الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
س 9: ما صحة
حديث «إن الله خلق آدم على صورته
(1) » " أو " على صورة الرحمن "؟
ج: حديث صحيح، خلق آدم على صورته، يعنى سميعا بصيرا يتكلم، له عين وله يد وله قدم، وليس معناه المشابهة، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} (2) سبحانه، {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} (3) . لكن معناه خلقه الله على صورته سميعا وبصيرا، له وجه، له يد، له قدم، يعلم ويسمع ويبصر، هكذا قال أهل السنة كأحمد وإسحاق وغيرهم رحمة الله عليهم.
(1) مسند أحمد (2/244) .
(2)
سورة الشورى الآية 11
(3)
سورة الإخلاص الآية 4
س 10: هناك من يتلفظ بألفاظ فيها الاستعانة بالجن، والدعاء أو الحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم، عندما ينبه يقول اعتاد عليها لساني، فما الحكم في ذلك؟
ج: يجب أن يعود لسانه الكلام الطيب، ويحذر الكلام المنكر، وليس هذا بعذر، يجب أن يحفظ لسانه عما حرم الله،
والاستغاثة بالجن ودعاء الجن من الشرك بالله جل وعلا، قال تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (1) . كان كثير من العرب في جاهليتها تعبد الجن، وتستعيذ بهم وتخافهم، فالواجب على المؤمن أن يحذر ذلك وأن يثق بالله، ويعتمد على الله ويستعيذ بكلمات الله التامات، ليلا ونهارا من شر ما خلق، ويقيه الله شرهم يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، في ليله ونهاره في أي منزل وفي أي مكان، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، يكررها ثلاثا أو أكثر دائما: صباحا ومساء، وينجيه الله من شرهم، وهكذا إذا قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات، صباحا ومساء، هذا من أسباب العافية من كل شيء، وهكذا قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين صباحا ومساء: ثلاث مرات، بعد الفجر وبعد المغرب من أسباب السلامة من كل شر، المقصود أن الواجب عليه أن يحفظ لسانه عما حرم الله من فعل الكلام الرديء، لا من دعائه
(1) سورة الجن الآية 6
للجن ولا من الحلف بغير الله، ولا بغير هذا من سائر الكلام المنكر، وليس له عذر بقوله اعتاد لسانه بل يحذر، ويحفظ لسانه عما حرم الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت (1) » . والله يقول في كتابه العظيم: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (2) . فهو مسئول عن كلامه، فعليه أن يحفظ لسانه، عن كل ما حرم الله، من الغيبة والنميمة والسب، دعاء الجن، التوسل بالمخلوقات إلى الله، كأن يتوسل بالنبي أو بجاه النبي، أو بحق النبي كل هذا لا يجوز؛ التوسل يكون بدعاء الله وتوحيده، التوسل بالإيمان به سبحانه، واتباع الشريعة التوسل بأعمالك الصالحة، كل هذا طيب. اللهم إني أسأل بإيماني بك،. بمحبتي لك، باتباعي نبيك صلى الله عليه وسلم ببري والدي، بصلتي للرحم، بأدائي للأمانة، يتوسل بأعماله مثل أصحاب الغار، توسلوا إلى الله بأعمالهم الصالحة، فأنجاهم الله وفرج كربتهم، أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن
(1) أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، برقم 6018.
(2)
سورة ق الآية 18
ثلاثة من الذين قبلنا، آواهم المبيت والمطر إلى غار، فدخلوا فيه من أجل المطر والليل، ليبيتوا فيه، فأنزل الله صخرة تدحرجت من أعلى الجبل، حتى سدت عليهم الغار، ولم يستطيعوا لها دفعا، فقالوا فيما بينهم: لن يخلصكم من هذه الصخرة، إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، فأنجاهم الله منها، قال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران، وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، الغبوق يعني الحليب في أول الليل، من عادة البادية شرب الغبوق في الليل، إذا حلبوا الإبل، فكان يأتي بالحليب ليسقي والديه، قبل أهله، فنأى به طلب الشجر ذات ليلة، فتأخر فجاءهما ووجدهما نائمين، فكره أن يوقظهما، وبقي واقفا بالقدح ينتظر إيقاظهما، والصبية عنده يتضاغون يريدون الحليب، من شدة حبه لوالديه وبره لهما، بقى واقفا حتى طلع الفجر، فاستيقظا، فسقاهما، ثم قال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قال الثاني: اللهم إنه كان لي ابنة عم من أحب الناس إلي، فراودتها عن نفسها - يعني بالزنى -
فأبت علي، فألمت بها سنة شديدة - يعني حاجة - فجاءت إلي تطلب الرفد وسد الحاجة، فقال لا، حتى تمكنيني من نفسك - يعني حتى تسمح له بالزنى - فعند الضرورة سمحت، فلما جلس بين رجليها، قالت: يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، وقد أعطاها مائة دينار أو عشرين دينارا، مائة جنيه أو عشرين جنيها، فلما قالت له: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، خاف من الله وقام وتركها، وترك الذهب لها، ثم قال في هذه الحادثة: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، يعني ترك الزنى وترك الذهب خوفا منه، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة قليلا أيضا، لكن لا يستطيعون الخروج، ثم قام الثالث، فقال: اللهم إنه كان لي أجراء - عمال عنده - فأعطيتهم حقوقهم إلا واحدا، بقي له الحق عندي، فنميته وثمرته في إبل وبقر وغنم وعبيد، انتظر مجيئه ليأخذ حقه، صار يتصرف فيه يتجر فيه، اشترى منه إبلا ونعما، في جعله والباقي آصع من شعير، أو من ذرة أو من أرز، فنمى هذا المال، نماه، تاجر فيه، واشترى منه الإبل والبقر والغنم والرقيق، فجاءه بعد مدة، قال: يا عبد الله أعطني
حقي الذي خليت عندك. قال: يا فلان كل ما ترى من حقك، كله لك، هذه الإبل والبقر والغنم والعبيد، كلها من حقك، ثمرته لك، فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي، قال: إني لا أستهزئ بك هو من حقك خذه، فاستاقه كله، استاق الإبل والبقر والغنم والعبيد، ثم قال الرجل: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك، فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، وخرجوا، بأسباب أعمالهم الصالحة التي توسلوا بها إلى الله عز وجل، فنفعتهم عند الشدة، وأنجاهم الله بها عند الشدة، فتوسل إلى الله بإيمانك وتقواك، وبر والديك وأدائك الحقوق، وسيلة صالحة، وهكذا التوسل بتوحيد الله والإخلاص له، والإيمان به كله وسيلة صالحة، توسل إلى الله بأنك تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك تؤمن بالله ورسوله، وأنك تؤمن باليوم الآخر، كله وسيلة شرعية، اللهم إني أسألك بأسمائك وصفاتك، وسيلة شرعية، أما التوسل بمخلوقات فلا، جاه النبي، أو بحق النبي أو بجاه فلان، أو شرف فلان، وسيلة باطلة ما تنفع، ليست وسيلة شرعية.
س 11: أخ يسأل عن بعض الجماعات الإسلامية، مثل جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين، ويقول: هل هؤلاء من أهل السنة والجماعة؟
ج: كلهم عندهم نقص، جماعة التبليغ وجماعة الإخوان المسلمين، يجب أن يحاسبوا أنفسهم وأن يستقيموا على الحق، وأن ينفذوا ما دل عليه الكتاب والسنة، في توحيد الله والإخلاص له، والإيمان به واتباع شريعته، وعلى الإخوان المسلمين وفقهم الله أن يحاسبوا أنفسهم وأن يحكموا شرع الله فيما بينهم، وأن يستقيموا على دين الله: قولا وعملا وعقيدة، وأن يحذروا مخالفة أمره أينما كانوا، وعلى جماعة التبليغ أيضا أن يحذروا ما كان يفعله أسلافهم من تعظيم القبور، والبناء عليها أو جعلها في المساجد أو دعائها والاستغاثة بها، كل هذا من المنكرات، والاستغاثة بها من الشرك الأكبر، فعليهم أن يحذروا ذلك، لهم نشاط في الدعوة إلى الله، وكثير منهم ينفع الله به الناس، لكن عند أسلافهم عقيدة غير صالحة، فيجب على الخلف أن يتطهروا منها، وأن يحذروا العقيدة الرديئة وأن يستقيموا على توحيد الله حتى ينفع الله بهم وبجهادهم.
س 12: روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إنا كنا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم نقول في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، وبعد وفاته كنا نقول السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، فهل هذا صحيح، وهل نقوله في التشهد؟
ج: المشروع أن يقولوا بما علم النبي الصحابة، علمهم أن يقولوا:" السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " فنقول كما علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم، علم الصحابة ولم يقل لهم إذا مت غيروا، علمهم وهم يسافرون، يذهبون في البلاد البعيدة، يقولون: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، يعني يدعون له، السلام عليك هو دعاء له، بالسلامة والرحمة والبركة، وأيها النبي معناها استحضار، أيها النبي ما هو بمعنى أن يدعوه، يدعون له، السلام عليك يعني لك السلامة، لك العافية والرحمة والبركة من ربك، هو دعاء له صلى الله عليه وسلم، ليس يدعى هو، ولكنك تطلب الله له السلامة والرحمة، والبركة، ومن قال: السلام على النبي ورحمة الله وبركاته، فلا بأس، لكن الأفضل أن
يقول: كما علم النبي الصحابة: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، هذا هو الذي علمه النبي أمته، ومات على ذلك عليه الصلاة والسلام.
س 13: هل الدين خاص بشعائر معينة، أم هو شامل لكل أمور الحياة؟ وما الحكم فيمن يقول: إن الدين خاص بالمسجد، أو لا يتدخل في المعاملات والسياسة وما شابه ذلك؟
ج: الدين عام، يعم المسجد ويعم البيت ويعم الدكان، ويعم السفر ويعم الحضر ويعم السيارة ويعم البعير، يعم كل شيء:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} (1) . يعني في الإسلام كله، فالعبد عليه أن يتقي الله في كل شيء، وأن يسلم وجهه إلى الله في كل شيء، ليس في المسجد فقط، بل في المسجد والبيت، مع أهله ومع ضيوفه ومع جيرانه، وفي الأسواق مع إخوانه، في محل البيع والشراء، عليه أن يبيع كما شرع الله، ويحذر الربا ويحذر الكذب ويحذر الخيانة ويحذر الغش، وهكذا في جميع أحواله، الدين عام في كل شيء، الدين معك في كل شيء، في
(1) سورة البقرة الآية 208