الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: حافظ إبراهيم
الشعر العصري
من نظم نابغة العصر في النظم والنثر حافظ أفندي إبراهيم في المقابلة بين
(دولة السيف والرمح ودولة المدفع) .
يا دولة القواضب الصقال
…
وصولة الذوابل الطوال
كم شدت بين الأعصر الخوالي
…
ممالكًا عزيزة المنال
قامت بحد الأبيض الفصَّال
…
وسن ذاك الأسمر العسال
راحت بها الأيام والليالي
…
وأصبحت كالبرديّ البالي
وخلفتها دولة الجلال
…
مملكة المدفع ذات الخال
قامت بحول النار والزلزال
…
فأرهبت أفئدة الأبطال
أرهبها مزعزع الجبال
…
ومفزع الليوث في الدحال
وقاطع الآجال والآمال
…
وخاطف الأرواح من أميال
يثور كالبركان في النزال
…
فيتبع الأهوال بالأهوال
ويرسل النار على التوالي
…
ويبعث الحديد للصلصال
فيحطم الهام ولا يبالي
…
ما كوكب الرجم هوى من عال
فمر كالفكر سرى بالبال
…
على عنيد مارد محتال
مسترق للسمع في ضلال
…
من عالم التسبيح والإهلال
أمضى وأنكى منه في القتال
…
إذا سرت قنبلة الوبال
من فمه المحشوّ بالنكال
…
ينذرهم في ساحة المجال
بالرعد والبرق وبالآجال
…
ولم يكن كذلك الختال
يحز في الهام وفي الأوصال
…
صامت قول ناطق الفعال
رأيته كالقوم في المثال
…
مالوا عن القول إلى الأعمال
…
...
…
فامتلكوا ناصية المعالي
وله هذه المقاطيع تعريبًا بلا تصرف عن جان جاك روسو:
يا أيها الحب امتزج بالحشى
…
فإن في الحب حياة النفوس
واسلُلْ حياةً من يمين الردى
…
أوشك يدعوها ظلام الرموس
***
خلقت لي نفسًا فأرصدتها
…
للحزن والبلوى وهذا الشقاء
فامنن بنفس لم يشبها الأسى
…
لعلها تعرف طعم الهناء
***
تمثلي إن شئت في منظر
…
يا جوليا أنكر فيه الغرام
أو فابعثي قلبًا إلى أضلع
…
راح به الوجد وأودى السقام
***
غضي جفون السحر أو فارحمي
…
متيمًا يخشى نزال الجنون
ولا تصولي بالقوام الذي
…
تميس فيه يا مناي المنون
إني لأدري منك معنى الهوى
…
يا جوليا والناس لا يعرفون
_________