الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب في الترغيب في العلم
قال الله تعالى: {والذين أوتوا العلم درجات} . وقال: {وقل رب زدني علماً} . وقال: {فاعلم أنه لا إله إلا الله} . فبدأ بالعلم. وقال: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} . وقال: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} .
ورحل جابر بن عبد الله إلى عبد الله بن أنيس رضي الله عنهما مسيرة شهر في حديث واحد.
وقال مالك بن الحويرث: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم:
((ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم)) .
وقال في حديث وفد [عبد القيس] :
((وأخبروا من وراءكم)) .
وقالت عائشة رضي الله عنها:
((نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين)) .
وقال مجاهد:
((لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر)) .
2129-
أخبرنا أبو الخير: محمد بن أحمد بن هارون، أنا أبو بكر بن مردويه، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد، ثنا محمد بن إسماعيل السلمي، ثنا يحيى بن بكير وأبو صالح قالا: ثنا الليث بن سعد عن عقيل، عن الزهري، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر. قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: العلم)) .
2130-
أخبرنا أبو الخير بن هاورن. أنبأ أبو بكر بن مردويه، حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن إسحاق، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة عن بريد، عن جده، عن أبي موسى –رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل غيث أصاب الأرض فكانت منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وزرعوا وسقوا. وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذاك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت له)) .
قوله [أجادب] أي: أراضي لا نبات بها، مأخوذ من الجدوبة وهي القحط. وفي رواية [أجارد] ومعناه مواضع منجردة من النبات. يقال: مكان أجرد. و [قيعان] جمع قاع، والقاع المكان
⦗ص: 91⦘
الأملس المستوي. وقوله [لم يرفع بذلك رأساً] أي: لم يشتغل به ولم يبال له.
2131-
أخبرنا عمر بن أحمد الفقيه، أنبأ أبو عبد الله الجمال، أنا أبو عبد الله الكسائي، حدثنا ابن أبي عاصم، ثنا أبو بكر بن أبي مسلمة، حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم وإنه يستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحوت في جوف البحر. وإن العلماء هم ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) .
2132-
قال: وحدثنا ابن أبي عاصم ثنا أبو بكر، حدثنا عبد الله بن نمير، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة –رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
((اللهم انفعني بما علمتني. وعلمني ما ينفعني وزدني علماً)) .
2133-
أخبرنا محمد بن أحمد بن هارون، أنبأ أبو الفرج البرجي، أنا محمد بن عمر بن حفص، ثنا إسحاق بن الفيض، حدثنا القاسم بن الحاكم العرني، حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن العوام بن جويرية البصري، عن الحسن قال:
((جاء رجل إلى أبي الدرداء –رضي الله عنه فقال: إني أريد أن أطلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى؟ فقال: إن الله
⦗ص: 92⦘
عز وجل يبعث الناس على علمهم فإن تبعث عالماً خير لك من أن تبعث جاهلاً. ثم أتى أبا ذر –رضي الله عنه فقال: إني أريد طلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه. فما ترى؟ قال: إن تفترش العلم خير لك من أن تفترش الجهل. ثم أتى أبا هريرة –رضي الله عنه فقال: إني أريد أن أطلب العلم وأخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى؟ قال: ((كفى بترك العلم إضاعة)) قال: فقال الحسن: فكان أبو هريرة من أحسن القوم كلاماً)) .