الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الترغيب في طاعة الخلفاء وولاة الأمر
2086-
قال بعض العلماء: نعم الله –عز وجل على عباده لا تحصى: قال الله عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فمن نعمه ما تفرد بها منها ما جعل بينه وبين المنعم عليه وسائط وأوجب الله حق الوسائط فأول ذلك - الرسل والأنبياء -صلوات الله عليهم أجمعين- أوجب الإيمان بهم والطاعة لهم قال:
{يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله} فهم الوسائط فيما بين الله وبين خلقه في الدعاء إليه، والسفراء بينه وبينهم في البلاغ عنه.
وأوجب حق الوالدين بقوله: {اشكر لي ولوالديك} إذ جعلهما سبب الإيجاد.
وأوجب حق العلماء إذ جعلهم سبباً لما علمهم والمعلم في الحقيقة هو الله وأوجب حق السلطان إذ جعله سبباً للأمن في البلاد والحكم بين العباد قال الله –عز وجل {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قيل: هم العلماء، وقيل: هم الأمراء. ولكل حق واجب، هم الوسائط أنعم عليك بهم –والمنعم في الحقيقة هو الله- قال الله:{وما بكم من نعمة فمن الله} فوجب عليك الشكر لله فيما أنعم به عليك ووجب عليك
⦗ص: 67⦘
شكر من جعله سبباً لنعمة النفع والدفع.
2087-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنبأ والدي، أنبأ أبو عبد الرحمن: محمد بن مأمون المروزي، حدثنا عون بن منصور الطوساني المروزي، حدثنا موسى بن بحر الكوفي، حدثنا عمرو بن عبد الغفار، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن سعد بن سعيد الأنصاري وعبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه قال:
((قلت يا رسول الله أخبرني عن هذا السلطان الذي ذلت له الرقاب وخضعت له الأجساد ما هو؟ قال: هو ظل الله في الأرض فإن أحسنوا فلهم الأجر وعليكم الشكر، وإن أساءوا فعليهم الإصر وعليكم الصبر، لا تحملنكم إساءته على أن تخرجوا من طاعته، فإن الذل في طاعة الله خير من خلود في النار لولا هم ما صلح الناس)) .
2088-
أنا أبو عمرو، ثنا والدي، أنا عمر بن الحسن بن علي بن مالك القاضي، حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي، ثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((من نزع يداً من طاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية، ومن خلعها بعد عهدها لقي الله لا حجة له)) .
قال عبد الملك: سمعت علي بن المديني يقول سنة ست
⦗ص: 68⦘
ومائتين: ((لم يرو هذا الحديث هكذا عن هشام بن سعد غير بشر بن عمر الزهراني)) .
2089-
أخبرنا أبو عمرو، أنا والدي، أنا أبو عمرو: محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الأشناني بسرخس، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن مزيد السرخسي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا الحسين بن واقد، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن أنس بن مالك –رضي الله عنه قال:
((نهانا كُبَرَاؤُنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تسبوا أمراءكم، ولا تغشوهم، ولا تعصوهم، واصبروا، واتقوا الله –عز وجل فإن الأمر قريب)) .