الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل وتسجر عَلَى أهلها بعد دخولهم إليها
قَالَ الله عز وجل: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ (1) زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (2)} [الإسراء: 97].
[قَالَ ابن عباس: كلما طفئت أوقدت.
وقال ابن عباس: خبت: سكنت] (*).
وقالَ ابنُ قتيبةَ: خبتِ النارُ، إذا سكنَ لهبُها، فاللهبُ يسكنُ والجمرُ يعملُ.
وقال غير واحد من المفسرينَ: تأكلُهُم، فإذا صارُوا فحمًا، ولم تجدِ النارُ شيئًا تأكلُهُ، أعيد خلقُهم خلقًا جديدًا، فتعودُ لأكِلهِم.
وقولهُ: {زِدْنَاهُم سَعِيرًا} أي: نارًا تتسعرُ وتتلهبُ.
وقد رُويَ عن عمرِو بنِ عبسةَ أن في جهنَّمَ بئرًا يقال له: الفلقُ، منه تسعرُ جهنَّمُ إذا سعرتْ (3).
وسنذكرُهُ فيما بعدُ إن شاءَ الله تعالى.
والمعنى أنَّه يكشفُ تلك البئرُ فتخرج منه نارٌ تلهب جهنَّم وتوقدُها.
وقالَ اللَّه تعالى: {فَأَنذَرْتُكمْ نَارًا تَلَظَّى} [الليل: 14].
(1) خبت: سكن لهبها.
(2)
سعيرًا: لهبًا وتوقدًا.
(*) من المطبوع.
(3)
أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "صفة النار"(44).
قال مجاهدٌ وعْيرُهُ: توهجُ.
قرأ عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ ليلةً في صلاتِهِ سورةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} فلما بلغَ قولَهُ: {فَأَنذَرْتُكمْ نَارًا تَلَظَّى} . بكى، ولم يستطعْ أنْ يجيزهَا، ثم عاد فقرأ السورة حتى بلغ الآية، فلم يستطع أن يجاوزها مرتين أو ثلاثًا، ثم قرأ سورةً أخرى غيرَها.
* * *