الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترغيب في العدل وفضيلة العادلين
2173-
أخبرنا مكي بن منصور بن علان الكرجي أنبأ أبو الحسين بن بشران، أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر، عن ابن إسحاق أخبرنا كدير الضبي أن رجلاً أعرابياً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((أخبرني بعمل يقربني من طاعته –أو قال: من الجنة- ويباعدني من النار. قال: أوهما أعلمناك؟ قال: نعم. قال: تقول العدل، وتعطي الفضل، قال: والله ما أستطيع أن أقول العدل كل ساعة وما أستطيع أن أعطي فضل مالي. قال: فتطعم الطعام وتفشي السلام. قال: وهذه أيضاً شديدة. قال: فهل لك إبلٌ؟ قال: نعم. قال: فانظر بعيراً من إبلك ثم اعمد إلى أهل أبيات لا يشربون الماء إلا غباً فاسقهم فلعلك أن لا تهلك بعيرك ولا ينخرق سقاؤك حتى تجب لك الجنة. قال: فانطلق الأعرابي يكبر فما انخرق سقاؤه ولا هلك بعيره حتى قتل شهيداً)) .
قوله [أعلمناك] : يعني الكلمتين اللتين سأل عنهما،
⦗ص: 107⦘
ومعنى: [أعلمناك] : جهدناك وأنصبناك. قال أهل التفسير [وجوه عاملة] أي ناصبة: يعني شدة مقاساتها العذاب. وقوله: [لا يشربون الماء إلا غباً] أي: لا يشربون كل يوم. يشربون [يوماً] ولا يشربون يوماً.
2174-
أخبرنا أبو عمرو: عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق، أنا والدي أنبأ أبو علي: الحسن بن محمد بن النضر، ثنا إسماعيل بن يزيد القطان، حدثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((المقسطون عند الله –تعالى- يوم القيامة على منابر من نورٍ عن يمين العرش، هم الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)) .
(المقسطون) : العادلون. والقسط: العدل.
وقال الله تعالى: {قائماً بالقسط} . وقال: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} . وقسط –بغير ألف- إذا جاز منه قوله –عز وجل: {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً} .
وقوله: (ولوا) –بضم اللام- من الولاية. يقال: ولي ولاية وفي الجمع: ولوا ولاية على وزن [رضوا] .
قال الله تعالى: {ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا} .
قال أهل التفسير: كل من ولي عليك أمرك فهو مولاك.
قال أهل اللغة: الولاية: الإمارة. يقال: [توليت الأمر] إذا وليته.
2175-
أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب، أنبأ والدي أنبأ خيثمة ومحمد بن يعقوب قالا: ثنا أبو عتبة، ثنا بقية بن الوليد. حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن أبي حسين المكي: وهو عمرو بن سعيد بن أبي حسين، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي عائشة –رضي الله عنها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من ولي منكم عملاً فأراد الله –عز وجل به خيراً جعل له وزيراً صالحاً إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه)) .
2176-
أخبرنا أبو طاهر: واضح بن محمد المديني، أنا أبو الحسن بن عبد كويه، أنا أبو بكر بن سياه العسال قال: نا يحيى بن سلم الرازي، حدثنا يحيى بن طلحة، حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار، ثنا عبد الرحمن بن مصعب، ثنا إسرائيل، عن محمد بن جحادة، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه قال:
((سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة عدل عند سلطان جائر)) .
2177-
أخبرنا أبو عبد الله النعالي ببغداد، أنبأ القاضي أبو القاسم بن المنذر، أنا عثمان بن علي بن إبراهيم الوكيل، حدثنا الحسين بن إسحاق –وهو التستري- حدثنا محمد بن فليح، حدثني سليم بن محمد اليساري، عن عمر بن راشد قال: سمعت عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي
⦗ص: 109⦘
يحدث عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن في الجنة لدرجة لا ينالها إلا ثلاثة: إمام عادل، وذو رحم وصولٌ، وذو عيال صبورٌ، فقال له علي بن أبي طالب –رضي الله عنه: وما صبر ذي العيال؟ قال: لا يمن على أهله بما ينفق عليهم)) .
2178-
أخبرنا أحمد بن محمد بن مردويه، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد النيسابوري الواعظ –قدم أصبهان- حدثنا الحسن بن محمد المخلدي، ثنا أبو نعيم، عبد الملك بن محمد بن عدي، حدثنا أحمد بن عيسى التنيسي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، ثنا إبراهيم بن محمد الأنصاري، عن علي بن ثابت، عن محمد، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: -
((يا أبا هريرة: عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها. ويا أبا هريرة: جور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله –عز وجل من معاصي ستين سنة)) .
2179-
أخبرنا أحمد بن مردويه، أنبأ أبو طاهر الحسناباذي حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد الشافعي، ثنا محمد بن يوسف البيروتي بدمشق، حدثني أحمد بن عيس بن زيد الخشاب، ثنا عمر بن أبي سلمة، حدثنا إبراهيم بن مالك الأنصاري، عن علي بن ثابت، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
⦗ص: 110⦘
((عدل يومٍ واحد أفضل من عبادة ستين سنة)) .