المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْعَجَّاجِ؛ وَقَبْلَهُ: والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ وَقِيلَ: هُوَ - لسان العرب - جـ ٨

[ابن منظور]

الفصل: قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْعَجَّاجِ؛ وَقَبْلَهُ: والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ وَقِيلَ: هُوَ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: الْبَيْتُ لِلْعَجَّاجِ؛ وَقَبْلَهُ:

والنُّؤْيُ كالحَوْضِ ورَفْضِ الأَجْذالْ

وَقِيلَ: هُوَ جَبَلٌ بِعَيْنِهِ. والخَوْع: مُنْعَرَجُ الوادِي. والخَوْعُ: بَطْنٌ فِي الأَرض غَامِضٌ. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: ذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ أَنّ الخَوْعَ مِنْ بُطُونِ الأَرض، وأَنه سَهْلٌ مِنْبات يُنْبِتُ الرِّمْث؛ وأَنشد:

وأَزْفَلةٍ بِبَطْن الخَوْعِ شُعْثٍ،

تَنُوء بهم مُنَعْثِلةٌ نَؤُولُ

وَالْجَمْعُ أَخْواعٌ. وَالْخَائِعُ: اسْمُ جَبَلٍ يُقابله جَبَلٌ آخَرُ يُقَالُ لَهُ نَائِعٌ؛ قَالَ أَبو وجْزة السَّعْدِيُّ يَذْكُرُهُمَا:

والخائعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهم،

ونائعُ النَّعْفِ عَنْ أَيْمانهم يَفَعُ

أَي مُرْتَفِعٌ. والخُواعُ: شَبِيهٌ بالنَّخِير أَو الشَّخير. والتَّخَوُّع: التَّنَقُّص. وخَوَّعَ مالُه: نَقَص، وخَوَّعَه هُوَ وخَوَّعَ وخَوَّفَ مِنْهُ؛ قَالَ طرَفةُ بْنُ العَبد:

وجامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِيبِه

زَجْرُ المُعَلَّى، أُصُلًا، والسَّفِيح

يعني ما ينحر في المَيْسِر مِنْهَا. قَالَ يَعْقُوبُ: وَيُرْوَى مِنْ نَبْته أَي مِنْ نَسْله، وَيُرْوَى: خَوَّف، وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ. وكُلُّ مَا نَقص، فَقَدْ خَوَّع. والخَوْعُ: مَوْضِعٌ. قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: وَيُقَالُ جَاءَ السَّيْلُ فَخَوَّع الوادِي أَي كسَرَ جَنْبَتَيْه؛ قَالَ حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ:

أَلَثَّتْ عَلَيْهِ دِيمةٌ بَعْدَ وَابِلٍ،

فلِلجِزْعِ مِنْ خَوْعِ السُّيولِ قَسِيبُ «1»

خهفع: حَكَى الأَزهري عَنْ أَبي تُرَابٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَعرابياً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُكَنَّى أَبا الخَيْهَفْعَى، وسأَلته عَنْ تَفْسِيرِ كُنْيَتِهِ فَقَالَ: يُقَالُ إِذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَى الْكَلْبَةِ جَاءَتْ بالسِّمْع، وإِذا وَقَعَ الْكَلْبُ عَلَى الذِّئبة جَاءَتْ بالخَيْهَفْعَى. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا عَلَى أَبنية أَسمائهم مَعَ اجْتِمَاعِ ثَلَاثَةِ أَحرف مِنْ حُرُوفِ الحَلْق، وَقَالَ عَنْ هَذَا الْحَرْفِ وَعَمَّا قَبْلَهُ فِي بَابِ رُبَاعِيِّ الْعَيْنِ فِي كِتَابِهِ: وَهَذِهِ حُرُوفٌ لَا أَعرفها وَلَمْ أَجد لَهَا أَصلًا فِي كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِينَ أَخذوا عَنِ الْعَرَبِ الْعَارِبَةِ مَا أَودعوا كُتُبَهُمْ، وَلَمْ أَذكرْها وأَنا أَحقُّها وَلَكِنِّي ذَكَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَهَا وتعجُّباً مِنْهَا، وَلَا أَدري مَا صِحَّتُهَا. وَحَكَى ابْنُ بَرِّيٍّ فِي أَماليه قَالَ: قَالَ ابْنُ خَالَوَيْهِ أَبو الخَيْهَفْعَى كُنْيَةُ رَجُلٍ أَعرابي يُقَالُ لَهُ جِنزاب بْنُ الأَقرع، فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تكَنَّيْت بِهَذَا؟ فَقَالَ: الخَيْهَفْعَى دَابَّةٌ يَخْرُجُ بَيْنَ النَّمر وَالضَّبُعِ، يكون باليمن، أَغْضَفُ الأُذنين غائرُ الْعَيْنَيْنِ مُشْرِف الحاجِبَين أَعْصَلُ الأَنْياب ضَخْمُ البَراثِن يَفْتَرِس الأَباعِرَ؛ وأَهمله الجوهري.

‌فصل الدال

دثع: الدَّثْعُ: الوَطْء الشَّدِيدُ، لُغَةٌ يَمَانِيَةٌ. قَالَ: والدَّعْثُ والدَّثْعُ واحد.

درع: الدِّرْعُ: لَبُوسُ الْحَدِيدِ، تُذَكَّرُ وَتُؤَنَّثُ، حَكَى اللِّحْيَانِيُّ: دِرْعٌ سابغةٌ وَدِرْعٌ سَابِغٌ؛ قال أَبو الأَخرز:

مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذِي التَّغَضُّنِ،

يَمْشِي العِرَضْنَى فِي الحَدِيد المُتْقَنِ

وَالْجَمْعُ فِي الْقَلِيلِ أَدْرُعٌ وأَدْراعٌ، وَفِي الْكَثِيرِ دُروعٌ؛ قال الأَعشى:

(1). قوله [ألثت إلخ] في معجم ياقوت:

ألثت عليه كل سحاء وابل

ص: 81

واخْتارَ أَدْراعَه أَن لَا يُسَبَّ بِهَا،

وَلَمْ يَكُن عَهْدُه فِيهَا بِخَتَّارِ

وَتَصْغِيرُ دِرْعٍ دُرَيْعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ لأَن قِيَاسَهُ بِالْهَاءِ، وَهُوَ أَحد مَا شَذَّ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: هِيَ دِرْعُ الْحَدِيدِ. وَفِي حَدِيثِ

خَالِدٍ: أَدْراعَه وأَعْتُدَه حَبْساً فِي سَبِيلِ اللَّهِ

؛ الأَدراعُ: جَمْعُ دِرْع وَهِيَ الزَّرَدِيَّةُ. وادَّرَع بالدِّرْع وتَدَرَّع بِهَا وادَّرَعَها وتَدَرَّعها: لَبِسَها؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

إِن تَلْقَ عَمْراً فَقَدْ لاقَيْتَ مُدَّرِعاً،

وَلَيْسَ مِنْ هَمِّه إِبْل وَلَا شَاءُ

قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَيَجُوزُ أَن يَكُونَ هَذَا الْبَيْتُ مِنَ الِادِّرَاعِ، وَهُوَ التَّقَدُّمُ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي أَواخر التَّرْجَمَةِ. وَفِي حَدِيثِ

أَبي رَافِعٍ: فَغَلَّ نَمِرةً فَدُرِّعَ مثلَها مِنْ نَارٍ

أَي أُلْبِسَ عِوَضَها دِرْعاً مِنْ نَارٍ. وَرَجُلٌ دارعٌ: ذُو دِرْعٍ عَلَى النسَب، كَمَا قَالُوا لابنٌ وتامِرٌ، فأَمَّا قَوْلُهُمْ مُدَّرَعٌ فَعَلَى وَضْعِ لَفْظِ الْمَفْعُولِ مَوْضِعَ لَفْظِ الْفَاعِلِ. والدِّرْعِيَّةُ: النِّصال الَّتِي تَنْفُذُ فِي الدُّروع. ودِرْعُ المرأَةِ: قميصُها، وَهُوَ أَيضاً الثَّوْبُ الصَّغِيرُ تَلْبَسُهُ الْجَارِيَةُ الصَّغِيرَةُ فِي بَيْتِهَا، وَكِلَاهُمَا مُذَكَّرٌ، وَقَدْ يُؤَنَّثَانِ. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: دِرْعُ المرأَة مُذَكَّرٌ لَا غَيْرَ، وَالْجَمْعُ أَدْراع. وَفِي التَّهْذِيبِ: الدِّرْع ثَوْبٌ تَجُوب المرأَةُ وسطَه وَتَجْعَلُ لَهُ يَدَيْنِ وتَخِيط فرجَيْه. ودُرِّعت الصبيةُ إِذا أُلبِست الدِّرْع، وادَّرَعَتْه لبِسَتْه. ودَرَّعَ المرأَةَ بالدِّرْع: أَلبسها إِياه. والدُّرّاعةُ والمِدْرعُ: ضَرْبٌ مِنَ الثِّيَابِ الَّتِي تُلْبَس، وَقِيلَ: جُبَّة مَشْقُوقَةٌ المُقَدَّم. والمِدْرعةُ: ضَرْبٌ آخَرُ وَلَا تَكُونُ إِلَّا مِنَ الصُّوفِ خَاصَّةً، فَرَّقُوا بَيْنَ أَسماء الدُّرُوع والدُّرّاعة والمِدْرعة لِاخْتِلَافِهَا فِي الصَّنْعة إِرادة الإِيجاز فِي المَنطِق. وتَدَرَّعَ مِدْرعَته وادَّرَعها وتَمَدْرَعها، تحمَّلُوا مَا فِي تَبْقية الزَّائِدِ مَعَ الأَصل فِي حَالِ الِاشْتِقَاقِ تَوْفية لِلْمَعْنَى وحِراسة لَهُ ودَلالة عَلَيْهِ، أَلا تَرَى أَنهم إِذا قَالُوا تَمَدْرَعَ، وإِن كَانَتْ أَقوى اللُّغَتَيْنِ، فَقَدْ عَرَّضُوا أَنفسهم لِئَلَّا يُعرف غَرضهم أَمن الدِّرْع هُوَ أَم مِنَ المِدْرعة؟ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى حُرمة الزَّائِدِ فِي الْكَلِمَةِ عِنْدَهُمْ حَتَّى أَقرّوه إِقرار الأُصول، وَمِثْلُهُ تَمَسْكَن وتَمَسْلَم، وَفِي الْمَثَلِ: شَمِّر ذَيْلًا وادَّرِعْ لَيْلًا أَي اسْتَعمِل الحَزْم وَاتَّخِذِ اللَّيْلَ جَمَلًا. والمِدْرَعةُ: صُفّةُ الرحْل إِذا بَدَتْ مِنْهَا رُؤوس الْوَاسِطَةِ الأَخِيرة. قَالَ الأَزهري: وَيُقَالُ لصُفّة الرَّحْلِ إِذا بَدَا مِنْهَا رأْسا الوَسط والآخِرة مِدْرعةٌ. وَشَاةٌ دَرْعاء: سَوداء الْجَسَدِ بَيْضاء الرأْس، وَقِيلَ: هِيَ السَّوْدَاءُ الْعُنُقِ والرأْسِ وسائرُها أَبيض. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ فِي شِياتِ الْغَنَمِ مِنَ الضأْن: إِذا اسودَّت الْعُنُقُ مِنَ النَّعْجَةِ فَهِيَ دَرْعاء. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدَّرَعُ فِي الشَّاةِ بياضٌ فِي صَدْرِهَا وَنَحْرِهَا وَسَوَادٌ فِي الْفَخْذِ. وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: شَاةٌ دَرْعاء مُختلفة اللَّوْنِ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّرْعَاءُ السَّوْدَاءُ غَيْرَ أَن عُنُقَهَا أَبيض، وَالْحَمْرَاءُ وعنُقُها أَبيض فَتِلْكَ الدَّرْعاء، وإِن ابْيَضَّ رأْسها مَعَ عُنُقِهَا فَهِيَ دَرعاء أَيضاً. قَالَ الأَزهري: وَالْقَوْلُ مَا قَالَ أَبو زَيْدٍ سُمِّيَتْ دَرْعَاءَ إِذا اسْوَدَّ مُقَدَّمُهَا تَشْبِيهًا بِاللَّيَالِي الدُّرْع، وَهِيَ لَيْلَةُ ستَّ عَشْرة وسبعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ، اسْوَدَّتْ أَوائلها وابيضَّ سَائِرُهَا فسُمّين دُرْعاً لَمْ يَخْتَلِفْ فِيهَا قَوْلُ الأَصمعي وأَبي زَيْدٍ وَابْنِ شُمَيْلٍ. وَفِي حَدِيثِ المِعْراج:

فإِذا نَحْنُ بِقَوْمٍ دُرْع: أَنْصافُهم بِيضٌ وأَنصافهم سُودٌ

؛ الأَدْرَعُ مِنَ الشَّاءِ الَّذِي صَدْرُهُ أَسوَد وَسَائِرُهُ أَبيض. وَفَرَسٌ أَدْرَع: أَبيض الرأْس وَالْعُنُقِ

ص: 82

وَسَائِرُهُ أَسود، وَقِيلَ بِعَكْسِ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ الدُّرْعة. وَاللَّيَالِي الدُّرَعُ والدُّرْع: الثَّالِثَةَ عَشْرَةَ وَالرَّابِعَةَ عَشْرَةَ وَالْخَامِسَةَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ لأَنّ بَعْضَهَا أَسود وَبَعْضَهَا أَبيض، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي يَطْلُعُ الْقَمَرُ فِيهَا عِنْدَ وَجْهِ الصُّبْحِ وَسَائِرُهَا أَسود مُظْلِمٌ، وَقِيلَ: هِيَ لَيْلَةُ سِتَّ عَشْرَةَ وَسَبْعَ عَشْرَةَ وَثَمَانِيَ عَشْرَةَ، وَذَلِكَ لِسَوَادِ أَوائلها وَبَيَاضِ سَائِرِهَا، وَاحِدَتُهَا دَرْعاء ودَرِعةٌ، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ، لأَن قِيَاسَهُ دُرْعٌ بِالتَّسْكِينِ لأَن وَاحِدَتَهَا دَرْعاء، قَالَ الأَصمعي: فِي لَيَالِي الشَّهْرِ بَعْدَ اللَّيَالِي الْبِيضِ ثَلَاثٌ دُرَعٌ مِثْلُ صُرَدٍ، وَكَذَلِكَ قَالَ أَبو عُبَيْدٍ غَيْرَ أَنه قَالَ: الْقِيَاسُ دُرْعٌ جَمْعُ دَرْعاء. وَرَوَى الْمُنْذِرِيُّ عَنْ أَبي الْهَيْثَمِ: ثَلَاثٌ دُرَعٌ وَثَلَاثٌ ظُلَمٌ، جَمْعُ دُرْعة وظُلْمة لَا جَمْعُ دَرْعاء وظَلْماء؛ قَالَ الأَزهري: هَذَا صَحِيحٌ وَهُوَ الْقِيَاسُ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما جُمِعَتْ دَرْعاء عَلَى دُرَع إِتباعاً لظُلَم فِي قَوْلِهِمْ ثَلَاثٌ ظُلَم وَثَلَاثٌ دُرَع، وَلَمْ نَسْمَعْ أَن فَعْلاء جمعُه عَلَى فُعَل إِلَّا دَرْعاء. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: اللَّيَالِي الدُّرَع هِيَ السُّودُ الصُّدورِ البيضُ الأَعجازِ مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ، والبيضُ الصُّدُورِ السودُ الأَعجاز مِنْ أَوَّل الشَّهْرِ، فإِذا جاوَزَت النِّصْفَ مِنَ الشَّهْرِ فَقَدْ أَدْرَعَ، وإِدْراعه سَوَادُ أَوّله؛ وَكَذَلِكَ غَنَمٌ دُرْعٌ لِلْبِيضِ المآخِير السُّودِ المَقاديمِ، أَو السودِ المآخيرِ البيضِ المَقاديمِ، وَالْوَاحِدُ مِنَ الْغَنَمِ وَاللَّيَالِي دَرْعاء، وَالذَّكَرُ أَدْرَعُ؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: وَلُغَةٌ أُخرى ليالٍ دُرَعٌ، بِفَتْحِ الرَّاءِ، الْوَاحِدَةُ دُرْعة. قَالَ أَبو حَاتِمٍ: وَلَمْ أَسمع ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ أَبي عُبَيْدَةَ. وَلَيْلٌ أَدْرَع: تَفَجَّر فِيهِ الصُّبْحُ فابْيَضَّ بعضُه. ودُرِعَ الزَّرْعُ إِذا أُكل بعضُه. ونَبْت مُدَرَّع: أُكل بَعْضُهُ فابْيَضَّ مَوْضِعُهُ مِنَ الشَّاةِ الدَّرْعاء. وَقَالَ بَعْضُ الأَعراب: عُشْبٌ دَرِعٌ وتَرِعٌ وثَمِعٌ ودَمِظٌ ووَلِجٌ إِذا كَانَ غَضّاً. وأَدْرَع الماءُ ودُرِع: أُكل كُلُّ شَيْءٍ قَرُب مِنْهُ، وَالِاسْمُ الدُّرْعة. وأَدْرَعَ القومُ إِدْراعاً، وَهُمْ فِي دُرْعة إِذا حَسَر كَلَؤُهم عَنْ حَوْل مِياهِهم وَنَحْوِ ذَلِكَ. وأَدْرَعَ القومُ: دُرِعَ مَاؤُهُمْ، وَحَكَى ابْنُ الأَعرابي: مَاءٌ مُدْرِع، بِالْكَسْرِ، قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَلَا أَحقُّه، أُكل مَا حَوْله مِنَ المَرْعَى فَتَبَاعَدَ قَلِيلًا، وَهُوَ دُونَ المُطْلِب، وَكَذَلِكَ روْضة مُدْرِعة أُكل مَا حَوْلَهَا، بِالْكَسْرِ؛ عَنْهُ أَيضاً. وَيُقَالُ للهَجين: إِنه لَمُعَلْهَجٌ وإِنه لأَدْرَعُ. وَيُقَالُ: دَرَع فِي عنُقه حَبْلًا ثُمَّ اخْتَنَق، وَرُوِيَ: ذَرَع بِالذَّالِ، وَسَنَذْكُرُهُ فِي مَوْضِعِهِ. أَبو زَيْدٍ: دَرَّعْته تَدْريعاً إِذا جَعَلْتَ عُنقه بَيْنَ ذِرَاعِكَ وعَضُدك وخنَقْته. وانْدَرأَ يَفْعل كَذَا وانْدَرَع أَي انْدَفَعَ؛ وأَنشد:

وانْدَرَعَتْ كلَّ عَلاةٍ عَنْسِ،

تَدَرُّعَ الليلِ إِذا مَا يُمْسِي

وادَّرَعَ فُلَانٌ الليلَ إِذا دَخَلَ فِي ظُلْمته يَسْرِي، والأَصلُ فِيهِ تَدَرَّعَ كأَنه لَبِسَ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ فَاسْتَتَرَ بِهِ. والانْدِراعُ والادِّراعُ: التقدُّم فِي السَّيْرِ؛ قَالَ:

أَمامَ الرَّكْبِ تَنْدَرِعُ انْدِراعا

وَفِي الْمَثَلِ انْدَرَعَ انْدِراعَ المُخَّة وانْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقةِ. وَبَنُو الدَّرْعاء: حَيٌّ مِنْ عَدْوانَ. ورأَيت حَاشِيَةٍ فِي بَعْضِ نُسَخِ حَوَاشِي ابْنِ بَرِّيٍّ الْمَوْثُوقِ بِهَا مَا صُورَتُهُ: الَّذِي فِي النُّسْخَةِ الصَّحِيحَةِ مِنْ أَشعار الْهُذَلِيِّينَ الذُّرَعاء عَلَى وَزْنِ فُعَلاء، وَكَذَلِكَ حَكَاهُ ابْنُ التَّوْلَمِيَّةِ فِي الْمَقْصُورِ وَالْمَمْدُودِ، بِذَالٍ مُعْجَمَةٍ فِي أَوَّله، قَالَ:

ص: 83

وأَظن ابْنَ سِيدَهْ تَبِعَ فِي ذَلِكَ ابْنَ دُرَيْدٍ فإِنه ذَكَرَهُ فِي الْجَمْهَرَةِ فَقَالَ: وَبَنُو الدَّرْعاء بَطْنٌ مِنَ الْعَرَبِ، ذَكَرَهُ فِي دِرْعِ ابْنِ عَمْرٍو، وَهُمْ حُلَفاء فِي بَنِي سَهْمِ «2»

بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنَ تَمِيمِ بْنُ سَعْدِ بْنِ هُذَيل. والأَدْرَع: اسْمُ رَجُلٍ. ودِرْعةُ: اسْمُ عَنْزٍ؛ قَالَ عُرْوةُ بْنُ الوَرْد:

أَلَمَّا أَغْزَرَتْ فِي العُسِّ بُزْلٌ،

ودِرْعةُ بِنْتُها، نَسيا فَعالي

درثع: بَعِيرٌ دَرْعَثٌ ودَرْثَعٌ: مُسِنٌّ.

درقع: دَرْقَعَ دَرْقَعةً وادْرَنْقَع: فرَّ وأَسْرع، وَقِيلَ: فرَّ مِنَ الشدَّة تَنْزِل بِهِ، فَهُوَ مُدَرْقِعٌ ومُدْرَنْقِعٌ. وَرَجُلٌ دُرْقُوع: جَبان؛ وأَنشد ابْنُ بَرِّيٍّ:

دَرْقَعَ لمَّا أَنْ رَآنِي دَرْقَعهْ،

لَوْ أَنه يَلْحَقُه لَكَرْبَعَهْ

الأَزهري: الدَّرْقَعةُ فِرار الرَّجُلِ مِنَ الشَّدِيدَةِ. أَبو عمرو: الدُّرْقُع الراوِيةُ. الأَزهري: الجُوعُ الدَّيْقوع والدُّرْقُوع الشديد.

دسع: دَسَع البعيرُ بِجِرَّته يَدْسَعُ دَسْعاً ودُسُوعاً أَي دَفَعها حَتَّى أَخرجها مِنْ جَوْفِهِ إِلى فِيهِ وأَفاضها، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. والدَّسْعُ: خُروج القَريض بمرَّة، والقَريضُ جِرَّة الْبَعِيرِ إِذا دَسَعَه وأَخرجه إِلى فِيهِ. والمَدْسَعُ: مَضِيقُ مَوْلِج المَريء فِي عَظْمِ ثُغْرة النَّحْرِ، وَفِي التَّهْذِيبِ: وَهُوَ مَجْرَى الطَّعَامِ فِي الْحَلْقِ، وَيُسَمَّى ذَلِكَ الْعَظْمُ الدَّسِيعَ. والدسيعُ مِنَ الإِنسان: الْعَظْمُ الَّذِي فِيهِ التَّرْقُوَتانِ، وَهُوَ مُرَكَّبُ العُنُق فِي الْكَاهِلِ، وَقِيلَ: الدَّسِيعُ الصَّدْرُ وَالْكَاهِلُ؛ قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ:

شَديدُ الدَّسيعِ دُقاقُ اللَّبان،

يُناقِلُ بعدَ نِقالٍ نِقالا

وَقَالَ سَلامة بْنُ جَندل يَصِفُ فَرَسًا:

يَرْقى الدسيعُ إِلى هادٍ لَهُ تَلَعٌ،

فِي جُؤْجُؤٍ كَمَداكِ الطِّيبِ مَخْضوبِ

وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّسيعُ حَيْثُ يَدْفع الْبَعِيرُ بِجِرَّتِه دفَعها بِمَرَّةٍ إِلى فِيهِ وَهُوَ مَوْضِعُ المَريء مِنْ حَلْقه، وَالْمَرِيءُ: مَدْخَل الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ. ودَسيعا الفرسِ: صَفْحتا عنقه. من أَصلهما، وَمِنَ الشَّاةِ مَوْضِعُ التَّرِيبةِ، وَقِيلَ: الدَّسيعة مِنَ الْفَرَسِ أَصل عُنقه والدسيعةُ: مائدةُ الرَّجُلِ إِذا كَانَتْ كَرِيمَةً، وَقِيلَ: هِيَ الجَفْنة سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بدَسِيع الْبَعِيرِ لأَنه لَا يَخْلُو كُلَّمَا اجْتَذَب مِنْهُ جِرّة عَادَتْ فِيهِ أُخرى، وَقِيلَ: هِيَ كَرَمُ فِعْله، وَقِيلَ: هِيَ الخِلْقة، وَقِيلَ: الطَّبيعة والخلُقُ. ودَسَع الجُحْرَ دَسْعاً: أَخذ دِساماً مِنْ خِرْقة وسَدَّه بِهِ. ودَسَع فُلَانٌ بِقَيْئه إِذا رَمَى بِهِ. وَفِي حَدِيثِ

عَلِيٍّ، كَرَّمَ الله وَجْهَهُ، وَذَكَرَ مَا يُوجِبُ الْوُضُوءَ فَقَالَ: دَسْعةٌ تَمْلأَ الْفَمَ

؛ يُرِيدُ الدَّفْعة الْوَاحِدَةَ مِنَ القيءِ، وَجَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: هِيَ مِنْ دسَع البعيرُ بجِرَّته دَسْعاً إِذا نَزَعَهَا مِنْ كَرِشه وأَلقاها إِلى فِيهِ. ودَسَع الرجلُ يَدْسَع دَسْعاً: قَاءَ؛ ودَسَع يَدْسَعُ دَسْعاً: امْتَلأَ؛ قَالَ:

ومُناخ غَيْرُ تائيَّةٍ عَرَّسْتُه،

قَمِن مِنَ الحِدْثانِ، نَابِي المَضْجَعِ «3»

(2). كذا بياض بالأصل. (3). قوله [ومناخ إلخ] تقدم البيتان في مادة بضع عَلَى غَيْرِ هَذِهِ الصُّورَةِ.

ص: 84

عَرَّسْته، ووِسادُ رأْسي ساعِدٌ،

خَاظِي البَضيعِ، عُروقُه لَمْ تَدْسَعِ

والدَّسْع: الدَّفْع كالدَّسْر. يُقَالُ: دَسَعَه يَدْسَعُه دَسْعاً ودَسِيعةً. والدَّسِيعة: العَطِيَّةُ. يُقَالُ: فُلَانٌ ضَخْمُ الدَّسِيعة، وَمِنْهُ حَدِيثُ

قَيَسَ: ضَخْم الدَّسِيعةِ

؛ الدَّسِيعةُ هَاهُنَا: مُجْتَمَعُ الكَتِفين، وَقِيلَ: هِيَ العُنُق؛ قَالَ الأَزهري: يُقَالُ ذَلِكَ لِلرَّجُلِ الجَواد، وَقِيلَ: أَي كَثِيرُ العَطِية، سُمِّيَتْ دَسِيعة لِدَفْعِ المُعْطي إِياها بِمَرَّةٍ وَاحِدَةٍ كَمَا يَدْفَعُ الْبَعِيرُ جِرّته دَفْعة وَاحِدَةً. والدَّسائعُ: الرَّغَائِبُ الْوَاسِعَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ

أَن اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ أَلم أَحْمِلْك عَلَى الْخَيْلِ، أَلم أَجعَلْك تَرْبَعُ وتَدْسَعُ؟

تَرْبعُ: تأْخذ رُبُعَ الْغَنِيمَةِ وَذَلِكَ فِعْل الرَّئِيسِ، وتَدْسَعُ: تُعْطِي فَتُجْزِل، وَمِنْهُ ضَخْم الدَّسيعةِ؛ وَقَالَ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:

وكِنْدةُ مَعْدِنٌ لِلمُلْك قِدْماً،

يَزينُ فِعالَهم عِظَمُ الدَّسِيعهْ

ودَسع البحرُ بالعَنْبَر ودَسَر إِذا جَمَعَهُ كالزَّبَد ثُمَّ يَقْذِفه إِلى نَاحِيَةٍ فَيُؤْخَذُ، وَهُوَ مِنْ أَجْود الطِّيب. وَفِي حَدِيثِ كِتَابِهِ بَيْنَ قُريش والأَنصار:

وإِن الْمُؤْمِنِينَ الْمُتَّقِينَ أَيديهم عَلَى مَن بَغى عَلَيْهِمْ أَو ابْتَغى دَسِيعةَ ظُلْم

أَي طلَب دَفْعاً عَلَى سَبِيلِ الظُّلْمِ فأَضافه إِليه، وَهِيَ إِضافة بِمَعْنَى مِنْ؛ وَيَجُوزُ أَن يُرَادَ بالدَّسِيعة العَطِيَّة أَي ابْتَغَى مِنْهُمْ أَن يَدْفعوا إِليه عَطِيَّةً عَلَى وَجْهِ ظُلمهم أَي كَوْنِهِمْ مَظْلومين، وأَضافها إِلى ظُلمه «1» لأَنه سَبَبُ دَفْعِهِمْ لَهَا. وَفِي حَدِيثُ

ظَبْيان وَذِكْرُ حِمْيَر. فَقَالَ: بَنوا المَصانِعَ واتَّخَذُوا الدَّسائع

؛ يُرِيدُ الْعَطَايَا. وَقِيلَ: الدَّسائعُ الدَّساكرُ، وَقِيلَ: الجِفان وَالْمَوَائِدُ، وَفِي حَدِيثِ

مُعَاذٍ قَالَ: مرَّ بِيَ النَّبِيُّ، صلى الله عليه وسلم، وأَنا أَسلخُ شَاةً فدَسَعَ يَده بَيْنَ الجِلْد واللحمِ دَسْعَتَين

أَي دَفَعها.

دعع: دَعَّه يَدُعُّه دَعًّا: دَفَعَه فِي جَفْوة، وَقَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: دَعَّه دَفَعَه دَفْعاً عنِيفاً. وَفِي التَّنْزِيلِ: فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ

؛ أَي يَعْنُفُ بِهِ عُنْفاً دَفْعاً وانْتِهاراً، وَفِيهِ: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا

؛ وَبِذَلِكَ فَسَّرَهُ أَبو عُبَيْدَةَ فَقَالَ: يُدْفَعُون دَفْعاً عَنِيفاً. وَفِي الْحَدِيثِ:

اللَّهُمَّ دُعَّها إِلى النَّارِ دَعًّا.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: دَفْراً فِي أَقْفِيَتِهم. وَفِي حَدِيثِ

الشَّعْبِيِّ: أَنهم كَانُوا لَا يُدَعُّون عَنْهُ وَلَا يُكْرَهُون

؛ الدَّعُّ: الطَّرْدُ والدَّفْعُ. والدُّعاعة: عُشْبة تُطْحَن وتُخْبَز وَهِيَ ذَاتُ قُضب وورَقٍ مُتَسَطِّحة النِّبْتة ومَنْبِتُها الصَّحاري والسَّهْلُ، وجَناتُها حَبَّة سَوْدَاءُ، وَالْجَمْعُ دُعاع. والدَّعادِعُ: نَبْتٌ يَكُونُ فِيهِ مَاءٌ فِي الصَّيْفِ تأْكله الْبَقَرُ؛ وأَنشد فِي صِفَةِ جَمَلٍ:

رَعى القَسْوَرَ الجَوْنِيَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ،

ومِنْ بَطْنِ سَقْمانَ الدَّعادِعَ سِدْيَما «2»

قَالَ: وَيَجُوزُ مِنْ بَطْنِ سَقْمان الدَّعادعَ، وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ وَجَدْتُهَا في غير نسخة من التَّهْذِيبِ الدَّعَادِعُ، عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ بِدَالَيْنِ، ورأَيتها فِي غَيْرِ نُسْخَةٍ مِنْ أَمَالِي ابْنِ بَرِّيٍّ عَلَى الصِّحَاحِ الدُّعاع، بِدَالٍ وَاحِدَةٍ؛ وَنُسِبَ هَذَا الْبَيْتُ إِلى حُميد بْنِ ثَوْرٍ وأَنشده:

وَمِنْ بَطْنِ سَقْمان الدُّعاعَ المُدَيَّما

وَقَالَ: وَاحِدَتُهُ دُعاعةٌ، وَهُوَ نَبْت معروف. قال

(1). قوله [إِلى ظلمه] كذا في الأصل تبعاً للنهاية بهاء الضمير.

(2)

. قوله [سقمان] فعلان من السقم بفتح أَوله وسكون ثانيه كما في معجم ياقوت. وقوله [أشمس] كذا ضبط في الأصل ومعجم ياقوت، وقال في شرح القاموس: أشمس موضع وسديم فحل.

ص: 85

الأَزهري: قرأْت بِخَطِّ شَمِرٌ لِلطِّرِمَّاحِ:

لَمْ تُعالِجْ دَمْحَقاً بَائِتًا،

شُجَّ بالطَّخْفِ للَدْمِ الدَّعاعْ

قَالَ: الطَّخْفُ اللَّبَنُ الحامِضُ. واللَّدْمُ: اللَّعْقُ. والدَّعاعُ: عِيالُ الرجلِ الصِّغَارُ. وَيُقَالُ: أَدَعَّ الرَّجُلُ إِذا كَثُرَ دَعاعُه؛ قَالَ: وقرأْت أَيضاً بِخَطِّهِ فِي قَصِيدَةٍ أُخرى:

أُجُدٌ كالأَتانِ لَمْ تَرْتَعِ الفَثَّ،

وَلَمْ يَنْتَقِلْ عَلَيْهَا الدُّعاعُ

قَالَ: الدُّعاعُ فِي هَذَا الْبَيْتِ حَبُّ شَجَرَةٍ بريَّة، وَكَذَلِكَ الفَثُّ. والأَتانُ: صَخْرَةٌ. وَقَالَ اللَّيْثُ: الدُّعاعةُ حَبَّةٌ سَوْدَاءُ يأْكلها فُقَرَاءُ الْبَادِيَةِ إِذا أَجدبوا. وَقَالَ أَبو حَنِيفَةَ: الدُّعاعُ بَقْلَةٌ يَخْرُجُ فِيهَا حَبٌّ تَسَطَّحُ عَلَى الأَرض تَسَطُّحاً لَا تَذْهَبُ صُعُداً، فإِذا يَبست جَمَعَ النَّاسُ يَابِسَهَا ثُمَّ دَقُّوه ثُمَّ ذَرُّوه ثُمَّ اسْتَخْرَجُوا منه حبّاً أَسود يملؤون مِنْهُ الغَرائر. والدُّعاعةُ: نَمْلَةٌ سَوْدَاءُ ذَاتُ جَنَاحَيْنِ شُبِّهَتْ بِتِلْكَ الْحَبَّةِ، وَالْجَمْعُ الدُّعاع. وَرَجُلٌ دَعَّاعٌ فَثَّاثٌ: يَجْمَعُ الدُّعاع والفَثَّ ليأْكلهما؛ قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: هُمَا حَبَّتَانِ بَرِّيَّتَانِ إِذا جَاعَ الْبَدَوِيُّ فِي القَحط دقَّهما وَعَجَنَهُمَا وَاخْتَبَزَهُمَا وأَكلهما. وَفِي حَدِيثِ

قُس: ذَاتُ دَعادِعَ وزَعازِعَ

؛ الدَّعادِعُ: جَمْعُ دَعْدَعٍ وَهِيَ الأَرض الجَرْداء الَّتِي لَا نَبَاتَ بِهَا؛ وَرُوِيَ عَنِ المُؤرّج بَيْتُ طَرَفَةَ بِالدَّالِ الْمُهْمَلَةِ:

وعَذارِيكمْ مُقَلِّصةٌ

فِي دُعاعِ النخْل تَصْطَرِمُهْ

وَفَسَّرَ الدُّعاع مَا بَيْنَ النَّخْلَتَيْنِ، وَكَذَا وُجِدَ بِخَطِّ شِمْرٍ بِالدَّالِ، رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي، قَالَ: والدُّعاعُ مُتَفَرِّقُ النَّخْلِ، والدُّعاع النَّخْلُ الْمُتَفَرِّقُ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: مَا بَيْنَ النَّخْلَةِ إِلى النَّخْلَةِ دُعاعٌ. قَالَ الأَزهري: وَرَوَاهُ بَعْضُهُمْ ذُعاع النَّخْلِ، بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ، أَي فِي مُتفرقه مِنْ ذَعْذَعْت الشَّيْءَ إِذا فَرَّقْتَهُ. ودَعْدَع الشيءَ: حَرَّكَهُ حَتَّى اكْتنَز كالقَصْعة أَو المِكْيال والجُوالِق ليَسَعَ الشَّيْءَ وَهُوَ الدَّعْدعةُ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

المُطْعِمون الجَفْنةَ المُدَعْدَعَهْ

أَي المَمْلوءة. ودَعْدَعَها: ملأَها مِنَ الثَّرِيدِ وَاللَّحْمِ. ودَعْدَعْتُ الشيءَ: ملأَته. ودَعْدَع السيلُ الْوَادِيَ: مَلأَه؛ قَالَ لَبِيدٌ يَصِفُ ماءيْن الْتَقَيَا مِنَ السَّيْل:

فَدَعْدَعا سُرَّةَ الرَّكاء، كَمَا

دَعْدَع سَاقِي الأَعاجِمِ الغَرَبا

الرَّكاء: وادٍ مَعْرُوفٌ، وَفِي بَعْضِ نُسَخِ الْجَمْهَرَةِ الموثوق بِهَا: سُرَّة الرِّكاء، بِالْكَسْرِ. ودَعْدَعَتِ الشاةُ الإِناء: ملأَتْه، وَكَذَلِكَ النَّاقَةُ. ودَعْ دَعْ: كَلِمَةٌ يُدْعى بِهَا للعاثِرِ فِي مَعْنَى قُم وانْتَعِشْ واسْلَمْ كَمَا يُقَالُ لَهُ لَعاً؛ قَالَ:

لَحَى اللهُ قَوْماً لَمْ يَقُولوا لعاثِرٍ،

وَلَا لابنِ عَمٍّ نالَه العَثْرُ: دَعْدَعا

قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: أَراه جَعَلَ لَعاً ودَعْدَعا دُعاء لَهُ بِالِانْتِعَاشِ، وَجَعَلَهُ فِي الْبَيْتِ اسْمًا كَالْكَلِمَةِ وأَعربه. ودَعْدَعَ بِالْعَاثِرِ: قَالَهَا لَهُ، وَهِيَ الدَّعْدَعةُ؛ وَقَالَ أَبو سَعِيدٍ: مَعْنَاهُ دَعِ العِثارَ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعا

لَهُ، وعالَيْنا بتَنْعِيشٍ: لَعا

ص: 86

قَالَ ابْنِ الأَعرابي: مَعْنَاهُ إِذا وَقَعَ منَّا وَاقِعٌ نَعَشْناه وَلَمْ نَدَعْه أَن يَهْلِك، وَقَالَ غَيْرُهُ: دَعْدَعا مَعْنَاهُ أَن نَقُولَ لَهُ رَفعك اللهُ وَهُوَ مِثْلُ لَعاً. أَبو زَيْدٍ: إِذا دُعِي للعاثِر قِيلَ: لَعاً لَهُ عالِياً، وَمِثْلُهُ: دَعْ دَعْ؛ وَقَالَ: دَعْدَعْت بِالصَّبِيِّ دَعْدَعةً إِذا عثرَ فَقُلْتُ لَهُ: دَعْ دَعْ أَي ارْتَفِعْ. ودَعْدَعَ بِالْمَعَزِ دَعْدَعة: زَجَرَهَا، ودَعْدَع بِهَا دَعْدَعة: دَعاها، وَقِيلَ: الدعْدعةُ بِالْغَنَمِ الصِّغَارِ خَاصَّةً، وَهُوَ أَن تَقُولَ لَهَا: داعْ داعْ، وإِن شِئْتَ كَسَرْتَ ونوَّنت، والدَّعْدعة: قِصَرُ الخَطْو فِي الْمَشْيِ مَعَ عَجَل. والدَّعْدَعةُ: عَدْو فِي الْتِوَاءٍ وبُطْء؛ وأَنشد:

أَسْعَى عَلَى كلِّ قَوْمٍ كَانَ سَعْيُهُمُ،

وَسْطَ العَشيرةِ، سَعْياً غيرَ دَعْداعِ

أَي غَيْرَ بَطِيء. ودَعْدَعَ الرجلُ دعْدعة ودَعْداعاً: عَدَا عدْواً فِيهِ بُطْء وَالْتِوَاءٌ، وسَعْيٌ دَعْداع مِثْلُهُ. والدَّعْداعُ والدَّحْداحُ: الْقَصِيرُ مِنَ الرِّجَالِ. ابْنُ الأَعرابي: يُقَالُ لِلرَّاعِي دُعْ دُعْ، بِالضَّمِّ، إِذا أَمرته بالنَّعِيق بِغَنَمِهِ، يُقَالُ: دَعْدَعَ بِهَا. وَيُقَالُ: دَعْ دَعْ، بِالْفَتْحِ، وَهُمَا لُغَتَانِ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الْفَرَزْدَقِ:

دَعْ دَعْ بأَعْنُقِك النَّوائِم، إِنَّني

فِي باذِخٍ، يَا ابنَ المَراغةِ، عالِي

ابْنُ الأَعرابي: قَالَ فَقَالَ أَعرابي كَمْ تَدُعُّ ليلتُهم هَذِهِ مِنَ الشَّهْرِ؟ أَي كَمْ تُبْقِي سِواها؛ قَالَ وأَنشدنا:

ولَسْنا لأَضْيافِنا بالدُّعُعْ

دعبع: دَعْبَع: حِكَايَةُ لَفْظِ الرَّضِيعِ إِذا طَلَبَ شَيْئًا كأَن الْحَاكِيَ حَكَى لَفْظَهُ، مَرَّةً بِدَعْ وَمَرَّةً بِبَعْ، فَجَمَعَهُمَا فِي حِكَايَتِهِ فَقَالَ: دَعْبع؛ قَالَ: وأَنشدني زَيْدُ بْنُ كُثْوةَ العَنْبَري:

ولَيْلٍ كأَثناء الرُّوَيزِيّ جُبْته،

إِذا سَقَطتْ أَرواقُه دُونَ زَرْبَعِ

قَالَ: زَرْبَع اسْمُ ابْنِهِ؛ ثُمَّ قَالَ:

لأَدْنُوَ مِنْ نَفْسٍ هُناكَ حَبِيبةٍ

إِليَّ، إِذا مَا قَالَ لِي: أَيْنَ دَعْبَعِ

كَسَرَ الْعَيْنَ لأَنها حكاية.

دفع: الدَّفْع: الإِزالة بِقُوَّةٍ. دَفَعَه يَدْفَعُه دَفْعاً ودَفاعاً ودافَعَه ودَفَّعَه فانْدَفَع وتَدَفَّع وتَدافَع، وتدافَعُوا الشيءَ: دَفَعَه كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَنْ صَاحِبِهِ، وتدافَع القومُ أَي دفَع بعضُهم بَعْضًا. وَرَجُلٌ دَفّاع ومِدْفَع: شَدِيدُ الدَّفْع. ورُكْن مِدْفَعٌ: قَوِيٌّ. ودفَع فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ شَيْئًا ودَفع عَنْهُ الشَّرَّ عَلَى الْمَثَلِ. وَمِنْ كَلَامِهِمْ: ادْفَعِ الشَّرَّ وَلَوْ إِصْبعاً؛ حَكَاهُ سِيبَوَيْهِ. ودافَع عَنْهُ بِمَعْنَى دفَع، تَقُولُ مِنْهُ: دفَع اللَّهُ عَنْكَ المَكْروه دَفْعاً، وَدَافَعَ اللهُ عَنْكَ السُّوء دِفاعاً. واستَدْفَعْت اللهَ تَعَالَى الأَسواء أَي طَلَبْتُ مِنْهُ أَن يَدْفَعَها عَنِّي. وَفِي حَدِيثِ

خَالِدٍ: أَنه دافَع بالناس يوم مُوتةَ

أَي دفعَهم عَنْ مَوْقِف الهَلاك، وَيُرْوَى بِالرَّاءِ مَنْ رُفع الشَّيْءُ إِذا أُزيل عَنْ مَوْضِعِهِ. والدَّفْعةُ: انْتِهَاءُ جَمَاعَةِ الْقَوْمِ إِلى مَوْضِعٍ بمرَّة؛ قَالَ:

فنُدْعَى جَميعاً مَعَ الرَّاشِدين،

فنَدْخُلُ فِي أَوّلِ الدَّفْعةِ

والدُّفْعةُ: مَا دُفع مِنْ سِقاء أَو إِناء فانْصَبَّ بمرَّة؛ قَالَ:

كقَطِرانِ الشامِ سالَتْ دُفَعُه

ص: 87

وَقَالَ الأَعشى:

وسافَتْ مِنْ دَمٍ دُفَعا «1»

وَكَذَلِكَ دُفَعُ الْمَطَرِ وَنَحْوِهِ. والدُّفْعةُ مِنَ الْمَطَرِ: مِثْلُ الدُّفْقة، والدَّفعة، بِالْفَتْحِ: الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ. وتدَفَّع السَّيْلُ وانْدفَع: دفَع بعضُه بَعْضًا. والدُّفّاع، بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيدِ: طَحْمة السيلِ الْعَظِيمِ والمَوْج؛ قَالَ

جَوادٌ يَفِيضُ عَلَى المُعْتَفِين،

كَمَا فاضَ يَمٌّ بدُفّاعِه

والدُّفّاع: كَثْرَةُ الْمَاءِ وشدَّته. والدُّفّاع أَيضاً: الشَّيْءُ الْعَظِيمُ يُدْفَع بِهِ عَظِيمٌ مِثْلُهُ، عَلَى الْمَثَلِ. أَبو عَمْرٍو: الدُّفّاع الْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ السَّيْلِ وَمِنْ جَرْي الْفَرَسِ إِذا تَدَافَعَ جَرْيُه، وَفَرَسٌ دَفَّاعٌ؛ وَقَالَ ابْنُ أَحمر:

إِذا صَليتُ بدَفّاعٍ لَهُ زَجَلٌ،

يُواضِخُ الشَّدَّ والتَّقْرِيبَ والخَبَبا

وَيُرْوَى بدُفّاع، يُرِيدُ الْفَرَسَ المُتدافِعَ فِي جَرْيه. وَيُقَالُ: جَاءَ دُفّاعٌ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِذا ازْدَحَمُوا فَرَكِبَ بعضُهم بَعْضًا. ابْنُ شُمَيْلٍ: الدَّوافِعُ أَسافِلُ المِيثِ حَيْثُ تَدْفَع فِي الأَوْدِية، أَسفلُ كُلِّ مَيْثاء دَافِعَةٌ. وَقَالَ الأَصمعي: الدَّوافِعُ مَدافِعُ الْمَاءِ إِلى المِيثِ، والمِيث تَدْفَع إِلى الوادِي الأَعظم. والدافِعةُ: التَّلْعَةُ مِنْ مَسايِل الْمَاءِ تَدْفَع فِي تَلْعة أُخرى إِذا جَرَى فِي صَبَبٍ وحَدُورٍ مِنْ حَدَبٍ، فَتَرَى لَهُ فِي مواضِعَ قَدِ انْبَسَطَ شَيْئًا واسْتدارَ ثُمَّ دَفع فِي أُخرى أَسفل مِنْهَا، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ذَلِكَ دافِعةٌ وَالْجَمْعُ الدَّوافِعُ، ومَجْرَى مَا بَيْنَ الدَّافِعَتَين مِذْنَبٌ، وَقِيلَ: المَدافِعُ المَجارِي والمَسايِل؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

شِيبُ المَبارِكِ، مَدْرُوسٌ مَدافِعُه،

هابِي المَراغِ، قلِيلُ الوَدْقِ، مَوْظُوبُ

المَدْرُوس: الَّذِي لَيْسَ فِي مَدافِعه آثَارُ السَّيْلِ مِنْ جُدوبتِه. والموْظُوبُ: الَّذِي قَدْ وُوظِبَ عَلَى أَكْله أَي دِيمَ عَلَيْهِ، وَقِيلَ: مَدْرُوسٌ مَدافِعُه مأْكول مَا فِي أَوْدِيته مِنَ النَّبَاتِ. هابِي المَراغ: ثائرٌ غُبارُه. شِيبٌ: بِيضٌ. ابْنُ شُمَيْلٍ: مَدْفَعُ الْوَادِي حَيْثُ يدْفَع السَّيْلُ، وَهُوَ أَسفله، حَيْثُ يَتفرَّق ماؤُه. وَقَالَ اللَّيْثُ: الانْدِفاعُ المُضيّ في الأَرض، كَائِنًا مَا كَانَ؛ وأَمَّا قَوْلُ الشَّاعِرِ:

أَيُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إِلى المَدْفَعِ

مِنْ نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذارِ

فَقِيلَ: هُوَ مِذْنَبُ الدّافِعة لأَنها تَدْفع فِيهِ إِلى الدَّافِعَةِ الأُخرى، وَقِيلَ: المَدْفَع اسْمُ مَوْضِعٍ. والمُدَفَّع والمُتدافَعُ: المَحْقُور الَّذِي لَا يُضَيَّف إِن اسْتضاف وَلَا يُجْدَى إِن اسْتَجْدَى، وَقِيلَ: هُوَ الضيْفُ الَّذِي يَتَدافَعُه الحَيُّ، وَقِيلَ: هُوَ الْفَقِيرُ الذَّلِيلُ لأَنَّ كُلًّا يَدْفَعُه عَنْ نَفْسِهِ. والمُدَفَّع: المَدْفُوع عَنْ نَسَبِهِ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ سَيِّدُ قَوْمِهِ غَيْرُ مُدافَع أَي غَيْرُ مُزاحَم فِي ذَلِكَ وَلَا مَدْفُوعٍ عَنْهُ. الأَصمعي: بَعِيرٌ مُدَفَّع كالمُقْرَم الَّذِي يُودَع للفِحْلةِ فَلَا يُركب وَلَا يُحْمَل عَلَيْهِ، وَقَالَ: هُوَ الَّذِي إِذا أُتي بِهِ ليُحْمَلَ عَلَيْهِ قِيلَ: ادْفَع هَذَا أَي دَعْه إِبقاء عَلَيْهِ؛ وأَنشد غَيْرُهُ لذي الرمة:

(1). قوله [وسافت] كذا بالأصل وبهامشه خافت.

ص: 88

وقَرَّبْن لِلأَظْعانِ كُلَّ مُدَفَّع

والدافِعُ والمِدفاع: النَّاقَةُ الَّتِي تَدْفَع اللَّبَنَ عَلَى رأْس وَلَدِهَا لِكَثْرَتِهِ، وإِنما يَكْثُرُ اللَّبَنُ فِي ضَرْعها حِينَ تُرِيدُ أَن تَضَعَ، وَكَذَلِكَ الشَّاةُ المِدْفاع، وَالْمَصْدَرُ الدَّفْعة، وَقِيلَ: الشَّاةُ الَّتِي تَدْفَع اللَّبَأَ فِي ضَرْعِها قُبَيْلَ النَّتاج. يُقَالُ: دَفَعَتِ الشاةُ إِذا أَضْرَعَت عَلَى رأْس الْوَلَدِ. وَقَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: قَوْمٌ يَجْعَلُونَ المُفْكِهَ والدَّافِعَ سَوَاءً، يَقُولُونَ هِيَ دافِعٌ بِوَلَدٍ، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ بلَبَن، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ بضَرْعها، وإِن شِئْتَ قُلْتَ هِيَ دَافِعٌ وَتَسْكُتُ؛ وأَنشد:

ودافِعٍ قَدْ دَفَعَتْ للنَّتْجِ،

قَدْ مَخَضَتْ مَخاضَ خَيْلٍ نُتْجِ

وَقَالَ النَّضْرُ: يُقَالُ دَفَعَتْ لَبَنَها وَبِاللَّبَنِ إِذا كَانَ وَلَدُهَا فِي بَطْنِهَا، فإِذا نُتِجت فَلَا يُقَالُ دَفَعت. والدَّفُوع مِنَ النُّوقِ: الَّتِي تَدْفع بِرِجْلِهَا عِنْدَ الحَلب. والانْدِفاعُ: المُضِيُّ فِي الأَمر. والمُدافَعة: المُزاحمة. ودَفَع إِلى الْمَكَانِ ودُفِع، كِلَاهُمَا: انْتَهى. وَيُقَالُ: هَذَا طَرِيقٌ يَدْفَع إِلى مَكَانِ كَذَا أَي يَنْتَهِي إِليه. ودَفَع فُلَانٌ إِلى فُلَانٍ أَي انْتَهَى إِليه. وغَشِيَتْنا سَحابة فَدُفِعْناها إِلى غَيْرِنَا أَي ثُنِيَت عَنَّا وانصَرفَت عَنَّا إِليهم، وأَراد دُفِعَتْنا أَي دُفِعَت عَنَّا. ودَفَع الرَّجُلُ قوسَه يدْفَعُها: سَوَّاها؛ حَكَاهُ أَبو حَنِيفَةَ، قَالَ: ويَلْقَى الرجلُ الرجلَ فإِذا رأَى قَوْسَهُ قَدْ تَغَيَّرَتْ قَالَ: مَا لَكَ لَا تَدْفَع قوْسَك؟ أَي مَا لَكَ لَا تَعْمَلُها هَذَا العَمَل. ودافِعٌ ودفَّاع ومُدافِعٌ: أَسماء. وانْدَفع الفرسُ أَي أَسْرَع فِي سيْره. وانْدَفعُوا فِي الْحَدِيثِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه دَفَع من عَرَفات

أَي ابتدأَ السيرَ، ودَفع نفْسَه مِنْهَا ونَحَّاها أَو دَفَعَ ناقتَه وحَمَلَها عَلَى السيْر. وَيُقَالُ: دافَع الرَّجُلُ أَمْرَ كَذَا إِذا أُولِعَ بِهِ وَانْهَمَكَ فِيهِ. والمُدافَعةُ: المُماطلة. ودافَع فُلَانٌ فُلَانًا فِي حَاجَتِهِ إِذا ماطَلَه فِيهَا فَلَمْ يَقْضِها. والمَدْفَع: وَاحِدُ مدافِع الْمِيَاهِ الَّتِي تَجْرِي فِيهَا. والمِدْفَع، بِالْكَسْرِ: الدَّفُوع؛ وَمِنْهُ قَوْلُهَا يَعْنِي سَجاحِ:

لَا بَلْ قَصِيرٌ مِدْفَعُ

دقع: الدَّقْعاء: عامَّةُ الترابِ، وَقِيلَ: الترابُ الدَّقيق عَلَى وَجْهِ الأَرض؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وجَرَّتْ بِهِ الدَّقْعاء هَيْفٌ، كأَنَّها

تَسُحُّ تُراباً مِنْ خَصاصاتِ مُنْخُلِ

والدِّقْعِمُ، بِالْكَسْرِ: الدَّقْعاء، الميم الزائدة، وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ: بفِيه الدِّقْعِم كَمَا تَقُولُ وأَنت تَدْعُو عَلَيْهِ: بفِيه التُّرَابُ وَقَالَ: بفِيه الدَّقْعاء والأَدْقع يَعْنِي التُّرَابَ. قَالَ: والدَّقاعُ والدُّقاعُ التُّرَابُ؛ وَقَالَ الْكُمَيْتُ يَصِفُ الْكِلَابَ:

مَجازِيعُ قَفْرٍ مَداقِيعُه،

مَسارِيفُ حَتَّى يُصِبْن اليَسارا

قَالَ: مَداقِيعُ تَرْضَى بِشَيْءٍ يَسِيرٍ. قَالَ: والدَّاقِعُ الَّذِي يَرْضَى بِالشَّيْءِ الدُّون. والمُدْقَع: الْفَقِيرُ الَّذِي قَدْ لَصِقَ بِالتُّرَابِ مِنَ الْفَقْرِ. وفَقْر مُدْقِع أَي مُلْصِق بالدَّقْعاء. وَفِي الْحَدِيثِ:

لَا تَحِلُّ المسأَلةُ إِلا لِذِي فَقْر مُدْقِع

أَي شَدِيدٍ مُلْصِق بالدَّقعاء يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلى الدَّقعاء. وَقَوْلُهُمْ فِي الدُّعَاءِ: رَمَاهُ اللَّهُ بالدَّوقَعة؛ هِيَ الْفَقْرُ والذُّلُّ،

ص: 89

فَوْعلة مِنَ الدَّقَعِ. والمَداقِيعُ: الإِبل الَّتِي كَانَتْ تأْكل النَّبْتَ حَتَّى تُلْزِقَه بالدَّقْعاء لِقِلَّتِهِ. ودَقِعَ الرَّجلُ دَقَعاً وأَدْقَع: لَصِقَ بالدَّقعاء وَغَيْرِهِ مِنْ أَي شَيْءٍ كَانَ، وَقِيلَ: لُصِقَ بالدقْعاء فَقراً، وَقِيلَ ذُلًّا. ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَع: افْتَقَرَ. ورأَيت القومَ صَقْعَى دَقْعَى أَي لَاصِقِينَ بالأَرض. ودَقِعَ دَقَعاً وأَدْقَعَ: أَسَفَّ إِلى مَداقّ الْكَسْبِ، فَهُوَ داقِعٌ. والدَّاقِعُ: الْكَئِيبُ المُهْتَم أَيضاً. ودَقَع دَقْعاً ودُقُوعاً ودَقِعَ دَقَعاً، فَهُوَ دَقِعٌ: اهْتَمَّ وخضَعَ؛ قَالَ الْكُمَيْتُ:

وَلَمْ يَدْقَعُوا، عند ما نابَهُم،

لصَرْفِ الزَّمانِ، وَلَمْ يَخْجَلُوا

يَقُولُ: لَمْ يَسْتَكِينُوا لِلْحَرْبِ. والدَّقَعُ: سُوءُ احْتِمَالِ الْفَقْرِ، والفِعْل كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ، وَالْخَجَلُ: سُوءُ احْتِمَالِ الْغِنَى. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه، صلى الله عليه وسلم، قَالَ لِلنِّسَاءِ: إِنَّكُنَّ إِذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ وإِذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَ

؛ دَقِعْتنَّ أَي خَضَعْتُنَّ ولَزِقْتُنَّ بِالتُّرَابِ. والدقَعُ: الخُضوع فِي طلَب الحاجةِ والحِرْصُ عَلَيْهَا، مأْخوذ مِنَ الدَّقْعاء، وَهُوَ التُّرَابُ، أَي لَصِقْتُنَّ بالأَرض مِنَ الْفَقْرِ والخُضوع. والخَجَلُ: الكَسَلُ والتَّواني فِي طَلَبِ الرِّزق. والداقِعُ والمِدْقَعُ: الَّذِي لَا يُبالي فِي أَيّ شَيْءٍ وَقَعَ فِي طَعَامٍ أَو شَرَابٍ أَو غَيْرِهِ، وَقِيلَ: هُوَ المُسِفُّ إِلى الأُمور الدَّنِيئة. وجُوع دَيْقُوعٌ: شَدِيدٌ، وَهُوَ اليَرْقُوع أَيضاً، وَقَالَ النَّضْرُ: جُوع أَدْقَعُ ودَيْقُوع، وَهُوَ مِنَ الدَّقْعاء. الأَزهري: الْجُوعُ الدَّيْقُوع والدُّرْقُوع الشَّدِيدُ، وَكَذَلِكَ الْجُوعُ البُرْقوع واليَرْقُوع؛ وقدِمَ أَعرابي الحَضَر فشَبِعَ فاتّخَم فَقَالَ:

أَقُولُ للقَوْمِ لمَّا سَاءَنِي شِبَعي:

أَلا سَبيل إِلى أَرْضٍ بِهَا الجُوعُ؟

أَلا سَبِيلَ إِلى أَرْضٍ يَكُونُ بِهَا

جُوعٌ، يُصَدَّعُ مِنْهُ الرأْسُ، دَيْقُوعُ؟

ودَقِع الْفَصِيلُ: بَشِم كأَنه ضِد. وأَدقَع لَهُ وإِليه فِي الشَّتْمِ وَغَيْرِهِ: بالَغَ وَلَمْ يتكَرَّم عَنْ قَبِيحِ الْقَوْلِ وَلَمْ يَأْلُ قَذَعاً. والدَّوْقَعةُ: الدَّاهِيةُ. والدَّقْعاء: الذُّرة، يمانية.

دكع: مِنْ أَمراض الإِبل الدُّكاعُ، وَهُوَ سُعال يأْخذها، وَقِيلَ: الدُّكاع دَاءٌ يأْخذ الإِبل وَالْخَيْلَ فِي صُدُورِهَا كالسُّعال، وَهُوَ كالخَبْطةِ فِي النَّاسِ؛ دَكَعَتْ تَدْكَعُ دَكْعاً ودُكِعَت دَكْعاً: أَصابَها ذَلِكَ؛ قَالَ القُطامي:

تَرَى مِنْهُ صُدورَ الخَيْلِ زُوراً،

كأَنَّ بِهَا نُحازاً أَو دُكاعا

وَيُقَالُ: قَحَب يَقْحُب ونَحَب يَنْحِب ونَحُزَ ونَحِزَ يَنْحُزُ ويَنْحَزُ، كُلُّهُ: بِمَعْنَى السُّعال. وَيُقَالُ: دُكِع الْفَرَسُ فَهُوَ مَدْكُوع.

دلع: دَلَعَ الرَّجُلُ لِسَانَهُ يَدْلَعُه دَلْعاً فانْدَلَع وأَدْلَعه: أَخرجه، جَاءَتِ اللُّغَتَانِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنَّ امرأَة رأَت كَلْبًا فِي يَوْمٍ حارٍّ قَدْ أَدْلَع لِسَانَهُ مِنَ العَطَش

، وَقِيلَ: أَدْلَع لُغَةٌ قَلِيلَةٌ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

وأَدْلَعَ الدَّالِعُ مِنْ لِسَانِهِ

وأَدْلَعَه العَطَشُ ودلَعَ اللسانُ نفسُه يَدْلَع دَلْعاً ودُلوعاً، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى، وَانْدَلَعَ: خَرَجَ مِنَ الْفَمِ وَاسْتَرْخَى وَسَقَطَ عَلَى العَنْفقة كَلِسَانِ الْكَلْبِ. وَفِي

ص: 90

الْحَدِيثِ:

يُبْعَث شَاهِدُ الزُّور يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُدلِعاً لسانَه فِي النَّارِ

، وَجَاءَ فِي الأَثَر عَنْ بَلْعَم:

أَن اللَّهَ لعَنَه فأَدْلَع لسانَه فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه عَلَى صَدْرِهِ فَبَقِيَتْ كَذَلِكَ.

وَقَالَ الهُجَيْمي: أَحْمق دالِعٌ، وَهُوَ الَّذِي لَا يَزَالُ دالِعَ اللِّسَانِ وَهُوَ غَايَةُ الحُمْق. وَفِي الْحَدِيثِ:

أَنه كَانَ يَدْلَعُ لِسَانَهُ لِلْحَسَنِ

أَي يُخْرِجه حَتَّى يَرَى حُمْرته فيَهَشّ إِليه. وانْدَلَع بَطْنُ الرَّجُلِ إِذا خَرَجَ أَمامه. وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ المُنْدَلِث الْبَطْنِ أَمامه: مُنْدَلِعُ الْبَطْنِ. وانْدلع بطنُ المرأَة وانْدَلَق إِذا عَظُم وَاسْتَرْخَى، واندلَع السيفُ مِنْ غِمْده واندلَقَ. وَنَاقَةٌ دَلُوع: تَتَقَدَّمُ الإِبل. وَطَرِيقٌ دَلِيعٌ: سَهْل فِي مَكَانٍ حَزْن لَا صَعُود فِيهِ وَلَا هَبُوط، وَقِيلَ: هُوَ الْوَاسِعُ. والدَّلُوع: الطَّرِيقُ. وَرَوَى شِمْرٌ عَنْ مُحارب: طَرِيقٌ دَلَنَّعٌ، وَجَمْعُهُ دَلانِعُ إِذا كَانَ سَهْلًا. والدُّلَّاعُ: ضَرْبٌ مِنْ مَحار الْبَحْرِ. قَالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّوْلَعةُ صَدَفَةٌ مُتَحَوِّيةٌ إِذا أَصابها ضَبْح النَّارِ خَرَجَ مِنْهَا كَهَيْئَةِ الظُّفُر، فيُسْتَلُّ قدرَ إِصْبَع، وَهَذَا هُوَ الأَظْفار الَّذِي فِي القُسْط؛ وأَنشد للشَّمَرْدل:

دَوْلَعةٌ يَسْتَلُّها بظُفْرها

والدُّلَّاعُ: نَبْتٌ.

دلثع: الدَّلْثَع مِنَ الرِّجَالِ: الْكَثِيرُ اللَّحْمِ، وَهُوَ أَيضاً المُنْتِن القَذِرُ، وَهُوَ أَيضاً الشَّرِهُ الحَرِيصُ، وَقَالَ الأَزهري: الدَّلْثَع الْكَثِيرُ لَحْمِ اللِّثة؛ قَالَ النَّابِغَةُ الْجَعْدِيُّ:

ودلاثِع حُمْر لِثاتُهُمُ،

أَبِلِين شَرّابِينَ للجُزُرِ

وَجَمْعُهُ دَلاثِعُ. والدلَنْثَع: الطَّرِيقُ الواضحُ. النَّضْرُ وأَبو خَيْرَةَ: الدَّلْثَع الطَّرِيقُ السهْلُ، وَقِيلَ: هُوَ أَسهل طَرِيقٍ يَكُونُ فِي سَهْل أَو حَزْن، لَا حَطوطَ فِيهِ ولا هَبوط.

دمع: الدَّمْع: مَاءُ الْعَيْنِ، وَالْجَمْعُ أَدْمُعٌ ودُموعٌ، والقَطْرةُ مِنْهُ دَمْعة. وذُو الدَّمعة: الحُسَين بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، لُقِّبَ بِذَلِكَ لِكَثْرَةِ دَمْعِه، فَعُوتِبَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: وَهَلْ ترَكتِ النارُ والسَّهمان لِي مَضْحَكاً؟ يُرِيدُ السهْمَين اللَّذَيْنِ أَصابا زَيْدَ بْنَ عَلِيٍّ وَيَحْيَى بْنَ زَيْدٍ، رضي الله عنهم، وَقُتِلَا بخُراسانَ. ودَمَعتِ العينُ ودَمِعت تدْمَع، فِيهِمَا، دمْعاً ودَمَعاناً ودُموعاً، وَقِيلَ دَمِعَت دَمَعاً، وامرأَة دَمِعةٌ ودَمِيعٌ، بِغَيْرِ هَاءٍ، كِلْتَاهُمَا: سَرِيعَةُ الْبُكَاءِ كَثِيرَةُ دَمْعِ الْعَيْنِ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، مِنْ نِسْوَةٍ دَمْعَى ودَمائعَ، وَمَا أَكثر دَمْعَتها، التأْنيث للدَّمْعة. وَقَالَ الكسائي وأَبو زَيْدٍ: دَمَعَت، بِفَتْحِ الْمِيمِ، لَا غَيْرُ. وَرَجُلٌ دَمِيعٌ مِنْ قَوْمٍ دُمَعاء ودَمْعَى. وَعَيْنٌ دَموع: كَثِيرَةُ الدَّمْعة أَو سَرِيعَتُهَا؛ وَاسْتَعَارَ لَبِيدٌ الدَّمْع فِي الجفْنة يَكْثرُ دسَمُها ويَسِيل فَقَالَ:

ولكنَّ مَالِي غالَه كُلُّ جَفْنةٍ،

إِذا حانَ وِرْدٌ، أَسْبَلَتْ بدُمُوعِ

يُقَالُ: جَفْنةٌ دامِعةٌ وَقَدْ دَمِعَت ورَذِمَت. والمَدامِعُ: الْمَآقِي وَهِيَ أَطراف الْعَيْنِ. والمَدْمَع: مَسِيل الدَّمْعِ. قَالَ الأَزهري: والمَدْمَعُ مُجْتَمَعُ الدَّمْع فِي نَوَاحِي الْعَيْنِ، وَجَمْعُهُ مَدامِعُ. يُقَالُ: فَاضَتْ مَدامِعه. قَالَ: والماقِيانِ مِنَ المَدامِع والمُؤْخِران كَذَلِكَ. والدُّمُع، بِضَمِّ الدَّالِ، والدِّماعُ، كِلَاهُمَا: سِمةٌ مِنْ

ص: 91

سِماتِ الإِبل فِي مَجْرى الدَّمْع. وَقَالَ أَبو عَلِيٍّ فِي التَّذْكِرَةِ: والدُّمُع سِمَةٌ فِي مَدْمَع الْعَيْنِ خَطٌّ صَغِيرٌ، وَبَعِيرٌ مَدْمُوعٌ. وَقَالَ ابْنُ شُمَيْلٍ: الدِّماع مِيسمٌ فِي المَناظِر سائلٌ إِلى المَنْخَر، وَرُبَّمَا كَانَ عَلَيْهِ دِماعانِ. ودَمَعَ المطرُ: سالَ، عَلَى المثَل؛ قَالَ:

فبَات يأْذَى مِنْ رَذاذٍ دَمَعا

وَيَوْمٌ دَمّاعٌ: ذُو رَذاذٍ. وثَرًى دَموعٌ ودامِعٌ ودَمّاعٌ ومكانٌ كَذَلِكَ إِذا كَانَ نَدِيًّا يتحلَّبُ مِنْهُ الْمَاءُ أَو يَكَادُ؛ قَالَ:

مِنْ كلِّ دَمّاعِ الثَّرَى مُطَلَّلِ

وَقَدْ دَمَع. قَالَ أَبو عَدْنَانَ: مِنَ الْمِيَاهِ المَدامِعُ، وَهِيَ مَا قَطَرَ مِنْ عُرْضِ جَبَلٍ؛ قَالَ: وسأَلت العُقَيْليّ عَنْ هَذَا الْبَيْتِ:

والشمسُ تَدْمَعُ عَيْناها ومُنْخُرها،

وهنَّ يَخْرُجْن مَنْ بِيدٍ إِلى بِيدِ

فَقَالَ: هِيَ الظَّهِيرَةُ إِذا سَالَ لُعاب الشَّمْسِ. وَقَالَ الغَنوي: إِذا عَطِشَت الدَّوابُّ ذَرِفَت عُيونها وَسَالَتْ مَناخِرها. وشَجَّة دامِعةٌ: تَسِيلُ دَماً، وَهِيَ بَعْدَ الدَّامِية، فإِن الدامِيةَ هِيَ الَّتِي تَدْمَى مِنْ غَيْرِ أَن يَسِيلَ مِنْهَا دَمٌ، فإِذا سَالَ مِنْهَا دَمٌ فَهِيَ الدّامعةُ، بِالْعَيْنِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ؛ وَقَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ أَن يَسِيلَ الدَّم مِنْهَا قَطْراً كالدَّمْع. والدُّماعُ ودُمّاعُ الكَرْم: هُوَ مَا يَسِيلُ مِنْهُ أَيام الرَّبِيعِ. وأَدْمَعَ الإِناءَ إِذا مَلأَهُ حَتَّى يَفِيضَ. وقدَحٌ دَمْعان إِذا امتلأَ فَجَعَلَ يَسِيل مِنْ جَوانِبه. والإِدْماع: مَلْء الإِناء. يُقَالُ: أَدْمِعْ مُشَقَّرَكَ أَي قَدَحَك، قَالَهُ ابْنُ الأَعرابي. والدُّماعُ: نَبْتٌ، لَيْسَ بثَبت. والدُّماع، بِالضَّمِّ: مَاءُ الْعَيْنِ مِنْ عِلَّة أَو كِبر، لَيْسَ الدَّمْعَ؛ وَقَالَ:

يَا مَنْ لعَيْنٍ لَا تَني تَهْماعا،

قَدْ تَرَكَ الدَّمْعُ بِهَا دُماعا

والدَّمْع: السيَلانُ مِنَ الرَّاوُوق، وَهُوَ مِصْفاة الصَّبّاغ.

دنع: رَجُلٌ دَنِعٌ: فَسْلٌ لَا لُبَّ لَهُ وَلَا خَير فِيهِ. والدَّنَعُ: الذُّلُّ. دَنِعَ دَنَعاً ودُنوعاً: اجتمَع وذَلَّ. ودَنِعَ دَنَعاً: لَؤُمَ. اللَّيْثُ: رَجُلٌ دَنِيعة مِنْ قَوْمٍ دَنائع، وَهُوَ الفَسْل الَّذِي لَا لُبَّ لَهُ وَلَا عَقْل؛ وأَنشد شِمْرٌ لِبَعْضِهِمْ:

فَلَهُ هُنالِك لَا عَليه، إِذا

دَنِعَتْ أُنوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ

يَقُولُ: لَهُ الْفَضْلُ فِي هَذَا الزَّمَانِ لَا عَلَيْهِ إِذا دَعَا عَلَى الْقَوْمِ. ودَنِعَت أَي دَقَّتْ ولَؤُمَت، وَرَوَاهُ ابْنُ الأَعرابي: وإِن رَغِمَت. ابْنُ شُمَيْلٍ: دَنِعَ الصَّبِيُّ إِذا جُهد وجاعَ واشتَهى. ابْنُ بُزُرْجٍ: دَنِعَ ورَثِعَ إِذا طَمِعَ. ودَنَعُ الْبَعِيرِ: مَا طَرَحَه الجازِرُ. والدَّنِيعُ: الخَسِيسُ، ودَنَعُ الْقَوْمُ: خِساسُهم مِنْ ذَلِكَ. وَرَجُلٌ دَنَعة: لَا خَير فِيهِ. وأَنْدَعَ الرَّجُلُ: تَبِعَ أَخلاقَ اللِّئام والأَنْذال. وأَدْنَعَ إِذا تَبِعَ طَرِيقة الصَّالِحِينَ.

دنقع: دَنْقَعَ الرَّجُلُ: افتَقَر.

دهع: دَهاعِ ودَهْداعٌ: مِنْ زَجْرِ العُنوقِ. ودَهَعَ الرَّاعِي بالغَنم ودَهَّعَ ودَهْدَعَ دَهْدَعةً: زَجَرَهَا بِذَلِكَ، ودَهْدَعَ بِهَا: صوّت.

ص: 92