المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وتَقْليلها. والمُضَغُ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ مِنَ الجِراحِ - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: وتَقْليلها. والمُضَغُ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ مِنَ الجِراحِ

وتَقْليلها. والمُضَغُ: مَا لَيْسَ لَهُ أَرْشٌ مُقَدَّرٌ مَعْلُومٌ مِنَ الجِراحِ والشِّجاج، شُبِّهَت بمُضْغةِ الخَلْقِ قَبْلَ نَفْث الرُّوحِ، وبالمُضْغةِ الْوَاحِدَةِ شُبِّهت اللُّقْمة تُمْضَغُ، وَقِيلَ: شَبَّهَهَا بِالْمُضْغَةِ مِنَ اللَّحْمِ لِقِلَّتِهَا فِي جَنْبِ مَا عَظُمَ مِنَ الجِناياتِ. وَقَالَ أَحمد لإِسحق: مَا الَّذِي لَا تَعْقِلُ العاقِلةُ؟ قَالَ: مَا دُونُ الثلُث؛ وَقَالَ ابْنُ رَاهَوَيْهِ: لَا تَعْقِلُ العاقلةُ مَا دُونَ المُوضِحةِ إِنما فِيهَا حُكومةٌ، وتَحْمِلُ العاقِلةُ المُوضِحةَ فَمَا فوقَها، وَقَالَا مَعًا: لَا تَعْقِلُ المرأَة وَالصَّبِيُّ مَعَ الْعَاقِلَةِ. وأَمْضَغَ التمرُ: حَانَ أَن يُمْضَغَ. وتَمْرٌ ذُو مَضْغةٍ: صُلْبٌ متِين يُمْضَغُ كَثِيرًا. وهَجاه هِجاءً ذَا مَمْضَغةٍ: يَصِفُهُ بالجَوْدةِ والصَّلابة كَالتَّمْرِ ذِي المَمْضَغةِ. وإِنه لذو مُضْغةٍ إِذَا كَانَ مِنْ سُوسِهِ اللحمُ. ومُضَغُ الأُمورِ: صِغارُها، وَكِلَاهُمَا مِنَ المَضْغِ. وماضَغَه القِتالَ والخُصومةَ: طاوَلَه إِيّاهُما.

مغمغ: المَغْمغةُ: الاخْتِلاطُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

مَا مِنْكَ خَلْطُ الخُلُقِ المُمَغْمِغِ،

فانْفَحْ بِسَجْلٍ مِنْ نَدىً مُبلِّغ

وتَمَغْمَغَ المالُ إِذا جَرَى فِيهِ السِّمَنُ. ومَغْمَغَ اللحمَ: لَمْ يُحْكِمْ مَضْغَه. ومَغْمَغَ الكلامَ: لَمْ يُبَيِّنْه. والمَغْمَغةُ: أَن تَرِدَ الإِبلُ الْمَاءَ كلَّما شاءتْ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَالَّذِي حَكَاهُ أَبو عُبَيْدٍ الرَّغْرَغةُ، وَقَدْ تقدَّم. ومَغْمَغَ طَعامَه: أَكثر أُدْمَه.، وَالْمَعْرُوفُ صَغْصَغَ. أَبو عَمْرٍو: إِذَا رَوَّى الثَّرِيدَ دَسَماً قِيلَ مَغْمَغَه ورَوَّغَه وسَغْسَغَه وصَغْصَغَه.

ملغ: المِلْغُ، بِالْكَسْرِ: المُتَمَلِّقُ، وَقِيلَ الشّاطِرُ، وَقِيلَ الأَحْمَقُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بالفُحْشِ، وَقِيلَ الَّذِي لَا يُبالي مَا قَالَ وَلَا مَا قيلَ لَهُ، وَالْجَمْعُ أَمْلاغٌ. ومُلِغَ فِي كلامِه وتَمَلَّغَ: تَحَمَّقَ. وكلامٌ مِلْغٌ وأَمْلَغُ: لَا خَيْرَ فِيهِ. والمِلْغُ: الأَحْمَقُ الوَقْسُ اللفْظِ، قَالَ رُؤْبَةُ:

أَوْهى أَدِيماً حَلِماً لَمْ يُدْبَغِ،

والمِلْغُ يَلْكى بالكَلامِ الأَمْلَغِ

التَّهْذِيبُ فِي هَذَا الْمَكَانِ: وَقَالَ رؤبةُ:

يُمارِسُ الأَغْصانَ بالتمَلُّغِ «1»

هُوَ تَفَعل مِنْهُ. وَيُقَالُ: مِلْغٌ مُتَمَلِّغٌ، وَقَالُوا: بِلْغٌ مِلْغٌ، فبِلْغٌ أَحْمَقُ بالِغٌ فِي حُمْقِه أَو بَالِغٌ مَا يُرِيدُ مَعَ حُمْقه، ومِلْغٌ إِتْباع، وَقِيلَ إِنه يُفْرَدُ فَلَا يَكُونُ إِتباعاً، وأَورد بَيْتَ رُؤْبَةَ: والمِلْغُ يَلْكى، وَقَالَ: فَدَلَّ أَنه لَيْسَ بإِتباع، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ رُؤْبَةُ فِي المِلْغ أَيضاً:

غَيَّرَ آَلِي، وأَطالَ ذَبِّي

غَثِيثةُ المِلْغِ بقَوْلٍ خِبِ

موغ: ماغَتِ السِّنَّوْرةُ تمُوغُ مُواغاً ومَوْغاً: مِثْلُ ماءَتْ.

‌فصل النون

نبغ: نَبَغَ الدَّقِيقُ مِنْ خَصاصِ المُنْخُلِ يَنْبُغُ: خَرَجَ، وَتَقُولُ: أَنْبَغْتُه فَنَبَغَ. ونَبَغَ الوِعاءُ بالدَّقِيقِ إِذَا كَانَ دَقِيقاً فَتَطايَرَ مِنْ خَصاصِ ما

(1). 1 قوله" يمارس الأغصان" كذا بالأصل، وبهامشه صوابه الأَعضال انتهى. أي جمع العضل، بكسر فسكون: الرجل الداهية والشديد القبح.

ص: 452

رَقَّ مِنْهُ. ونَبَغَ الماءُ ونَبَعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ. ونَبَغَ الرَّجُلُ يَنْبَغُ ويَنْبُغُ ويَنْبِغُ نَبْغاً: لَمْ يَكُنْ فِي إِرْثِه الشِّعْرُ ثُمَّ قَالَ وأَجادَ؛ وَمِنْهُ سُمِّيَ النَّوابِغ مِنَ الشُّعراء نَحْوُ الجَعْديّ والذُّبْياني وَغَيْرِهِمَا؛ وَقَالَتْ لَيْلَى الأَخْيَلِيّة:

أَنابِغَ، لمْ تَنْبَغْ، وَلَمْ تَكُ أَوّلا،

وكنتَ صُنَيّاً بَيْنَ صَدَّيْن مَجْهَلا «1»

ونَبَغَ مِنْهُ شاعِرٌ: خَرَجَ. ونَبَغَ الشيءُ: ظَهَرَ. ونَبَغَ فِيهِمُ النِّفاقُ إِذَا ظَهَرَ بَعْدَمَا كَانُوا يُخْفونه مِنْهُ. ونَبَغَت المَزادةُ إِذا كَانَتْ كتُوماً فَصَارَتْ سَرِبةً. وَفِي حَدِيثِ

عَائِشَةَ فِي أَبيها، رضي الله عنهما: غاضَ نَبْغَ النِّفاقِ والرِّدَّةِ

أَي نَقَصه وأَهْلَكَه وأَذْهَبَه. والنابغةُ: الشاعرُ المعْروف، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِظُهُورِهِ؛ وَقِيلَ: سَمَّاهُ بِهِ زيادُ بْنُ مُعَاوِيَةَ لِقَوْلِهِ:

وحَلَّتْ فِي بَني القَيْنِ بْنِ جَسْرٍ،

وَقَدْ نَبَغَتْ لَنا مِنْهُمْ شُؤُونُ

وَالْهَاءُ لِلْمُبَالَغَةِ، وَقَدْ قَالُوا نَابِغَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

ونابِغةُ الجَعْدِيُّ بالرَّمْلِ بَيْتُه،

عَلَيْهِ صَفِيحٌ مِنْ تُرابٍ مُوَضَّع

قَالَ سِيبَوَيْهِ: أَخْرَجَ الأَلف وَاللَّامَ وجُعِلَ كواسِط. التَّهْذِيبُ: وَقِيلَ إِن زِيَادًا قَالَ الشِّعْرَ عَلَى كِبَرِ سِنِّهِ ونَبَغَ فَسُمِّي النابغةَ؛ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ:

ومَهْمَهةٍ صَخِبٍ هامُها،

نَوابِغُها ضَحْوةً تَضْبَحُ

قِيلَ: النوابِغُ إناثُ الثَّعالِب. قَالَ الأَزهري: وَلَا أَعْرِفُ الشِّعْر. وَيُقَالُ: نَبَغَ فُلَانٌ بِتُوسِه إِذا خرَجَ بطَبْعِه. وَيُقَالُ لهِبْرِيةِ الرأْس: نُبّاغُه ونُبّاغَتُه؛ قَالَ: وَقَوْلُ لَيْلَى:

أَنابِغَ، لَمْ تَنْبُغْ، وَلَمْ تَكُ أَوّلا

هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ نَبَغَ فُلَانٌ بِتُوسِه إِذا أَظْهَرَ خُلُقَه وَتَرَكَ التَّخَلُّقَ، فَكَانَ مَعْناها أَنه ظَهَرَ لُؤْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تكْتُمُه وَلَمْ يَنْفَعْك تَخَلُّقُكَ بِغَيْرِ خُلُقِكَ الَّذِي طُبِعْتَ عَلَيْهِ. وتَنَبَّغَتْ بَناتُ الأَوْبَرِ إِذَا يَبِسَتْ فَخَرَجَ مِنْهَا مثلُ الدقيق.

نتغ: نَتَغَ الرجلَ يَنْتِغُه ويَنْتُغُه نَتْغاً: عَابَهُ. ونَتَغْتُه وأَنْتَغْتُه: عِبْتُه وقلتُ فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ. وَرَجُلٌ مِنْتَغٌ: عَيّابٌ مُعْتادٌ لِذَلِكَ، وَقَدْ نَتَغَه؛ وأَنشد بَعْضُهُمْ:

غَمَزَتْ بِشَيْبي تِرْبَها فَتَعَجَّبَتْ،

وسَمِعْتُ خَلْفَ قِرامِها إِنتاغَها

وَكَذَاكَ مَا هِيَ إِنْ تَراخَى غَمْزُها،

شَبَّهْتُ جَعْدَ عُموقِها أَصْداغَها

وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: النَّتْغُ والفَدْخُ الشَّدْخُ. وأَنْتَغَ إِنْتاغاً: ضَحِكَ ضَحْكاً خَفِيًّا كَضَحْكِ المُسْتَهْزِئ؛ وأَنشد:

لَمّا رَأَيْتُ المُنْتِغِينَ أَنْتَغُوا

ابْنُ الأَعرابي: الإِنْتاغُ أَن يُخْفِي ضَحِكَه ويُظْهِرَ بعضَه، قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ونَتَغَ ضَحِكَ ضَحِكَ المُسْتَهْزِئ.

ندغ: النَّدْغُ: شِبْهُ النَّخْس. نَدَغَه يَنْدَغُه نَدْغاً: طعَنَه ونَخَسه بإِصْبَعِه؛ ودَغْدَغَه شِبْه المُغازَلةِ وهي

(1). قوله [مجهلا] تقدم في مادة صدد ضبطه بضم الميم تبعاً لما فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنَ الصحاح.

ص: 453

المُناذَغةُ؛ قَالَ رُؤبة:

لَذَّتْ أَحادِيثُ الغَوِيِّ المِنْدَغِ

والنَّدْغُ أَيضاً: الطَّعْنُ بالرُّمحِ وَبِالْكَلَامِ أَيضاً. وانْتَدَغَ الرجلُ: أَخْفَى الضَّحْكَ، وَهُوَ أَخْفَى مَا يَكُونُ مِنْهُ. ونَدَغَه بِكَلِمَةٍ يَنْدَغُه نَدْغاً: سَبَعَه؛ وَرَجُلٌ مِنْدَغٌ؛ قَالَ:

قَوْلًا كتَحْدِيثِ الهَلُوكِ الهَيْنَغِ

مالَتْ لأَقْوالِ الغَوِيّ المِنْدَغِ،

فَهْيَ تُرِي الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

يُرِيدُ بالأَعلاقِ الحُلِيَّ الَّتِي عَلَيْهَا. والنُّغْنُغُ: الْحَرَكَةُ. والمِنْدَغُ، بِكَسْرِ الْمِيمِ: الَّذِي مِنْ عَادَتِهِ النَّدْغُ. والنِّدْغُ والنَّدْغُ والنَّدَغُ، بِالْغَيْنِ الْمُعْجَمَةِ كُلُّهَا؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: والأَخيرة أَراها عَنْ ثَعْلَبٍ وَلَا أَحقها، كلُّه: الصَّعْتَرُ البَرّي، وَهُوَ مِمَّا تَرْعاه النَّحْلُ وتُعَسِّلُ عَلَيْهِ، وعَسَلُه أَطْيَبُ العَسَلِ، ولَعَسَلِه جَلْوتانِ: جَلْوةُ الصَّيْفِ وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي الرَّبِيع وَهِيَ أَكثر الشِّيارَيْنِ؛ وجَلوة الصَّفَرِية وَهِيَ دُونَهَا. وَفِي حَدِيثِ

سُلَيْمان بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: دَخَلَ الطائفَ فَوَجَدَ رَائِحَةَ الصَّعْتَرِ فَقَالَ: بِواديكم هَذَا نَدْغةٌ.

وَقَالَ الْفَرَّاءُ: النَّدْغُ الصَّعْتَرُ البَرّيّ، والسِّحاء نَبْت آخَرُ وَكِلَاهُمَا مِنْ مَراعي النَّحْلِ. وَكَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَامِلِهِ بالطائِف أَن يُرْسِلَ إِلَيْهِ بِعَسَلٍ أَخْضَرَ فِي السِّقاء، أَبيض فِي الإِناء، مِنْ عَسَلِ النَّدْغِ والسِّحاء، والأَطبَّاءُ يزْعُمون أَنّ عَسَلَ الصَّعْتَرِ أَمْتَنُ العَسَل وأَشَدُّه لُزُوجةً وحَرارةً، وَقِيلَ: النَّدغ شَجَرٌ أَخضر لَهُ ثَمَرٌ أَبيض، وَاحِدَتُهُ نَدْغَةٌ، قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّدْغُ مِمَّا يَنْبُتُ فِي الْجِبَالِ وَوَرَقُهُ مِثْلُ وَرَقِ الحَوْكِ وَلَا يَرْعَاهُ شَيْءٌ، وَلَهُ زَهْرٌ صَغِيرٌ شَدِيدُ الْبَيَاضِ، وَكَذَلِكَ عَسَلُهُ أَبيض كأَنه زُبْدُ الضأْن وَهُوَ ذَفِرٌ كرِيهُ الرِّيحِ، وَاحِدَتُهُ نَدْغة ونِدْغة. وَيُقَالُ للبَرْك المِنْدغةُ والمِنْسغةُ.

نزغ: النَّزْغُ: أَن تَنْزِغَ بَيْنَ قَوْمٍ فتَحْمِلَ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ بفسادٍ بَيْنَهُمْ. ونَزَغَ بَيْنَهُمْ يَنْزَغُ ويَنْزِغُ نَزْغاً: أَغْرَى وأَفْسَدَ وَحَمَلَ بعضَهم عَلَى بَعْضٍ. والنزْغُ: الْكَلَامُ الَّذِي يُغْرِي بَيْنَ النَّاسِ. ونَزَغَه: حرَّكه أَدنى حَرَكَةٍ. ونزَغ الشيطانُ بَيْنَهُمْ يَنزَغُ ويَنزِغُ نَزْغاً أَي أَفسد وأَغرى. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ*

؛ نَزْغُ الشيطانِ: وسَاوِسُه ونَخْسُه فِي الْقَلْبِ بِمَا يُسَوِّلُ للإِنسان مِن المَعاصي، يَعْنِي يُلْقِي فِي قَلْبِهِ مَا يُفْسِدُه عَلَى أَصحابه؛ وَقَالَ الزَّجَّاجُ: مَعْنَاهُ إِن نالَك مِنَ الشَّيْطَانِ أَدْنى نَزْغٍ ووَسْوسةٍ وتَحْرِيك يَصْرِفُك عَنِ الِاحْتِمَالِ، فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ وامْضِ عَلَى حُكْمِكَ. أَبو زَيْدٍ: نَزَغْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ ونَزَأْتُ ومَأَسْتُ كُلَّ هَذَا مِنَ الإِفسادِ بَيْنَهُمْ، وَكَذَلِكَ دَحَسْتُ وآسَدْتُ وأَرَّشْتُ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، رضي الله عنه: وَلَمْ تَرْمِ الشُّكُوكُ بَنَوازِغِها عَزِيمةَ إِيمانِهم

؛ النّوازِغُ: جَمْعُ نازِغةٍ مِنَ النزْغ وَهُوَ الطعْنُ والفَسادُ. وَفِي الْحَدِيثِ:

صِياحُ الْمَوْلُودِ حِينَ يَقَع نَزْغةٌ مِنَ الشيطانِ

أَي نَخْسةٌ وطَعْنةٌ. ونَزَغَ الرجلَ يَنْزَغُه نَزْغاً: ذَكَرَهُ بِقَبِيحٍ. وَرَجُلٌ مِنْزَغٌ ومِنْزَغةٌ ونَزّاغٌ: يَنْزَغُ الناسَ. والنَّزْغُ: شِبْهُ الوَخْز والطعْن. ونَزَغَه بِكَلِمَةٍ نَزْغاً: نخَسَه وطَعَن فِيهِ مِثْلَ نَسَغَه. ونَدَغَه ونَزَغَه نَزْغاً: طَعَنه بِيَدٍ أَو رُمْح. وَفِي حَدِيثِ

ابْنِ الزُّبَيْرِ: فنزَغَه إِنْسَانٌ مِنْ أَهل الْمَسْجِدِ بِنزيغةٍ

أَي

ص: 454

رَمَاهُ بِكَلِمَةٍ سَيِّئَةٍ. وأَدْرَكَ الأَمْرَ بِنَزَغِه أَي بِحِدْثانِه؛ عَنْ ثَعْلَبٍ. وَيُقَالُ للبَرْك: المِنْزَغةُ والمِنْسْغةُ والمِيزغةُ والمِبْزغةُ والمِنْدغةُ.

نسغ: نَسَغَت الواشِمةُ بالإِبرة نَسْغاً: غَرَزَتْ بِهَا. والنسْغُ: تَغْرِيزُ الإِبرة، وَذَلِكَ أَنّ الواشِمةَ إِذَا وشَمَتْ يَدَهَا ضَبَّرَتْ عِدَّة إِبر فَنَسَغَتْ بِهَا يَدَهَا ثُمَّ أَسَفَّتْه النَّؤُورَ، فإِذا بَرَأَ قُلِعَ قِرْفُه عَنْ سَواد قَدْ رَصُنَ. ونَسَغَ الْخُبْزَةَ نَسْغاً غَرَزَها. ابْنُ الأَعرابي: المِنْسغةُ والمِبْزغةُ البَرْكُ الَّذِي يُغْرَزُ بِهِ الخُبْزُ. والمِنْسغةُ: إِضْبارةٌ مِنْ ريشِ الطَّائِرِ أَو ذنَبه يَنْسَغُ بِهَا الخَبَّازُ الخُبْزَ، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَ مِنْ حَدِيدٍ. والنَّسْغُ مِثْلَ النَّخْسِ. ونَسَغَه بِيَدٍ أَو رُمْحٍ أَو سَوْطٍ نَسْغاً ونَسَّغَه: طَعَنَهُ، وَكَذَلِكَ أَنْسَغَه. ونَسَغَه بِكَلِمَةٍ: مِثْلَ نَزَغه. وَرَجُلٌ ناسِغٌ مِنْ قَوْمٍ نُسَّغٍ: حاذقٌ بِالطَّعْنِ؛ قَالَ:

إِنِّي عَلَى نَسْغِ الرِّجالِ النُّسَّغِ

ونَسَغَ البعيرُ: ضَرَبَ مَوْضِعَ لَسْعةِ الذُّبابِ بخُفّه. وأَنْسَغَتِ الفَسيلةُ ونَسَّغَتْ: أَخْرَجَتْ قُلْبَها، وَقِيلَ: أَخرجت سَعَفًا فَوْقَ سعَف، وأَنْسَغتِ الشَّجَرَةُ: نَبَتَتْ بَعْدَ الْقَطْعِ، وَكَذَلِكَ الكرمُ. وانْتَسَغَ الرجلُ: تَحَرّى. ونَسَغ فِي الأَرض نَسْغاً: ذَهَبَ. ونَسَغَتْ ثَنِيَّتُه: تَحَرَّكَتْ ورَجَعَتْ. والنَّسِيغُ: العَرَقُ. وانْتَسَعَتِ الإِبلُ وانْتَسَغَتْ انْتِساغاً، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذا تَفَرَّقَتْ فِي مَراعِيها وتَباعَدَتْ؛ وَقَالَ الأَخطل:

رجِنَّ بِحَيْثُ تَنْتَسِغُ المَطَايا،

فَلَا بَقًّا تَخافُ، وَلَا ذُبابَا «2»

نشغ: النَّشُوغُ: الوَجُورُ والسَّعُوطُ، وَهُوَ بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ أَيضاً، وَهُوَ أَعلى، وَقَدْ نُشِغَ الصبيُّ نُشُوغاً؛ قَالَ ذُو الرُّمَّةِ:

إِذَا مَرْئِيَّةٌ ولَدَتْ غُلاماً،

فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِغَ المَحارا

وَرُوِيَ نُشِعَ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَهُوَ إِيجارُك الصَّبِيَّ الدَّواءَ، وَقَدْ تَقَدّم نَشغَه ونَشَعه إِذا أَوْجَره. ابْنُ الأَعرابي: نُشِعَ الصَّبِيُّ ونشِغَ، بِالْعَيْنِ وَالْغَيْنِ، إِذَا أُوجِرَ فِي الأَنف. اللَّيْثُ: نَشَغْتُ الصبيَّ وَجُوراً فانْتَشَغَه جُرْعةً بَعْدَ جُرْعةٍ. وَفِي الْحَدِيثِ:

فإِذا هُوَ يَنْشَغُ

أَي يَمَصُّ بِفِيه. والمِنْشَغةُ: المُسْعُطُ أَو الصَّدَفةُ يُسْعَطُ بِهَا؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

سَأَنْشَغُه حَتَّى يَلِينَ شَرِيسُه،

بِمِنْشغةٍ فِيهَا سِمامٌ وعَلْقَمُ

والنَّشَغُ: التَّلْقِينُ، وَرُبَّمَا قَالُوا نَشَغْته الْكَلَامَ نَشْغاً أَي لقَّنْتُه وعَلَّمته، وَهُوَ عَلَى التَّشْبِيهِ. وَيُقَالُ نَشَغْتُه الكلامَ ونَسَغْتُه الكلامَ، بِالشِّينِ وَالسِّينِ؛ ونَشَغَه يَنْشَغُه نَشْغاً وأَنْشَغَه فَنَشَغَ وتَنَشَّغَ وانْتَشَغَ وناشَغَ؛ قَالَ:

أَهْوى وَقَدْ ناشَغَ شِرْباً واغِلا

والنَّشْغُ: الشَّهِيقُ حَتَّى يَكاد يَبْلُغُ بِهِ الغَشْيَ. وَفِي حَدِيثِ

أُمِّ إِسْمَاعِيلَ: فإِذا الصَّبِيُّ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ

، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ يَمْتَصُّ بِفيه مِنْ نَشَغْتُ الصَّبِيَّ دَواء فانْتَشَغَه. ونَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً: شَهِقَ حَتَّى كَادَ يُغْشى عَلَيْهِ وإِنما ذَلِكَ مِنْ شَوْقِه. وَفِي حَدِيثِ

أَبي هُرَيْرَةَ: أَنه ذكرَ النبيَّ، صلى الله عليه وسلم، فَنَشَغَ نَشْغَةً

أَي شَهِقَ وغُشِيَ عَلَيْهِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَإِنَّمَا

(2). في ديوان الأَخطل: دجنّ بدل رجنّ، والمعنى واحد

ص: 455

يَفْعَلُ ذَلِكَ الإِنسان شَوْقاً إِلى صَاحِبِهِ أَو إِلى شَيْءٍ فائتٍ وأَسَفاً عَلَيْهِ وحُبًّا للِقائه. قَالَ: وَهَذَا نَشْغٌ، بَالْغَيْنِ، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ؛ قَالَ رُؤْبَةُ يمدحُ رَجُلًا وَيَذْكُرُ شَوْقَه إِليه:

عَرَفْتُ أَني ناشِغٌ فِي النُّشَّغِ،

إِلَيْكَ أَرْجُو مِنْ نَداكَ الأَسْبَغِ

والنَّشْغةُ: تَنَفُّسةٌ مِنْ تَنَفُّسِ الصُّعَداء، يُقَالُ مِنْهُ: نَشَغَ يَنْشَغُ نَشْغاً. والنَّشْغُ: جُعْلُ الكاهِنِ، وَقَدْ نَشَفَه، والعينُ الْمُهْمَلَةُ أَعْلى، ونُشِغَ بِهِ نَشْغاً: أُولِعَ، وَالْعَيْنُ الْمُهْمَلَةُ لُغَةٌ. أَبو عَمْرٍو: نُشِغَ بِهِ ونُشِعَ بِهِ وشُغِفَ بِهِ أَي أُولِعَ بِهِ. وإِنه لنَشُوغٌ بأَكل اللَّحْمِ ومَنْشُوغٌ بِهِ أَي مُولَعٌ. والنَّاشِغانِ: الواهِنَتانِ وَهُمَا ضِلَعانِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ضِلَعٌ. الْفَرَّاءُ: النَّواشِغُ مَجاري الْمَاءِ فِي الْوَادِي؛ وأَنشد للمرَّار بْنِ سَعِيد:

وَلَا مُتلاقِياً، والشمسُ طِفْلٌ،

ببَعْضِ نَواشِغِ الْوَادِي حُمولا

والناشِغةُ: مَجْرى الْمَاءِ إِلَى الْوَادِي، وخَصَّ ابْنُ الأَعرابي بِهَا الشُّعْبةَ المَسِيلةَ أَو الشِّعْبَ المَسِيلَ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: النَّواشِغُ أَضْخَمُ مِنَ الشِّحاحِ، والنَّشَغاتُ فُواقاتٌ خَفِيِّاتٌ جِدّاً عِنْدَ الْمَوْتِ، وَاحِدَتُهَا نَشْغةٌ، وَقَدْ نَشَغَ وتَنَشَّغَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَعْجَلُوا بِتَغْطيةِ وجْهِ الْمَيِّتِ حَتَّى يَنْشَغَ

أَو

يَتَنَشَّغَ

؛ حَكَاهُ الهَرَويُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ. ابْنُ الأَعرابي: أَنْشَغَ الرَّجُلُ تَنَحَّى. ونَشَغَه بالرُّمْحِ: طَعَنَه؛ قَالَ الأَخطل:

تنَقَّلَتِ الدِّيارُ بِهَا فَحلَّتْ

بِحَزَّةَ، حَيْثُ يَنْتَشِغُ البَعِيرُ

وانْتِشاغُ البَعير: أَن يَضْرِبَ بخُفِّه مَوْضِعَ لَذْعِ الذُّبابِ؛ قَالَ أَبو زُبَيْدٍ:

شَأْسُ الهَبُوطِ زَناءُ الحامِيَيْنِ، مَتَى

تَنْشَغْ بِوارِدةٍ، يَحْدُثْ لَهَا فَزَعُ

يَصِفُ طَرِيقًا تَنْشَغُ بِوارِدةٍ أَي يَصِيرُ فِيهِ النَّاسُ فَتَتضايقُ الطَّريقُ بالوارِدةِ، كَمَا يَنْشَغُ بِالشَّيْءِ إِذَا غَصَّ بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

النَّجَاشِيِّ: هَلْ تَنَشَّغَ فِيكُمُ الوَلَدُ؟

أَي اتَّسَعَ وكَثُرَ؛ هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، وَالْمَشْهُورُ تَفَشَّغَ بِالْفَاءِ، وَاللَّهُ أَعلم.

نغغ: النُّغْنُغُ، بِالضَّمِّ، والنغْنُغةُ: مَوْضِعٌ بَيْنَ اللَّهاةِ وشَوارِبِ الحُنْجُورِ، فإِذا عَرَضَ فِيهِ دَاءٌ قِيلَ: نُغْنِغَ فلانٌ، وَقِيلَ: النَّغانِغُ لَحماتٌ تَكُونُ فِي الْحَلْقِ عِنْدَ اللَّهَاةِ، وَاحِدُهَا نُغْنُغٌ وَهِيَ اللَّغانينُ، وَاحِدُهَا لُغْنُونٌ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يَا فَرَزْدَقُ كَينَها،

غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ المَعْذُورِ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: واحدةُ النَّغانِغِ نُغْنُغةٌ وَهِيَ لَحْمُ أُصولِ الآذانِ مِنْ دَاخِلِ الحَلْق تُصِيبُها العُذْرةُ، ونُغْنِغَ: أَصابَه دَاءٌ فِي النَّغانِغِ، وكلُّ وَرَمٍ فِيهِ اسْتِرْخاء نُغْنُغةٌ. والنَّغْنَغةُ، بِالْفَتْحِ: غُدَّة تَكُونُ فِي الحَلْقِ. والنُّغْنُغةُ والنُّغْنُغُ: لَحْمٌ مُتَدَلٍّ فِي بُطُونِ الأُذُنَينِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: والنُّغْنُغُ الحَرَكَةُ؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

فَهْيَ تُري الأَعْلاقَ ذاتَ النُّغْنُغِ

نفغ: النَّفَغُ: التَّنَفُّطُ. نَفِغَتْ يدُه تَنْفَغُ نَفَغاً ونَفَغَتْ تَنْفَغُ نَفْغاً ونُفُوغاً: نَفِطَتْ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وإنْ تَرَيْ كَفَّكِ ذاتَ النَّفْغِ

ص: 456