الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
2104-
أخبرنا عبد الرحمن بن إسماعيل الصابوني، أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه، حدثنا إبراهيم بن محمد بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن، ثنا هارون بن محمد الدمشقي، حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر –رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن الله –تبارك وتعالى أنه قال:
((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا. يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم. يا عبادي وكلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار
⦗ص: 76⦘
وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاسغفروني أغفر لكم. يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً. يا عبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك من عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر. يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه)) .
قال سعيد: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه.
2105-
أخبرنا أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله البيع، أنبأ أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا إبراهيم بن الحارث البغدادي، حدثنا يحيى بن أبي بكير الكرماني، ثنا أبو فاطمة البصري، حدثنا المعلى الفردوسي، عن أبي غالب، عن أبي أمامة –رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا في شفاعتي: سلطان غشوم عسوف، وغال مارق في الدين)) .
قال الإمام: الغش والغشم: المبالغة في الظلم ومجاوزة الحد فيه.
2106-
قال: وثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا داود بن عبد الرحمن، ثنا عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء. قال: وما ذاك يا رسول الله؟! قال: أمراء يكونون من بعدي من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم فليسوا مني ولست منهم ولن يردوا على حوضي. ومن لم يدخل عليهم فلم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وأولئك يردون على حوضي. يا كعب بن عجرة لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت، النار أولى به. يا كعب بن عجرة الصلاة برهان، والصيام جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. يا كعب بن عجرة الناس غاديان، فبائع نفسه موبق رقبته، وغاد مبتاع نفسه معتق رقبته)) .
2107-
أخبرنا عمر بن أحمد السمسار، ثنا أبو بكر بن أبي علي، ثنا القاضي أبو أحمد: محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن أيوب، حدثنا عبد الله بن سوار العنبري وداود بن إبراهيم قالا: ثنا هشام بن زياد أبو المقدام، عن محمد بن كعب القرظي قال:
((قدمت على عمر بن عبد العزيز الشام قال: وقد كنت عهدته وهو بالمدينة علينا أميراً وهو شاب غليظ البضعة ممتلئ الجسم، فلما استخلف قدمت عليه فإذا حاله قد تغيرت قال: فجعلت أنظر إليه ولا أصرف بصري عنه قال: ((والله إنك لتنظر إلي يا ابن كعب نظراً لم تكن
⦗ص: 78⦘
تنظره إلي من قبل)) ! قال: فقلت: تعجبني. قال: فما أعجبك؟ قال: قلت: لما حال من لونك، ونحل من جسمك، ونفى من شعرك. قال: ((فكيف لو رأيتني يا ابن كعب بعد ثالثة في قبري حين يقع حدقتاي على وجنتي، ويسيل منخراي وفمي صديداً ودماً كنت لي أشد نكرة. أعد علي حديثاً كنت حدثتنيه عن ابن عباس –رضي الله عنه ورفع الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لكل شيء شرفاً، وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة، وإنما تجالسون بالأمانة، ولا تصلوا خلف النائم ولا المتحدث، واقتلوا الحية والعقرب وإن كنتم في صلاتكم، ولا تستروا الجدر بالثياب، ومن نظر في كتاب أخيه بغير إذنه فكأنما ينظر في النار، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن أحب أن يكون أكرم الناس فليتق الله، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده. ألا أنبئكم بشراركم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من نزل وحده، ومنع رفده، وجلد عبده. أفلا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: لا يقيل عثرة، ولا يغفر ذنباً، ولا يقبل معذرة. ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره، إن عيسى –عليه السلام قام في قومه فقال:
((يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم. ألا ولا تظالموا، ولا تكافئوا ظالماً بظلمه فيبطل فضلكم عند ربكم. يا بني إسرائيل الأمر ثلاثة: أمر يقين رشده فاتبعوه، وأمر يقين غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله)) .
اللفظ لعبد الله بن سوار.