الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب العشرون في ذكر عظم خلق أهل النار فيها وقبح صورهم وهيئاتهم
خرج البخاري (1)، من حديث أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب السريع".
وخرّجه مسلم (2)، ولفظه، عن أبي هريرة يرفعه، قَالَ:"ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع".
وخرج مسلم (3) أيضاً عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"ضرس الكافر - أو ناب الكافر- مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث".
وخرج الحاكم (4)، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعًا، وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان (5)، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة"(6). خرّجه الإمام أحمد، ولم يذكر فيه عضده، وخرّجه الحاكم موقوفًا عَلَى أبي هريرة، وزاد فيه:
(1) برقم (6551).
(2)
برقم (2852).
(3)
برقم (2851).
(4)
(4/ 595) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة إِنَّمَا اتفقا عَلَى ذكر ضرس الكافر فقط.
(5)
البيضاء: موضع بقرب حمي الربذة. و"ورقان": جبل أسود بين العرج والروثية، عَلَى يمين المار من المدينة إِلَى مكة.
(6)
الربذة: قرية من قرى المدينة المنورة عَلَى ثلاثة أيام، قريبة من ذات عرق عَلَى طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة، وبها قبر أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
قَالَ أبو هريرة: وكان يقال: بطنه مثل بطن إضم (1).
وخرج الإمام أحمد (2)، عن أبي هريرة أيضاً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"ضرس الكافر مثل أحد وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار كما بين قديد (3) ومكة، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعًا بذراع الجبار".
وخرج الترمذي (4)، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم:"ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وفخذه مثل البيضاء، ومقعده من النار مسيرة ثلاث مثل الربذة".
وقال: قوله: مثل الربذة يعني كما بين المدينة والربذة، والبيضاء جبل.
وخرج أيضاً (5)، عن أبي هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعًا، وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة".
وخرج الإمام أحمد (6)، من حديث ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يعظم أهل النار في النار، حتى إن ما بين شحمة أذن أحدهم إِلَى عاتقه، مسيرة سبعمائة عام، وإن غلظ جلده سبعون ذراعًا، وإن ضرسه مثل أحد".
وخرج الإمام أحمد (7) والحاكم (8)، من حديث أبي سعيد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم،
(1) بكسر الهمزة وفتح الضاد، اسم جبل، وقيل: موضع.
(2)
(2/ 334، 537).
(3)
قديد: موضع بين مكة والمدينة.
(4)
برقم (2578) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
(5)
برقم (2577) وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث الأعمش.
(6)
(2/ 26) وقال الهيثمي في المجمع (10/ 391): رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط، وفي أسانيدهم أبو يحيى القتات، وهو ضعيف وفيه خلاف، وبقية رجاله أوثق منه.
(7)
(3/ 29).
(8)
(4/ 598) وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقال الهيثمي في المجمع (10/ 391): وفيه ابن لهيعة، وقد وثق عَلَى ضعفه.
قَالَ: "إن مقعد الكافر من النار مسيرة ثلاثة أيام، وكل ضرس مثل أحد، وفخذه مثل ورقان، وجلده سوى لحمه وعظامه أربعون ذراعًا".
وخرج ابن ماجه (1)، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إن الكافر ليعظم، حتى إن ضرسه لأعظم من أحد، وفضيلة جسده عَلَى ضرسه كفضيلة جسد أحدكم عَلَى ضرسه".
وخرج البزار (2)، من حديث ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"ضرس الكافر مثل أحد، وغلظ جلده أربعون ذراعًا بذراع الجبار".
وخرج الطبراني (3) وغيره، من حديث المقدام بن معد يكرب، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"يعظم الكافر ونار، حتى يصير غلظ جلده أربعين باعًا، وحتى يصير الناب مثل أحد".
وخرج الطبراني (4) أيضًا، عن المقدام، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"من كان من أهل النار، عظموا وفخموا كالجبال".
وقال زيد بن أرقم: إن الرجل من أهل النار، ليعظم للنار، حتى يكون الضرس من أضراسه كأحده خرّجه الإمام أحمد موقوفًا (5).
وعن ابن عباس، قَالَ: إن بين شحمة أذن أحدهم -يعني أهل النار- وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا، أودية القيح والدم، قِيلَ لَهُ: أنهار؟ قَالَ: بل أودية.
خرّجه الإمام أحمد، وقد سبق بتمامه.
(1) برقم (4322). وقال البوصيري في الزوائد: عطية العوفي والراوى عنه ضعيفان، وقد روى مسلم في "صحيحه" والترمذي بعضه من حديث أبي هريرة.
(2)
قَالَ الهيثمي في المجمع (10/ 392): رواه البزار، وفيه: عباد بن منصور وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات.
(3)
قَالَ الهيثمي في المجمع (10/ 334): رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن.
(4)
في "الكبير"(20/ 663).
(5)
(4/ 367) وأورده الهيثمي في المجمع (10/ 392) موقوفًا أيضاً وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، غير عنبسة بن سعيد وهو ثقة.
وعن عمرو بن ميمون، قَالَ: إنه ليسمع بين جلد الكافر ومه، جلبة الدود، كجلبة الوحش.
وخرج الإمام أحمد (1) والترمذي (2)، من حديث ابن عمر، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إن الكافر يجر لسانه يوم القيامة وراءه قدر فرسخين يتوطؤه الناس".
وقد ورد نحو ذلك في حق عصاة الموحدين أيضاً، فخرج الإمام أحمد (3) وابن ماجه (4) والحاكم (5)، من حديث الحارث بن أقيش، عن النبي صلى الله عليه وسلم" قَالَ:"إن من أمتي من يعظم للنار، حتى يكون أحد زواياها".
وروى الطبراني (6) من حديث أبي غنم الكلاعي، عن أبي غسان الضبي"، قَالَ: قَالَ لي أبو هريرة -بظهر الحيرة تعرف عبد الله بن خداش- قَالَ: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فخذه في جهنم مثل أحد، وضرسه مثل البيضاء، قلت: لم ذلك يا رسول الله؟! قَالَ: كان عاقًّا لوالديه".
وروى أغلب بن تميم، وفيه ضعف، عن ثابت، عن أنس مرفوعًا: "يجاء بالأمير الجائر يوم القيامة، فتخاصمه الرعية، فيفلجوا عليه (7)، فيَقُولُونَ له: سد عنا
(1)(2/ 92).
(2)
برقم (2850) وقال الترمذي: هذا حديث غريب، إِنَّمَا نعرفه من هذا الوجه .... وأبو المخارق ليس بمعروف.
(3)
(4/ 212).
(4)
برقم (4323) وقال البوصيري في "الزوائد": في إسناده عبد الله بن قيس النخعي، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: أحسبه الَّذِي روى عنه أبو إسحاق عن ابن عباس. وقال: لم يروه عنه غير داود بن هند، وليس إسناده بالصافي.
(5)
(1/ 71).
(6)
في الأوسط (6857) وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن أبي غسان الضبي إلَاّ أبو غنم الكلاعي، تفرد به الوليد. وقال الهيثمي في المجمع (8/ 148): وأبو غسان وأبو غنم الراوي عنه، لم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
(7)
فيفلجوا عليه: أي فيغلبوه.
ركنًا من أركان جهنم".
وروى الخلال في كتاب السنة، من حديث الحكم بن الأعرج، عن أبي هريرة، قَالَ: يعظم الرجل في النار، حتى يكون مسيرة سبع ليال، وضرسه مثل أحد، شفاههم عَلَى صدورهم مقبوحين، يتهافتون في النار.
وروى مسكين عن حوشب، عن الحسن، أنّه ذكر أهل النار، فَقَالَ: قد عظموا لجهنم مسيرة ثلاثة أيام ولياليهن للراكب الجواد، وإن ناب أحدهم مثل النخل الطوال، وإن دبره لمثل الشعب، مغلولة أيديهم إِلَى أعناقهم، قد جمع بين نواصيهم وأقدامهم، [والملائكة](*) يضربون وجوههم وأدبارهم يسوقونهم إِلَى جهنم.
فيقول العبد للملك: ارحمني.
فيقول: كيف أرحمك ولم يرحمك أرحم الراحمين؟!
…
(*) من المطبوع.