الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ــ
عاطفة، ويجوز أن تكون استئنافية، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أعظم الناس جاها عند الله لا يشفع إلا بعد أن يحمد الله ويثني عليه، فيحمد الله بمحامد عظيمة يفتحها الله عليه لم يكن يعلمها من قبل، ويطول سجوده؛ فكيف بهذه الأصنام؛ هل يمكن أن تشفع لأصحابها؟
قوله: " ارفع رأسك " أي: من السجود.
قوله: " وقل يسمع " السامع هو الله، و"يسمع": جواب الأمر مجزوم.
قوله: " وسل تعط " أي: سل ما بدا لك تعط إياه، وتعط: مجزوم بحذف حرف العلة جوابا لسل.
قوله: " واشفع تشفع "، وحينئذ يشفع النبي صلى الله عليه وسلم في الخلائق أن يقضى بينهم.
قوله: «وقال أبو هريرة له صلى الله عليه وسلم: من أسعد الناس بشفاعتك؟» هذا السؤال من أبي هريرة للنبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «"لقد كنت أظن أن لا يسألني أحد غيرك عنه لما أرى من حرصك على العلم» ، وفي هذا دليل على أن من وسائل تحصيل العلم السؤال.
قوله: «من قال: لا إله إلا الله خالصا من قلبه» ، وعليه؛ ف
المشركون ليس لهم حظ من الشفاعة
؛ لأنهم لا يقولون: لا إله إلا الله، قال تعالى:{إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}
[الصافات: 35-36]، وقال تعالى حكاية عنهم:{أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] .
والحقيقة أن صنيعهم هو العجاب، قال تعالى:{بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ} [الصافات: 12]، وقال تعالى:{وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ} [الرعد: 5] .
وقوله: " خالصا من قلبه " خرج بذلك من قالها نفاقا؛ فإنه لا حظ له في الشفاعة، فإن المنافق يقول: لا إله إلا الله، ويقول: أشهد أن محمدا رسول الله، لكن الله عز وجل قابل شهادتهم هذه بشهادته على كذبهم، قال تعالى:{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1] ؛ أي: في شهادتهم، في قولهم: إنك لرسول الله؛ فهم كاذبون في شهادتهم وفي قولهم: لا إله إلا الله؛ لأنهم لو شهدوا بذلك حقا ما نافقوا ولا أبطنوا الكفر.
قوله: " خالصا "، أي: سالما من كل شوب؛ فلا يشوبها رياء ولا سمعة، بل هي شهادة يقين.
قوله: " من قلبه " لأن المدار على القلب، وهو ليس معنى من المعاني، بل هو مضغة في صدور الناس، قال الله تعالى:{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46]، وقال تعالى:{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا} ، وقال صلى الله عليه وسلم:«ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله» .