المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الراء المهملة - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: ‌فصل الراء المهملة

فَدَحَّها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ،

فصَرَخَتْ قَدْ: جُزْتَ أَقصى المسْلكِ

وَيُقَالُ لِلذَّكَرِ: أَذْلَغُ وأَذلَغِيّ؛ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

واكْتَشَفَتْ لِناشِئٍ دَمَكْمَكِ

عَنْ وارِمٍ، أَكْظارُه عَضَنَّكِ،

فَداسَها بأَذْلَغِيٍّ بَكْبَكِ

قَالَ: وَيُقَالُ لَهُ مِذْلَغٌ أَيضاً. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَقَالَ الْوَزِيرُ الأَذْلَغ الأَيْرُ الأَقشرُ، وَيُقَالُ لَهُ أَيضاً مِذْلَغٌ؛ وَقَالَ كُثَيْرٌ الْمُحَارِبِيُّ:

لَمْ أَرَ فيهمْ كَسُوَيْدٍ رامِحا،

يَحْمِلُ عَرْداً كالمَصادِ زامِحا

مُلَمْلَمَ الهامةِ يَضْحى قاسِحا،

لَمّا رَأَى السَّوْداءَ هَبَّ جانِحا

فَشامَ فِيهَا مِذْلَغاً صُمادِحا

فصَرَخَتْ: لقَد لَقِيتُ ناكِحا

رَهْزاً دِراكاً يحْطِمُ الجَوانِحا

قَالَ الأَزهري: الذَّكَرُ يُسَمَّى أَذْلَغَ إِذا اتْمَهَلَّ فَصَارَتْ ثومَتُه مِثْلَ الشَّفَةِ الْمُنْقَلِبَةِ. ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيُقَالُ قَدْ تَذَلَّغَتِ الرُّطبةُ انْقَشَرَ جِلْدُهَا، وتَذَلَّغَ ظَهَرُ الْجَمَلِ مِنَ الحِمْل إِذا انْقَشَرَ جِلْدُهُ. وَبَنُو الأَذلَغ: حَيٌّ.

‌فصل الراء المهملة

ربغ: خُذْهُ بِرَبَغِه أَي بحدْثانِه ورُبّانِه، وَقِيلَ بأَصله. والرَّبْغُ: التُّرابُ المدَقَّقُ كالرَّفْغِ. والأَربَغُ: الْكَثِيرُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَهِيَ الرَّباغةُ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّبْغُ الرِّيُّ، والإِرْباغُ إرْسال الإِبل عَلَى الْمَاءِ كُلَّمَا شَاءَتْ وَرَدَتْ بِلَا وَقْتٍ، هَكَذَا رَوَاهُ أَبو عُبَيْدٍ، وَالصَّحِيحُ الإِرْباعُ، بِالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ، وَقَدْ تقدَّم، وَتَقُولُ مِنْهُ: أَرْبَغَها فَهِيَ مُرْبَغةٌ، وَقَدْ ربَغَتْ هِيَ. وَيُقَالُ: تُرِكَتْ إِبلُها هَمَلًا مُرْبَغةً، وَفِي التَّهْذِيبِ: هَمَلًا مُرْبَغاً. وَفِي حَدِيثِ

عُمَرَ، رضي الله عنه: هَلْ لَكَ فِي نَاقَتَيْنِ مُرْبَغَتَينِ سَمِينَتَيْنِ

أَي مُخصِبَتين؛ الإِرْباغُ: إِرسال الإِبل عَلَى الْمَاءِ تَرِدُه أَيَّ وَقْتٍ شَاءَتْ، أَراد نَاقَتَيْنِ قَدْ أَرْبَغَتا حَتَّى أَخصَبت أَبْدانُهما وسَمِنتا. وعَيشٌ رابِغٌ رافِغٌ أَي ناعِم. ورَبَغَ القومُ فِي النَّعِيمِ إِذا أَقاموا فِيهِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ:

إِنَّ الشيطانَ قَدْ أَرْبَغَ فِي قُلُوبِكُمْ وعَشَّشَ

أَي أَقام عَلَى فَساد اتَّسع لَهُ المُقامُ مَعَهُ. قَالَ: والرَّابِغُ الَّذِي يُقيم عَلَى أَمْر ممْكِن لَهُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: ورابِغٌ وادٍ يَقْطَعُه الحاجُّ بَيْنَ البَزْواءِ والجُحْفةِ دُون عَزْوَر؛ قَالَ كُثَيِّر:

أَقولُ، وقدْ جاوَزْنَ مِنْ عَيْنِ رابِغٍ

مَهامِهَ غُبْراً يَرْفَعُ الأُكْمَ آلُها

وَفِي الْحَدِيثِ ذُكِرَ رَابِغٌ، بِكَسْرِ الْبَاءِ، بَطْنُ وادٍ عِنْدَ الْجُحْفَةِ. ويَرْبَغُ وأَرباغ: مَوْضِعَانِ؛ قَالَ الشَّنْفَرَى:

وأُصْبِحُ بالعَضْداءِ أَبْغِي سَراتَهم،

وأُسْلِكُ خِلًّا بَيْنَ أَرْباغَ والسَّرْدِ

رثغ: الرَّثَغُ: لُغَةٌ فِي اللَّثَغِ.

ردغ: الرَّدْغُ والرَّدَغةُ والرَّدْغةُ، بِالْهَاءِ: الْمَاءُ وَالطِّينُ والوَحَل الْكَثِيرُ الشديدُ؛ الْفَتْحُ عَنْ كُرَاعٍ، وَالْجَمْعُ رِداغٌ ورَدَغٌ. وَمَكَانٌ رَدِغٌ: وَحِلٌ. وارتَدغَ الرجلُ: وقَعَ فِي الرِّداغِ أَو فِي الرَّدْغةِ. وَفِي حَدِيثِ

شدَّاد بْنِ أَوس: أَنه تَخَلَّفَ عَنِ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ

ص: 426

مطرٍ وَقَالَ مَنَعَنا هَذَا الرِّداغُ عَنِ الْجُمُعَةِ

؛ الرَّدَغةُ: الطِّينُ، وَيُرْوَى بِالزَّايِ بَدَلُ الدَّالِ وَهِيَ بِمَعْنَاهُ، وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: هِيَ الرَّدَغةُ وَقَدْ جَاءَ رَدْغة. وَفِي مَثَلٍ مِنَ المُعاياة قَالُوا: ضَأْنٌ بِذِي تُناتِضَةَ يَقْطَعُ رَدْغةَ الْمَاءِ بعَنَقٍ وإِرْخاء، يُسَكِّنُونَ دَالَ الردْغة فِي هَذِهِ وَحْدَهَا وَلَا يُسَكِّنُونَهَا فِي غَيْرِهَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

إِذا كُنْتُمْ فِي الرِّداغ أَو الثلْجِ وحضرتِ الصلاةُ فأَوْمِئوا إِيماء.

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ قَالَ فِي مُؤمن مَا لَيْسَ فِيهِ حَبَسه اللهُ فِي رَدَغَةِ الخَبالِ

؛ جَاءَ تَفْسِيرُهَا فِي الْحَدِيثِ أَنها عُصارةُ أَهلِ النَّارِ، وَقِيلَ: هُوَ الطِّينُ والوَحَلُ الكثيرُ. وَفِي حَدِيثِ

حَسَّانَ بْنِ عطيّةَ: مَنْ قَفا مُؤْمِنًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ وقَفَه اللَّهُ فِي رَدْغةِ الخَبال.

وَفِي الْحَدِيثِ:

مَنْ شرِبَ الخمرَ سَقاه اللَّهُ مِنْ رَدْغةِ الخَبال.

وَفِي الْحَدِيثِ:

خَطَبَنَا فِي يوْمٍ ذِي رَدْغٍ.

ورَدَغَت السماءُ: مثلُ رَزَغَتْ. والرَّدِيغُ: الأَحمق الضعيفُ. والمَرْدَغةُ: الرَّوْضةُ البَهِيَّةُ. والمَرْدغةُ: مَا بَيْنَ العُنقِ إِلَى التَّرْقُوةِ، والجمعُ المَرادِغُ، وَقِيلَ: المَرْدَغَةُ مِنَ الْعُنُقِ اللحْمةُ الَّتِي تَلِي مؤخَّر الناهِضِ مِنْ وسَط العَضُدِ إِلَى المِرْفق. ابْنُ الأَعرابي المَرْدَغةُ اللحْمةُ الَّتِي بَيْنَ وابِلةِ الكتفِ وجَناجِنِ الصَّدْرِ. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: دخلْتُ عَلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى وَقَعَتْ يَدِي عَلَى مَرادِغه

؛ هِيَ مَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلَى التَّرْقُوَةِ، وَقِيلَ: لَحْمُ الصَّدْرِ، الْوَاحِدَةُ مَرْدَغةٌ، وَقِيلَ المَرادِغُ البآدِلُ وَهِيَ أَسفل التَّرْقُوَتَيْنِ فِي جانِبي الصدْر. قَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: إِذا سَمِنَ الْبَعِيرُ كَانَتْ لَهُ مَرادِغُ فِي بَطْنِهِ وَعَلَى فُرُوعِ كتِفَيْه، وَذَلِكَ أَنّ الشَّحْمَ يَتَراكَبُ عَلَيْهَا كالأَرانِبِ الجُثُومِ، وإِذا لَمْ تَكُنْ سَمِينةً فَلَا مَرْدَغَةَ هُنَاكَ. وَيُقَالُ: إِنَّ نَاقَتَكَ ذاتُ مَرادِغَ، وجملك ذو مَرادِغَ.

رزغ: الرَّزْغُ: الماءُ الْقَلِيلُ فِي المَسايِلِ والثِّمادِ والحِساءِ وَنَحْوِهَا، والرَّزَغةُ أَقل مِنَ الرَّدَغةِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: أَشدُّ مِنَ الرَّدَغَةِ. والرَّزَغةُ، بِالْفَتْحِ: الطِّينُ الرَّقِيقُ والوحَلُ. وَفِي حَدِيثِ

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ أَنه قَالَ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ: مَا خطَبَ أَميرُكم اليومَ؟ فَقِيلَ: أَما جَمَّعْتَ؟ فَقَالَ: مَنَعَنا هَذَا الرَّزَغُ

؛ أَبو عَمْرٍو وَغَيْرُهُ: الرَّزَغُ الطِّينُ والرُّطوبةُ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَاءُ والوحَلُ، وأَرْزَغَتِ السماء، في مُرْزِغةٌ. وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ:

خَطَبَنَا في يومٍ ذي رَزَغٍ

، وَرُوِيَ الْحَدِيثَانِ بِالدَّالِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ. وَفِي حَدِيثِ

خُفافِ بْنَ نُدْبةَ: إِنْ تُرْزِغِ الأَمْطارُ غَيْثًا.

والرَّزِغُ والرَّازِغُ: المُرْتَطِمُ فِيهَا. وأَرْزَغَت السَّمَاءُ وأَرزغَ المطرُ: كَانَ مِنْهُ مَا يَبُلُّ الأَرضَ، وَقِيلَ: أَرْزَغَ المطرُ الأَرضَ إِذا بلَّها وبالَغ وَلَمْ يَسِلْ؛ قَالَ طرفةُ يَهْجُو، وَفِي التَّهْذِيبِ يَمْدَحُ رَجُلًا:

وأَنْتَ، عَلَى الأَدْنى، شَمالٌ عَرِيَّةٌ

شَآمِيةٌ تَزْوي الوُجُوهَ بَلِيلُ

وأَنْتَ، عَلَى الأَقْصى، صَباً غيرُ قَرّةٍ

تَذاءَبُ مِنْهَا مُرْزِغٌ ومُسِيلُ

يَقُولُ: أَنت للبُعداء كالصَّبا تَسوقُ السّحابَ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ فَيَكُونُ مِنْهَا مَطَرٌ مُرْزِغ وَمَطَرٌ مُسِيل، وَهُوَ الَّذِي يُسِيلُ الأَوْدِيةَ والتِّلاعَ، فَمَنْ رَوَاهُ تذاءبَ بِالْفَتْحِ جَعَلَهُ للمُرْزِغِ، وَمَنْ رَفَعَ جَعَلَهُ للصَّبا، ثُمَّ قَالَ مِنْهَا مُرزغ وَمِنْهَا مُسيل. وأَرزَغَ الرجلَ: لطَّخه بعَيْب وأَرْزَغَ فِيهِ إرْزاغاً

ص: 427

وأَغْمَز فِيهِ إِغْمَازًا: اسْتَضْعَفه واحْتَقَره وعابَه؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

إِذَا المَنايا انْتَبْنَه لَمْ يَصْدُغِ،

ثُمَّتَ أَعْطَى الذُّلَّ كَفَّ المُرْزِغِ،

فالحَرْبُ شَهْباءُ الكِباشِ الصُّلَّغِ

وَهَذَا الرَّجَزُ أَورده الْجَوْهَرِيُّ: وأَعْطى الذِّلَّة؛ قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: صَوَابُهُ ثُمَّتَ أَعطى الذُّلَّ. وَيُقَالُ: احْتَفَرَ القومُ حَتَّى أَرْزَغوا أَي بَلَغُوا الطينَ الرطْبَ.

رسغ: الرُسْغُ: مَفْصِلُ مَا بَيْنَ الْكَفِّ والذِّراع، وَقِيلَ: الرُّسْغُ مُجْتَمَعُ السَّاقِينِ وَالْقَدَمَيْنِ، وَقِيلَ: هُوَ مَفْصِلُ مَا بَيْنَ السَّاعِدِ والكفِّ والساقِ والقدمِ، وَقِيلَ: هُوَ الْمَوْضِعُ المُسْتَدِقُّ الَّذِي بَيْنَ الحافِر ومَوْصِلِ الوَظِيفِ مِنَ الْيَدِ وَالرِّجْلِ، وَكَذَلِكَ هُوَ مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ، وَهُوَ الرُّسُغُ، بِالتَّحْرِيكِ أَيضاً مِثْلُ عُسْر وعُسُرٍ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ:

فِي رُسُغٍ لَا يَتَشَكّى الحَوْشَبا،

مُسْتَبْطِناً مَعَ الصَّمِيمِ عَصَبا

والجمعُ أَرْساغٌ. ورَسَغَ البعيرَ: شدَّ رُسْغَ يَدَيْهِ بِخَيْطٍ. والرُّسْغُ والرِّساغُ: مَا شُدَّ بِهِمَا، وَقِيلَ: الرُّسْغُ حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ الْبَعِيرُ شَدّاً شَدِيدًا فَيَمْنَعُهُ أَن يَنْبَعِثَ فِي المَشْي، وَجَمْعُهُ رِساغٌ. التَّهْذِيبِ: الرِّساغُ حَبْلٌ يشدُّ فِي رُسْغَي الْبَعِيرِ إِذَا قُيِّدَ بِهِ، والرَّسَغُ: اسْتِرْخاءٌ فِي قَوائِمِ الْبَعِيرِ. والرِّساغُ: مُراسَعةُ الصَّرِيعين فِي الصِّراع إِذَا أَخذ أَرساغَهما. ابْنُ بُزُرْج: ارْتَسَغَ فُلَانٌ عَلَى عِيالِه إِذا وسَّعَ عَلَيْهِمُ النَّفَقَةَ. وَيُقَالُ: ارْتَسِغْ عَلَى عيالِك وَلَا تُقتِّرُ. وإِنه مُرَسَّغٌ عَلَيْهِ فِي الْعَيْشِ أَي مُوَسَّعٌ عَلَيْهِ. وعيشٌ رَسِيغٌ: واسِعٌ. وَطَعَامٌ رَسِيغٌ: كَثِيرٌ. وأَصابَ الأَرضَ مَطَرٌ فَرَسَّغَ أَي بَلَغَ الماءُ الرُّسْغَ أَو حَفَرَهُ حَافِرٌ فَبَلَغَ الثَّرَى قَدْرَ رُسْغه، وَكَذَلِكَ أَرْسَغَ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، وَقِيلَ: رَسَّغَ المطرُ كَثُرَ حَتَّى غَابَ فِيهِ الرُّسْغُ. قَالَ ابْنُ الأَعرابي: أَصابَنا مَطَرٌ مُرَسِّغٌ إِذَا ثَرَّى الأَرضَ حَتَّى تَبْلُغَ يَدُ الحافِر عنه إلى أَرْساغِه.

رصغ: الرُّصْغُ: لُغَةٌ فِي الرُّسْغ مَعْرُوفَةٌ، قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ الرُّسْغُ، بِالسِّينِ، والرِّساغُ والرِّصاغُ: حَبْلٌ يشدُّ فِي رُسْغ الدَّابَّةِ شَدِيدًا إِلَى وَتِد أَو غَيْرِهِ وَيَمْنَعُ الْبَعِيرَ مِنَ الانْبعاث فِي الْمَشْيِ، وَهُوَ بِالصَّادِ لغة العامة.

رغغ: الرَّغِيغةُ: طَعَامٌ مِثْلُ الحَسا يُصْنَع بِالتَّمْرِ؛ قَالَ: أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ:

لَقَدْ عَلِمَتْ أَسَدٌ أَنَّنا

لَهُمْ نُصُرٌ، ولنِعْمَ النُّصُرْ

فكَيْفَ وجَدْتُمْ، وَقَدْ ذُقْتُمُ

رَغِيغَتَكُمْ بَيْنَ حُلْوٍ ومُرْ؟

والرَّغِيغَةُ: مَا عَلَى الزُّبْدِ وَهُوَ مَا يُسْلأُ مِنَ اللَّبَنِ مِثْلَ الرَّغْوةِ، وَقِيلَ: الرَّغِيغةُ لَبَنٌ يُغْلَى ويُذَرُّ عَلَيْهِ دَقِيقٌ يُتَّخَذُ للنُّفَساء، وَقِيلَ: هُوَ طَعَامٌ يُتَّخَذُ لِلنُّفَسَاءِ. ابْنُ الأَعرابي: الرَّغِيغَةُ لَبَنٌ يُطْبخ، وأَنشد بَيْتَ أَوس؛ قَالَ الأَصمعي: كَنَّى بالرغِيغةِ عَنِ الوقْعةِ أَي ذُقْتم طَعْمَها فَكَيْفَ وَجَدْتُمُوهَا. والرَّغْرَغَةُ: أَن تشرَبَ الإِبلُ الْمَاءَ كلَّ يَوْمٍ، وَقِيلَ: كُلُّ يَوْمٍ مَتَى شَاءَتْ، وَهُوَ مِثْلُ الرَّفْهِ، وَقِيلَ: هِيَ

ص: 428

أَن تَرَدَّدَ عَلَى الْمَاءِ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِرَارًا، وَقِيلَ: هُوَ أَن يسقِيَها يَوْمًا بِالْغَدَاةِ وَيَوْمًا بِالْعَشِيِّ. الأَصمعي فِي رَدِّ الإِبل قَالَ: إِذا رَدَّدَها عَلَى الْمَاءِ فِي الْيَوْمِ مِراراً فَذَلِكَ الرَّغْرَغةُ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَغْمَغةُ أَن تَرِدَ الْمَاءَ كُلَّمَا شَاءَتْ، يَعْنِي الإِبل، والرَّغْرَغةُ هُوَ أَن يَسْقِيَهَا سَقْيًا لَيْسَ بتامٍّ وَلَا كافٍ. ورَغْرَغَ أَمْراً: أَخْفاه. والرّغرغةُ: رَفاغةُ العيشِ؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ لِبِشْرِ بْنِ النّكْث:

حَلا غُثاءُ الرَّاسِياتِ فَهَدَرْ

رَغْرَغةً رَفْهاً، إِذَا الوِردُ حَضَرْ

الْفَرَّاءُ: إِذَا كَانَ الْعَجِينُ رَقِيقًا فَهُوَ الضَّغِيغةُ والرَّغِيغةُ. ابْنُ بَرِّيٍّ: الرَّغِيغةُ عُشْبٌ ناعِمٌ. والمُرَغْرَغُ: غَزْل لَمْ يُبْرَمْ.

رفغ: الرَّفْغُ والرُّفْغُ: أُصُولُ الفَخِذيْنِ مِنْ بَاطِنٍ وَهُمَا مَا اكْتَنَفَا أَعالي جانِبَي العانةِ عِنْدَ مُلْتَقَى أَعالي بَواطِنِ الْفَخِذَيْنِ وأَعلى الْبَطْنِ، وَهُمَا أَيْضاً أُصول الإِبْطَيْنِ، وَقِيلَ: الرُّفْغ مِنْ بَاطِنِ الفَخذِ عِنْدَ الأُرْبِيَّةِ، وَالْجَمْعُ أَرْفُغٌ وأَرْفاغٌ ورِفاغٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

قَدْ زَوَّجُوني جَيْأَلًا، فِيهَا حَدَبْ،

دَقِيقةَ الأَرْفاغِ ضَخْماءَ الرُّكَبْ

وناقةٌ رَفْغاءُ: واسِعةُ الرُّفْغِ. وَنَاقَةٌ رفِغةٌ: قَرِحةُ الرفْغَيْنِ. والرَّفْغاءُ مِنَ النِّسَاءِ: الدَّقِيقةُ الفَخِذيْن المُعِيقةُ «2» . الرّفْغَيْنِ الصَّغِيرَةُ المَتاعِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: المَرافِغُ أُصول الْيَدَيْنِ وَالْفَخِذَيْنِ لَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا. والأَرْفاغُ: المَغابنُ مِنَ الْآبَاطِ وأُصولِ الْفَخِذَيْنِ والحوالِبِ وَغَيْرِهَا مِنْ مَطاوِي الأَعْضاء وَمَا يَجْتَمِعُ فِيهِ الوَسَخُ والعَرَقُ. والمَرْفُوغةُ: الَّتِي التَزَقَ خِتانُها صَغِيرَةً فَلَا يَصِلُ إِليها الرِّجال. والرُّفْغُ: وسَخُ الظفُر، وَقِيلَ: الْوَسَخُ الَّذِي بَيْنَ الأُنْملة والظُّفُرِ، وَقِيلَ: الرُّفْغ كُلُّ مَوْضِعٍ يَجْتَمِعُ فِيهِ الْوَسَخُ كالإِبْط والعُكْنةِ وَنَحْوِهِمَا. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، صلَّى فأَوْهَم فِي صلاتِه فَقِيلَ لَهُ: يَا رسولَ اللَّهِ كأَنك قَدْ أَوْهَمْتَ، قَالَ: وَكَيْفَ لَا أُوهِمُ ورُفْغُ أَحدِكم بَيْنَ ظُفُرِه وأُنْمُلَتِه

؟ قَالَ الأَصمعي: جمْع الرُّفْغ أَرْفاغٌ وَهِيَ الآباطُ والمَغابِنُ مِنَ الْجَسَدِ يَكُونُ ذَلِكَ فِي الإِبلِ والناسِ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: وَمَعْنَاهُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا بَيْنَ الأُنثيين وأُصول الْفَخِذَيْنِ وَهِيَ المَغابِنُ، وَمِمَّا يُبَيِّنُ ذَلِكَ حَدِيثُ

عُمَرَ: إِذا الْتَقَى الرُّفْغانِ فَقَدْ وجَبَ الغُسْلُ

، يُرِيدُ إِذَا الْتَقَى ذَلِكَ مِنَ الرجلِ والمرأَةِ وَلَا يَكُونُ هَذَا إلَّا بَعْدَ الْتِقَاءِ الخِتانَيْنِ، قَالَ: وَمَعْنَى الْحَدِيثِ الأَوَّل أَنَّ أَحدهم يَحُكُّ ذَلِكَ المَوْضِعَ مِنْ جَسَدِهِ فيَعْلَقُ دَرَنه ووسَخُه بأَصابعه فَيَبْقَى بَيْنَ الظُّفْرِ والأُنملة، وإِنما أَنْكَرَ مِنْ هَذَا طُولَ الأَظفار وتركَ قَصِّها حَتَّى تطولَ، وأَراد بالرُّفْغ هَاهُنَا وسَخَ الظُّفُرِ كأَنه قَالَ ووسَخُ رُفْغ أَحدِكم، وَالْمَعْنَى أَنكم لَا تُقَلِّمُونَ أَظْفاركم ثُمَّ تَحُكُّونَ أَرْفاغَكم فيَعْلَقُ بِهَا مَا فِيهَا مِنَ الوَسخ، وَاللَّهُ أَعلم؛ قُلْتُ: وَقَوْلُهُ فِي تَفْسِيرِ الْحَدِيثِ لَا يَكُونُ الْتِقَاءُ الرُّفْغَيْنِ مِنَ الرَّجُلِ والمرأَة إلَّا بَعْدَ الْتِقَاءِ الخِتانَيْن فِيهِ نَظَرٌ لأَنه قَدْ يُمْكِنُ أَن يَلْتَقِيَ الرُّفْغَانِ وَلَا يَلْتَقِيَ الخِتانان، وَلَكِنَّهُ أَراد الْغَالِبَ مِنْ هَذِهِ الْحَالَةِ، وَاللَّهُ أَعلم. والرُّفْغان:

(2). قوله [المعيقة] كذا ضبط بالأَصل، وهو في القاموس بلا ضبط، وبهامش شارحه ما نصه: قوله المعيقة يظهر أن الميم من زيادة الناسخ في المتن وحقه العيقة كضيقة بتشديد الياء على فيعلة من عوق، وفي اللسان عيق إتباع لضيق أي بشد الياء فيهما، في ضيقة تعويق للرجل عن حاجته، قاله نصر

ص: 429

أَصْلا الْفَخِذَيْنِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ كَذَا وَكَذَا ونَتْفُ الرُّفْغَيْن

أَي الإِبْطين، وَجَعَلَ الْفَرَّاءُ الرُّفْغَيْنِ الإِبطين فِي قَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ:

عَشْرٌ مِنَ السُّنَّةِ مِنْهَا تَقْلِيمُ الأَظْفار ونَتْفُ الرُّفْغَيْنِ

؛ وَهُوَ فِي حَدِيثِ

النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم: ونَتْفُ الإِبْطِ

، وَهُوَ مَرْوِيٌّ

عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: خَمْسٌ مِنَ الفِطْرةِ: الاسْتِحْدادُ والخِتانُ وقَصُّ الشارِب ونتفُ الإِبْطِ وتَقْلِيمُ الأَظفارِ.

ابْنُ شُمَيْلٍ: والرُّفْغُ مِنَ المرأَة مَا حولَ فرجها. وقال أَعرابي: تَرَفَّغَ الرجلُ المرأَةَ إِذَا قَعَدَ بَيْنَ فَخِذَيْهَا لِيَطأَها، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ: رَفَغَ الرجلُ المرأَةَ إِذا قَعَدَ بَيْنَ فَخِذَيْهَا. وَيُقَالُ: تَرَفَّغَ فُلَانٌ فَوْقَ الْبَعِيرِ إِذا خَشِيَ أَن يَرْمِيَ بِهِ فلَفَّ رجْلَيه عِنْدَ ثِيلِ الْبَعِيرِ. والرَّفْغُ: تِبْنُ الذُّرةِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

دُونكِ بوغاءَ تُرابَ الرَّفْغِ

والرَّفْغُ: أَسفلُ الفلاةِ وأَسفلُ الوادِي. والرَّفْغُ أَيضاً: الْمَكَانُ الجَدْبُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ. والرَّفْغُ: الأَرضُ الكثيرةُ التُّراب. وجاءَ فُلَانٌ بِمَالٍ كرَفْغِ التُّرَابِ فِي كَثْرَتِهِ. وَتُرَابٌ رَفْغٌ وطعامٌ رَفْغٌ: لَيِّن. قَالَ بَعْضُهُمْ: أَصل الرَّفْغِ اللِّينُ والسُّهولةُ. والرَّفْغُ: الناحيةُ؛ عَنِ الأَخفش؛ وَقَوْلُ أَبي ذؤَيب:

أَتى قَرْيةً كانَتْ كَثِيرًا طَعامُها،

كرَفْغِ التُّرابِ، كلُّ شيءٍ يَميرُها

يُفَسَّر بِجَمِيعِ ذَلِكَ أَو بعامَّتِه. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ هُوَ فِي رَفْغٍ مِنْ قَوْمِهِ وَفِي رَفْغٍ مِنَ القريةِ إِذَا كَانَ فِي ناحيةٍ مِنْهَا وَلَيْسَ فِي وسَط قَوْمِهِ. والرَّفْغُ: السِّقاءُ الرَّقِيقُ المُقارِبُ. والرَّفْغُ أَلأَمُ موْضِعٍ فِي الوادِي وشَرُّه تُراباً. وأَرْفاغُ الناسِ: أَلائمهُم وسُفَّالُهم، الواحد رَفْغٌ. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: أَرْفاغ الوادِي جَوانِبُه. والرَّفْغ: الأَرضُ السَّهْلة، وَجَمْعُهَا رِفاغٌ. والرَّفْغُ والرَّفاغةُ والرَّفاغِيةُ: سَعةُ العَيْشِ والخِصْبُ والسَّعةُ. وعيشٌ أَرْفَغ ورافِغٌ ورفِيغٌ: خصيبٌ واسِعٌ طيِّب. ورَفُغَ عيشُه، بِالضَّمِّ، رَفاغةً: اتَّسَعَ. وتَرَفَّغَ الرجلُ: تَوَسَّعَ. وَإِنَّهُ لَفِي رَفاغةٍ ورَفاغِيةٍ مِنَ الْعَيْشِ مِثْلُ ثَمَانِيَةٍ؛ وأَنشد:

تحتَ دُجُنَّاتِ النَّعِيمِ الأَرْفَغِ

والرُّفَغْنِيةُ والرُّفَهْنِيةُ: سَعَةُ الْعَيْشِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ: أَرْفَغَ لَكُمُ المَعاشَ

أَي أَوْسَعَ، وَفِي حَدِيثِهِ:

النَّعَم الرَّوافِغُ

، جَمْعُ رافِغةٍ. والأَرْفَغُ: موضِعٌ.

رمغ: رَمَغَ الشيءَ يَرْمَغُه رَمْغاً: دَلَكَه بيدِه كَمَا تَدْلُك الأَدِيمَ ونحوَه. ورُماغٌ ورِماغٌ: موضعٌ.

روغ: راغَ يرُوغُ رَوْغاً ورَوَغاناً: حادَ. وَرَاغَ إِلَى كَذَا أَي مالَ إِلَيْهِ سِرّاً وحادَ. وَفُلَانٌ يُراوِغ فُلَانًا إِذَا كَانَ يَحِيدُ عَمَّا يُدِيرُه عَلَيْهِ ويُحايِصُه. وأراغَه هُوَ وراوَغَه: خادَعَه. وراغَ الصْيدُ: ذهَب هاهُنا وَهَاهُنَا، وراغَ الثعْلَبُ. وَفِي الْمَثَلِ: رُوغِي جَعارِ وانْظُرِي أَين المَفَرُّ، وجَعارِ اسْمُ الضَّبُعِ، وَلَا تَقُلْ رُوغِي إلَّا للمؤَنث، وَالِاسْمُ مِنْهُ الرَّواغُ، بِالْفَتْحِ. وأَراغَ وارْتاغَ: بِمَعْنَى طَلَب وأَراد. تَقُولُ: أَرَغْتُ الصَيْدَ، وَمَاذَا تُرِيغُ أَي مَا تُرِيدُ وَتَطْلُبُ. وَيُقَالُ: أَرِيغُوني إِراغَتَكم أَي

ص: 430