الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل ومن عذاب أهل النار: الصهر
ومن أنواع عذابهم الصهر:
قَالَ الله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} [الحج: 19، 20].
قَالَ مجاهد: "يصهر به" يذاب به إذابة.
وقال عطاء الخراساني: يذاب به ما في بطونهم، كما يذاب الشحم.
وخرج الترمذي (1)، من حديث أبى هريرة، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:"إن الحميم ليصب عَلَى رؤوسهم، فينفذ الحميم حتى يخلص إِلَى جوفه، فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه، وهو الصهر، ثم يعاد كما كان". وقال: حسن غريب صحيح.
وقال الله عز وجل: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ} [الدخان: 47 - 49].
قَالَ كثير من السَّلف: نزلت هذه الآية في أبي جهل.
قَالَ الأوزاعي: يؤخذ أبو جهل يوم القيامة، فيخرق في رأسه خرق، ثم يؤتى بسجل من الحميم، فيصب في ذلك الخرق، ثم يقال له: ذق إنك أنت العزيز الكريم.
وقال مجاهد في قوله: {يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ} [الرحمن: 35] قَالَ: النحاس: الصفر يذاب، فيصب عَلَى رؤوسهم، يعذبون به.
(1) برقم (2582).
وقال عطاء الخراساني، في قوله تعالى:{وَنُحَاسٌ} قَالَ: الصفر، يذاب فيصب عَلَى رؤوسهم، فيعذبون به.
وقد سبق في الباب الثامن عشر آثار متعددة تتعلق بهذا الفصل أيضاً.
***