْ لَهُ عَنْ أَرزِ تَالِئَةٍ

فِلْقٍ فِراغِ مَعابِلٍ طُحْل

أَراد بالفِراغِ هَاهُنَا نِصالًا عَرِيضةً، وأَراد بالأَرْزِ القَوْسَ نفسَها، شبَّهها بِالشَّجَرَةِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا الأَرْزةُ، والمِعْبَلةُ: العَرِيضُ مِنَ النِّصالِ. وطَعْنةٌ فَرْغاءُ وذاتُ فَرْغٍ: واسِعةٌ يَسِيلُ دَمُها، وَكَذَلِكَ ضَرْبة فرِيغةٌ وفَرِيغٌ. والطعنةُ الفَرْغاءُ: ذَاتُ الفَرْغ وَهُوَ السَّعةُ. وطرِيقٌ فرِيغٌ: واسِعٌ، وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي قَدْ أُثِّرَ فِيهِ لِكَثْرَةِ مَا وُطِئَ؛ قَالَ أَبو كَبِيرٍ:

فأَجَزْتُه بأَفَلَّ تَحْسَبُ أَثْرَه

نَهْجاً، أَبانَ بِذِي فَرِيغٍ مَخْرَفِ

والفَرِيغُ: العرِيضُ؛ قَالَ الطِّرِمَّاحُ يَصِفُ سِهاماً:

فِراغٌ عَوارِي اللِّيطِ، تُكْسَى ظُباتُها

سَبائِبَ، مِنْهَا جاسِدٌ ونَجِيعُ

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ

؛ قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَي سَنَعْمِد، وَاحْتَجَّ بِقَوْلِ جَرِيرٍ:

ولَمَّا اتَّقَى القَيْنُ العَراقيَ بِاسْتِه،

فَرَغْتُ إِلَى العَبْدِ المُقَيَّدِ فِي الحِجْلِ

قَالَ: مَعْنَى فَرَغْتُ أَي عَمَدْتُ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي بَكْرٍ، رضي الله عنه: افْرُغْ إِلَى أَضْيافِك

أَي اعْمِدْ واقْصِدْ، وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ بِمَعْنَى التخَلّي والفَراغِ لتَتَوَفَّرَ عَلَى قِراهم والاشتِغالِ بِهِمْ. وسَهْمٌ فَرِيغٌ: حَدِيدٌ؛ قَالَ النَّمِر بْنُ تَوْلَبٍ:

فَرِيغ الغِرارِ عَلَى قَدْرِهِ،

فَشَكَّ نَواهِقَه والفَما

وسِكِّينٌ فَرِيغٌ كَذَلِكَ، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ فَرِيغٌ: حَدِيدُ اللِّسانِ. وَفَرَسٌ فَرِيغٌ: واسِعُ المَشْي، وَقِيلَ: جَوادٌ بِعِيدٌ الشَّحْوةِ؛ قَالَ:

ويَكادُ يَهْلِكُ فِي تَنُوفَتِه شأْوُ

الفَرِيغِ، وعَقْبُ ذِي العَقْبِ

وَقَدْ فَرُغَ الفرسُ فَراغَةً. وهِمْلاجٌ فَرِيغٌ:

ص: 445

سَرِيعٌ أَيضاً؛ عَنْ كُرَاعٍ، والمَعْنَيانِ مُقْتَرِبانِ. وَفَرَسٌ فَرِيغُ المَشْي: هِمْلاجٌ وَساعٌ. وَفَرَسٌ مُسْتَفْرِغٌ: لَا يَدَّخِرُ مِنْ حُضْرِه شَيْئًا. وَرَجُلٌ فِراغٌ: سَرِيعُ الْمَشْيِ واسعُ الخِطاءِ، وَدَابَّةٌ فِراغُ السَّيْرِ كَذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَن رَجُلًا مِنَ الأَنصار قَالَ: حَمَلْنا رسولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، عَلَى حِمارٍ لَنَا قَطُوفٍ فَنَزَلَ عَنْهُ فإِذا هُوَ فِراغٌ لَا يُسايَرُ

أَي سَرِيعُ المَشْي واسعُ الخَطْوةِ «3» . والإِفراغُ: الصَّبُّ. وفَرَغَ عَلَيْهِ الماءَ وأَفْرَغَه: صَبَّه؛ حَكَى الأَوَّل ثَعْلَبٌ؛ وأَنشد:

فَرَغْنَ الهَوى فِي القَلْبِ، ثُمَّ سَقَيْنَه

صُباباتِ ماءِ الحُزْنِ بالأَعْيُنِ النُّجْلِ

وَفِي التَّنْزِيلِ: رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً*

؛ أَي اصْبُبْ، وَقِيلَ: أَي أَنْزِلْ عَلَيْنَا صَبْرًا يَشْتَمِلُ عَلَيْنَا، وَهُوَ عَلَى الْمَثَلِ. وافْتَرَغَ: أَفْرَغَ عَلَى نَفْسِهِ الْمَاءَ وصَبَّه عَلَيْهِ. وفَرِغَ الماءُ، بِالْكَسْرِ، يَفْرَغُ فَراغاً مِثَالُ سَمِعَ يَسْمَعُ سَماعاً أَي انْصَبَّ، وأَفرغته أَنا. وَفِي حَدِيثِ الْغُسْلِ:

كَانَ يُفْرِغُ عَلَى رأْسِه ثَلَاثَ إفراغاتٍ

، وَهِيَ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ مِنَ الإِفْراغِ. يُقَالُ: أَفْرَغْتُ الإِناء إِفْراغاً وفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً إِذا قَلَبْتَ مَا فِيهِ. وأَفْرَغْتُ الدِّماءَ: أَرَقْتُها. وَفَرَّغْتُه تَفْرِيغاً أَي صَبَبْتُهُ. وَيُقَالُ: ذَهَب دمُه فَرْغاً وفِرْغاً أَي باطِلًا هَدَراً لَمْ يُطْلَبْ بِهِ؛ وأَنشد:

فإنْ تَكُ أَذْوادٌ أُخِذْنَ ونِسْوةٌ،

فَلَنْ تَذْهَبُوا فَرْغاً بِقَتْلِ حِبالِ

والفُراغة: مَاءُ الرَّجُلِ وَهُوَ النُّطْفةُ. وأَفْرَغَ عِنْدَ الْجِمَاعِ: صَبَّ ماءَه. وأَفْرَغَ الذهبَ والفِضَّةَ وَغَيْرَهُمَا مِنَ الْجَوَاهِرِ الذَّائِبَةِ: صَبَّها فِي قالَبٍ. وحَلْقة مُفْرَغةٌ: مُصْمَتةُ الجَوانِب غيرُ مَقْطُوعةٍ. ودِرْهم مُفْرَغٌ: مَصْبُوب فِي قَالَبٍ لَيْسَ بِمَضْرُوبٍ. والفَرْغُ: مَفْرَغُ الدَّلْو وَهُوَ خَرْقُه الَّذِي يأْخذ الْمَاءَ. ومَفْرَغُ الدلوِ: مَا يَلِي مُقَدَّم الحَوْضِ. والمَفْرَغُ والفَرْغُ والثَّرْغُ: مَخْرَجُ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ عَراقي الدَّلْوِ، وَالْجَمْعُ فُرُوغٌ وثُرُوغٌ. وفِراغُ الدَّلْوِ: ناحِيَتها الَّتِي يُصَبُّ مِنْهَا الْمَاءُ؛ وأَنشد:

تسْقي بِهِ ذَاتَ فِراغٍ عَثْجَلا

وَقَالَ:

كأَنَّ شِدْقَيْه، إِذَا تَهَكَّما،

فَرْغانِ مِنْ غَرْبَيْن قَدْ تخَرَّما

قَالَ: وفَرْغُه سَعةُ خَرْقِه، وَمِنْ ذَلِكَ سُمِّيَ الفَرْغانِ. والفَرْغُ: نَجْمٌ مِنْ مَنازِلِ الْقَمَرِ، وَهُمَا فَرْغانِ مَنزِلان فِي بُرْج الدَّلْوِ: فَرْغُ الدَّلْوِ المُقَدَّمُ، وَفَرْغُ الدَّلْوِ المُؤَخَّرُ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا كَوْكَبانِ نَيّرانِ، بَيْنَ كُلِّ كَوْكَبَيْنِ قَدْرُ خَمْسِ أَذرع فِي رأْي الْعَيْنِ. والفِراغُ: الإِناء بِعَيْنِهِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي. التَّهْذِيبُ: وأَما الفِراغُ فَكُلُّ إناءِ عِنْدَ الْعَرَبِ فِراغٌ. والفَرْغانُ: الإِناءُ الواسِعُ. والفِراغُ: الأَوْدِية؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي وَلَمْ يَذْكُرْ لَهَا وَاحِدًا وَلَا اشْتَقَّها. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الفَرْغُ الأَرض المُجْدِبةُ؛ قَالَ مَالِكٌ الْعُلَيْمِيُّ:

أُنْجُ نِجَاءً مِنْ غَرِيمٍ مَكْبُولْ،

يُلْقى عَلَيْهِ النَّيْدُلانُ والغُولْ

واتَّقِ أَجْساداً بِفَرْغٍ مَجْهُولْ

(3). قوله [الخطوة] كذا بالأَصل وشرح القاموس، والذي في النهاية: سريع الخطو.

ص: 446

ويَزِيدُ بْنُ مُفَرِّغ، بِكَسْرِ الرَّاءِ: شاعرٌ مِنْ حِمْيَر.

فشغ: الفَشْغُ والانْفِشاغُ: اتِّساعُ الشيءِ وانْتِشارُه. وتَفَشَّغَ فِيهِ الشيبُ وتَفَشَّغَه؛ الأَخيرة عَنِ ابْنِ الأَعرابي: كَثُرَ فِيهِ وانْتَشَرَ. وفَشَغَه أَي عَلَاهُ حَتَّى غَطَّاه. ابْنُ الأَعرابي: تَفَشَّغَه الشيبُ وتَشَيَّعَه وتَشَيَّمَه وتَسَنَّمَه بِمَعْنًى وَاحِدٍ. والفاشِغةُ: الغُرّةُ المُنْتَشِرةُ المُغَطِّية لِلْعَيْنِ. وتَفَشَّغَتِ الغُرَّة: كَثُرَتْ وَانْتَشَرَتْ؛ وفَشَغَتِ الناصِيةُ والقُصّةُ حَتَّى تُغَطِّي عَيْنَ الْفَرَسِ؛ قَالَ عِدِيّ بْنُ زَيْدٍ يَصِفُ فَرَسًا:

لَهُ قُصّةٌ فَشَغَتْ حاجِبَيْه،

والعَيْنُ تُبْصِرُ مَا فِي الظُّلَمْ

والناصيةُ الفَشْغاءُ: المُنْتَشِرةُ. وفَشَغَه بِالسَّوْطِ فَشْغاً أَي عَلاه بِهِ، وَكَذَلِكَ أَفْشَغَه بِهِ إِذا ضَرَبَهُ. وتَفَشَّغَ الْوَلَدُ: كثُر.

وَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِقُرَيْشٍ حِينَ أَتوه: هَلْ تَفَشَّغَ فِيكُمُ الولدُ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَلَامَاتِ الْخَيْرِ؟ قَالُوا: نَعَمْ

، أَي هَلْ كثُر؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: أَي هَلْ يَكُونُ لِلرَّجُلِ مِنْكُمْ عَشَرَةٌ مِنَ الْوَلَدِ ذُكُورٌ؟ قَالُوا نَعَمْ وأَكثرُ؛ قَالَ: وأَصله مِنَ الظُّهُورِ والعُلُوِّ والانتِشارِ. وَفِي حَدِيثِ

الأَشْتَرِ: أَنه قَالَ لِعَلِيٍّ، عليه السلام: إِنَّ هَذَا الأَمْرَ قَدْ تَفَشَّغَ

أَي فَشا وانْتَشَرَ. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما: مَا هَذِهِ الفُتْيا الَّتِي تَفَشَّغَتْ فِي النَّاسِ؟

وَيُرْوَى:

تَشَقَّقَتْ وتَشَغَّفَتْ وتَشَعَّبَتْ.

وَيُقَالُ: تَفَشَّغَ فِي بَنِي فُلَانٍ الخيرُ إِذَا كَثُرَ وَفَشَا. وتَفَشَّغَ لَهُ وَلَدٌ: كَثُرَ. وتَفَشَّغَ فِيهِ الدَّمُ أَي غلَبه وتَمَشَّى فِي بَدَنِهِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيّ:

وَقَدْ سَمِنَتْ حَتَّى كأَنَّ مَخاضَها

تَفَشَّغَها ظَلْعٌ، وليْسَتْ بِظُلَّعِ

وَحَكَى ابْنُ كَيْسَانَ: تَفَشَّغَ الرجلُ البُيوتَ دَخَلَ فِيهَا. وتَفَشَّغَ فُلَانٌ فِي بُيُوتِ الحيِّ إِذَا غَابَ فِيهَا فَلَمْ تَرَهُ، وتَفَشَّغَ المرأَةَ: دَخَلَ بَيْنَ رجْليها ووقَعَ عَلَيْهَا وافْتَرَعَهَا. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المَنُونِ القليلِ الْخَيْرِ: مُفْشِغٌ، وَقَدْ أَفْشَغَ الرجلُ. وَرَجُلٌ أَفْشَغُ الثَّنِيّةِ: ناتِئُها. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه كَانَ آدمَ ذَا ضَفِيرَتين أَفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْنِ

أَي ناتِئَ الثَّنِيَّتَيْن خارجَتَيْن عَنْ نَضَدِ الأَسنان. الأَصمعي: فَشَّغَه النومُ تَفْشِيغاً إِذا عَلَاهُ وَغَلَبَهُ وكسَّلَه؛ وأَنشد لأَبي دُوَادٍ:

فإِذا غَزالٌ عاقِدٌ،

كالظَّبْي فَشَّغَه المَنام

والتَّفَشُّغُ والفِشاغُ: الكَسَلُ. وَقَدْ فشَّغَه المَنامُ أَي كَسَّلَه. والفُشّاغُ: نَبَاتٌ يَتَفَشَّغُ ويَنْتَشِرُ عَلَى الشَّجَرِ ويَلْتَوي عَلَيْهِ. وَرَوَى ابْنُ بَرِّيٍّ عَنْ الأَزهري أَن الفُشاغ يثقَّل وَيُخَفَّفُ. والفَشْغَةُ: قَصَبةٌ «1» فِي جَوْفِ قَصبة. والفَشْغةُ: مَا تَطايَرَ مِنْ جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ، وَهُوَ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ صاصُلى، وَقِيلَ: هُوَ حَشيشٌ يأْكل جَوْفَه صِبْيانُ العِراقِ. وفَشَغَه بالسوْط يَفْشَغُه فَشْغاً وأَفْشَغَه بِهِ وأَفْشَغَه إِيَّاهُ: ضرَبه بِهِ. وفاشَغَ الناقةَ إِذا أَراد أَن يَذْبَحَ وَلدها فجعلَ عَلَيْهِ ثَوْبًا يُغَطِّي بِهِ رأْسَه وظَهْرَه كلَّه مَا خَلا سَنامه، فيَرْضَعُها يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثُمَّ يُوثَقُ وتُنَحَّى عَنْهُ أُمه حَيْثُ تَرَاهُ، ثُمَّ يؤخَذُ عَنْهُ الثوبُ فيجعلُ عَلَى حُوار آخَرَ فَتَرَى أَنه ابنُها ويُنْطَلقُ بِالْآخَرِ فَيُذْبَحُ. التَّهْذِيبُ: المُفاشَغةُ أَن يُجَرَّ ولدُ الناقةِ مِنْ تحتها

(1). قوله [قصبة في إلخ] كذا بالأَصل، والذي في القاموس: قطنة في إلخ.

ص: 447