الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الاحتياط، «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (1) » إن كان في الأمر شك في لندن أو غيرها يعمل بالاحتياط «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك (2) » والحمد لله، وإذا كان هناك معرفة في الفصل بين الشمس وبين طلوع الفجر، في حال الصحو يعمل به، في حال الغيم حسب الساعة.
(1) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين، مسند أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 11689.
(2)
مسند أحمد (3/153) .
س 15: يوجد في ديار الغرب من يقول بجواز
تعامل المسلم بالربا، مع الكافر
بحجة أنه في دار كفر، وهناك أيضا من يقول بجواز أخذ أموالهم، ولو سرقة أو غدرا، أفيدونا أفادكم الله عن موقف الشرع من هذه الأقوال؟
ج: لا يجوز التعامل بالربا مع الكفرة ولا مع المسلمين، ولا يجوز أخذ أموالهم غدرا، إلا في حال الحرب، إذا كانوا في حال الحرب تؤخذ أموالهم ونساؤهم، عند الحرب والجهاد، أما وهم مستأمنون هم وإياهم، فلا يأخذوا منهم شيئا، ولا يخونونهم إلا في حال الحرب، إذا تميز الكفار عن المسلمين،
وقامت بينهم الحرب، لهم مخالفتهم وأخذ أموالهم، ونسائهم وذراريهم، أما مثل حالتهم الآن، فلا يجوز له أن يخونه ولا يأخذ ماله بغير حق.
س 16: يقول السائل: هل يجوز للنساء الكافرات دخول المسجد ولا نعلم هل هي حائض أم لا؟ فهل يجوز لها أن تدخل المسجد ولو كانت كافرة؟
ج: إذا كان دخولها لحاجة فلا بأس، تسمع فائدة أو تشرب ماء أو ما أشبه ذلك، إذا كان دخولها ما فيه مضرة على المسجد، إما لسماع فائدة، أو تلتمس أحدا، أو تشرب ماء لا بأس، ولا يستفسر هل هي حائض أم لا.
س 17: ما هو الأفضل بالنسبة لدفن الموتى، وهل يجوز نقل جثثهم إلى بلاد المسلمين، خاصة بأنه يوجد مقابر للمسلمين في بلاد الكفار ما هو الأفضل بالنسبة لهم؟
ج: يدفنون مع المسلمين، ولا يحتاج للنقل، إذا مات في بلاد الكفر وفيها مقبرة مسلمة، يدفن في مقابر المسلمين، وإذا نقل فلا حرج، لكن عدم النقل أولى؛ لعدم التكلف، كان المسلمون
يموتون في بلدان كثيرة، ويدفنون في مقابر المسلمين في تلك الديار، ما ينقلون إلى المدينة ولا غيرها.
س 18: امرأة تعمل ولديها مرتب، فهل تجب عليها الزكاة وهي امرأة، وأن تعطي الزكاة لأمها وأخواتها، وهل من الواجب إذا أخرجت زكاة، أو صدقة من مالها أخبرت بها زوجها، أم يكون بينها وبين الله، ولا يعلم بها ثالث، أفيدونا عن ذلك؟
ج: الزكاة لا يعطيها الإنسان الأم، ولا الأب، ولا الأولاد، أما أخواتها إذا كانوا مستقلين فقراء فلا بأس أن تعطي أخواتها وإخوانها إذا كانوا مستقلين فقراء، أما إذا كانوا عندها في البيت، تنفق عليهم فلا، ولا يلزمها أن تخبر زوجها، وإذا كانت تعلم أن إخباره قد يضرها، لا تخبره، هذا بينها وبين ربها.
س 19: هل يعطى من دخل في الإسلام حديثا من أموال الزكاة إذا كان عليه ديون ربوية، قد اجتمعت عليه عندما كان كافرا؟
ج: يعطى من الزكاة؛ لأنه غارم، يعطى من الزكاة ما دام أنه أسلم؛ لأنه فقير غارم، ويعطى من الزكاة؛ لقضاء دينه مطلقا.
س 20: سائل يقول: إن القانون في هذه البلاد، يسمح بحرق جثث الموتى، والطبيب المسلم يطلب منه التوقيع على شهادة الحرق، إذا كان مشرفا على موت المريض لديه، بحيث إنه لا يمكن إجراء عملية الحرق إلا بموافقته، والسؤال هل يجوز له ذلك شرعا؟
ج: ليس له ذلك؛ لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان، لا يوقع عليه لأجل إحراقه، هذا غير مشروع، إذا كان الميت مسلما لا يجوز التوقيع على إحراقه، وأما إذا كان كافرا فمحل نظر، والأحوط له ألا يوقع؛ لأنه غير مشروع إحراق الكافر، فالأحوط ألا يوقع، لكن إذا اضطر إلى ذلك، فالأمر سهل بالكافر، أما المسلم لا يوقع.
س 21: هناك بعض الإخوان يقولون بوجوب دعوة الكفار، على كل مسلم مستطيع، وأنه يجوز للمسلم أن يقيم بين الكفار ويتشبه بهم في سبيل دعوتهم إلى الإسلام، وأن هذه الدعوة لا تحتاج إلى علم ولا فقه، استنادا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:«بلغوا عني ولو آية (1) » . ما صحة قولهم
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3461) ، سنن الترمذي العلم (2669) ، مسند أحمد بن حنبل (2/159) ، سنن الدارمي المقدمة (542) .
هذا، وهل هناك فقه خاص لمثل هذه الدعوة، وهل هذه الدعوة فرض عين أم فرض كفاية؟
ج: لا يجوز الإقامة بين أظهر المشركين، إذا كان لا يستطيع إظهار دينه، لا تجوز الإقامة بينهم، إلا إذا كان يستطيع إظهار دينه، إظهار التوحيد والصلاة وأعمال الخير، ولا يجوز التشبه بالكفار ولو لقصد دعوتهم، لا يجوز التشبه بهم ولكن يدعوهم حسب علمه، يقول لهم: قولوا: لا إله إلا الله، ويعلمهم معنى لا إله إلا الله، على حسب علمه، ويعلمهم فرائض الدين، ولو كان ما عنده علم واسع على قدر علمه، «بلغوا عني ولو آية (1) » ، يعلمهم القرآن، وإذا أسلموا يقول لهم: اشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويؤمنون بالرسول صلى الله عليه وسلم، ويتبعونه، يعلمهم مما أعطاه الله حسب التيسير، لكن إذا كان هناك من هو أعلم منه، يستعين به حتى يبلغ أكمل، كلما كان البلاغ أكمل، صار أنفع للمدعو وأعظم للأجر، وإلا فالإنسان يبلغ حسب طاقته.
(1) صحيح البخاري أحاديث الأنبياء (3461) ، سنن الترمذي العلم (2669) ، مسند أحمد بن حنبل (2/159) ، سنن الدارمي المقدمة (542) .
4 -
العبادة هي توحيد الله وطاعته
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد (1) : فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (2){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (3) .
ربنا جل وعلا يأمر عباده المؤمنين في آيات كثيرات بتقوى الله؛ لأن التقوى جماع الدين، وهي العبادة التي خلق الناس لها وأمروا بها في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (4)، وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (5) ، وهي العبادة التي بعث بها الرسل
(1) محاضرة عبر الهاتف ألقاها سماحته في إحدى الجمعيات الخيرية بدولة الكويت بتاريخ 20\8\ 1418هـ.
(2)
سورة الأحزاب الآية 70
(3)
سورة الأحزاب الآية 71
(4)
سورة الذاريات الآية 56
(5)
سورة البقرة الآية 21
عليهم الصلاة والسلام، يقول سبحانه:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} (1) .
هذه العبادة هي توحيد الله وطاعته، وهي التقوى والإيمان، وهي البر والهدى؛ كما قال سبحانه:{وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى} (2)، وقال تعالى:{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى} (3)، وقال:{وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (4) الآية.
فالواجب على جميع المكلفين من الجن والإنس، والعرب والعجم، والذكور والإناث، الواجب عليهم جميعا أن يتقوا الله، وذلك بتوحيده والإخلاص له، واتباع رسوله عليه الصلاة والسلام، هذه العبادة التي خلقوا لها، وأصلها وأساسها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، هذا أساس الدين وأصله؛ الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، معناها: لا معبود حق إلا الله، يشهد المؤمن والمؤمنة بأنه لا معبود حق إلا الله، ويشهد أن
(1) سورة النحل الآية 36
(2)
سورة النجم الآية 23
(3)
سورة البقرة الآية 189
(4)
سورة البقرة الآية 177
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي العربي، المكي ثم المدني هو رسول الله، صلى الله عليه وسلم حقا، وأن الواجب اتباعه والإيمان بما جاء به وتصديقه، واتباع شريعته، هذا هو الواجب على الجميع، قال تعالى:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} (1)، وقال سبحانه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (2) .
هذه العبادة التي خلقوا لها، أن يخصوا الله بالعبادة: بدعائهم وخوفهم ورجائهم، وذبحهم واستغاثتهم وصلاتهم وغير هذا، وعليهم مع هذا أن يشهدوا أن محمدا بن عبد الله بن عبد المطلب، هو رسول الله حقا إلى جميع الثقلين، جنهم وإنسهم، عربهم وعجمهم، ذكورهم وإناثهم، على جميع المكلفين أن يشهدوا بذلك، يشهدوا أنه لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، ويشهدوا أن محمدا بن عبد الله هو رسول الله حقا إلى جميع الثقلين الجن والإنس، وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي، كما قال تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} (3)
(1) سورة الإسراء الآية 23
(2)
سورة البينة الآية 5
(3)
سورة الأحزاب الآية 40
وقال تعالى: {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} (1) ، وبعد ذلك أيضا يلزم الإيمان، وبقية أركان الإسلام: الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت (2) » هذه الأركان لا بد منها مع الإيمان بالله، وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، هذه أصول الإيمان الستة، ويتبع ذلك جميع ما أمر الله به ورسوله يتبع الإيمان والإسلام كل ما أمر الله به ورسوله، كما يدخل في ذلك ترك كل ما نهى الله عنه ورسوله، كله داخل في الإسلام والإيمان، فعلى جميع المكلفين أن يؤمنوا بالله ورسوله، وأن يؤمنوا بالأركان الستة للإيمان، وأن يعملوا بالأركان الخمسة للإسلام: الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، ويؤمنوا بأنها فرض
(1) سورة الأعراف الآية 158
(2)
أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء بني الإسلام على خمس برقم 2609.
على الجميع، كما أن عليهم أن يؤمنوا بأن الله حرم عليهم الشرك، وحرم عليهم جميع المعاصي التي بينها الله في كتابه، وبينها رسوله عليه الصلاة والسلام، من الزنا والسرقة وشرب المسكر والربا، وغيرها مما حرمه الله، يجب على جميع المكلفين الإيمان بكل ما أوجبه الله، والإيمان بكل ما حرمه الله، وعليهم العمل، وذلك بأداء فرائض الله، وترك محارم الله، والوقوف عند حدود الله، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، ويشرع لهم المسارعة إلى الخيرات، في النوافل؛ لأنها يكمل بها الفرائض.
يشرع لكل مؤمن ومؤمنة المسارعة إلى الخيرات، صلاة النافلة، صدقة النافلة، الإكثار من ذكر الله، حج النافلة، عمرة النافلة، إلى غير ذلك مما شرع الله من النوافل، ومتى سارع المؤمن إلى ذلك وسابق إلى ذلك، صار من المقربين مع الطبقة العليا، فإن طبقات المسلمين ثلاث:
الطبقة الأولى: الظالم لنفسه، صاحب المعاصي.
الطبقة الثانية: المقتصد، الذي أدى الفرائض وترك المحارم.
الطبقة الثالثة: المقربون، وهم السابقون للخيرات، مع أداء
الفرائض، يسارعون إلى الطاعات والأعمال الصالحات التي لا تجب عليهم، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه.
فالوصية لأبنائي الطلبة، ولجميع المستمعين أن يتقوا الله في كل مكان، وفي كل حال، وفي كل زمان، وأن يستقيموا على دين الله، وأن يحذروا محارم الله، وأن يقفوا عند حدود الله يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، عملا بقوله سبحانه:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (1){نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ} (2) يعني ما تطلبون. {نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} (3)، وقال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (4) أولئك {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (5) ، وقال سبحانه لنبيه عليه الصلاة
(1) سورة فصلت الآية 30
(2)
سورة فصلت الآية 31
(3)
سورة فصلت الآية 32
(4)
سورة الأحقاف الآية 13
(5)
سورة الأحقاف الآية 14
والسلام: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ} (1) .
فالواجب على جميع المكلفين الاستقامة، يعني الثبات على الحق، والسير عليه من أداء الفرائض، وترك المحارم حتى الموت، هذا الواجب على الجميع، أن يتقوا الله ويلزموا حقه، يلزموا أداء الفرائض وترك المحارم عن إيمان بالله ورسوله، وعن رغبة فيما عند الله، وعن إخلاص وصدق، يرجون ثواب الله ويخشون عقابه، حتى الموت، ولهذا قال الله سبحانه لنبيه:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (2)، وقال سبحانه:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (3) .
هذا الواجب على الجميع أن يتقوا الله، وأن يستقيموا على دينه، وأن يتركوا محارمه، وأن يحبوا في الله وأن يبغضوا في الله، ويوالوا في الله ويعادوا في الله، لهذا خلقوا وبهذا أمروا، وذلك هو العبادة التي هم مخلوقون لها، في قوله سبحانه:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (4)
(1) سورة هود الآية 112
(2)
سورة الحجر الآية 99
(3)
سورة آل عمران الآية 102
(4)
سورة الذاريات الآية 56
وهي العبادة التي خلقوا لها في قوله: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (1) .
فالواجب المجاهدة في هذا، سؤال الله التوفيق، كل واحد يسأل ربه التوفيق والإعانة، يقول الله سبحانه:{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (2)، ويقول سبحانه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (3){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (4)، ويقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (5)، ويقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} (6)، ويقول:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (7){يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (8) .
(1) سورة البقرة الآية 21
(2)
سورة العنكبوت الآية 69
(3)
سورة الطلاق الآية 2
(4)
سورة الطلاق الآية 3
(5)
سورة الطلاق الآية 4
(6)
سورة الطلاق الآية 5
(7)
سورة الأحزاب الآية 70
(8)
سورة الأحزاب الآية 71
فمن اتقى الله، وحفظ لسانه، واستقام أصلح الله له العمل، وغفر له الذنب، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، هذه هي التقوى، من يطع الله ورسوله، هذه هي التقوى، وهذا دين الله، وهذا هو الإيمان بالله ورسوله، {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (1) .
نسأل الله أن يوفق الجميع للعمل النافع، والعمل الصالح، وأن يمنحنا وإياكم جميعا الفقه في دينه، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
والوصية مرة أخرى: العمل بما ذكرنا، والدعوة إلى الله أن تعملوا وأن تكونوا دعاة إلى الله، في كل مكان ترجون ثواب الله وتخشون عقاب الله، عملا بقوله سبحانه:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (2)، وعملا بقوله سبحانه:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} (3) .
(1) سورة الأحزاب الآية 71
(2)
سورة فصلت الآية 33
(3)
سورة النحل الآية 125